الثلاثاء، 12 نوفمبر 2024

تقديم لكتاب (خيول وبنادق.. معارك ما بين النهرين خلال الحرب العالمية الأولى) تأليف كريس بيكو – ديفيد كاتو – مارتن جلبيرت وآخرون ترجمة محمد صكبان سعدون ، دار قناديل للنشر والتوزيع – بغداد 2024 بقلم: الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف




تقديم لكتاب (خيول وبنادق.. معارك ما بين النهرين خلال الحرب العالمية الأولى) تأليف كريس بيكو – ديفيد كاتو – مارتن جلبيرت وآخرون  ترجمة محمد صكبان سعدون ، دار قناديل للنشر والتوزيع – بغداد 2024

                 بقلم: الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

         أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

وكم كنت سعيدا ، والاخ والصديق الدكتور حسين مايع الكعبي مدير عام دار قناديل للنشر والتوزيع في بغداد ،يكلفني بكتابة تقديم لكتاب يود طبعه وهو بعنوان (خيول وبنادق ..معارك ما بين النهرين خلال الحرب العالمية الأولى ) . وسر سعادتي انني ومنذ نصف قرن كتبت رسالتي للماجستير عن (ولاية الموصل: دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922) وقدمتها الى كلية الآداب بجامعة بغداد وكان فيها فصلا قائما بذاته عن التاريخ العسكري لاحتلال ولاية الموصل وفيه اعتمدت على كتب عراقية ، وعربية ، واجنبية تناولت مراحل الاحتلال البريطاني للعراق 1914-1918 . ولا يتسع هذا الحيز لذكر بعض هذه الكتب فهي معروفة وقسم منها يعبر عن وجهة النظر البريطانية ، وابرزها كتاب موبرلي Moberly  الموسوم :

The Campain in Mesopotamia ويقع في ثلاثة أجزاء وصدر في لندن سنة 1924 .

وأود هنا أيضا، ان اشير الى ان هناك مؤرخون كتبوا عن احتلال العراق من وجهة نظر عثمانية تركية ومن هؤلاء محمد امين بك المقدم الركن ومدير شعبة الاستخبارات في الفيلق السادس العثماني والكتاب بعنوان ( بغداد وصوك حادثة ضياعي ) ، وطبع في استانبول في المطبعة العسكرية باللغة التركية سنة 1922.

ومن وجهة النظر العراقية وجدنا ان اول من أرخ للاحتلال البريطاني هو الأستاذ المحامي عباس العزاوي وفي المجلد الثامن من كتابه (تاريخ العراق بين احتلالين).

لم تكن الحرب العالمية الأولى 1914-1918 ، تسمى هكذا بل كانت تسمى (الحرب العظمى    The Great War   وبلاد ما بين النهرين  Mesopotamiaهو مصطلح استخدمه الإنكليز للدلالة على (العراق) بولاياته الثلاث البصرة وبغداد والموصل . 

وجميل من الأستاذ محمد صكبان سعدون ، وهو يترجم مباحثا عن حرب العراق ومعارك العثمانيين والانكليز في العراق ان يُسمي كتابه (خيول وبنادق ) ومع ان التكافؤ لم يكن حاصلا بين العثمانيين والانكليز في النواحي الفنية ، والعسكرية ، والتنظيمية الا ان العراقيين ومع العثمانيين قاوموا المحتلين الانكليز ، وحاصروهم في الكوت ، وعرضوهم للهزيمة الشنيعة . وفي الكتاب فصل عن ذلك . كما ان العراقيين في الشعيبة والبصرة قاوموا المحتلين واثخنوهم الجراح حتى ان القوات البريطانية لكي تحتل العراق خلال الحرب العظمى احتاجت اربع سنوات ، وبعدها ثار العراقيين سنة 1920 ثورتهم الكبرى ضد المحتلين الإنكليز،  واجبروهم على الموافقة على تأسيس الدولة العراقية الحديثة وتتويج فيصل بن الشريف حسين شريف مكة ملكا على العراق 1921-1933 .

لا  أريد ان ادخل في تفاصيل مراحل الاحتلال والمعارك التي شهدتها ارض العراق لكن أقول ان ثمة دوافع كانت وراء قيام بريطانيا العظمى Great Britain، وهكذا كانت تسمى الإمبراطورية التي لا تغرب الشمس عن مستعمراتها ، ومنها مصالح اقتصادية ، ومصالح سياسية ، وضرورات عسكرية وعوامل اخر تتعلق بإنضمام الدولة العثمانية ، وهي من كانت تحكم العراق منذ أوائل القرن السادس عشر ، الى المانيا في الحرب العظمى ولاشك ان حماية آبار النفط في الاحواز والخوف من اعلان الجهاد ضد بريطانيا كل هذه - يقول استاذي وشيخي الأستاذ الدكتور عبد الله الفياض في كتابه عن (الثورة العراقية الكبرى 1920) وصدر سنة 1963 -  أيضا دفعت بريطانيا الى ارسال حملة لاحتلال الفاو والبصرة بقيادة الجنرال دلامين W.S.Delamain  وقد بلغت الحملة قرية الفاو في 7 من تشرين الثاني – نوفمبر سنة 1914 واستولت عليها وابتدأت خطوات احتلال العراق لتنتهي بإعلان الهدنة في 30 تشرين الأول – أكتوبر سنة 1918 والقوات البريطانية على أبواب الموصل لهذا عندما تقدمت القوات البريطانية واحتلت الموصل بعد الهدنة ظهرت ( مشكلة الموصل) ، واستاذي وشيخي الأستاذ الدكتور فاضل حسين كتب عنها اطروحته للدكتوراه في جامعة انديانا بالولايات المتحدة الامريكية  سنة 1952 وكلنا نعرف تدخلت عصبة الأمم وقررت بعد اجراء استفتاء أهالي ولاية الموصل بصيرورة الموصل جزءا من الدولة العراقية الحديثة سنة 1926 .

الكتاب الذي بين أيدينا الفه عدد من الكتاب منهم كريس بيكو ، وديفيد كاتو ، ومارتن جلبيري وآخرون ، وطبيعي كتبوه من وجهة النظر البريطانية وارجو من القارئ ان يعلم ذلك والمترجم بذل جهودا في ترجمة الكتاب ووقف عند كل مراحل احتلال العراق من احتلال الفاو والبصرة ووقف عند معارك القرنة ، والشعيبة ، والعمارة ، والناصرية والسن ، وسلمان باك ، وشيخ سعد ، ووادي الفلاحات ، وام  الحنّة ، والدجيلة . وقد افرد اهتماما لحصار الكوت ونص رسالة الاستسلام التي وجهها الجنرال البريطاني طاونزند الى القائد العثماني خليل باشا ، ثم تناول الكتاب معركة الكوت الثانية ودخول القوات البريطانية بغداد يوم 11 آذار – مارس سنة 1917 وصدور اعلان القائد البريطاني ستانلي مود Stanley Maude   المعروف بأنه دخل محررا لا فاتحا ، وتلك نغمة يرددها الغزاة . ثم يتابع القوات البريطانية وهي تتقدم نحو سامراء ، ويتناول معركة الرمادي ، ومعركة خان البغدادي ، ومعركة تكريت ، ومعركة الشرقاط ، وإعلان هدنة مودروس ويلحق بالكتاب جدولا زمنيا بخطوات الاحتلال للعراق خلال الحرب العظمى 1914-1918 .

ارجو ان يحقق الكتاب هدفه بالتعريف بهذه المعارك الكبرى التي جرت على ارض بلاد ما بين النهرين خلال فترة حاسمة من التاريخ البشري.

 

 



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...