الاثنين، 6 نوفمبر 2023

القاص العراقي الكبير الاستاذ نزار عباس 1936-2003 في الذكرى ال (20) لوفاته

                                                        نزار عباس وعزيز السيد جاسم رحمهما الله 


 نزار عباس 1936-2003  القاص والكاتب والصحفي العراقي في الذكرى ال (20) لوفاته
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل 
في يوم 5من تشرين الثاني - نوفمبر سنة 2003 توفي القاص والكاتب العراقي المرحوم الاستاذ نزار عباس عن عمر ناهز ال ( 67) عاما . وفي الصورة الاول من اليمين ، مع الشهيد المفكر الكبير الاستاذ عزيز السيد جاسم .واتذكر ان الاستاذ الشاعر والصحفي الكبير الاستاذ سامي مهدي وكان صديقه قد نعاه في قصيدة رثاء مؤثرة قال فيها انه لم يستطع القيام بالواجب وحضور الجنازة لهذا خصص هذه القصيدة كمرثية له وتاريخها تشرين الثاني 2003 ، وبعنوان (كل شيء ينام ) رحمهما الله :
كل شيء ينام .........إلى نزار عباس
كلُّ نبضٍ ينامْ
كلُّ شيءٍ ينامُ
ولا ضوءَ يبقى ،
ولا ظلَّ ،
لا صوتَ ، إلاّ ويطبقُ جفنيهِ في غفوةٍ
حينَ يفشو الظلامْ .
فَنَمْ أنتَ ،
نَمْ حيثُ نمتَ ،
كما شئتَ ،
نَمْ هادئاً ،
نَمْ عميقاً ، صديقي ،
فليلُكَ هذا طويلٌ ،
ولا فجرَ تصحو له
بعدَ أن نمتَ ،
ليلٌ طويل
طويلٌ ،
وها نحنُ نتركُ سمّارَهُ
ليناموا ،
ونطفئُ آخرَ أضوائنا
لننامْ .
والاستاذ نزار عباس ، لمن لايعرفه من ابناء هذا الجيل هو نزار عباس زيدان العاني ، قاص مبدع ارخ له الاستاذ حميد المطبعي رحمه الله في موسوعة (اعلام وعلماء العراق ) وقال انه من مواليد بغداد سنة 1936 ، وهو خريج قسم اللغة العربية بكلية الاداب - جامعة بغداد سنة 1963. عمل مدرسا في المدارس المتوسطة والثانوية ، وبعدها توجه الى الصحافة وعمل في جريدة (الثورة ) البغدادية .كان ذلك في مطلع السبعينات من القرن الماضي ، وكان محررا للشؤون الثقافية وبعدها مسؤولا عن المكتبة والمعلومات ، وهو من الاعضاء الاوائل في الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين ببغداد ، وله مجموعة قصصية اصدرها سنة 1972 بعنوان ( زقاق الفئران) . وفي سنة 1989 اضاف لها قصصا اخرى ونشرها بعنوان (زقاق الفئران وقصص اخرى) وقد كتب عنه كثيرون منها الناقد الاكاديمي الكبير المرحوم الاستاذ الدكتور علي جواد الطاهر .. كما كتب عنه الناقد الكبير الاكاديمي الاستاذ الدكتور عبد الاله احمد ، وللمرحوم الاستاذ نزار عباس طريقة خاصة في كتابة القصة وباسلوب حاول فيه ان يكون اسلوبا معاصرا وله الكثير الكثير من المقالات المنشورة ، وانجازاته المعرفية تصلح ان تكون موضوعا لاكثر من دراسة اكاديمية عالية ، وكان دوما يردد مقولته التي يؤمن بها وهي " ان ما يهدف اليه هو ان يجعل الناس سعداء ؛ لهذا فهو من خلال كتاباته ، يعمل من اجل مستقبل افضل للانسان" .
القاص والروائي والكاتب والاديب والصحفي الصديق الاستاذ شوقي كريم ، يعد القاص نزار عباس أحد اساتذته أو احد من تعلم منهم ، لهذا كتب مرة يقول وبعنوان ( نزار عباس..الوجود القلق ) .. صاخب حياتي ، يتحدث بمعرفية الذي لايريد للحياة الاستمرار بشكلها الصاخب ، والمقيت، عقله لاينتج سوى القلق المليء بالاسئلة المثيرة للجدل ،سليل وجودية سارتر ، وكامو ، وكيركيجارد بلهفة المعجب ، والمنتمي،انتمى الى السدر القصصي القصير لينتج وحيدته المهمة (زقاق الفئران) التي اثارت جدلاً ، وحركت النقدية العراقية،،كان خبير مجموعتي القصصية ( رباعيات العاشق) ،،وحين قيل لي توجست منه خيفة ، لان ثمة تقاطعات كبيرة بين ما أكتب ويكتب،لكنه ارسل في طلبي ليقول لي..انت تدخل بوابات جحيم لوحدك وقد ثبت ماقال
على غلاف المجموعة متباهياً ومتفاخرا ، نزار عباس واحد من القصاصين الذين تفردوا في هذه المرحلة بالكتابة في سرديات الأمثولة .. نزار عباس الذي أتهمه النقد العراقي ، كما أتهم من قبله محمد روزنامجي بأنه وجودي نابٍ عن الرّكب، لأنه غرد خارج السّرب. أمّا نزار عباس وثلة من القصاصين ، فإنهم رصفوا في خانة ضيقة أُطلق عليها جيل الوسط الضائع، وقصة «اللعنة» لنزار عباس المنشورة في العدد الخامس من مجلة «الأقلام» عام 1988 ، هي مثال وافٍ على مجمل تجربته القصصية. يقول عنه القاص محمد خضير في أحد مقالاته: كان مزاجَ قاصّ الخمسينات الآخر (نزار عباس) الذي اعترف مثل صاحبه محمد روزنامجي، في مقابلة صحفية أيضا، أنه أخفى نصوصاً من ذكرياته في دفتر كان يخبئه تحت وسادته، لكنّه ضاع منه، أو أتلفه خوفاً من أن تطغى مادةُ (سكيجاته) الصحفية على خيال قصصه القصيرة المسترسل، الذي لم يُفلح إلا في إصدار مجموعة واحدة منها فقط عنوانها (زقاق الفئران) .علمني نزار عباس..ان السير ضمن مجموع ، لايفكر بالمغايرة ، ويؤمن بما هو سائد لا يقدم ما هو مثير للدهشة والدافع الى المتابعة ، يقول كن فطناً امشِ مع الجمع ، واجعل خطوك وحدك!!" .
رحم الله الاستاذ نزار عباس ، وطيب ثراه ،وجزاه خيرا على ماقدم لمجتمعه ولوطنه وامته وللانسانية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...