السبت، 26 يونيو 2021

تاريخ الدراسات العليا في تخصص التاريخ في العراق : البدايات الاولى


 


تاريخ الدراسات العليا في تخصص التاريخ في العراق : البدايات الاولى


- ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس - جامعة الموصل


الذي اريد ان اقوله ان الجيل الاول من ممثلي المدرسة التاريخية العراقية تخرجوا من جامعات اوربية وامريكية .لم تكن في العراق كليات تعطي شهادات عليا لذلك اعتمدت الدولة العراقية الحديثة منذ تأسيسها سنة 1921 اسلوب ارسال الطلبة في بعثات واول بعثة عراقية كما ذكرت ذلك في كتابي ( تطور التعليم الوطني في العراق) كانت في السنة 1921 -1922 . وتألفت اول بعثة من عشرة مرشحين شباط 1922 وبعد سنوات ارتفع العدد الى (93) طالبا سنة 1928-1929 وقد عاد الفوج الاول من طلبة البعثات سنة 1926 فاحتوتهم دور المعلمين والمدارس الثانوية .
في ما يتعلق بالدراسات العليا في مجال التاريخ اقول انه وبعد ان تأسست جامعة بغداد بعد صدور قانون جامعة بغداد في ايلول سنة 1956 وتنفيذه بعد سنة ، وتعيين الدكتور متي عقراوي اول رئيس لجامعة بغداد 1957 -1958 ظهرت فكرة فتح دراسة الماجستير وانشاء قسم للدراسات العليا حين تداول مجلس جامعة بغداد بجلسته الثالثة عشرة المنعقدة بتاريخ 18 ايار – مايس سنة 1959 امكانية فتح المجال في بعض اقسام الكليات للدراسات العليا وخاصة الماجستير ووضعت لائحة منح درجة الماجستير في الآداب اقرها مجلس جامعة بغداد بتاريخ 13 نيسان 1960 .
وكان قسم ( التاريخ) واحدا من الاقسام التي تقرر فتح دراسات عليا فيه ، حيث بدأ القبول والتسجيل لمرحة الدراسات العليا في جامعة بغداد في العام الدراسي 1960-1961 في التاريخ – الزراعة – الطب – الكيمياء – الهندسة المدنية فقط .
في دليل جامعة بغداد 1963-1963 وردت معلومات قيمة عن الدراسات العليا في جامعة بغداد وهي الجامعة الام ومما تم التأكيد عليه : " ان اقسام الدراسات العليا تقوم بتقديم المناهج الدراسية للمرحلة التعليمية التي تلي مرحلة البكالوريوس وتستهدف تهيئة الباحثين والعلماء الذين يعملون على تحصيل المعرفة بواسطة البحث والتتبع المستقل كما يقومون بحفظ هذه المعرفة ونشرها " .
وفكرة انشاء قسم للدراسات العليا في بعض كليات جامعة بغداد ظهرت بعد ثورة 14 تموز 1958 وشرع في تحقيقها حينما تداول مجلس جامعة بغداد بجلسته (13) المنعقدة في 18/5/ 1959 امكانية فتح المجال في بعض اقسام الكليات للدراسات العليا وخاصة الماجستير .
وفي فترات لاحقة شكلت لجان لتضع انظمة درجة الماجستير في كليات جامعة بغداد وكانت النتيجة موافقة المجلس بجلسته (12) في 18/11/ 1959 على الصيغة النهائية للائحة نظام منح ماجستير -علوم كذلك وافق المجلس بجلسته (23) المنعقدة في 13/4/ 1960 على لائحة نظام منح درجة ماجستير في الاداب وبدأ القبول والتسجيل لمرحلة الدراسات العليا في السنة الدراسية 1960-1961 في الاقسام التالية : التاريخ - الزراعة -الطب -الكيمياء - الهندسة المدنية.وفضلا عن الاقسام هذه تم في السنة الدراسية 1961-1962 قبول طلبة دراسات عليا في اقسام اثار - الجغرافية - طب الاسنان - اللغة العربية - البايولوجي (علوم الحياة) والميكروبيولوجي .ونشر نظام منح درجة ماجستير علوم من جامعة بغداد ونظام منح درجة ماجستير في الاداب وتم التأكيد على عدم قبول اي مدرس على الملاك الثانوي في الدراسات العليا الا بعد استحصال موافقة مديرية التعليم العامة - الثانوي بوزارة المعارف (التربية ) وفي السادس من ايار سنة 1962 قرر مجلس جامعة بغداد الموافقة على انشاء عمادة للدراسات العليا . وظلت هذه العمادة قائمة حتى السنة 1975 وكنت انا واحدا ممن قبلته جامعة بغداد في الدراسات العليا عبر (عمادة الدراسات العليا ) في جامعة بغداد وكنت مدرسا في متوسطة فتح في الشورة فاقتضى الامر الحصول على منحي اجازة دراسية وقد اجتزت امتحانا تحريرا ومقابلة وعندئذ تم قبولي في قسم التاريخ بكلية الاداب -جامعة بغداد وكانت الرسائل التي نكتبها ترسل الى خبير خارج العراق يجيز مناقشتها وقد نوقشت في رسالتي (ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922) باشراف المرحوم الاستاذ الدكتور عبد القادر احمد اليوسف . وبعد ان اكملت عدت الى مدرستي وبعدها تم نقل خدماتي من وزارة التربية الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وعينت مدرسا مساعدا في قسم التاريخ بكلية الاداب - جامعة الموصل وباشرت يوم 17 ايلول سنة 1975 .
اعود الى الايام الاولى لانشاء دراسات عليا في العراق فاقول ان الموافقة حصلت على تأسيس معهد عال بجامعة بغداد باسم ( معهد الدراسات الاسلامية العليا ) ، وباشر اعماله في منح شهادة الماجستير في السنة الدراسية 1962-1963 وطبعا كانت هناك (دائرة للدراسات العليا في جامعة بغداد ) ،وهي من كانت تدير الدراسات العليا .
في دراسات التاريخ العليا ، تم التركيز في جامعة بغداد على التاريخ الاسلامي ، واول دورة في دراسات التاريخ الحديث كانت في اوائل السبعينات ، واول من نوقشت رسالته في التاريخ الحديث كان هو الاستاذ الدكتور محمد مظفر الادهمي وكان عنوان رسالته (المجلس التأسيسي العراقي ) سنة 1972 بأشراف استاذي المرحوم الاستاذ الدكتور فاضل حسين وكنت انا اشتغل على رسالتي الموسومة ( ولاية الموصل :دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922) بإشراف استاذي المرحوم الاستاذ الدكتور عبد القادر احمد اليوسف وناقشها سنة 1975 .
الذي يهمني ان اذكره لكم ان الدراسات العليا في جامعة الموصل في التاريخ ابتدأت ايضا بالماجستير التاريخ الاسلامي مع اول العام الدراسي 1977-1978 والدكتوراه مع اول العام الدراسي 1986-1987 .
أما الماجستير في التاريخ الحديث فابتدأت الدراسات فيه اول العام 1985-1986 وكان لي شرف الاشراف على اول رسالة للماجستير في التاريخ الحديث وكانت بعنوان (دور العراق والاردن في السياسة العربية 1941-1958) للدكتورة خالدة ابلال صالح ونوقشت في 2-1-1988 وكان من ناقشها ثلاثة زملاء اعزاء لي هم الاستاذ الدكتور عماد احمد الجواهري رئيس اللجنة والاستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي والاستاذ الدكتور خليل علي مراد امد الله بأعمارهم ومتعهم بالعافية والبركة .
بنينا أُسس الدراسات التاريخية العليا في جامعة الموصل على قاعدة الدوائر ، وكان لي شرف الاسهام الفاعل في هذا ، والاسس هي ان نبدأ من (الموصل ) والعراق والدول العربية والدول المجاورة ثم العالم وافقيا وعموديا باتجاه التاريخ السياسي والتاريخ الاقتصادي والتاريخ الاجتماعي والتاريخ الثقافي ، والتأكيد على علاقات العراق الخارجية ودوره العربي والاقليمي والدولي والتركيز على ما افرزته الحضارة العراقية والعربية والاسلامية من ابداعات ومنجزات افادت الانسانية . 

هناك تعليق واحد:

  1. حياك الله أستاذنا الفاضل أمدك الله بالصحة والعافية ، وشكراً على كل ما قدمته في سلك التربية والتعليم الجامعي من اسهامات كثيرة حتى يومنا من اطلالات يعجز اللسان عن شكرها ، أما بخصوص الدراسات العليا فنح جيل ظلمنا كثراً نحن جيل التسعينيات ففي عام 1995 تم قبولي كطالب دراسات عليا قسم التاريخ كلية التربية وبدأت العمل والدراسة مع أستاذي الدكتور عمادالدين خليل لمدة أسبوعين ولكن طلب منا أن نجتاز اختبار كفاءة اللغة الإنكليزية بشكل مفاجئ ولم يمهلونا سوى اسبوعين فقط ، وكان للأسف الاختبار لطالب الطب والهندسة نفس الأسئلة لطالب التاريخ الذي لم يدرس أي مادة باللغة الإنكليزية طوال أربع سنوات لذلك لم نوفق في الاختبار فما كان من الإدارة إلا بمنعنا من استكمال الدرسة وكان ظلماً كبيراً لحقني وبصراحة يا دكتور حتى هذا اليوم هناك الكثير في خاطري على كل من كان سبباً في ذكك

    اشكرك جزيل الشكر يا دكتور فقد كنت رئيس القسم وكان الجانب الإنساني دائما بشخصك وكنت تراعي ظروف طلبة المحافظات خلال فترة التسعينيات إذ بان الحصار الاقتصادي ... شكري وتقديري لجنابكم ما حييت

    ردحذف

بديع الزمان الهمذاني ومقاماته - ابراهيم العلاف

  بديع الزمان الهمذاني ومقاماته - ابراهيم العلاف وكما وعدتكم في ان اتحدث لكم في كل يوم عن شاعر ، واقول انني اعود الى كتب تاريخ الادب العربي ...