#الدنك (المداغ) في محلتي محلة رأس الكور -الموصل
- ابراهيم العلاف
وانا ازور بيت جدي في رأس الكور بالجانب الايمن من مدينة الموصل 3-6-2021 بعد الذي حصل من تدمير خلال سيطرة عناصر داعش 2014-2017 وحرب تحرير الموصل منهم تفاجأت أن أمام بيت جدي هذا المداغ أي ( الدنك ) وعلمت بعدئد بعد حث الذاكرة ان هذا الدنك الذي التقطت لكم هذه الصورة عنه كان موجودا داخل بيت جيراننا كان في فناء دار بيت المرحوم السيد خليل وعندما هدمت الدور المجاورة وهدمت الجدران ظهر (الدنك ) أمام بيتا وأهل الموصل يعرفون الدنك معرفة جيدة وخاصة الذين هم من جيلي .
يقول الاستاذ ازهر العبيدي في كتابه (الموصل أيام زمان ) 1989ان قسما من البرغل وهو من الحنطة المسوقة يرسل عند عمل (الموني) أي المؤونة السنوية للبيت الموصلي يُرسل الى الدنك (المداغ) وهو ما ترونه امامكم لتعمل منه (المدقوقة ) .
والمداغ(الدنك) يتألف من قاعدة حجرية اسطوانية ضخمة وكبيرة يدور عليها عموديا قرص حجري كبير في وسطه عمود خشبي يمتد الى الخارج ليربط على رقبة بغل او حصان وبدوران الحيوان حول القاعدة يدور معه القرص العمودي على القاعدة فيؤدي هذا الى (جرش ) المواد التي تُفرش على القاعدة وتقشير البرغل الذي يوضع عليها بعد رشه بقليل من الماء . وتوضع على عيني الحيوان اغطية لكي يستمر في الدوران بشكل تلقائي .ويعيد صاحب الدنك وتسميه نسوة الموصل ( أبو الدنك ) الدقوقة الى البيت ليتم نشرها في السطح بعد ان يتم فصل القشر والذي يسمى (البوش) عن اللب وبعد ان تتيبس يجري تنقيحها بواسطة الصينية او بالهواء لفصل البوش الخفيق عن اللب وهو الذي تعمل منه (الحبية ) ويسميها اهل الموصل ( الكشكا) ويسمى (المدقوقة ) ...أما البوش فيستخدم وقودا للتنور .
الموصليون ومنذ سنوات طويلة وقد ادركتهم في الاربعينات من القرن الماضي يصنعون الموني اي المؤونة في البيت وليس كما يحصل اليوم يشترون البرغل والكشكا والمعجون والرز والدهن وكل ما يحتاجونه من الدكاكين المتخصصة ومن (المولات ) كانت المرأة الموصلية بارك الله بها هي من يعمل كل ما يحتاجه في البيت فالمعجون من الطماطة والبرغل من الحنطة والدهن مما في البيت وحتى اللحم ادركته يكبس في (بستوكات اي براني بلهجة الموصل ) . رحم الله جداتنا وامهاتنا برحمته الواسعة كن نساء عاملات .11-6-2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق