صفة الوفاء
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
اعتدت منذ أيام ان اكتب لكم يوميا موضوعا في صفحتي الفيسبوكية بعنوان (كلمتي ) . وسأحاول الاستمرار في هذا التقليد اليومي ، وارى ان ذلك ضروريا فأنا اليوم اريد ان اتحدث عن صفة انسانية نبيلة لابد ان نتشبث بها ونعتاد على ان نؤديها وهي ( صفة الوفاء ) و( الوفاء ) كما اقول دوما دليل على سمو الاخلاق وعلى رفعة من يحملها والانسان غير الوفي انسان جاحد ينكر الفضل ولايعرف قيمة ما يقدمه له الاخرون .
ولابد ان نتعلم على ان نكون اوفياء لاهلنا لمن ربونا آباء وامهات .. وكما هو معروف فإن الوفاء للاب والام ُيعد من ابرز الامور التي تجعل للانسان قيمة ، فمن لاوفاء له لوالدته او لامه او لمن رباه لاوفاء له للناس والله سبحانه وتعالى يدعونا الى ان نكون اوفياء لمن ربونا ولمن علمونا ولمن ساعدونا في محطات حياتنا .. والانسان الجاحد سوف لايجد في قابل ايامه من يرعاه ، ولا من يحبه ، ولا من يحترمه ، سيعيش ويموت ذليلا ، مكروها ، مهانا .
التلميذ الوفي ، والولد الوفي ، والصديق الوفي ، هو من نريد هو من يجب ان ندعو اليه ندعو لان يكون الولد وفيا لمن رباه ، وان تكون البنت وفية لمن رباها ، وان يكون الطالب وفيا لمن علمه ، وان يكون الصديق وفيا لصديقه لاتؤثر عليه مغريات الدنيا وسفاسفها وان لاتغيره على صديقه مهما ابتعدت المسافات ، ومهما وقع من حوادث .. أن تكون وفيا لوالدك ولوالدتك معناه انك انسان ، وان تكون وفيا لاساتذتك معناه انك انسان ، وان تكون وفيا لاصدقاءك معناه انك انسان .. ومن يتجرد من صفة الوفاء ، فهو ليس انسانا بل وحش ، وجاحد ، وآثم ، ومخطيء وسوف لن يجد يوما أحدا يقف معه سيكون مكروها من الجامع وينظر الى غيره وهو يتحسر وسوف يحصد ما جنته يده .. رأيت في حياتي اوفياء وجاحدين .. هكذا علمتني الحياة وهكذا يجب ان أذُكر من يريد ان يتذكر ويتعلم .
_______________________________________
*قدمت اليوم الاحد 19-5-2019 كحلقة ضمن برنامجي التلفزيوني الرمضاني اليومي ( حلو الكلام ) والذي أقدمه من على قناة ( الموصلية ) الفضائية وسبق ان نشرتها في جريدة ( فتى العراق) الموصلية العدد ( 203) في 23 شباط 2008 وبتوقيع مستعار هو ( ابو رائد ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق