اللواء الركن زكريا ذنون العلاف 1935-2018 .....وداعا
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
اللواء الركن زكريا ذنون محمد حسين العلاف (رحمه الله ) وقد توفي في يوم السبت 2-6- 2018 الموافق لليوم 17 من رمضان 1439 هجرية قبل أذان المغرب .....بعد معاناة مع المرض دامت خمس سنوات..... سيرته ومسيرته العسكرية حافلة بالعطاء . إنه من رجالات الجيش العراقي السابق .. تخرج في الكلية العسكرية العراقية وفي كلية الاركان .. تسلم مناصب عسكرية كثيرة .
ولد المرحوم اللواء الركن زكريا ذنون العلاف عام 1935 من عائلة موصلية تنتمي إلى قبيلة العبيد البوشاهر وال ذنون العلاف هم ابناء ياسين بن طه بن جادر بن دحام من محلة (باب العراق ) وابن عمه الصديق المربي الاستاذ محمد منير عون العلاف .
عمل مع والده ومع والدي خليل احمد الحامد العلاف كاتبا في سوق الحنطة اثناء دراسته ، وفي العطلة الصيفية وقد كنت اراه ، وانا طفل صغير، فهو يكبرني بعشر سنين ... تخرج في الإعدادية الغربية في منتصف الخمسينات من القرن الماضي ليدخل الكلية العسكرية ويتخرج مع زملائه ( الدورة 35 ) برتبة ملازم .. تدرج في السلك العسكري ، وارسل إلى انكلترا عام 1964 ليحصل على بعض التدريبات العسكرية ثم عاد إلى أحضان الوطن ليتزوج من كريمة المرحوم الحاج صديق أحمد المسبحجي.... ويكمل مسيرته العلمية والعملية حيث نال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية -كلية الاركان عام 1967 ...ثم أرسل إلى روسيا عام 1975 لينال شهادة الدكتوراه هناك وعند عودته عام 1977 لم تتم معادلتها في العراق بسب بعض المعوقات الإدارية انذاك مما ادى إلى حرمانه من بعض الامتيازات أسوة باقرانه........وقد شارك في عدة حروب منها حرب عام 1967 وحرب عام 1973 والحرب - العراقية الايرانية..... وقد رأيته عندما زار القوش وكان قائدا لما كان يسمى ( قوات زاخو ) .. كما كان رئيس اركان قيادة قوات اربيل 1981-1982 وكان قد تدرج في الترفيعات وشغل عدة مناصب ونال العديد من الانواط والأوسمة العسكرية...... واحيل إلى التقاعد برتبة لواء ركن عام 1987 .
. أما عن حياته الاجتماعية فقد رزق بأربعة بنات وولد واحد وهو السيد ( يحيى ) أكمل معظمهم الدراسة الجامعية وزوجهم جميعا من عوائل تليق بمقامه رحمه الله....ورزق ولده يحيى بولدين هما زكريا ، ومحمد ، وثلاث بنات.....وقد عمل بعد إحالته على التقاعد في مهنة صناعة الحلويات فترة طويلة ، وكان معمل الحلويات في سيف عمي المرحوم حازم احمد الحامد في موصل الجديدة ...ترك بعدها العمل الحر ليشغل نفسه بعبادة الله فلم يفارق قراءة القرآن إلا قبل وفاته بأيام قلائل ، وحج بيت الله الحرام عام 2004.
وكان رحمه الله ، ذو قلب رحيم يبادر إلى مساعدة المحتاجين ، ويبذل المعروف للجميع ، وكان أجود الناس على أهل بيته وذوي رحمه حيث كان يلتقي بجميع أقاربه ، واحبابه في جميع المناسبات ويجمع عائلته في جلسات ويتبادل معهم الأحاديث الودية وخاصة شقيقه الحاج احمد أبو اكرم .....ولم تفارق الإبتسامة وجهه إلى أن فارق الحياة في يوم السبت السابع عشر من رمضان 1439 الثاني من حزيران 2018 بعد معاناة من مرض عضال دام خمس سنوات بعد أن ترك سيرة واثرا طيبا في نفوس جميع من يعرفه.
اللواء الركن زكريا ذنون العلاف من اقربائي ، فوالده ذنون العلاف وجدي احمد الحامد اولاد خالة .كما انه صديقي وكان يزورني عندما كنت مديرا لمركز الدراسات التركية - الاقليمية في جامعة الموصل .... أخي ابا يحيى والله افتقدناك في هذا الزمن الصعب لقد كنت عسكريا فذا وانسانا نبيلا . استذكرتك اليوم مع انني قد كنت بعيدا عنك لفترة لكنني كنت اشعر انني قريب منك عرفتك عن كثب عرفتك بحزمك وانضباطك وحبك لوطنك وسعيك من اجله . استذكرتك مع الاخ والصديق اللواء الركن ازهر العبيدي حفظه الله ومع صهرك زوج ابنتك الاخ الاستاذ غسان محمد ...نم قرير العين فقد قدمت ما يمكنك تقديمه لبلدك وانا لله وانا اليه راجعون .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق