موجز تاريخ العراق ودور تجربة الموصل فيه ( A Concise History of iraq ..The Mosul Experience ) .............موسوعة للدكتور مساعد الحسيني
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
كثيرا ما كنا نؤكد اننا في حاجة شديدة الى كتاب موسوعي يتحدث عن تاريخنا العربي الاسلامي وعن تاريخ العراق وعن تاريخ الموصل باللغة الانكليزية .وقد يقول قائل ان هناك كتبا ودراسات وموسوعات كتبها باحثون ، ومستشرقون . ونقول نعم توجد لكن هذه الكتب والموسوعات لم تكتب بالروحية أو المنهج الذي يعبر عن ذواتنا من الداخل ، وتلك مسألة كنا نعاني منها الى ان كتب الاخ والصديق الدكتور مساعد الحسيني كتابه الرائع الموسوم : ( A Concise History of iraq ..The Mosul Experience ) .وقد صدر من الكتاب لحد الان ثلاث مجلدات 2015 في Vienna-Virginia - USA . والكتاب حهد عائلي لآل الحسيني وقد وجدنا المؤلف يشكرالسيدة زوجته ميادة وابنتيه عايدة وتمارا لجهودهما في مساعدته في إنجاز كتابه الموسوعي . والكتاب مهدى لكل طفل عراقي ولد في العراق وفي الشتات .
أود انا من جانبي ان اشكر المؤلف الكريم الدكتور مساعد الحسيني على اهدائي الاجزاء الثلاثة من الكتاب والتي ستليها الاجزاء الاخرى والكتاب بأجزاءه الثلاثة الان بين يدي وقد وصلتني عبر ابن شقيقته الدكتور هيثم البكري مشكورا .
وكما قلت له أمس الخميس 19-7-2018 ، ونحن نتواصل هاتفيا حيث يعيش في الولايات المتحدة الاميركية منذ سنين طويلة : ان الكتاب موسوعة ، وانه جهد علمي ، وثقافي عظيم ، وانه إضافة نوعية للكتابات التاريخية عن العراق ورأسه الموصل كما كان يحلو للملك فيصل الاول ملك العراق الاسبق 1921-1933 أن يسمي الموصل ويقول عنها أنها ( رأس العراق ) .
لذلك فالكتاب - الموسوعة ، سيكون للقراء والمتتبعين والنقاد مصدرا ثرا يجدون فيه بغيتهم في الوقوف عند المعالم الرئيسة لتاريخ العراق بعبارات رشيقة ، وبإسلوب بليغ .
والكتاب -الموسوعة هو من نمط ( التاريخ العام ) ، وكم نحن بحاجة الى هكذا نمط من الكتابات .فالجزء الاول يتناول تاريخ العراق منذ العصر الجليدي حتى ظهور الاسلام . والجزء الثاني يقف عند تاريخ العراق من ظهور وانتشار الاسلام الى نهاية الدولة العربية -الاسلامية في العصر الاموي .أما الجزء الثالث ، فيتناول العراق في العصر العباسي في عهديه الاول والثاني اي الفترة من 750-946 ميلادية مع تقديم سرد تاريخي رائع عن مايسميه المؤلف ( العصر الذهبي للاسلام Golden Age of Islam ).
والمؤلف - كموصلي - أخذه الحنين الى مدينته الموصل ، فوضع في الفصل الاخير من كل جزء من كتابه عرضا للتجربة التاريخية الموصلية الغنية منذ العصور التاريخية الاولى ، والتي رافقت الفترات الزمنية التي الزم نفسه بمعالجتها في كتابه الموسوعي كما سبق ان قدمنا .
لم يترك المؤلف لاشاردة ولا واردة ، في تاريخ العراق وتاريخ الموصل الا واحصاها وتحدث عنها بكل دقة وبلغة انكليزية رشيقة وبليغة .ففيما يتعلق بتاريخ الموصل تحدث عن الموصل في التاريخ القديم ، ووقف عند الحضارة الاشورية والتراث الاشوري العظيم وعن الفترة الساسانية وفتح الموصل والعهود الراشدية والاموية والعباسية وافرد بعض الصفحات عن الاتابكة وبني عقيل وبني حمدان وعن دور الموصل التاريخي والحضاري .
بقي ان اقول ان الدكتور مساعد رجل هندسة ، لكنه مولع بالتاريخ وعاشق له وقد كتب في التاريخ فأبدع وليس من حقنا ان نحاسبه على ذلك الرأي ، وهذا الاستنتاج أو كيف انه تناول المبحث الفلاني ، ولماذا تناوله بهذا الشكل فهذه هي طريقه ، وهو قد اتقن المنهج العلمي التاريخي ، ومن حقه ان يكتب ضمن مقاييس معرفته لابعاد هذا المنهج ، وما يتمخض عنه من معطيات لكن لابد لنا ان نحييه ونبارك جهده ولايعرف الشوق الا من يكابده وما قدمه وما سيقدمه من اجزاء تالية سيشكل بناءا معرفيا متكاملا باللغة الانكليزية عن تاريخ العراق مع اشارة خاصة لدور الموصل ضمن هذا التاريخ الحافل الذي يحق لنا ان نفخر به ونتباهى .
الدكتور مساعد الحسيني من مواليد الموصل ، ومن اسرة الحسيني العريقة المعروفة التي قدمت للعراق الكثيرين من البناة في حقول الحياة المختلفة الادارية والهندسية والقضائية والسياسية والاقتصادية .درس في كلية الهندسة -جامعة بغداد وحصل على شهادة البكالوريوس فيها - تخصص الهندسة المدنية.كما حصل على شهادة الماجستير في معهد البولتكنيك في فرجينيا وبعدها التحق بمعهد جورجيا التكنولوجي وحصل على شهادة الدكتوراه ... ومنذ سنة 1967الى 1997 عمل الدكتور مساعد الحسيني استاذا وباحثا في جامعة المسسيبي وجامعة هاورد وجامعة الكويت وقد قدم العديد من البحوث الاكاديمية زادت على ال(70 ) بحثا نشرت في مجلات اكاديمية محكمة وزار العراق والقى محاضرات كأستاذ زائر في جامعات بغداد والموصل والبصرة والسليمانية وقد كان من موضوعات محاضراته قضايا ومشاريع تطوير السدود وتحقيق السلامة الفنية فيها.
ابارك للاخ والصديق الدكتور مساعد الحسيني هذا الجهد الموسوعي الكبير ، وانا بإنتظار انجازه الاجزاء الاخرى .. وقد وعدني بأن ينتهي منها قريبا .اتمنى له التألق الدائم واوجه تحياتي له وللمدام السيدة ميادة ولابنتيه الكريمتين الاخت عايدة والاخت تمارا وبارك الله بجهودهم وجهود والدهم الكريم الباحث الدؤوب الاستاذ الدكتور مساعد الحسيني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق