الجمعة، 28 نوفمبر 2014

أنظمة الكتابة الشعرية بقلم : الاستاذ سامي مهدي

 
أفكار نقدية
أنظمة الكتابة الشعرية
بقلم : الاستاذ سامي مهدي 
يتوهم بعض شعراء القصيدة العمودية أن الفرق بينها وبين القصيدة التفعيلية فرق في طريقة الوزن فحسب ، أي في اعتماد تفعيلة معينة والنسج على منوالها ، فهم لا ينتبهون إلى الإختلاف الجوهري بين الشكل العمودي والشكل التفعيلي ، ويبنون قصائدهم التفعيلية على ما اعتادوه في بناء القصيدة العمودية ، في حين أن نظام النظم في هذه القصيدة يختلف عنه في تلك اختلافاً جوهرياً .
فنظام النظم في شعر التفعيلة لا يتقبل الحشو والإسترسال والتفريع والتفصيل
 كما يتقبله نظام النظم في القصيدة العمودية . وإذا كانت بلاغة القصيدة العمودية تتجلى في أبياتها فإن بلاغة القصيدة التفعيلية تتجلى في بنائها الكلي . وإذا كان بناء القصيدة العمودية تراكمياً ، بيتاً فوق بيت ، فإن بناء القصيدة التفعيلية نسيج موسيقي ودلالي متشابك يشد بعضه أزر بعض حتى تكتمل صورتها النهائية .
وقل مثل ذلك عن شاعر تفعيلي يحاول كتابة قصيدة نثر . فهو يتوهم أن كتابة هذه القصيدة لا تتطلب سوى التحرر من الوزن ، بينما هي شكل آخر من أشكال الكتابة الشعرية ، شكل له قواعده الخاصة التي تختلف عن قواعد كتابة القصيدة التفعيلية .
أظن أنه ما من شكل شعري إلا وله قواعده الخاصة ونظام كتابته ، بعض هذه القواعد ثابت ، وبعضها تجريبي متغير ، وهذا ينطبق على كل أشكال الكتابة الشعرية الحديثة بما فيها : النص المفتوح . فالنص المفتوح ليس كتابة بلا قواعد فنية ، وتنوع الكتابة في متنه لا يعفيه من الإلتزام بهذه القواعد ، وإلا تحول إلى ثرثرة مجانية لا ضابط لها ، حتى وإن بدت ثرثرة جميلة .
وللذين يفزعون من كلمة ( نظام ) أو يحتجون على وجودها هنا أقول بودّ : حتى الفوضى لها نظامها .
وبعد فأهمية النص الشعري ، كما أرى ، لا تكمن في الشكل الذي يكتب به ، بل في ثرائه الدلالي وإشعاعاته ، وتماسكه الداخلي ، وفي ما يتجلى فيه من مهارات فنية ومعطيات إبداعية ضمن حدود الشكل المختار لكتاباته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...