ايران تنتقد سياسات العراق النفطية : مقال
*******************************************
بقلم: Ayser Jabbarنشر ديسمبر 4, 2013
رغبة العراق وطموحه إلى زيادة صادراته النفطيّة ليصل بها إلى نحو سبعة ملايين برميل في اليوم في العام 2017، كانا محطّ انتقاد من قبل وزارة النفط الإيرانيّة التي اعتبرت على لسان وزيرها بيجان نمدار زنغنة أنه جاء لتعويض العجز في صادرات بلده على خلفيّة العقوبات المفروضة عليه، واصفاً هذه الخطّة بـ"غير الوديّة على الإطلاق".
وأتى موقف السفارة الإيرانيّة في بغداد ليتطابق مع رأي وزير النفط. فقد أوضح نائب السفير عزيز صالحي في حديث إلى "المونيتور" أن "سياسات العراق النفطيّة ستلحق الضرر بمصالح إيران لا سيّما تلك التي تسعى فيها إلى زيادة صادراتها من النفط الخام لتنافس فيها السوق وتضع لها قدماً بين الدول"، لافتاً إلى أن "صادرات إيران من النفط تراجعت بسبب العقوبات من 2.5 مليون برميل في اليوم إلى 1.2 مليون برميل".
أضاف صالحي أن "إيران تربطها علاقات طيّبة وجيّدة مع العراق، ولا نتوقّع تشنّجات في العلاقة بسبب سياساتها النفطيّة". ولفت إلى أنه "من الممكن مخاطبة الجهات العراقيّة المعنيّة والتفاهم بشأن تلك الحالة".
من جانبها، اعتبرت وزارة النفط العراقيّة تصريحات المسؤولين الإيرانيّين بشأن سعي العراق إلى زيادة صادرته النفطيّة بأنها ذات طابع سياسي أكثر مما هو فني، واصفة الزيادة في الإنتاج العراقي بـ"الطبيعيّة".
وقال المتحدّث الرسمي باسم وزارة النفط العراقيّة عاصم جهاد لـ"المونتيور" إن "العراق بطبيعته لا ينافس أحد ولا يريد أن يعوّض في صادراته عن أي دولة أخرى لا سيّما دول الجوار"، مشيراً إلى أن "إنتاج العراق للنفط الخام في الأساس لا يوازي احتياطه بالإضافة إلى أنه الآن خارج حصص منظّمة أوبك".
أضاف جهاد "نحن لا ننفي أن العراق يملك خططاً طموحة لزيادة صادراته النفطيّة، حتى يصل بها إلى نحو سبعة ملايين برميل في اليوم كحدّ أقصى في العام 2017. وهو حقّ كفلته له قوانين أوبك". وشدّد على أن "العراق عمل فعلاً على تلك الإجراءات وخطّط كي تبلغ صادراته 2.9 مليون برميل في اليوم في العام الحالي 2013. لكننا لم نتمكّن من الوصول إلى هذا الرقم لسببَين، أولهما الأعمال الإرهابيّة التي تطال المنشآت النفطيّة المختلفة أما السبب الثاني فهو عدم تمكّن الحكومة المركزيّة من الحصول على 250 ألف برميل في اليوم من حكومة إقليم كردستان العراق بسبب اتفاقات سابقة معها".
من جانبه، أوضح الخبير في مجال النفط والغاز الدكتور مؤيد الشالجي في حديث إلى "المونتيور"، أن "منظّمة أوبك لها معرفة ودراية بالعقوبات المفروضة على إيران كتجارة النفط والتحويلات، لذا لا بدّ من وجود دولة أخرى تعوّض على السوق النفطي وتحفظه من الانهيار". وأشار إلى أن "المملكة العربيّة السعوديّة عادة هي التي تلعب هذا الدور كونها تمتلك احتياطياً وفائضاً من الممكن أن تنافس فيه وتعوّض عن الدول المتلكئة في التصدير لأي سبب كان".
ولفت الشالجي إلى أن "العراق لا يملك إمكانيّة التصدير تلك، بحيث يعوّض عن عجز إيران النفطي"، معتبراً أن "خطط العراق لزيادة صادرته النفطيّة قد تؤثّر نوعاً ما على الجارة إيران. لكن هذا التأثير سوف يعوّض من خلال ما يدخل من بضائع إيرانيّة مختلفة إلى العراق".
وكان مساعد الرئيس الإيراني في الشؤون الدوليّة علي سعيدلو قد صرّح في السابع من تموز الماضي أن حجم التبادل التجاري مع العراق سيرتفع إلى 14 مليار دولار ليتخطّى حجمه الحالي الذي كان قد بلغ 12 مليار دولار في العام الماضي. وأشار إلى أن حكومته شكّلت لجنة بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدَين باسم لجنة التنمية الاقتصاديّة ما بين إيران والعراق.
واعتبرت لجنة النفط والطاقة في مجلس النواب العراقي أن تصريحات إيران جاءت في الوقت غير المناسب كون العراق بحاجة إلى الكثير من الدعم في مختلف المجالات.
وقال عضو اللجنة قاسم محمد لـ"المونيتور" أن "الحديث عن زيادة الصادرات النفطيّة ما زال حبراً على ورق، ولم نلحظ جديّة في ذلك". وأوضح أن "وزارة النفط لم تفِ بوعودها التي تقضي بزيادة صادرات النفط الخام من أجل سدّ العجز الحاصل في الموازنة الاتحاديّة. فالموازنة تعتمد على صادرات النفط بنسبة 92%".
أضاف محمد أن "الزيادة في الصادرات سوف تنعكس بالتأكيد إيجابياً على العراق. لذا على دول الجوار ومن بينها إيران أن تتفهّم حاجة العراق إلى تلك الزيادة لتطوير البنى التحتيّة التي تكاد تكون متدنّية منذ سنوات بسبب قلّة الصادرات النفطيّة". ودعاها إلى "دعم العراق بدلاً من ممارسة الضغوطات عليه كما تمارس بعض الدول الأخرى هذه الضغوطات طوال السنوات الماضية".
يُذكر أن العراق يسعى من خلال تطوير حقوله النفطيّة وعرضها على الشركات العالميّة، إلى التوصّل إلى إنتاج ما لا يقلّ عن 11 مليون برميل يومياً في غضون السنوات الستّ المقبلة، وإلى 12 مليون برميل يومياً بعد إضافة الكميات المنتجة من الحقول الأخرى بجهود الكوادر العراقيّة.
Read More: http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2013/11/iran-criticizes-iraq-oil-export-increase.html
http://www.al-monitor.com/files/live/sites/almonitor/files/images/almpics/2013/12/Untitled-1.jpg?t=thumbnail_170
*******************************************
بقلم: Ayser Jabbarنشر ديسمبر 4, 2013
رغبة العراق وطموحه إلى زيادة صادراته النفطيّة ليصل بها إلى نحو سبعة ملايين برميل في اليوم في العام 2017، كانا محطّ انتقاد من قبل وزارة النفط الإيرانيّة التي اعتبرت على لسان وزيرها بيجان نمدار زنغنة أنه جاء لتعويض العجز في صادرات بلده على خلفيّة العقوبات المفروضة عليه، واصفاً هذه الخطّة بـ"غير الوديّة على الإطلاق".
وأتى موقف السفارة الإيرانيّة في بغداد ليتطابق مع رأي وزير النفط. فقد أوضح نائب السفير عزيز صالحي في حديث إلى "المونيتور" أن "سياسات العراق النفطيّة ستلحق الضرر بمصالح إيران لا سيّما تلك التي تسعى فيها إلى زيادة صادراتها من النفط الخام لتنافس فيها السوق وتضع لها قدماً بين الدول"، لافتاً إلى أن "صادرات إيران من النفط تراجعت بسبب العقوبات من 2.5 مليون برميل في اليوم إلى 1.2 مليون برميل".
أضاف صالحي أن "إيران تربطها علاقات طيّبة وجيّدة مع العراق، ولا نتوقّع تشنّجات في العلاقة بسبب سياساتها النفطيّة". ولفت إلى أنه "من الممكن مخاطبة الجهات العراقيّة المعنيّة والتفاهم بشأن تلك الحالة".
من جانبها، اعتبرت وزارة النفط العراقيّة تصريحات المسؤولين الإيرانيّين بشأن سعي العراق إلى زيادة صادرته النفطيّة بأنها ذات طابع سياسي أكثر مما هو فني، واصفة الزيادة في الإنتاج العراقي بـ"الطبيعيّة".
وقال المتحدّث الرسمي باسم وزارة النفط العراقيّة عاصم جهاد لـ"المونتيور" إن "العراق بطبيعته لا ينافس أحد ولا يريد أن يعوّض في صادراته عن أي دولة أخرى لا سيّما دول الجوار"، مشيراً إلى أن "إنتاج العراق للنفط الخام في الأساس لا يوازي احتياطه بالإضافة إلى أنه الآن خارج حصص منظّمة أوبك".
أضاف جهاد "نحن لا ننفي أن العراق يملك خططاً طموحة لزيادة صادراته النفطيّة، حتى يصل بها إلى نحو سبعة ملايين برميل في اليوم كحدّ أقصى في العام 2017. وهو حقّ كفلته له قوانين أوبك". وشدّد على أن "العراق عمل فعلاً على تلك الإجراءات وخطّط كي تبلغ صادراته 2.9 مليون برميل في اليوم في العام الحالي 2013. لكننا لم نتمكّن من الوصول إلى هذا الرقم لسببَين، أولهما الأعمال الإرهابيّة التي تطال المنشآت النفطيّة المختلفة أما السبب الثاني فهو عدم تمكّن الحكومة المركزيّة من الحصول على 250 ألف برميل في اليوم من حكومة إقليم كردستان العراق بسبب اتفاقات سابقة معها".
من جانبه، أوضح الخبير في مجال النفط والغاز الدكتور مؤيد الشالجي في حديث إلى "المونتيور"، أن "منظّمة أوبك لها معرفة ودراية بالعقوبات المفروضة على إيران كتجارة النفط والتحويلات، لذا لا بدّ من وجود دولة أخرى تعوّض على السوق النفطي وتحفظه من الانهيار". وأشار إلى أن "المملكة العربيّة السعوديّة عادة هي التي تلعب هذا الدور كونها تمتلك احتياطياً وفائضاً من الممكن أن تنافس فيه وتعوّض عن الدول المتلكئة في التصدير لأي سبب كان".
ولفت الشالجي إلى أن "العراق لا يملك إمكانيّة التصدير تلك، بحيث يعوّض عن عجز إيران النفطي"، معتبراً أن "خطط العراق لزيادة صادرته النفطيّة قد تؤثّر نوعاً ما على الجارة إيران. لكن هذا التأثير سوف يعوّض من خلال ما يدخل من بضائع إيرانيّة مختلفة إلى العراق".
وكان مساعد الرئيس الإيراني في الشؤون الدوليّة علي سعيدلو قد صرّح في السابع من تموز الماضي أن حجم التبادل التجاري مع العراق سيرتفع إلى 14 مليار دولار ليتخطّى حجمه الحالي الذي كان قد بلغ 12 مليار دولار في العام الماضي. وأشار إلى أن حكومته شكّلت لجنة بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدَين باسم لجنة التنمية الاقتصاديّة ما بين إيران والعراق.
واعتبرت لجنة النفط والطاقة في مجلس النواب العراقي أن تصريحات إيران جاءت في الوقت غير المناسب كون العراق بحاجة إلى الكثير من الدعم في مختلف المجالات.
وقال عضو اللجنة قاسم محمد لـ"المونيتور" أن "الحديث عن زيادة الصادرات النفطيّة ما زال حبراً على ورق، ولم نلحظ جديّة في ذلك". وأوضح أن "وزارة النفط لم تفِ بوعودها التي تقضي بزيادة صادرات النفط الخام من أجل سدّ العجز الحاصل في الموازنة الاتحاديّة. فالموازنة تعتمد على صادرات النفط بنسبة 92%".
أضاف محمد أن "الزيادة في الصادرات سوف تنعكس بالتأكيد إيجابياً على العراق. لذا على دول الجوار ومن بينها إيران أن تتفهّم حاجة العراق إلى تلك الزيادة لتطوير البنى التحتيّة التي تكاد تكون متدنّية منذ سنوات بسبب قلّة الصادرات النفطيّة". ودعاها إلى "دعم العراق بدلاً من ممارسة الضغوطات عليه كما تمارس بعض الدول الأخرى هذه الضغوطات طوال السنوات الماضية".
يُذكر أن العراق يسعى من خلال تطوير حقوله النفطيّة وعرضها على الشركات العالميّة، إلى التوصّل إلى إنتاج ما لا يقلّ عن 11 مليون برميل يومياً في غضون السنوات الستّ المقبلة، وإلى 12 مليون برميل يومياً بعد إضافة الكميات المنتجة من الحقول الأخرى بجهود الكوادر العراقيّة.
Read More: http://www.al-monitor.com/pulse/originals/2013/11/iran-criticizes-iraq-oil-export-increase.html
http://www.al-monitor.com/files/live/sites/almonitor/files/images/almpics/2013/12/Untitled-1.jpg?t=thumbnail_170
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق