أكاديميون يقدمون بحوثا نحو مجتمع مدني أفضل
************************************************
في مؤتمر العراق الفلسفي السادس بالجامعة المستنصرية
بغداد– صفاء ذياب
أربعة وعشرون بحثاً أكاديمياً تمت مناقشتها في مؤتمر العراق الفلسفي السادس الذي أقامته الجامعة المستنصرية على مدى يومي الأربعاء والخميس الماضيين.
المؤتمر الذي كان تحت عنوان (الفلسفة والتغيير: نحو مجتمع مدني أفضل) حاول أن يطرح أهم القضايا التي تلامس المجتمع العراقي من أجل إعادة قراءتها فلسفياً، ومن ثم طرح أساليب التقارب بين الفلسفة والمجتمع، وهو ما قدمته عدد من البحوث، فيما درست بحوث أخرى كيفية الحلول التي يمكن أن ننهض فيها بمجتمع أفضل، وإعادة قراءة الواقع الاجتماعي والثقافي للدرس الأكاديمي في سبيل تطويره.
الدكتور علاء جبر الموسوي؛ عميد كلية الآداب، قال في حديث خاص لصحيفتنا إن الجامعة حاولت أن تجعل من هذا المؤتمر دولياً إلا أن الظروف الحالية حالت دون ذلك، وهو ما تنوي الجامعة العمل عليه في الإعداد للدورة القادمة، مضيفاً أنه تمت دعوة أساتذة من المحافظات العراقية جميعها، "حاولنا في هذا المؤتمر أن نوجه أقلام الباحثين من تفعيل ثيمة توظيف الفلسفة في المجتمع، لأننا نرى أن الفلسفة مهمة جداً تحتاج إلى عقل يتحاور مع المجتمع ويجد له الحلول، تتمثل المحاور التي حاولنا الاشتغال عليها في هذا المؤتمر بتلاقح الحوار الثقافي المجتمعي، وإيجاد حلول حقيقية في المجتمع العراقي لما فيه من خلافات مذهبية وسياسية، محاولة فرز العقل العراقي وفصله عن التدخل الخارجي"، مبيناً أن هناك مقترحات لتكييف هذا العقل باعتباره مؤثراً لا متأثراً.
الموسوي أشار إلى أن عمادة الكلية طالبت اللجنة العلمية في المؤتمر لتوحيد آراء الباحثين في توصياتها، من أجل إيجاد البدائل الحقيقية لتفعيل الجهد الفلسفي، وأن تخرج بنتائج لتقديمها لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتقوم بتطويرها وإنضاجها وإخراجها للمجتمع.
من جانبه بيَّن الدكتور علي المرهج، رئيس قسم الفلسفة والمشرف على المؤتمر، أنه منذ تأسيس هذا القسم في الجامعة المستنصرية دأب على إقامة مؤتمرات فلسفية، وهذا المؤتمر محاولة لتنشيط الفكر الفلسفي، لا سيما و"نحن نبحث فيه غياب التعددية في المجتمع، وموضوعه هو الفلسفة والتغيير"، ويعتقد المرهج أن من مهمة الفلسفة التغيير الذي لا يمكن أن يحصل إلا بها من أجل بناء مجتمع مدني أفضل، فالثورة الفرنسية والأميركية لم تحدثا خارج سياق الفلسفة. ومن مهمة هذا المؤتمر، بحسب رأي المرهج التأثير في مجموعة كبيرة من الطلبة الذين بدورهم سيؤثرون في أصدقائهم وعوائلهم، لدعم العقل الجدلي والبحثي بشكل عام.
الدكتور أحمد شيال، عميد كلية التربية وأستاذ الفلسفة، تحدث عن التوصيات التي يمكن أن يخرج بها هذا المؤتمر، قائلاً إننا بحاجة لأن تنتشر لدينا عملية التغيير وليس فقط التعددية لكي نتلاءم مع هذا التحول الديمقراطي، "التغيير الآن أصبح عالمياً ولكي نصل إلى ما نريد أعتقد أن علينا أن نفعل توصيات أي مؤتمر بشكل عملي، ولا تبقى مثل توصيات أي مؤتمر سابق، تهمل أو تحفظ في الوثائق فقط". وأضاف شيال أنه يفترض أن تتبنى أعمال هذا المؤتمر المؤسسات المدنية من جهة، ووزارتي التربية والتعليم العالي من جهة أخرى، وتعرض أعماله على هاتين الوزارتين لكي يستفيدوا منها من أجل مجتمع أفضل، ومن ثم تنعكس إيجاباً على طلبة الدراسات الإعدادية ومن ثمَّ الجامعية.
ومن الأساتذة المشاركين في المؤتمر، الدكتور قاسم جمعة، الذي قدم ورقة بحثية كانت في صميم الدرس الأكاديمي، إذ حاول جمعة أن يدرس الجمود الذي أصاب الدرس الفلسفي الجامعي، وعلاقة الأستاذ بالطالب والطالب بالمنهج.
جمعة تحدث عن المؤتمر ومشاركته مبيناً أن هذا المؤتمر يطمح لبلورة خطاب فلسفي محدد يراد من ورائه قراءة التحديات التي تواجه المجتمع العراقي، كما يريد أن يضع بصمة فلسفية تجاه الأحداث الجارية سواءً على صعيد الفلسفة كعلم وعلاقاتها مع بقية العلوم، أو في مواجهتها لقضايا ملحة مثل العنف.
وفي معرض حديثه عن التوصيات، قال جمعة إنها حالها حال التوصيات السابقة، "لأننا نعيش داخل الروتين الذي لا يسفر عن أي شيء عملي، وهذا ما دفعني لأن أقدم ورقة بحثية تحت هذا الموضوع والذي أردت من خلال أن أبين نقدي تجاه هيئات التدريس، ومحاولة لتغيير الطرح الجنائزي الذي يسود الدرس الأكاديمي، وأبرز الكثير من المشاكل التي تعتري الدرس الفلسفي سواء على صعيد المؤسسات أوالصعيد المعرفي".
أما الملامح التي خرج بها جمعة في ورقته البحثية فتطمح لأن تكون كأداة عملية لتغيير النهج الأكاديمي، "على الصعيد النظري حاولت أن أحلل وأفكك الكثير من القضايا التي أشبه ما تكون سائدة، لا سيما العلاقة بين الأستاذ والطالب والعلاقة بين الأستاذ والمادة، إضافة إلى دور المؤسسات وما توفره من إمكانيات كلها تدفع باتجاه تقدم علمي نحو التغيير".
توزعت البحوث على أربع جلسات بحثية بعد جلسة الافتتاح التي تضمنت كلمات رئيس الجامعة المستنصرية وعميد كلية الآداب ورئيس قسم الفلسفة فيها. الجلسة الأولى التي كان بعنوان (إشكالية التغيير في الفكر العربي) شاركت فيها سبعة بحوث من أهمها: الخطاب السياسي المعاصر من الجامعة الإسلامية إلى الطائفية للدكتور رائد جبار كاظم، وصراع على الهوية.. المد الديني والمد المدني وجهاً لوجه في العراق للدكتور جعفر نجم نصر، والدولة العراقية من التوليتارية إلى التغيير للدكتور قيس ناصر راهي. في حين ضمت الجلسة الثانية (إشكالية الفلسفة والتغيير في الفكر الفلسفي الإسلامي) خمسة بحوث، منها: نقد المجتمع السياسي من منظور أفلاطون والفارابي للدكتور حيدر ناظم محمد، وصورة الفيلسوف الحاكم بين الماضي والحاضر للدكتور خضر دهو قاسم، وتشكلت الجلسة الثالثة (إشكالية الفلسفة والتغيير في الفلسفة الحديثة والمعاصرة) من ستة بحوث، منها: إمانويل كانط وإشكالية التفكير الحر في الفضاء العمومي من العقل النظري إلى العقل المدني للدكتور كريم الجاف، وفلسفة التغيير عند هنري برغسون وأبعادها السياسية للدكتور زيد عباس كريم الكبيسي، والفلسفة بين العقل والتغيير للدكتورة سالي محسن لطيف. الجلسة الرابعة (إشكالية الفلسفة والتغيير في الإبستمولوجيا والعلوم الإنسانية) جاءت بستة بحوث، منها: كونية القيم بين التأصيل والتحديث للدكتور حسن حمود الطائي، والخيال السوسيولوجي للدكتور رحيم محمد الساعدي، والمنهج وأثره في التربية الاجتماعية. وغيرها من البحوث التي حاول الأكاديميون من خلالها تقديم تصور عن آفاق التغيير في مجتمع دخل تجربة جديدة عليه كالمجتمع العراقي. لكن الأهم من هذا بعض البحوث التي سعت لطرح تصوراتها عن الدرس الأكاديمي في سبيل إخراجه من جموده وطرحه داخل قاعة دراسية مغلقة إلى مجتمع يمكن أن يهتم بالفلسفة لتكون إحدى أساسيات تفكيره وتطوره.
*http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=59674
************************************************
في مؤتمر العراق الفلسفي السادس بالجامعة المستنصرية
بغداد– صفاء ذياب
أربعة وعشرون بحثاً أكاديمياً تمت مناقشتها في مؤتمر العراق الفلسفي السادس الذي أقامته الجامعة المستنصرية على مدى يومي الأربعاء والخميس الماضيين.
المؤتمر الذي كان تحت عنوان (الفلسفة والتغيير: نحو مجتمع مدني أفضل) حاول أن يطرح أهم القضايا التي تلامس المجتمع العراقي من أجل إعادة قراءتها فلسفياً، ومن ثم طرح أساليب التقارب بين الفلسفة والمجتمع، وهو ما قدمته عدد من البحوث، فيما درست بحوث أخرى كيفية الحلول التي يمكن أن ننهض فيها بمجتمع أفضل، وإعادة قراءة الواقع الاجتماعي والثقافي للدرس الأكاديمي في سبيل تطويره.
الدكتور علاء جبر الموسوي؛ عميد كلية الآداب، قال في حديث خاص لصحيفتنا إن الجامعة حاولت أن تجعل من هذا المؤتمر دولياً إلا أن الظروف الحالية حالت دون ذلك، وهو ما تنوي الجامعة العمل عليه في الإعداد للدورة القادمة، مضيفاً أنه تمت دعوة أساتذة من المحافظات العراقية جميعها، "حاولنا في هذا المؤتمر أن نوجه أقلام الباحثين من تفعيل ثيمة توظيف الفلسفة في المجتمع، لأننا نرى أن الفلسفة مهمة جداً تحتاج إلى عقل يتحاور مع المجتمع ويجد له الحلول، تتمثل المحاور التي حاولنا الاشتغال عليها في هذا المؤتمر بتلاقح الحوار الثقافي المجتمعي، وإيجاد حلول حقيقية في المجتمع العراقي لما فيه من خلافات مذهبية وسياسية، محاولة فرز العقل العراقي وفصله عن التدخل الخارجي"، مبيناً أن هناك مقترحات لتكييف هذا العقل باعتباره مؤثراً لا متأثراً.
الموسوي أشار إلى أن عمادة الكلية طالبت اللجنة العلمية في المؤتمر لتوحيد آراء الباحثين في توصياتها، من أجل إيجاد البدائل الحقيقية لتفعيل الجهد الفلسفي، وأن تخرج بنتائج لتقديمها لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتقوم بتطويرها وإنضاجها وإخراجها للمجتمع.
من جانبه بيَّن الدكتور علي المرهج، رئيس قسم الفلسفة والمشرف على المؤتمر، أنه منذ تأسيس هذا القسم في الجامعة المستنصرية دأب على إقامة مؤتمرات فلسفية، وهذا المؤتمر محاولة لتنشيط الفكر الفلسفي، لا سيما و"نحن نبحث فيه غياب التعددية في المجتمع، وموضوعه هو الفلسفة والتغيير"، ويعتقد المرهج أن من مهمة الفلسفة التغيير الذي لا يمكن أن يحصل إلا بها من أجل بناء مجتمع مدني أفضل، فالثورة الفرنسية والأميركية لم تحدثا خارج سياق الفلسفة. ومن مهمة هذا المؤتمر، بحسب رأي المرهج التأثير في مجموعة كبيرة من الطلبة الذين بدورهم سيؤثرون في أصدقائهم وعوائلهم، لدعم العقل الجدلي والبحثي بشكل عام.
الدكتور أحمد شيال، عميد كلية التربية وأستاذ الفلسفة، تحدث عن التوصيات التي يمكن أن يخرج بها هذا المؤتمر، قائلاً إننا بحاجة لأن تنتشر لدينا عملية التغيير وليس فقط التعددية لكي نتلاءم مع هذا التحول الديمقراطي، "التغيير الآن أصبح عالمياً ولكي نصل إلى ما نريد أعتقد أن علينا أن نفعل توصيات أي مؤتمر بشكل عملي، ولا تبقى مثل توصيات أي مؤتمر سابق، تهمل أو تحفظ في الوثائق فقط". وأضاف شيال أنه يفترض أن تتبنى أعمال هذا المؤتمر المؤسسات المدنية من جهة، ووزارتي التربية والتعليم العالي من جهة أخرى، وتعرض أعماله على هاتين الوزارتين لكي يستفيدوا منها من أجل مجتمع أفضل، ومن ثم تنعكس إيجاباً على طلبة الدراسات الإعدادية ومن ثمَّ الجامعية.
ومن الأساتذة المشاركين في المؤتمر، الدكتور قاسم جمعة، الذي قدم ورقة بحثية كانت في صميم الدرس الأكاديمي، إذ حاول جمعة أن يدرس الجمود الذي أصاب الدرس الفلسفي الجامعي، وعلاقة الأستاذ بالطالب والطالب بالمنهج.
جمعة تحدث عن المؤتمر ومشاركته مبيناً أن هذا المؤتمر يطمح لبلورة خطاب فلسفي محدد يراد من ورائه قراءة التحديات التي تواجه المجتمع العراقي، كما يريد أن يضع بصمة فلسفية تجاه الأحداث الجارية سواءً على صعيد الفلسفة كعلم وعلاقاتها مع بقية العلوم، أو في مواجهتها لقضايا ملحة مثل العنف.
وفي معرض حديثه عن التوصيات، قال جمعة إنها حالها حال التوصيات السابقة، "لأننا نعيش داخل الروتين الذي لا يسفر عن أي شيء عملي، وهذا ما دفعني لأن أقدم ورقة بحثية تحت هذا الموضوع والذي أردت من خلال أن أبين نقدي تجاه هيئات التدريس، ومحاولة لتغيير الطرح الجنائزي الذي يسود الدرس الأكاديمي، وأبرز الكثير من المشاكل التي تعتري الدرس الفلسفي سواء على صعيد المؤسسات أوالصعيد المعرفي".
أما الملامح التي خرج بها جمعة في ورقته البحثية فتطمح لأن تكون كأداة عملية لتغيير النهج الأكاديمي، "على الصعيد النظري حاولت أن أحلل وأفكك الكثير من القضايا التي أشبه ما تكون سائدة، لا سيما العلاقة بين الأستاذ والطالب والعلاقة بين الأستاذ والمادة، إضافة إلى دور المؤسسات وما توفره من إمكانيات كلها تدفع باتجاه تقدم علمي نحو التغيير".
توزعت البحوث على أربع جلسات بحثية بعد جلسة الافتتاح التي تضمنت كلمات رئيس الجامعة المستنصرية وعميد كلية الآداب ورئيس قسم الفلسفة فيها. الجلسة الأولى التي كان بعنوان (إشكالية التغيير في الفكر العربي) شاركت فيها سبعة بحوث من أهمها: الخطاب السياسي المعاصر من الجامعة الإسلامية إلى الطائفية للدكتور رائد جبار كاظم، وصراع على الهوية.. المد الديني والمد المدني وجهاً لوجه في العراق للدكتور جعفر نجم نصر، والدولة العراقية من التوليتارية إلى التغيير للدكتور قيس ناصر راهي. في حين ضمت الجلسة الثانية (إشكالية الفلسفة والتغيير في الفكر الفلسفي الإسلامي) خمسة بحوث، منها: نقد المجتمع السياسي من منظور أفلاطون والفارابي للدكتور حيدر ناظم محمد، وصورة الفيلسوف الحاكم بين الماضي والحاضر للدكتور خضر دهو قاسم، وتشكلت الجلسة الثالثة (إشكالية الفلسفة والتغيير في الفلسفة الحديثة والمعاصرة) من ستة بحوث، منها: إمانويل كانط وإشكالية التفكير الحر في الفضاء العمومي من العقل النظري إلى العقل المدني للدكتور كريم الجاف، وفلسفة التغيير عند هنري برغسون وأبعادها السياسية للدكتور زيد عباس كريم الكبيسي، والفلسفة بين العقل والتغيير للدكتورة سالي محسن لطيف. الجلسة الرابعة (إشكالية الفلسفة والتغيير في الإبستمولوجيا والعلوم الإنسانية) جاءت بستة بحوث، منها: كونية القيم بين التأصيل والتحديث للدكتور حسن حمود الطائي، والخيال السوسيولوجي للدكتور رحيم محمد الساعدي، والمنهج وأثره في التربية الاجتماعية. وغيرها من البحوث التي حاول الأكاديميون من خلالها تقديم تصور عن آفاق التغيير في مجتمع دخل تجربة جديدة عليه كالمجتمع العراقي. لكن الأهم من هذا بعض البحوث التي سعت لطرح تصوراتها عن الدرس الأكاديمي في سبيل إخراجه من جموده وطرحه داخل قاعة دراسية مغلقة إلى مجتمع يمكن أن يهتم بالفلسفة لتكون إحدى أساسيات تفكيره وتطوره.
*http://www.alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=59674
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق