المؤرخ ناظم حسن علي ألعبيدي
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
من
الشباب الطموحين لان يكون لهم مكانة في المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة .وقد
درسته فوجده متزنا ، مؤدبا ، يحترم أساتذته ،ويفخر بهم فزاد ذلك من احترامي
وتقديري له فأنا أحب من طلبتي أن يكونوا أوفياء لأساتذتهم وغالبا ما اردد أن الأخلاق
أهم من العلم فمن لا اخلاق له ولاوفاء ولاصدق عنده لاعلم له .
ولد في الأول من كانون الأول –ديسمبر سنة 1976 , في قرية صغيرة تقع شرقي
الموصل بنحو 40 كم تابعة لقضاء الحمدانية ناحية النمرود , تدعى بلاوات , وقد ذكرها
الرحالة الألماني كارستن نيبور G.Niebhur من خلال رحلته في
العراق في القرن الثامن عشر باسم بلاواط Balauad
.وقد بدأت حياته الدراسية سنة 1982 عندما التحق بمدرسة بلاوات المختلطة . وبعد
إنهاء الدراسة الابتدائية أكمل دراسته الثانوية في متوسطة قره قوش للبنين سنة 1991 وإعدادية قرقوش للبنين سنة 1994 , ومن ثم دخل
قسم التاريخ في كلية التربية بجامعة الموصل وحصل منه على شهادة البكالوريوس آداب
في التاريخ بموجب الأمر الجامعي المرقم 207 والمؤرخ في 30 حزيران -يونيو 1999 ’ وبتقدير جيد جدا وكان
ترتيبه الأول على القسم والرابع على الكلية .
لم يقف عند هذا الحد
بل قرر أن يواصل مسيرته العلمية ويقول أن الفضل في ذلك التوجه يعود للأستاذ
الدكتور خليل علي مراد والأستاذ الدكتور غانم محمد الحفو اللذان زرعا فكرة
الدراسات العليا في تفكيره وشجعاه على مواصلة " المشوار" في اختصاص التاريخ الحديث , لذلك التحق
بالدراسات العليا في الكلية ذاتها التي منحته شهادة البكالوريوس خلال السنة الدراسية 1999 – 2000 . وقد تتلمذ على أيدي مجموعة خيرة من الأساتذة الأفاضل
وتعلم منهم أسس البحث العلمي الرصين وهم
كل من الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف و الأستاذ الدكتور غانم محمد الحفو والأستاذ
الدكتور خليل علي مراد والدكتور نمير طه ياسين والاستاذ الدكتور عوني عبد الرحمن
السبعاوي , فحصل على شهادة الماجستير في التاريخ الحديث بموجب الأمر الجامعي
المرقم 3/11/5613 والمؤرخ في 44حزيران سنة 2002 ,عن رسالته الموسومة : " صدى الأحداث
القومية العربية في الموصل 1958 – 1972 " . وبإشراف الأستاذ الدكتور غانم
محمد الحفو . ومن الجدير بالذكر أن الرسالة تؤرخ لفترة تاريخية مهمة من تاريخ
العراق بشكل عام والموصل بشكل خاص . أكدت أصالة مدينة الموصل ومواقفها المشرفة من
قضايا الأمة العربية حيث أبرزت مواقف أبناء الموصل من التطورات السياسية التي
شهدتها الساحة العربية بدءا بالمشاريع الوحدوية العربية والثورات وحركات التحرر
ومرورا بحرب حزيران 1967 وانتهاء بالأحداث القومية العربية بين سنتي 1968 – 1972 .
وبعد مرور عدة سنوات
من حصوله على شهادة الماجستير قرر المضي في استكمال مسيرته الدراسية حيث تم قبوله
في قسم التاريخ بكلية التربية جامعة الموصل للحصول على شهادة الدكتوراه بموجب الأمر
الجامعي المرقم 3/7/18717 والمؤرخ في 16/10/2011 فنهل من علم ومعرفة عدد من الأساتذة
الأفاضل المختصين بالتاريخ الحديث والمعاصر وهم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل
العلاف ، والأستاذ الدكتور غانم محمد الحفو ، والأستاذ الدكتور طارق فتحي سلطان ، والدكتور
نمير طه ياسين، والدكتور أكرم عبد علي
الكنهش .
أنجز بضعة دراسات تم
نشر بعضها والبعض الأخر قيد النشر وهي كالأتي :
1- رابطة رواد أدب الحياة في الموصل .
2- موقف الصحافة الموصلية من الثورة الجزائرية 1954 – 1962 .
3- جمعية الدفاع الوطني : فصل في الوطنية الموصلية .
4- أصداء الثورة الجزائرية في الموصل : برقيات التأييد أنموذجا .
5- جامع النبي يونس عليه السلام في كتابات الرحالة الأجانب في العهد
العثماني .
حول رؤيته للتاريخ
وكتابته وقراءته يقول : " إن كتابة التاريخ - وبرأي- أستاذنا الدكتور إبراهيم خليل العلاف ليست
بالمهمة السهلة بل هي مهمة صعبة ومعقدة تقتضي من المؤرخ "التثبت من الحقيقة
كل الحقيقة ولا شي غير الحقيقة عن الماضي " . كما أن مهمة المؤرخ تتمثل في إعادة صياغة
الحدث التاريخي بروح النقد والتفهم وإدراك الماضي كما وقع وليس كما نراه نحن .. لذلك ينبغي على المؤرخ قراءة جزئيات التاريخ
بدقة وبموضوعية قبل قراءة الكليات ليكون على اطلاع وفهم صحيحين للوقائع التاريخية
، فهناك علاقة وثيقة بين المؤرخ وحقائق التاريخ فاحدهما يكمل الآخر فالمؤرخ بدون الحقائق لايستطيع ان يفعل شيئا والحقائق بدون مؤرخ مجردة من الحياة ومركونة في
زوايا النسيان ، وهذا الكلام يوصلنا إلى حقيقة
سبق للمؤرخ والفيلسوف المعروف أدوارد كار أن
قالها في كتابه : ماهو التاريخ ؟ وهي : " أن التاريخ ليس إلا حوار متصل بين المؤرخ ووقائعه ".
إن التاريخ علم في
منهجه لذلك يتوجب على المؤرخ أن يتصف ببعض الصفات الحميدة التي تؤهله للقيام بمهمة
البحث العلمي مثل النزاهة ،والمروءة ،والحياد ،والموضوعية، والوضوح، والصدق ،والشجاعة
،والدقة، والأمانة في نقل الحقائق التاريخية ،وان يكون ذو نظرة شمولية ومطلعا على
العلوم المساعدة كاللغة والجغرافية والاجتماع والاقتصاد والفلسفة وغيرها ، وان يعيش الأحداث
التاريخية بأحاسيس وبمنظور العصر الذي وقعت فيه ليتمكن من نقل الحدث كما وقع
بالضبط وان يكون المؤرخ ذا عقل تنويري وفكر تقدمي يدفع بالمجتمع إلى الأمام ، ولابد
للمؤرخ أن يؤمن بقيمة الحرية فلا شيئ يساوي الحرية ولا شيئ يحل محل الحرية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق