بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الختامي وتوصيات الندوة العلمية (33)
لمركز الدراسات الإقليمية – جامعة الموصل بعنوان:
" حركات التغيير العربية ... الريادة والمسار" والمنعقدة في 15 شباط –فبراير 2011
برعاية معالي
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ علي الأديب ، وبحضور السيد رئيس
جامعة الموصل الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي ، وعدد من عمداء كليات
ومديري المراكز البحثية والباحثين ، عقد مركز الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل ندوته
العلمية الثالثة والثلاثين بعنوان : " حركات التغيير العربية ... الريادة
والمسار". وذلك على قاعة المنتدى
العلمي والأدبي يوم الأربعاء 23 ربيع الأول 1433 هجرية الموافق لليوم 15 شباط –فبراير
2012 ميلادية .
بدأت أعمال الندوة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم ،
تفضل بعدها السيد رئيس الجامعة فألقى كلمة
أشار فيها إلى أهمية انعقاد الندوة في مثل هذه الظروف التي تشهد فيها عدد من
البلدان العربية حركات وانتفاضات تطالب بإجراء إصلاحات في مسار النظم السياسية ،
وهي محصلة معقدة لجملة من العوامل السياسية
والاقتصادية والاجتماعية بهدف تحقيق
مستقبل أفضل. ثم ألقى السيد رئيس اللجنة التحضيرية للندوة ومدير مركز الدراسات الإقليمية
الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف المحاضرة الافتتاحية والتي أكد فيها أن بناء الدولة العربية الحديثة
رافقتها حالات محبطة من الانتكاسات أبرزها ظاهرة الانقلابات العسكرية ، وظهور
أنظمة حكم مستبدة ، لم يكن يهمها سوى مصالحها في اكتناز الثروات وحصرها بيد حفنة من المتسلطين ، وتحول المجتمع إلى
قلة قليلة تملك كل شيء ، وكثرة كثيرة لاتملك شيئاً.. تعيش في بيوت الطين والصفيح
والمقابر. وأردف قائلاً: لقد أهتم باحثو مركز الدراسات الإقليمية قبل سنوات قليلة
، ومن خلال ندوات ومؤتمرات علمية عديدة ، بالحديث عن " الحكم الراشد
والتنمية المستدامة" وعن " النظام السياسي العربي : التغيير
والاستمرارية " وعن " أهمية المشاركة في صنع القرار السياسي"
وفي تلك الندوات والمؤتمرات تم التأكيد
على أن النظم السياسية العربية الراهنة بحاجة إلى الإصلاح والتغيير، وأن العالم قد
شهد تغيرات خطيرة، فقد تفكك الاتحاد السوفيتي، وسقط جدار برلين ، وانتهى النظام
العنصري في جنوب أفريقيا، وانهارت النظم السياسية الشيوعية في أوربا الشرقية،
وانتشرت قيم الديمقراطية ،وتغيرت مفاهيم السيادة العالمية، وازداد الاهتمام بحقوق
الإنسان،والاعتراف بالأخر لكن دعوانا ودعوى غيرنا –للأسف الشديد - ذهبت وكأنها
أصوات في وادٍ سحيق.. وجاءت الشرارة من تونس، التي كسر شعبها حاجز الخوف، ثم إنتقل
الغضب الشعبي إلى مصر ، واليمن، وليبيا، والبحرين، وسوريا،.. والشعار واحد هو إسقاط
النظام في الدول ذات النظام الجمهوري، والمطالبة بالملكية الدستورية في
الدول ذات النظام الملكي.
توزعت بحوث الندوة على جلستين ترأس الجلسة الأولى الأستاذ
الدكتور أنمار أمين حاجي، وتولى مقرريتها الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي ، وألقيت
فيها البحوث الآتية :-
1.
د.يونس عبد الله الطائي/ د. ليث حسن عمر/ واقع
التنمية البشرية في مصر وأثرها في الثورة الشعبية.
2.
د. هاشم العركوب / حركات التغيير العربية- دراسة
في جوانبها الاقتصادية والمالية.
3. د. ذاكر محي الدين عبد الله
العراقي/ التغيير في مصر: إستراتيجية الولايات المتحدة في التعامل مع جماعة
الإخوان المسلمين.
4.
د. طه يونس حمادي/ دور العوامل الاقتصادية في
حركات التغيير في العالم العربي.
5.
د. عادل محمد حسين العلّيان /حركات التغيير
العربية:الأسباب والنتائج.
6.
د. قيس حمادي العبيدي/ دور الجيش المصري في ثورة
يناير 2011.
7.
د. هاشم عبد الرزاق صالح الطائي/ أضواء على دور
المرأة في حركات التغيير العربية.
8.
السيد سعد سعيد الديوه جي/ترابط العوامل
الجيوثقافية والجيوسياسية لمسارات التغيرات في العالمين العربي والتركي.
9. د. زياد عبد الوهاب النعيمي/ موقف
الأمم المتحدة من حركات التغيير : دراسة قانونية في قرارات مجلس الأمن الدولي تجاه
ليبيا.
10. السيد واثق محمد براّك
السعدون/مواقف الجيوش العربية من حركات التغيير 2011.
أما الجلسة الثانية فترأسها الأستاذ الدكتور محمد علي داهش ، وتولى
مقرريتها الدكتور زياد عبد الوهاب النعيمي، وألقيت فيها البحوث الآتية :-
1.
أ.د. أسامة حامد محمد/ السيدة هديل صبحي إسماعيل/ اتجاهات
التخصص الأكاديمي نحو جامعة الدول العربية.
2. د. سعد محمود الكواز/ د. علاء عبد
السلام اليماني/ السيد احمد طارق محمود الاغا
/واقع الخدمات الاقتصادية وحركات التغيير في الدول العربية.
3.
د. بان غانم الصائغ / دور الجيش في الثورات
العربية المعاصرة.
4.
د. محمد عبد الرحمن يونس ألعبيدي/ موقف روسيا من
حركات التغيير العربية.
5.
د.نوفل قاسم علي/ وسائط الإعلام الاجتماعية بين
المحلية والإقليمية في عالمٍ متغير.
6.
د. كفاح عباس الحمداني/ الجزائر وحركات التغيير
العربية.
7.
د. سناء عبد الله عزيز الطائي/ موقف الولايات
المتحدة الأمريكية من حركات التغيير العربية.
8.
د. حامد محمد طه السويداني/موقف تركيا من حركة
التغيير في سوريا.
9.
د. فواز موفق ذنون/ المواقف الإسرائيلية من حركات
التغيير العربية:مصر وسوريا أنموذجان.
10.د. محمد سالم احمد الكواز/ محددات
وأبعاد موقف إيران من حركات التغيير في المنطقة العربية 2011.
والى جانب البحوث الملقاة، ثمة
بحوث أخرى تم قبولها في الندوة ، لكنها لم تلق مراعاة للوقت، وهذه البحوث هي :-
1. د.لقمان عمر النعيمي / تركيا والثورات العربية.
2. السيد
هاشم حسن حسين الشهواني/ الإعلام العربي سماته ودوره في التغيير.
3. السيدة أميرة إسماعيل العبيدي/ الموقف
التركي من الثورة الليبية.
4. السيد
بشار فتحي جاسم العكيدي/ موقف لبنان من حركات التغيير العربية: سوريا أنموذجاً
. .
5. السيدة خالدة إبراهيم خليل/ موقف جامعة
الدول العربية من حركات التغيير العربية
6. السيدة
جمانة محمد نايف الدليمي/ الإعلام المرئي وحركات التغيير العربية: " قناة
الجزيرة الفضائية أنموذجاً".
التوصيات :
وأعقب إلقاء البحوث ، مداخلات ومناقشات من لدن الباحثين المشاركين
في الندوة . وخرج المنتدون بجملة توصيات نجملها بالاتي :-
1. ضرورة استيعاب مؤسسات الدولة - بما
فيها التربوية والتعليمية والاجتماعية - مسؤولية بناء نخب وطنية جديدة تستطيع التفاعل مع حالات التغيير ومتطلباته،
ذلكم أن بناء الإنسان الديمقراطي يحتاج إلى زمن وجهد كبيرين ، ونقطة البدء تبدءا
من مرحلة رياض الأطفال والمدرسة ، فالديمقراطية نظام حياة متكامل، وممارسة حية
مستمرة يعيشها الإنسان طوال حياته.
2. دعوة النظم السياسية العربية التي
لم تشهد حركات التغيير إلى إعادة النظر في دساتيرها وإجراء إصلاحات حقيقية فيها ،
وإعمال العقل والاستناد إلى الحكمة .كما ان على النظم السياسية الجديدة أن تتصرف
بعقلانية شديدة وتعمل على زرع روح المواطنة وفكرة المشاركة في صنع القرار مع أهمية
احترام حقوق الإنسان وخلق الفرص المتكافئة في العمل وتمكين المرأة للإسهام في
البناء والتقدم .
3. تأكيد اهمية
العناية بالعملية الديمقراطية وآلياتها من خلال دعوة الناس في البلدان العربية
لاختيار ممثليهم بحرية تامة، فصناديق الاقتراع ينبغي أن تكون هي الفيصل، وان من يأتي
إلى سدة الحكم يجب أن يكون مؤمنا بمبادىء(التداول السلمي للسلطة)، و( القبول
بالمعارضة)، و(الإيمان بالتعددية)، و(نبذة الاستبداد)، و ( احترام الحريات العامة
والخاصة)، و ( تحقيق العدالة والديمقراطية)،و(احترام الكرامة الإنسانية)، و( إقامة
الحكم الراشد والصالح ) و (خلق مجتمع الرفاهية).
4. حث الحكومات العربية على ضرورة
تحقيق تنمية بشرية قائمة على الإنصاف و التمكين والاستدامة، وتوسيع الخيارات
والفرص ، وتحقيق عدالة التوزيع، وأن تحظى أجيال المستقبل بمثل ما تحظى به أجيال
اليوم من وارد ، وإمكانات ، وفرص.
5. دعوة الحكومات العربية للقيام بإصلاحات
حقيقية سياسية ودستورية واجتماعية
واقتصادية، والحد من الاختلالات البنيوية التي
أنتجت الثالوث الاقتصادي اللعين :
الفقر ،والبطالة والفساد ، ولابد من ان يكون الإنسان هو الهدف الأول والاخير لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة
ومستدامة ،وبإصلاحه يتحقق الإصلاح الشامل.
6. السعي بأتجاه أن يكون الإعلام
مستقلا والنأي به من أن يصبح أداة بيد
النظام السياسي ، بل يجدر به أن يكون حرا ورشيدا ، وان يسهم في رسم الخريطة الإدراكية للشعب
وينتج شعبا مستنيرا متكامل الشخصية، شعبا له فعاليته وتحقيق ذاته ووجوده.
7. لا بد لحركات التغيير العربية ،إذا
ما اريد لها النجاح، أن تنطلق من الداخل، وترفض التدخل العسكري الأجنبي المباشر أو
غير المباشر، لما يترتب على ذلك من ثمن باهض .كما لابد من الابتعاد عن الرضوخ لاملاءات
دول التدخل في توجيه المسارات المستقبلية للنظام السياسي الوليد.
8. إلزام الجيوش في دول التغيير
العربية خلال المرحلة القابلة بمغادرة دورها( التدخلي) وتحولها إلى جيوش ( حارسة)،
تكون مهمتها حماية الدولة والدستور أي أن تكون في خدمة الشعب ومؤسسة الحكم التي
تمثله بعد أن اختارها عبر صناديق الاقتراع ، وان يكون جيشا وطنيا بعيدا عن
التحزبات السياسية والولاءات ( الآيديولوجية)، وان يظل ضامنا للدولة المدنية الديمقراطية.
9. دعوة المسؤولين في الدول الكبرى
للوقوف موقفا ايجابيا من مطالب الشعوب في تغيير نظمها السياسية، وان لا تتخذ موقفا نابعا
من مصالحها الاقتصادية وعلاقاتها السياسية والعسكرية مع النظم السياسية القائمة
وبالضد من تطلعات الشعوب المقهورة باستبداد نظمها السياسية الشمولية.
10. توكيد دور جامعة الدول العربية
لتحمل مسؤولياتها القانونية والسياسية من
اجل تحقيق حالات الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في الدول التي طالها
التغيير وان تساعد في اخراج هذه الدول من
أحكام الفصل السابع المفروض عليها قبل تغيير النظام السياسي فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق