الأحد، 12 يونيو 2011

الدكتور ناطق مطلوب والاهتمام بالدراسات المغربية والاندلسية في العراق

          الدكتور ناطق مطلوب والاهتمام بالدراسات المغربية والاندلسية في العراق
                  ا.د.ابراهيم خليل العلاف
            استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل

    من أبرز أساتذة التاريخ الأندلسي في العراق ،  فمنذ أوائل السبعينات من القرن الماضي ،وهو يغذ السير في طريق تعميق الدراسات الأندلسية وتطوير أدوات البحث فيها  .  وقد زاملته في قسم التاريخ بكلية الآداب وخاصة عندما كان هو يشغل منصب رئيس قسم التاريخ ،وكنت أنا رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل  .وفي لجنة الدراسات العليا  المشتركة ،كنا نتداول الموضوعات المقترحة للكتابة فيها ،وأصبحنا أصدقاء وأعجبت بمثابرته،  وجديته، وصراحته ،وطيبته ،ووجدت انه يحظى بمحبة الطلبة له قبل الأساتذة ولايزال يواصل عطائه أستاذا ورئيسا للجنة الترقيات العلمية في كلية الآداب –جامعة الموصل
   الأستاذ الدكتور ناطق صالح مطلوب الناصري، من مواليد قضاء بيجي بمحافظة صلاح الدين –تكريت سنة 1944  ، لكنه - ومنذ نصف قرن-  يسكن الموصل ولا يحب  مغادرتها لما يحمله من ذكريات عزيزة فيها  .أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في بيجي وسافر إلى بغداد ودخل قسم التاريخ بكلية الآداب –جامعة بغداد وتخرج سنة 1967 ، ولما كان من الطلبة المتفوقين فقد عين معيدا في كلية الآداب بجامعة الموصل عند تأسيسها سنة 1967  . وقد بقي لفترة معيدا إلى أن أوفدته جامعة الموصل إلى مصر ليدخل في قسم التاريخ بكلية الآداب –جامعة عين شمس وحصل الماجستير في سنة 1973 والدكتوراه من الجامعة ذاتها سنة 1978 وتخصص بتاريخ المغرب والأندلس وهو يحمل لقب أستاذ منذ سنة 1993 .
    من مؤلفاته :" تاريخ العرب وحضارتهم في الأندلس" –مشترك ،و" تاريخ المغرب العربي" –مشترك، و" نيل الابتهاج بتطريز الديباج " لأحمد بابا التنبكتي ت1036هـ.دراسة وتحقيق، و " فهارس شيوخ العلماء في المغرب والاندلس حتى القرن العاشر الهجري " ، و " برنامج الواد ياشي ت748هـ. دراسة و تحقيق" ، و " طبقات علماء المالكية " لابن ابي دليم من اهل القرن الرابع الهجري، جمع وتحقيق، و " علماء مدينة قرطبة " لابن عبد البر ت338هـ جمع وتحقيق، و "علماء وقضاة الأندلس " لخالد بن سعد.جمع وتحقيق، و " قضاة قرطبة " للخشني: دراسة وتحقيق.
   أنجز أكثر من 75 بحثا ومادة علمية منشورة أو مقبولة للنشر في المجلات العلمية وفي بعض الموسوعات العلمية.ومن ذلك: "تعليم الصبيان في المغرب العربي في العصر الوسيط، وكتاب المرقبة العليا فيمن يستحق القضاء والفتيا لابي الحسن النباهي، دراسة في مضامينه ،وحسان بن النعمان الغساني ودوره في تحرير المغرب العربي ، ودور ولاة مصر في تحرير المغرب العربي.وفتح مدينة تكريت ، وولاية عبيد الله بن الحبحاب الموصلي على المغرب ، وامارة الفهريين في المغرب العربي ،ودراسة في سيرة ابن سيد الناس الأندلسي. ودراسة في كتاب الصلة لابن بشكوال القرطبي.وغارات النورمان على الأندلس في عصر الإمارة ، والتحديات البيزنطية التي واجهت العرب في تحرير المغرب العربي. والقدس الشريف في مدونات الرحالة المغاربة والاندلسيين ،وبيوت العرب في الأندلس ودورها في التعريب ،والحياة الثقافية في الموصل،الرحلات العلمية بين الموصل والمغرب والاندلس ،والحياة الاقتصادية في تكريت حتى سنة 656هـ ،والحياة الاجتماعية في تكريت حتى سنة656هـ ، وانتشار المذهب الشافعي ، وانتصار القدرة على القوة .. واقعة سبيطلة سنة28هـ نموذجا ، وبغيع الونري، محمد بن محمود ،  واحمد بابا :حياته وأثاره ، والاثاري الموصلي، حياته واثاره ، والوزير المغربي، حياته وأثاره.
     ومن المواد والمداخل العلمية التي كتبها لموسوعة أعلام العرب والمسلمين :
ابن زنجويه، حميد بن مخلد/ التجيبي، إسحاق بن إبراهيم/ الاقليشي، احمد بن معد/التغلبي، فرج بن قاسم/ ألطيبي، الحسين بن محمد/ابن مهران، احمد بن الحسين/ السيوطي، ابو بكر بن محمد/ابن العريف، الحسين بن الوليد/ ابن عفير، سعيد بن كثير/ المغيلي، محمد بن عبد الكريم/ابن مفرج، يحيى بن عبد الله/ الهروي، محمد بن عطاء الله/ الكوراني، احمد بن اسماعيل الشافعي/ القلصادي، علي بن محمد الاندلسي/ القفال، محمد بن علي/ النبيل، احمد بن عمر الشيباني/النجاد،احمد بن سلمان البغدادي/النباهي، علي بن عبد الله الأندلسي/المواق، محمد بن يوسف الغرناطي/ابن المنذر، محمد بن إبراهيم/المنجور،احمد بن علي الفاسي/القوري، محمد بن القاسم/المروزي،محمد بن نصر.
    اشرف على عدد كبير من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه في مجال اختصاصه. كما درس عدة مواد في التاريخ الإسلامي في الدراسات الأولية والعليا  ، واليه يعود  الفضل في استحداث مادة المغرب العربي وإقرارها مادة أساسية ضمن المقررات العلمية في أقسام التاريخ في الجامعات العراقية كافة، و له الدور الكبير في ترسيخ الدراسات الأندلسية والمغربية والتواصل الحضاري في جامعة الموصل.
      وقد شارك في العديد من اللجان العلمية والثقافية  ،ومن ذلك عضوية مجلس إدارة مركز البحوث الاثارية  والحضارية-جامعة الموصل.كما انه عضو اللجنة الثقافية-كلية الآداب  ،ورئيس وحدة المخطوطات في كلية الآداب  ،وعضو لجنة تحرير مجلة آداب الرافدين.ورئيس للجان العلمية والدراسات العليا في قسم التاريخ.
     أسهم في عدد من الدراسات والتقارير على مستوى الجامعة والكلية ، وكذلك في تقييم المواد والمفردات في كلية الآداب-قسم التاريخ.وهو عضو في اتحاد المؤرخين العرب وفي جمعية المؤرخين والاثاريين العراقيين –فرع نينوى وفي المعهد الأمريكي للفهرسة والتراجم-الولايات المتحدة الأمريكية
     تولى مناصب علمية عديدة منها معاون عميد كلية الآداب –جامعة الموصل 1970  ،ورئيس قسم التاريخ فيها لأكثر من مرة (1981-1985 و2001-2003 ) ،وعميد الكلية وكالة 1984-1985 -
     شارك في أكثر من 35 مؤتمرا وندوة علمية داخل القطر وخارجه.كما حصل على شهادات تقديرية وتكريمات علمية منها حصوله على شهادة تقديرية من المعهد الأمريكي للفهرسة والتراجم(رجل عام1997) ،و شهادة المؤرخ العربي-الأمانة العامة للمؤرخين العرب2001.  وشهادة تقديرية ودرع المحققين الرواد جامعة تكريت 2011.
      فيما يتعلق برأيه ومنهجه التاريخي  يقول الدكتور مطلوب:  " إن التاريخ علم رواية ودراية ينطوي على صفحتين أساسيتين الأولى: سياسية، والثانية: حضارية ، وعلى هذه الحقيقة قامت الحضارات الإنسانية عبر التاريخ، فقد تميز العرب عن باقي الأمم بتاريخهم العريق وبإرثهم الحضاري عبر العصور التاريخية المختلفة ومنذ أقدم العصور ، عمدت القوى الطامعة في مقدراتهم على تخريب ثقافتهم ونهب تراثهم الحضاري ، وتزييف الحقائق التاريخية المشرقة في تاريخهم بشكل عام والتاريخ الإسلامي بشكل خاص في محاولة منها لطمس الشخصية العربية  ،والقضاء على الدور الحضاري المتميز لهذه الأمة من جهة  ، ولإعادة ترتيب الأوضاع بالشكل الذي يخدم مصالحها من جهة أخرى"
   ويذهب الدكتور مطلوب غالى أن أهمية دراسة التاريخ العربي الإسلامي وجعله أداة في الصراع الحضاري تكمن في تعزيز  إرادة الأمة للكشف الحقيقي والأمين لأبرز سماتها الأصيلة التي تتواصل مع روحها ورسالتها الإنسانية وهذا لايتحقق كما يقول احد المؤرخين الفضلاء إلا من خلال إعادة كتابة التاريخ العربي الإسلامي من جديد وفهم ما يحيط بالأمة من تحديات والتشبث بالقيم الأساسية للعروبة والإسلام في وقت أصبحت معه الحضارة الغربية تعاني في داخلها قلقا هائلا تتبدى مظاهره الخطيرة في انحلال الأسرة ، وضعف القيم الدينية والروحية، وفقدان الانتماء وانتشار الإجرام وشيوع الإلحاد واليأس والجريمة والمخدرات وعبادة الجنس وما شاكل .
    وعن موضوع حوار الحضارات والأديان فان الدكتور مطلوب يذهب في ذلك مذهبا وهو ان الغرب لايزال ينظر الى  الشرق نظرة استعلائية ويسعى بكل السبل للهيمنة على مقدراته وتغييب هويته وتفتيت مكوناته .وعن الموضوعية في كتابة التاريخ يقول: أن الموضوعبة في كتابة التاريخ نسبية ، ولم تكن في يوم من الأيام مطلقة أبدا لان المؤرخ إنسان وليس اله جامدة، فهو يتأثر بالبعيد والقريب من الأسباب ويظل ارتباطه بالأصول قويا وقائما لكن هذا لايجب ان يجعله بعيدا عن ان يكون موضوعيا قدر الإمكان .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...