الخميس، 30 يونيو 2011

تقرير عن الندوة العلمية 32 لجامعة الموصل –مركز الدراسات الإقليمية حول " العلاقات العراقية – التركية من التاريخ المشترك إلى التعاون المستدام "

تقرير عن  الندوة العلمية  32 لجامعة الموصل –مركز الدراسات الإقليمية حول
" العلاقات العراقية – التركية من التاريخ
المشترك إلى التعاون المستدام "
والمنعقدة في المنتدى العلمي والأدبي في الجامعة يوم 29حزيران 2011
متابعة :ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل

    برعاية معالي الأستاذ علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي رئيس جامعة الموصل ، وأعضاء مجلس جامعة الموصل ومديري المراكز العلمية والباحثين وجمع كبير من المهتمين بالشأن العراقي والتركي ، عقدت جامعة الموصل – مركز الدراسات الإقليمية، وبالتعاون مع الدائرة الثقافية العراقية في أنقرة ندوة علمية  بعنوان : " العلاقات العراقية – التركية من التاريخ المشترك إلى التعاون المستدام " ، في يوم  الأربعاء  السابع والعشرين من رجب 1432هـجرية الموافق لليوم 29 حزيران 2011 ميلادية ، وفي المنتدى العلمي والأدبي في رحاب جامعة الموصل. وقد ابتدأت الندوة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم ، تفضل بعدها السيد رئيس جامعة الموصل ورئيس اللجنة التحضيرية للندوة بكلمة ألقاها الأستاذ الدكتور نزار مجيد قبع مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية  أكد فيها أهمية انعقاد هذه الندوة العلمية في مثل هذه الظروف ،ودعا إلى وجوب مواصلة التعاون بين الباحثين العراقيين والأتراك  ومما قاله أن هذه الندوة تسعى إلى تحديد معالم علاقات العراق بتركيا وتشخيص واقعها وسبل تطويرها ووضع أسس سليمة للارتقاء بها والقائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، وإثراء الحوار الهادف لتطوير العلاقات والسعي إلى دعمها بأساليب الاتصال والتعاون وتبادل الخبرات وإحداث تشابك في المصالح الاقتصادية والسياسية، وعندها يصعب انفراط عقد العلاقات إذا ماجرى تأسيسها على ركائز متينة . وأضاف  إن خيارات العراق الإستراتيجية  تكمن في إقامة أوثق العلاقات مع تركيا كثيرة وفي طليعتها مجالات التعاون المائي وإقامة مشاريع مائية مشتركة، ومجالات استثمارية واسعة الطيف في الحقول الصناعية والزراعية والبنى التحتية، وفي مجالات النفط وتصنيعه والغاز الطبيعي.  خاصة وان العراق  يعد بلداً واعداً، تتوافر فيه فرص استثمارية عدة الأمر الذي يدعم توثيق العلاقات وتعميقها خدمةً للشعبين العراقي والتركي .
    وقد قدم السيد رئيس جامعة الموصل في كلمته ، الشكر والتقدير للدائرة الثقافية العراقية في أنقرة ممثلة بالأستاذ الدكتور محمد الحمداني المستشار الثقافي ،والأستاذ الدكتور دريد عبد القادر نوري معاون المستشار الثقافي لجهودهما  الطيبة والمخلصة في نجاح الندوة وترتيب استضافة الأساتذة والباحثين الأتراك وبالتعاون مع اللجنة التحضيرية في جامعة الموصل والأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف مدير مركز الدراسات الإقليمية .وتقديرا لذلك فقد قرر مجلس إدارة مركز الدراسات الإقليمية منح الأستاذين الدكتور الحمداني والدكتور نوري درع التميز العلمي للمركز .كما شكر السيد رئيس الجامعة الباحثين وإعلام جامعة الموصل والإعلاميين في محافظة نينوى  والدكتور شامل فخري العلاف رئيس قسم اللغة التركية في كلية الآداب على جهودهم وقد قدمت لهم شهادات تقديرية وشهادات مشاركة في الندوة .
   كما تحدث الأستاذ الدكتور عبد الرحمن قايقجي عميد كلية طب الأسنان في جامعة غازي عينتاب رئيس الوفد التركي عن الاهتمام بتطوير العلاقات بين تركيا والعراق واكد ضرورة التعاون العلمي بين الجامعات التركية والعراقية واستعرض جانبا من نشاطات جامعة غازي عينتاب العلمية وشكر  بأسم زملائه السيد رئيس جامعة الموصل- رئيس اللجنة التحضيرية للندوة على استضافة الجامعة للأساتذة والباحثين الأتراك ودعا إلى استمرار التعاون نحو الأفضل مشيرا إلى الروابط المهمة التي تربط الشعبين التركي والعراقي وأهمها رابطة الجيرة والدين والمصالح المشتركة .
     تأتي هذه الندوة تنفيذاً للبيان الختامي وتوصيات الندوة الدولية التي عقدت في أنقرة يومي التاسع والعاشر من حزيران 2010 ، وبمشاركة باحثين من جامعة الموصل ومركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية (اورسام ) ومركز اتاتورك للدراسات والبحوث (أتام ) في أنقرة حول العلاقات العراقية –التركية .وقد أنجزت جامعة الموصل وعلى مدار سنة كاملة مضت، العديد مما تم الاتفاق علية وبخاصة دراسة نصوص الكتب المنهجية العراقية وتصحيح الكثير من المفاهيم المتداولة وتعزيز الاهتمام باللغة التركية   .
   وأعقب ذلك كلمة الوفد التركي ألقاها الأستاذ الدكتور عبد الرحمن قدايقجي من جامعة غازي عينتاب التركية  وكلمة الدائرة الثقافية العراقية في أنقرة ألقاها الأستاذ الدكتور دريد عبد القادر نوري. ومن الأساتذة الأتراك الذين حضروا الندوة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن قدايقجي  ، والأستاذ الدكتور جاهد باغجي  ،والأستاذ الدكتور علي أق بنار والأستاذ الدكتور رمضان قوج من جامعة غازي عينتاب  والأستاذ الدكتور محمد عبد الله عرفات من جامعة قره دنيز  والدكتورة نباهت ويردي  من مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية (أورسام ) في أنقرة والدكتور عبد الباقي بوزكورت والدكتور فصيح دينج  من جامعة ماردين .
   
     توزعت بحوث الندوة على جلستين سبقتهما محاضرة افتتاحية قدمها الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف بعنوان : " وضعية الدراسات التركية في العراق خلال التسعين سنة الماضية" . ومما جاء في ملخصها انه في العدد (13-14 ) من" المجلة التاريخية العربية للدراسات العثمانية" التي تصدرها مؤسسة التميمي للدراسات والبحوث في تونس كتب دراسة بعنوان: " وضعية الدراسات العثمانية في العراق خلال الثلاثين سنة الماضية " (1996 )، ذكر فيها أن السنوات الماضية، شهدت اهتماما ملحوظا بالدراسات العثمانية ليس في العراق حسب، بل في إرجاء الوطن العربي كله، وذلك لما يمثله" العصر العثماني" الممتد من النصف الأول من القرن السادس عشر حتى مطلع القرن العشرين، من أهمية كبيرة في فهم التكوين السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي ، والنفسي للمجتمع العربي المعاصر.
ولقد تجسد الاهتمام بالعصر العثماني ، في ظهور بحوث ودراسات عديدة تناولت تأريخ العرب الحديث منذ بدء التوسع العثماني في سنة 1516، حتى أواخر الحرب العالمية الأولى سنة 1918. كما عقدت ندوات ومؤتمرات علمية على صعيدي الوطن العربي والعالم، لمعالجة جوانب مختلفة من هذا التأريخ. وقد صدرت مجلات ودوريات تهتم بالدراسات العثمانية، وتأسست مراكز  بحثية اضطلعت بمهمة تشجيع البحث في العصر العثماني بعهوده  الثلاثة . وبرز اهتمام كبير بالوثائق العثمانية والمحلية المنتشرة في أماكن عديدة، واستكمالا لتلك الدراسة قدم الدكتور العلاف عرضا لحال الدراسات التركية في العراق فقال إن الاهتمام بالشأن التركي ارتبط بنشأة الدولتين العراقية الحديثة 1921 ، والدولة التركية الحديثة 1923 . وكان وراء الاهتمام بالدراسات التركية عاملان مهمان  : أولهما - له علاقة بمطالب الأتراك بولاية الموصل وصدور قرار عصبة الأمم سنة 1925 بصيرورة ولاية الموصل جزءا لايتجزأ من الدولة العراقية. وثانيهما - الرغبة في التعرف على التجربة التركية التي قادها الرئيس مصطفى كمال(1919-1938 ) ، في بناء تركيا ،وتنميتها .
وفي سنة 1955، وعلى اثر تطور العلاقات العراقية –التركية ،وعقد معاهدة الصداقة بين البلدين في سنة 1947، ألَف شاكر صابر الضابط وهو مؤرخ هاو وعسكري سابق،  كتابه "تاريخ الصداقة بين العراق وتركيا " طبع ببغداد .ومنذ سنة 1947 وحتى كتابة هذه السطور، يواصل الباحثون العراقيون - بمختلف اختصاصاتهم  - الاهتمام بالجارة الشمالية : تركيا، رغبة منهم في إقامة علاقات متطورة معها والإسهام في حل المشكلات التي تعترض مسيرة هذه العلاقات .ويشعر الباحثون العراقيون أن ثمة العديد من الروابط التي تشد الشعبين العراقي والتركي أبرزها رابطة الدين، والجيرة، والتأريخ المشترك، والمصالح المتبادلة .ويقينا أن الدراسات والبحوث العلمية هي من أبرز الوسائل التي تعمق الإدراك بأهمية تطوير العلاقات وتشبيكها في مختلف الميادين .ومما يجب الاعتراف به  ، هو أن الأستاذ الدكتور احمد نوري ألنعيمي الأستاذ في كلية العلوم السياسية بجامعة بغداد " رائد الدراسات التركية الحديثة في العراق"  .وقد ابتدأت جهوده عندما اتجه نحو مصر في مطلع السبعينيات من القرن الماضي للدراسة العليا .وقد نال الماجستير من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة سنة 1974 عن رسالته الموسومة بـ : " السياسة الخارجية التركية بعد الحرب العالمية الثانية " التي طبعت ببغداد سنة 1975 . وبعد ذلك نال شهادة الدكتوراه من كلية العلوم السياسية بجامعة القاهرة عن أطروحته الموسومة بـ : " تركيا وحلف شمالي الأطلسي " .وقد طبعت من قبل وزارة الثقافة والإعلام ببغداد سنة 1979 .
 كما أن الأستاذ الدكتور إبراهيم الداقوقي هو أستاذ معروف متخصص في الإعلام، عمل في قسم الإعلام بكلية الآداب في جامعة بغداد (كلية الإعلام –جامعة بغداد حاليا ) ،قام بنشاط كبير في مجال خلق الوعي بأهمية الدراسات التركية في العراق .
وخلال سنوات الثمانينيات من القرن الماضي ظهرت عوامل جديدة محلية وإقليمية ودولية أظهرت الحاجة إلى فهم  اكبر في العراق لدول الجوار منها تركيا، خاصة بعد تعاظم الدور التركي سياسيا واقتصاديا في المنطقة وقد أدركت الحكومة في العراق أهمية أن تكون هناك مراكز بحثية تساعد في تقديم ما يفيدها من دراسات وبحوث تساعد في تطوير العلاقات، لذلك صدر قراران مهمان من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية يقضيان بتأسيس مركزين بحثيين، الأول في جامعة الموصل باسم مركز الدراسات التركية .والثاني في جامعة البصرة باسم مركز الدراسات الإيرانية .وفيما يتعلق بموضوع الدراسة هذه فان القرار رقم 10 لمجلس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي صدر في 24 آب سنة 1985 نص على تأسيس مركز الدراسات التركية والذي أصبح اسمه بعد ذلك "مركز الدراسات الإقليمية " . وكان للدكتور العلاف شرف الإسهام الرئيسي في تأسيس المركز وإقامة أسسه العلمية والإدارية وتطويرها حتى يومنا هذا  .
ومنذ 1985 والمركز يغذ السير، فلقد عقد سبعة مؤتمرات علمية واحدى وثلاثين ندوة .كما أصدر عشرات الكتب والتقارير، وقدم الاستشارات العلمية لصناع القرار واصدر ثلاث مجلات علمية آخرها مجلة دراسات اقليمية .وقد استضاف أساتذة وشارك في ندوات ومؤتمرات داخل العراق وخارجه .ومما ينبغي ذكره أن الدكتور العلاف وعدداً من زملائه، بذلوا الجهود الحثيثة لاًن تكون تركيا الحديثة موضوعا لرسائل ماجستير ودكتوراه تقدم في جامعة الموصل والجامعات العراقية الأخرى .
لم ينكر الباحث   بأن العلاقات العراقية –التركية خلال التسعين سنة الماضية 1921-2011 تعرضت للكثير من المشاكل واعترتها تعقيدات عديدة، ومرت بمراحل سلبية وأخرى ايجابية . لكن مما ينبغي التأكيد عليه أن الباحثين العراقيين وخاصة الأكاديميين ظلوا يواصلون جهودهم لتقديم ما يساعد في تطوير العلاقات ووضع ذلك أمام صناع القرار لاتخاذ القرارات المناسبة . لكن مما يجب  الإشارة إليه أن تلك البحوث والدراسات لم تكن في كثير من الاحيان -  للأسف الشديد – تجد آذانا صاغية من المسؤولين الرسميين  ومع هذا فان الباحثين العراقيين وخاصة في السنوات القليلة الماضية شدوا العزم على أن يواصلوا جهودهم العلمية ويزيدوا من إمكانية خلق القنوات مع صناع القرار لإيصال صوتهم والذهاب ابعد من ذلك ولعل الندوات المشتركة بين مراكز البحوث والمؤسسات الأكاديمية العراقية والتركية هي الأسلوب الجديد الذي يساعد ليس في تبادل الخبرات وحسب ، بل في تعميق فهم الطرفين لبعضهما والسير قدما في تقديم ما يفيد لتطوير العلاقات وعلى مختلف الأصعدة .
وعلى هامش الندوة نظمت مذكرة تفاهم بين جامعة ماردين التركية وجامعة  الموصل العراقية ، وفيها تم الاتفاق على أسس التعاون العلمي بين الجامعتين .

      ابتدأت الجلسة الأولى التي ترأسها الأستاذ الدكتور دريد عبد القادر نوري، وتولى مقرريتها الدكتور شامل فخري العلاف ، وألقيت فيها البحوث الآتية:-
1.    العثمانيون في المناهج المدرسية العراقية للأستاذ الدكتور ذنون يونس الطائي.
2.    فرص الاستثمار الصناعي في نينوى للأستاذ الدكتور أنمار أمين البرواري.
3.    رؤية من أجل علاقات إستراتيجية للأستاذ الدكتور عصمت برهان الدين.
4.    الاستقرار السياسي في العراق والعلاقات الاقتصادية العراقية – التركية للدكتور مفيد ذنون يونس.
5.    تركيا والفرص الاستثمارية المتاحة في العراق : رؤية من الواقع للدكتور عبد الله فاضل الحيالي.
6.    التبشير في الموصل وموقف السلطات العثمانية منه  للدكتور فصيح دينج
7.    الدولة العثمانية وموقع العراق في القرن التاسع عشر للدكتور عبد الباقي بوزكورت
8.    ملامح الموقف الأمريكي تجاه الدور الإقليمي التركي للدكتور ذاكر محي الدين العراقي.
9.    البعد التاريخي للعلاقات العراقية – التركية للدكتور محمد عبد الرحمن ألعبيدي.
  .1 .دور الشركات التركية في إعداد وتنفيذ خارطة استثمارية شاملة في مجال البنى التحتية لمحافظة نينوى للدكتور هاشم محمد عبد الله العركوب .
10.                      اتجاهات طلبة جامعة الموصل نحو تركيا للدكتور أسامة حامد محمد والسيدة هديل صبحي إسماعيل.
11.    البعد الديني والوجداني للعلاقات العراقية – التركية للدكتور هاشم عبد الرزاق الطائي.

 أما الجلسة الثانية فترأسها الأستاذ الدكتور احمد خضر احمد ، وتولى مقرريتها الدكتور عبد الله فاضل الحيالي، وألقيت فيها البحوث الآتية:-
1.    الدراسات التركية وآفاقها المستقبلية بين العراق وتركيا للدكتور شامل فخري العلاف.
2.    آفاق التعاون المائي بين العراق وتركيا للدكتور ريان ذنون محمود العباسي.
3.  الاستثمار الأجنبي المباشر والتطور المالي والنمو الاقتصادي : دراسة مقارنة لتركيا وبعض الدول العربية للدكتور مثنى عبد الرزاق الدباغ.
4.    العلاقات العراقية- التركية في ضوء اتفاقية التعاون الأمني والاستراتيجي للدكتورة أفراح ناثر جاسم.
5.    العلاقات العراقية التركية العمق التاريخي وآليات تفعيل التواصل للدكتور حامد محمد طه السويداني.
6.    العلاقات العراقية –التركية : المجال الأمني للسيد واثق محمد براك.
7.    دور اللغة التركية في تعزيز العلاقات بين العراق وتركيا للسيد حسن محمد فرحان.
8.    واقع وآفاق العلاقات الثقافية بين العراق وتركيا للسيد فواز موفق ذنون.
9.  واقع ومستقبل نقل النفط العراقي عبر تركيا خط أنابيب كركوك-جيهان أنموذجا . للسيد عبد الرزاق خلف محمد الطائي.   

وأعقب إلقاء البحوث عقد جلسة لتقييم الندوة وكان على المنصة باحثان  تركيان هما الاستاذ الدكتور محمد عبد الله عرفات (جامعة قره دنيز ) والدكتور عبد الباقي بوزقورت (جامعة ماردين ) وباحثان عراقيان هما الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف والدكتور عبد الله فاضل الحيالي  وخلال جلسة التقييم دارت مناقشات ومداخلات من السادة الحاضرين في الندوة، بعدها قرأ الدكتور عبد الله فاضل الحيالي البيان الختامي والتوصيات وابرزها ما يأتي :
1. تثمين سياسة تركيا الحالية تجاه العراق والرامية الى بناء علاقات وثيقة مع جميع القوى العراقية وتوكيد علاقاتها القوية مع الحكومة المركزية وفتح جسور الحوار البناء والتعاون مع جميع أطراف العملية السياسية في العراق.
2.الدعوة إلى تشكيل لجنة عراقية-تركية مشتركة ، لتصحيح المفاهيم التاريخية ، انطلاقا من المشتركات الايجابية بين الشعبين الشقيقين .
3. استحداث قنوات اتصال جديدة لتطوير العلاقات الثقافية والعلمية بين العراق وتركيا .
4. العمل على تأسيس "مجلس تعاون لبلدان حوضي دجلة والفرات" يهتم بدراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها أمن الحدود وإدارة الموارد المائية.
5. دعم المستثمرين الأتراك، وعدهم شركاء أساسيين في تنفيذ مشاريع استثمارية في نينوى ومنها مشروع "ري الجزيرة".
6. بناء منظومة جديدة من أنابيب نقل النفط الخام العراقي عبر الأراضي التركية.
7. توفير بيئة اقتصادية وسياسية مستقرة وقابلة للتنبؤ، ذات مستويات منخفضة من الفساد وحماية حقوق الملكية الفكرية والمادية ، وتوفير قوانين عمل مستقرة.
8. تسهيل الإجراءات المعقدة ، وإقلال مدة تسجيل الشركات الأجنبية في منح تراخيص الاستثمار، وتشجيع الاستثمار التركي على أقامة صناعات بتروكيمياوية وصناعات مستخدمة لمنتجاتها،اعتمادا على النفط والغاز العراقيين،وتوكيد أهمية استخدام عنصر العمل العراقي.
9. تعريف المستثمرين الأتراك بفرص الاستثمار المتاحة في العراق بعامة ومحافظة نينوى بخاصة.
10. فتح فروع لمصارف تركية كبيرة (حكومية أو أهلية) في المناطق الحرة المقترح إنشاءها في محافظة نينوى.
11. التوصية بعقد الندوة العلمية القادمة في اصطنبول  وبعنوان مقترح فحواه: " مستقبل العلاقات العراقية-التركية".



        


الأحد، 26 يونيو 2011

دراسات معاصرة في التربية والتعليم ومناهج الدراسات التاريخية العربية كتاب جديد للكتور صباح مهدي ارميض

دراسات معاصرة في التربية والتعليم ومناهج الدراسات التاريخية العربية كتاب جديد للكتور صباح مهدي ارميض
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
جامعة الموصل
وصلني على سبيل الاهداء كتاب جديد لصديقي العزيز الاستاذ الدكتور صباح مهدي ارميض الاستاذ في قسم التاريخ بكلية التربية -ابن رشد -جامعة بغداد .والكتاب قد طبع من قبل مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي ببغداد 2011   ..ويقع في 216 صفحة ويتضمن فصولا تتناول اراءمواقف في التعليم، ودراسة لمناهج اقسام التاريخ في الجامعات العربية، ومناهج التعليم في الخليج العربي، ومنهج البحث التاريخي ....موضوعات شتى مهمة تفيد الدارسين والمهتمين بالشأن التربوي والتعليمي العراقي والعربي .والاهم من كل هذا ان المؤلف يطالب ويدعو الى وضع استراتيجيات تربوية فاعلة تتناغم والمتغيرات التي يشهدها العالم .كما يقف عند رتابة المناهج التربوية المستخدمة وتخلفها وضعفها ويتساءل اين نحن العرب اليوم مما يجري من تطورات تقنية ومعلوماتية ؟..كتاب مهم انصح بالاطلاع عليه والاستفادة منه وجدير بوزارات التربية والتعليم العالي العربية ان تقتنيه وتتعرف على مضامينه وتفيد منها عند محاولتها اعادة النظر في البنيان التعليمي والتربوي .

كتاب جديد وصلني : العراق وفلسطين للاستاذ الدكتور سامي عبد الحافظ القيسي

العراق وفلسطين في الوثائق البريطانية



ا.د.ابراهيم خليل العلاف-جامعة الموصل


كتاب جديد وصلني على سبيل الاهداء من صديقي القديم وزميلي منذ ايام الجامعة الاستاذ الدكتور سامي عبد الحافظ القيسي وهو صادر عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد 2011.والكتاب يضم مجموعة من الدراسات والبحوث التي تتناول علاقة العراق بفلسطين ..ولعل من ابرز ما تضمنه الكتاب مبحث بعنوان : " الاوراق الشخصية مصدرا لدراسة القضية الفلسطينية ومبحث بعنوان : " وثيقة بريطانية تكشف عن حادثة محاكمة شفيق عدس واعدامه في البصرة. ومبحث بعنوان : " هجرة يهود العراق عام 1951 " .موضوعات تستحق الوقوف عندها لاهميتها في ادراك جوانب خطيرة من تاريخ العراق المعاصر وانا اعرف اسلوب الاستاذ القيسي وحرصه في تطبيق المنهج التاريخي بحذافيره شأنه في ذلك شأن كل ممثلي المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة وقد ظهر ذلك واضحا في الكتاب الجديد .أشد على يدي الزميل الدكتور القيسي واهنئه على هذا الجهد التوثيقي الكبير .

السبت، 25 يونيو 2011

متابعة الاستاذ وليد مال الله لاحتفالية مركز الدراسات الاقليمية بيوم اصدار التقرير الاستراتيجي

                متابعة الاستاذ وليد مال الله لاحتفالية مركز الدراسات الاقليمية بيوم اصدار التقرير الاستراتيجي 

شكرا للصحفي المبدع الاستاذ وليد مال الله وهو يتابع حفل مركز الدراسات الاقليمية -جامعة الموصل 30 -5-2011 والذي اعلن فيه اصدار اول تقرير استراتيجي لمركز بحثي عراقي .وقد نشرت المتابعة في جريدة "افاق الموصل " الموصلية .


الثلاثاء، 21 يونيو 2011

الدكتور ابراهيم محمد علي الجبوري والتأريخ للعرب قبل الاسلام

                 الدكتور ابراهيم محمد علي الجبوري والتأريخ  للعرب قبل الاسلام
      ا.د.ابراهيم خليل العلاف
    استاذ التاريخ الحديث -جامعة الموصل
من الاساتذة الذين أحبهم  وأحترمهم ..ولي معهم ذكريات تتجاوز حدود الزمالة ..عمل معي ، عندما كنت رئيسا لقسم التاريخ بكلية التربية -جامعة الموصل بين 1980-1995 ، ووجدته انسانا طيبا ،نظيفا ،متواضعا حريصا على عمله ، مواظبا على الدوام يحب طلبته ، ويحبه طلبته ، يتعاون مع اعضاء القسم  ، ويتعاطف مع من يظلم ويبذل جهودا من اجل رفع مظلوميته ،وكنت كثيرا ما اكبر فيه هذه الروح . وكان فوق هذا وذالك استاذا جادا ، وباحثا جيدا ابتدأ  حياته العملية في وزارة الشباب موظفا وهو عند كتابة هذه السطور استاذا مساعدا في قسم التاريخ بكلية التربية -جامعة الموصل .
الدكتور إبراهيم محمد علي الجبوري من مواليد الموصل سنة  1947 ..أكمل دراسته الابتدائية في ربيعه وأنهى الدراسة المتوسطة في متوسطة الحدباء بالموصل،  وتخرج في الإعدادية المركزية . التحق بكلية الآداب بجامعة الموصل وتخرج فيها السنة 1973-1974 م بتقدير جيد. عين في وزارة الشباب سنة  1974 م ونسب إلى مديرية شباب نينوى ، ملعب الموصل الرياضي بوظيفة ( معاون ملاحظ)
 في سنة  1975م نقلت خدماته إلى جامعة الموصل - الأمانة العامة للمكتبة المركزية  ، وبقي فيها حتى سنة 1977م حيث نقل إلى كلية التربية بعنوان مساعد باحث علمي ،  وأصبح معيدا في قسم التاريخ ثم رئيسا للجنة التعليم المجاني بالكلية .
 وفي سنة 1980م قبل في في كلية الآداب ، قسم التاريخ ، وذلك للحصول على شهادة الماجستير ..وقد انهى الدراسة سنة 1982م وأصبح ( مدرس مساعد ) في القسم ثم نسب إلى وظيفة ( معاون المسجل العام في الجامعة ) . لكنه لم يجد بأن الادارة هي ما يبغيه فسرعان ما وجد الفرصة للحصول على الدكتوراه وقبل سنة 1987 في قسم التاريخ بكلية اداب جامعة الموصل وقدم رسالته الموسومة : "المناذرة : دراسة سياسية حضارية) وكان المشرف على الرسالة الاستاذ الدكتور عبد المنعم رشاد رحمه الله وقد انجزها وناقشها سنة 1990 .
      أما اطروحته للدكتوراه فقد كانت بعنوان :( التحالفات بين القبائل العربية قبيل الإسلام وعصر الرسالة ) وكان المشرف عليه الاستاذ  الدكتور خالد صالح العسلي استاذ التاريخ الاسلامي في قسم التاريخ بكلية الاداب -جامعة بغداد .
    في قسم التاريخ بكلية التربية -جامعة الموصل  كلف بهمام عديدة  منها : مقررية القسم ، ثم رئيساً للجنة الامتحانية .
   ناقش حوالي أكثر من 15 رسالة ماجستير و ( أربعة ) اطاريح دكتوراه وأشرف على أكثر من (10 ) رسائل ماجستير و ( 3) اطاريح دكتوراه وقيم  علميا عشرات البحوث والدراسات ورسائل الماجستير والدكتوراه .
        كتب العديد من البحوث منها :
"من ملامح الحسن القومي عند النعمان بن المنذر ملك الحيرة  585م –  613م" ، ونشر في "مجلة آداب الرافدين "عدد 17 سنة 1987م
"دور الشاعر في الحياة القبلية قبيل الإسلام" .
"العلاقات السياسية بين المناذرة والغساسنة والقبائل العربية " منشور في مجلة "رسالة الخليج العربي عدد ( 17 ) لسنة 1987م
" مملكة الحيرة وأضاعها السياسية الحضارية قبيل الإسلام" .
" القافلة التجارية دراسة للنشاط الاقتصاد المكي قبل الإسلام" ، بالاشتراك مع الدكتور هاشم يونس عبد الرحمن  الخطيب .
" الإرث في العرف القبلي قيبل الإسلام وعصر الرسالة " ،وقبل للنشر في" مجلة  دراسات في التاريخ والآثار "  بغداد 1994م- 1995م
" قصي بن كلاب ودوره في تنظيم قريش وقيادته لها " ،نشر في مجلة شؤون اجتماعية / الشارقة العدد ( 5) لسنة 2000
" دور المغيرة بن شعبة في العصر الراشدي" ، منشور في "مجلة التربية والعلم/  المجلد 10 العدد 1 / 4 عام 2003م
"اكثم بن صيفي التميمي وإسهاماته الفكرية قبل الإسلام" ، مقبول للنشر في مجلة كلية العلوم الإسلامية 2011
" طبيعة العلاقة بين مملكة الحيرة والدولة الساسانية خلال فترة حكم النعمان بن المنذر " .
    منتم الى نقابة المعلمين فرع نينوى ،وجمعية المؤرخين والاثاريين فرع نينوى وهو عضو اتحاد المورخين العرب ، والاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق .
    يعتز بأساتذته الذين درس على ايديهم ويخص بالذكر الاستاذ الدكتور خالد العسلي ،  والاستاذ الدكتور عبد المنعم رشاد ،والاستاذ  الدكتور توفيق اليوزبكي ، والاستاذ الدكتور صالح احمد العلي والاستاذ الدكتور خضر الدوري رحمهم الله جميعا .ومن الأحياء-  أطال الله في اعمارهم ومنحهم الصحة والعافية-  يذكر الاستاذ الدكتور عماد الدين خليل، والاستاذ الدكتور هاشم الملاح.
    الدكتور ابراهيم محمد علي الجبوري من المؤرخين العراقيين الذين يلتزمون بالمنهج الاكاديمي التاريخي الصارم من حيث العودة الى الاصول ، والتنصيص ، والتهميش،  والاخذ بتعددية العوامل التاريخية .وهو حريص على اعتبار ان العرب في مرحلة ما قبل الاسلام أي في عصر الجاهلية كما هو متداول لم يكونوا بالسوء الذي اظهرتهم به بعض المصادر، وانما كانوا  على درجة من النضج العقلي والعلمي واكبر دليل على ذلك  قوة الشعر الجاهلي، ومخاطبة القران الكريم لهم انهم "قوم يعلمون " ، و " قوم يعقلون" .. ولكن الشيئ الذي لابد من ابرازه انهم كانوا "مشركين " يعرفون الله لكنهم يعبدون الاصنام عسى ان تقربهم الى الله زلفى .ويرى الدكتور ابراهيم محمد علي ، ان الدكتور جواد علي المؤرخ العراقي الكبير رحمه الله  ،يعد من أبرز الذين أرخو للجاهلية من خلال كتابه الموسوعي : "تاريخ العرب قبل الاسلام " .لذلك فللدكتور جواد علي في نفس تلميذه الدكتور ابراهيم محمد علي الجبوري مكانة كبيرة .

الاثنين، 20 يونيو 2011

الدكتور داؤد ألجلبي ( 1879 ـ 1960 ) طبيبا وباحثا ومؤرخا

                    الدكتور داؤد ألجلبي ( 1879 ـ 1960 ) طبيبا وباحثا ومؤرخا
        ا.د.ابراهيم خليل العلاف 
    استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل

            ينتمي داؤد الجلبي إلى أسرة امتهنت الطب في الموصل منذ فترة مبكرة من تاريخها الحديث . ولد في 16 كانون الأول ضن 1879 ودخل كتاتيب الموصل ثم التحق بمدرسة الآباء الدومنيكان، ثم في المدرسة الإعدادية الملكية ( المدنية ) بالموصل وبعدها سافر إلى استانبول سنة 1899 ليدخل المدرسة الطبية العسكرية ويتخرج منها طبيباً عسكرياً سنة 1909 وقد عاد بعدها إلى الموصل ليعمل في إحدى الوحدات العسكرية الطبية.

       اهتم داؤد الجلبي بالتاريخ منذ وقت مبكر في حياته العلامة ، وقد قاده إلى ذلك اتجاهه القومي العربي وحقده على السياسة العثمانية التي يعزو إليها  تأخر العرب . وقد التقى الجلبي بنخبة من زملائه العسكريين الموصليين في منطقة الشعيبة سنة 1915 ، وإبان المعارك التي دارت بين البريطانيين الغزاة والجيش العثماني . وكان في مقدمة هؤلاء مولود مخلص ، وقد كان الاثنان مندفعين نحو التيار القومي العربي ويسعيان من أجل الاستقلال عن الدولة العثمانية . وقد وقع داؤد الجلبي في أسر البريطانيين ولم يطلق سراحه حتى سنة 1916 ، وخلال هذه السنة حاول الالتحاق بالثورة العربية في الحجاز ، إلاّ أنه لم يوفق فعاد إلى الموصل بعد وقوعها تحت الاحتلال البريطاني سنة 1918، ليعمل مع مثقفيها القوميين في تأسيس النادي العلمي سنة 1919 وقد انتخب الجلبي رئيساً للنادي الذي أسس ليكون مركزاً من مراكز النشاط القومي المعادي للبريطانيين  .
      وبعد اجراء الانتخابات لأول مجلس نيابي انتخب داؤد الجلبي نائباً عن الموصل في المجلس التأسيسي العراقي الذي اجتمع سنة 1925 ليقرر الدستور . وبعد ذلك عاد إلى طبابة الجيش وعيّن مديراً بالأمور الطبية في الجيش العراقي في 17 تموز سنة 1930 ، وفي 1933 أحيل على التقاعد . وتقديراً لخدماته عيّن عضواً في مجلس الأعيان ( الشيوخ ) سنة 1937 لدورة واحدة أمدها أربع سنوات . وخلال هذه الفترة ظلَّ مداوماً على البحث والكتابة فضلاً عن ممارسته لمهنته في عيادته الخاصة الواقعة في شارع نينوى قرب السرجخانة حتى وفاته يوم الأحد 29 أيار-مايو  1960  .

      يعـد داؤد الجلبي من أبـرز ممثلي التيار القومي العربي في الموصل والذي بدأ بالظهور منذ الانقلاب الدستوري العثماني سنة 1908 ، وقد أسهم ألجلبي في الجمعيات القومية التي برزت في الموصل ، وخاصةً جمعية العهد وكان من أعضائها النشيطبن .وبعد تشكيل الدولة العراقية ، وجد ألجلبي ان بلده بحاجة إلى نهضة شاملة ، وأن هذه النهضة لا يمكن أن تتحقق إلاّ بالعلم والقوة . ، لذلك أصبح من دعاة الإصلاح والتجديد وقد تجلى ذلك من خلال المحاضرات التي كان يلقيها في بعض مدارس الموصل ، وكان التاريخ فيها محوراً أساسياً ، لأنه كان يعتقد بأن التاريخ وسيلة مهمة من وسائل النهضة وقد انكب على دراسة مصادر التاريخ ،وأولع بمعرفة أسباب نمو الحضارات وعوامل تدهورها  .

       ومن أجل احياء التراث العربي ، واستخلاص مخزونه الثقافي ووضعه بين أيدي القراء قدّم الجلبي دعوة لجمع الكتب الموقوفة في المدارس الدينية والمساجد والجوامع الموصلية وتسجيلها ، لتكون أساساً لدار كتب عامة منظمة ومنسقة على نمط دور الكتب في البلاد المتقدمة . كما اهتم بجمع المخطوطات ودعا إلى الاعتناء بها ، وكان أول من عرف بمخطوطات الموصل ووثقها في كتابه القيم " مخطوطات الموصل "   .

    وكان لإجادة داؤد الجلبي لبعض اللغات الأجنبية كالفرنسية والألمانية أثر كبير في زيادة تأثيره الثقافي في حياة مدينته : الموصل . وقد دعا إلى رفد مكتبة الموصل المركزية العامة ، بما أنجزه الفكر الإنساني من كتب تتعلق بتراث العرب وحضارتهم وباللغات الأوربية المختلفة حتى أنه اقتنى مكتبة كبيرة احتوت على مئات الكتب،وكانت فيما بعد نواة لمكتبة خاصة به ، وهي مكتبة داؤد الجلبي التي ألحقت فيما بعد مكتبة الأوقاف في الموصل .

الأستاذ سالم عبود الالوسي وحركة الاهتمام بالوثائق في العراق

  الأستاذ سالم  عبود الالوسي وحركة الاهتمام بالوثائق في العراق                                                
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
     من رموز الثقافة العراقية المعاصرة ، له نشاطات ومجهودات على  أكثر من صعيد فهو المكتبي، والمفهرست ،والموثق ، والمؤرخ ،والإعلامي ،والكاتب . وهو قبل هذا وذاك إنسان مثابر أحب وطنه  ،وعمل من أجله ،ولم ينتظر أن يقدم له أحد الشكر  ،وإنما كان يطلب الأجر وينشر العلم ليكلله الله بأكاليل الغار .
 من مواليد  الكرخ ببغداد سنة 1925 ،وهو يحمل شهادة ليسانس في الإدارة  والاقتصاد منذ سنة 1952 ، وقد عمل في وظائف كثيرة ، لكن أبرزها عمله كأمين عام للمركز الوطني للوثائق في وزارة الثقافة والإعلام . وقد زرته عند اعدادي لرسالتي للماجستير اوائل السبعينات من القرن الماضي واعجبت بخبرته الوثائقية وحبه للوثائق وحرصه على مد يد العون للباحثين وطلبة الدراسات العليا ومنذ ذلك الوقت توثقت علاقتي به ونشأت بيننا صداقة قوية لاتزال –والحمد لله- قائمة حتى كتابة هذه السطور .
  شغل الالوسي   كذلك منصب الأمين العام للفرع الإقليمي العربي للمجلس الدولي للوثائق، وقبل هذا تقلب في مناصب  ذات طابع ثقافي منها انه كان معاونا لمدير  الآثار العام ، ومعاون مدير عام للإذاعة والتلفزيون ، ومدير الإذاعة وكالة ، ومدير التأليف والترجمة والنشر بوزارة الثقافة والإعلام، ومدير السياحة العام ،وعميد معهد الوثائقيين العرب وكالة .
تحدث للأستاذ علي ناصر الكناني عن بدايات حياته الاولى قائلا :"انه دخل الكتاب وختم القران الكريم ثم دخل المدرسة الابتدائية وتأثر بمعلميه ومدرسيه  حمدي قدوري الناصري وعزت الخوجة وصالح الكرخي وبعد إكمال الدراسة المتوسطة والإعدادية كان يطمح لان يصير طبيبا لكنه قرأ إعلانا في جريدة البلاد عن وجود حاجة لدليل آثار في دائرة الآثار فتقدم وفاز بالوظيفة وأمضى في  الآثار أكثر من 20 عاما جايل وعمل فيها مع  نخبة من الاثاريين والأدباء الكبار أمثال الأستاذ ساطع ألحصري والدكتور مصطفى جواد والأخوين الأستاذين  كوركيس عواد وميخائيل عواد  والدكتور ناجي الأصيل و الأستاذ فؤاد سفر والأستاذ طه باقر والأستاذ فرج بصمجي والأستاذ ناصر النقشبندي والأستاذ صادق كمونة والأستاذ يعقوب سركيس والشيخ جلال الحنفي والأستاذ احمد حامد الصراف والأستاذ عباس العزاوي ، وقد تيسرت له الفرصة السنة 1948-1949  لإكمال دراسته في كلية الإدارة والاقتصاد وتخرج فيها سنة 1952 .
   وقد انتقل بعد تخرجه للعمل في الإذاعة كمشرف عام على البرامج الادبية والثقافية  .وفي سنة 1964 تأسست مديرية الثقافة وكان يديرها الأستاذ خالد الشواف فأنتقل للعمل فيها ومن خلال هذه الدائرة اسهم مع عدد من زملائه أمثال الأستاذ خالص عزمي في تنظيم سلسلة من المهرجانات الأدبية ومنها مهرجان المربد الأول .وعندما تأسس المركز الوطني للوثائق وكان تابعا لجامعة بغداد أصبح أمينا عاما له وتعود فكرة تأسيس هذا المركز الذي يسمى اليوم "دار الكتب والوثائق " إلى الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري والأستاذ الدكتور صالح احمد العلي والأستاذ الدكتور ياسين عبد الكريم والأستاذ الدكتور عبد المنعم رشاد والأستاذ الدكتور عبد الأمير محمد أمين والأستاذ الدكتور إبراهيم شوكت وكان لهؤلاء دور كبير معه لإصدار قانون جديد يلزم الدوائر بعدم إتلاف الوثائق والسجلات وتسليمها إلى المركز الوطني للوثائق .وقد احترز هذا المركز على وثائق البلاط الملكي ووزارات الدولة وقد تطور العمل في حقل الوثائق في العراق بجهوده الحثيثة وتأسس فرع في العراق للمجلس الدولي للوثائق وباشر الفرع بأصدار مجلة بأسم "الوثائق " وكانت تصدر بأربع لغات ويواصل الالوسي حديثه ليقول بأنه يعتز ويفخر بكونه قد وضع أسس الدراسة الوثائقية العراقية المعاصرة  ويقول : "واكتسبت خبرة كبيرة من خلال إضافة إلى الخبرة الدولية التي اكتسبتها من خلال حضوري ومشاركتي في مؤتمرات لندن وباريس للوثائق سنة 1980 وانتخابي عضوا في لجنة الوثائق غير المنشورة التي تعود إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر ومقرها لندن . وعندما ترك الالوسي عمله في المركز الوطني للوثائق كان عدد فروع المجلس الدولي للوثائق قد وصل إلى 21 فرعا في 21 دولة  عربية" .   
   كان له دور كبير في إصدار المجلة التراثية العراقية المعروفة : "المورد " سنة 1972  . كما سبق له أن عمل سكرتيرا لتحرير المجلة الاثارية العراقية "سومر " 1958-1963 . وكان كذلك سكرتيرا لمجلة "العراق " الفولكلورية العراق 1966-1968 .:
 له مؤلفات عديدة منها  : "ناجي الأصيل ..سيرة شخصية 1964 ،و"ذكرى مصطفى جواد 1970 " "الراهب العلامة ..ذكرى الأب انستاس الكرملي "1970 وموجز دليل آثار الكوفة 1965 ودليل آثار سامراء 1965 و " أنقذوا آثار النوبة 1966 " ،ومراجعة كتاب مختصر التاريخ لابن  الكازروني الذي حققه الدكتور مصطفى جواد 1971  " .كما أن له عشرات الدراسات والبحوث المنشورة في مجلات عراقية وعربية وأجنبية.
انصرف لسنوات طويلة للاهتمام بالوثائق، والتوثيق ،ونشر الوعي الوثائقي ، وقاد حملة وطنية في هذا الاتجاه وسانده مجموعة من الشباب المحب للوثائق في العراق والذين قدر لبعضهم أن يتبؤا مراكز مهمة في عالم الوثائق العراقي والعربي . ومما أنجزه في هذا المجال ونشره :" دستور المجلس الدولي للأرشيف" (للوثائق) (ترجمة عن الانكليزية) –     1977
و" دستور المجلس الدولي للأرشيف (للوثائق) "(ترجمة عن الانكليزية) – 1977
-
و"الفرع الإقليمي العربي للوثائق" – الطبعة الأولى بغداد 1974 والطبعة الثانية بغداد – 1977
-
"الدبلوماتيك – علم دراسة ونقد الوثائق "– بغداد – 1974و
و"الدبلوماتيك" – علم تحقيق الوثائق – ط2 بغداد -1977
-
و"الأرشيف – تاريخه – أصنافه – إدارته" (بالمشاركة) – بغداد – 1979
-
و"معهد الوثائقيين العرب" – (بالانكليزية) بغداد – 1980
-
و"منجزات الفرع الإقليمي العربي للوثائق" 1975 – 1980، (بالعربية والانكليزية) بغداد 1982
-
و"تقرير عن منجزات الفرع الإقليمي العربي للوثائق لعام 1977 (باللغتين العربية والانكليزية) 1982
-
ا"المجمع الوثائقي (بالرونيو) "– باللغتين العربية والانكليزية – بغداد – 1979
كما وضع دراسات ومقدمات لكتب ومطبوعات عديدة منها :
 
"كتاب مختصر التاريخ " – لظهير الدين بن الكازروني تحقيق الدكتور مصطفى جواد – بغداد 1971.
و"تاريخ العرب واليهود "– للدكتور احمد سوسة – الطبعة الأولى بغداد 1971.
 
وشرارات"، بقلم الدكتور موسى الشابندر وزير خارجية العراق 1941 مع ترجمة لشخصية المؤلف – بغداد 1967.
و"تاريخ بعقوبة "للأستاذ احمد الرجيبي الحسيني – الجزء الاول – بغداد 1972
وكتاب " الميكروفيلم "للدكتور السيد سعيد شلبي – بغداد 1982
و"التوثيق – تاريخه وأدواته "– للأستاذ عبد المجيد عابدين بغداد 1982
و"النظام الاساسي للفرع الاقليمي العربي للمجلس الدولي للوثائق " ،بغداد –    1981 و"نظام معهد الوثائقيين العرب "،بغداد 1981 و"النظام الداخلي للأمانة العامة للفرع الإقليمي العربي للوثائق "،بغداد ،1981 .
كما شارك في ندوات ومؤتمرات كثيرة داخل العراق وخارجه من أبرزها مؤتمرات  الوزراء العرب المسؤولين عن الثقافة ومؤتمرات الآثار وندوات عن مستقبل الثقافة العربية والحلقات النقاشية حول صيانة الوثائق والمخطوطات .
حاضر في مادتي " الفنون الإسلامية "و"تاريخ الخط العربي" ، في معهد الفنون الجميلة 1960-1967 .كما كان له دور كبير في إنشاء معهد الوثائقيين العرب في بغداد وقد ولع بالإذاعة والتلفزيون حتى انه أسهم في إعداد وتقديم برامج مهمة منها برنامج "الندوة الثقافية " وهو برنامج أسبوعي كان يقدم من تلفزيون العراق للمدة من 1960 و1972 ويستضيف فيه أدباء وشعراء ولغويين وأساتذة جامعيين مهتمين بالشأن الثقافي والتاريخي والوثائقي . هذا فضلا عن أحاديث إذاعية كان يلقيها من إذاعة بغداد وإذاعة صوت الجماهير ببغداد .وقد دارت معظم تلك الأحاديث حول قضايا ثقافية مهمة .
يتمتع الاستاذ سالم الالوسي بصفات عظيمة فهو محب للخير لايغضب بسرعة ومجامل وصبور ودؤوب وقد كتب عنه صديقه الاستاذ عبد الحميد الرشودي فقال انه مؤمن بالوطن، والوحدة الوطنية وقد وضع نفسه على مسافة واحدة من كل الأطراف والقوى المختلفة، لذلك لم تطاله الاعيب السياسة وأعاصيرها .انه يحترم العلم ،ويجل العلماء ،ويحرص على مجالستهم ومحاورتهم للوصول الى الحقيقة .كما انه محدث جيد يجذب السامعين إليه ويأسر لبابهم بسرعة عجيبة لذلك فأنه يحظى بأحترام الجميع وتقديرهم وإعجابهم به وبجهوده .






الفنان والنحات فوزي إسماعيل 1935-1986 ..محاولة للتذكير




        الفنان والنحات فوزي إسماعيل   1935-1986 ..محاولة للتذكير

          ا.د.إبراهيم خليل العلاف

     أستاذ  التاريخ الحديث-جامعة الموصل



      من منا لايتذكر الفنان والنحات الأستاذ فوزي إسماعيل رحمه الله ..اعماله :تمثال الملا عثمان الموصلي ونصب حاملات الجرار ونصب ام الربيعين  تذكرنا به ..كان فنانا أصيلا وإنسانا صادقا أسهم في تنشيط الحركة الفنية والتشكيلية في الموصل خلال سنوات السينات والسبعينات من القرن الماضي ..كان يمزج في أعماله بين التراث والمعاصرة وكان مسكونا بالإبداع والتميز وكنت معجبا بطيبته وميله للصمت .درس في مدارس الموصل الابتدائية والمتوسطة والإعدادية وسافر إلى بغداد ودخل معهد  الفنون الجميلة وتخرج فيه  سنة 1961 وعاد إلى الموصل ليعمل معلما في مدارسها  .وقد تيسرت له الفرصة فأكمل دراسته الأكاديمية متخصصا بالسيراميك في أكاديمية النحت بايطاليا سنة 1967 وقد عمل في  متحف التراث الشعبي وكان آنذاك مرتبطا بمركز البحوث الحضارية والاثارية في كلية الآداب قبل أن ينتقل إلى مركز دراسات الموصل  وقد زاملته لفترة قبل أن ينتقل للعمل في متحف الجامعة للفنون التشكيلية  ويعمل مدرسا للرسم في المركز الطلابي .

      قال الأستاذ غانم رشيد في حوار أجراه معه ونشر قبل سنوات طويلة في مجلة الجامعة (الموصلية ) أن فوزي إسماعيل نفذ سلسلة من الأعمال الفنية  في الموصل تعد كفيلة بتخليده أبرزها تمثال الملا عثمان الموصلي وأنجزه سنة 1969 ونصب أم الربيعين 1975 ونصب حاملات الجرار 1977 .

      كان فوزي إسماعيل يطمح لتجسيد آمال  مدينته  ،ووطنه، وأمته في أعمال فنية ويرى  " أن النحت من الأعمال التي  تخلد في ذاكرة الشعب لعظم تأثيرها المتواصل وتسجيلها الدقيق للحدث" .وحول تدريبه للطلبة على فن النحت في الجامعة يقول : "أن أملي وطموحي هو أن يتم تدريب الطلبة على ممارسة النحت من اجل اكتشاف قابلياتهم الفنية وصقل مواهبهم بالشكل الجيد والسليم " . وقد حرص على أن يرافقه الطلبة الذين كان يدربهم في رحلته العملية مع العمل الفني الذي ينفذه  منذ البداية حتى انتهائه من العمل وبذلك يكتسب الطلبة خبرة جيدة وعملية  .

    لقد  تمنى الفنان فوزي إسماعيل لو امتد به العمر لانجاز مشروع كبير مؤداه أن يكتب تاريخ العراق القديم والإسلامي والحديث من خلال  أعمال فنية خالدة  ..كان يريد ان يبتدأ بالتاريخ القديم للعراق  ثم بالتاريخ الإسلامي وحتى التاريخ الحديث ويقول أن الكثير من المراحل التاريخية يمكن تجسيدها بنماذج منحوتة  تزين ميادين وساحات الموصل تحكي حضارات العراق وتاريخه عبر العصور .

       كتب عنه أستاذنا الكبير الدكتور عمر الطالب في "موسوعة أعلام الموصل في القرن العشرين " فقال  انه عرفه تلميذا له في ثانوية الشعب  ، وزامله في الجامعة ،وكان رئيسه عندما شغل الطالب إدارة قسم الفنون في جامعة الموصل للسنوات 1978-1982 وقال انه كان يميل الى العزلة ،مجدا ،سريع الغضب واضاف :" أن الفنان فوزي إسماعيل عندما نفذ تمثاله (الملا عثمان الموصلي ) استشار الدكتور محمد صديق ألجليلي والدكتور عادل البكري واستفاد من معلوماتهما عن الملا عثمان الموصلي . " وينتصب التمثال اليوم قرب محطة قطار الموصل. أما العمل الثاني فهو تمثال (أم الربيعين) وفيه خلد  حضوره الدائم في هذه المدينة التي تغفو بظلال جدرانها الجصية البيضاء عصر كل يوم حينما تدب حركة الناس.. تتسلل روح فوزي إسماعيل من هذا الحشر المتزاحم والذي يتدافع للخروج من زحمة شارع ألنجفي قلب الموصل الذي لا يعرف التوقف، يتداخل الرمز وتتوحد المدينة الموصل: أم الربيعين مع المرأة المعطاء الحنونة العطوفة والمتطلعة أبداً بحق المستقبل..المندفعة ضد الربح  والتكسب والمخنوقة بكل الحواجز للوصول إلى سموها وألقها..أنها أم الربيعين يشد عودها وقامتها الكبرياء مليئة بالثقة تحمل أزهارها وطبيعتها واريجها القدسي ماضي هذه الأمة وحاضرها تفيض بالخير بهذه الزهرات المقدسة التي تحملها : زهرة البيبون" .


  وفي عام 1974 باشر العمل لتنفيذ تمثال (حاملات الجرار) وهو عمل  فني ذو طابع (فولكلوري) يبلغ طوله (4) أمتار.. وقد أقيم فوق قاعدة على شكل هرم مقلوب وضعت إمرأتان وسط حوضين متصلين وتوجد في أطراف الحوض الأصغر فتحات جانبية ينسكب منها الماء على هيئة شلالات صغيرة ويبلغ قطره (4) أمتار أما الحوض الكبير فيبلغ قطره (8) أمتار يتجمع فيه الماء المنسكب من الجدار لينتقل إلى الحوض الأصغر، وفي قعره أربع مضخات تدفع الماء إلى ارتفاع مترين.ولقد نفذه وأنهى العمل فيه عام 1974 وازيح عنه الستار عام 1977ووضع في مدخل مدينة الزهور.


  رحم الله فناننا الكبير والقدير وقمين بنا أن نذكره ونتذكره والذكر للإنسان حياة ثانية له .

*نصب ام الربيعين في باب الطوب للفنان فوزي اسماعيل .



الأحد، 19 يونيو 2011

محمد صالح ياسين الجبوري يكتب عن التقرير الاستراتيجي السنوي لمركز الدراسات الاقليمية

     محمد صالح ياسين الجبوري يكتب عن التقرير الاستراتيجي السنوي لمركز الدراسات الاقليمية

     بحضور ا.د ابي سعيد الديوه جي رئيس جامعة الموصل عقد المؤتمر الصحفي لمركز الدراسات الاقليمية , وعلى قاعةالمنتدى العلمي الادبي يوم الاثنين 30-5-2011م , وفي بداية المؤتمر اعلن ا.د ابراهيم خليل العلاف خلال حديثه عن صدور التقرير الاستراتيجي السنوي لعام 2009_2010 م للمركز , وقدم شرحا موجزا عن التقرير,ثم تحدث الدكتور عبد الله فاضل الحيالي عن الجوانب الاقتصادية من التقرير و اما الجوانب السياسية والامنية فقد اشار اليها الاستاذ واثق محمد براك السعدون.
بعد ذلك تم الاجابة على اسئلة الصحفيين ومراسلي القنوات الفضائية من قبل السادة المختصين .
يحتوي التقرير على(500) صفحة تم اعداده بمشاركة (24) باحثأ , وتناول المحاور التالية؛-
1-العراق وعلاقاته الاقليمية والسياسية والاقتصادية.
2- التفاعلات العربية والاقليمية السياسية والامنية والاقتصادية .
3-التفاعلا ت العالمية المؤثرة السياسية والامنية.
يقدم التقرير الدراسات والمشورة ويطرح المشاكل ويضع الحلول المناسبة لها ويضعها في ايدي صنا ع القرار للا ستفادة منهافي وضع الاسس الستراتيجية للدولة والمؤسسات بمختلف النواحي , وهذا هو شأ ن المراكز البحثية التي مهمتها اصدار الدراسات والكتب وتقديم الرؤى المختلفة .
والحقيقة ان التقرير متوازن ويتعامل بموضوعية ومنهجية كتبه اساتذة مختصون بذلوا قصارى جهودهم من اجل انجاره وانجاحه.
وتعامل المركز مع الصحفيين ووسائل الاعلام بشكل ايجابي وقد حرص المركز على مشاركتهم واعطى دورأ مهما للاعلام , وقام بتوزيع نسخ من التقرير على وسائل الاعلام, وهذه مبادرة جيدة لتوطيد العلاقة بين المركز ووسائل الاعلام,
ويحتاج المركز الى دعم مادي ومعنوي لكي يؤدي دوره المنشود ولكي يستطيع الانفتاح على العالم والمشاركة بالندوات والمؤتمرات العالمية.
تأسس المركز عام 1985م ويحظى باهتمام الباحثيين والاساتذ والطلبة والمهتمين بالقضايا السياسية والاقتصادية .
ويساهم اساتذة المركز بالقاء المحاضرات في الجامعة وخارجها, والاشراف على طلبة الدراسات العليا.
ويعقد المركز ندوات مشتركة مع(مركز اتاتورك) للدراسات والبحوث ومركز للدراسات الاستراتيجية(اورسام).
يصدر المركز النشرات العلمية التالية؛-
دراسات اقليمية , متابعات اقليمية ,اوراق اقليمية و الراصد الاقليمي,تحليلات ستراتيجية, قراءات ستراتيجية ,ترجمات اقليمية ,
نبارك النجاح الذي حققه المركز , ولاننسى الدور الذي لعبه ا.د ابراهيم العلاف في ادارة المركز وبذله الجهود الاستثنائية في تحقيق النجاحات المتكررة .
كنت أحد الحضور في المؤتمر وشاركت في طرح الاسئلة , وقد اعجبني تنظيم المؤتمر , تمنياتي النجاج لمدير المركز وجميع العامليين فيه .واطالب ان تكون مشاركات الاعلام في جميع نشاطات المركز لنقل تلك النشاطات ونشرها في وسائل الاعلام.
محمد صالح ياسين الجيوري -الموصل – العراق- كاتب واعلامي

الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي واسهاماتها في الكتابة التاريخية

                        الدكتورة  سناء عبد الله عزيز الطائي واسهاماتها في الكتابة التاريخية 
                ا.د.ابراهيم خليل العلاف
        استاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل

     من أوائل من اهتم بالتأريخ للثغور الإسلامية،  وتوضيح دورها في حركة التاريخ العربي والإسلامي .ففضلا عن أنها كتبت عن مدينة طرسوس باعتبارها ثغرا إسلاميا متقدما على الحدود بين الدولة العربية والإسلامية والدولة البيزنطية ،فأنها قدمت أطروحتها للدكتوراه عن الحياة الفكرية للثغور والعواصم .وهي اليوم تدريسية وباحثة في مركز الدراسات الإقليمية ومحاضرة في كلية التربية للبنات بجامعة الموصل .
   ولدت في 21 مايس 1969 في مدينة الموصل ووالدها هو المربي المعروف الأستاذ عبد الله عزيز الطائي.. وبعد أن أكملت الابتدائية في مدرسة الغزالي للبنات،  والمتوسطة في متوسطة  الجزائر،  والإعدادية في إعدادية الطلائع..  دخلت" فرع الاجتماعيات واللغة العربية" في " معهد المعلمين المركزي في الموصل "،  وتخرجت في السنة 1992 ، وعينت لفترة قصيرة معلمة في إحدى المدارس الابتدائية ، وبعدها  اندفعت  بأتجاه الحصول على البكالوريوس فدخلت قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل سنة 1995  . ولم تكتف بهذا بل واصلت دراستها وحصلت على الماجستير سنة 1998  ، وكان عنوان رسالتها :" مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي 172-354 هجرية -788-965 ميلادية " وبأشراف الأستاذ الدكتور طه خضر عبيد وقد قدمت الرسالة إلى مجلس كلية التربية بجامعة الموصل سنة 2002 ومنحت الشهادة بتقدير جيد جدا  اعتبارا من 12اذار 2003 .
    وفي كانون الثاني 2007 قدمت أطروحتها للدكتوراه إلى القسم ذاته وبأشراف الأستاذ نفسه وكانت بعنوان : " الحياة الفكرية في الثغور والعواصم حتى القرن الخامس للهجرة الحادي عشر للميلاد " .وقد منحت الشهادة في 7مايس 2007وكانت لجنة المناقشة تتألف من الأستاذ الدكتور عبد المنعم رشاد، والأستاذ الدكتور محمود ياسين التكريتي ،والأستاذ الدكتور حسين علي الطحطوح، والأستاذ الدكتور طارق فتحي سلطان، والدكتور غانم عبد الله خلف فضلا عن المشرف على الأطروحة .
   عينت باحثة وتدريسية في قسم الدراسات الاقتصادية والاجتماعية بمركز الدراسات الإقليمية بموجب الأمر الجامعي المرقم 9-9-2331 في 18 شباط  سنة 2008 وهي تحاضر في الوقت نفسه في كليتي الآثار والتربية للبنات –جامعة الموصل ولديها طلبة تشرف على بحوثهم للتخرج .كما أنها عضوة هيئة تحرير مجلة "دراسات إقليمية " التي يصدرها مركز الدراسات الإقليمية وهي مجلة علمية محكمة.
     من كتبها المنشورة :
*مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي ،172-354 هجرية -788-965 ميلادية ،دار ابن الأثير للطباعة والنشر –جامعة الموصل ،2009 .
*الحياة الفكرية في الثغور والعواصم حتى القرن الخامس للهجرة –الحادي عشر للميلاد ،دار ابن الأثير للطباعة والنشر –جامعة الموصل ،2010  .
    في كتابها مدينة طرسوس قالت أن  طرسوس من الثغور الشامية التي كانت تمثل الخط الأول للدفاع عن بلاد الشام وقد تحدثت عن دورها البحري ودورها في الحياة العلمية والثقافية والتي شملت العلوم الدينية واللسانية ودراسة التاريخ المحلي للمدينة ، وأسباب تقدمها .. وبينت أهم مراحل سقوطها وأسبابه ونتائجه على مدن الثغور عموما .
        وترى الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي أن تناول المدن بدراسات تاريخية توضح أسباب تسميتها ،وتاريخ إنشائها ،وحركة العلوم والفكر فيها خلال قرون من الزمن ، ستسهم،دون شك ، في تكوين دليل تاريخي لأهلها وللسياح الذين يزورونها ، فيتعرفون على مكانتها التاريخية وعلى حاضرها بشكل يساعدهم في تكوين فكرة شاملة وثرية عنها .
     وقد كتب الدكتور زياد عبد الوهاب ألنعيمي عن كتابها طرسوس فقال مشيرا إلى مدينة طرسوس بأنها  :"مدينة عتيقة تعبق بأريج التراث الإنساني الأصيل  ، معالمها تحكي عن قصص علمها ،وسماؤها تحكي عن صمودها وبطولتها ،وترابها يتذكر كل انتصاراتها و كذلك الظلم الواقع عليها حتى سقوطها .وأضاف :التاريخ حين يبدأ بالكتابة عنها يقف طويلا ليتأمل عظمتها ،وروحها ،وإنسانها ، تلك هي طرسوس مسقط رأس بولس الرسول ، المعلم الذي درس اللاهوت واعتنق المسيحية وتم تعميده في نهر بردى على أيدي حنانيا،وراح يبشر بها في دمشق وانتقل يعلم حتى سنة 67 حين انتقل إلى روما فاعتقل واعدم هناك . كما إنها مدينة الزهاد والعباد ومدينة الثغور ،مدينة كان لها دور عسكري واقتصادي وسياسي مشرف بسبب موقعها وجهادها ودورها المتميز الذي حظيت به من خلال تاريخ اتسم بالمواقف البطولية لأهلها ، طرسوس هذه المدينة المضمخة بعبق الحضارة والتراث، لم يتناولها إلا قلة من الباحثين العرب وحتى في تناولهم لها لم يعطوا هذه المدينة ماتستحق ، لذلك نجد أن هذه المدينة تتعطش لمن يكتب عنها وعن بطولاتها ويؤرخ لمرحلة تاريخية مهمة عاشتها ، فأثرت في التاريخ الإسلامي وتأثرت بايجابيته وتطوره ،كان لابد من وجود نهج تاريخي أكاديمي تنطلق منه هذه المدينة لتبقى شاخصة في الإبصار ناظرة للوجوه حين يكتب عنها أستاذا أو باحثا عربيا ، عن تاريخها نقف عند انجازاتها،وتاريخها الطويل،وحين تبدع سطور الباحثين في الكتابة عنها نجد أن هذا المنجز التاريخي بدا واضحا أكثر فأكثر للاستعانة به والتا كيد على أهمية طرسوس .من هذه الأهمية وعند هذه النقطة بالتحديد كان الانجاز واضحا في تناول تاريخ هذه المدية الإسلامية لفترة تاريخية مهمة من حياتها، وهذا الانجاز العلمي والأكاديمي تحقق من خلال الكتاب الموسوم : "مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي"  للباحثة الدكتورة سناء عبدالله عزيز الطائي التدريسية في مركز الدراسات الإقليمية في جامعة الموصل التي كتبت فأبدعت ،ووثقت فأنجزت تاريخا مهما لمدينة أسلامية كان لها دورها في مجالات الفكر والعلم والجهاد .وقد الحقت المؤلفة بكتابها خارطة متخيلة لطرسوس أعدتها وفق ما توفر لها من مصادر .وهذا مما أضفى على الكتاب قيمة علمية .وقد أشاد الأستاذ الدكتور جزيل عبد الجبار الجومرد بهذا العمل وعده أصيلا ومتفردا وقال أن الباحثة تستحق الشهادة على هذه الخريطة وحدها .والكتاب غني بالمعلومات  التاريخية ، وغزير بالإحداث التي وقعت في مدينة إسلامية كان لها الدور العلمي والحربي في إرساء الدعوة والدولة الإسلامية .
    وقد كتب الأستاذ يسار محمد الدرزي عن كتابها  الثاني الموسوم : "الحياة الفكرية في الثغور والعواصم "  . وقال أن المؤرخين العرب أولوا الثغور والعواصم اهتماما بالغا ، فدرسوا أوضاعها السياسية والحربية والإدارية إلا أن الحياة الفكرية فيها لم تنل اهتماما كبيرا نتيجة للأوضاع التاريخية الصعبة التي مرت بها ، لذا كانت المعلومات عن جوامعها ومساجدها وطرائق التدريس فيها نادرة ومتناثرة في بطون المصادر .وقد شهدت الثغور والعواصم منذ مطلع القرن الثاني للهجرة –القرن الثامن للميلاد نشاطا فكريا واضحا في حقول العلوم المختلفة ، ونتيجة لقوة الدولة العربية والإسلامية آنذاك فقد عاشت الثغور فترات استقرار سياسي وإداري واقتصادي مما أدى إلى ازدهار الحياة الفكرية فيها ، فكثر عدد علمائها، وتعددت ألقابهم العلمية ، ولمعت أسماء الكثير منهم في سماء الفكر ، وتميزت نتاجاتهم بالتنوع والغزارة ، وفي الكتاب  تم تناول الحياة الفكرية في الثغور والعواصم منذ نشأتها الأولى عام(84هـ/703م) حتى القرن الخامس للهجرة / الحادي عشر للميلاد . وقد  اعتمدت المؤلفة في دراستها ..المنهج التاريخي القائم على البحث، والتقصي ،وربط الأحداث التاريخية، ومناقشتها ،وتحليلها ،واستنباط النتائج منها ، ومن الصعوبات التي واجهتها المؤلفة هي ندرة المراجع والبحوث الحديثة التي تناولت الحياة الفكرية في الثغور والعواصم ، باستثناء إشارات متناثرة هنا وهناك .وعدت المؤلفة كل عالم سكن الثغور والعواصم وتوفي فيها أو خرج منها مختارا أو مضطرا من علماء الثغور الذين تشملهم هذه الدراسة  .ويصل الأستاذ الدرزي إلى نتيجة مفادها أن المؤلفة تستحق الإشادة والتقدير العاليين لأنها فتحت بعملها المتميز هذا   للباحثين الجدد الباب لدراسات فكرية مستقبلية أخرى تتناول جوانب مهمة من حضارتنا العربية والإسلامية .

    لها بحوث منشورة في مجلات "دراسات إقليمية " و"آداب الرافدين " ،و"مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية " ،ومجلة الدراسات الحضارية الصادرة عن مركز صلاح الدين الايوبي –جامعة تكريت .فضلا عن مقالات ودراسات منشورة في نشرات مركز الدراسات الإقليمية ومنها " نشرة أوراق إقليمية"  التي تتولى سكرتارية تحريرها .ومن بحوثها :"قضية الحجاب في تركيا "وفيه تتحدث عن الحجاب في تركيا وتقول:إن  من أبرز ما حرص عليه مصطفى كمال أتاتورك وهو يحث الخطى نحو جعل تركيا دولة علمانية , أبراز الجوانب المظهرية في الشخصية التركية من خلال إصدار سلسلة من الإجراءات والقوانين التي أكدت على قطع صلة بلاده بالشرق وبتقاليده , ومن بين ما أكد عليه هو ضرورة التزام المرأة التركية بنوع من اللباس الغربي الذي عكس إلى حد كبير ما شهدتهُ تركيا منذ مطلع القرن العشرين من تغيرات جوهرية في البنى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية , ومن هنا فقد شكلت قضية الحجاب الراهنة في تركيا إحدى المشاكل التي لا تزال تقض مضجع العلمانيين بل والمؤسسة العلمانية التركية برمتها .وبقدر ما يتعلق الأمر بالقوى والتيارات الإسلامية فأن قضية الحجاب تمثل لديهم حالة مهمة من حالات التمسك بالثوابت الإسلامية , لذا فأننا نلحظ باستمرار أن ثمة صراع ذو أبعاد مختلفة يدور في تركيا بين العلمانيين والإسلاميين حول قضية الحجاب، ولغرض فهم هذه القضية ووضعها في إطارها التاريخي لابد معرفة الكثير من جوانبها سواء من الناحية الشكلية أو الناحية الجوهرية .
     وللدكتورة الطائي دراسة  منشورة بعنوان : " مغزى نفي صفة الإرهاب عن حزب العمال الكردستاني التركي " أشارت فيه إلى عدة تحركات أوربية وغير أوربية تستهدف إعادة النظر في اتهام حزب العمال الكردستاني التركي بصفة الإرهاب وعده حركة تحررية وطنية بشرط أن يتواءم الحزب مع الواقع الدولي الجديد ،وان يقصر نشاطه على الأراضي التركية وان يغادر الأراضي العراقية ولايثير مشاكل لسكان المنطقة الآمنة ويدخل مع الحكومة التركية في حوار وتفاهمات سياسية تعود على الطرفين بالفائدة وهذا لايكون إلا إذا تحول إلى منظمة سياسية تتبنى النضال السلمي .



    كما كتبت دراسة  نشرت بعنوان : "موقف حزب العدالة والتنمية في تركيا من المسألة الكردية" قالت فيها  أن حزب العدالة والتنمية التركي تأسس رسميا في الرابع عشر من شهر آب-أغسطس سنة 2001،وقد أعلن ذلك (رجب طيب اردوغان) رئيس بلدية استانبول الأسبق، والعضو في حزب الفضيلة المنحل.وقد أثبتت الانتخابات البرلمانية التركية للاعوام  2002 و2007 و2011،انه لا منافس قويا لحزب العدالة والتنمية .كما وان سياساته باتت تلقى قبولا من غالبية الشعب التركي ومنه بالطبع الأكراد أنفسهم ،خاصة بعد الإعلان عن توجهاته الاقتصادية الليبرالية المتماشية مع اقتصاد السوق، ودعمه لقطاع الخدمات، ووعوده بحل القضية الكردية. وقد جرت الانتخابات داخل الحزب لاختيار الأمين العام للحزب بعد الإعلان عن تأسيسه، ونجح اردوغان في أن يكون أول أمين عام للحزب.كما نجح في تولي رئاسة الوزراء، وأصبح زميله عبد الله غل رئيسا للجمهورية وفاز بولند ارنيتش برئاسة المجلس الوطني الكبير (البرلمان ) وبذلك أطبق الحزب على الرئاسات الثلاث في تركيا .وقد وقفت في هذا البحث عند سياسته تجاه إحدى المسائل المزمنة التي تشغل الأتراك في السنوات ال70 الماضية وهي المسألة الكردية، وبينت أولا الأسس الرئيسة لتوجهات حزب العدالة والتنمية .ثم تناولت موقف حزب العدالة والتنمية من القضية الكردية .وقالت أن الحزب  يركز على عدة نقاط هي على التوالي:
1. أن الحزب سيبذل جهوداً مكثفة لتلبية احتياجات الناس الثلاثة التي تتلخص بالعدالة والحرية وضمان لقمة العيش.
2. العمل على مجابهة المفهوم الخاطئ بان العلمانية ضد الدين.
3. تأكيد أهمية الحريات والحقوق الأساسية في عملية إنهاض تركيا وحل مشكلاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
     وقد عد اردوغان، تأسيس حزب العدالة والتنمية نقطة تحول في تاريخ تركيا، وأكد أن الشفافية والديمقراطية ستسودان الحزب، منتقداً هيمنة القلة في الأحزاب التركية الأخرى ورفض أن يصنف حزبه ب(الإسلامي) وقال انه حزب محافظ، وأوضح أحد قادة الحزب وهو يشار ياكيش، وقد عمل سفيرا لبلاده في القاهرة والرياض ،بان الحزب الجديد سيلبي تطلعات الشعب التركي الذي يبحث عن حلول جديدة. ومما قالته في الدراسة ان الذي يهمنا من هذا كله، موقف حزب العدالة والتنمية من المسألة الكردية،فكما هو معروف ، ينتشر الأكراد في جميع المدن والمحافظات التركية وخاصة في شرق الأناضول وجنوبي شرق تركيا، ولا يقل عددهم عن ثمانية أو تسعة ملايين نسمة وهم يشكلون مابين 10% _11% من مجموع السكان الذي يقترب من (80) مليوناً. وفي هذا المجال لابد من الإشارة إلى برنامج الحكومة الذي قدمه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان يوم 18 آذار-مارس 2003 واستحضر فيه جهود مصطفى كمال أتاتورك في بناء الدولة التركية الحديثة ومن ذلك أن البرنامج تضمن عدة توجهات في مجال الإصلاح السياسي الداخلي  المتمثل بـ(سياسة الاقتصاد والمشاريع القائمة على  عدم التفريق بين أبناء الشعب ) .كما أكد على ضرورة تحديث الحياة السياسة من خلال تعزيز قيم الديمقراطية ودولة القانون. وفي إطار ذلك وضعت حكومة حزب العدالة والتنمية أهدافا عديدة في إدارة دفة الحكم كان من أبرزها تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي. ويقينا أن الحزب وضع المسألة الكردية ، نصب عينيه، وهو يسطر الخطوط العريضة لسياسته الداخلية. كما اخذ بنظر الاعتبار ما سمي بـ(الرزمة السادسة) المتعلقة بـ(معايير كوبنهاكن) وتهدف هذه المعايير إلى التوفيق بين بنية تركيا السياسية وبنية دول الاتحاد الأوربي وذلك بتاريخ 26 حزيران 2003 والتي نصت  على ضرورة "تحسين مستوى حياة الأكراد وتوسيع سقف الحريات لهم ، والسماح لهم بتعلم لغتهم وفتح بعض المدارس الكردية، وتخصيص نصف ساعة للبرامج الكردية في التلفزيون التركي TRT ..." . ومن أجل وضع هذا موضع التنمية اختار الرئيس التركي الجديد عبد الله غل أربعة مدن كردية كمحطات في أول جولة داخلية يقوم بها منذ انتخابه رئيسا للبلاد في الثامن والعشرين من آب/ أغسطس 2007خلفا للرئيس الأسبق أحمد نجدت سيزر.     
      يقول الأستاذ طارق حمو في دراسة له بعنوان :" حزب العدالة والتنمية يريد حل المسألة الكردية"، أن سياسة حزب العدالة والتنمية في مناطق كردستان الشمالية تبتعد عن الخوض في الجانب السياسي، وإنما تركز على مسائل التنمية الاقتصادية وتحسين الخدمات ومنح القروض للناس. وقد نجح الحزب في هذا المجال كثيراً، وليس من شك في أن حزب العدالة والتنمية، وبعد سيطرته على المناصب الرئاسية الثلاثة الكبرى في تركيا وهي الدولة والحكومة والبرلمان، بات يركز على قضايا أخرى منها قضية عضوية تركيا في الاتحاد الأوربي،وترسيخ الدور الإقليمي لها والتطلع باتجاه الأسواق العربية والانغمار في قضية الصراع العربي_ الإسرائيلي من خلال الوساطة بين سوريا وإسرائيل وإيجاد موطئ قدم (سياسية واقتصادية) في العراق والخليج العربي.
       كما قدمت الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي ورقة بحثية بعنوان:" الصراع بين فتح وحماس وتأثير ذلك على مستقبل السلطة الفلسطينية"، في حلقة نقاشية خاصة نظمها مركز الدراسات الإقليمية  قالت فيها  أن شرعية منظمة التحرير الفلسطينية اهتزت بعد مواجهتها لمشكلات داخلية وخارجية أبرزها تدخلات ممثلي النظام السياسي العربي وبروز قوى فلسطينية ذات طابع إسلامي ومنها حماس وتركز السلطة في السلطة الفلسطينية ودخول منظمة التحرير مسار التسوية وتوقيعها اتفاقات اوسلو سنة 1993 والتي أدت إلى حدوث انقسام حاد في الشارع الفلسطيني.

     وكتبت عن" الأديرة في الموصل "وقدمت البحث إلى  ندوة موروفولوجية مدينة الموصل التي عقدها  مركز دراسات الموصل بجامعة الموصل  قبل سنوات .ومما قالته في المقدمة أن الديانة المسيحية انتشرت في الموصل قبل الإسلام ، شأنها في ذلك شأن مناطق أخرى من العراق، ونتيجة لانتشارها ،كان لابد أن يكون لأتباع هذه الديانة كنائس وأديرة .وقد عاش في الاديرة الرهبان الذين جنحوا إلى العزلة وانقطعوا للنسك والعبادة . ومن الطريف القول بأن معظم الاديرة انشئت في أجمل المواقع وأحسنها هواءً وأجملها منظرا فكانت البساتين تحيط بها من جميع جهاتها، لذلك قصدها الشعراء والأدباء الذين كانوا يخرجون إليها وينظمون فيها قصائدهم ، وبذلك جمعت الأديرة بين ميزتين وأدت مهمتين الأولى دينية والثانية ثقافية .ووصلت إلى نتيجة مهمة وهي أن الموصل  كمدينة وكمركز حضاري  كانت من ابرز المدن العربية والإسلامية التي احتضنت عددا من الأديرة  .ولاتزال هذه الأديرة تشكل معلما مهما من معالم الحضارة والانسجام بين المكونات الدينية والاجتماعية وكثيرا ما شارك الأهالي في الموصل بعضهم البعض في الاحتفالات التي تقام بهذه الاديرة لذلك فيه بحق عريقة في أنشاء الأديرة بل هي موطن الأديرة ومن هذه الأديرة  الدير الأعلى ويسمى الدير الأعلى أو دير مار كوربيل ويقع هذا الدير شمال شرق الموصل وتحديداً على ضفة نهر دجلة اليمنى وداخل أسوار منطقة قلعة باشطابيا الحالية . ونقلت عن  الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف  قوله أن المؤرخ ورجل الدين المسيحي سليمان الصائغ قد تحدث في كتابه : ( تاريخ الموصل)وتحديداً في الجزء الثالث والذي كرسه للحديث من معالم مدينة الموصل، كثيرا عن قلعة باشطابيا وذكر أن الكلمة تتألف من مقطعين، ( باش أي الرئيسة وطابية أي القلعة)، وتقع باشطابيا شمال شرق المدينة، وموقعها داخل الموصل، وقد أشار صايغ الى أن بعض المصادر ذكرت أن القلعة كانت خارج الأسوار وهذا غير صحيح فباش طابية تقع داخل الأسوار المندثرة وملاصقا لها بذيل برجها الأعلى باشطابيا، ونقل الصائغ عن المؤرخين والبلدانيين العرب والرحالة الأجانب انطباعاتهم عن القلعة. ومن الجدير بالذكر أن لاوجود حاليا لهذا الدير، لأنه بمرور الزمن والأحداث الأليمة التي مرت عليه أصبح في ذمة التاريخ.وهناك دير مار بهنام: ويسمى دير الجب أيضا ويبعد حوالي 35 كم جنوبي شرق الموصل، وهو من الأديرة الكبيرة للسريان  ،ودير سعيد : وهو من الديارات القديمة ويقع في جنوب الموصل وتحديدا جنوب معسكر الغزلاني ألان في واد جميل وقد أسس الدير في القرن الأول للهجرة، السابع للميلاد، على يد إيليا الحيري العبادي العربي، وجدد بناءه سعيد بن عبد الملك ويعرف اليوم بدير مار ايليا والدير الخربان، لأنه مهجور، ويسمى وادي الدير ويوجد حوله قلالي كثيرة، حسنة العمارة، وفي كل قلاية جنينات للرهبان  ،وفيه عدد كبير من الزخارف والنقوش. وفي عام 1743م قام الفرس. بتدميره، فوقع فيه الخراب والدمار وبقي مهملا ولحد الآن ودير مار كور كيس ويقع على بعد 9 كم الى الشمال من مركز مدينة الموصل و 800 م عن يمين الطريق المؤدي من الموصل الى دهوك، كان في الأصل كنيسة باعويرة التي هجرها أهلها النصارى. ولقد ورد أول ذكر للدير سنة 1691،في مخطوطة محفوظة في دير السيدة لراهبات الكلدان. يدعى هذا الدير باسم دير مار كور كيس، وتجمع المصادر جميعها على هذه التسمية ، ويذكر أن شفيع الدير هو القديس ماركوركيس أو جرجس.اما دير ميخائيل فيقع على ضفة دجلة الغربية، يرجع تاريخ الدير إلى القرن الرابع الميلادي، وعرف بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسه مار ميخائيل الملقب بـ ( رفيق الملائكة ) وذلك بسبب تعلقه الشديد بالملائكة اشتهر هذا الدير لقرون عديدة، واحتوى على مدرسة حتى أنها ضاهت بأساتذتها وصيتها مدرستي نصيبين والرها . أما  دير الربان هرمز  فهو دير عامر يقع في شمال الموصل على بعد 33 ميلا وقريبا من القوش وموضعه في أعالي جبل بيت عذرى المعروف بجبل القوش وتعود ملكية هذا الدير للكلدان حيث أنشأه الربان هرمز الفارسي النسطوري في الربع الثاني من القرن السابع للميلاد. يحتوي الدير على بعض الغرف المنقورة بالصخر، وفيه كنيسة أثرية رممت وهناك دير مار متي ويعرف أيضا بدير الشيخ متي أو دير الألوف وذلك لان الرهبان الذين كانوا فيه بلغ عددهم سبعة آلاف راهب، ويقع الدير شرق الموصل ويبعد عنه بمسافة 35 كم، وتحديدا، عند سفح جبل مقلوب، وهو من أكثر الأديرة المسيحية شهرة ومكانة وصيتا عند الارثودكس، ويرتاده الناس جميعا من المسلمين والمسيحيين للنزهة والترويج، كما يحتوي الدير على مدرسة ومكتبة تحتوي كتبا ثمينة .

     وختمت الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي بحثها بالقول أن الموصل ضمت عددا كبيرا من الأديرة، والتي تقع في مناطق متفرقة منها، معظمها تمتاز بجمالية عالية في النقوش والزخارف، والمتتبع لهذه الأديرة يجد أنها تعود إلى جميع الطوائف المسيحية ،ولكن ذلك لم يمنع المسلمين في الموصل من أن يشاركوا إخوانهم زيارة تلك الأديرة والاحتفال بأعيادها .وقد كان لهذه الأديرة دور كبير في اغناء حركة البحث والتأليف في موضوعات دينية وأدبية وعلمية وفلسفية وغيرها. وقد دعت في ختام دراستها إلى الاهتمام بالأديرة وتوثيق تاريخها، وصيانتها، والسعي باتجاه ربطها بطرق ومواصلات مناسبة، وتسهيل زيارتها من قبل الناس. ودعت  الباحثين وطلبة الدراسات العليا لاختيار موضوعاتهم عن الأديرة. سواء من النواحي التاريخية أو الاثارية أو المعمارية أو الدينية أو الاجتماعية.
   وكتبت الدكتورة الطائي  عن علاقة حزب العدالة والتنمية بالمؤسسة العسكرية التركية وقالت أن  حزب العدالة والتنمية - Justice And Development Party ) -AKP تعني بالتركية اختصارا الحزب الأبيض الخالي من الفساد  تشكل في بادئ الأمر من قبل النواب المنشقين من حزب الفضيلة الإسلامي الذي تم حله بقرار صدر من المحكمة الدستورية التركية في 22 حزيران-يونيو 2001، وكانوا يمثلون –حينها - جناح المجددين في حزب الفضيلة. وتم انتخاب رجب طيب أردوغان Ardoganعمدة اسطنبول السابق، وأحد القادة البارزين في الحركة السياسية الإسلامية في تركيا أول زعيم للحزب، والحزب هو الثالث والتسعون بعد المائة ضمن الأحزاب السياسية التي دخلت الحياة السياسية التركية.
        وقد تمكن حزب العدالة والتنمية من الفوز في انتخابات عام 2002 بأغلبية كبيرة وشكل الحكومة التي لم تقدم نفسها على أنها حكومة أسلامية، وان كان ابرز قيادات الحزب هم من الإسلاميين الذين عملوا بمعية نجم الدين اربكان- رئيس حزب الفضيلة سابقا- وسعوا إلى تقديم صورة جديدة للحزب على انه حزب إسلامي معتدل . ، وحرص أردوغان وحزبه على تقديم العلمانية على أنها غير معادية للإسلام ،خاصة وان ثمة احتياجات مهمة للشعب التركي تتمثل بالحرية والعدالة ولقمة العيش لابد من تحقيقها ، ويبدو أن هذا هو سر تقبل الإسلاميين والعلمانيين معا لحكومة حزب العدالة والتنمية، على الرغم من أن أردوغان وحزبه لايخفيان أن لديهما برنامجا إسلاميا للتعديل الجذري لقيم وتوجهات المجتمع التركي، فهم يعلنون- باستمرار- أن العلمانية المعتدلة لأتحارب الدين .كما أن أردوغان يؤكد بأنه يتمسك بعقلانية الاتجاه الإسلامي المعتدل الذي يتبنى الديمقراطية والليبرالية الاقتصادية، وقد صرح ،ومنذ اليوم الأول من فوز حزبه،" سنواصل العمل بتصميم، لتحقيق هدفنا بالانضمام للاتحاد الأوربي".
        وعلى صعيد السياسة الداخلية لحزب العدالة والتنمية ، واجه الحزب تياران احدهما مؤيد والأخر معارض له، الأول وهو الأكبر ويتزعمه سياسيون دينيون ومن يمين الوسط والليبراليين. والتيار الأخر يتألف من العلمانيين الأقوياء والنخبة البيروقراطية العسكرية والمدنية وأحزاب مختلفة من القوميين ، وبالنسبة للتيار المؤيد فهو يؤيد حزب العدالة والتنمية تأييدا تاما، حيث يرى أنه قادر على مواجهة المؤسسة العسكرية، والوصول بتركيا إلى الانضمام لعضوية الاتحاد الأوربي ، وبناء الخطوط العريضة نحو تنمية البلاد.
       ومما قالته ان حزب العدالة والتنمية لايزال يتمتع  بشعبية كبيرة داخل البلاد، وأصبح هو الحزب المهيمن على تركيا، وقد نجح في تحقيق نمو اقتصادي سريع لتركيا، منذ فوزه من عام 2002، وهذا ماساعده أيضا في الحصول على دعم سياسي  شعبي كبير وتحقيقه لانتصارات مذهلة اكثر من مرة وإعادة انتخابه  في تموز 2007 وحزيران 2011 .
     
      هذا فيما يخص حزب العدالة والتنمية، أما فيما يخص المؤسسة العسكرية التركية ، فلقد  أكدت الدكتورة الطائي إلى انه كان لها دور بارز على الدوام في جميع الدول التي شكلها الأتراك في التاريخ، كالدولة السلجوقية، والدولة العثمانية، حيث كان لها فضل كبير في جميع الفتوحات التي تمت وجعلت من الدولة العثمانية إمبراطورية كبيرة تمتد فوق ثلاث قارات، ولكنها ما أن دخلت المعترك السياسي، وأهملت وظيفتها الأساسية ( وهي الجهاد في ساحات الحرب)، وبدأت تشترك في مؤامرات القصر وفي تغيير الصدور العظام والسلاطين، حتى تحولت إلى مشكلة كبيرة، والى داء عضال، وكانت من الأسباب المهمة في تأخر الدولة العثمانية وضعفها وبالتالي سقوطها في أعقاب الحرب العالمية الأولى .وبعد تأسيس الدولة التركية الحديثة سنة 1923 ، عادت المؤسسة العسكرية للتدخل في الحياة السياسية ، عندما قامت المؤسسات العسكرية بانقلاب عسكري ضد حكومة عدنان مندريس، وسجل التاريخ المعاصر لتركيا ثلاث انقلابات عسكرية  في 1960، وفي 1972، وفي 1980، وحركة انقلابية عام 1997 عندما تدخلت المؤسسة وأسقطت حكومة السيد نجم الدين اربكان .
     لقد تمتعت المؤسسة العسكرية في تركيا بوضع خاص.ففي جميع الدول تكون رئاسة الأركان العامة مرتبطة بوزارة الدفاع، وتتم جميع التعيينات والترقيات والإحالة على التقاعد، أو الفصل من الجيش من قبل هذه الوزارة، غير أن المؤسسة العسكرية التركية لاترتبط بوزارة الدفاع، بل برئيس الوزراء من الناحية الشكلية والنظرية فقط ، وألا فهي مؤسسة مستقلة قائمة بذاتها ، وتقوم باتخاذ جميع القرارات المتعلقة بالجيش ( من تعيين أو ترقية أو طرد أو شراء أسلحة...الخ) دون أن يكون لوزير الدفاع أو لرئيس الوزراء أي علاقة أو تأثير على هذه القرارات .مع أن جميع الأحزاب السياسية في تركيا تشكو منه ، وتعده دستورا غير ديمقراطي،  أن حزب العدالة والتنمية الذي يقوده رجب طيب أردوغان ، يتبع إستراتيجية ذكية للغاية لمعادلة دور الجيش التركي منذ وصوله للحكم، أو على الأقل تحييد تهديداته بالانقلاب،والتي مثلت خطرا دائما على التجربة الديمقراطية بتركيا وتنامي الدور السياسي للإسلاميين .. هذه المعادلة تقوم على استخدام ورقة الاتحاد الأوربي والمعايير المطلوبة تشترط للانضمام لعضويته سندا يؤمن لحزب العدالة أحداث التغييرات التدريجية في هيكل المجتمع التركي دون أن يتصدى لها الجيش كالمعتاد.
     وتطرقت الدكتورة الطائي الى ان  كلا من حزب العدالة والتنمية والجيش التركي أصدرا عددا  من القرارات، اتخذها كل فريق من الفريقين في مواجهة الأخر ،فالإسلاميون بدأوا استفزاز الجيش والتمهيد لذلك ، فقد وجه نائب رئيس حزب العدالة( دينجير فرات) ،نقدا للمخصصات الضخمة للأمن والدفاع في ميزانية الدولة والتي تبلغ نحو 40% من حجم الأنفاق مقارنة08% من الميزانية لوزارة العدل، وقوله في حضور جنرالات الجيش:" من أي طرف تحمون أنفسكم ؟ ! وقد تركزت محاور الخلاف بين الجانبين في قضايا الحجاب واسلمة كوادر الدولة وتطويع مجلس الامن الوطني .ووصلت الدكتورة الطائي إلى جملة من الاستنتاجات أبرزها :
1. أن خيار الحكومة الوحيد لمنع نزول الجيش إلى الشارع وإسقاطها هو العمل على أجراء تغييرات وبشكل تدريجي والإصغاء لتقييمات الجيش وهذا هو ماقامت بفعله حكومة العدالة والتنمية، حيث اتبعت إستراتيجية ذكية للغاية لمعادلة دور الجيش التركي، واستخدام ورقة الاتحاد الأوربي والمعايير المطلوبة شرطا للانضمام لعضوية الاتحاد الأوربي كورقة رابحة وسندا يؤمن لحزب العدالة أحداث تغيرات جذرية في هيكل المجتمع التركي من دون أن يتصدى لها الجيش كالمعتاد.
2. أن الانقلاب تم على أيدي ضباط في الجيش التركي، والذين قاموا بدورهم في الكشف عن زملائهم المتورطين معهم، وهذه مسألة مهمة جدا للتعبير عن حرية الرأي في المجتمع التركي في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية.
3. هناك وجهات نظر تقول أن المؤسسة العسكرية التركية أصبحت أكثر واقعية في تعاملها مع حكومة العدالة والتنمية ، لذلك سمح بإجراء تحقيق في محاولة الاغتيال لنائب رئيس الوزراء، كما أن المؤسسة العسكرية رأت أن الصراع قد يؤثر على شعبيتها لدى قطاعات المجتمع التركي .
4. من خلال متابعة تاريخ حزب العدالة والتنمية، نلاحظ أن هناك حملة علمانية شديدة في تركيا ضده كونه صاحب جذور أسلامية وعلى الرغم من ذلك ألا انه حقق انجازات مثل فك الحظر عن الحجاب الذي أثار زلزالا وفي وسط العلمانية ، ورفع الإقامة الجبرية ، وفك الخطر عن حزب الرفاه وعزمه على إلغاء حظر الأحزاب في تركي.
     وللدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي دراسة حول "موقف تركيا من البرنامج النووي الايراني " جاء فيها انه ليس من شك في أن البرنامج النووي الإيراني المتنامي ، لا يزال يثير الكثير من الإشكالات ليس على الصعيد الدولي وحسب وإنما على الصعيد الإقليمي كذلك . وكما هو معروف فأن الاهتمام بهذا البرنامج قد بدأ ،بعد إعلان الحكومة الإيرانية منذ أوائل أيلول 2000 نجاح كوادرها الفنية في إطلاق نوع جديد من الصواريخ ، وهي صواريخ شهاب 3 التي يصل مداها الى 1500كم . ومع أن وزير الدفاع آنذاك السيد علي شمخاني قال ان الصاروخ مصمم لإطلاق الأقمار الاصطناعية ، لكن خبراء عسكريون معرفون قالوا بان الصاروخ يمكن استخدامه لأغراض عسكرية وان بمقدوره حمل رؤوس نووية .
    حاولت الدكتورة الطائي  في هذا البحث الوقوف أولا عند أبعاد البرنامج النووي الإيراني ثم بينت  موقف تركيا منه .ففيما يتعلق بالنقطة الأولى قالت أن معظم المصادر المتداولة أشارت إلى  ان الحكومة الإيرانية فكرت في ان تبدأ برنامجاً نووياً منذ أواسط السبعينات في القرن الماضي ، فلقد وقعت إيران على اتفاقية للتعاون النووي مع فرنسا وبموجب هذا الاتفاق تعهدت فرنسا بالبدء بعمليات تركيز اليورانيوم . ولم تتوقف المجهودات الإيرانية عند هذا الحد بل اتسعت لتشمل التوقيع على اتفاقية تعاون نووية اخرى مع شركة سيمنز الألمانية تعهدت بموجبها هذه الشركة بإنشاء مفاعلين نووين بمدينة بوشهر جنوب إيران .. ويبدو أن ظروف قيام الثورة الإسلامية وإسقاط نظام الشاه سنة 1979 حالت دون استكمال هذا المشروع ، اذ توقف البرنامج او كاد ولكن الحكومة الإيرانية استطاعت منذ بين سنتي 1992 و 1995 مفاتحة الصين وروسيا في البدء بتطوير القدرات النووية الإيرانية ، وهكذا فان إيران أصبحت منذ ذلك الوقت تمتلك عدة محطات نووية أبرزها محطة بوشهر النووية ومركز التكنولوجيا النووية في اصفهان ومركز طهران للدراسات النووية وإدارة البحوث النووية بمدينة يزد . وتبرر الحكومة الإيرانية أسباب إقدامها على تطوير برنامجها النووي برغبتها في تعزيز مكانتها الإقليمية والحفاظ على أمنها القومي خاصة بعد تفاقم أخبار إقدام العراق على بناء قدرات نووية فضلا عن ان إسرائيل تمتلك ترسانة نووية ضخمة.
     لقد واجه المشروع النووي الإيراني الكثير من العقبات لعل من أبرزها الموقف الأمريكي مع أن إيران ، وقعت على معاهدة انتشار الأسلحة النووية ( NPT ) منذ سنة 1968 كما أن معظم تقارير الوكالة الدولية النووية للطاقة الذرية تؤكد التزام إيران بالمعاهدة وكما هو معروف فان الولايات المتحدة حتى كتابة هذه السطور لا تزال تسعى من اجل الحيلولة دون وصول البرنامج النووي الإيراني إلى أهدافه الحثيثة وتقوم الإدارة الأمريكية بين وقت وأخر بمساع دبلوماسية لإقناع أعضاء مجلس الأمن بالوقوف ضد استكمال إيران لمشروعها النووي وخاصة في مجال تخصيب اليورانيوم والوصول إلى تكنولوجيا تصنيع القنابل النووية . وتتحدث الأوساط الأمريكية ، وخاصة وكالة المخابرات  المركزية الأميركية  منذ أواسط سنة 2002 عن أن إيران تمتلك منشأتين نوويتين الأولى لتخصيب اليوارنيوم في مدينة نطنز والثانية مصنع لإنتاج المياه الثقيلة بالقرب من مدينة أراك وكلا المنشاتين يقعان وسط إيران .. ويؤكد الأمريكان أن إيران تستطيع إكمال دورة الوقود النووية وبالتالي فهي قادرة على صنع أسلحة نووية.
 وقد وقفت الدكتورة الطائي عند ردود الفعل على البرنامج النووي الايراني وقالت بأنه يثير ردود فعل ومواقف عربية وإقليمية ودولية متباينة ، والذي يهمنا هنا هو معرفة الموقف التركي من هذا البرنامج ، ومما يؤسف له أننا لا نمتلك الكثير من المعلومات عن هذا الموقف ، خاصة وان تركيا ،ومنذ حدوث التغييرات في الاتحاد السوفيتي السابق ومنظومة الدول الاشتراكية، بدأت تسعى من اجل إقامة مفاعل نووي في خليج اكويو جنوب تركيا ، وهو من ضمن عشرة مفاعلات نووية تنوي بناءها بحلول سنة 2020 .. وقد أشارت جريدة الحياة التي تصدر في لندن بعددها الصادر في 11 من أيار سنة 1998 إلى أن منظمة السلام الأخضر تتحرك منذ ثماني سنوات لمنع تركيا من إقامة ذلك المفاعل وقد نشرت المنظمة تقريراً تضمن احتمالات الخطر من بناء هذا المفاعل على الدول المحيطة بتركيا .. وقد نشرت جريدة تركش ديلي نيوز (6) ( Turkish Daily News ) مقالا قالت فيه كاتبته فيولا اوزيركان Fulya Ozerkan ان وزير البنية التحتية الإسرائيلية بن اليعاز حذر من أن اتفاقاً بشأن الطاقة بين تركيا وإيران سيعمل على تشجيع إيران في الإقدام على تطوير برنامجها النووي .. وقد انتقد الوزير الإسرائيلي -  وبشدة -  اتفاقاً للتعاون التركي -  الإيراني حول الغاز الطبيعي قائلاً : (( إن إحراز التقدم في مثل هذه المشاريع يعمل على تشجيع طهران المتهمة من قبل الغرب بالسعي لامتلاك السلاح النووي !! )) . وأضاف الوزير الإسرائيلي يقول : (( ان ايران باتت تشكل خطراً على الاستقرار في الشرق الأوسط بل هي خطر على العالم كله ، هذا فضلا عن كونها تشكل تهديداً للاستقرار في العالم الاسلامي )) .
     كما أن الولايات المتحدة انتقدت الخطوة التركية اتجاه التوقيع على اتفاق التعاون التركي _ الإيراني الذي جرى في السنة  ( 2007 )  .وقالت إن الخطوة التركية جاءت في الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى فرض عقوبات اشد ضد إيران بسبب برنامجها النووي .. وقد ردت الحكومة التركية على ذلك قائلة أنها تهدف من خلال علاقاتها الودية مع دول المنظمة والمجتمع الدولي إلى إشاعة أسلوب دبلوماسي مكثف سوف يساعد ، بدون شك ، على نزع فتيل التوتر النووي .. وقال احد المسؤولين الأتراك المعنيين بالبرنامج النووي الإيراني : (( أننا على استعداد لدفع الثمن مقابل السلام )) وقد علق الوزير الإسرائيلي بن اليعازر على ذلك بقوله أن تركيا ، كما يبدو ، تريد أن تنهمك في الدفع بجهود ترمي إلى تخفيف الضجة المتنامية بخصوص نشاطات طهران النووية .

      ومما توصلت إليه المؤرخة الدكتورة الطائي أن إيران مصرة على إكمال برنامجها النووي بالرغم من اعتراضات الولايات المتحدة الأمريكية ، وترى في ذلك وسيلة من وسائل تأكيد مكانتها الإقليمية، وفي اطر سيادتها القومية .. وفيما يتعلق بتركيا، فمع أنها تدعو إلى إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط إلا أنها تسعى من اجل إبعاد البرنامج النووي الإيراني عن طبيعته العسكرية وتحاول تشجيع إيران على الاستفادة من هذا البرنامج لإغراض سلمية لان البرنامج النووي الايراني اذا ما كان ذا طبيعة سلمية فعلى الأرجح ، كما يقول الدكتور رياض الراوي . ان لايكون له تأثير على هذه المنطقة ، بل على العكس من ذلك ، فربما يشكل في هذه الحالة ، لاسيما إذا كان الهدف من هذا البرنامج هو حقاً لتوليد الطاقة الكهربائية ، على وفق وجهة النظر الإيرانية ، عاملا يفضي ، ربما ، إلى بناء نوع من علاقات التعاون بين دول المنطقة عندما يصدر الفائض في هذه الطاقة إلى الدول المجاورة ، التي تعاني نقصاً منها ، أو عن طريق الاشتراك بمنظومة ربط للطاقة الكهربائية مع دول من منطقة الشرق الأوسط . هذا من جانب ، ومن جانب آخر ، فان عدم وضوح الصورة الحقيقية للبرنامج النووي الإيراني، وعدم اكتماله في جوانبه الفنية ، فضلا عن استمرار الشكوك حول أهدافه يجعل من أي آثار يمكن أن يخلفها امراً مستقبلياً غير محدد الملامح ، مما يبقي الاحتمالات مفتوحة على نهايتها ، بالرغم من ان هذه الاحتمالات ستكون مرتبطة بالمتغيرات الإيرانية الداخلية والمتغيرات التي يمكن أن تحصل في بيئة إيران الخارجية ، إقليميا ودولياً .وقد أشارت الدكتورة الطائي إلى أن إسرائيل، التي ترتبط مع تركيا في تحالف استراتيجي، لا تزال ترى ان تركيا يمكن ان تعلب دورا كابحاً للتهديدات الإيرانية ،

      وقدمت الدكتورة الطائي دراسة إلى المؤتمر الذي نظمته كلية الدراسات التاريخية بجامعة البصرة حول "البصرة في عصورها التاريخية المختلفة ". وكان عنوان دراسة الدكتورة الطائي "البصرة من خلال كتب الرحالة في القرنين الثالث والرابع الهجريين –التاسع والعاشر الميلاديين  "قالت فيه أن الاهتمام بالبصرة ينبع ،من أنها المدينة الأولى التي مصرت خارج الجزيرة العربية عام 14 للهجرة -635 للميلاد . كما أنها كانت في عصور الازدهار من أعظم المدن العربية والإسلامية من حيث الاستقرار الحضاري والعطاء الفكري .لذا أولى المؤرخون، البصرة اهتمامهم، ووضعوا الدراسات التي تتناول أحوالها العامة في إطار شامل .فضلا عن ظهور دراسات أخرى تدور حول جوانب محددة من تاريخها وضمن حقب عديدة ولقلة الدراسات التي بحثت في ماكتبه الرحالة والبلدانيين عن البصرة الينا على أنفسنا أن نتعرض بالدراسة لما كتبه عدد من الرحالة وخلال الفترة التي اشرنا اليها .
    وقد أولت في هذه الدراسة أن تقدم نبذة سريعة عن الرحالة والبلدانيين الذين كتبوا عن مدينة البصرة من خلال إشارتنا إلى مؤلفاتهم التي ترجع في تاريخها إلى القرنين الثالث والرابع الهجريين –التاسع والعاشر الميلاديين وحسب التسلسل التاريخي المعروف لتلك المؤلفات .ويعد أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري المتوفى 279 للهجرة -892 للميلاد من أوائل الرحالة الذين كتبوا عن البصرة وقد قدم وصفا لها في كتابه المشهور : " فتوح البلدان " .أما احمد بن أبي يعقوب المشهور باليعقوبي المتوفى 284للهجرة -897 للميلاد صاحب كتاب اليعقوبي، فيعد من المصادر البلدانية المهمة ليس في كتابة تاريخ البصرة وحسب بل في كتابة تاريخ المدن في الإسلام .ومما ينبغي التأكيد عليه أن اليعقوبي عرف بأسفاره العديدة التي وصل فيها إلى الهند من جهة المشرق والمغرب ومصر من جهة المشرق وبعد ان قام برحلاته عاد الى بغداد موطنه الأصلي .أما الرحالة الثالث فكان ابن الفقيه الهمداني المتوفى حوالي 300 للهجرة -912 للميلاد وله كتاب البلدان الذي ترك لنا فيه وصفا دقيقا لمدينة البصرة ومراحل تأسيسها وعمارتها . كما تطرقت الى ماكتبه المؤرخ والرحالة المعروف ابن رسته وهو أبا علي احمد بن عمر المتوفى أوائل القرن الرابع للهجرة العاشر للميلاد وهو صاحب كتاب : " الاعلاق النفيسة " واصله من أصفهان وقد قام برحلته الشهيرة إلى الحجاز وجاء البصرة ووصفها. وللأسف الشديد لم يبق من كتابه الخطير سوى جزء واحد هو الجزء السابع .
   ومن الرحالة العرب المشهورين الذين كان للبصرة موقع مهم في كتاباتهم ابن اسحق إبراهيم بن محمد الفارسي المعروف بالاصطخري والمتوفى في النصف الأول من القرن الرابع للهجرة –العاشر الميلادي .والاصطخري مؤلف معروف بمنهجه المتميز عن منهج غيره من المؤرخين والرحالة والبلدانيين، فكثيرا ما كان يؤكد بأنه يسير في الكتابة على خطة مرسومة وابرز ما في هذه الخطة انه كان ينظر إلى المنطقة التي يكتب عنها على أنها وحدة قائمة بذاتها ومعنى هذا انه كان يراعي الموانع الطبيعية ويهمل المتغيرات الإدارية لذا جاء وصفه لما كتبه عن البصرة دقيقا ومطابقا للواقع في كثير من الأحيان .
     ومن الرحالة العرب المشهورين محمد بن احمد المقدسي البشاري المتوفى 375 للهجرة -985 للميلاد .والمقدسي شامي الأصل وجد أن ما أسماه "المملكة الإسلامية " في القرن الرابع الهجري لم توصف وصفا كافيا من النواحي الجغرافية لذلك قام برحلته وطاف المدن الإسلامية وجاء البصرة وترك لنا وصفا دقيقا للنباتات والأنهار والحيوانات والبحيرات وألف كتابه : " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " وفيه ترك وصفا للبصرة عرف بدقته وموضوعيته مما يجعلنا نفخر بجهده وجهد من سبقه من المؤرخين والرحالة والبلدانيين  .ويقينا أن اختصاصات أولئك الرحالة لم تقتصر على جانب معين من المعرفة وإنما اتسعت لتشمل جوانب عديدة أخرى اختلط فيها التاريخ بالجغرافية والاقتصاد بالفلسفة وتلك كانت مواصفات أولئك الأفذاذ من علمائنا ومؤرخينا وهذا مما جعل كتاباتهم وما تركوه لنا من كتب ومؤلفات بلدانية تعد مصادر أساسية من مصادر دراسة تاريخ المدن في الإسلام ومنها مدينتا العزيزة البصرة .
     وعن دور المرأة في الثغور والعواصم (132-354هـ) إلى نهاية القرن الرابع للهجرة/ العاشر للميلاد  ،كتبت الدكتورة سناء الطائي بحثا  نشر في مجلة "دراسات إقليمية " السنة 5 العدد 14 ،2009 واتي يصدرها مركز الدراسات الإقليمية بجامعة الموصل وقد قدمت له بالقول انه عندما جاء الإسلام، حرر المرأة مما كانت تعانيه من امتهان، وأعطاها حقوقها كاملة في مباشرة حياتها الخاصة والعامة، وذلك داخل إطار من العفة والحياء وبما يتفق وروح الإسلام وآدابه.وإذا كان القران الكريم قد نادى بان الرجال قوامون على النساء فانه لم يترك هذه القوامة مطلقة، وإنما حددها بدرجة معينة وذلك في قوله تعالى:(ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) ، وان الهدف من هذا التفضيل المحدد هو لصلاح المجتمع وصلاح الأسرة. ومنذ عهد الرسول محمد( صلى الله عليه وسلم)، شاركت المرأة في الحروب، ونهضت بدور يتفق وطبيعتها في تضميد الجراح للمجاهدين وحثهم على الجهاد وإعداد الطعام وغير ذلك من الأعمال فضلا عن واجباتها الأساسية والتي أهمها تربية الأطفال والأعمال المنزلية.
     وقالت الدكتورة الطائي ان البحث يهدف  إلى إلقاء الضوء على دور المرأة في الثغور والعواصم لأنه سجل تاريخي مشرق و مشرف، خاصة في تلك المنطقة المواجهة لدولة الروم البيزنطيين والمسماة الثغور والعواصم، حيث كان للجوانب السياسية والعسكرية والإدارية في التاريخ العربي الإسلامي حظها الوافر من الدراسات والبحوث من قبل المؤرخين. أما الجوانب الاجتماعية والتي تشمل الجانب المشرق لامتنا العربية وتبرز دورها في المساهمة الحية في بناء الصرح الحضاري والإنساني فما زال قليلا، وتحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة.وبدافع من الشعور العلمي والذي يجب أن أتحمله كامرأة أولا، وباحثة ثانيا، تطرقت إلى هذا الموضوع لإبراز دور المرأة في بناء صرح الحضارة العربية الإسلامية.وعليه فان البحث في هكذا موضوع دقيق ويتعلق بجزئيات وتفاصيل عن حياة المجاهدين والمرابطين في الثغور والعواصم وبالذي تيسر لنا من التفاصيل الواردة في المصادر والمراجع.
         أما عن دور المرأة في الحياة العامة في مجتمع الثغور والعواصم، فكان كبيرا ويسترعي الانتباه على الرغم من القيود الاجتماعية التي فرضتها التقاليد على المرأة، إلا أنها استطاعت أن تسهم بدور بارز، والحقيقة إن الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم) كان يعلم جيدا ما سيكون عليه سكان تلك المناطق وما شابهها من سواحل بلاد الشام المواجهة للعدو من استعداد دائم للجهاد، فقد ذكر إن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) قال: "إن أهل الشام مرابطون إلى منتهى الجزيرة رجالهم ونسائهم وصبيانهم وعبيدهم" .ومنذ بداية عمارة منطقة الثغور والعواصم التي شكلت خطوط الدفاع الأولى على حدود العالم الإسلامي المواجهة للإمبراطورية البيزنطية، سارت الخلافة الإسلامية في هذه الجبهة على سياسة واضحة استندت إلى الرد على تحديات الروم البيزنطيين المتكررة عليها وتمثل ذلك بتزويد المنطقة بالعناصر السكانية وتشجيعهم على الاستقرار في الأقاليم على أساس زيادة العطاء وإقطاع الأراضي للمقاتلين من اجل استقرارهم وزيادة حماسه في الدفاع عنها.
      وكان لسياسة الخلفاء والولاة اثر كبير في استقرار وانتقال أعداد كبيرة من المقاتلين ،حيث نقلوا ونقلوا معهم عوائلهم (أطفالهم ونسائهم) واستقروا في الإقليم. وكان الخلفاء يكرمون المقاتلين الذين يكلفون لمهمات وواجبات في الإقليم وكانوا يميزونهم عن غيرهم في مناطق أخرى، وذلك بزيادة عطائهم ومنحهم القطائع ودور السكن.وكان لهذه الإجراءات اثر فعال  في استقرار المقاتلين وعوائلهم في إقليم الثغور والعواصم .وختمت الدكتورة سناء الطائي دراستها بالقول انه عندما نقلب الصفحات البيضاء الناصعة من تاريخ المجتمع الإسلامي، علينا أن لا ننسى، ومن باب الأمانة التاريخية، أن هنالك اسطرا قد تكون قليلة، ولكن لا يمكن إغفالها، عما حدث في ذلك المجتمع، وخاصة في تلك البقعة المسماة الثغور والعواصم، والتي كانت مواجهة لدولة الروم البيزنطيين، والتي كانت منطقة جهاد ضد أعداء الدين، ونستشف من ذلك انه مجتمع كان قائم أساسا على الجهاد وإعلان النفير، وان هذا الأمر يخص أفراد المجتمع جميعا بضمنهم النساء، وبالفعل فقد أثبتت المرأة أن لها دور ا كبيرا، وحضورا مميزا من خلال المواقف الصامدة لها ومساندتها الرجل جنبا الى جنب وعلى كل فترتا البحث إلى ان سقطت مدن الثغور الواحدة تلو الأخرى بعد سنة (354هـ/965 م )، وعلى الرغم من ان المصادر لم تسعفنا بذكر عدد كبير من النساء، إلا أننا استطعنا أن نوفق في جمع أشتات المتفرق منها في معالجة جديدة للموضوع، خاصة وان معظم ما كتب عن تلك المنطقة كتب من الناحية السياسية والحربية ،في حين أهملت الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والفكرية.
     
     وفي " مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية "التي تصدرها كلية التربية الأساسية في جامعة الموصل (المجلد 9 ،العدد 3 حزيران 2010 ) نشرت بحثها الموسوم : "اقتصاديات الثغور في القرنين الثالث والرابع للهجرة التاسع والعاشر للميلاد " رصدت فيه اوضاع الثغور الاقتصادية ووارداتها ( ومنها الخراج والجزية والموارد الاقتصادية والعشور والغنائم والصدقات) ، ونفقاتها واوجه الصرف فيها ومنها النفقات العسكرية والعطاء  .ومما أكدته الدكتورة الطائي ان لدراسة التاريخ الاقتصادي للثغور أهمية كبيرة في رصد التطور الذي حصل في تلك الثغور وبنيتها التحتية وانعكاس ذلك على قدراتها في أداء وظيفتها الجهادية .
    كما نشرت بحثا بعنوان : " عبد الله بن المبارك ودوره في الثغور " في مجلة الدراسات التاريخية والحضارية التي يصدرها مركز صلاح الدين الأيوبي بجامعة تكريت العدد 5 ،2010 أشارت فيه إلى أن الجهاد ركيزة من ركائز الإسلام وثمة أحاديث كثيرة على أهمية المرابطة في الثغور وبحكم موقع تلك الثغور والعواصم على حدود الدولة البيزنطية فأن الربط كان حصونا تشحن بالمقاتلين وقد ساعد ذلك على انتشار الإسلام وعلومه وقد تحولت الثغور إلى أماكن جذب للعلماء والفقهاء والمفكرين في مجالات عديدة وقد تخرج على أيدي أولئك العلماء تلاميذا حملوا الرسالة من بعد شيوخهم ومن الشخصيات التي كان لها دورها القتالي والتربوي والعقدي ..الشيخ المجاهد عبد الله بن المبارك
      أسهمت الدكتورة الطائي  في ندوات ومؤتمرات داخل العراق وخارجه منها :ندوة في مركز دراسات الموصل حول وندوة في بيروت حول الوسطية وندوة في أنقرة حول العلاقات العراقية –التركية التي عقدت بالتعاون مع مركز اتاتورك للأبحاث (أتام )ومركز الشرق الاوسط للدراسات الاستراتيجية (اورسام ) والملحقية الثقافية العراقية في انقرة في حزيران 2010 وندوة في عشق اباد بجمهورية تركمانستان حول تراث وتاريخ تركمانستان وقدمت بحثا بالاشتراك مع زوجها الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف بعنوان "إسهامات مركز الدراسات الإقليمية في دراسة تراث وتاريخ تركمانستان " ولقي البحث اهتماما كبيرا من المشاركين في المؤتمر .كما حضرت ندوة الوسطية في بيروت .فضلا عن الندوات والمؤتمرات التي يعقدها مركز الدراسات الإقليمية سنويا .
    كرمت الدكتورة الطائي بالعديد من كتب الشكر الموجهة لها من السيد رئيس الجامعة وعدد من العمداء لإسهاماتها العلمية .كما كرمت من كلية الدراسات التاريخية في جامعة البصرة بدرع الكلية لمشاركتها في نشاطات الكلية العلمية.
    ترى الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي أنها تخصصت بدراسة الثغور والعواصم الإسلامية  ،لاعتقادها أن هذا الموضوع في جوانبه السياسية والحربية والإدارية قد حظي بعناية المؤرخين والباحثين العرب والأجانب ،لكن الجوانب الحضارية وخاصة الفكرية والعلمية لم تنل ما تستحقه من اهتمام وتقول أن الثغور -  كمدن وعواصم -  قدمت للفكر العربي والعلوم العربية الكثير حتى صار ماقدمته جزءا من العطاء الفكري للمشرق والمغرب العربيين .وكما هو معروف فأن الثغور والعواصم لم تكن دور مرابطة فحسب بل أنها أسهمت من خلال عدد كبير من الفقهاء والعلماء والنحاة  والمحدثين والشعراء والأدباء والمفسرين في ترصين الحضارة العربية والإسلامية وإعطائها بعدا إنسانيا .
    كما أن تلك الثغور والعواصم كانت تضم مراكز دينية كالمساجد والجوامع والكنائس والأديرة والكتاتيب ودور الربط والحصون والمدارس ومجالس العلم وكل هذه كان لها دورها في التعليم والتأليف والقراءة والإجازات العلمية .ومما تؤكده الدكتورة الطائي بأستمرار ،كجزء من تقاليد المدرسة التاريخية العراقية المعاصرة ،ان الرجوع إلى المصادر الأصيلة وتحليلها لهو من أهم مايجب أن يقوم به الباحثون والمؤرخون في كل أنماط الكتابة التاريخية .ولاتقتصر تلك المصادر على الكتب  والوثائق التاريخية وإنما لابد من العودة إلى الكتب الجغرافية وكتب التراجم والطبقات ودواوين الشعراء وكتب الفقه والحديث والقضاء والأدب .وهذا مافعلته هي عند دراستها لتاريخ الثغور ودورها الفكري والحضاري .




صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...