سيد درويش فنان الشعب بلا منازع !!
أ.د.إبراهيم خليل العلاف
نائب رئيس اتحاد كتاب الانترنت العراقيين
قلة من الناس، يعرفون إن الموسيقار الشاعر المتصوف الملا عثمان الموصلي (1854_1923) ،كان أستاذا للنابغة الموسيقي العربي المصري سيد درويش. ومما يذكره الدكتور عادل البكري في كتابه (عثمان الموصلي) المطبوع ببغداد سنة 1966: إن سيد درويش التقى الموصلي، وتتلمذ عليه مرتين، كانت الأولى بعد عودته من الديار المقدسة لأداء فريضة الحج أواخر سنة 1909 وأوائل سنة 1910. والثانية بين سنتي 1912 و1914 ومن الطريف أن يتم اللقاء في المرتين بدمشق ،حيث كان الموصلي يقيم. ويقول البكري ان سيد درويش اخذ عن الشيخ عثمان الكثير من فنون الموسيقى وخاصة الإلحان الشرقية وأصول الموشحات وما يسمى في الموصل بالتنزيلات .
وقد حفظ عنه كل ممتع ورائع من الغناء والإلحان مما جعله قادر على التصرف بالنغم الشرقي ،وتطويره وجعله ملائما للعصر ويمكن الإشارة هنا إلى إن أغنية (طلعت يامحلى نورها شمس الشموسة) هي من الحان الموسيقى عثمان الموصلي .
ولد سيد درويش في الإسكندرية 1892 ،وشغف بالموسيقى منذ صباه ،والتحق بعدة فرق غنائية زارت الكثير من الأقطار العربية، وقد تحدث الكاتب المصري احمد رجب عن سيد درويش في مقال نشره بمجلة المصور المصرية (آذار 1963) وقال إن سيد درويش ارتفع بشأن الأغنية العربية، وادخل إليها مضامين وطنية وقومية ،فدعا إلى العمل يدا واحدة ضد الاستعمار، وانشد للعامل، وحث الأغنياء للإسهام في تصنيع البلاد، واستنهض همم المرأة وشجعها على المطالبة بحقوقها وكانت دعوة مثل هذه غريبة وجريئة في ذلك الوقت فهو الذي غنى (ده وقتك ..ده يومك يا بنت اليوم.. قومي ،اصحي من نومك يكفايكي نوم ..وطالبي بحقوقك.. واخلصي م اللوم).
جاء سيد درويش ببساطة الأداء، الأمر الذي جعل اللحن في متناول كل لسان . قبل وفاته في أيلول 1923 بست سنوات ،أنتج أكثر من (20) أوبريت وأكثر من (200) أغنية فاستحق إن يسمى (فنان الشعب) ..و سيد درويش الذي توفى وعمره لم يتجاوز الـ (31) سنة رحمه الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق