الجمعة، 16 أغسطس 2019

كلمة التاريخ في قضية الموصل وتركيا ا.د. ابراهيم خليل العلاف




كلمة التاريخ في قضية الموصل وتركيا 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل 
يتداول البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي أقاويل عن ما يسمى مساعي تركيا إحياء موضوع المطالبة بالموصل سنة 2023 .. 
وقد سألني كثير من الاحبة عن هذا الموضوع ، واليوم وردتني رسالة من احد الاخوان واراد ان اوضح الامر فأقول ان الجميع يعرف ان الجمهورية التركية التي أسسها الجنرال مصطفى كمال اتاتورك على انقاض الدولة العثمانية طالبت بولاية الموصل والتي كانت تشمل الوية الموصل وكركوك والسليمانية ولم تعترف بإحتلال الجيش البريطاني لها لان الاحتلال تم بعد اعلان الهدنة في 31 تشرين الاول 1918 .
والجيش البريطاني احتل الموصل يوم 10 تشرين الثاني سنة 1918 ورفع الامر الى عصبة الامم التي كانت قبل هيئة الامم المتحدة وارسلت عصبة الامم بعثة تقصي وخرجت بنتيجة بعد ان استمزجت اراء السكان ان ولاية الموصل عراقية وصدر القرار بتأكيد عراقية ولاية الموصل وعقدت بين العراق وتركيا معاهدة ابرمها البرلمان التركي (المجلس الوطني الكبير ) يوم 7 حزيران 1926 ووضع خط بروكسل الذي يفصل العراق عن تركيا وأعربت الدول الكبرى ارتياحها من التسوية وتعهد العراق بأن يعطي تركيا نفطا لمدة 25 سنة ابتداء من دخول المعاهدة في حيز التنفيذ . وتم تنفيذ ذلك ثم عقدت اتفاقية الصداقة بين العراق وتركيا 1946 وانتهى الأمر.
لقد تنازلت تركيا عن حقوقها في ولاية الموصل والتي كانت تحت السيادة العثمانية وفقا للمادتين الثالثة والسادسة من معاهدة لوزان في 24 تموز 1923 وبقي تنازلها معلقا حتى اصدر مجلس عصبة الأمم قراره في 16 كانون الاول 1925 بتأكيد عراقية ولاية الموصل .وقد تعزز هذا في معاهدة 1926 اي المعاهدة العراقية الانكليزية التركية التي وقعت في 5 حزيران 1926 بين العراق وتركيا وبضمانة دول العالم الكبرى آنذاك .
نعم توجد أحزاب تركية لاتزال تطالب بالموصل ، وتوجد إشارات مشابهة وفي اماكن متعددة ، وتوركوت أوزال رئيس الوزراء الاسبق اثناء حرب الخليج الثانية 1990-1991 طالب بضم الموصل ، لكن لا الجغرافية بثوابتها ، ولا التاريخ بوقائعه ، ولا العقل بحكمه ولا العالم بدوله الكبرى تقبل بذلك ، ولا الموصليون ولا العراقيون يقبلون ان يُقطع رأس العراق الموصل أبدا .
ومن هنا أقول ان من الخطل والخطأ والسذاجة والجهل بالتاريخ ان نردد ما يقال في الفيسبوك ومن أطراف جاهلة بما يجري ومريبة ومتخلفة .
العلاقات العراقية - التركية هي اليوم أفضل من أي وقت مضى وتركيا اليوم دولة محورية وقوية ، وهي جسر بين الشرق والغرب ، والعراق اليوم يتقدم وينهض ، ولابد ان يتعاون العراق مع جيرانه الشماليين الاتراك وجيرانه الشرقيين الايرانيين وانا مع فكرة المرحوم نوري السعيد رئيس وزراء العراق المزمن والذي شكل 14 وزارة خلال 40 سنة في إقامة منظومة امنية واقتصادية وثقافية بين العراق وجيرانه . *المقال منشور في ديسمبر كانون الأول 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...