العيادة الطبية الخيرية في حي النور
ابراهيم العلاف (من اليسار ) والحاج عثمان البوزيني
مصطفى الصابونجي
عيادة ذي النورين الطبية الخيرية في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
شهدت الموصل خلال السنوات العشرين الماضية ظاهرة رائعة من ظواهر التعاون ، والتكاتف بين السكان . وقد تمثلت هذه الظاهرة بإنشاء وافتتاح عيادات طبية خيرية شعبية في عدد من احياء مدينة الموصل ومحافظة نينوى ، قدمت الخدمات العلاجية للناس مجانا ، واحيانا بأسعار زهيدة رمزية وطبيعي ان من ماجرى من العراق من حروب ومنها الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 وحرب الخليج الثانية 1990-1991 وما نجم عنها من حصار اقتصادي ظالم استمر حتى الاحتلال الاميركي للعراق سنة 2003 ، واسقاط النظام السابق .. طبيعي ان ماجرى خلال كل هذه الاحداث ، كان له اثره الفعال في نشوء فكرة تأسيس عيادات طبية خيرية في الموصل خاصة ، وان الكثير من مفردات الحياة اليومية في التسعينات من القرن الماضي ، قد عطلت وبات من الصعب على الاهالي توفير احتياجاتهم المعيشية والصحية .
وكما تعرفون - أحبتي الكرام - ان شحة الدواء والاضرار التي لحقت بالمستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية اثناء الحرب الاميركية على العراق في سنة 1991 والتي استمرت قرابة 42 يوما من ليلة السابع عشر من كانون الثاني الى اواخر شباط 1991 ، حالت دون وصول الكثيرين من المرضى الى المستشفيات والمراكز الصحية .
انطلقت فكرة فتح عيادة طبية خيرية من حي النور في الجانب الايمن من مدينة الموصل حيث اقترح المهندس المرحوم محمد كمال توفيق والذي ُيكنى (أبا محمود) وكان له مكتب مجاور لجامع ذي النورين الذي شيده المرحوم الحاج عثمان البوزيني على كل من الطبيب الدكتور محمد جميل الحبال ، والطبيب الدكتور اديب الجلبي فتح عيادة طبية خيرية في مكتبه لمساعدة المرضى ، واسعاف الحالات الطارئة في ضوء تلك الظروف وتوقف الكثير من وسائل النقل وقد أبدى الحاج محمد يونس سليمان ( ابو ثائر ) استعداده لمعاونتهما في فتح العيادة وتبرع بأن يكون سكرتيرا للعيادة ، ومنظما لإعمالها ووافق واقف الجامع الحاج عثمان البوزيني على تخصيص جناح في الجامع لاشغاله كعيادة يكون الدوام فيها بين صلاتي العصر والمغرب يوميا .
ومما لم يكن متوقعا ، إنهالت التبرعات على العيادة ؛ فمن هو مجهز لها بالادوية ومن هو مجهز لها بالاثاث وتشكلت لجنة للاشراف وضبط الحسابات برئاسة المهندس محمد كمال توفيق ، وهكذا تأسست اول عيادة طبية خيرية شعبية ليس على صعيد الموصل بل على صعيد العراق .
ويقينا ان هذه المبادرة تذكرنا ب(العيادة الشعبية) التي أسسها الاخوان الطبيبان الدكتور اسماعيل ناجي والدكتور خالد ناجي في بغداد سنة 1948 ، واستمرت بالعمل حتى سنة 1958. وكانت مخصصة لمعالجة الفقراء من الناس، وباشتراك شهري للعائلة الواحدة لايتجاوز آنذاك أل (150) فلساً.. وكان مقرها في رأس القرية شارع الرشيد.
كما أصدرا مجلة باسم (العيادة الشعبية) سنة 1947 .
افتتحت العيادة الطبية الخيرية في جامع ذو النورين في 9 آذار سنة 1991 وحملت اسم ( عيادة ذي النورين الطبية الخيرية ) وتطوع عدد من الاطباء والطبيبات للعمل فيها اذكر منهم الدكتور اديب الجلبي وتخصصه انف واذن وحنجرة ، والدكتور محمد جميل الحبال وتخصصه باطنية ، والدكتور محمود عبد الهادي وتخصصه جراحة ، والدكتور تحسين الحاج علي وتخصصه جراحة والدكتور احمد جياد ، وتخصصه اطفال والدكتورة ليلى المصري واختها الدكتورة معزز المصري وتخصصهما نسائية واطفال .كما عمل فيها عدد من الاطباء الشبان في حينه .
وبعد انتهاء الاعمال العسكرية وفرض الحصار الجائر على العراق ازدادت الحاجة الى استمرار العيادة الطبية الخيرية الشعبية في حي النور وحصلت العيادة على موافقة نقابة الاطباء ورئاسة الصحة لاستمرارها بالعمل رسميا وتطوع نقيب الاطباء الدكتور محمد فوزي طبو للعمل في العيادة وتعهد بدعم المشروع دعما كبيرا وشجع وساند الفكرة ودعا الى اتساعها لتشمل مناطق اخرى من الموصل وهكذا افتتحت عيادات اخرى منها (عيادة الزهراء الطبية الخيرية ) في حي الزهراء ، وعيادة ابو بكر الصديق في الموصل الجديدة واسسها الحاج موفق قندلا ، وعيادة الامين الطبية الخيرية في حي الخضراء واسسها الحاج محمد زهير عبد الله ، ومجمع الحاج عبد القادر السيد محمود الطبي الخيري في محلة خزرج ، واسسه الحاج نزار عبد القادر سيد محمود واخوانه ، والعيادة الطبية الخيرية في كنيسة ام المعونة في حي الدواسة بإشراف الدكتور بهاء شكوري والعيادة الطبية الخيرية في الجامع الكبير في تلعفر .
لقد قدمت هذه العيادات الكثير من الانجازات للاهالي ، وكان يعمل في هذه العيادات عدد كبير من المتطوعين الاطباء لايتسع المجال لذكر اسمائهم مع تقديرنا واعتزازنا بهم وبمجهوداتهم الطيبة فلقد تناوب العديد منهم لمعالجة المرضى سواء في عياداتهم الطبية الخاصة ، أو في العيادات الطبية التي تطوعوا للعمل بها ووفروا الكثير من التسهيلات في جوانب الاشعة والمختبر والفحوصات الاعتيادية ، وكانت العيادات الطبية الخيرية - بحق – شبكة منسجمة من العيادات .
الشيء الذي اريد ان اقوله وانا اتحدث عن العيادات الطبية الخيرية ان الاخ والصديق الدكتور محمد جميل الحبال وثق لجوانب من اعمال هذه العيادات في مقال لدي نسخة منه ، وقال ان الطبيب الجراح الذي كان يداوم متطوعا فيها كان يحيل المريض الى المستشفيات الحكومية التي يداوم فيها اذا شعر بان الحالة تستدعي التداخل الجراحي .كما ان بعضا من الموسرين ومنهم الحاج احمد عبد القادر السيد محمود ابو عمر كانوا قد تعهدوا بدفع اجور عدد من العمليات الجراحية على نفقتهم .
وفي العيادات الطبية الخيرية كثيرا ما كانت تنظم حفلات ختان للاطفال وهنا لابد لي ان اذكر مجهودات صديقي واخي المرحوم السيد صلاح بن السيد مجيد واولاده في ختان مئات الاطفال .
وكان ثمة فريق من اطباء الجراحة والمجاري البولية وعلى مدى سنوات الحصار الجائر للعراق يقدمون الخدمة هم ومساعديهم مجانا واذكر مجهودات الدكتور همام شريف الخفاف استشاري جراحة الاطفال .
ولاننسى ان الدواء في هذه العيادات كان يصرف للمرضى المراجعين مجانا في حالة توفره ، وكذلك كان في العيادات معاون طبي يقوم بضبط صرف الادوية ومن هؤلاء اذكر المعاون الصيدلي زهير مجيد ابو احمد الذي كان يعمل في العيادة الطبية الخيرية في جامع ذو النورين ، وكذلك اذكر مجهودات الصديق والاخ محمد يونس سليمان ابو ثائر الذي لم يألوا جهدا في تأمين انسيابية العمل في العيادة ، وكان هناك اطباء وصيادلة تطوعوا بإرسال الادوية المتعددة مجانا الى هذه العيادات مجانا او بسعر الكلفة عند ورودها الى المذاخر التي يتعاملون معها وكانت العيادة الطبية الخيرية في جامع ذو النورين قد عدت مركزا لتوزيع الادوية النادرة وقد استفاد من هذه العملية مرضى كثيرون .
وللتاريخ اذكر ان (جمعية الهلال الاحمر العراقية ) كانت متعاونة مع العيادات الطبية الخيرية وكثيرا ما زودت هذه العيادات بالمساعدات الدوائية والغذائية والعينية .كما بذل بعض الاطباء المتخصصين جهودا طيبة في مجال جلب المساعدات الطبية من خارج العراق والتعاون مع اتحاد الجمعيات الطبية الاسلامية في ماليزيا والمؤتمر العربي لامراض وزرع الكلى في لبنان والسعي مع جمعية الهلال الاحمر ونقابة الاطباء لتسهيل دخول الادوية الى محافظة نينوى ولابد هنا من تأكيد جهود عدد من الاطباء المتطوعين الذين يتمتعون بحس وطني وانساني في هذا المجال ومن هؤلاء الدكتور نزار محمد شريف والدكتور محمد جميل الحبال والدكتور محمد فوزي العجيلي والدكتور منهل العناز .
واذا كان الشيء بالشيء يذكر ، فلابد من الاشارة الى ان اغنياء الموصل والمخلصين من ابناءها قد إعتادوا ، وخلال حقب التاريخ المختلفة ، ان يمدوا يدهم الى اهلهم فهذا الوجيه مصطفى الصابونجي يتبرع بإنشاء ردهة في المستشفى الجمهوري افتتحت سنة 1949 وهي تحمل اليوم إسم ( ردهة الصابونجي ) ، وهذه الحاجة وهبية الشبخون تؤسس مركزا صحيا سنة 1999 م يحمل اسم (مركز الحاج صالح الشبخون الصحي ) في حي اليرموك بالموصل وقد تمت عملية الحاقه بدائرة صحة نينوى وهو يستقبل يوميا 500 مريض وترون صورة مدخله الى جانب هذا الحديث
نعم كانت شبكة العيادات الطبية الخيرية في مدينة الموصل ومحافظة نينوى مبادرة انسانية يحق لنا ان نفخر بها ونذكر الاجيال بها وندعوهم لكي يحذو حذو اولئك الاطباء والطبيبات الذين قدموا لاهلهم كل ما يمكن ان يقدموه على صعيد العلاج وتلك صفحة بيضاء من صفحات تاريخنا تاريخ اهل الموصل الكرام .كانت تجربة جميلة ورائدة وناجحة سجلها التاريخ بأحلى الكلمات ومن الطريف ان اشير الى ان هذه التجربة قد انتشرت على مستوى العراق فهناك اليوم عيادات طبية شعبية في جميع محافظات العراق لكن تجربة العيادات الطبية الخيرية الموصلية تظل هي الرائدة في فكرتها وسياقاتها والعمل التطوعي فيها ومجانيتها واقبال الاهالي عليها لذلك لابد ان نذكر هذه التجربة ونُذكر بها الاجيال وما ينفع الناس يمكث في الارض اما الزبد فيذهب جفاءَ .
ابراهيم العلاف (من اليسار ) والحاج عثمان البوزيني
مصطفى الصابونجي
عيادة ذي النورين الطبية الخيرية في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
شهدت الموصل خلال السنوات العشرين الماضية ظاهرة رائعة من ظواهر التعاون ، والتكاتف بين السكان . وقد تمثلت هذه الظاهرة بإنشاء وافتتاح عيادات طبية خيرية شعبية في عدد من احياء مدينة الموصل ومحافظة نينوى ، قدمت الخدمات العلاجية للناس مجانا ، واحيانا بأسعار زهيدة رمزية وطبيعي ان من ماجرى من العراق من حروب ومنها الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 وحرب الخليج الثانية 1990-1991 وما نجم عنها من حصار اقتصادي ظالم استمر حتى الاحتلال الاميركي للعراق سنة 2003 ، واسقاط النظام السابق .. طبيعي ان ماجرى خلال كل هذه الاحداث ، كان له اثره الفعال في نشوء فكرة تأسيس عيادات طبية خيرية في الموصل خاصة ، وان الكثير من مفردات الحياة اليومية في التسعينات من القرن الماضي ، قد عطلت وبات من الصعب على الاهالي توفير احتياجاتهم المعيشية والصحية .
وكما تعرفون - أحبتي الكرام - ان شحة الدواء والاضرار التي لحقت بالمستشفيات والمستوصفات والمراكز الصحية اثناء الحرب الاميركية على العراق في سنة 1991 والتي استمرت قرابة 42 يوما من ليلة السابع عشر من كانون الثاني الى اواخر شباط 1991 ، حالت دون وصول الكثيرين من المرضى الى المستشفيات والمراكز الصحية .
انطلقت فكرة فتح عيادة طبية خيرية من حي النور في الجانب الايمن من مدينة الموصل حيث اقترح المهندس المرحوم محمد كمال توفيق والذي ُيكنى (أبا محمود) وكان له مكتب مجاور لجامع ذي النورين الذي شيده المرحوم الحاج عثمان البوزيني على كل من الطبيب الدكتور محمد جميل الحبال ، والطبيب الدكتور اديب الجلبي فتح عيادة طبية خيرية في مكتبه لمساعدة المرضى ، واسعاف الحالات الطارئة في ضوء تلك الظروف وتوقف الكثير من وسائل النقل وقد أبدى الحاج محمد يونس سليمان ( ابو ثائر ) استعداده لمعاونتهما في فتح العيادة وتبرع بأن يكون سكرتيرا للعيادة ، ومنظما لإعمالها ووافق واقف الجامع الحاج عثمان البوزيني على تخصيص جناح في الجامع لاشغاله كعيادة يكون الدوام فيها بين صلاتي العصر والمغرب يوميا .
ومما لم يكن متوقعا ، إنهالت التبرعات على العيادة ؛ فمن هو مجهز لها بالادوية ومن هو مجهز لها بالاثاث وتشكلت لجنة للاشراف وضبط الحسابات برئاسة المهندس محمد كمال توفيق ، وهكذا تأسست اول عيادة طبية خيرية شعبية ليس على صعيد الموصل بل على صعيد العراق .
ويقينا ان هذه المبادرة تذكرنا ب(العيادة الشعبية) التي أسسها الاخوان الطبيبان الدكتور اسماعيل ناجي والدكتور خالد ناجي في بغداد سنة 1948 ، واستمرت بالعمل حتى سنة 1958. وكانت مخصصة لمعالجة الفقراء من الناس، وباشتراك شهري للعائلة الواحدة لايتجاوز آنذاك أل (150) فلساً.. وكان مقرها في رأس القرية شارع الرشيد.
كما أصدرا مجلة باسم (العيادة الشعبية) سنة 1947 .
افتتحت العيادة الطبية الخيرية في جامع ذو النورين في 9 آذار سنة 1991 وحملت اسم ( عيادة ذي النورين الطبية الخيرية ) وتطوع عدد من الاطباء والطبيبات للعمل فيها اذكر منهم الدكتور اديب الجلبي وتخصصه انف واذن وحنجرة ، والدكتور محمد جميل الحبال وتخصصه باطنية ، والدكتور محمود عبد الهادي وتخصصه جراحة ، والدكتور تحسين الحاج علي وتخصصه جراحة والدكتور احمد جياد ، وتخصصه اطفال والدكتورة ليلى المصري واختها الدكتورة معزز المصري وتخصصهما نسائية واطفال .كما عمل فيها عدد من الاطباء الشبان في حينه .
وبعد انتهاء الاعمال العسكرية وفرض الحصار الجائر على العراق ازدادت الحاجة الى استمرار العيادة الطبية الخيرية الشعبية في حي النور وحصلت العيادة على موافقة نقابة الاطباء ورئاسة الصحة لاستمرارها بالعمل رسميا وتطوع نقيب الاطباء الدكتور محمد فوزي طبو للعمل في العيادة وتعهد بدعم المشروع دعما كبيرا وشجع وساند الفكرة ودعا الى اتساعها لتشمل مناطق اخرى من الموصل وهكذا افتتحت عيادات اخرى منها (عيادة الزهراء الطبية الخيرية ) في حي الزهراء ، وعيادة ابو بكر الصديق في الموصل الجديدة واسسها الحاج موفق قندلا ، وعيادة الامين الطبية الخيرية في حي الخضراء واسسها الحاج محمد زهير عبد الله ، ومجمع الحاج عبد القادر السيد محمود الطبي الخيري في محلة خزرج ، واسسه الحاج نزار عبد القادر سيد محمود واخوانه ، والعيادة الطبية الخيرية في كنيسة ام المعونة في حي الدواسة بإشراف الدكتور بهاء شكوري والعيادة الطبية الخيرية في الجامع الكبير في تلعفر .
لقد قدمت هذه العيادات الكثير من الانجازات للاهالي ، وكان يعمل في هذه العيادات عدد كبير من المتطوعين الاطباء لايتسع المجال لذكر اسمائهم مع تقديرنا واعتزازنا بهم وبمجهوداتهم الطيبة فلقد تناوب العديد منهم لمعالجة المرضى سواء في عياداتهم الطبية الخاصة ، أو في العيادات الطبية التي تطوعوا للعمل بها ووفروا الكثير من التسهيلات في جوانب الاشعة والمختبر والفحوصات الاعتيادية ، وكانت العيادات الطبية الخيرية - بحق – شبكة منسجمة من العيادات .
الشيء الذي اريد ان اقوله وانا اتحدث عن العيادات الطبية الخيرية ان الاخ والصديق الدكتور محمد جميل الحبال وثق لجوانب من اعمال هذه العيادات في مقال لدي نسخة منه ، وقال ان الطبيب الجراح الذي كان يداوم متطوعا فيها كان يحيل المريض الى المستشفيات الحكومية التي يداوم فيها اذا شعر بان الحالة تستدعي التداخل الجراحي .كما ان بعضا من الموسرين ومنهم الحاج احمد عبد القادر السيد محمود ابو عمر كانوا قد تعهدوا بدفع اجور عدد من العمليات الجراحية على نفقتهم .
وفي العيادات الطبية الخيرية كثيرا ما كانت تنظم حفلات ختان للاطفال وهنا لابد لي ان اذكر مجهودات صديقي واخي المرحوم السيد صلاح بن السيد مجيد واولاده في ختان مئات الاطفال .
وكان ثمة فريق من اطباء الجراحة والمجاري البولية وعلى مدى سنوات الحصار الجائر للعراق يقدمون الخدمة هم ومساعديهم مجانا واذكر مجهودات الدكتور همام شريف الخفاف استشاري جراحة الاطفال .
ولاننسى ان الدواء في هذه العيادات كان يصرف للمرضى المراجعين مجانا في حالة توفره ، وكذلك كان في العيادات معاون طبي يقوم بضبط صرف الادوية ومن هؤلاء اذكر المعاون الصيدلي زهير مجيد ابو احمد الذي كان يعمل في العيادة الطبية الخيرية في جامع ذو النورين ، وكذلك اذكر مجهودات الصديق والاخ محمد يونس سليمان ابو ثائر الذي لم يألوا جهدا في تأمين انسيابية العمل في العيادة ، وكان هناك اطباء وصيادلة تطوعوا بإرسال الادوية المتعددة مجانا الى هذه العيادات مجانا او بسعر الكلفة عند ورودها الى المذاخر التي يتعاملون معها وكانت العيادة الطبية الخيرية في جامع ذو النورين قد عدت مركزا لتوزيع الادوية النادرة وقد استفاد من هذه العملية مرضى كثيرون .
وللتاريخ اذكر ان (جمعية الهلال الاحمر العراقية ) كانت متعاونة مع العيادات الطبية الخيرية وكثيرا ما زودت هذه العيادات بالمساعدات الدوائية والغذائية والعينية .كما بذل بعض الاطباء المتخصصين جهودا طيبة في مجال جلب المساعدات الطبية من خارج العراق والتعاون مع اتحاد الجمعيات الطبية الاسلامية في ماليزيا والمؤتمر العربي لامراض وزرع الكلى في لبنان والسعي مع جمعية الهلال الاحمر ونقابة الاطباء لتسهيل دخول الادوية الى محافظة نينوى ولابد هنا من تأكيد جهود عدد من الاطباء المتطوعين الذين يتمتعون بحس وطني وانساني في هذا المجال ومن هؤلاء الدكتور نزار محمد شريف والدكتور محمد جميل الحبال والدكتور محمد فوزي العجيلي والدكتور منهل العناز .
واذا كان الشيء بالشيء يذكر ، فلابد من الاشارة الى ان اغنياء الموصل والمخلصين من ابناءها قد إعتادوا ، وخلال حقب التاريخ المختلفة ، ان يمدوا يدهم الى اهلهم فهذا الوجيه مصطفى الصابونجي يتبرع بإنشاء ردهة في المستشفى الجمهوري افتتحت سنة 1949 وهي تحمل اليوم إسم ( ردهة الصابونجي ) ، وهذه الحاجة وهبية الشبخون تؤسس مركزا صحيا سنة 1999 م يحمل اسم (مركز الحاج صالح الشبخون الصحي ) في حي اليرموك بالموصل وقد تمت عملية الحاقه بدائرة صحة نينوى وهو يستقبل يوميا 500 مريض وترون صورة مدخله الى جانب هذا الحديث
نعم كانت شبكة العيادات الطبية الخيرية في مدينة الموصل ومحافظة نينوى مبادرة انسانية يحق لنا ان نفخر بها ونذكر الاجيال بها وندعوهم لكي يحذو حذو اولئك الاطباء والطبيبات الذين قدموا لاهلهم كل ما يمكن ان يقدموه على صعيد العلاج وتلك صفحة بيضاء من صفحات تاريخنا تاريخ اهل الموصل الكرام .كانت تجربة جميلة ورائدة وناجحة سجلها التاريخ بأحلى الكلمات ومن الطريف ان اشير الى ان هذه التجربة قد انتشرت على مستوى العراق فهناك اليوم عيادات طبية شعبية في جميع محافظات العراق لكن تجربة العيادات الطبية الخيرية الموصلية تظل هي الرائدة في فكرتها وسياقاتها والعمل التطوعي فيها ومجانيتها واقبال الاهالي عليها لذلك لابد ان نذكر هذه التجربة ونُذكر بها الاجيال وما ينفع الناس يمكث في الارض اما الزبد فيذهب جفاءَ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق