الخميس، 3 يناير 2019

قرية إطويبه



























قرية إطويبه
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
وانا اتحدث عن بعض قرى جنوب الموصل ، كان لابد لي أن اتحدث عن قريبة إطويبة الحبيبة هذه القرية التي هي احدى قرى محافظة نينوى - ناحية الشورة.
وقرية طويبة تقع على الضفة الغربية لنهر دجله على ارض مرتفعة تقابل آثار النمرود الواقعة على الجهة الشرقية لنهر دجلة يحدها من الشرق نهر دجلة الخالد وقرية اصنيديج . ومن الغرب قرية الرصيف ، وقرية النعناعه ، ومن الشمال قرية صف التوث ، وقرية هراره ومن الجنوب المنشأة العامة لكبريت المشراق  وقرية السفينه .
وقرية طويبة ، تبعد عن ناحية الشورة ( ١٣كم )  وعن  مركز مدينة الموصل ( ٤٥كم  ) ، وهي من القرى القديمة جدا في جنوبي الموصل حيث استوطنها اهلها منذ نهايات القرن السابع عشر الميلادي .
واهل قرية إطويبه هم من قبيلة الجبور - عشيرة العميري -  فخذ العمر العيسى ،  وشيخ العشيرة اليوم  هو  الشيخ حسين علي لجي .أما المختار فهو  السيد صباح جمعة أحمد .وفي القرية برز من العارفة الحاج عيسى خلف ابو عبيد ويبلغ من العمر ال (90 ) عاما لكنه لايزال يتمتع بذاكرة وقادة وذكاء حاد  وله حضور واسع  في المجالس التي توجد في القرية ويحضرها الشيوخ والشباب فضلا عن الضيوف .
 وفي القرية  ايضا رموز بارزون  منهم الحاج سالم حسن صالح ، والحاج محمد عبدالله ابراهيم ، والحاج سالم صالح احمد ، والحاج عماش خلف هرموش


أخذت القرية  عدة اسماء في بداية سكن اهلها ، منها لزاكه ، والكوزه ، وبعدها اخذت اسمها الحالي إطويبة .  ويقال انها سميت طويبة نسبة  الى مدفع  صغير ( طوب ) ، وضعه العثمانيين على احد المرتفعات المجاوره للقرية ، وكان يسمى في ذلك الوقت الطوب
وقد ارتحل نصف أهل القرية في ذلك الوقت الى قرية اصنيديج التابعة لناحية النمرود نتيجة للتغيرات الجغرافية لنهر دجلة حيث تقدم  النهر باتجاه الغرب  بحيث اصبحت معظم الاراضي  الزراعية في الضفة الاخرى .
وقرية اطويبه  تعتبر من القرى الزراعيه ، ومنذ بداية نشأتها كانت تعتمد على الزراعة لمعيشة سكانها . وقد اشتهرت  بزراعة  الشواريق جمع شاروق وتعتمد الشواريق على  زراعة الشمزي ( الرقي ) والبطيخ والخيار بمحاذاة نهر دجلة على الحصى بعد وضع كمية من السماد الحيواني  الذي يسمى ( الدرج ) ، وعلى شكل خطوط مستقيمة  بعرض  (١٥ ) سم وسمك  ( ١٠سم )  وعدئذ تزرع  اللوبيا والخيار والبطيخ في بداية الصيف في الارض الطينية التي ينسحب عنها نهر دجله وتبقى أرضا صالحة للزراعة  .
 و كانت ثمة بساتين  في القرية   تُسقى  بواسطة النواعير .هذا فضلا عن زراعة محصولي الحنطة والشعير التى تسقى ديميا اي بالاعتماد على الامطار .
والى جانب الزراعة هناك في القرية من يهتم  بتربية الحيوانات  ، ومنها الاغنام ، والماعز ، والابقار.

 ان مما يجب ان نذكره أن  سكان قرية طويبه ارتحلوا   سنة 1973 من أمكانهم  القديمة بإتجاه الشمال وضمن مسافة ثلاثة كيلومترات ،  هو ظهور  الكبريت في اراضي قريتهم  .
وقرية إطويبه عرفت المدارس في وقت متأخر ، فقد فُتحت فيها اول مدرسة ابتدائية  سنة ١٩٧٥ ، وكان مديرها الاول والمؤسس  لها هو الاستاذ عبد الرزاق الحاج ياسين . كما افتتحت فيها  مدرسة متوسطة سنة  2009  ، وافتتحتها مديرتها الحالية الست باسمة خلف عبيد . وهكذا في قرية طويبة اليوم مدرسة اطويبه الابتدائية ومتوسطة اطويبه للبنين.
كما ان فيها اليوم مستوصف  ، وهو عبارة عن كرفان عدد (  2 ) تديره مفرزة طبية .
وقرية اطويبه من القرى التي ضحت من اجل العراق ووحدته  ، فقد فقدت عددا من ابنائها  في الحرب العراقية الايرانية 1980-1988 شأنها شأن غيرها من قرى ومدن العراق العزيز وكان اول شهيد فيها رئيس العرفاء  عبد احمد عجاج وكذا الامر خلال حرب الخليج الثانية ، والحرب على الارهاب .
 والقرية ايضا رفدت الدولة والمجتمع في العراق بنخب من قادة الجيش ورجال الادارة والتربية والتعليم . وقد ارتبط تاريخ طويبه بالرجل الذي قاتل الارهاب منذ البدايات في محافظة نينوى وهو العميد عبد طويبه .وممن انجبتهم القرية الاستاذ الدكتور غزال خلف المدرس في المعهد الفني في  الموصل و الاستاذ المهندس المعماري يونس عمر علي ، والاستاذ المهندس عبدالفتاح محمد عبدالله والعميد المتقاعد احمد محمد عجاج ، والعميد عبد حمد حسن ، والعميد احمد صالح ، والشاعر ابراهيم عيسى خلف .وفي القرية رموز بارزين منهم الحاج سالم حسن صالح  والشاعر ابراهيم عيسى خلف ، والحاج محمد عبدالله ابراهيم ، والحاج سالم صالح احمد ، والحاج عماش خلف هرموش.
تحياتي لاهلي في قرية إطويبة وتمنياتي لهم بالتوفيق والتقدم الدائم .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...