كلمة التاريخ في طبيعة التحالفات السياسية الجديدة
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
مسألة مهمة لابد ان اتحدث عنها وهي ان الاحزاب التاريخية التقليدية غابت عن المشهد الانتخابي العراقي الجديد 2018 وقد يتساءل البعض لماذا غاب حزب الدعوة ولماذا غاب الحزب الاسلامي ولماذا غاب الحزب الشيوعي ولماذا غاب الحزب الوطني الديموقراطي ولماذا غاب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني مع ان هذه الاحزاب وبعد الاحتلال كانت تعمل وكان لقسم منها اعضاء في مجلس الحكم وفي الجمعية الوطنية وفي الحكومات المتتابعة ابتداء من الانتقالية والمنتخبة والدائمة .احزاب عريقة قسم منها تأسس سنة 1934 مثل الحزب الشيوعي العراقي وقسم منها تأسس سنة 1946 مثل الحزب الوطني الديموقراطي وقسم منها تأسس سنة 1957 مثل حزب الدعوة الاسلامية وقسم منها تأسس سنة 1960 مثل الحزب الاسلامي ...ببساطة اثبتت هذه الاحزاب فشلها في ان يكون لها صوتا مسموعا وقاعدة جماهيرية عريضة ووبرامج سياسية واقتصادية واجتماعية تستطيع من خلالها كسب اصوات الجماهير وتجريكها .
لهذا نجد ان هذه الاحزاب راحت تكيف نفسها وتظهر بشكل كتل وتحالفات وائتلافات اقرب الى الكتل الشخصية منها الى الحزبية فللحزب مناهج وانظمة داخلية وعقائد وبرامج وخطط وتكتيكات وستراتيجيات وزعماء ورموز وللاسف فإن هذا الالتفاف على قانون الاحزاب والظهور بمظهر التجمعات الشخصية حول فلان وفلان افقدها اهم صفة ينبغي ان تتوفر في الاحزاب وهي الانضباط والالتزام بالقيود الحزبية الصارمة حتى اننا صرنا نشهد تنقل اعضاء من هذه الاحزاب الى كتل وائتلاف حسبما تقتضيه حال الانتخابات ويقينا ان الشعب يراقب ذلك بصمت وهو يدرك خطورة هذه التحولات والتنقلات المصلحية التي لاتمت الى العمل الحزبي الصحيح بصلة .
كان بودي ان يظهر الحزب الشيوعي ويعلن عن برنامجه وقائمته وممثليه وكان بودي ان يظهر حزب الدعوة والحزب الاسلامي ليفعل الامر نفسه من هنا ادعو قيادات هذه الاحزاب لمراجعة وضعها ومعرفة اسباب التخفي وراء ائتلافات شخصية تنعدم فيها الضوابط الحزبية .
الناس اي العراقيون بدأوا يرون اشخاصا ولايرون احزابا مع ان الحياة الحزبية العراقية لها جذور تعود الى اكثر من 100 سنة .كان العراق بعد قيام دولته الحديثة قد عرف الحزب الوطني وحزب النهضة مثلا وكانت لتلك الاحزاب والاحزاب التي تلتها في الثلاثينات وما بعد الثلاثينات برامج ومناهج وخطط وصحف واستراتيجيات ورموز فإي نحن اليوم وبعد 100 سنة من هذه ( الرصانة الحزبية ) ومن تلك ( الصرامة الحزبية ) .
يا اعضاء ويا زعماء ورؤساء الاحزاب العراقية العريقة ادرسوا الوضع الحزبي الذي وصلنا اليه ..اعقدوا مؤتمرا ...كلفوا الباحثين ان يقدموا لكم الدراسات عن ما آل اليه وضع احزابكم ولماذا تخفيتم وراء مسميات ووراء شخوص وابتعدتم عن تاريخكم وبرامجكم المعروفة .هل اصبحتم تخشون البوح امام الجماهير بأسماء وعناوين احزابكم ؟ ام انكم وجدتم ان التقل بين الولاءات والشخوص افضل وانا كمؤرخ اقول ان ما فعلتموه وتفعلونه ليس من صالح الحياة الحزبية العراقية المعاصرة لابل ليس من صالحكم انتم بالذات .
اليوم وحتى اقرب الموضوع للقراء اقول اننا نشهد اسماءَ وعناوين بعيدة عن مسميات الاحزاب التاريخية المعروفة في الخارطة السياسية العراقية على الاقل منذ سنة 1934 ومن الاسماء الجديدة ائتلاف كتلة القانون وائتلاف النصر وقائمة السلام الكردستانية وتحالف سائرون ووراء كل هذا اختفت اسماء حزب الدعوة الاسلامية مثلا والحزب الشيوعي والحزب الديموقراطي الكردستاني ومن الغريب انني لااجد الحزب الاسلامي العراقي والذي تأسس سنة 1960 وكان له حضور بعد 2003 ضمن اي تحالف او ائتلاف .
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
مسألة مهمة لابد ان اتحدث عنها وهي ان الاحزاب التاريخية التقليدية غابت عن المشهد الانتخابي العراقي الجديد 2018 وقد يتساءل البعض لماذا غاب حزب الدعوة ولماذا غاب الحزب الاسلامي ولماذا غاب الحزب الشيوعي ولماذا غاب الحزب الوطني الديموقراطي ولماذا غاب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني مع ان هذه الاحزاب وبعد الاحتلال كانت تعمل وكان لقسم منها اعضاء في مجلس الحكم وفي الجمعية الوطنية وفي الحكومات المتتابعة ابتداء من الانتقالية والمنتخبة والدائمة .احزاب عريقة قسم منها تأسس سنة 1934 مثل الحزب الشيوعي العراقي وقسم منها تأسس سنة 1946 مثل الحزب الوطني الديموقراطي وقسم منها تأسس سنة 1957 مثل حزب الدعوة الاسلامية وقسم منها تأسس سنة 1960 مثل الحزب الاسلامي ...ببساطة اثبتت هذه الاحزاب فشلها في ان يكون لها صوتا مسموعا وقاعدة جماهيرية عريضة ووبرامج سياسية واقتصادية واجتماعية تستطيع من خلالها كسب اصوات الجماهير وتجريكها .
لهذا نجد ان هذه الاحزاب راحت تكيف نفسها وتظهر بشكل كتل وتحالفات وائتلافات اقرب الى الكتل الشخصية منها الى الحزبية فللحزب مناهج وانظمة داخلية وعقائد وبرامج وخطط وتكتيكات وستراتيجيات وزعماء ورموز وللاسف فإن هذا الالتفاف على قانون الاحزاب والظهور بمظهر التجمعات الشخصية حول فلان وفلان افقدها اهم صفة ينبغي ان تتوفر في الاحزاب وهي الانضباط والالتزام بالقيود الحزبية الصارمة حتى اننا صرنا نشهد تنقل اعضاء من هذه الاحزاب الى كتل وائتلاف حسبما تقتضيه حال الانتخابات ويقينا ان الشعب يراقب ذلك بصمت وهو يدرك خطورة هذه التحولات والتنقلات المصلحية التي لاتمت الى العمل الحزبي الصحيح بصلة .
كان بودي ان يظهر الحزب الشيوعي ويعلن عن برنامجه وقائمته وممثليه وكان بودي ان يظهر حزب الدعوة والحزب الاسلامي ليفعل الامر نفسه من هنا ادعو قيادات هذه الاحزاب لمراجعة وضعها ومعرفة اسباب التخفي وراء ائتلافات شخصية تنعدم فيها الضوابط الحزبية .
الناس اي العراقيون بدأوا يرون اشخاصا ولايرون احزابا مع ان الحياة الحزبية العراقية لها جذور تعود الى اكثر من 100 سنة .كان العراق بعد قيام دولته الحديثة قد عرف الحزب الوطني وحزب النهضة مثلا وكانت لتلك الاحزاب والاحزاب التي تلتها في الثلاثينات وما بعد الثلاثينات برامج ومناهج وخطط وصحف واستراتيجيات ورموز فإي نحن اليوم وبعد 100 سنة من هذه ( الرصانة الحزبية ) ومن تلك ( الصرامة الحزبية ) .
يا اعضاء ويا زعماء ورؤساء الاحزاب العراقية العريقة ادرسوا الوضع الحزبي الذي وصلنا اليه ..اعقدوا مؤتمرا ...كلفوا الباحثين ان يقدموا لكم الدراسات عن ما آل اليه وضع احزابكم ولماذا تخفيتم وراء مسميات ووراء شخوص وابتعدتم عن تاريخكم وبرامجكم المعروفة .هل اصبحتم تخشون البوح امام الجماهير بأسماء وعناوين احزابكم ؟ ام انكم وجدتم ان التقل بين الولاءات والشخوص افضل وانا كمؤرخ اقول ان ما فعلتموه وتفعلونه ليس من صالح الحياة الحزبية العراقية المعاصرة لابل ليس من صالحكم انتم بالذات .
اليوم وحتى اقرب الموضوع للقراء اقول اننا نشهد اسماءَ وعناوين بعيدة عن مسميات الاحزاب التاريخية المعروفة في الخارطة السياسية العراقية على الاقل منذ سنة 1934 ومن الاسماء الجديدة ائتلاف كتلة القانون وائتلاف النصر وقائمة السلام الكردستانية وتحالف سائرون ووراء كل هذا اختفت اسماء حزب الدعوة الاسلامية مثلا والحزب الشيوعي والحزب الديموقراطي الكردستاني ومن الغريب انني لااجد الحزب الاسلامي العراقي والذي تأسس سنة 1960 وكان له حضور بعد 2003 ضمن اي تحالف او ائتلاف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق