الخميس، 31 مايو 2018

عبد الوهاب أرملة....المخرج المسرحي الكبير

 عبد الوهاب أرملة....المخرج المسرحي الكبير 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف 
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل 
تحياتي واعتزازي بالفنان ، والمخرج المسرحي الموصلي الاستاذ عبد الوهاب أرملة .من ينسى جهود هذا المخرج الكبير .اتذكر انه أخرج مسرحيات عديدة وخاصة في السبعينات من القرن الماضي أشارت إلى بعضها في الأوراق المسرحية التي كتبتها في النت . من منا ينسى مسرحية ( لاصورة ولا سيرة ) المأخوذة من مسرحية موليير ( الثري البخيل ) سنة 1973 ومثل فيها الاستاذ موفق الطائي والاستاذ طارق فاضل .ومن المسرحيات التي أخرجها مسرحية (المشرحة ) وهي من تأليف الاستاذ علي حسن البياتي ومثل فيها ايضا الاستاذ موفق الطائي وقام بدور الحارس .
كما أخرج الاستاذ عبد الوهاب ارملة مسرحية ( ثم غاب القمر ) تأليف جون شتاينبك .
والأستاذ عبد الوهاب ارملة هو أحد مؤسسي ( فرقة مسرح الرواد ) التي تأسست في 9-9-1969 وكان أحد أعضاء هيئتها المؤسسة وهم : كما يشير الى ذلك الاستاذ موفق الطائي في كتابه (سيرة مسرح ) : الأساتذة عبد الجبار احمد،وعلي إحسان الجراح،وعصام عبد الرحمن، وحكمت الكلو،وعبد الوهاب أرملة،ورافع دحام،ومحمد نوري طبو،وطارق برهان،ويوسف مرجان،و عباس علي شريف،وطارق فاضل .
ومن الطريف ان نذكر ان الاستاذ عبد الوهاب أرملة مثل في بعض المسرحيات التي عرضت في الموصل في الستينات والسبعينات ومن هذه المسرحيات (مسرحية ثمن الحرية ) تأليف عمانوئيل رابلسن واخرجها الأستاذ عبد الجبار احمد وعرضت في 3-10-1969 على قاعة النشاط المدرسي .كما مثل في مسرحية ( مسألة شرف ) تأليف الأستاذ عبد الجبار ولي اخراج الاستاذ عصام عبد الرحمن وعرضت على قاعة النشاط المدرسي بين 10-5-1969 ولغاية 19-5-1969 .
طلبت ُ من الاستاذ موفق الطائي ، وقد عمل مع الأستاذ عبد الوهاب أرملة فكتب يقول مشكورا :" كان لتأسيس فرقة مسرح الرواد بالموصل في 9 أيلول 1969،من قبل ثلة من خريجي معهد الفنون وأكاديمية الفنون الجميلة ، وهم الأساتذة عبد الجبار احمد،وعلي إحسان الجراح،وعصام عبد الرحمن، وحكمت الكلو،وعبد الوهاب أرملة،ورافع دحام،ومحمد نوري طبو،وطارق برهان،ويوسف مرجان،و عباس علي شريف،وطارق فاضل ).الأثر الكبير في تنشيط العمل المسرحي باتجاه جدية الطرح عبر معالجات درامية ،احتضنتها المسرحيات التي قدمتها الفرقة ،ومن الأسماء اللامعة التي أثبتت حضورا مميزا في المشهد المسرحي الموصلي الفنان الاستاذ عبدالوهاب ارملة. 
بعد مسرحية (ثمن الحرية) تأليف :عمانوئيل رابلسن اخراج: عبد الجبار احمد.النتاج الأول للفرقة توالت الأعمال المسرحية ،وكان للفنان عبدالوهاب أرملة مساحة مميزة في إخراجه للعديد من المسرحيات التي قدمتها الفرقة في مواسمها الفنية ،نذكر مسرحية (ثم غاب القمر) تأليف: جون شتاينبك ، اشترك في التمثيل : علي إحسان الجراح ،سمر محمد ، يوسف مرجان ،عرضت المسرحية على مسرح صيفي ،قام أعضاء الفرقة بي ساحة مدرسة الفتوة النموذجية عام 1970،بعدها اخرج مســـــــــرحيـــــــــــة( المشــــــرحـــــة) تأليف :علي حسن البياتي .قدمت على خشبة مسرح قاعة الربيع بالموصل عام 1971، اشترك في التمثيل: طارق برهان طارق فاضل،سمر محمد،حكمت الكلو،علي إحسان الجراح ،موفق الطائي ،عامر محمد،جلال جميل..وفي عام واعد واخرج 1973 مســـــرحيـــــــة (لا صــورة ولا سيرة) تأليف: الكاتب الفرنسي موليير.وعرضت على خشبة قاعة الربيع.ومثلها : سعد الله صبري-أستاذ الموسيقى/محمد نوري طبو-أستاذ الرقص/عصام عبد الرحمن-جواد/ عامر محمد شيت وجلال جميل-الخدم/صباح الأطرش-أستاذ السلاح/ إياد جرجيس-أستاذ الفلسفة/يوسف مرجان-الخياط/ نزار الصائغ- خادم الخياط/موفق الطائي-ليلو/ سهير عبد الرزاق- زوجة جواد/ علي إحسان الجراح- شريف بك/ سعاد وهبي- قمر الدين/ طارق فاضل- احمد/ خليل المصور- سليم/ انتصار علي 
لم يقتصر دور الفنان عبد الوهاب أرملة على الأخراج المسرحي ، بل كانت له مساهمات مميزة على صعيد التمثيل في أغلب نتاجات الفرقة المسرحية والتلفزيونية ،الى جانب مساهمات في تنفيذ التقنيات المسرحية ..
الى جانب عمله الفني في الفرقة ،كان له خط مواز من الجهد الفني ،وهو عمله الوظيفي كمشرف فني في النشاط المدرسي لتربية نينوى،حيث أسهم وبشكل كبير في بلورة الوعي بأهمية المسرح المدرسي ،وقد كانت له مساهمات عديدة من خلال إخراجه للعديد من المسرحيات لتلاميذ وطلبة مدارس الموصل..
عاصرت الفنان عبد الوهاب أرملة منذ مطلع سبعينيات القرن المنصرم عند انتمائي لفرقة مسرح الرواد، وجدته فنانا ملتزما يعشق فنه، جادا أثناء البروفات المسرحية، خفيف الظل ..صاحب نكتة، له حضورا طاغيا في المسرح ..محب للآخرين ..حفر إسمه بكل جد واجتهاد في صفحات المشهد الفني ..
في منتصف السبعينيات انتقل الى بغداد ، ليخوض تجربة جديدة اخرى اضافت لشغله الفني مساحة واسعة من الإبداع ،وهو عمله كمخرج في اذاعة بغداد والتي قدم من خلالها العديد من البرامج والتمثيليات الإذاعية.. وقد سمعت أنه الآن يعيش في باريس وكان قبلها في عمان بالأردن .
يبقى الفنان عبد الوهاب ارمله اسما لامعا مع زملائه الآخرين الذين كان لهم الفضل الكبير في بلورة ملامح صورة المسرح الموصلي .
أجل فالأستاذ عبد الوهاب ارملة من المخرجين الذين استطاعوا ان يتركوا بصمة في جدار المسرح العراقي في الموصل وقد احتضن الشباب وأخذ بأيديهم وخلق في السبعينات من القرن الماضي حركة مسرحية نشيطة في الموصل .

العنتريات في مقاهي الموصل خلال شهر رمضان المبارك 


العنتريات في مقاهي الموصل خلال شهر رمضان المبارك 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل 
وقد ادركت في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي العنتريات تقدم في بعض مقاهي الموصل في شهر رمضان المبارك .كان الرجال يأتون الى المقهى بعد صلاة التراويح ، وغالبا ما يصطحبون اولادهم معهم ليعلمونهم اداب وسلوك الجلوس والاصغاء في المقهى .
ومن المقاهي التي كان يقدم فيها القصخون العنتريات مقهى السيد سعيد في رأس الكور والتي تملكها فيما بعد السيد حامد حياوي. وكات القصخون يجلس على أريكة عالية ويتحلق حوله الذين يريدون ان يسمعوه بعد ان ينقسموا الى فريقين متنافسين احدهما يحب بطولات عنترة والبعض الاخر يريد ان يعرف ماذا كان يفعل خصومه .
وكلمة القصخون تتألف من قطعين وهي كلمة فارسية فالقصة هي الحكاية وخون تعني الراوي اي راوي الحكاية ويبدأ القصخون برواية جزء من قصة البطل والشاعر العربي الجاهلي عنترة بن شداد وهو من شعراء المعلقات ومطلع معلقته :
هل غادر الشعراء من متردم ***** أم عرفتَ الدار بعد توهم 
بمعنى ان الشعراء لم يتركوا صغيرة ولاكبيرة إلا وتحدثوا عنها وقالوا فيها شعرا 
ويتحدث القصخون كيف ان قوما قاموا بغزو اهل عنترة وهو عبد اسود فقال له والده الذي كان قد تبناه : " يا عنترة كر وانت حر " . وهكذا اظهر عنترة بطولة في مقاومة الغزاة وسرعان ما اصبح سيد قبيلته عبس وكان مرافقه شيبوب والقصة معروفة وتنتهي احداثها كما يرويها القصخون في نهاية شهر رمضان .
والقصخون كما ادركته كان لايتقيد بحرفية قصة عنترة بل غالبا ما يطعمها بقصص اخرى منها مثلا قصة ابو زيد الهلالي والسندباد البحري وتودد الجارية وقصة المياسة والمقداد وقصة خواتيم سليمان وافاعيل المردة .
أريد ايضا ان اقول ان القصخون كان يلبس في رأسه عمامة او اي لباس للرأس فالرجل حاسر الرأس لم يكن مقبولا انذاك ، وكان يلبس الزبون ويلتحف بعباءة سوداء وبيده كتاب الحكايات ، وكان يراعي ارتفاع الصوت وانخفاضه وعلامات الاستفهام والتعجب وكان - بحق - فنانا وممثلا يستطيع ان يجذب اليه المستمعين وكان خبيرا بالشعر يطعم الحكايات بأبيات من الشعر ونصوص من الامثال وهو يتحدث عن بطولات عنترة وبطولات ابو زيد الهلالي ومن حسن الحظ اننا نعرف مسلسلات تمثيلية سورية اوردت مشاهد عن القصخون وخاصة في حلب حيث ان هناك كثيرا من التشابه بين الموصل وحلب في العادات والتقاليد وكانت العنتريات مصدر متعة لمن يسمعها وكان المستمعون للعنتريات يتفاعلون وينفعلون مع ما يرويه القصخون .
كانت اجواء المقاهي مريحة ، ولاتكاد تسمع الا قرقرة النراكيل وترى منظر السماورات واقداح الشاي مصفوفة بتناسق وانتظام في صدر المقهي ورائحة الشاي الذي كان يصنع على الفحم فتشم رائحته الزكية كما ان كبار السن كثيرا ما كانوا يستنشقون البرنوطي وهكذا الاجواء كانت جميلة .
من النكات التي تروي ان القصخون وهو يحاول ان ينهي العنتريات في نهاية شهر رمضان سأل الجالسين فيما اذا كان لديهم سؤالا فقام رجل امي وسأل القصخون هل ان عنترة رجل ام امرأة فضحك الجالسون وتلك تعبر عن حجم الجهل السائد في تلك الايام .
للاسف الشديد بدأت فعالية العنتريات تنحسر مع دخول الغرامافون ثم الراديو والتلفزيون والان الانترنت فلم يعد احدا يهتم للعنتريات التي كانت ايام الاحتلال البريطاني تطعم ببعض العبارات التي تدل على المقاومة والتذمر من المحتلين الانكليز وغالبا ما كان الوطنيون المشتغلون بالحركة الوطنية يطلبون من القصخون ان يُدخل عبارات واحداث تعبر عن مواقفهم السلبية من المحتلين الانكليز وظلمهم واستبدادهم .
تلك هي قصة العنتريات التي كانت تجد لها مكانا في حياة الموصليين وخاصة في شهر رمضان المبارك .رمضانكم كريم ومبارك وصيامكم مقبول ان شاء الله . 
الحلقة متاحة على اليوتيوب والرابط :http://www.watanhor.com

زيارة الدكتور احمد فكاك البدراني للدكتور ابراهيم العلاف في داره


تشرفتُ وزوجتي الدكتورة أم احمد مساء اليوم الاربعاء 30-5-2018 بزيارة الاخ العزيز الدكتور أحمد فكاك البدراني عميد كلية العلوم السياسية -جامعة الموصل والسيدة حرمه أم محمد وكان يرافقهما الاخ الدكتور صهيب خالد معاون عميد كلية العلوم السياسية .....شكرا على الزيارة الكريمة وقد سعدنا حقا بالزيارة واهلا وسهلا بهم ........................................ابراهيم العلاف

الثلاثاء، 29 مايو 2018

درس الموصل :التشبث بالارض




يأبى ابناء محلة الجامع النوري الكبير وشارع الفاروق في الجانب الايمن من الموصل ان يتركوا منطقتهم بالرغم من الركام والدمار 
التشبث بالارض عنوان من عناوين اهلنا في الموصل 
ولقطات معبرة عند ركام الحدباء والجامع وشارع الفاروق 
زكل فقرة لها مكانة في قلوبنا وقلوبهم 
انه درس الموصل :التشبث بالارض وليعلم من يريد ان يعلم او ليعلم من خفيت عنه الحقيقة .....................التشبث بارض حتى وان كانت خرابا وركاما ............ابراهيم العلاف
*وشكرا لصديقي الاستاذ جمال البدراني وقناة الشرقية على الصور

حمو ورمضان والدراجة الهوائية


وعاد حبيبي ولدي حمو مع رمضان يتشبث واصدقاءه في المحلة بالدراجات الهوائية وتراهم يلعبون حتى الساعة 12 ليلا 
حفظ الله حمو وحفظ الله اولادكم وبناتكم ...................ابراهيم العلاف

الاستاذ عبد النافع الدباغ

الاستاذ عبد النافع الدباغ من المربين الموصليين الرواد .. عرفناه مدرسا متمكنا ، ومشرفا تربويا علميا حازما ، وانسانا كريما ، ورجلا طيبا متواضعا ..اخلاقه رفيعه بسيط ، وانيق في ملبسه وكلامه وسلوكه .كان متحدثا لبقا .. وكاتب له اسلوبه الجميل قرأت له العديد من المقالات في صحف ومجلات منها مجلة ( النبراس ) التي كانت تصدرها المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى ... احببناه لميزاته التربوية والاخلاقية .وهو من مواليد سنة 1924 تخرج في دار المعلمين العالية ببغداد قسم اللغة العربية .عمل مدرسا في مدارس عديدة منها ثانوية اربيل والمتوسطة الغربية فيي الموصل كما عمل في الاعدادية المركزية والاعدادية الشرقية قبل ان يعين مفتشا اي مشرفا اختصاصيا للغة العربية ...  توفي يوم 28 مايس -ايار سنة 2012  ..تحياتي لابنته الدكتورة نوار ورحمة الله على استاذنا العزيز وجزاه خيرا على ماقدم.......................ابراهيم العلاف

وفاة الدكتورعدنان رشيد الجبوري 1945-2018


وفاة الدكتورعدنان رشيد الجبوري 1945-2018 
علمتُ قبل قليل بخبر وفاة الصديق الدكتور عدنان رشيد شكر الجبوري الاذاعي السابق و مدير عام وكالة الانباء العراقية (واع ) الاسبق مدير عام الدار الوطنية والاستاذ في كلية المعارف الجامعة . ولد سنة 1945 في محافظة الانبار وهو حاصل على شهادة البكالوريوس اداب اللغة العربية من الجامعة المستنصرية سنة 1968 ويقول المرحوم الاستاذ حميد المطبعي في موسوعة (أعلام وعلماء العراق في القرن العشرين ) ان الاستاذ عدنان الجبوري حصل على شهادة الماجستير في التراث العلمي العربي من معهد التاريخ للدراسات العليا سنة 1995 وحصل على الدكتوراه من المعهد نفسه .
وقد شغل في حياته وظائف عديدة منها انه كان رئيسا للقسم السياسي في اذاعة بغداد ومدير عام دائرة الاذاعات سنة 1985 وكانت له مقالات عديدة منها تلك التي نشرها في جريدتي (فتى العراق ) و(الحدباء ) الموصليتان . ومن كتبه كتاب بعنوان ( الوثيقة التاريخية في النزاع العراقي -الايراني ) وهو بالاصل رسالته للماجستير 1995 ومن مؤلفاته كتابه عن الشاعر نعمان ماهر الكنعاني 2001 الموسوم ( يقظة الوجدان ) .. وله معجم بعنوان (معجم كتاب و أدباء و مؤلفي أم المعارك ) بثلاثة أجزاء وهو عضو في اتحاد المؤرخين العرب وجمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين .حضر ندوات ومؤتمرات عديدة .
بإسمي وبإسم إتحاد كتاب الانترنت العراقيين أُعزي اهله ومحبيه بوفاته وانا لله وانا اليه راجعون .كان اداريا ناجحا وانسانا نبيلا رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدم ....ابراهيم العلاف

في انتظار آذان المغرب والفطور


في انتظار آذان المغرب والفطور 
القرآن الكريم 
والموقع التالي :http://ar.assabile.com/quran
رمضانكم كريم وصيامكم مقبول ان شاء الله 
.................ابراهيم العلاف

المشخاب حبيبتنا






المشخاب حبيبتنا 
واليوم الاثنين 28-5-2018 نتحدث عن مدينة #المشخاب هذه المدينة العزيزة على قلوب العراقيين جميعا لدورها ومواقفها البطولية المسطرة في تاريخنا الكفاحي المجيد . والمشخاب كما يحلو لنا ان نسميها لؤلؤة الفرات الاوسط تتبع محافظة النجف الاشرف وتبعد عن مركز مدينة النجف الاشرف 30 كلم جنوبا و230 كم جنوب غرب العاصمة بغداد.ويمر فيها نهر المشخاب وهو فرع من نهر الفرات يبلغ طوله 25 كم.
وكانت المشخاب في السابق ناحية تتبع قضاء ابو صخير والذي سمي بقضاء المناذرة فيما بعد واستمر ذلك حتى كانون الثاني 2014 ، عندما صدر قرار بتحويل ناحية المشخاب إلى قضاء.وسميت بالمشخاب لصوت الشخيب في الصخور والشخيب صوت خرير المياه بين شقوق الصخر .
وقد كتب عنها البلدانيون القدامى والمحدثون وممن كتب عنها الاستاذ جمال بابان في كتابه ( اصول اسماء المدن والمواقع العراقية ) وقال انها كانت وقضاء ابي صخير تتبعان محافظة القادسية (لواء الديوانية سابقا ) وقيل ان مركزها اواخر العهد العثماني صار في السوارية الواقعة على نهر السوارية والسوارية نسبة الى رجل من ال فتلة اسمه ابن سوار وقد ابدل اسم السوارية سنة 1926 بإسم الفيصلية نسبة الى الملك فيصل الاول مؤسس الدولة العراقية الحديثة وقد تحدث عنها الحاج وداي العطية في كتابه (تاريخ الديوانية ) .
وتشتهر المشخاب بنخيلها ذو التمر اللذيذ الذي يستخرج منه الدبس ذو النوعية الجيدة وتشتهر كذلك بزراعة نوع من الرز يسمى رز العنبر وهو نوع راق ولذيذ وذو نكهة رائعة وطيبة . فضلا عن اهتمام مزارعيها بزراعة الحنطة والشعير كما ان أهلها معروفون بالكرم وحسن الضيافة وكان لدي صديق وزميل في كلية التربية -جامعة بغداد عندما كنا طلابا بين سنتي 1964-1968 اسمه الاستاذ كريم عطية وهو مرب ومدرس تاريخ علمت قبل سنوات انه توفي في حادث سيارة .وفي وسط مدينة المشخاب ينتصي تمثال الحاج عبد الواحد الحاج سكر شيخ عشائر ال فتلة وهو من ابرز قادة الثورة العراقية الكبرى سنة 1920 .
تحياتي لأهلي في المشخاب ورمضان كريم عليهم وتمنياتي للمشخاب بالتقدم ولاهلها بالعز ...........................ابراهيم العلاف

موسوعة شعراء الموصل في العصر الحديث 1900-2017 للاستاذ ماجد حامد محمد الحسيني


في مكتبات الموصل الان .........موسوعة شعراء الموصل في العصر الحديث 1900-2017 للاستاذ ماجد حامد محمد الحسيني 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف 
سفير الثقافة العربية ورئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين 
كم كانت فرحتي مساء اليوم الاثنين 28-5-2018 عندما زارني الاخ والصديق المبدع الاستاذ ماجد حامد محمد الحسيني ليهديني اول نسخة من موسوعته الرائعة الجديدة ( موسوعة شعراء الموصل في العصر الحديث 1900-2017 ) والتي صدرت عن دار نون للطباعة والنشر والتوزيع في الموصل 2018 وقد كنت تشرفت بكتابة تقديم للموسوعة قلت فيها بالنص :" كم كنت سعيدا ، عندما كلفني أخي المبدع الكبير الاستاذ ماجد حامد محمد الحسيني ، أن أكتب تقديما لموسوعته القيمة الموسومة : ( موسوعة شعراء الموصل 1900-2017 ) .ومصدر سعادتي يعود الى عدة أمور . أولها معرفتي بالاخ الاستاذ ماجد حامد محمد الحسيني كاتبا ، وقاصا ، واديبا متميزا مبدعا . وثانيها أنني أعرف مقدار احتكاكه وخبرته بشعراء الموصل الذين ارخ لهم ووثق سيرهم ، وذكر نماذج من شعرهم . وثالثها أنني لااعرف احدا تصدى لهكذا عمل من المعاصرين ، واقصد وضع ( انطولوجيا لشعرالموصل وشعراءها في العصر الحديث) . ورابعها أنني أعرف قيمة الجهد الذي بذله ، والسنين التي قضاها وهو يتتبع شاعرا شاعرا لكي يتقصى اخباره ، ومعالم سيرته وما قدمه من منجز شعري .
وهكذا نحن الان أمام عمل أصيل ، ومبتكر، وفذ . وأنا ، اقدر هذا العمل ، وأضعه حيث يجب ان يوضع الى جانب الاعمال الاصيلة التي نعرفها عن الموصل ، وتاريخها ، وارثها الحضاري .
كان للاستاذ الفاضل ماجد حامد محمد الحسيني طريقة محددة في توثيق حياة وشعر شعراء الموصل طيلة قرن و17 عشر عاما ؛ وهي انه رتبهم حسب حروف الهجاء. يتحدث عن حياة الشاعر ونشاطه ، ثم يأتي بإنموذج من شعره . وهذه طريقة جيدة تساعد القارئ والباحث والمهتم والمتتبع ان يعود الى ما قدمه الشاعر من منجز شعري .
اعود فأقول ان لحركة التأليف في العراق وخاصة في التوثيق للشعراء وطبقاتهم جذور قديمة ؛ ففضلا عن معاجم الالفاظ ، ومعاجم المعاني، ثمة مجموعات في الشعر العربي القديم ، وموسوعات في الثقافة الادبية العامة ، وكتب لتراجم الادباء ، وتراجم المؤرخين ، وتراجم الشعراء ، وتراجم اللغويين والنحاة ، والاطباء ، والادباء .
ففيما يتعلق بأشهر المصنفات في تراجم الشعراء ، فإن لدينا كتب عديدة ابرزها كتب ( طبقات الشعراء ) لإبن سلام و(الشعر والشعراء ) لإبن قتيبة و(الاغاني ) للاصبهاني و(معجم الشعراء ) للمرزباني و( يتيمة الشعراء ) للامدي و( يتيمة الدهر ) للثعالبي و( الذخيرة ) لإبن بسام .
وفي العصر الحديث انتقل هذا الأرث الموسوعي الضخم الى عدد من الكتاب والادباء منهم في العراق ومنهم في مصر والشام ومناطق اخرى من وطننا العربي الكبير .
وفيما يخص العراق لدي الكثير من معاجم الشعراء اذكر منهم فقط كتاب الاستاذ غازي عبد الحميد الكنين الموسوم (شعراء العراق المعاصرون ) وصدر بثلاث اجزاء عن مطبعة الشباب ببغداد سنة 1958 . وكتاب (معجم الشعراء العراقيين ) للاستاذ جعفر صادق حمودي التميمي وصدر عن شركة المعرفة للنشر والتوزيع ببغداد سنة 1991 .وكلا العملين ضما شعراء موصليين منهم الشعراء فاضل الصيدلي ، ومحمد حبيب العبيدي ، وحازم سعيد أحمد ، وعبد الحق فاضل ، ومحمود الملاح ، واكرم فاضل ، وبشير حسن القطان ، وشاكر اللهيبي ، وشاذل جاسم طاقة، وعدنان الراوي ، ومحمود فتحي المحروق ، وهاشم الطعان .
اذا لااعرف معجما موسوعيا حديثا ضم كل هذا العدد الكبير من شعراء الموصل مثل المعجم الذي بأيدينا الان ، وهو ما أنجزه صديقنا الاستاذ ماجد حامد محمد الحسيني ؛ فلقد ضم هذا المعجم ( 302 ) شاعرا معاصرا ، وهذا يعكس جهدا كبيرا بذله المؤلف ، فبارك الله به وجعل ما قدمه في ميزان حسناته .
كثير من الشعراء الذين أورد الأخ المؤلف اسمائهم ، ووقف عند حياتهم ، واورد نماذج من قصائدهم اعرفهم شخصيا . وقسم منهم زملائي واصدقائي ، ورفاق دربي منذ اكثر من نصف قرن . كما ان بعضهم اعرفهم واتابع ما ينجزونه وقسم منهم لايزال يغذ السير ، ويتواصل مع الشعر ، ولايزال يبدع ويقدم .
ولا أقول ان كل الشعراء الذين وردت اسماؤهم في الموسوعة هم شعراء من الطراز الاول . ولكن ثمة تباين في مستويات شعرهم وهذه مسألة طبيعية حتى عند الشاعر الواحد ؛ فلديه قصيدة فريدة ، ولديه قصيدة ضعيفة وهو نفسه يقر بذلك وحتى الجواهري العظيم اقر بذلك ، وهذا ينجم عن مقدار ما يحمله الشاعر من قدرة على النظم وفقا للمناسبة التي يقول فيها الشعر .. وهنا يأتي دور الناقد ليدلنا على أي الشعراء أكثر أصالة ، واقومهم ذوقا ، واعرفهم بتراث العرب الشعري .
(موسوعة شعراء الموصل في العصر الحديث 1900-2017 ) ، والتي بين ايدينا سوف تكون مصدرا لمن يريد أن يعرف تاريخ الموصل الشعري الحديث ؛ فهي تساعده على الوقوف عند سمات ومراحل التطور الشعري العربي في الموصل ، والعمل يفيد ايضا علماء اللغة الذين يبحثون عن خصائص اللغة العربية ، وتطورها في العصر الحديث من خلال إستعانتهم بمفردات هذا الشعر وشواهده .
والموسوعة هذه تفيد المؤرخين الذين سيكتشفون الكثير من الدلالات على حياة الناس الاجتماعية ، والدينية ، والفكرية في الفترة التي تناولتها الموسوعة .
أبارك لأخي الفاضل الاستاذ ماجد ، جهده الكبير هذا ، واشد على يديه ، وأتمنى لك دوام التألق خدمة لحركة الثقافة العراقية الحديثة في الموصل الحبيبة .كما اتمنى من كل اهلي في الموصل اقتناء الموسوعة لاهميتها .

زيارة الاخ الاستاذ ماجد حامد محمد الحسيني وولده الدكتور عقيل


سُعدت مساء اليوم الاثنين 28 -5-2018 بزيارة الاخ الاستاذ ماجد حامد محمد الحسيني وولده الدكتور عقيل وقد اهداني نسخة من موسوعته الجديدة (موسوعة شعراء الموصل في العصر الحديث 1900-2017 ) وهو عمل كبير وانا اشكره على زيارته وابارك له اصداره الموسوعة التي كان لي شرف تقديمها الى القراء وهي متوفرة في مكتبات الموصل حاليا ......................ابراهيم العلاف

موائد رمضان العامة في الموصل


كان موضوع حلقة برنامجي التلفزيوني (رمضانيات موصلية ) من على قناة (الموصلية ) الفضائية أمس االاثنين 28-5-2018 عن (موائد رمضان العامة في الموصل ) والحمد لله الموائد العامة قائمة واخرها تلك التي اقيمت عند اطلال منارة الحدباء في الجاممع النوري الكبير قبل يومين كما ترون في الصورة اقامها الخيرون من المتطوعين حسبة لله تجاه اهليهم في أيمن الموصل 
موائد رمضان العامة في الموصل 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل 
ومما ادركته ان الجمعيات والاصناف الحرفية كانت تقيم موائد للفقراء وللايتام كما كانت تتبرع ب"صواني "البقلاوة والزلابية الى دور الايتام ودور المسنين .
ويجب ان اذكر جهود المرحوم الصحفي الكبير احمد سامي الجلبي رئيس جمعية الشبان المسلمين واراه وهو يوصي اصحاب الحلويات على كميات من الحلويات ليقدمها بنفسه خلال زيارة يقوم بها هدية لدور الايتام والمسنين. 
كما لابد لي ان اذكر ان ال الياور رؤساء شمر في بيوتهم ومنها مثلا بيتهم بيت الشيخ احمد العجيل الياور في محلة الطيران وبجوار مسجد الشيخ عجيل كانوا يقيمون على مدى ايام رمضان المبارك موائد للناس وللغرباء وللجنود ولكل من يطرق المدينة وكان هؤلاء كما كنت اراهم بنفسي وخاصة ايام الحصار الجائر على العراق يصدون بيت الشيخ عجيل الياور ليتناولوا طعام الافطار هناك . 
ومنذ سنوات الثمانيات من القرن الماضي وحتى يومنا هذه وكلما تظهر ازمة او حدث صعب نجد ان الاغنياء لايتوقفون عن توزيع المواد الغذائية على الفقراء والمتعففين وهناك في السنوات الاخيرة ظهرت فكرة توزيع سلات غذائة لالاف من السر الفقيرة سواء يتم هذا من قبل منظمات اغاثة او من اغنياء الموصل ولدينا الكثير من اسماء من يقوم بمثل هذه المبادرات الرائعة . 
ولابد لي ان اذكر ان رئيس الجمهورية الاسبق المشير الركن عبد السلام محمد عارف كان يقيم وعلى مدى ايام رمضان مآدب افطار جماعية فيوم للمحامين ويوم للاطباء ويوم للعمال ويوم لاساتذة الجامعات ويوم للاطفال الايتام ويوم لعلماء الدين وهكذا وكانت هذه المآدب بمثابة ندوات سياسية وثقافية واجتماعية .
ومما يتوفر لدينا من معلومات تاريخية ان السلاطين العثمانيين هم من ابتدع اقامة مآدب وولائم في شهر رمضان تحضرها طوائف مختلفة من الناس . ومن الطريف في هذه المآدب ان من يحضرها يقبض بعد افطاره مبلغا من المال ويسمى باللغة التركية ( ديش كراسي ) ومعناها (اجرة الاسنان ) ويعطى هذا المبلغ نظير التعب الذي يلقاه من يأكل في مضغ الطعام وازدراده ! .
لقد كتب ابراهيم المويلحي هذا في كتابه (ما هنالك ) ان هذه عادة قديمة من العادات التي كانت موجودة عن ال عثمان وهي ان يعطى لمن يفطر في بيت السلطان مبلغا من المال بعد الافطار .ويشمل بهذا المبلغ الصدر الاعظم نفسه اي رئيس الوزراء وشيخ الاسلام وكل من يسعده الحظ بالافطار في بيت السلطان من افراد الشعب وكانت النقود تعطى في صرة تناسب قدر المفطر فيعطى من الف ليرة الى ربع ليرة وفي اواخر شهر رمضان يدعى الضباط والعسكر الى القصر السلطاني لكي يفطروا فيعطى الضابط اجرة اسنانه قيمة مرتبه الشهري ويعطى الجنود كذلك وقد انحصرت هذه العادة في السنوات الاخيرة من العهد العثماني بالمقربين ومن يأتي بالتقارير الامنية الى الباب العالي حيث يستطيع السلطان ان يعرفهم بأشخاصهم . 
ايضا لابد ان نشير الى انه في رمضان وعندما يذهب الصائم الى الجامع فإنه يجد وقبيل آذان المغرب موائد يتبرع بها بعض الموسرين توضع في جنبات المسجد او الجامع وفي مقدمة ما يوضع على الموائد التمر أو الرطب مع اللبن الرائب والحلاوة ويفطرون في المسجد بعد دعاء الإفطار (اللهم لك صمت...) أو بما يحفظ وما يشرح الله له صدره على رشفات منها ، وبعد أداء صلاة الجماعة يرجعون إلى دورهم لتناول طعام الإفطار.
كما أدركنا في بعض مساجد الأحياء القديمة تقديم بعض الأطعمة المتنوعة من عدة دور للإفطار ويفطر كثير من أهل المحلة من الفقراء والموسرين الذين يقدمون هذه الموائد في فناء الجامع وذلك لإشاعة روح المحبة والألفة بين أهل المحلة. وهناك من يفطر في بيته مع عائلته بعد الأذان يدعو كل منهم بالأدعية المأثورة أو بالحفظ ويتناول ثلاث تمرات أو رشفات من الماء ثم يؤدون صلاة المغرب وبعدها يتناولون طعام الإفطار. ومنهم من يتناول طعام الإفطار ثم يؤدي صلاة المغرب .
تقبل الله صيامكم وصالح اقوالكم وافعالكم وكل رمضان وانتم بخير وبركة

الأحد، 27 مايو 2018

الشطرة حبيبتنا


الشطرة الحبيبة قضاء في محافظة ذي قار -الناصرية وهو من الاقضية المهمة في العراق وقد كان قضاءَ منذ سنة 1881 وقد كتب عن تاريخ الشطرة في العهد العثماني الزميل الدكتور شاكر حسين دمدوم التدريسي في قسم التاريخ بكلية الاداب -جامعة ذي قار وقدم للكتاب الموسوم ( تاريخ الشطرة خلال العهد العثماني 1881-1917 ) الصديق والاخ الاستاذ الدكتور هاشم صالح التكريتي والشطرة كما يقول الاستاذ المحامي جمال بابان في كتابه (اصول اسماء المدن والوقائع العراقية ) تبعد 45 كيلومترا شمال مدينة الناصرية وتقع على الضفة اليمنى من احد شطري الغراف وهذا هو سبب تسميتها اذ سميت بالشطرة لابتعادها عن نهر الغراف وثمة ذكريات تاريخية ترتبط بها من قبيل ان ناصر باشا السعدون باني مدينة الناصرية واول متصرف لها اعجبه موقع الشطرة الجميل لذلك اوعز لصديقه ومستشاره نعيم افندي سركيس تشييد دور واسواق ومقاهي ودكاكين وخان للتجارة ودورا له ولاصحابه وبدأ يشجع الناس للسكنى وبناء دور لهم في الشطرة ويقال ان اسمها كان الفالحية نسبة الى فالح باشا السعدون غير ان الناس سمتها بالشطرة فغلب عليها هذا الاسم وانشاءها الحديث كان سنة 1787 ميلادية وموقع الشطرة قديم وله تاريخ في صدر الاسلام حيث ورد اسمها في بعض المصادر (الولجة ) وقد اطلق عليها الشطرة على اساس ان مدينة الشطرة شيدت على احد شطري الغراف قبل بلوغ النهر موقع المدينة بحوالي (5) كيلومترات حيث يسمى احد الشطرين (البدعة ) الذي يصب في هور الحمار والاخر يسمى شط الشطرة .تحياتي لأهلي في الشطرة مدينة المكتبي نعيم الشطري والفنان داخل حسن وكثيرين من الادباء والمثقفين المبدعين ولاخي الاستاذ ابو احمد ال سلطان الرجل الوطني الشجاع .....................ابراهيم العلاف

مسرحية (معلمتي )

 مسرحية (معلمتي ) 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل 
من الامور التي ينبغي ذكرها ، وتوثيقها ان المسرح الموصلي ، ومنذ بواكيره الاولى في اواخر القرن التاسع عشر وحتى كتابة هذه السطور لم يتوقف .قد تأتي أيام وأشهر وسنوات يتلكأ فيها أو ينحسر لكن ديموته مستمرة . ولابد عندما نريد ان نبحث عن جديد نلقاه ومما توفر لي وانا اتابع نشاطات المسرح العراقي في الموصل أنه حتى خلال السنوات الثلاث المنصرمة ، كان هناك مسرح موصلي . وقد وضعت يدي على معلومات مهمة في هذا الصدد منها ان وحدة النشاط الرياضي والمدرسي في ممثلية وزارة التربية في أربيل قدمت مسرحية بعنوان : ( مُعلمتي ) تأليف وإخراج الكاتب المسرحي والمخرج المسرحي الدؤوب الصديق العزيز الاستاذ عبدالله جدعان ، وذلك على قاعة مسرح النشاط المدرسي في اربيل - اذار سنة 2017 بمناسبة عيد المعلم والمسرحية كرنفالية ملؤها كلمات التهاني والاحترام للمعلم مربي الاجيال.ومن محاسن الصدف ان من مثلها هم من طالبات ثانوية الامل للبنات وكلهن من بنات الاسر الموصلية التي نزحت من محافظات نينوى وتكريت والانبار .وهنا اود ان اسجل حقيقة مهمة وهي ان الاستاذ عبد الله جدعان هو من كان وراء هذا النشاط حيث أصر على ان تظل اخبار المسرح الموصلي سائدة حتى في اصعب الظروف فبارك الله به وأشد على يديه واتمنى له التألق الدائم .

مسرحية المحنة



مسرحية المحنة
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
مسرحية ( المحنة ) من المسرحيات التي قدمتها فرقة المسرح الريفي التابعة لمديرية التثقيف والارشاد الفلاحي في محافظة نينوى وقد قدمت الفرقة - كما سبق ان قدمنا في حلقة سابقة - مسرحيات كثيرة منها مسرحية (المحنة ) ومسرحية (التعداد السكاني ) ومسرحية (بذرة خير ) ومسرحية (ليل وصبح ) من تأليف ياس دهش واخراج خليل ابراهيم .
في جريدة العراق تحدث مسؤول الفرقة الاستاذ قاسم يحيى احمد (صورته الى جانب هذه السطور ) للصحفي الاستاذ عبد الوهاب عبد الله مندوب جريدة العراق وقال ان الفرقة منذ تأسيسها في 16-12-1977 قدمت العديد من المسرحيات ومنها التي ذكرناها واول عرض قدمته الفرقة كان لفلاحي مزرعة الطليعة في قرية الشمسيات التابغة لقضاء الحمدانية ويقينا ان الفرقة اغنت الحركة المسرحية في محافظة نينوى بدليل انها قدمت (90 ) عرضا مسرحيا للمسرحيات الثلاث المشار اليها انفا وهي (المحنة والتعداد السكاني وبذرة خير ) .
وهذه المسرحيات كانت تتناول الاوضاع الاجتماعية وقضية الارض والمياه والعلاقات بين جموع الفلاحين والمزارع الجماعية .فضلا عن ان هذه المسرحيات سجلت وعرضت من تلفزيون نينوى ونالت اعجاب المشاهدين والمهتمين بالمسرح بما ضمته من عناصر شابة موصوبة ونصوصا مسرحية بأساليب بسيطة مفهومة من الفلاحين .
اما الفنان الاستاذ عبد الله جدعان ، وهو أحد العاملين في الفرقة، فقال لمندوب الجريدة :" ان الفرقة كانت مدرستي ، ومن خلال العمل فيها تعلمت مفردات العمل المسرحي " .وكان اعضاء الفرقة ، ومنهم ايضا الممثل الاستاذ محمد حسن، يؤمنون بأن المسرح اداة تثقيفية شعبية جيدة ، خاصة اذا ما علمنا ان هذه الفرقة كانت تقدم عروضها في وسط شعبي .
نعود الى مسرحية ( المحنة ) لنقول انها من تأليف الاستاذ صباح عطوان واخراج الاستاذ عبد الجبار جميل (رحمه الله ) وتمثيل الاساتذة عبدالله جدعان، محمد حسن عباس، صباحت فتاح، احمد غضبان، ناطق يونس.
المسرحية كانت تتناول موضوع محنة الارض العطشى للماء وكيف يتيسر لفلاحي القرية ان يواجهوا هذه المحنة لان بساتينهم سيقتلها العطش اذا لم يتحركوا لذا نجدهم قد توصلوا الى حل الا وهو حفر بئر للماء لسقي المزروعات وانقاذها من العطش .والجدير بالذكر ان الفرقة عرضت هذه المسرحية (40 ) مرة في قرى وارياف الموصل النائية وكان ذلك سنة 1977 وما بعدها .

الشيخ بشير الصقال 1907-1986 حلقة (الشيخ بشير الصقال ) من برنامجي التلفزيزني ( رمضانيات موصلية ) من على قناة ( الموصلية ) الفضائية ......................................ابراهيم العلاف

حلقة (الشيخ بشير الصقال ) من برنامجي التلفزيزني ( رمضانيات موصلية ) من على قناة ( الموصلية ) الفضائية ......................................ابراهيم العلاف
الشيخ بشير الصقال 1907-1986
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
قلناها ، ونقولها دائما نحن جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية، قد كنا محظوظين عندما عاصرنا طليعة من رواد عراقيين بارزين في حقل اللغة والادب والتاريخ والطب والجغرافية والفن.. تعرفنا على بدر شاكر السياب، ومصطفى جواد، وجواد سليم، وابراهيم شوكت، ومهدي المخزومي، وكمال السامرائي وفاضل حسين وعبد القادر احمد اليوسف وبهجت الاثري وسالم الالوسي وغيرهم كثيرون ممن اثروا المشهد الثقافي والفكري في عراقنا العزيز .
وفي مدينتنا الحبيبة الموصل تعرفنا على عدد كبير من الرموز منهم الشيخ محمد صالح افندي الجوادي ، و الشيخ بشير الصقال، والشيخ عبد الله الاربيلي والاستاذ الشيخ رشيد الخطيب والاستاذ عبد الرحمن صالح، والاستاذ احمد الصوفي، والدكتور داؤد الجلبي، و الدكتور فيصل دبدوب والاستاذ سعيد الديوه جي والدكتور محمد صديق الجليلي والفنان التشكيلي الاستاذ نجيب يونس رحمهم الله جميعا.. ومن لم نذكرهم كثيرون، فأرض العراق معطاء وولودة، وأبناء العراق بناة حضارة ورواد أمجاد.
واليوم حين نستذكر في هذا اليوم الرمضاني المبارك شيخا جليلا، وعالما جهبذا ، وهو الشيخ بشير الصقال، فان هدفنا ان نضع أمام أبنائنا صورة لرجل نذر نفسه، وأوقف جهده لخدمة الاسلام .
وحسنا فعل تلميذنا النجيب الدكتور (مجول محمد محمود جاسم) حين كتب رسالته للماجستير بأشراف الاخ الدكتور نمير طه ياسين عن علماء الدين الاسلامي في الموصل ومواقفهم تجاه أبرز القضايا الوطنية والقومية ( 1921-1958) ونوقشت في قسم التاريخ بكلية التربية سنة (2001) وكان لي شرف رئاسة لجنة المناقشة.
ولد الشيخ بشير بن احمد بن عز الدين الصقال في مدينة الموصل سنة 1907. ومنذ طفولته أظهر رغبة شديدة في التوجه نحو كتاب الله العزيز ودراسته. وكان من أساتذته الشيخ صالح الجهادي، والشيخ داؤد الوضحة، والشيخ عبد الله النعمةدخل الكتاب كعادة اطفال المدينة، وقرأ القرآن الكريم على السيد عبد الله البحراني وبعد أن تعلم القراءة والكتابة انتقل إلى المدرسة العثمانية الأميرية، وواصل فيها الدراسة حتى الصف السادس الابتدائي، ثم تركها ليلتحق بحلقات الشيوخ من علماء الموصل للحصول على العلوم الشرعية، فدرس على الشيخ أحمد حميد الحمداني المعروف بالمسدّي وهو والد زميلنا الدكتور سالم الحمداني رحمه الله ، وعلى الشيخ صالح الجهادي الشهير بالبربر والسيد داود الوضحة، واتصل بعد ذلك بالشيخ محمد الرضواني ولازم حلقة الشيخ عبد الله النعمة ، وقرأ عليه العلوم النقلية والعقلية واللغة العربية وأخذ عنه الاجازة العلمية في احتفال كبير كما جرت العادة حين تمنح الاجازات العلمية سنة 1930 م .
اشتغل مدرساً (1933) في المدرسة الأحمدية الدينية، وعيّن خطيباً في السنة ذاتها في جامع الأغوات، وقد حظي الشيخ بشير الصقال بشهرة كبيرة واحبه الناس وكان هو مع الناس في الموصل في كل صغيرة وكبيرة يحس بمشاكلهم ويعمل على مساعدتهم .
. ومن الطريف ان نشير الى ان الاحتفال بإجازته كان في دار المجاهد الوطني والقومي الاستاذ محمد رؤوف الغلامي.. عمل مدرسا في جامع النبي الله يونس سنة 1933، كما عمل مدرسا في المدرسة الفيصليةالدينية وتولى مهمة خطبة الجمعة في جامع الاغوات.
عرف الصقال بنشاطه السياسي الوطني واسهم في مقاومة سلطات الحكم الملكي وخاصة في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي وقد اعتقل ونفي وفصل من خدمة التدريس فترة من الزمن. كان سباقا الى نصرة القضايا العربية وخاصة قضية فلسطين وحاول من خلال خطبه، ومحاضراته، وجريدته (البرهان) ان يدعو الى تماسك المجتمع، ومقاومة الرذيلة، ونشر قيم الحق والخير والعدل والفضيلة.
كتب المقالة في الصحف ونظم الشعر وللصقال كتب منها كتابه : (اليقظة الاسلامية في العصر الحديث. وكتابه : (النفسية العسكرية في الاسلام) وهو بالاصل محاضرة ألقاها سنة 1935 في نادي الضباط في الموصل.
كان خطيبا مفوها. له أسلوب بليغ ومؤثر ومن سجاياه مساعدة طلابه ومؤاساة الناس والتخفيف من آلامهم وحين توفي في الاول من أب سنة 1986، شيعه جمهور كبير ورثاه العديدون من أصدقائه وتلاميذه رحمه الله.
.
وفي تدريسه كان الصقال يصطحب كتبه كطلابه، ويراجع الموضوع أو الباب الذي يّدرسه قبل عرضه على طلبته، ومن تلامذته الذين لهم اثر في الحياة الدينية والشرعية في مدينة الموصل: الشيخ محمد ياسين، والشيوخ محمد العمر، ومحمود حسن عكله، وعبد الرحمن أحمد المحمود، وإبراهيم نعمي ذنون، ونوري عبد الله، واكرم عبد الوهاب،. وجلس الصقال للوعظ في جامع النبي جرجيس عصر يومي الاثنين والخميس من كل اسبوع وكان الناس يتسابقون لحضور مجلس وعظه لسماع ما يقوله الشيخ الصقال في الرد على اعداء الإسلام وكتب في صحف عديدة، محلية وعراقية وعربية في سوريا وفلسطين ومصر، وكانت مراسلات بينه وبين الكاتب النهضوي الكبير الامير شكيب ارسلان .
كان الشيخ بشير الصقال رجلا متنورا وقد اتبع خطى عدد من رجالات النهضة العربية امثال الشيخ عبد الرحمن الكواكبي والشيخ جمال الدين الافغاني والشيخ محمد عبده وخاصة في مجالات الدفاع عن الاسلام ضد مطاعن المستشرقين وكان يرى ان هؤلاء المفكرين خدموا الاسلام اجل خدمة .
اجاز الصقال عدداً من طلبته الذين اخذوا العلم عنه، منهم االاساتذة محمد علي العدواني ، وشاكر النعمة، ومحمد ياسين ومحمد عمر الحديدي ونعمان حسين الموالي، وشمس الدين البدري ومحمود حسن عكله وعبد الهادي الحاج علي وإبراهيم خلف عنيز.
عمل قوطجيا (أي بائعا للشاي والسكر) لفترة في باب السراي ولم يكن الشيخ الصقال يمتهن العلوم الدينية من اجل التكسب بل كان يعمل حاله حال كثير من الناس ، وكانت له هناك دكانا نعرفها جميعا .
ولم يمنعه هذا من ممارسة التدريس وكان يفضله على كل عمل لان التدريس يتيح له الفرصة كي يتواصل مع طلبته ومع العلم بصورة مباشرة
والشيخ الصقال لم يكن منغلقا على نفسه منعزلا عن الناس بل كان على تماس يومي مباشر معهم وفي هذا المجال اسهم في تأسيس العديد من الجمعيات منها على سبيل جمعية البر الإسلامية، وكان في هذه الجمعية ميتم يقبل فيه سبعون طالباً من الطلاب اليتامى وصار رئيساً للجمعية بعد وفاة شيخه عبد الله النعمة.وكان كذلك سكرتيرا لجمعية الشبان المسلمين وله فيها مجلس يشرح فيها أحاديث صحيح البخاري، وقام بتأسيس فرع لجمعية الهداية الإسلامية في الموصل وعقرة وله كتاب اليقظة الإسلامية في العصر الحديث نشر في الموصل سنة 1988 وطبع بعد وفاته في مطبعة الزهراء . كما ان له كتاب نشر سنة 1935 بعنوان ( النفسية العسكرية في الاسلام ) وهو بالاصل محاضرة طويلة القاها في نادي الضباط بالموصل .
يذكره اهل الموصل، من مسلمين ونصارى، بالخير ويكنون له الاحترام والتوقير
كان الصقال خطيباً وشاعراً، وقد علمت ُ بأن الاستاذ حسين محمد العلوي قد جمع بعض قصائده المنشورة في الصحف، وأضاف إليها ما خصه بها من قصائد، فتكون لديه مجموع أسماه (ديوان الصقال) لايزال حبيس الرفوف ولم ينشر بعد .كما ان كثيرا من خطبه ومقالاته لازالت مبعثرة في الصحف والمجلات تنتظر من يجمعها وتنتظر من يكتب عنه اطروحة دكتوراه فهو يستحق ذلك واكثر .

شعره لم يكن سوى رسائل اجتماعية ووطنية تركز على اهمية
استلهام التاريخ وبث روح القوة في شباب العراق والأمة.
فمن شعره :
عصر الكلامِ تصرمتْ أوطاره
فغدا يجر وراءه الانغاما
لو كان ينفعنا الكلام ُمنمقا
لملأتُ اذانَ الزمانِ كلاما
ومن شعره الذي ورد في معجم البابطين لشعراء القرنين 19 و20 قصيدة بعنوان : ( كيف يُرجى ان نكون أعزة ؟ ) يقول فيها :
اتطلب شأنا بالتمائم والرقى
وغيركَ اسرى بالفنون وحلقا
وتختال زهوا اذ يقال تبجحا
سماوات هذا الشرق لن تتشققا
وتفخر فيما اذا عقلت لاوشكت
حاشاك على ماناب ان تتمزقا
اجزني اصارحك اليقين وانني
احق بأن احنوا عليك واشفقا
وكيف نرجي ان نكون أعزة َ
اذا لم نصح فيك ماراق أو رقى
ومن شعره قوله :
احبك ياحدباء والله شاهد محبة جسم روحه ساعة العسر
احبك حبا خالصاً من شوائب واهفوا الى ذكراك كالطائر القمري
ومهما يكن يادجلة من تهكم فأن اعتصامي لايهدد بالكسر
ترفّع في علياك كل مذمم ونالت بمسعاك العلا نُذُل العصر
واقصيت ياحدباء من كان همه خلاصك من ناب الطواغيت والشر
بكيت فاجريت العقيق مدامعاً كما بكت الخنساء حزناً على صخر
بكيت وماابكي على ضائع الثرى من المال، بل أبكي على ضائع العمر
وياسوء حظ الرافدين اذا خلا وصارت دعاة الجهل قائدة الفكر
كتبتُ عن الشيخ بشير الصقال عدة مقالات منها مقالتي الموسومة  الشيخ بشير الصقال من رموز الاصلاح في الموصل ) ومنها مقالتي ( الشيخ بشير الصقال ودوره في حركة اليقظة الفكرية الاسلامية ) .ومن الطريف والجميل ان يكتب عنه عدد من اهلنا المسيحيين كتبوا عنه بحب وفخر .. وممن كتب عنه الاخ الاستاذ ماجد عزيزة والاخ الاستاذ بدري نوئيل يوسف .كانوا يرونه من ابرز علماء الموصل في القرن العشرين علما ، وخلقا ، وسلوكا وقالوا ان له اليد البيضاء في ترسيخ أسس التعايش الاجتماعي في الموصل
يروي الصديق الاستاذ ماجد عزيزة قصة فيها الكثير من العبر والمواعظ عن الشيخ بشير الصقال وهي اواخر الستينيات على مواقفه الوطنية نقل الى بلدة تلكيف وهو العالم الكبير وبلدة تلكيف انذاك بها مسجد صغير وعدة عوائل مسلمة فقط فإذا ببشير الصقال ينشىء مجلسا ادبيا ووطنيا كان من رواده رجال الكنيسة في تلكيف فلم يروق الامر للحكومة مما اضطرت معه الى اعادته الى الموصل.
وكتب الاستاذ ماجد عزيزة يقول مقالة للأستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث في جامعة الموصل وعنوانها: (الشيخ بشير الصقال 1907 – 1986 من رموز الموصل في الإصلاح ) وأفاض في فضائل هذا العلامة الجليل وما قدمه من علمه لبلده ودينه الحنيف ومدينته العظيمة ، والعالم المؤمن الشيخ الصقال كان علامة من علامات الموصل هذه المدينة التي انجبت العلماء والأدباء وأعطت للعراق رموزا ما زال التاريخ يذكرها بفخر ..
توقفت طويلا عند مقال الاستاذ العلاف ، وعادت بي الذاكرة الى طفولتي ، وأود هنا (وليسمح لي الفاضل الدكتور العلاف) ان اضيف فضيلة اخرى لفضائل هذا الشيخ العلامة،ففي بداية الستينات من القرن الماضي كان عمي الاب ( القس) ميخائيل عزيزة وهو يهم بالدخول الى المحلة التي كنا نسكنها (محلة الساعة) في الموصل ، تعرض لاعتداء من احد المغرضين ، حيث رمى عليه قشر رقي ( شمزي) فأصابته في كتفه ، لكنه لم يحرك ساكنا ، ولم ينبس ببنت شفه وسارع للدخول الى بيتنا دون ان يتكلم بشيء ، وصعد الى غرفته وركع يصلي لله القادر على كل شيء .
ويبدو ان احد ابناء المحلة شاهد العملية من شباك بيته فأوصلها الى الشيخ بشير الصقال ، وفي خطبة الجمعة ومن على المنبر وصوت الميكروفون يصل الى جميع انحاء الموصل صاح الشيخ الصقال رحمه الله : بالأمس قام احد الذين لا يمتون للإسلام بصلة بفعلة شنيعة ألمتنا جميعا نحن اهل الموصل ، حيث فعل كذا وكذا بالأب الفاضل والكاهن الوقور القس ميخائيل عزيزة ، ونحن هنا ومن هذا المنبر نعتذر لأخينا وأبينا العالم الكبير ، ونقول للفاعل : انك قد رميتنا شخصيا بما رميت به الاب عزيزة ، وعليك اينما كنت الآن ان تأتي معنا لزيارة بيت الاب ميخائيل عزيزة للاعتذار منه ، وبعد ساعة كان الشيخ الصقال ومجموعة من المصلين يقفون في باب بيتنا الذي يسكنه معنا عمي الاب ميخائيل ويعتذرون منه جميعا ، وعلى عادته ( رحمه الله) اعتذر هو من الشيخ الصقال على ما حصل وأزعجه ، ودخلوا بيتنا وجلسوا في غرفة ( الخطار ) ودارت استكانات الشاي وصحون ( الكليجة ) وكان الشيخ الصقال يجلس مع عمي القس ميخائيل في صدر الغرفة يتحادثان كأخوة وأهل .
وفي يوم الاحد الذي تلا الحادثة والزيارة كان القس ميخائيل عزيزة يقف على منبر الوعظ في كنيسة مار كوركيس الكلدانية في شارع نينوى مقابل محلة خزرج وهو يقول : صلوا معي ايها المؤمنون ليعطي الله القدير الصحة والقوة
لأخينا الشيخ بشير الصقال لأنه منارة من منارات الموصل(.
يذكره اهل الموصل ، من مسلمين ومسحيين ، بالخير ويكنون له الاحترام والتوقير.
يا رب اعد تلك الايام السمحة والأخوية الى ربوع عراقنا العزيز وموصلنا الغالية .
هذا هو الشيخ الصقال رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدم .. وهذه هي اخلاقه وهذه هي سجاياه وهذه هي اعماله التي نتذكرها ونذكرها للاجيال ، وارجو من كل علماء الدين في مدينتنا ومحافظتنا وخاصة من الشباب ان يقرأوا سيرة الشيخ بشير الصقال ويتعلموا منها ويسروا على نهجها ان ارادوا ان تكون لهم بصمة في هذه المدينة المؤمنة الصابرة المحتسبة
رمضانكم كريم وكل رمضان وانتم بخير وبركة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الوعظ في رمضان......................حلقة الوعظ في رمضان من برنامجي التلفزيوني ( رمضانيات موصلية ) من على قناة الموصلية الفضائية



















حلقة الوعظ في رمضان من برنامجي التلفزيوني ( رمضانيات موصلية ) من على قناة الموصلية الفضائية *****************************************************
الوعظ في رمضان 
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
من بداية رمضان المبارك يظهر تغير واضح في حياة الناس لقدسية الشهر وتمييزه عن باقي الأشهر، يسود الهدوء والسكينة والسمو الروحي والإشعاع الإيماني، إمساك عن الأكل والشرب والمفطرات، فالمطاعم والمقاهي مغلقة خلال النهار ولا تفتح أبوابها إلا قبيل المغرب عدا بعض المطاعم المجازة من البلدية وقد سترت مداخلها وشـرفاتها بقماش سـميك، وعدم المجاهرة بالإفطار سـواء من المفطرين لعذر شـرعي ومن أبناء الطوائف الأخرى . ومن أنجز عماله وله متسع من الوقت يأخذ قسطاً من القيلولة بعد صلاة الظهر خاصة في الصيف لتعينه على صلاة التراويح وقيام الليل وقراءة القرآن الكريم.
في الاربعينات والخمسينات وانا اتحدث عن نفسي وجيلي ممن ولدوا مع انتهاء الحرب العالمية الثانية اقول كان ثمة وعظ في الجامع بين صلاتي العصر والمغرب . وكنت احضر الوعظ اما في جامع الشيخ عبدال او في جامع الباشا وكان ممن يعظ بيننا الشيخ عمر النعمة او الشيخ بشير الصقال رحمهما الله ونعود الى البيت بعد انتهاء الوعظ .
كنت اتمتع بسماع كلمات الوعظ تلك وكان الجامع يمتلئ بمرتاديه وكان الشيخ يجلس على كرسي خاص ونتحلق حوله وغالبا ما كان موضوع الوعظ يدور حول قضية اجتماعية او تفسير لاية قرانية ..
خلال الستينات من القرن الماضي وأبان حكم الرئيس الاسبق اقصد رئيس جمهورية العراق الاسبق المشير الركن عبد السلام محمد عارف كانت الدولة وكما اوعز لها الرئيس عبد السلام محمد عارف تستقدم واعظين من مصر واذكر من هؤلاء الشيخ محمود البرشومي وكان يتنقل بين المساجد والجوامع وكان الناس يتحلقون حوله لاهمية الموضوعات الدينية والاجتماعية التي كان يطرحها . 
ان المساجد والجوامع تتحول ما بين صلاتي العصر والمغرب الى مكان للوعظ حيث يعتلي منصة الخطابة العالم الفلاني والشيخ الفلاني وانا ومجايللي ادركنا عددا من الخطباء والواعظين في جامع الشيخ عبدال وفي جامع النبي جرجيس وفي جامع الباشا ومن هؤلاء الشيخ بشير الصقال في جامع الباشا والشيخ عمر النعمة في جامع النبي جرجيس والشيخ عبد الله الحسو في جامع عمر الاسود في شهر سوق والشيخ ذنون البدراني في جامع الشيخ عبدال والشيخ عبد الغني الحبار في الجامع النوري الكبير . والشيخ عبد النافع عبد الله البنا في جامع قبع والشيخ عز الدين خليفة في جامع السلطان ويس وفي جامع الشيخ خالد الشيخ شمس الدين السيد حاتم وكان الشيخ غانم احمد الطائي قارئا في هذا الجامع .
يكتب الاستاذ غانم الحيو عن عادة الوعظ فيقول : " قبيل العصر تدب الحركة بين الناس كل حسب غايته وهدفه، معظم الرجال والفتيان يهرعون للجوامع لأداء صلاة العصر وسماع الدروس الدينية التي كانت تلقى في معظم الجوامع ًيوميا، وبعد الانتهاء من الصلاة والتسبيح، يبدأ القارئ بقراءة عشر من القران الكريم ، ثم يعتلي الشيخ كرسي الوعظ ، ويستمر بدرسه إلى قرابة الغروب ، وبعد انتهاء الدرس يتلو القارئ ما تيسر من القرآن الكريم ، ويخرج المصلين من الجامع وقد استوعبوا الدرس الديني كل حسب ثقافته. ويتأخر الشيخ عن الخروج من المسجد للإجابة على بعض الأسئلة الشرعية ، ويبقى بعضهم لصلاة المغرب" 
إذا مجالس الوعظ هذه ، ليست الا محاضرات تربوية وارشادية دينية واجتماعية تقام بعد صلاة العصر حيث يقرأ القرآن الكريم لمدة عشر دقائق من قبل ما يسمى (قارئ المحفل ) ثم يلقي الامام الوعظ والارشاد وهو جالس على اريكة عالية وبعد الوعظ ايضا يقرأ القرآن ولمدة لاتتجاوز ال (10 ) دقائق . وموضوعات الخطب كانت مهمة ومنها موضوعات ذات طابع اخلاقي ومنها ذات طابع سياسي ومنها ذات طابع ديني وهكذا .
في الاربعينات والخمسينات وانا اتحدث عن نفسي كان ثمة وعظ في الجامع عصرا وكنت احضر الوعظ اما في جامع الشيخ عبدال او في جامع الباشا وكان ممن يعظ بيننا الشيخ عمر النعمة او الشيخ بشير الصقال رحمهما الله .كما كان هناك وعاظ مصريون كنا نتابعهم أينما ذهبوا في مساجد وجوامع الموصل منهم الشيخ محمود مصطفى البرشومي والشيخ عبد الرشيد صقر وغيرهما وهما من مصر اعتادت الدولة في عهد الرئيس الاسبق عبد السلام عارف 1963-1966 استقدامهم في رمضان هم وغيرهم يتوزعون للوعظ او قراءة القرآن في المدن العراقية ومنها الموصل ومن القراء المصريين الذين ادركناهم وكانوا من مصر الشيخ راتب الكلحي والشيخ محمود عبد الحكم .. ونعود الى البيت بعد انتهاء الوعظ ..كنت اتمتع بسماع كلمات الوعظ تلك وكان الجامع يمتلئ بمرتاديه وكان الشيخ يجلس على اريكة عالية ونتحلق حوله وغالبا ما كان موضوع الوعظ يدور حول قضية اجتماعية او تفسير لاية قرانية.
اتذكر بأن الشيخ بشير الصقال (رحمه الله ) وهو من علماء الموصل الكبار 1906-1986 كان عالما متمكنا من علوم العقيدة وكان متفتحا واسع الصدر شجاعا وفي وعظه كان يدعو الى العمل الصالح وكان الناس يقصدونه ليحل لهم مشاكلهم الدينية وحتى الاجتماعية وكان اهل الموصل يحبونه ويجلونه ويزورونه في محله بباب السراي حيث كان يعمل قوطجي وكان اديبا شاعرا كاتبا في الصحافة وخطيبا مفوها .
كان يستشهد بقوال العلماء والمفكرين وحتى المستشرقين المنصفين في خطبه ومواعظه الرمضانية وكثيرا ما سمعته يبين عظمة الاسلام ورسوله وكان يعتز بشيخه واستاذه الشيخ عبد الله النعمة وقد تصدر للافتاء في الموصل لسنوات عديدة وكان حاضرا بين الناس وكان رجلا وطنيا يحب العراق وكان يؤكد ايضا على ان الاسلام وشريعته السمحاء هي الاساس والهدف السامي في الوعظ والارشاد والتوجيه ولم ينس يوميا ان يؤكد على القيم النبيلة والروابط الاجتماعية التي تربط بين الناس كالصدق والوفاء والتضحية من اجل الاخرين وكان يبشر بالتسامح وتضافر الجهود الخيرية لايقاظ الهمة وكثيرا ما سمعته في مواعظه الرمضانية يحث على احترام المرأة ويتحدث عن كرامة المرأة في نظر الاسلام وكان يقول ان المرأة بلغت منزلة في الاسلام لم تبلغها المرأة في عصور التاريخ كلها قديمها وحديثها وكان يقول ان الاسلام اخذ بيد المرأة حتى ساوى بينها وبين الرجل في الحقوق والواجبات قبل ان يعرف العالم ما يسمى اليوم بمنظمات المجتمع المدني ومنها منظمات تمكين المرأة والدفاع عن حقوقها وكثيرا ما كان ينشر المقالات في جريدة (فتى العراق ) الموصلية وكلها تدور حول الاخلاق والدعوة اليها ورصد الانحرافات الاخلاقية والاجتماعية وكان يؤكد على دور الشباب وهكذا كان يفعل في زماننا الشيخ عمر النعمة والشيخ عبد الوهاب الشماع والشيخ عبد الله الاربيلي وغيرهم من علماء الدين في الموصل من الذين يحق لنا ان نفخر بذكر سيرهم ونحن في هذه الايام الشريفة في رمضان المبارك وان نستعيد ذكرياتنا عنهم ومعهم رحمهم الله وجزاهم خيرا على ما قدموا لنا في الحقب التاريخية واملنا اليوم ان يواصل الجيل الجديد من بعدهم مسيرتهم وسيرتهم العطرة لكي تظل الموصل منبع القيم الدينية والاخلاقية الرصينة والاصلية .
رمضانكم مبارك ودعاءنا ان يتقبل الله صيامكم وصالح اقوالكم وافعالكم وشكرا لاصغاءكم والى لقاء في حلقة اخرى من برنامج ( رمضانيات موصلية ) .

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...