الأحد، 9 فبراير 2014

بصمة .. قصة قصيرة جدا بقلم د. احمد فكاك البدراني

بصمة .. قصة قصيرة جدا
بقلم د. احمد فكاك البدراني

وضعت امامي دفترا مفتوحا على صفحة بيضاء وقالت وهي تبتسم..
ــــــ خذ القلم واكتب لي كلمات تبقى ذكرى طيبة فان سنوات الدراسة في الكلية اوشكت ان تنقضي واود ان احتفظ بشيء لكل واحد من زملائي الذين قضيت معهم اربع سنوات من اجمل سنين العمر ..
نظرت نحوها وقلت لها ..
ــــــ هل كتب باقي الزملاء..؟
ــــــ بعضهم .. لكنك احيانا غير موجود .. وارجو ان تكتب وان لا تقرأ ما كتبوا .
ــــــ لو تتركيني حتى ينتهي الجميع .. فأكون آخرهم
ــــــ ارجوك ان تكتب الآن
اخذت القلم نزولا عند رجائها .. وتأملت .. وسألت نفسي ( تراي ماذا سأكتب لها ..؟) .. اربع سنوات من الجد والمثابرة .. من هموم الامتحانات والمتابعة .. اربع سنوات من المناسبات والزيارات والسفرات والمقالب و .. و.. كيف يمكن ان اختصرها في صفحة واحدة في دفترها .. قطعت علي التأمل والحوار مع نفسي وقالت ..
ـــــــ ألا تكتب ..؟ ان اكثر من زميل وزميلة ينظرون الينا وينتظرون الدفتر كي يكتبوا .. انظر فـلان، وفلانة، و...
لم التفت اليها .. كنت احس بدقات قلبها واكاد اسمعها ، كانت تنتظر بشغف غريب وتترقب عن كثب حركات اصابعي التي لم تعد تقوى على رسم حرف واحد .. هل ايقظت بي شعور الوداع والم الفراق ، ام باغتتني وشلت افكاري في لحظة لم اتوقعها . كانت تتحرك ، كأنها تخشى ان يدخل الاستاذ وتبدأ المحاضرة التالية وانا لم اكتب لها بعد .
وما ان تطلعت في عينيها الجميلتين حتى خط قلمي كلمات (( لم اكن احسب لهذه اللحظة ابدا .. وما كنت اتوقعها قادمة .. ولو شعرت بها لحظة واحدة ماكنت وزعت قلبي بينكم ايها الاعزاء .. سترحلون عما قريب ويأخذ كل منكم قطعة من قلبي ، سأبقى بلا قلب ، واذا اردت ان استعيده لأعيش به سيصعب علي لأنكم في كل الاتجاهات .. لكن عزائي انه في اماكن امينة ..))
رفعت رأسي نحوها .. كانت دموعها قد اجرت نهران ممزوجان بلون الكحل على وجنتين اخلط فيهما بياض البشرة مع حمرة الحزن والم السنين القادمة .. قالت وهي تحاول ان توقف السيل العرم ..
ــــــ سأعطيك قلبي ( واغلقت الدفتر ) لن أدع احدا بعد يكتب بعدك ، يكفيني هذا لأبكي كلما اشتقت للأيام الجميلة .
وما هي الا فترة وافترقنا .. وظل قلبي موزع في كل الاتجاهات ..ولعلني اعيش بقلبها الان .
...................................................... ملاحظة .. القصة من القرن الماضي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...