الأربعاء، 19 يونيو 2013

عن الاستاذ عبد الرزاق الهلالي رحمه الله 1916-1985

عن الاستاذ عبد الرزاق الهلالي رحمه الله 1916-1985
*******************************
الاستاذ عبد الرزاق الهلالي (رحمه الله وجزاه خيرا على ما قدم ) من أبرز المثقفين العراقيين الذين واصلوا الكتابة الادبية والثقافية منذ الاربعينات من القرن الماضي حتى وقت قريب من وفاته سنة 1985 .فالرجل -وكان صديقي وكنت ازوره في بيته ببغداد كلما ذهبت هناك - كان دؤبا ، ويتمتع بقدرات ذهنية وفكرية مبهرة .. كان -بحق - معجما متنقلا ومع انه اصيب بمرض الفشل الكلوي واقترب من فقدان احدى عينيه الا انني كنت اراه شجاعا ،صبورا ، متفائلا لايدع ساعة ولادقيقة دون ان يملاها بما يفيد . أليس هو مؤلف كتاب "معجم العراق " بجزئيه اليس هو مؤلف الكتب عن الزهاوي وعن الكثير من الشخصيات ..... كنت احبه واحترمه وعلاقتي به ابتدأت عندما كنت اكتب اطروحتي للدكتوراه عن السياسة التعليمية في العراق خلال الاحتلال والانتداب البريطانيين ...له كتب غير مطبوعة ولديه اوراق كثيرة غير منشورة ..كتب عنه الباحث الموسوعي الاستاذ حميد المطبعي فقال بأنه كاتب وباحث ولد في البصرة سنة 1916 وتخرج في دار المعلمين العالية سنة 1941 وقد تخصص بالاداب كما حاز على شهادة الليسانس من كلية الحقوق سنة 1951 وشارك في دورات تدريبية خارج العراق واسهم بفعالية في ندوات ومؤتمرات عديدة .شغل وظيفة "رئيس المفتشين" في المصرف الزراعي " ...وكان احد اعضاء جمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين التي تأسست في الستينات . عمل الاستاذ عبد الرزاق الهلالي سكرتيرا للجنة التحضيرية لمؤتمر الادباء العرب الذي انعقد ببغداد في دورته الخامسة ، واصدر كتابه الوثائقي عن "أدباء المؤتمر ".. أرخ للتعليم في العراق منذ العهد العثماني حتى الاستقلال سنة 1932 .. كما كتب عن الزراعة والاصلاح الزراعي في البلدان العربية ..وله كتاب عن الزهاوي بين الثورة والسكوت واخر عن الشاعر الشيخ محمد باقر الشبيبي وله "قال لي هؤلاء " أصدره سنة 1990 . هذا فضلا عن عشرات المقالات ..بلغ عدد مؤلفاته 15 كتابا ..وكان مهتما بكل ما يساعد العراق على النهضة ، وخاصة في مجالات تطوير الريف ، وتحسين التعليم ، وتنمية الثقافة ..كنتٌ معجبا بدأبه ، وسعة اطلاعه ، وبأتساع علاقاته مع الادباء والمفكرين والباحثين خارج العراق وداخله وكان يقدم المساعدة لطلبة الدراسات العليا بشكل كبير ومثير للاعجاب كان -بالرغم من مرضه -انيقا واتذكر انني ما قابلته يوما الا وكان في كامل اناقته ...ارتيط بصداقة وثيقة مع جاره المرحوم حازم المفتي وكانا يتزاوران كثيرا وخاصة في السنوات القليلة التي سبقت وفاته رحمه الله سنة 1985 .. واتذكر بأن الدولة اوفدته على نفقتها مع زوجته الكريمة الى لندن لعلاج عينيه وكان فرحا بذلك وقد تحدث عن الموضوع بأرتياح في كتابه :"قال لي هؤلاء " ..نشرت جريدتي المدى والاتحاد جانبا من ما تضمنته اوراقه غير المنشورة ومنها مثلا هذه الورقة حول علاقته بجريدة قرندل الساخرة وصاحبها الاستاذ صادق محمد الازدي ومما قاله :"من ذكرياتي عن تلك السنوات، اسهامي في تحرير مجلة (قرندل) التي كان يصدرها صديقي الاستاذ صادق محمد الازدي الذي عرفته منذ بدأت بكتابة سلسلة مقالات على صفحات جريدة (الاخبار) التي كانت يرأس تحريرها، تحت عنوان "صور واحاديث اجتماعية" وكان ذلك في الاربعينيات من القرن الماضي . فلما اصدر مجلة (قرندل) الهزلية، كنت واحداً من المشاركين في كتابة المقالات والتعليقات والطرائف فيها،لكنني كنت انشر دون ان اضع اسمي على المقال. وبعد تعييني في دائرة التشريفات الملكية لم انقطع عن الكتابة في "قرندل"، ولم انقطع عن التعاون مع صاحبها، بل ان نشاطي الصحفي ازداد في عهد وزارة مزاحم الباجه جي، وبعده حيث حفلت صفحات المجلة بالكثير مما كنت اكتبه من شعر ونثر. وقد يكون من الطريف ان اذكر، انني كنت احرر بشكل ثابت باب (خفايا القصور واسرار القبولات) الذي كان ينشر بتوقيع (ليلى) اعتباراً من الثالث من نيسان سنة 1948 ..." ....دعوة مخلصة لدائرة الشؤون الثقافية العامة ان تعمل على طبع اعماله غير المنشورة واعادة اصدار اعماله المنشورة قأن ما كتبه الاستاذ عبد الرزاق الهلالي يعد ثروة ثقافية اصيلة ..ا.د.ابراهيم خليل العلاف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...