الجمعة، 3 مايو 2013

نوري السعيد وما قاله عن أهل الموصل ؟؟ بقلم : الدكتور غازى ابراهيم رحو

نوري السعيد وما قاله عن أهل الموصل ؟؟

  بقلم : الدكتور غازى ابراهيم رحو

قد يستغرب البعض من هذه المقولة التي ساذكرها لكم والتي عرفتها اليوم من قريب لي يهتم بالتاريخ والذكريات ففي لقاء جمعني مع عزيز وقريب لي هو العزيز الغالي مفيد عزيز اسعد بعد غياب طال لاكثر من 25 سنة حيث التقيته في عمان بعد ان جرى ما جرى لاهلنا العراقيين بصورة عامة والعراقيين المسيحيين بصورة خاصة واخذنا الحديث كما هو معتاد للتحدث عن العراق ومدينتا الغالية الموصل الشهباء موصل الخير والعطاء والمحبة والتوافق والتالف الذي كانت تعيشه بين اهلها وعزوتها ومن خلال الحديث لعزيزنا مفيد حدثني عن اهمية مدينة الموصل في تاريخ العراق وكيف ان اهلها( مع الاعتزاز بكل مدينة عراقية وقرية وناحية في جميع العراق ) كان يشار اليهم بالبنان من قبل حكام العراق عبر تاريخه الحديث حيث أعلمني محدثي عن ان رئيس الوزراء المرحوم نوري السعيد(ألف 14 وزارة وحكم العراق 40 سنة ) كان مولعا بحبه لاهل الموصل وكان يذكر في كل مناسبة اهلها .. وفي احدى لقاءاته  مع مجلس النواب والاعيان واثناء الحديث عن تغيير وزاري جديد للدولة العراقية في ذلك الحين ولكي يتم اختيار عراقيين لوزارة نوري باشا .. اطلق الباشا نوري سعيد جملتين وضح فيهما من يكونوا اهل الموصل الحدباء وقال في تلك الجملتين ما يلي : اهل الموصل يتميزون بكونهم :-

بسلاء ........امناء .......على بعضهم رقباء

كرماء........بخلاء .......على بعضهم رقباء

ولو تفحصنا تلك الجملتين التين اطلقها الباشا على اهل الموصل والتي شرحها الباشا لمحدثيه حيث يقول الباشا بعد ان اطلق تلك الجملتين فيقول محدثي حول الجملة الاولى .. ان الباشا قال ان اهل الموصل يشتهرون ببسالتهم المنقطعة النظير... فهم بسلاء في الحروب والقتال والتضحية والفداء من اجل الوطن وحبهم لارضهم يجعلهم متعلقون بها حتى الموت .. وشجاعتهم يعرفها القاصي والداني ولهذا فهم بسلاء في العسكرية والانضباط العسكري وتنفيذ الاوامر .. ..كما انهم امناء على العهد والولاء فان منحوا الولاء يبقون عليه امناء مهما جرى لهم ومهما كانت الريح تسير بعكس اتجاههم فهم أمناء على العهد الى حد الموت في الحفاظ على الامانة والدفاع عنها ...وعلى بعضهم رقباء ..فهم يحملون في عقولهم ودمائهم الغيرة والخوف من الاخرين عند الخطأ ..فان اخطأ احدهم يعتريه الخوف من رقابة الاخرين له لانه يعتبر ذلك جرحا في القيم ومسيرة الانسان والعيب .. ولهذا فهم ينجزون الواجبات والاوامر بحذافيرها ولا يحيدون عن تنفيذ ما يوكل لهم يدفعهم رقابة الاخرين لهم .. ولهذا فهم على بعضهم رقباء ....

وفي هذه العبارة الاولى كان يقصد بها الباشا انهم رجال بسلاء في الحفاظ على الامن والدفاع عن الوطن فهم افضل من يدير وزارة الدفاع لانهم سوف يبدعون في هذه الوزارة التي هم بسلاء وامناء فيها لهذا... فوزارة الدفاع ستوكل لاحدهم......

اما الجملة الثانية والتي يقول فيها الباشا كرماء ...بخلاء .... على بعضهم رقباء..... فقد قصد منها الباشا ا ن اهل الموصل معروفين بكرمهم لاهلهم واصدقائهم وضيوفهم وخاصة فهم مشهورين .. باكلاتهم الموصلية اللذيذة وشهرتهم في الطبخ المنزلي واعتماد العائلة الموصلية على ما تكتنزه صيفا من غذاء وحبوب وتخزنه للشتاء فأهل الموصل يعتمدون على العائلة في تصنيع جميع ما تحتاجه وتقديمه للاهل والاقرباء والاصدقاء عند الحاجة وكرمهم في استقبال الضيف وتكريم الغريب والزائر لمدينتهم معروفة على مر التاريخ فهم اول من قام بتخزين حتى اللحوم والمواد الغذائية من الحبوب بكافة انواعها ويكرمون اهلهم واقربائهم وضيفهم مما خزنوه فهم كرماء ... واهل الموصل معروفين بدقتهم وامانتهم وخوفهم من المجهول وعدم اندفاعهم في التبذير بل هم يضعون المادة في مكانها المناسب دون تبذير ويحتكمون الى التطوير ويستخدمون ما يملكون في خدمة المجتمع والانسان والعائلة ويحسبون ألف حساب كلما ارادو الدخول في مشروع يصبون من خلاله تطوير العائلة والمجتمع فهم انجح من يفكر في الاستثمار ولهذا فهم جبناء في التبذير ...وامناء على ما يملكون وان كلفوا بادارة اموال الاخرين واعطوا صلاحيات في الحفاظ على املاك وظائفهم ودوائرهم ..فهم اول من يحافظ على مال الغير ومنها اموال الدولة العراقية ...ومباديء الخوف تاتي من الاخ والاخت والجيران والاصدقاء والاقارب حيث يخاف الموصلي من ان يقال عنه انه لم يكن أمينا على مال الغير ومال الدولة ولهذا فهم جبناء امام الاستغلال والسرقة مع انفسهم ..لكونهم أمناء على مال الغير ..وامناء على دولتهم فيما يتعلق باموالها كما انهم رقباء على بعضهم فمن المعيب ان يكون بينهم من يحاول استغلال الاخرين ومن ينحرف باتجاه الحصول على اموال لا تعود له ويحاول اخذ ما لايملكه فيكون مصيره العزل والتاشير بالعيب في المجتمع ولهذا فهم جبناء ورقباء على بعضهم خوفا من عداء وعزل المجتمع له حتى ان من يوصف بانه سارق او مستغل فالمجتمع يعزله حتى في عدم التصاهر معه او الحديث اليه وبهذا فهم رقباء على بعضهم في ما يتعلق بالمال ..وهكذا فهم افضل من يقود ويحافظ على المال العام .. وبهذا فكما يقول الباشا نوري السعيد فهم افضل من يقود وزارة المالية ولهذا فوزارة المالية ستوكل لاحدهم ....

وبهذا فقد تم اختيار وزير الدفاع ووزير المالية في ذلك الزمن من أهل الموصل مع كل الاحترام والتقدير لكل محافظات ومدن العراق ففيها النجباء والامناء والبسلاء والكرماء .. والف تحية لكل شبر من ارض العراق ....... ولكن للتاريخ كلام وعلينا تذكره والف شكر لمن حدثني بهذا الكلام عن مدينتي واهلها وقيمها ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...