الثلاثاء، 13 مارس 2012

المؤرخ الدكتور ياسر عبد الجواد المشهداني


             المؤرخ الدكتور ياسر عبد الجواد المشهداني
                                                    ا.د.إبراهيم خليل العلاف
                                      أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
    عرفته باحثا جيدا ، متمكنا من تخصصه. فضلا عن جرأته  وشجاعته ، ونظافة كفه، واحترامه لأساتذته ، ووفاءه لهم ، وتعاونه مع زملائه ، ومساعدته لهم .وقد وجدت عنده رغبة في العمل الإداري العلمي واتضح هذا من توليه مسؤولية مقررية قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل  ونجاحه في ذلك . من مواليد  محلة الشيخ فتحي بمدينة الموصل  سنة 1975 ، متزوج وله ثلاثة أطفال،  متخصص بالتاريخ الإسلامي وميدان تخصصه : " الإسلام في الهند وجنوب شرقي آسيا " . 
     أكمل دراسته الابتدائية في مدرسة الرشيد الابتدائية ، وانتقل منها إلى مدرسة القادسية الابتدائية لانتقال سكناه إلى مدينة الزهور ،  ثم أنهى الدراسة المتوسطة في متوسطة الربيع ومنها في  إعدادية الزهور التي اختار فيها الفرع الادبي .وبعد أن أكمل  الدراسة الاعدادية دخل فسم التاريخ  بكلية الآداب –جامعة الموصل سنة 1994 .وفي الكلية تلك تفتحت أمامه أفاقا  فكرية مهمة أثرت كثيرا في تغيير شخصيته بعدما تلقى دروسا معمقة في التاريخ،  وتأثر كثيرا بآراء أساتذته الذين عدهم القدوة الصالحة والمثل الأكبر أمامه ، ومنهم على سبيل المثال : الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل  والأستاذ  الدكتور هاشم  يحيى الملاح و الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل  العلاف و الأستاذ الدكتور عصمت برهان الدين  عبد القادر والدكتور ناصر الملا جاسم وغيرهم .
    لم يقف عند حدود نيله شهادة  البكالوريوس في التاريخ  ، بل غذ السير قدما فألتحق بدراسة الدكتوراه في قسم التاريخ  بكلية التربية –جامعة الموصل ، وكانت رسالته للماجستير بعنوان : "العلاقات  المصرية الهندية  في العصر المملوكي " . قدمها سنة  2000 .أما أطروحته للدكتوراه  فكانت عن :" الهند من خلال رحلة ابن بطوطة" ونوقشت سنة  2005. وكان الأستاذ الدكتور حسين علي الطحطوح هو المشرف عليه في رسالته للماجستير وأطروحته للدكتوراه ، وعلى يديه تلقى الكثير من النصائح والأصول المنهجية في الكتابة والتدوين التاريخي .
    ألف كتابين منشورين  ،هما :  " تاريخ الدول الإسلامية في آسيا " ،وطبع في دار الفكر ( عمان – 2010) و " الهند من خلال رحلة ابن بطوطة " ، وطبع بدار نشر المعرفة ( الرباط – 2011 .ولديه كتب أخرى قيد الطبع .
   من بحوثه المنشورة :
1) "العلاقات التجارية بين الهند ومصر في عصر المماليك " -  مشترك،مجلة كلية التربية الاساسية 2004
2)  " الفيل واستخداماته في الحياة الهندية"  ، مجلة التربية والعلم   ، مجلد 14،ع  1 ( الموصل 2007)
3) " النفوذ البرتغالي وأثره على الهند الإسلامية " ، مجلة التربية والعلم  ، مجلد 14،ع  2 ( الموصل 2007)
4) " حملة تيمور لنك وآثارها على الهند الإسلامية"  ، مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية ، مج 4 ع 7 ، 2008م
5)"  الهند الإسلامية في دراسات المستشرقين " ، مجلة التربية والعلم   ، مجلد 17 ،ع 2 ( الموصل- 2010 )
6) " مستقبل الدراسات التاريخية في ظل الانترنيت " ،  مجلة اداب الرافدين 2007 ع 53 .
7) " من صور التسامح الإسلامي ، علاقة صلاح الدين الأيوبي باعداءه " ، مجلة لتربية والعلم 2010 . فضلا عن مجموعة أخرى من البحوث والدراسات المقبولة للنشر  .ناهيك عن  عدد من المقالات المنشورة في المجلات المحلية  والعراقية والعربية .
      ومن المهام الأخرى له : انه كان عضوا مشاركا في انجاز موسوعة علماء العرب والمسلمين ( تونس منظمة الايسسكو  بنحو 170 ترجمة  ) وعضو اللجنتين الامتحانية والمالية بقسم التاريخ منذ 2004 ومقرر لقسم التاريخ منذ  سنة 2011
      واهم المواد التي يدرسها : عرب قبل الإسلام ، الثقافة الجامعية التي شارك بوضع منهجها الجديد بعد السنة  2003 ، ومادة التاريخ الإسلامي ، ومادة تاريخ الحضارة العربية الاسلامية .وفي مجال الدراسات العليا شارك بالتقييم والمناقشة والتدريس والإشراف على عدد من الطلبة
     اهتم الدكتور ياسر بفلسفة التاريخ ، وتأثر – كما ذكرنا - بآراء أساتذته ومنها مثلا أراء الأستاذ الدكتور إبراهيم  خليل العلاف و الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل و الأستاذ الدكتور جزيل الجومرد  والمتعلقة بأن المؤرخ الاكاديمي لابد وان يكون منتجا يسهم  في حركة المجتمع  ، وتطوير الفكر الابداعي ، أي ان يكون رمزا لارقما  يشارك في ترقية  المجتمع وتيقظ أفكاره  باعتبار أن التاريخ علم  يجب التعامل معه كباقي العلوم الصرف  بل انه اخطر منها باعتباره علما يتعامل مع أشخاص وبشر  وسير وأحداث .
         لقد زرعوا حتى أكلنا وأننا                         لنزرع حتى يأكل الناس بعدنا
     ومن هنا فقد كان للدكتور المشهداني حضور ملحوظ  في الندوات والمؤتمرات المحلية والقطرية والدولية التي قاربت العشرين ، وأصبح بفضل ذلك وثيق الصلة بعدد من أعلام الفكر العربي وعدد من المؤرخين العالميين أمثال الأستاذ الدكتور عبد الهادي التازي والأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري ( رحمة الله عليه ) والأستاذ الدكتور سهيل زكار والأستاذ الدكتور  عبد الرحمن البيطار والأستاذ الدكتور  فائر ابو عمير . ومن المستشرقين  البروفيسور هولت ( Dr. P.M.Holt  , P. Jacson    ) ، ولعل ما ساعده على إقامة تلك الصلات هو تمرسه في مجال الانترنيت منذ فترة دخوله العراق أواخر التسعينات من القرن الماضي ، فضلا عن المراسلات والسفر .
    يرى الدكتور ياسر أن المؤرخ يجب ان يكون موسوعيا ولا يتقيد بتخصص معين يحصر به أفكاره وينعزل على الزوايا الأخرى . فالتاريخ حركة مستمرة ومترابطة . وربما هذه النظرة تزعج الكثيرين وتناقضهم إلا أنها وجهة نظر مقبولة ومحبذة  . فصحيح ان التخصص مطلوب في التاريخ من اجل خلق الإبداع والتمييز في المجال المحدد وإلا لما ظهرت تقسيمات التاريخ إلى عصور وفترات وعهود  ( كالتخصص في  العصور القديمة وعصر ماقبل الإسلام وعصر الرسالة والعصر الراشدي والعصر  الأموي والعصر العباسي  والعصور الحديثة ...) ، ولكن الصحيح أيضا أن المؤرخ يجب أن يكون على اطلاع بالعصور الأخرى والتخصصات الأخرى كي تكتمل نظرته العامة لمجريات الأحداث ويستطيع بذلك تحقيق التكامل في دراسته للتاريخ وبحثه عن الحقيقة .
     وفي ذلك يقول الدكتور المشهداني :"  ان ما دعاني لتبنى مثل تلك النظرية هو جهل البعض من المختصين بدراسة فترة تاريخية معينة بالأحداث التاريخية المهمة لفترات أقدم أو احدث ، فكيف يمكن مثلا للباحث في حيثيات التاريخ الأموي أن يجهل أحداث حكم خليفة عباسي أو لا يدري كيف سقطت بغداد على يد المغول ، بداعي ان ذلك ليس من تخصصه ؟  كما قدم فكرة أخرى قال فيها إن من أهم المتع والملذات في حياة الأكاديميين هو الحصول على ثمار العلم والنتاج المعرفي فدائما ما ننجز بحثا أو نؤلف كتابا وننتظر بعد حين ثمار هذا الجهد الماضي فتاتي البشارة بالموافقة على النشر أو النشر الفعلي وترى اسم البحث أو الكتاب مطروقا في الأسواق أو الندوات ومحطات الإعلام . أنها فرحة كبرى  للباحث قبل غيره . 
   كما يتبنى الدكتور المشهداني فكرة يحاول نشرها بين طلبته مفادها أن " العراقيين بالذات يفهمون فلسفة وأهداف التاريخ أكثر من غيرهم لأنهم يعيشون وسط أجواء  التاريخ الماضي ،  ويتنسمون عبقه  ،  فالتاريخ كالشجرة جذورها الماضي ، وأوراقها الخضر الحاضر ، وثمارها المستقبل . وان ماتعرض له العراق  -عبر تاريخه الطويل - من استهداف وفتن وخاصة في ظل النكبات والاحتلالات ومواجهة ذلك  ، لهو دليل على عمق تاريخ هذا البلد وقوة إرادة أبناءه وسعيهم للتجدد ، وإعادة البناء كلما لزم ذلك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بديع الزمان الهمذاني ومقاماته - ابراهيم العلاف

  بديع الزمان الهمذاني ومقاماته - ابراهيم العلاف وكما وعدتكم في ان اتحدث لكم في كل يوم عن شاعر ، واقول انني اعود الى كتب تاريخ الادب العربي ...