بسم الله الرحمن الرحيم
ياايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ،وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ،إن أكرمكم عند الله اتقاكم " صدق الله العلي العظيم
البيان الختامي وتوصيات الندوة العلمية 32 لجامعة الموصل –مركز الدراسات الإقليمية حول
" العلاقات العراقية – التركية من التاريخ
المشترك إلى التعاون المستدام "
والمنعقدة في المنتدى العلمي والأدبي في الجامعة يوم 29حزيران 2011
برعاية كريمة من معالي الأستاذ علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبحضور الأستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي رئيس جامعة الموصل ، وأعضاء مجلس جامعة الموصل ومديري المراكز العلمية والباحثين وجمع كبير من المهتمين بالشأن العراقي والتركي ، عقدت جامعة الموصل – مركز الدراسات الإقليمية، وبالتعاون مع الدائرة الثقافية العراقية في أنقرة ندوة علمية بعنوان : " العلاقات العراقية – التركية من التاريخ المشترك إلى التعاون المستدام " ، في يوم الأربعاء السابع والعشرين من رجب 1432هـجرية الموافق لليوم 29 حزيران 2011 ميلادية ، وفي المنتدى العلمي والأدبي في رحاب جامعة الموصل.
وقد ابتدأت الندوة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم ، تفضل بعدها السيد رئيس جامعة الموصل ورئيس اللجنة التحضيرية للندوة بكلمة ألقاها الأستاذ الدكتور نزار مجيد قبع مساعد رئيس الجامعة للشؤون العلمية أكد فيها أهمية انعقاد هذه الندوة العلمية في مثل هذه الظروف ،ودعا إلى وجوب مواصلة التعاون بين الباحثين العراقيين والأتراك ومما قاله أن هذه الندوة تسعى إلى تحديد معالم علاقات العراق بتركيا وتشخيص واقعها وسبل تطويرها ووضع أسس سليمة للارتقاء بها والقائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، وإثراء الحوار الهادف لتطوير العلاقات والسعي إلى دعمها بأساليب الاتصال والتعاون وتبادل الخبرات وإحداث تشابك في المصالح الاقتصادية والسياسية، وعندها يصعب انفراط عقد العلاقات إذا ماجرى تأسيسها على ركائز متينة . وأضاف : إن خيارات العراق الإستراتيجية تكمن في إقامة أوثق العلاقات مع تركيا كثيرة وفي طليعتها مجالات التعاون المائي ،وإقامة مشاريع مائية مشتركة، ومجالات استثمارية واسعة الطيف في الحقول الصناعية والزراعية والبنى التحتية، وفي مجالات النفط وتصنيعه والغاز الطبيعي. خاصة وان العراق يعد بلداً واعداً، تتوافر فيه فرص استثمارية عدة الأمر الذي يدعم توثيق العلاقات وتعميقها خدمةً للشعبين العراقي والتركي .
وقد قدم السيد رئيس جامعة الموصل في كلمته ، الشكر والتقدير للدائرة الثقافية العراقية في أنقرة ممثلة بالأستاذ الدكتور محمد الحمداني المستشار الثقافي لجهوده الطيبة والمخلصة في نجاح الندوة وترتيب استضافة الأساتذة والباحثين الأتراك وبالتعاون مع اللجنة التحضيرية في جامعة الموصل والأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف مدير مركز الدراسات الإقليمية .كما شكر السيد رئيس الجامعة الباحثين العراقيين والضيوف ، وإعلام جامعة الموصل والإعلاميين الذين غطوا الندوة ،والدكتور شامل فخري العلاف رئيس قسم اللغة التركية في كلية الآداب على جهودهم .وقد قدمت لهم شهادات تقديرية وشهادات مشاركة في الندوة .
كما تحدث الأستاذ الدكتور عبد الرحمن قايقجي عميد كلية طب الأسنان في جامعة غازي عينتاب رئيس الوفد التركي عن الاهتمام بتطوير العلاقات بين تركيا والعراق ،وأكد ضرورة التعاون العلمي بين الجامعات التركية والعراقية واستعرض جانبا من نشاطات جامعة غازي عينتاب العلمية وشكر بأسم زملائه السيد رئيس جامعة الموصل- رئيس اللجنة التحضيرية للندوة على استضافة الجامعة للأساتذة والباحثين الأتراك ودعا إلى استمرار التعاون نحو الأفضل مشيرا إلى الروابط المهمة التي تربط الشعبين التركي والعراقي وأهمها رابطة الجيرة والدين والمصالح المشتركة .
والجدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي تنفيذاً للبيان الختامي وتوصيات الندوة الدولية التي عقدت في أنقرة يومي التاسع والعاشر من حزيران 2010 ، وبمشاركة باحثين من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمؤسسات البحثية العراقية ، ومركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية (اورسام ) ومركز اتاتورك للدراسات والبحوث (أتام ) في أنقرة حول العلاقات العراقية –التركية .وقد أنجزت جامعة الموصل وعلى مدار سنة كاملة مضت، العديد مما تم الاتفاق علية وبخاصة دراسة نصوص الكتب المنهجية العراقية وتصحيح الكثير من المفاهيم المتداولة وتعزيز الاهتمام بالثقافة المشتركة .
حضر الندوة من الأساتذة الأتراك الأستاذ الدكتور عبد الرحمن قدايقجي ، والأستاذ الدكتور جاهد باغجي، والأستاذ الدكتور علي أق بنار والأستاذ الدكتور رمضان قوج من جامعة غازي عينتاب والأستاذ الدكتور محمد عبد الله عرفات من جامعة قره دنيز والباحثة نباهت تانري ويردي NEBAHAT TANRIVERDI من مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية (أورسام-ORSAM ) في أنقرة والدكتور عبد الباقي بوزقورت والدكتور فصيح دينج من جامعة ماردين.كما حضرها أساتذة وباحثين من الجامعة الإسلامية وجامعة بغداد .
توزعت بحوث الندوة على جلستين سبقتهما محاضرة افتتاحية قدمها الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف بعنوان : " وضعية الدراسات التركية في العراق خلال التسعين سنة الماضية" . أشار فيها إلى أن السنوات الماضية، شهدت اهتماما ملحوظا بالدراسات العثمانية والتركية في العراق وقال إن الاهتمام بالدراسات التركية جاء بعد تشكيل الدولتين العراقية الحديثة 1921 ، والدولة التركية الحديثة 1923 . وكان وراء الاهتمام بالدراسات التركية عاملان مهمان : أولهما - له علاقة بمطالب الأتراك بولاية الموصل وصدور قرار عصبة الأمم سنة 1925 بصيرورة ولاية الموصل جزءا لايتجزأ من الدولة العراقية. وثانيهما - الرغبة في التعرف على التجربة التركية التي قادها مصطفى كمال(1919-1938 ) ، في بناء تركيا ،وتنميتها ".ومما زاد في الاهتمام قوة الروابط التي تجمع الشعبين العراقي والتركي ومنها روابط الدين، والجيرة، والتأريخ المشترك، والمصالح المتبادلة .
وعلى هامش الندوة تم التوقيع في رئاسة جامعة الموصل على مذكرة تفاهم بين جامعتي الموصل وجامعة ماردين تضمنت محاور وبنود للتعاون العلمي والثقافي .
عقدت ثلاث جلسات علمية وكما يأتي :
الجلسة الأولى : ألقيت فيها البحوث الآتية:-
·العثمانيون في المناهج المدرسية العراقية للأستاذ الدكتور ذنون يونس الطائي.
·فرص الاستثمار الصناعي في نينوى للأستاذ الدكتور أنمار أمين البرواري.
·رؤية من أجل علاقات إستراتيجية بين العراق وتركيا للأستاذ الدكتور عصمت برهان الدين عبد القادر .
·الاستقرار السياسي في العراق والعلاقات الاقتصادية العراقية – التركية للدكتور مفيد ذنون يونس.
·تركيا والفرص الاستثمارية المتاحة في العراق : رؤية من الواقع للدكتور عبد الله فاضل الحيالي.
·التبشير في الموصل وموقف السلطات العثمانية منه للدكتور فصيح دينج
·الدولة العثمانية وموقع العراق في القرن التاسع عشر للدكتور عبد الباقي بوزكورت
·ملامح الموقف الأمريكي تجاه الدور الإقليمي التركي للدكتور ذاكر محي الدين العراقي.
·البعد التاريخي للعلاقات العراقية – التركية للدكتور محمد عبد الرحمن ألعبيدي.
·
.دور الشركات التركية في إعداد وتنفيذ خارطة استثمارية شاملة في مجال البنى التحتية لمحافظة نينوى للدكتور هاشم محمد عبد الله العركوب .
·اتجاهات طلبة جامعة الموصل نحو تركيا للدكتور أسامة حامد محمد والسيدة هديل صبحي إسماعيل.
·البعد الديني والوجداني للعلاقات العراقية – التركية للدكتور هاشم عبد الرزاق الطائي.
الجلسة الثانية : ألقيت فيها البحوث الآتية:-
·الدراسات التركية وآفاقها المستقبلية بين العراق وتركيا للدكتور شامل فخري العلاف.
·آفاق التعاون المائي بين العراق وتركيا للدكتور ريان ذنون محمود العباسي.
·الاستثمار الأجنبي المباشر والتطور المالي والنمو الاقتصادي : دراسة مقارنة لتركيا وبعض الدول العربية للدكتور مثنى عبد الرزاق الدباغ.
·العلاقات العراقية- التركية في ضوء اتفاقية التعاون الأمني والاستراتيجي للدكتورة أفراح ناثر جاسم.
·العلاقات العراقية التركية العمق التاريخي وآليات تفعيل التواصل للدكتور حامد محمد طه السويداني.
·العلاقات العراقية –التركية : المجال الأمني للسيد واثق محمد براك.
·دور اللغة في تعزيز العلاقات بين العراق وتركيا للسيد حسن محمد فرحان.
·واقع وآفاق العلاقات الثقافية بين العراق وتركيا للسيد فواز موفق ذنون.
·واقع ومستقبل نقل النفط العراقي عبر تركيا خط أنابيب كركوك-جيهان أنموذجا . للسيد عبد الرزاق خلف محمد الطائي.
الجلسة الثالثة الختامية لتقييم الندوة : شارك بها باحثان تركيان هما الأستاذ الدكتور محمد عبد الله عرفات (جامعة قره دنيز ) والدكتور عبد الباقي بوزقورت (جامعة ماردين ) وباحثان عراقيان هما الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف والدكتور عبد الله فاضل الحيالي (مركز الدراسات الإقليمية ) وخلال جلسة التقييم دارت مناقشات ومداخلات من السادة الحاضرين في الندوة، بعدها قرأ الدكتور عبد الله فاضل الحيالي البيان الختامي والتوصيات وأبرزها ما يأتي :
·تثمين سياسة تركيا الحالية تجاه العراق والرامية الى بناء علاقات وثيقة مع جميع القوى العراقية وتوكيد علاقاتها القوية مع الحكومة المركزية وفتح جسور الحوار البناء والتعاون مع جميع أطراف العملية السياسية في العراق.
·تثمين دور الدائرة الثقافية في تركيا في ايجاد وتنمية العلاقات الثقافية والتعليمية والعلمية بين الجامعات العراقية والتركية ومنها عقد الندوة الحالية وسابقتها في تركيا ، آملين انعقاد الندوة الثالثة في جامعة بغداد في الخريف القادم كما هو مخطط له سابقا .
·الدعوة إلى تشكيل لجنة عراقية-تركية مشتركة ، لتصحيح المفاهيم التاريخية التي تسيئ الى البلدين ، انطلاقا من المشتركات الايجابية بين الشعبين الشقيقين .
· استحداث قنوات اتصال جديدة لتطوير العلاقات الثقافية والعلمية بين العراق وتركيا
· العمل على تأسيس "مجلس تعاون لبلدان حوضي دجلة والفرات" يهتم بدراسة القضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها أمن الحدود وإدارة الموارد المائية.
· بناء منظومة جديدة من أنابيب نقل النفط الخام العراقي عبر الأراضي التركية.
· السعي بأتجاه توفير مناخ اقتصادي مستقر وقابل للتنبؤ وبمستوى منخفض من الفساد مع مراعاة تامة لحقوق الملكية الفكرية والمادية فضلا عن تعديل قوانين العمل وبالشكل الذي يضمن تحقيق الأهداف المرجوة .
· تسهيل الإجراءات المعقدة في تسجيل الشركات الأجنبية ومنها الشركات التركية ومنح تراخيص الاستثمار بشكل انسيابي .
· تشجيع الاستثمار التركي على أقامة صناعات بتروكيمياوية وصناعات مستخدمة لمنتجاتها،اعتمادا على النفط والغاز العراقيين،وتوكيد أهمية استخدام عنصر العمل العراقي.
·. دعم وتعريف المستثمرين الأتراك، بفرص الاستثمار المتاحة في العراق ومنها مشروع "ري الجزيرة" بما يعود بالفائدة للطرفين.
· فتح فروع لمصارف تركية كبيرة (حكومية أو أهلية) في المناطق الحرة المقترح إنشاءها في محافظة نينوى والمحافظات الأخرى.
· التوصية بعقد الندوة العلمية القادمة في اسطنبول وبعنوان مقترح فحواه: " مستقبل العلاقات العراقية-التركية" بالتعاون بين الجامعات العراقية والجامعات التركية . فضلا عن المراكز البحثية المتخصصة وبالتنسيق مع الدائرة الثقافية العراقية في تركيا.
في جلسة تقييم الندوة تم التأكيد على النجاح الكبير الذي تحقق استنادا إلى آراء السادة المشاركين في الندوة، والتي ظهرت من خلال اللقاءات مع وسائل الإعلام والقنوات الفضائية والصحف .وقد أعرب الحضور واللجنة التحضيرية والباحثين العراقيين والأتراك عن شكرهم وتقديرهم واعتزازهم بالرعاية الكريمة التي حظيت بها الندوة من لدن معالي الأستاذ علي الأديب وزير التعليم العالي والبحث العلمي ودعمه الكبير لها .كما قدموا الشكر لدوائر الوزارة المختصة والى رئاسة جامعة الموصل والدائرة الثقافية العراقية في تركيا لجهودهم الكبيرة في دعم الحركة العلمية وبناء صرح الحضارة في العراق الديمقراطي الموحد ومن الله التوفيق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق