بين ان يكون للانسان شعور ، وبين ان يفقد الانسان هذا الشعور !!
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ان يكون لدى الانسان شعور ، وان يكون للانسان احساس ؛ بمعنى ان يكون يقظا يشعر بما يحيط به ، ويحس بما يواجهه ، وبعكسه البليد الذي لا إحساس له ، ولا شعور . نقول هذا بليد ، وهذا حساس .
الانسان الذي يحس يكون في الغالب واضحا صادقا ، يحس بآلآم الناس ، ويتحسس بمشاعرهم تجاهه ، وتجاه ما يقوم به الاخرون ، وغالبا ما يكون الانسان الحساس ، انسان يحترم مشاعر الاخرين فيأنف من ان يجرحهم ، أو يتألم عندما يحس انه آذى انسان بكلام او بفعل .والانسان الحساس هو الذي يحاسب نفسه بإستمرار ودوما ، ويحاول ان يبعدها دوما عن الخطر .
اتذكر ومنذ سنوات بعيدة قرأت مقالا للمرحوم الاستاذ محمد خليفة التونسي في مجلة (العربي ) الكويتية عن (الحس والاحساس ) ، ولو انه عالج الامر من ناحية لغوية لكني افدت من المقال ، فهو اكد ان الشعور ادق من الاحساس ؛ فالشعور تعبير عن (الوجدان) . وثمة ما يتعلق بالشعور القومي او الشعور الديني وغالبا ما نحس بالجمال ونشعر بقيمته وهناك حسا مشتركا بين البشر واشتراكا في وضع قواعده الاساسية وابرزها ان الانسان يحس بالاخرين ، يحس بفرحهم ، ويحس بحزنهم ، ويحس بمحنتهم او ما يواجهونه من عقبات من خلال وضع نفسه في مكانهم ؛ تحس بالفقير ، وتحس بالمريض ، وتحس بالمظلوم ، وتتألم وتعبر عن ما يحسه هذا الفقير ، وما يحسه هذا المريض ، وما يحسه هذا المظلوم ، وإلا ، فإنك ان لم تحس فأنت ليس بإنسان وما تقوم به هو انك تحب نفسك فقط ، ولاتعمل الا لها ، ولاتحس بمعاناة الاخرين ، وعندئذ تفقد انسانيتك . واجزم ان الاحساس بالاخرين ليس فقط حالة عاطفية .. الوجدان مسؤولا عنها بل العقل ايضا .وقريب من الحس والاحساس ان يكون الشخص رقيقا مهذبا يتأثر بما حوله ويتفاعل بطريقة وجدانية ، وعقلية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق