مصب نهر الليطاني عند القاسمية - بحيرة واسعة
ونهر الليطاني................ مفتاح مستقبل لبنان
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وتسمعون عن نهر الليطاني في لبنان في اخبار الصراع العربي- الاسرائيلي ، وتشاهدون في التلفزيون في القنوات الفضائية ما يحدث من معارك . وتتابعون في وسائل التواصل الاجتماعي ، الحرب وتداعياتها ، وتعرفون اسمائ القرى المنتشرة في جنوب لبنان ، وتكالب القوات الاسرائيلية لاقتحام الحدود مع لبنان وما تواجهه من مقاومة شرسة ، ووجود قوات اليونيفيل التابعة للامم المتحدة ، ودعوة القوات الاسرائيلية لها لكي تنسحب من بعض المناطق ، ورفض هذه القوات ، وتتناقل وكالات الانباء اخبار المقاومة اللبنانية البطلة وصدها الهجوم الاسرائيلي .
ما هو نهر الليطاني ؟ ولماذا يسمونه مفتاح مستقبل لبنان ؟ وهل يضّيع اللبنانيون مستقبلهم ؟ . إنه صراع ابدي ، ووجودي تتناقله الاجيال تلو الاجيال الى ان يرث الله الارض وما عليها . نهر الليطاني من أهم انهار لبنان ، واكثرها قيمة سياسية وعسكرية واقتصادية .كان ومنذ 100 سنة في (قلب العاصفة) .وكما جاء في موقع ويكيبيديا الالكترونية والرابط هو :https://ar.wikipedia.org/.../%D9%86%D9%87%D8%B1_%D8%A7%D9...
فإن سكان لبنان ، يستفيدون من مشاريع نهر الليطاني للري ؛ ينبع النهر من غرب بعلبك في سهل البقاع ، ويصب في البحر المتوسط شمال مدينة صور. يبلغ طوله 170 كلم .. ينبع ويجري ويصب في لبنان. وتبلغ قدرته المائية تقريباً 770 مليون م3 سنوياً .وقد أُقيمت عليه المشاريع والدراسات للاستفادة منه في إنتاج الطاقة الكهرومائية ، وتأمين مياه الري والشرب للبقاع والجنوب والساحل بهدف تنمية القطاع الزراعي والكهربائي وللحد من النزوح والهجرة.
شاركت سلطة نهر الليطاني في مشروع ضخم لتنمية الطاقة الكهرومائية، فاستغلت منطقة رئيسة بطول 850 مترًا تقع بين بحيرة القرعون والبحر المتوسط ، فأحدث هذا التطور تغييرات هيدرولوجية كبيرة في حوض النهر، حيث تم تحويل العديد من الروافد العليا فوق (بحيرة القرعون) عبر نظام من الأنفاق ، والبرك. ولنهر الليطاني (16) رافدا هي منها: في البقاع على الضفة اليمنى نهر البردوني -نهر شتورا -نهر قب -نبع سعد نايل -نبع عميق -نبع الخريزات -نبع مشغرة. وفي البقاع على الضفة اليسرى - نهر يحفوفا (الذي يروي سهل رياق) -نهر الغزيل، وهذا الأخير هو أهمها على الإطلاق لأنه يضم نبع رأس العين (تربل) - نبع الفاعور - عين البيضا - نهر الفارغ - نبع شمسين -نبع عنجر.
اليوم 5-10-2024 ، أجول بكم ، وعبر استطلاع منشور في مجلة (العربي ) الكويتية ، العدد (245) ابريل - نيسان 1979 اي قبل (45) سنة عن نهر الليطاني ، والاستظلاع مهم جدا والصورة المنشورة من الاستطلاع قام به مصطفى نبيل وصوره عبد الناصر شقره وفيه-بإخنصار شديد- ان حوالي مليون انسان بعيشون على ضفاف نهر الليطاني موزعين على (100) قرية عربية ، وللاسف يعيشون في خطر داهم ، والنهر بتعرجاته هو الحد الجغرافي الذي تسعى اسرائيل دوما للوصول اليه ولها مطامع في نهر الليطاني ، ومنذ عقود طويلة ، وللنهر تاريخ طويل ويسميه العسكريون في خرائطهم (الخط الاحمر) ، والجولة ابتدأها الصحفي من منابع الليطاني في البقاع عند بعلبك في اهم الينابيع التي تغذي النهر عند نبع (العليق) ، والنبع بحيرة صغيرة لاتتجاوز مساحتها 400 متر مربع وفي نهايتها جسر وهذا هو النبع الرئيسي وهو يقوم على خزان هائل من المياه الجوفية ومياهه ترتفع عند موسم الامطار وذوبان الثلوج وطبعا في لبنان 35 نهرا تمتد من شماله الى جنوبه هي النهر الجنوبي الكبير - نهر ابو علي- نهر ابراهيم - نهر الكلب -نهر الليطاني - نهر الحاصباني - نهر العاصي والليطاني اطولها وحوله قرى والنهر يستمر جنوبا حتى يحاذي وادي التيم راشيا وحاصبيا على سفوح جبل الشيخ عندما ينعطف الليطاني عند سفح قلعة الشقيف ليخترق المنطقة الممتدة نحو جنوب لبنان ، ويشق طريقه في صخور لبنان الكلسية ، ويقطع بلاد الشقيف وبلاد بشارة التي يطلق عليها جبل عامل ليصب في البحر المتوسط عند القاسمية بين صور وصيدا .
من المعالم المتصلة بنهر الليطاني، نبع العليق ، وسد القرعون وبحيرته ، وهو كجزء من مشروع نهر الليطاني الذي من اهدافه التحكم بالمياه وتوليد الكهرباء لاهل البقاع والجنوب .ويروي الصحفي قصة المشروع وتعثره وضغوط اسرائيل والقوى الكبرى وقيام احد المهندسين بتقديم الدراسات حوله وهو الشهيد المهندس ابراهيم عبد العال الذي اغتيل في ظروف غامضة وتبرع المرحوم الشيخ زايد رئيس دولة الامارات العربية لتمويل المشروع .
أُنهى المقال بماقاله المرحوم رئيس وزراء لبنان السابق تقي الدين الصلح قال :" اوليت مشروع نهر الليطاني كل اهتمامي ؛ فمطامع اسرائيل في نهر الليطاني لاتحتاج الى دليل ، والجنوب اللبناني ضمن الحلم الصهيوني وهو يحقق لإسرائيل الحدود الطبيعية والجبلية المنيعة في المنطقة المتممة جغرافيا للمرتفعات السورية ومن ناحية اخرى تستطيع اسرائيل ان تستوعب ضعف سكانها عن طريق سيطرتها على مياه نهر الليطاني وبواسطة التوسع الرأسي والاستفادة من الاراضي التي تحت سيطرتها الان وتنقصها المياه " .
افبعد كل هذا نحتاج الى دليل لكي نقول ونُذّكر بالخطر ، ويأتي جاهل لا يعرف ماذا يدور ويعلق تعليقا باهتا . انه الخطر.. الداهم انه الصراع الوجودي ..انها المقاومة الباسلة انه المستقبل . 5-10-2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق