راماتان ..................بيت الدكتور طه حسين عميد الادب العربي
- ابراهيم العلاف
في يوم 28 تشرين الاول 1973 توفي الدكتور طه حسين الكاتب والناقد والمفكر والاديب والوزير وعميد الادب العربي .توفي في مثل هذا اليوم قبل 50 سنة .رحمه الله وطيب ثراه وودت ان اقف اليوم عند بيته (راماتان ) الذي هكذا سمته زوجته الفرنسية سوزان بريسو والتي توفيت بعده ب(16) سنة عن عمر ناهز ال(94) سنة .
وراماتان كلمة عربية تعني ( الربوة) والربوة في ارض تضم كثبانا رملية
وللاسف ذهب البعض الى ان زوجته الفرنسية هي من اطلقت هذا الاسم الفرنسي على بيته .وكما هو معروف وكما جاء في جريدة ( اخبار اليوم) والرابط هو التالي : *https://m.akhbarelyom.com فإن الدكتور طه حسين عاش في حي الزمالك عقب زواجه، ولكن في الخمسينيات قرر هو وزوجته الانتقال لمنزل جديد، يقول البعض إن زوجته اختارت في الهرم بمحافظة الجيزة في موقع منعزل نسبيًا، ليتم بناء البيت الذي عاش فيه طه حسين من سنة 1955 وحتى وفاته في سنة 1973م، والبعض الآخر يقول إن المنزل كان ملكًا ليوسف بك وهبي وطه حسين اشتراه منه.
ولكن زوجة طه حسين سوزان بريستو، روت في كتابها (معك) قصة الانتقال لهذا المنزل، مؤكدة أن طه حسين كان يحلم طوال حياته بأن يكون له منزل يشبه "رامتان"، ولكنه لم يستطع تحقيق حلمه إلا بعد بلوغه 66 عامًا.
وقالت زوجة طه حسين أن منزلهم القديم في حي الزمالك كان بجوار "مدرسة الفنون الجميلة"، وكانت المدرسة تطالب بهذا البيت لتجعل منه ملحقاً لها، فقررنا بناء فيلا تضم شقة مستقلة يسكن فيها ولده الدكتور مؤنس وزوجته ليلى، ولما كنا نريد حديقة كبيرة وكان هذا مستحيلاً في الزمالك فاتجهنا نحو طريق الأهرام».وعقب انتهاء تجهيزات البيت، طلبت زوجة طه حسين وأولاده منه أن يبحث في النصوص الأدبية القديمة عن اسم للبيت الجديد فاقترح "رامتان"، ووافقنا جميعًا..
وفسر طه حسين معنى الاسم الذي أطلقه على منزله بأنها مفردة عربية، مثنى مفردة (رامة) التي تعني الكثبان الرملية التي ترتاح فيها القوافل في البادية، وقرر أن تكون رامتان هي ربوته التي يرتاح بها ليخرج لنا بإبداعاته الفكرية والأدبية.
يلحق بمنزل طه حسين «رامتان» حديقة بها تمثال نصفي لعميد الأدب العربي من أعمال النحات عبد القادر رزق، وكان يستقبل بالحديقة أصدقاءه المقربون ليتناقشون في الأمور العلمية والأدبية. ومنزل الدكتور طه حسين
يتكون من طابقين، ويضم الطابق الأول حجرة المكتبة، صالة استقبال، حجرة السفرة، وحجرة الصالون، فيما يضم الطابق الثاني حجرة طه حسين ، حجرة زوجته سوزان، حجرة ابنهما الدكتور مؤنس، حجرة الموسيقى، وحجرة المعيشة، ويوصل حجرة العميد بحجرة زوجته باب داخلي يسهل عملية وصول سوزان إلى حجرة العميد.
وتضم مكتبة طه حسين 6859 كتابًا بلغات مختلفة، قد قرأها كلها، وتتنوع الكتب ما بين المؤلفات البسيطة والمجلدات وصولاً إلى أمهات الكتب الضخمة، منها 3725 باللغة العربية و3134 باللغات الأجنبية، كما تضم المكتبة تمثالاً لطه حسين مصنوعاً من البرونز وهو يستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية، بالإضافة إلى الكتب التي كتبها هو وهي تقترب من 50 كتابا..
كما يضم منزل طه حسين عددًا كبيرًا من الأوسمة التي حصل عليها من مصر أو خارجها، ومنها: قلادة النيل التي حصل عليها في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وسام الاستحقاق التونسي الذي حصل عليه من الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، ميدالية الفارس التي حصل عليها من فرنسا، ميدالية الشرف البلجيكية، وغيرها.
وعقب وفاة عميد الأدب العربي طه حسين في 28 تشرين الاول - أكتوبر1973 قررت زوجته أن تترك رامتان وتنتقل للعيش مع ابنتها في حي الزمالك، وفي مطلع التسعينيات، قررت وزارة الثقافة المصرية تحويل منزل طه حسين إلى (متحف طه حسين ومركز رامتان الثقافي) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق