موسى بن نصير وكتابه "شذوذ ومآسي الطائفة الاسرائيلية "
كتب الاستاذ رفعت عبد الرزاق
نشر الصديق الاستاذ صفوك مشعل في صفحته صورة غلاف كتاب نادر ، هو كتاب ( شذوذ ومآسي في الطائفة الاسرائلية ) لمؤلفه موسى بن نصير ، وهو توقيع مستعار لكاتب يهودي لا يحضرني اسمه حاليا ، اشهر اسلامه في سنة 1932وحسن اسلامه كما اخبرني العديد من عارفيه ومنهم الحاج خليل القيسي الذي كان يرافق الشيخ امجد الزهاوي في حله وترحاله ( وهو غير الحاج خليل القيسي القهواتي الشهير ) . الف موسى بن نصير كتابه هذا الذي فضح فيه مايجري من صراع مرير في رئاسة المجلسين الروحاني والجسماني للطائفة الموسوية ببغداد في الثلاثينيات . وقد عمل بعد سنوات معاونا لمدير البريد المركزي فوقف على معلومات خطيرة للنشاط الصهيوني في العراق .
كانت له صلات طيبة مع بعض الشخصيات الاسلامية في العراق امثال الشيخ كمال الدين الطائي والصحفي طه الفياض وغيرهما ، فكانت صحفهما تنشر له المقالات الكثيرة عن اليهود وقضية فلسطين من وجهة نظر عربية واسلامية ، حتى انه اختير عضوا في جمعية الهداية الاسلامية التي كان ينشر في مجلتها التي رأس تحريرها الشيخ كمال الدين الطائي ، وجريدة السجل لطه الفياض الصحفي المعروف الذي اصدر جريدة الفجر الجديد بعد ثورة 1958 . كان موسى بن نصير يترجم ما يجده في الصحف والمجلات الانكليزية عن اليهود والصهيونية وقضية فلسطين فينشرها او يقتبس منها في كتاباته التي نالت اعجاب الكثيرين واهتمامهم . يقول عنه صديقه الكتبي البغدادي الشهير قاسم محمد الرجب صاحب مكتبة المثنى ، ان موسى بن نصير كان يصادر الرسائل الخطيرة المتبادلة بين بعض يهود العراق والحركة الصهيونية ، ويرسلها الى الجهات الحكومية لاتخاذ ما يلزم بشانها ، فقد نصب نفسه رقيبا بلا ضجيج او تبجح . وكان ينفق من ماله على شراء الكتب والدوريات التي يجد فيها المواد المعادية الجديرة بالرد وغيرها . واستمر بهذا النشاط حتى بعد تركه العراق في الستينيات واستقراره في الولايات المتحدة .
ومن الطرائف ان كتابا شهيرا ذاع بين القراء في الجيل الماضي عنوانه ( اليهود في القرآن ) صدر بلا اسم مؤلفه ـ، وكان كما يبدو عالما كبيرا وكاتبا قديرا ، كان موسى بن نصير يشتري منه النسخ الكثيرة ويوزعها على اصدقائه . وقد صدر هذا الكتاب في الثمانينيات ضمن الكتب التي كان خير الله طلفاح يطبعها ويوزعها او ينتحل اسم مؤلفها! . يقول قاسم الرجب بان موسى بن نصير جاءه مرة بنسخ من هذا الكتاب لتصريفها ،ولما عرض الكتاب للبيع جاء احد اليهود فاقتنى منه عدة نسخ ، وقد شعر الرجب حينئذ ان امرا مبيتا سيقع ، فلم تمض بضعة ايام حتى داهمت شرطة التحقيقات المكتبة بعد ان اتصلت السفارة البريطانية بوزارة الداخلية ، فصودرت النسخ واعتقل الرجب ثم اطلق سراحه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق