الأحد، 9 فبراير 2014

قــراءة نـــقدية في مجلة (أوراق فـراتيــــة) بقلم : محمود كريم الموسوي

قــراءة نـــقدية في  مجلة (أوراق فـراتيــــة)
بقلم : محمود كريم الموسوي

عندمَا نبحث بالروافد الثقافية للمشهد الثقافي الحلي، نجد ان مجلة (أوراق فراتية) الفصلية من الروافد الثقافية المهمة التي لا بد وان نخضعها للدراسة، في تواصلها، وسعة موضوعاتها ، وتنوع اهتماماتها، ورصانة نشرياتها من بحوث ودراسات، إضافة إلى جودة إخراجها، وضبط مواعيد إصدارها، وقد أقدمنا على ذلك بعون من العزيز الكريم.
في العدد (17) الذي صدر بداية عامنا الجديد عام 2014م ، تدخل المجلة عامها الخامس برغم كل العقبات المالية، وغير المالية ، وكان لنا فيه القراءة النقدية الآتية:
في اهتمام المجلة باللغة العربية التي غابت موضوعات الاهتمام بها في الصحف والمجلات، افتتح رئيس التحرير موضوعات المجلة بكلمة عن تحريك الهمزة بعنوان (رفقا بالهمزة) ، وورد في الاهتمام نفسه، موضوع للدكتور نايف الساداتي ص 129 بعنوان (من الأخطاء اللغوية الشائعة) ، وبرغم أهمية المعلومات التي عرضها الدكتور، إلاّ إنها كانت مرتبكة التبويب، ضعيفة الترتيب، وضعها في (11) فقرة، مرة يبدأ بالشرح ، وأخرى يعنونها (6ـ التنبيه على خطأ لغوي وشرعي شائع)، فيكرر مفردة (شائع) بلا مبرر، وفي ثالثة يجعل الخطأ عنوانا مثل (9ـ الخطأ في استعمال تواجد) ، أما الفقرة (11 ـ سبحان ) فقد حشرها في الموضوع حشرا، إذ لم يدلنا على الخطأ اللغوي فيها وهو يتحدث عن الأخطاء اللغوية.
والدكتور محمد كريم الشمري أطلعنا على ما توصل إليه من دروس وعبر في الهجرة النبوية للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، فأجملها في (10) فقر بقول في الأخيرة منها: (كانت العناية الإلهية وإرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته قد هيأت كل أسباب نجاح الهجرة النبوية الشريفة من مكة إلى يثرب) ص 13.
وكتب الدكتور محمد جلوب الفرحان في (المدرسة الكلبية: فلسفة وفلاسفة) ، فبدأ بسرد عن ذكرياته مع حلقة المسيب الفلسفية، ثم بحث في الاصطلاح، وتأملات في أصول الحركة الكلبية، ومبادئ مدرستها الفلسفية، ويخلص إلى القول : (إن الكلبي هو مثال للواعظ اليومي للناس، وهو الحارس الأمين (وكلب الحراسة الأمين) على مقدرات الإنسانية) ص26.
والشيخ عبد الحليم عوض الحلي،ومن مدينة مشهد الإيرانية ساهم بالكتابة عن حياة وشعر (الحسين بن داود البشنوي ت 465هـ) ، فيقول فيه : ( وصل إلينا من أشعاره ما نقله بعض المؤلفين مثل ابن شهر آشوب السروي المتوفي سنة 588هجرية في كتاب مناقب آل طالب عليهم السلام وابن الأثير المتوفي سنة 597هجرية في خريدة القصر وجريدة العصر) ص 27، واعتمد (17) مصدرا للملمة شعره قائلا : (ارتأيت أن أجمع في هذه الوريقات ما يمكن لي جمعه من أشعاره وأبوبها وأرتبها عسى أن يكون هذا العمل مفتاحا لبعض الباحثين والمنقبين للعثور على ديوانه أو على مجموعة أكثر من شعره ) ص27.
وأتحفنا الناقد شكيب كاظم بموضوع (الطفولة الملغاة للشاعر الراحل مصطفى جمال الدين ) ، الشاعر العلامة الذي نقل عنه الناقد قوله : (في سن الثالثة عشرة ، وبعد سنتين من دراستي الدينية، لبست العمامة، طفولة معممة مبتعدا عن نزعة اللعب والمرح والانطلاق) ص43.
وكان بودنا لو توسع الناقد في كشف مؤثرات تلك الطفولة في شخصية جمال الدين ، لاسيما وهو يقول : (مبتعدا عن نزعة اللعب والمرح).
و(تأصيل وزن شعري حلي ) للشاعر ستار محمود الخفاجي، هو عبارة عن تعقيب على موضوع (دراسة في القصيدة الشعبية: اهنا يمن جنه وجنت أنموذجا ) ، لا يرقى أن يكون في باب بحوث ودراسات ، بدليل إن كاتبه يقول : (خلاصة الحديث) ص 49 ، ولم يقل خلاصة الدراسة أو خلاصة البحث، واستكمالا لما عرض نحيل الشاعر إلى موضوع (المرزوك والمجرشة) للشاعر محمد حمزة العذاري، المنشور في العدد الأول من مجلة الملتقى الصادر في 17 / 4 / 2003م ، وموضوع ( قصيدة المجرشة.. ما لها وما عليها ؟) للشاعر محمد الخالدي في الجزء الثاني من كتابه (الشعر الشعبي العراقي في دراسة معاصرة) وغيرها ، ليزيل اللبس فيما ذهب اليه .
وجاء لرئيس التحرير، القسم الأول من موضوع (سدة الهندية) ، المستل من مخطوطة له، والموضوع لمرور مائة عام على إنشاء السدة التي يقول فيها: (لم تنل هذه السدة التي اشتهرت باسم مهندسها شورندرفير الاهتمام المطلوب، وأهملت صيانتها مما أدى إلى تصدعها وانهيارها ) ص 58.
والقسم الأخير من موضوع (الدكتور سلمان هادي آل طعمة وروافد الفكر) للباحث علي حسن الجنابي احتوى على إصدارات الدكتور البالغة (65) إصدارا ، وقد سلسلها على وفق تاريخ الإصدار من عام 1954 إلى عام 2013م ، في حين يستكمل لنا الدكتور آل طعمة في مكان آخر من المجلة ذكرياته مع أدباء بغداد فيذكر لنا (26) منهم بقسم ثالث ليصل العدد الى (56) علما ، وما يزال الموضوع مفتوحا لأعداد قادمة.
وكتب لنا الباحث التراثي رفعت مرهون الصفار عن (صاعد البغدادي الأندلسي) ، واذ يقول فيه : ( كان صاعد عالما بالأدب واللغة قصاصا شاعرا له معرفة بالموسيقى والغناء، حاضر البديهة سريع الجواب، طيب المعاشرة، ذكيا فطنا وقد آتاه الله ذاكرة قوية وملكة أدبية مواتية) ص 68 ، أورد أسماء من نهل عليهم العلم ، ومناظراته في مجلس المنصور ، ثم ذكر (أكاذيبه)، معللا الدفاع عن النفس سببا لها.
والدكتور صباح نوري المرزوك شارك بالقسم الثاني من مستدركه على كتابه (حلة بابل أو بغداد الصغرى ) مترجما لـ (24) علما أغفل ذكرهم في معجمه.
وحدثنا الدكتور عبدالرضا عوض رئيس مجلس إدارة المجلة عن رحلته إلى إيران في تشرين أول 2013م ، فذكر بعض مشاهداته في عبادان والمحمرة وأصفهان ومشهد، ثم مشاركته في مؤتمر ولاية أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(ع).
وفي القسم الثاني من موضوع (محلات الحلة القديمة) أورد الدكتور ظاهر الشمري شرحا وتوضيحا عن محلات (الكراد، والجباويين، والتعيس) من الجانب الغربي من نهر الفرات.، مكتفيا بذكر ( الـكلج ، والوردية) من الجانب الشرقي.
وفي مساحة ( من ص 139ـ إلى ص 160) ، فرش ملف الدكتور إبراهيم خليل العلاف عن الموصل الحدباء وقد وزعه في خمس فقر : (شخصية الموصل ودورها الحضاري، سور الموصل وأبوابها ، حمامات الموصل في العهد العثماني، عبد الخالق خليل الدباغ وكتابه معجم أمثال الموصل العامية، القاص أنور عبد العزيز .. شهادة مؤرخ) ، فيقول : (الموصل أحبائي ــ أعزائي القراء ــ ليست مدينة فحسب إنها حضارة وهي تاريخ وتراث وموقف ودور) ص 139.
في باب (قراءات) ، كان للدكتور بدر ناصر حسين قراءة في كتاب (الحوزة العلمية) ، وللباحث محمود كريم الموسوي قراءة في تحف المرزوك الكوفية والنجفية ، قسمتها هيئة التحرير ونشرت القسم الأول منها ، فيبدأ القول : ( أرى إن الأستاذ الدكتور صباح نوري المرزوك ، امتحن سعة ذكائه ـ وقدرته على المطاولة ، وقوته قي الصبر وجمع جهدا استثنائيا، وتوكل والتوكل من دلائل الإيمان ، فركب الصعاب ، وأقدم على عمل لا يمكن التفكير بانجازه إلاّ من قبل مؤسسة) ص 164.
وعبدالكريم الجزائري الذي عرّفته المجلة بأنه مفكر إسلامي من البصرة ، كتب (موجبات التعايش السلمي في الإسلام) ، وأسهب توضيحا للوصول إلى القول : (إن الدين الإسلامي رسم للإنسانية خريطة التعايش السلمي) ص 176، وقسم مصالح التعايش السلمي إلى مصالح خاصة ، أوضحها في الانتماء الحقيقي للإسلام والحصول على الأخيرية عند الله والبقاء والاستمرار الذي لم يفرق فيه بين البقاء النسبي للفرد ، والبقاء المطلق للمجتمع، أما المصالح العامة فهي القسم الثاني الذي يقول فيها (إن مصالح الأمة هي الأخرى أمانة في أعناقنا ـ وسنُسأل عنها يوم القيامة عند رب لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض أو في السماء) ص180.
و(رسالة إلى وثني) للأديبة المغتربة ماجدة غضبان شلب، ويبدو إن هيئة التحرير لم تجد تجنيسا أدبيا لنص الرسالة، فأفردته في باب بعنوان (نصوص أدبية).
فيما ختمت المجلة موضوعاتها بقصيدة الشاعرة حسينة عباس بنيان (سهل امرأة) التي تقول فيها:
الجرح الصارخ... لم يؤلمني
بين الحين وبين الحين
بل أبلى جفني.. ملأ تراب.
أما الأبواب الثابتة، باب (أخبار ثقافية) ورد فيه (31) خبرا ، وباب (إصدارات حديثة) ذكر فيه (38) إصدارا.
افتقدنا في هذا العدد باب (القصة القصيرة) ، ولم نجد بين الأبواب الثابتة باب ( بريد المجلة) ، ولا أعتقد إن المدة بين عددين (ثلاثة أشهر) ، لا تحوي على مراسلة مع المجلة صالحة للنشر.
*المصدر : http://www.almashriqnews.com/inp/view.asp?ID=61411




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رائد العمران الثقافي والفني السوري الدكتور عفيف بهنسي 1928-2017 في ذكراه السابعة

  رائد العمران الثقافي والفني السوري الدكتور عفيف بهنسي 1928-2017 في ذكراه السابعة ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس -...