الشيخ عبد الوهاب الشماع ...مع اطيب التحيات
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث -العراق
***********************************من علماء الدين الافذاذ الذين تفخر الموصل به ، وبعلمه ، وبمواقفه الوطنية ، وبما قدمه خدمة للمسلمين وللعراقيين ..استغربت من عدم وجود صورة له على الشبكة العالمية -الانترنت مع ان له تاريخا لايمكن الا ان يذكر .. فسيرة الرجل العلمية والجهادية والاجتماعية واعماله لابد وان تكون درسا لابناءنا واحفادنا تساعدهم في فهم الحياة ..كتب عنه الاستاذ احمد محمد المختار في كتابه القيم "تاريخ علماء الموصل "، وكتب عنه الحاج عبد الجبار محمد الجرجيس في " موسوعة علماء الموصل " وقالا عنه انه من العلماء الاعلام الذين وضعت على اكتافهم مسؤولية الحفاظ على نزعة الموصل الايمانية العربية الاسلامية في اصعب الظروف والفترات التي مرت بها .. ولعل مما يٌذكر في هذا الصدد قيادته لتظاهرة عارمة في الساعات الاولى من قيام ثورة 14 تموز 1958 انطلقت من قرب مقهى المرحوم مصطفى الاعرح في باب الجسر متجهة صوب المركز العام للشرطة في باب الطوب وما كان للشرطة الا ان أغلقوا المركز العام ودلفوا الى داخلة وتركوا التظاهرة تأخذ طريقها الى المنطقة الواقعة أمام مبنى بريد الموصل القديم قبالة شارع النجفي وقد بدأ توافد ابناء الموصل الى موقع تجمع المظاهرة معبرين عن فرحتهم بقيام الثورة واعلان جمهورية العراق .وعندما بدأت الثورة تأخذ مسارا آخر وتأثرت قيادتها ببعض التيارات السياسية وحدثت ثورة الشواف في الموصل يوم 8 اذار سنة 1959 كان للشيخ عبد الوهاب الشماع مع عدد من علماء الموصل امثال الشهيد هاشم عبد السلام والاستاذ الشيخ غانم سعد الله حمودات والشيخ عبد الله الاربيلي والشيخ بشير الصقال دور كبير في الحفاظ على هوية الموصل وشخصيتها العربية الاسلامية ..
الشيخ عبد الوهاب الشماع من مواليد محلة شهر سوق قرب بيوت ال الجليلي بمدينة الموصل سنة 1352 هجرية 1934 ميلادية ، وكان يعمل خياطا قبل ان يسلك طريق العلم الشرعي ، وقد ترك مهنة الخياطة ليتفرغ للدعوة الاسلامية . وقد سمعت بالشيخ عبد الوهاب الشماع ، وانا طالب في المتوسطة المركزية بمحلة النبي شيت اوائل الستينات من القرن الماضي وعلمت بأنه من تلاميذ الشيخ عمر النعمة ، والشيخ عبد الله الحسو ، والشيخ عبد الله الاربيلي، والشيخ عثمان الجبوري ، والشيخ محمد علي العدواني ،وانه تلقى على ايديهم جانبا كبيرا من العلوم النقلية والعقلية وقد تلقى الاجازة العلمية من الشيخ عبد الله الحسو .كما حصل على شهادات علمية من الشيخ عمر النعمة والشيخ الاستاذ محمد علي العدواني ولعل مما يذكر في هذا المجال ان معظم من درس على ايديهم كانوا من رجالات الدعوة الاصلاحية المعتدلة التي تأخذ بمبادئ السلف الصالح .والشيخ الشماع من العلماء العاملين على نشر القيم الدينية الاسلامية بين الشباب ، وقد ترأس لجنة التوعية الدينية في مديرية اوقاف الموصل لهذا كان معروفا في الاوساط العلمية والدينية في العراق كله وقد ارتبط بصلات وصداقات واسعة مع علماء ومشايخ العراق وعرف بهدوئه ، وتواضعه ، ومحبته للناس ومساعدته للمحتاج كما كان خطيبا مٌفوها ، مؤثرا بمستمعيه وقد حضرتٌ كثيرا من خطبه ايام الجمع في جامع النبي يونس عليه السلام وقد كرس نفسه لالقاء الخطب في كثير من نواحي واقضية الموصل ..كما كان يسهم في دورات التوعية الدينية بكل فاعلية ومن كتبه كتاب :"الاسلام يدعو الى العمل والاحتراف وينهى عن التسول والانحراف " كما كتب عن "الرحلات الايمانية " وقرأت له العديد من المقالات في مجلات عديدة ومن الواجب جمعها واصدارها في كتاب واقترح ان يقوم ولده صديقنا الشيخ محمد بهذه المهمة ...تولى مسؤولية "رابطة علماء العراق -فرع الموصل " فترة طويلة كما رأس المجلس العلمي لاوقاف نينوى منذ سنة 1965 وقد شغل منصب الامامة والخطابة في جوامع عديدة وكان لفترة وفي مطلع شبابه "واعظا سيارا " .وعن هذا الطريق سعى في انشاء جوامع عديدة في القرى والارياف زادت على ال20 جامعا ومسجدا .وقد زار بعض الدول العربية والاسمية والاجنبية لمهام علمية ووعظية.. وقد شهد عدد كبير ممن يعرفه بشجاعته في قول كلمة الحق ، وبقوة ايمانه ، وصلابة مواقفه وكانت له مواقف محمودة عندما عمل منذ سنة 1979 نائبا عن الموصل في المجلس الوطني السابق ولثلاث دورات كان يحصل في انتخاباتها على اعلى الاصوات في محافظة نينوى .تولى رئاسة "جمعية الشبان المسلمين " لعدة سنوات وكانت له نشاطات في جمعية الاخوة الاسلامية ولشجاعته وصراحته في قول كلمة الحق منعته السلطة الحاكمة في سنة 1969 من الخطبة ، ونسب للعمل في مكتبة الاوقاف العامة في الموصل لكن علاقاته الواسعة مع الناس وحبه لهم ومكانته المرموقة بين علماء الدين في العراق اضطرت السلطة بعد فترة للتراجع عن قرارها فعاد يؤدي واجباته الدينية والاجتماعية .حفظ الله لنا الشيخ الشماع وأمد بعمره ومتعه بالعافية خدمة للدعوة الاسلامية في عراقنا العزيز وموصلنا الحبيبة.
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث -العراق
***********************************من علماء الدين الافذاذ الذين تفخر الموصل به ، وبعلمه ، وبمواقفه الوطنية ، وبما قدمه خدمة للمسلمين وللعراقيين ..استغربت من عدم وجود صورة له على الشبكة العالمية -الانترنت مع ان له تاريخا لايمكن الا ان يذكر .. فسيرة الرجل العلمية والجهادية والاجتماعية واعماله لابد وان تكون درسا لابناءنا واحفادنا تساعدهم في فهم الحياة ..كتب عنه الاستاذ احمد محمد المختار في كتابه القيم "تاريخ علماء الموصل "، وكتب عنه الحاج عبد الجبار محمد الجرجيس في " موسوعة علماء الموصل " وقالا عنه انه من العلماء الاعلام الذين وضعت على اكتافهم مسؤولية الحفاظ على نزعة الموصل الايمانية العربية الاسلامية في اصعب الظروف والفترات التي مرت بها .. ولعل مما يٌذكر في هذا الصدد قيادته لتظاهرة عارمة في الساعات الاولى من قيام ثورة 14 تموز 1958 انطلقت من قرب مقهى المرحوم مصطفى الاعرح في باب الجسر متجهة صوب المركز العام للشرطة في باب الطوب وما كان للشرطة الا ان أغلقوا المركز العام ودلفوا الى داخلة وتركوا التظاهرة تأخذ طريقها الى المنطقة الواقعة أمام مبنى بريد الموصل القديم قبالة شارع النجفي وقد بدأ توافد ابناء الموصل الى موقع تجمع المظاهرة معبرين عن فرحتهم بقيام الثورة واعلان جمهورية العراق .وعندما بدأت الثورة تأخذ مسارا آخر وتأثرت قيادتها ببعض التيارات السياسية وحدثت ثورة الشواف في الموصل يوم 8 اذار سنة 1959 كان للشيخ عبد الوهاب الشماع مع عدد من علماء الموصل امثال الشهيد هاشم عبد السلام والاستاذ الشيخ غانم سعد الله حمودات والشيخ عبد الله الاربيلي والشيخ بشير الصقال دور كبير في الحفاظ على هوية الموصل وشخصيتها العربية الاسلامية ..
الشيخ عبد الوهاب الشماع من مواليد محلة شهر سوق قرب بيوت ال الجليلي بمدينة الموصل سنة 1352 هجرية 1934 ميلادية ، وكان يعمل خياطا قبل ان يسلك طريق العلم الشرعي ، وقد ترك مهنة الخياطة ليتفرغ للدعوة الاسلامية . وقد سمعت بالشيخ عبد الوهاب الشماع ، وانا طالب في المتوسطة المركزية بمحلة النبي شيت اوائل الستينات من القرن الماضي وعلمت بأنه من تلاميذ الشيخ عمر النعمة ، والشيخ عبد الله الحسو ، والشيخ عبد الله الاربيلي، والشيخ عثمان الجبوري ، والشيخ محمد علي العدواني ،وانه تلقى على ايديهم جانبا كبيرا من العلوم النقلية والعقلية وقد تلقى الاجازة العلمية من الشيخ عبد الله الحسو .كما حصل على شهادات علمية من الشيخ عمر النعمة والشيخ الاستاذ محمد علي العدواني ولعل مما يذكر في هذا المجال ان معظم من درس على ايديهم كانوا من رجالات الدعوة الاصلاحية المعتدلة التي تأخذ بمبادئ السلف الصالح .والشيخ الشماع من العلماء العاملين على نشر القيم الدينية الاسلامية بين الشباب ، وقد ترأس لجنة التوعية الدينية في مديرية اوقاف الموصل لهذا كان معروفا في الاوساط العلمية والدينية في العراق كله وقد ارتبط بصلات وصداقات واسعة مع علماء ومشايخ العراق وعرف بهدوئه ، وتواضعه ، ومحبته للناس ومساعدته للمحتاج كما كان خطيبا مٌفوها ، مؤثرا بمستمعيه وقد حضرتٌ كثيرا من خطبه ايام الجمع في جامع النبي يونس عليه السلام وقد كرس نفسه لالقاء الخطب في كثير من نواحي واقضية الموصل ..كما كان يسهم في دورات التوعية الدينية بكل فاعلية ومن كتبه كتاب :"الاسلام يدعو الى العمل والاحتراف وينهى عن التسول والانحراف " كما كتب عن "الرحلات الايمانية " وقرأت له العديد من المقالات في مجلات عديدة ومن الواجب جمعها واصدارها في كتاب واقترح ان يقوم ولده صديقنا الشيخ محمد بهذه المهمة ...تولى مسؤولية "رابطة علماء العراق -فرع الموصل " فترة طويلة كما رأس المجلس العلمي لاوقاف نينوى منذ سنة 1965 وقد شغل منصب الامامة والخطابة في جوامع عديدة وكان لفترة وفي مطلع شبابه "واعظا سيارا " .وعن هذا الطريق سعى في انشاء جوامع عديدة في القرى والارياف زادت على ال20 جامعا ومسجدا .وقد زار بعض الدول العربية والاسمية والاجنبية لمهام علمية ووعظية.. وقد شهد عدد كبير ممن يعرفه بشجاعته في قول كلمة الحق ، وبقوة ايمانه ، وصلابة مواقفه وكانت له مواقف محمودة عندما عمل منذ سنة 1979 نائبا عن الموصل في المجلس الوطني السابق ولثلاث دورات كان يحصل في انتخاباتها على اعلى الاصوات في محافظة نينوى .تولى رئاسة "جمعية الشبان المسلمين " لعدة سنوات وكانت له نشاطات في جمعية الاخوة الاسلامية ولشجاعته وصراحته في قول كلمة الحق منعته السلطة الحاكمة في سنة 1969 من الخطبة ، ونسب للعمل في مكتبة الاوقاف العامة في الموصل لكن علاقاته الواسعة مع الناس وحبه لهم ومكانته المرموقة بين علماء الدين في العراق اضطرت السلطة بعد فترة للتراجع عن قرارها فعاد يؤدي واجباته الدينية والاجتماعية .حفظ الله لنا الشيخ الشماع وأمد بعمره ومتعه بالعافية خدمة للدعوة الاسلامية في عراقنا العزيز وموصلنا الحبيبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق