الأربعاء، 31 يوليو 2019

شهادة تميز للاستاذ جمال الرمضاني





شهادة تميز للاستاذ جمال الرمضاني 
بالنظر لتميز الاستاذ جمال الرمضاني عضو ( إتحاد كتاب الانترنت العراقيين ) في النشر الالكتروني ، واسهاماته الكبيرة في تطوير وترسيخ قيم الثقافة الرقمية العراقية والعربية والانسانية ، قررنا منحه شهادة التميز اليوم الاربعاء 31 من تموز -يوليو سنة 2019 متمنين له التألق الدائم والاستمرار في نهجه الجميل والمفيد ..............................ا.د. ابراهيم خليل العلاف رئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين

التجهيل أو صناعة الجهل للاستاذ الدكتور شوقي ناجي جواد الساعاتي



 التجهيل أو صناعة الجهل*

بقلم : الأستاذ الدكتور شوقي ناجي جواد الساعاتي 

وقفت على مصطلح Agnotology منذ فترة تكاد تكون طويلة نسبياً وتعجبت من استخدامها دون ان تهتم بأصولها الكتب والبحوث. وعبر محرك ال Google أكتشفت عالماً مليئً بالقصص والأحاديث والبحوث والدراسات بشأن ذلك المصطلح، ومصطلح آخر يتحدث عن الأجهاض لأنتاج حضارة الجهل منذ القرن الثامن عشر. وعثرت على مراجع زاد عددها عن 55 مرجعاً ركزت كلها على الجهل وكيف يمكن ان يصنع. ونقلت البحوث أن المدعوة Sibylla Merian كانت تبحث ذلك في أفريقيا وألأمريكتين (Surinam) و (Guiana). وهذه السيدة واحدة من الذين تعمقوا في دراسة الطبيعة وعلم الإنسان، إلى جانب ولعها في فحص طبيعة الإنسان الأفريقي والأمريكي. وأشارت إلى الاستخدام المفرط للأجهاض بقصد السيطرة على عدد الولادات لدي السكان الأصليين هناك. وأن سكوت الآخرين عن الحدث يجب أن يكون مراقباً ذاتياً Self Censorship وليس من قبل السلطة ولكن من خلال تحيز حضاري جامع. ولم أعثر على ترجمة لمصطلح Agnotology في أي قاموس حتى اليوم. وبالتالي عقدت العزم على البحث وبعمق عن أصول هذا المصطلح، فتبين لي أنه مأخوذ من كلمة أغريقية ومرتبطة بصناعة الدخان.

وخلال عقد الستينيات من القرن المنصرم وخلال تصفحي لإحدى المجلات وانا في الطائرة مع والدي المرحوم ناجي جواد ونحن في طريقنا إلى سويسرا عثرت على مقالة زرعت من قبل إحدى شركات الدخان لنشر الشك بشأن المخفي من جوانب الضرر المؤثر في صحة الإنسان، وهل أن الضرر بالسرطان له علاقة بالتدخين!. ثم زادت حيرتي وثبتت شكوكي بعد فضيحة جاءت عبر تقرير تعرض لذلك الضرر وكان قد نشر بغفلة من المحرر.

في العام 2007 حضرت مجلساً عشوائيا في عمان تعرض بالصدفة إلى ما أسميه اليوم بصناعة الحضارة السياسية الأجتماعية للجهل. وأول طرح كان حول خديعة صناعة الدخان وكيف أن بعض أجزاء السيجارة يصنع من مادة الأسبست الضارة وجزء آخر يصنع من مواد أخرى لا علاقة لها بالتبغ على الإطلاق، إلى جانب المطيبات والمواد الأخرى التي تضاف إلى التبغ ليستنشقها المدخن بعد إحتراق التبغ.

الجهل Agnotology هو علم يدرس غرس ثقافة الجهل أو الشك أو الوهم، ويجري من خلاله نشر بيانات خاطئة أو مخَطَئة أو غير كاملة. وأول من تلبس في هذا العلم هو Robert N Poctor الأستاذ في جامعة Stanford. وتمتد جذور مصطلح Agnotology إلى الأغريق الكلاسيكين المحدثين إنطلاقاً من كلمة Agnosis “لايعرف” أو “غير معروف”.  وقد أنتشر وتوضح ذلك المصطلح ليعبر عن عن عدم التأكد بشكل أو بآخر. كما دُرس موضوع الجهل وصناعته من قبل شخص أكاديمي آخر يدعى David Dunning.

محركات صناعة الجهل drivers

هناك أكثر من محرك أدى إلى استمالة الترويج إلى نشر الجهل ومنها:

  • وسائل التواصل المختلفة (سواء كان ذلك بالتجاهل، أو العرض المنقوص، أو العرض المتعمد، أو التلاعب بالنصوص).

  • المؤسسات الحكومية، ومنظمات الأعمال، التي ساهمت عبر أساليب (الكتمان، والتكتيم، والطمس، وإتلاف المستندات، وإخفاء المعلومات)

  • الحضارة السياسية وما تنشره من أمور قد يتمخض عنها شكل من أشكال التجاهل أو التمويه، أو النسيان.

وقد برز كل ذلك وباشكال متعددة وكما يلي:

          صناعة السكائر، وتحت راية العلم فإن صناعة السكائر قد أسثُنيت من نشر ما يترتب عنها من أمراض ومشكلات صحية. كذلك البرامج الأعلانية بخصوص مرض السرطان. كما ركز علم التجهيل على كيف؟ ولماذا؟ يجب أن تكون بعض المعارف مخفية أو يتم تجاهلها أو تبقى ممنوعة من العرض مثل المعرفة بشأن هندسة الشرائح التي تم وضعها تحت الرقابة المشددة وعدم السماح بنشرها في حينها، لأن البعض صنفها على أنها تقع في إطار المعلومات العسكرية.

منشأ نشر الجهل Origin

يعد Proctor  أول من أشار إلى الجهل عبر كتابه في العام 1995 والذ جاء تحت عنوان حروب السرطان، وكيف أن السياسة تشكل ماذا نعرف، وماذا يجب أن لا نعرف، بشأن مرض السرطان …… The Cancer War: How Politics Shapes What We Know and Don’t Know

وقد تعامل العلماء والمؤرخون مع مصطلح الجهل على أنه حالة ممتدة لا تقف عند حد، والذي من خلاله يتم أمتصاص المعرفة، كما تموت الأم لصالح العلم. علما أن الجهل حالة معقدة، وفي نفس الوقت هي حالة مميزة ومتغيرة، جغرافيا سياسيا. والجهل يشكل المؤشر الجلي لسياسة المعرفة. وقد قيل نحن نريد سياسة الجهل لنراوس بها سياسة المعرفة.

الأقتصاد السياسي

في العام 2004 أعطت Londa Schiebinger تعريفاً أكثر دقة بشأن الجهل عبر ورقة تطرقت إلى أسئلة تدور حول كيف لنا أن نعرف How We Know في الوقت الذي تثار جدلية تقول لماذا علينا أن لا نعرف Why We Do Not Know.

الجهل لا يعني غياب المعرفة ولكن هو أحد مخرجات صراع الحضارة السياسية. ثم قدمت ورقة في العام 2010 من قبل Michael Betancourt ناقشت اللامادية للقيمة والشحة في الرأسمالية الرقمية في ندوة Immaterial Value and Scarcity in Digital Capitalism  وتوسع بشأنها النقاش عبر كتاب  تحت عنوان The Critique of Digital Capitalism  وتم التركيز حول فقاعة الأسكان وفقاعة الأقتصاد بين عامي 1980 و 2008. وقال Betancourt أن الأقتصاد جاهل (الجهل الرأسمالي) كونه يخلق الفقاعات الأقتصادية.

الجهل   Agnoiology

كلمة أخرى مشتقة من جذر الكلمة الأغريقية والتي تحدد نوع الجهل وظروفه، والتي تعني علم دراسة الجهل أو تعبر عن النظرية التي تُعنى بتلك الأشياء التي نجهلها، إلى جانب كونها تعبر عن فرع من فروع الفلسفة التي درسها  Ferriere   James Friederickفي القرن التاسع عشر.

مصطلح آخر للجهل  Ainigmology

 كلمة أخرى ثحدث عنها Glenn Stone من زاوية علم الإنسان (anthropology) حيث بين أن غالبية ألمثلة الخاصة بالجهل (مثل الترويج لشراء الدخان، والترويج لطبقة الأوزون) لا تؤثر في نقص المعرفة، إلا أنها تثير الأرباك. وأن مصطلح Ainigmology هو أكثر الترجمات المعبرة عن الجهل، ومأخوذ من مصدر المصطلحAinigma  والتي تعبر عن المعنى الصحيح للجهل. لذلك قال Stone أن هندسة الجينات Generic Engineering هي بحد ذاتها جهل لأن المنظمات على أختلاف أنواعها والتي تمتلك حقوق الملكية بشأن هندسة الجينات لا يمكن لها أن تمنع العلماء من أجراء البحوث بخصوص تركيبة البدن الإنساني.

آثار وسائل التواصل Media Influence

أن وفرة المعلومات وما يتاح منها خلال عصر المعلوماتية قد لا تمهد لأنتاج مواطنين ذوي معرفة، بل أن ذلك قد يتيح للبعض منا ضخ بعض من تلك المعلومات لتعزيز بعض المعتقدات، التي قد تلهي الآخرين عن المعرفة الحديثة من خلال تكرارها، وإعادة نشرها على سبيل الترفيه. هناك شواهد متضاربة عما يتعرض له مشاهدي التلفزيون (الإتجاه المعاكس عبر قناة الجزيرة مثلاً) وبما يؤثر في البعد الأستخباري للمعلوماتية. ثم برز نظام علمي له علاقة بالجهل، يدعى ب Cognitronics والذي يهدف إلى:

  • تشتيت الأدراك، بسبب مجتمع المعلوماتية في العالم، ومستفيداً من التوجه نحو العالمية.

  • دفع ذلك التشتيت في الإدراك، الدخول إلى حقول المعرفة المختلفة.

Cognitronics هو نظام يدرس طرقاً جديدة لتحسين آلية الإدراك الفكري في معالجة المعلومات، والتي من شأنها أن تنشيء ظرفاً أنفعالياً للنفس الإنسانية. وتهدف تلك الطرق إلى التعويض عن تحولات في نظم القيم، وبما يمهد إلى نشوء مترتبات غير مباشرة على طريق إيجاد معلومات رمزية تنعكس على مهارات الأفراد المتعلمين وعلى آلية العلم باللغات، وعلى قدرات التعليل والتسبيب وبما يبعد الفرد المهني عن أداء الأعمال بنجاح في ظل مجتمع المعلوماتية.

ففي العام 2013 أنعقد المؤتمر العالمي في مدينة Slovenia حول Cognitronics والذي كشف خلاله عن مذكرة صدرت عن صناعة الدخان وأطلع عليها العامة، سميت بمقترح التدخين والصحة. كتبت هذه المذكرة عام 1979 وتبنتها شركات الدخان بقصد دحض مزاعم الضرر الذي يتولد عن التدخين. تقول تلك المذكرة في جانب منها “الشك” هو أنتاجنا طالما هو أحد السبل لتحقيق النجاح ودعم منافستنا في السوق من خلال زرع ذلك الشك في عقول الجمهور. وقد أثارت محتويات المذكرة كوامن Proctor  الذي أخذ يغور في ممارسات شركات الدخان وكيف أنهم ينشرون الوهم والشك بشأن فيما إذا كان الدخان هو السبب في نشوء مرض السرطان، حيث لمس Proctor عدم رغبة الشركات في أن يعلم الجمهور ضرر التدخين ومن هنا تبنى كلمة Agnotology والتي تعني الجهل. بمعنى أن هذه الكلمة تعبر عن العلم الذي يدرس بتعمد الأنشطة والأفعال المساعدة في نشر الوهم والشك والتدليس حتى يتسنى للشركات بيع منتجاتها أو الفوز بما تريده تلك الشركات.

وقد تصارع السلاطين والساسة على مر الأزمنة، بشأن حق امتلاك المعرفة والأمساك بمصادر المعلومة. فالمعرفة قوّة وسلاح بشكلٍ يوازي المال والعتاد العسكري. ولأن المعرفة بهذه الأهمية هناك من يحاول الاستئثار بها لنفسه. ولهذا تأسس مجال «إدارة الفهم» في الأوساط الأكاديمية والسياسية، فتُعَرِفّ وزارة الدفاع الأمريكية مفهوم «إدارة الفهم أو الإدرك Perception Management» بأنه أي نشر لمعلومات أو أي حذف لها من أجل التأثير على تفكير الجمهور والحصول على نتائج يستفيد منها أصحاب المصالح. ولأن النشر والحذف يتطلّبان أساليب دقيقة ومعرفة تامة بعلم النفس والسلوك والإدراك، وكما نوهنا، فقد قام باحث مختص بتأريخ العلوم من جامعة ستانفورد أسمه Robert Proctor بصياغة ما يُعرف بعلم الجهل Agnotolgy وهو العلم الذي يدرس صناعة ونشر الجهل بطرق علمية رصينة.

بدأ علم الجهل في التسعينات من القرن الماضي  بالظهور بعدما لوحظ أن دعايات شركات التبغ التي تهدف إلى تجهيل الناس بشأن مخاطر التدخين. ففي وثيقة داخلية تم نشرها عام 1979 من أرشيف إحدى شركات التبغ الشهيرة، تبيّن أن أبرز استراتيجية لنشر الجهل كان عن طريق إثارة الشكوك في البحوث العلمية التي تربط التدخين بالسرطان. ومن حينها انطلق لوبي التبغ في أمريكا برعاية أبحاث علمية مزيّفة هدفها تحسين صورة التبغ اجتماعياً ونشر الجهل حول مخاطره.

وكما هو مُلاحظ هنا الجهل ليس انعدام المعرفة فقط، بل هو «مُنتَج» يتم صنعه وتوزيعه لأهداف معيّنة غالبًا سياسية أو تجارية ولتوزيع هذا الجهل بين أطياف المجتمع انبثقت الحاجة لمجال «العلاقات العامة» الصنعة التي تُعتبر الابن الأصيل للحكومة الأمريكية على حد تعبير تشومسكي. فعن طريق لجان «العلاقات العامة» تم تضليل الرأي العام الأمريكي والزج به في الحرب العالمية الأولى سابقاً وما تبع ذلك من حروب حتى وصلنا إلى يوم غزو العراق، وبما كان يُعرف بأل Creel Commission. هذا التضليل الإستراتيجي والمُمنهج حسب أساسيات علم الجهل يستند ألى قنوات ثلاث:

1- بث الخوف لدى الآخرين

2- إثارة الشكوك

3- صناعة الحيرة

وليس هناك أنصع مثالا ما يصدر عن الحكومات في تجسيد مبدأ إثارة الرعب لدى المواطنين، لتمرير مصالحها وأجندتها فتارة يتم صنع أعداء وهميين لتحشيد الرأي العام وتارة يتم ترهيب الجمهور بالقدر المظلم إذا لم يشاركوا في هذه المعركة، وتلك وكأن الأرض ستفنى بدون هذا «الهجوم المقدّس». لا غريزة بشرية تنافس غريزة حب البقاء. ولذا من الممكن أن تبيع السمك في حارة الصيادين عندما تهدّد أمنهم وبقاءهم!

وأما إثارة الشكوك فهو ثاني أعمدة التجهيل ويتم توظيفه غالبا في القطاع التجاري والاقتصادي وهذا بالتحديد منهج الكثير من الشركات فبعد هبوط مبيعاتها بنسبة 25% بدأت شركة كوكا كولا العالمية بدفع ما يقارب 5 ملايين دولار لباحثين أكاديميين لتنفيذ مهمة تغيير فهم المجتمع حول أسباب السمنة، وذلك بتقليل دور المشروبات الغازية في انتشار السمنة وتوجيه اللوم إلى عدم ممارسة التمارين الرياضية! هذه «الأبحاث المدفوعة الثمن مقدماً» يتم نشرها لإثارة الشكوك في ذهنية الفرد حتى يعيد تشكيل موقفه بما يتناسب مع أجندة هذه الشركات.

ولأن كثرة المعلومات المتضاربة تصعّب من اتخاذ القرار المناسب، يدخل الفرد في دوّامة من الحيرة حتى يبدو تائهاً وجاهلاً حول ما يجري ويزيد العبء النفسي والذهني عليه فيلوذ بقبول ما لا ينبغي القبول به طمعا في النجاة من هذه الدوامة وهذه تحديداً هي الغاية! نحن نعيش في عالم الجهل، وأعجوبته أن أي حقيقة تذهب هباء عبر الضجيج, ولو أن المعرفة متاحة لنا، إلا أننا لا نصل إليها تماماً. ومن جانب آخر فقد أنطلق رجال المعرفة (أعتقاداً أو تقليداً، أو من الدعاية التي يتم ترويجها) لنشر الجهل:

في هذا العصر الرقمي بات الجهل والتضليل سلعة يومية تُنشر وتُساق على الجمهور من حكومات وشركات وأصحاب نفوذ والصمود أمام كل هذه القوى يتطلّب جهودا ذاتية ووعيا مستقلا يبحث عن الحقيقة بعيدا عن العاطفة والأمنيات وسيكون من قِصر النظر وفرط السذاجة لو اعتقدنا أن «علم الجهل» و» إدارة الفهم» و» العلاقات العامة» محصورة على الغرب بل هي أقرب إلينا من أي شيء آخر!

استغلالاً للناس الذين لا يفقهون مغزى ومفهوم ما أو حقيقة ما. أن جماعات المصالح (كالشركات التجارية أو جماعات السياسية) تعمل جاهدة على إثارة الوهم والبلبلة بشأن أمر ما، فمن زاوية الجهل بصناعة وما يقال بشأن التغير المناخي، فإن المجتمع سيبقى في حيرة وحساسية عالية إزاء التكتيكات والمناورات المسخرة من قبل ذلكم الجهات الراغبة في إثارة الوهم والبلبلة والعمل على تعتيم الحقيقة.

برز بداية القرن العشرين ما يعرف ب غسيل الدماغ وصار يستخدم في مختلف ميادين الحياة وأنشطتها المتنوعة السياسة / الحروب / عبرالإعلام المرئي / في الفن / في الدعاية / في التجارة /

في الأعلان / في التربية / في الثقافة / الأجتماع. وكما تعلمون فإن الدماغ مجهز فزيولوجياً وعصبياً وبشكل موروث بقدرات على أكتساب المعاني والأفكار. ويتم إدخال المعلومات إليه على نحو غير محسوس في الوعي الجماعي من خلال أجهزة الثقافة والأعلام بقصد التضليل.

لمحة عن مراحل غسيل الدماغ

  • أمتهان الذات الإنسانية للهدف (الشخص المُجَند) وتحطيم معنوياته ودفع الأحساس بالذات نحو منطقة العزل.

  • الأهتزاز النفسي والثقة لدى الهدف المجند ودفعه ليخون نفسه، وأن تهتز ثقته بنفسه، وينطلق يقول لنفسه يبدو أنني أنا اللي على خطأ وأحتاج إلى تغيير طريقة تفكيري أو أسلوب معيشتي.

  • مرحلة التلقيين والتدريب بأفكار مغايرة أو جديدة يقبلها الهدف رغم أنها قد لا تتوافقمع فكره السابق أو تتعارض مع عقله.

في علم السلوك الإنساني هناك ما يستدعي إلى تغيير سلوك الفرد أو تعديله. وقد أعتنى علماء النفس بما يدعى ب change model والذي يقع عبر ثلاث مراحل هي Unfreezing   و movement  ومن ثم refreezing   في المرحلة النهائية.

عشر إستراتيجيات للتحكم بالشعوب

وقد قدم إلينا احد المعنين والناشطين في مجال كشف الحقائق وجهات نظره بشأن أعتماد الحكومات لإستراتيجيات متعددة، القصد منها إلهاء الجمهور المعني عن أمر ما، وإليكم عرضاً لتلك الإستراتيجيات، وكما يلي:

أولاً: إستراتيجية الإلهاء

حافظوا على تحويل إنتباه الرأي العام بعيداً عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية والهوهُ بمسائل تافهة لا أهمية لها. أبقُوا الجمهور مشغولاً، مشغولاً، مشغولاً دون أن يكون لديه أي وقت للتفكير، فقط عليه العودة إلى المزرعة مع غيره من الحيوانات الأخرى.” مقتطف من وثيقة “أسلحة صامتة من أجل خوض حروب هادئة”.

ثانيا: إستراتيجية خلق المشكلة وتوفير الحل

تستخدم هذه الإستراتيجية عندما يريد من هم في السلطة أن يمرروا قرارات معينة قد لا تحظى بالقبول الشعبي إلا في حضور الأزمة التي قد تجعل الناس أنفسهم يطالبون باتخاذ تلك القرارات لحل الأزمة، وتعرف بطريقة “المشكلة – رد الفعل – الحل” من خلال اختلاق موقف أو مشكلة يستدعي رد فعل الجمهور فعلى سبيل المثال: دع العنف ينتشر في المناطق الحضارية أو قم بالتحضير لهجمات دموية، مما يجعل الجمهور هو الذي يطالب السلطة باتخاذ إجراءات وقوانين وسياسات أمنية تَحُد من حريته، أو اختلق أزمة اقتصادية للقبول بحل ضروري، يجعل الناس يغضون الطرف عن حقوقهم الاجتماعية وتردي الخدمات العامة باعتبار ذلك الحل “شر” لابد منه.

ثالثاً:  إستراتيجية التدرج

لتحقيق ما يمكن قبوله من تدابير عليك، يمكنك تقبله تدريجيا قطرة بقطرة، فخلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي تم فرض عدد من الظروف الاجتماعية والاقتصادية الجديدة والمختلفة بشكل جذري عن سابقتها تدريجيا، وأدت إلى ازدياد نسبة البطالة، ومرتبات غير لائقة، وعدم الاستقرار، واللا مركزية والتوسع في الخصخصة، ونقل الملكيات من إدارة لأخرى، والعديد من التغييرات الجذرية التي كانت ستتسبب في ثورة لو تم تطبيقها دفعة واحدة.

رابعاً: إستراتيجية  التأجيل

واحدة من الطرق التي يتم استخدامها لتمرير قرار غير مقبول شعبيا، هو تقديمه على أنه “موجع ولكنه ضروري”، فمن الأسهل أن يتقبل العامة قرارًا مستقبليًا على أن يتقبلوا قرارًا فوريًا، وذلك لأن المجهود المطلوب من العامة لن يتم بذلك بشكل فوري، كما أن هناك اتجاه عام لديهم بأن “المستقبل دائما أفضل” ومن الممكن أن نتجنب التضحية المطلوبة، وهذا يعطي مزيدًا من الوقت للعامة كي يتأقلموا مع القرار وقبوله حتى يحين وقت تنفيذه.

خامساً: خاطب العامة كأنهم أطفال

إذا تمَّ التوجه إلى شخص ما كما لو أنه لم يتجاوز بعد الثانية عشرة من عمره، فإنه يتم الإيحاء له بأنه فعلا كذلك؛ وبسبب قابليته للتأثر، من المحتمل، إذن، أن تكون إجابته التلقائية أو ردُّ فعله مفرغة من أيِّ حس نقدي كما لو أنه صادر فعلا عن طفل ذي اثني عشر سنة.” – دليل “أسلحة صامتة من أجل خوض حروب هادئة”. ودائما ما تستخدم معظم الإعلانات الدعائية الموجَّهة لعامة الشعب خطبا وحججا وشخصيات بنبرةً طفولية ضحلة وسطحية، كما لو كان المشاهدَ طفلًا صغير أو معاقًا ذهنيا.

سادساً: إستراتيجية استخدام الجانب العاطفي بدلا من الجانب التأملي

استخدام الجانب العاطفي هو أسلوب كلاسيكي للقفز على التحليل المنطقي والحس النقدي للأفراد بشكل عام، فاستخدام الجانب العاطفي يفتح المجال للعقل الباطني اللاواعي لغرس الأفكار والرغبات والمخاوف والقلق والحض على القيام بسلوكيات معينة.

سابعاً: إستراتيجية إبقاء العامة في حالة من الجهل والغباء

 يجب أن تكون جودة التعليم المقدم للطبقات الدّنيا، رديئة بشكل يعمق الهوة بين تلك الطبقات والطبقات الراقية التي تمثل صفوة المجتمع، ويصبح من المستحيل على تلك الطبقات الدّنيا معرفة أسرار تلك الفجوة” – دليل “الأسلحة الصامتة لخوض حروب هادئة،  وبذلك يصبح المجتمع عاجزًا عن فهم التقنيات والأساليب المُستخدمة للسيطرة عليه واستعباده من قبل من هم في السلطة.

ثامناً: إستراتيجية تشجيع العامة على الرضا بجهلهم

تشجيع الجمهور على أنه من الطبيعي والمألوف أن يكونوا جهلة وأغبياء وغير متعلمين.

تاسعاً: إستراتيجية تحويل التمرد إلى شعور ذاتي بالذنب

من خلال جعل كل فرد يشعر بأنه السبب في تعاسته وسوء حظه، وذلك بسبب قصور تفكيره وذكائه وضعف قدراته، وقلة الجهود المبذولة من جانبه، وهكذا بدلا من أن يتمرد ضد النظام، ينغمس في الشعور بالتدني الذاتي الذي يؤدي لحالة من الاكتئاب تحبط أي محاولة للفعل لديه/ وبدون القيام بأي فعل، لايمكن أبدا للثورة أن تتحقق.

عاشرا:ً إستراتيجية معرفة الأشخاص أكثر مما يعرفون أنفسهم

أدى التقدم العلمي المتسارع، الذي شهدته الـ50 عاما الأخيرة، إلى توسيع الفجوة بين المعرفة العامة والمعرفة التي تمتلكها النخب الحاكمة، فبفضل علوم الأحياء والأعصاب وعلم النفس التطبيقي، تمكن “النظام ” من معرفة الكائن البشري جسديا ونفسيا، فالنظام يستطيع معرفة الشخص العادي بشكل أفضل مما يعرف هو نفسُه، وهذا يعني أن النظام، في أغلب الحالات، هو الذي يملك أكبرَ قدر من السيطرة والسلطة على الأفراد أكثر من الأفراد أنفسهم.

خُذ مثلاً التغير المناخي فإن الصراع القائم حالياً لا ينصب في حقيقته على أسباب نشوء التغير المناخي، إنما على أن الله خلق الأرض لنا لأستثمارها، سواء كان ذلك من قبل:

  • الحكومة التي تدعي الحق بذلك وتصدر القوانين والأنظمة بذلك

  • المعنيين بالبيئة وما يمكنهم من إدارك دورهم الصحيح في الحفاظ عليها بشكل أفضل

  • تكنولوجيا الأنترنت التي وجدت لتمكين الناس من التقارب والتواصل لا زرع الجهل وتوليده

أن قلقي ليس بسبب أننا نفقد القدرة في السيطرة على أفكارنا وعقولنا،  ولكن كيف نقبل بما يجري:

          حيث يستفاد البعض من المعلومات بكبسة مفتاح

وقد يحرم الأخرون بسبب غفلة علمية أو أنصرافهم نحو إصلاح ذاتهم.

ما نحن بصدده الآن نطرحه عليكم عبر مجموعة من الأستفسارات

          كيف نُضيع الحكمة؟

          كيف يتم العبث بوعي الناس؟

          كيف يجري إمساك الرأي العام

          كيف يحصل الخرس المنزلي

          كيف يتم اقحام الدول بما ليس يخصها

كيف يجري اظهار الجانب المشرق لأمر ما في حين ان ما ينفذ ينطوي على سوء.

أقدم لكم مجموعة من الشواهد التي لا بد من أن نعيد النظر بشأنها حتى نحسن توظيف وخرجاتها لصالح العامة (الربيع العربي) (داعش) (صناعة الدخان على سيقان السيدات) (الأتجاه المعاكس)

(star academy) (Arab Ideal) (the Voice) (المسامح كريم) (من يربح المليون) (Arab Gut Talent) والمخفي أعظم……

__________________________________________________________


الأحد، 28 يوليو 2019

ابراهيم العلاف مؤرخ وكاتب موصلي وصاحب برنامج ( موصليات ) من على قناة الموصلية الفضائية

ابراهيم العلاف مؤرخ وكاتب موصلي 
يقدم عبر قناة ( الموصلية ) الفضائية برنامج يومي بعنوان ( موصليات ) 
وقد قدم لحد اليوم 28 تموز 2019 ومنذ 31 اب 2017 ( 375) حلقة متوفر معظمها على اليوتيوب 

كتاب (خارطة التوجهات الإسلامية في تركيا المعاصرة ) للدكتور ابراهيم خليل العلاف



خارطة الاتجاهات الدينية المعاصرة في تركيا 
من كتبي التي نشرتها قبل سنوات 2005 وكنت مديرا لمركز الدراسات التركية - الاقليمية حاليا 
والمؤسس منذ 1985 في جامعة الموصل هذا الكتاب الذي ترون صورة غلافه 
وهو يتناول التيارات الدينية الاسلامية في تركيا .................ابراهيم العلاف


كتاب ( نحن وتركيا ) للدكتور ابراهيم العلاف



نحن وتركيا 
من كتبي التي نشرتها قبل سنوات 2008  وكنت مديرا لمركز الدراسات التركية -الاقليمية حاليا  ،والمؤسس منذ 1985 في جامعة الموصل هذا الكتاب الذي ترون صورة غلافه صدر عن (دار ابن الاثير للطباعة والنشر التابعة لجامعة الموصل -الموصل - العراق ) وهو يتناول اوضاع تركيا وعلاقاتها مع العراق والوطن العربي ويقع في 500 صفحة .................ابراهيم العلاف


كتاب السالنامات العثمانية للدكتور ابراهيم خليل العلاف





السالنامات العثمانية 
عنوان كتابي الذي اصدرته هذه السنة 2019 وقد طبع في دار نون للطباعة والنشر والتوزيع وهو اولى منشورات الرابطة العربية للاداب والثقافة فرع الموصل والكتابيقف عند السالنامات العثمانية واهميتها كمصدر لتاريخ الولايات العراقية والعربية ...................................ابراهيم العلاف

الأربعاء، 17 يوليو 2019

المؤرخ والكاتب الصحفي الدكتور ابراهيم العلاف يدعو أغنياء الموصل وأثرياءها الى تأسيس شركة مساهمة لاعمار وتطوير الموصل القديمة


المؤرخ والكاتب الصحفي الدكتور ابراهيم العلاف يدعو أغنياء الموصل وأثرياءها الى تأسيس شركة مساهمة لاعمار وتطوير الموصل القديمة ودعاهم الى الاستفادة من تجربة شركة السوليدير اللبنانية التي اسسها رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان سنة 1994 برأس قدره قرابى ملياري دولار والتي اسهم فيها 35 الف مساهم .وقال ان هذه التجربة غنية من حيث انها عمرت وسط بيروت القديمة التي خربتها الحرب الاهلية اللبنانية التي دامت 15 سنة واضاف انهم اعادوا وسط بيروت كما كان وحققت الشركة اعمالا عظيمة ان كان ذلك على مستوى الحفاظ على البنايات التاريخية كالبرلمان او الاسواق التراثية أو البيوت السكنية او الدوائر والبنوك والفنادق ومما ينبغي التأكيد عليه  انهم حافظوا على خصائص المكان وملامحه القديمة بدقة وعناية فائقتين ودعا الاغنياء والمهندسين الى دراسة  تجربة هذه الشركة  والتعلم منها ومن ما هو معروف دوليا من نصوص تتعلق بإعادة صيانة المدن التاريخية التي خربت خلال الحرب العالمية الثانية .14تموز 2019

ما قاله الشاعر دريد سعيد عن الدكتور ابراهيم العلاف


ما قاله الشاعر دريد سعيد عن  الدكتور ابراهيم العلاف

كبيرٌ في تواضعهِ / عظيمٌ في منافعهِ // ومهما قِيلَ اطراءً / لقائلهِ وسامعهِ // فتلكم (لامُ) تعريفٍ / تشيُر لهِ / وغيضٌ دونما فيضٍ / لنبعٍ من منابعهِ // اُحيِّي كلَّ ذي علمٍ / خبيرٍ في مصانعِه // مُجدٍّ في مطامحه / شريفٍ في مطامعه // تحياتي لعالمنا/ شباب في تطلعه /  لإبراهيمَ يا عَلمَاً / تعالى دونَ رافعِه// سنبقى السُناً تثني / وتفخر في صنائعهِ//

* هذا نفحة مشاعر ورفرفة روح شعرية كعرفان مني لبعض فضل الدكتور ابراهيم العلاف رعاه الله وعافاه وزاده علما...............الشاعر دريد سعيد 17 تموز 2019 

جامع زينب خاتون في السرجخانة بالموصل




جامع زينب خاتون في السرجخانة بالموصل 
عمرته زينب خاتون احدى النساء الجليليات قبل اكثر من 250 سنة  ،  وهُدم خلال حرب تحرير الموصل من سيطرة عناصر داعش ،  واعادت إعماره إمرأة موصلية محسنة  فاضلة  رفضت ذكر اسمها وافتتح يوم 15 تموز 2019 بارك الله بجهودها وجهود من أنابته عنها لحضور الافتتاح ........................................................ابراهيم العلاف

محمد بن دانيال الموصلي ولمسرح العربي في برنامج (موصليات )


محمد بن دانيال الموصلي والمسرح العربي في برنامج (موصليات )
حلقة (محمد بن دانيال الموصلي والمسرح العربي) في برنامج ( موصليات ) الذي أُقدمه من على قناة ( الموصلية ) التي بُثت يوم 16و17 تموز 2019 ............................ابراهيم العلاف


الخميس، 11 يوليو 2019

التمثيل القنصلي في الموصل بقلم :ا.د. ابراهيم خليل العلاف








التمثيل القنصلي في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث  المتمرس – جامعة الموصل
لم يعد خافيا على أحد ، ان الموصل -  كانت  ولاتزال  - تحتل موقعا ستراتيجيا مهما ، وانها عبر التاريخ كانت ملتقى طرق المواصلات بين الخليج العربي والبحر المتوسط وقد تحدث عن هذا القائد الاغريقي زينوفون في القرن الخامس قبل الميلاد كما تحدث عن الشيء نفسه البلدانيون والجغرافيون العرب وفي العصر الحديث وقد اهتم الفرس والعثمانيون بالموصل وما قصة حصار الفرس للموصل بقيادة نادرشاه في سنة 1743 ببعيدة .
لقد تعاظم اهتمام الغرب بالموصل منذ قرون عديدة . وقد اشار الى ذلك المؤرخون ، حتى ان كثيرا من الدول الغربية كانت تحاول ان تجد لها طريقا الى الموصل  أقصد الموصل الولاية المؤلفة من الوية كركوك والسليمانية والموصل والموصل المدينة .
لقد انتبه الى ذلك العثمانيون الذين سبق ان اخضعوا الموصل لسيطرتهم في العقد الاول من القرن السادس عشر حين سيطروا عليها ، والتي تعد اول مدينة عراقية لابل اول مدينة عربية يدخلها الجيش العثماني بعد انتهاءه من معركة جالديران مع الفرس سنة 1514 كما كانت آخر مدينة عربية خرج منها العثمانيون سنة 1918 . وكانت سيطرة العثمانيين على الموصل  في الرابع من مايس –ايار سنة 1516 بعد معركة معروفة في التاريخ العثماني  بمعركة  قره غين دده .
ومن المناسب ان اشير الى انني اشرفت على اطروحة دكتوراه قدمها  تلميذي الاستاذ الدكتور علي شاكر علي المولى  بعنوان (  الموصل في القرن السادس  عشر ) ، والتي ظهرت ككتاب قبل فترة قصيرة تتناول ذلك .
لقد تعاظم النفوذ العثماني في الموصل ،وعلى اثر فرض السيطرة العثمانية على الموصل سنة 1516 تقدم الجيش العثماني وسيطر على بغداد سنة 1534 وعلى البصرة سنة 1546 ونتيجة للصراع الاقليمي والدولي في منطقة الشرق الادنى فإن العراق ظل وحتى يومنا هذا ساحة للصراع الاقليمي والدولي حتى شاعت المقولة (بين العجم والروم بلوا ابتلينا ) .
 لقد  اتاحت السيطرة العثمانية الفرصة للقوى المحلية ان تفرض نفوذها وهكذا حكمت الاسرة الجليلية الموصل اكثر من 100 سنة امتدت منذ سنة 1726 حتى 1834 ولولا الامتداد المصري والتوسع المصري بإتجاه الشام  والموصل والرغبة في اقامة الدولة العربية الموحدة القوية بزعامة والي مصر محمد علي باشا  وتعاون والي الموصل يحيى باشا الجليلي معه لظل الجليليون يحكمون الموصل اكثر من ذلك .
لكن توسع محمد علي باشا قوبل من قبل الدول الغربية والدولة العثمانية بالمقاومة ، ففرض الانكليز والفرنسيين عليه معاهدة لندن سنة 1840 التي اوقفته  عند حدود مصر وحدها ومن ثم اعادت السلطة العثمانية السيطرة المباشرة على الموصل وعينت عليها الوالي محمد اينجه بيرقدار .
بعد سنة 1834 تعاظم النفوذ الاوربي في الموصل واشتد الصراع حولها في ميادين كثيرة هي التبشير والتنقيب عن الاثار والنفط والسكك الحديد والتجارة المتمثلة بتعاظم التصدير من الموصل والاستيراد من اوربا .
كان لابد لهذه القوى الاوربية ان تؤسس لها  قنصليات تدير من خلالها شؤونها وشؤون رعايا وتعمل على تعظيم نفوذها وادارة صراعاتها بعضها مع البعض الاخر .
فيما يتعلق بالالمان فقد كان لهم نفوذ في الموصل وذلك منذ ان حصلوا على امتياز مد سكة حديد الاناضول والتي عرفت بسكة حديد بغداد –برلين وكانت الموصل واحدة من محطات هذه السكة وكما هو معروف فإن التنقيب عن النفط على جانبي السكة هو ايضا مما حصل عليه الالمان قبل الحرب العظمى اي قبل الحرب العالمية الاولى ومن الطريف ان اشير الى تعاظم نفوذ القنصلية الالمانية في الموصل خلال الحرب حتى ان  الجنرال  ( فون در كولتز) القائد الالماني الكبير  قد زارها وان القنصلية الالمانية كانت تصدر نشرات عن اخبار الحرب باللغتين التركية والالمانية اشرت اليها في كتابي (نشأة الصحافة العربية في الموصل ) .
كما كان للقنصلية الفرنسية في الموصل في دعم الارساليات التبشيرية الكاثوليكية التي كانت تعمل من اجل تغيير عقيدة مسيحيي الموصل وتحويلهم الى الفاتيكان كما كان للقنصلية الفرنسية دور في دفع بعثات التبشير وكان بوتا احد المنقبين وحدث صراع بين بعثات التنقيب والتبشير الانكليزية والفرنسية .
وكان القنصل البريطاني في الموصل  بعد الانقلاب العثماني 1908 على السلطان عبد الحميد اسمه (يونك  young   ) وكان متحاملا على احد زعماء الموصل وهو محمد باشا الصابونجي وكان يقول عنه انه ( متعصب صارم ومخادع بارع )  وانه يحول دون التفاهم بين المسلمين والمسيحيين في الموصل وانه اعاق وصول مندوبي جمعية الاتحاد والترقي الى الموصل كما تقول سارة شيلدز في كتابها (الموصل قبل الحكم الوطني في العراق )
التنافس بين القنصليات  الاجنبية كان واسعا وكبيرا ليس على السكك الحديد والنفط والتنقيب عن الاثار والتبشير وانما في قضايا التجارة وخاصة من حيث التصدير والاستيراد فالقنصلية الالمانية كانت ترصد حركة التجارة في الموصل مثلما كانت القنصلية الالمانية والقنصلية الفرنسية وحتى الاميركان دخلوا على الخط وحاولوا ان يكون لهم وجود اقتصادي في الموصل من خلال رغبتهم في انشاء شركة سنة 1911 لكبس السوس وتصديره .
كما كان التنافس على انشاء البنوك والمصارف وحتى في كسب الانصار والمؤيدين من الاسر الموصلية لهذا النفوذ او ذاك .
كان ثمة صراع وتنافس بين الانكليز والالمان للحصول من الدولة العثمانية على امتياز التنقيب عن النفط في ولاية الموصل وتمثل الموقف  البريطاني في دعم وليم كوكس دارسي في مفاوضاته مع الحكومة العثمانية منذ سنة 1906 حتى سنة 1908 على نفط الموصل وعندما جاء حزب الاتحاد والترقي الى الحكم وخلعوا السلطان عبد الحميد الثاني عن العرش سنة 1909 اظهروا ميلا للانكليز وسمحوا لهم ان يؤسسوا في الموصل فرعا للبنك الامبراطوري العثماني برؤوس اموال بريطانية وجرت مفاوضات فيما بعد بين هذا البنك والبنك الالماني اسفرت في 31 كانون الثاني سنة 1909 عن تأسيس شركة بريطانية هي نفسها التي اصبحت فيما بعد اي في سنة 1912 شركة النفط التركية وقد جاءت الحرب العظمي سنة 1914 لتغلب المصالح البريطانية بعد هزيمة الدولة العثمانية وحلفاءها الالمان ..
وهنا لااريد ان ادخل في تفاصيل ما حدث خلال الحرب العظمى من محاولات بريطانية روسية فرنسية لاقتسام املاك الدولة العثمانية في معاهدة سايكس –بيكو –سازانوف  واحتلال البصرة  من قبل الجيش البريطاني سنة 1914 ويغداد سنة 1917 والموصل سنة 1918 والمساومات التي اعقبت الحرب وتخلي فرنسا عن الموصل واسقاط حكم فيصل في دمشق ومطالبة الاتراك بالموصل وانتهاء ذلك بصيرورة ولاية المول جزءا من الدولة العراقية الحديثة سنة 1925 ووضع خط بروكسل والاتفاقية العراقية –التركية 1926 وانتهاء مشكلة الموصل ومن ثم فتح قنصلية تركية في الموصل حجز افرادها خلال سيطرة الظلاميين على الموصل ومن ثم اطلق سراحهم وعادوا الى بلادهم والقنصلية الان اي عند كتابة هذه السطور  لاتزال مغلقة وستفتح قريبا .
اذن  كان في ولاية الموصل  منذ اواخر القرن التاسع عشر وما بعد ذلك  قنصليات عديدة منها :
1.   (القنصلية الالمانية)  ، في الموصل وكما ذكرت سالنامة الموصل سنة 1325 اي 1908 ان الموصل كان فيها قنصلية المانية وكانت للالمان مصالح تجارية واطماع في النفط وحاولات لمد سكة حديد في الاراضي العراقية ومصالح اثاريةمنذ سنة 1873
2.  (القنصلية الفرنسية ) ،  وقد افتتح الفرنسيون اول قنصلية لهم وعينوا بول اميل بوتا اول قنصل سنة 1842وبعده المسيو رو  Rouet 1845 -1850 وبعده  فيكتور بلاس 1851 ومن الذين عملوا فيها نائب القنصل الفرنسي مسيو فيكتور  بلاس  M.Place  وقد تحدث في تقاريره عن الشغب الذي حدث في الموصل سنة1854 وسببه القيادة القديمة للانكشارية وسعيها استعادة السيطرة على المدينة وقال نائب القنصل ان الاغوات من الانكشارية كانوا هم حكام المدينة الحقيقيون ولم يكونوا يريدون ان يخسروا نفوذهم وقد حرض الاغوات الانكشارية على المسيحيين  وبالتعاون مع بعض زعماء المدينة لكن الدولة العثمانية كانت منهمكة بالحرب مع روسي ولذلك قمعت الحركة والقائمة عند نائب القنصل الفرنسي وهم المفتي والقاضي واخو القاضي وواعظ الجامع الكبير مع سبعة اخرين .
وكان المسيو بلاس يعرف ان المسيحيين والاجانب وجدوا من يرعاهم من رجال الدين عقبة في طريقهم لاستعادة سيطرتهم على المدينة فمن وجهة نظر نائب القنصل الفرنسي الذي يشكل المركز المهم لكل ما كان يحدث تجه الاجانب والمسيحيين من شعور معاد في المدينة فإن تفسيره للاحداث يبدو معقولا جدا لكن الحقيقة ان اهالي الموصل اعترضوا على زيادة الضرائب التي اقرتها حكومة الولاية سنة 1854 .فالضرائب رفعت عن سكان الريف ووضعت على كاهل سكان المدينةفأصبحت المعيشة غالية والحياة صعبة كما غضب التجار في الموصل عندما رفعت الحكومة ضريبة الكمارك على السلع التي يستوردونها .
  كما كان بوتا اثاريا وكان يراقب لايارد الاثاري الانكليزي ودار صراع ليس بين بعثات التبشير العاملة في الموصل البروستانتية والكاثوليكية وانما بين بعثات التنقيب الفرنسية والانكليزية كذلك .وكثيرا ما كان الصراع يمتد ليشمل السلطة الحاكمة والاهالي في الموصل كما حصل سنة 1854 وكان الصراع غالبا ما يحدث في تل التوبة تل النبي يونس وكثيرا ما تنتشر الاشاعات على ان المنقبين الاجانب ينبشون قبور المسلمين او انهم يريدون شراء الاراضي وطرد اهلها وما شماكل ذلك من القصص والحكايات .
اذا تقارير القناصل تعد مصادر مهمة عن تاريخ الموصل الحديث
وكان للفرنسيين في الموصل مدرستان في سنة 1882 يديرهما الاباء الفرنسيون احداهما مدرسة داخلية للطلاب الاكليروس الكلدان والاخرى كانت خارجية تضم طلابا مسيحيين ومسلمين ويهود كما كانت للفرنسيين مدرستان تديرهما راهبات التقدمة احداهما داخلية  لليتيمات والاخرى خارجية للبنين وكانت هذه المدارس تتلقى اعانات من الحكومة الفرنسية وتهتم كل هذه المدارس بنشر الثقافة الفرنسية واللغة العربية وقد حصلت المدارس الفرنسية في الموصل على اعانات حكومية فرنسية قدرها 11500 فرنكا سنة 1882 ويقول لونكرك في كتابه (اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث ) ان الجو الثقافي في الموصل  اواخر القرن 19 ومطلع الرن 20 كان فرنسيا وكان للفرنسيين دور في حركة النهضة الفكرية والقفافية في العراق وخاصة من حيث تشجيع نشر الصحافة وتأسيس المطابع والمدارس والمسرح .كما كان لهم كذلك نشاط اثاري وتجاري وسياسي ولهم اطماع في نفط الموصل حتى ان الموصل في اتفاقية سايكس –بيكو كانت من ضمن منطقة نفوذهم قبل ان يتخلوا عنها للبريطانيين بعد الحرب العظمي مقابل تخلي الانكليز عن عرش فيصل سنة 1920 في سوريا .
3.  القنصلية البريطانية ( كريستيان رسام القنصل البريطاني وهو من ال رسام العائلة الموصلية المعروفة عمل اول الامر بصفة مترجم مع الانكليز وكان متزوجا من ابنة احد التجار الانكليز وهو بيرس  pierce   منذ خمسينات القرن التاسع عشر واسمها كلوديا  بادجر وكانت احدى رائدات التبشير البروتستانتي  Clodia  Badger
وكان كلوديوس جيمس ريج المقيم السياسي البريطاني في بغداد يدعم النشاطات التبشيرية والاثارية والتجارية في الموصل منذ السنوات الاولى من القرن 19 وقد زار الموصل اكثر من مرة بين سنتي 1813 و1816 وحدد المواقع الاثارية ودون مشاهداته في كتاب صدر بالانكليزية عنوانه : ( قصة الاقامة في كردستان وفي موقع نينوى القديم ) وقد نشفي لندن سنة 1936 وقد تحدثت عن صراعات الانكليز والفرنسيين في مجال الاثار الاخت مروة زهير النحاس في رسالتها للماجستير في جامعة الموصل عن هنري لايارد ونشاطه الاثاري والسياسي في العراق 1817-1894 .
4.  القنصلية الروسية وكان للروس خلال العهد القيصري اي قبل ثورة اكتوبر الاشتراكية سنة 1917 اطماع في الموصل وكان الموصليون يعرفون الروس بإسم (المسقوف ) وقد اكتووا بنارهم جراء مشاركة اولادهم في الحروب الروسية =العثمانية وكذلك كان للروس قنصلية في الموصل وكان يشرف عليها قنصلهم في العراق الكسندر آداموف ومقره في البصرة وخلال الحرب العظمى 1914-1918 تقرب الجيش الروسي وكان هدفه احتلال الموصل وتحقق له احتلال راوندوز وبنجوين  ولم تكن روسيا بعيدة عن محاولات اقتسام تركة الدولة العثمانية التي اسماها قيصر روسيا الرجل المريض فإشتركوا مع الانكليز والفرنسيين في محاولات التقسيم عبر اتفاقية سايكس-بيكو –سازانوف 1916 وسازانوف كان ممثلا لروسيا في المباحثات البريطانية –الفرنسية –الروسية لاقتسام تركة الدولة العثمانية لكن اعلان الثورة البلشفية ادى الى انسحاب روسيا من الحرب وفضح اتفاقيات التقسيم .
كانت المصالح الروسية تشمل المصالح التجارية السياسية وقد اهتمت روسيا بتأسيس نفوذ لها وخاصة في المنطقة الكردية من ولاية الموصل وكثيرا ما كانت تتدخل في شؤون هذه المنطقة من خلال عملاءها وقد فتح الروس لهم قنصلية في مدينة الموصل سنة 1883 وصار لها نشاط غير اعتيادي كما يقول الدكتور جاسم محمد حسن العدول في رسالته للماجستير (العراق في العهد الحميدي ) والتي قدمت لجامعة بغداد سنة 1975 :" وتحسن الاشارة في هذا المجال الى ان النشاط غير الاعتيادي الذي كانت ابدته القنصلية الروسية في الموصل عقب تأسيسها فيها سنة 1883 سرعان ما اثار شكوك الحكومة المحلية في الموصل ودفعها الى الاعتقاد بقيام تلك القنصلية بأعمال تجسسية وقد اكد القنصل الفرنسي في الموصل انذاك فوصيل تلك الشكوك عندما كتب الى حكومته يقول ما نصه : " لقد وصل القنصل الروسي يصحبه شاب قدمه بوصفه سكرتيره ولكنه في الحقيقة لم يكن سكرتيره بل كان ضابط هندسة له هدف اعترف به وهو التقاط صور فوتوغرافية ورسم لوحات زيتية ... ويحق لنا ان نفترض ان هذه الكثرة من الوكلاء الروس لها مهام مختلفة ؛ فبعض هؤلاء مكلفون بدراسة البلد وطرق المواصلات فيه وبعضهم مهتمهم القيام بالاعمال  الطوبوغرافية في هذا الجزء التابع للدولة العثمانية " .
والجدير بالذكر ان خطر الاحتلال الروسي للموصل كان واردا واثير اكثر من مرة ومنها ماجدث سنة 1879 مما دفع المتحف البريطاني في حينه الى ان يحث المنقب كريستيان رسام ممثلهم في الموصل والقنصل البريطاني لاحقا الى ان يعجل في التنقيب  في اكبر عدد ممكن من المواقع الاثرية في الموصل وان ينقل الى بريطانيا كل ما يستطيع نقله منها قبل فوات الاوان
5.  (القنصلية الايرانية) ،  وكان لايران مصالح في العراق والموصل  ولم تكن ثمة حدود واضحة بين الدولتين العثمانية والفارسية لان الاسلام لايعترف بالحدود بين الدول الاسلامية لكن مشكلة الجدود كانت قائمة بينهما وعقدت عدة معاهدات واتفاقيات وبروتوكولات وكان هناك نزاع على الاراضي الحدودية وفي شط العرب وفيما يتعلق بولاية الموصل كان للايرانيين مصالح في منطقة كردستان العراق وكانت ايران تطمع في اراض  في ولاية الموصل ومنها سهل كلعتبر وجبل هورمان وكثيرا ما قامت الحروب بين الدولتين العثمانية والفارسية وفي سنة 1906 اختيرت الموصل لتكون مكانا للمفوضات بين الطرفين وقد وصل الوفد الايراني الى الموصل في 3 كانون الثاني 1907ىوالتقى الوفد العثماني لكن لم يتحقق شيئا وكثيرا ما كان توغل العشائر الكردية على الحدود سببا في النزاع الدائم كما كانت قضايا المذهب سببا كذلك في النزاع وكانت بين الطرفين مصالح تجارية ووكان للايرانيين العديد من البيوت المالية في العراق حتى انهم سيطروا لفترة على التجارة ببغداد وكان جزءا كبيرا من تجارة البصرة بأيديهم وكان قسم من الايرانيين في السليمانية يعمل في الزراعة واسس الايرانيون فرعا في الموصل للبنك الايراني سنة 1890 كما كانت لديهم قنصلية في الموصل وتمتع القنصل بموجب معاهدة عقدت سنة 1875  بصلاحية الاشراف على شؤون الرعايا الايرانيين وتعدتها لتشمل رعاية مصالح اشيعة كلهم كما قال القنصل الفرنسي فوصيل في كتابه (الحياة في العراق منذ قرن ) .
6.  (القنصلية التركية ) ،  وكان للاتراك قنصلية في الموصل منذ الثمانينات من القرن الماضي
ولا ننسى انه كان للولايات المتحدة الاميركية نفوذ في الموصل من خلال مقر الارسالية التبشيرية الاميركية التي سعت منذ ثمانينات القرن التاسع عشر الى تحويل المسيحيين الموصليين الى البروتستانتية وكانت هذه الارسالية الاميركية الوحيدة في العراق حتى تسعينات القرن التاسع عشر عندما افتتح الاميركان مقرات للارسالية العربية في البصرة والعمارة والناصرية كما هو معروف وكما كتب عنها الدكتور عبد المالك خلف التميمي في كتابه (التبشير في الخليج العربي ) .
كما كان للاميركان مصالح تجارية في الموصل وقد اشرنا الى محاولتهم تأسيس شركة لكبس عرق السوس في الموصل سنة 1910 وتصديره الى اميركا لاستخدامه في صناعة الادوية .وتشير الوثائق الاميركية للسنة 1907ان شركة ماك اندروز فوربس الاميركية تولت احتكار تجارة تصدير عرق السوس من الموصل منذ سنة 1907 كما كانت للاميركان اطماع في نفط الموصل ولم يهدأ للاميركان بال حتى استحوذوا على 23% من نفط الموصل عقب انتهاء الحرب العظمى وكان القنصل الاميركي في بغداد ومنذ سنة 1899  يتولى الاشراف على شؤون الرعايا الاميركان في الموصل وفي كل العراق وكانت القنصلية البريطانية ومنذ سنة 1882 هي من تتولى الاشراف على شؤون الرعايا الاميركان في العراق الى ان تم تعيين قنصل امريكي في بغداد له صلاحية الاشراف على الرعايا الاميركان في كل من ولايتي الموصل والبصرة .
وهكذا نجد ان الموصل لاهميتها ولاهمية موقعها الستراتيجي كانت تحظى بإهتمام الدول الكبرى لهذا فتحت هذه الدول لها قنصليات دبلوماسية تدير مصالحها في مجالات التعليم والتبشير والتجارة .




صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...