الثلاثاء، 11 ديسمبر 2018

نازك الملائكة والشعر الحر

نازك الملائكة والشعر الحر
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذمتمرس - جامعة الموصل
نازك الملائكة رحمها الله . شاعرة عراقية بارزة بل هي رائدة من رواد الشعر العربي الحديث. ولدت 23 آب -اغسطس 1923 وقد أقامت منذ 1990 مع زوجها .. وتوفيت في القاهرة يوم 20 حزيران سنة 2007..أمها الشاعرة سلمى عبد الرزاق المعروفة ب"أم نزار الملائكة " وأبيها الأديب والكاتب صادق الملائكة .دخلت دار المعلمين العالية ببغداد –قسم اللغة العربية وتخرجت سنة 1944 بدرجة الشرف . دخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949، وفي عام 1959 حصلت على شهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكنسن في الولايات النتحدة الاميركية ، وعينت أستاذة في جامعة بغداد ثم في جامعة البصرة وبعدها في جامعة الكويت .
يذكر مؤرخو (الشعر العربي الحديث): ان نازك الملائكة أول من بدأ الشعر الحديث والقصيدة التي نظمتها بعنوان :(خيط مشدود في السرو) هي البداية الحقيقية للشعر الحديث، ويشير الأستاذ حسن الأمين- وكان يعمل أستاذا في كلية الملكة عالية (كلية التحرير ) ببغداد في الأربعينات من القرن الماضي- إلى انه كان يتردد على إدارة مجلة اسمها (عالم الغد) الأسبوعية وفيها رأى قصائد لنازك الملائكة معدة للنشر وقد أوصى المسؤولين عن المجلة بنشرها وكان ذلك سنة 1946 فكانت هذه القصائد ،ومنها قصيدة (الكوليرا) أول مانشر من الشعر الحديث.
وفي الديوان الذي نشرته دار العودة ببيروت سنة 1981 كتبت الشاعرة الرائدة نازك الملائكة مقدمة له قالت فيها :إن الديوان يضم قصائد نظمت منذ سنة 1945 وكان عمرها آنذاك (22) سنة ولم يكن ديوانها الأول (عاشقة الليل) 1947 قد ظهر.
• وأول قصيدة حديثة كتبتها الملائكة هي (مأساة الحياة) وهو عنوان دل على تشأ ومها المطلق وشعورها بان الحياة كلها ألم وتعقيد. كما نظمت مطولة في ستة أشهر انتهت منها سنة 1946 بلغت (1200) بيتاً ،وكان موضوعها فلسفياً يدور حول الحياة والموت وما وراءهما من إسرار. وفي سنة 1949 أصدرت مجموعتها (شظايا ورماد) وهي المجموعة التي دعت فيها إلى شعر جديد أطلق عليه النقاد فيما بعد اسم : (الشعر الحر). ومن دواوينها الأخرى : قرارة الموجة 1957 ، ومأساة الحياة وأغنية الإنسان 1977 ،ويغير ألوانه البحر والأعمال الكاملة بمجلدين ومن كتبها النقدية :قضايا الشعر المعاصر ، والصومعة والشرفة الحمراء ، وسيكولوجية الشعر . كما صدر لها في القاهرة مجموعة قصصية عنوانها "الشمس التي وراء القمة" عام 1997 .
لنازك الملائكة مجموعة شعرية باسم (للصلاة.. للثورة) وقد ظلت منذ أن كتبت " مأساة الحياة وأغنية الإنسان " وحتى آخر لحظة من حياتها تبحث عن (السعادة) وترى (أن السعادة ممكنة ولو إلى مدى محدود ) وقد وجدت أن (الإيمان بالله ،والاطمئنان إلى الحياة)هو الحل وهكذا راح جو مأساة الحياة يتبدد في شعرها .
حازت نازك الملائكة على جائزة "البابطين" عام 1996 ، كما احتفلت دار الأوبرا المصرية بتكريمها"بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي في 26 أيار 1999.
وقد شارك في الاحتفال، الذي غابت عنه نازك بسبب المرض، شعراء ونقاد مصريون وعرب بارزون فضلا عن زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة الذي أنجبت منه ابنها الوحيد البراق.
.. حقا إنها شاعرة عظيمة يحق للعرب أن يفخروا بها وبما قدمته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...