أحداث القرن الافريقي والصراع الارتيري –الاثيوبي
ابراهيم العلاف
سألتني إحدى الباحثات العزيزات من مصر عن هذا الكتاب وقلت لها لدي نسخة منه وقلتْ اليوم سأعود اليه فهو من الكتب الجيدة ألفه الاستاذ أسعد غوثاني ، وهو ايضا من منشورات وزارة الثقافة والاعلام العراقية سلسلة دراسات 224 وطبع في دار الرشيد للنشر ببغداد سنة 1980 .
الكتاب يدرس تجربة الثورة في ارتيريا بكل ابعادها ويناقش اولويات الصراع مع اثيوبيا (الحبشة ) ، وواقع المشهد الارتيري ما بعد انعقاد المؤتمر الوطني الاول لجبهة التحرير الاريتيرية سنة 1971 ومواقف الفصائل المسلحة الارتيرية ومؤتمرات الحوار في السودان وواقع النظام في اثيوبيا وخاصة بعد سقوط نظام هيلا سيلاسي في ايلول 1974ونظام المجلس العسكري ووصول منغستو هيلي ماريام الى سدة الرئاسة ورفعه شعار بناء اثيوبيا الاشتراكية ومواجهته النقابات والحركات الطلابية بالقمع والملاحقات والموقف من القوميات المضطهدة في ارتيريا والصومال الغربي واساليب النظام في اثيوبيا لحل المشكلة الارتيرية التي ضمت لاثيوبيا سنة 1962وموقف الامم المتحدة وخاصة الجمعية العامة للامم المتحدة وفرارها 390 سنة 1950 الذي يعتبر ارتيريا وحدة مستقلة مرتبطة فدراليا مع اثيوبيا وللحكومة الارتيرية حق اصدار القوانين الخاصة بشؤونها الداخلية وتنظيم الهيئة القضائية .
الكتاب يقف عند الموقف الاميركي من المشكلة الارتيرية بإعتبار ان اميركا هي وفرنسا وبريطانيا من انيطت بهم مسؤولية منح حق تقرير المصير للبلدان التي كانت تحت سيطرة الاستعمار الايطالي بمقتضى القرار المتخذ في مؤتمر باريس سنة 1948 وكانت ارتيريا هي احدى تلك المستعمرات ولم تصل هذه الدول الى الاتفاق بهذا الشأن في حينها ولم تعارض قرار الضم .لقد وقفت هذه الدول ومن ضمنها اميركا مع الامبراطور هيلا سيلاسي والذي عده نظام مريام عميلا للغرب لكن نظام مريام اعترف بجميل هذه الدول وموقفها من ضم ارتيريا بالقوة الى اثيوبيا وخرق قرار الامم المتحدة رقم 390 القاضي كما سبق ان قلنا بالاتحاد الفدرالي بين ارتيريا واثيوبيا .
لقد اكد نظام منغستو هيلا مريام للولايات المتحدة وللعالم أن ارتيريا اذا ما استقلت ، ستكون عاجزة عن تحقيق الاكتفاء الذاتي وهو بذلك يقصد انها ستكون فريسة لاطماع القوى الاجنبية وكان يقصد الغرب واميركا بالذات .
لكنه عاد فطمأن الغرب والولايات المتحدة بأن بقاء ارتيريت تحت سيطرة اثيوبيا هو "ضمانة لهم للمحافظة على استمرار تدفق البترول عبر الشريان المائي (البحر الاحمر )و(مضيق باب المندب ) الذي اذا تحكم العرب –على حد قوله – به لتهددت مصالح الدول الغربية .وهكذا استفز بهذا القول غرائز الغزو والطمع فيهم ليضمن لنظامه الاشتراكي الاثيوبي وقوف الامبريالية ودول اوربا الغربية الى جانبه في غزوه لشعب ارتيريا وضرب ثورته .
وهكذا نلحظ ان هذه التبريرات جانبت الحقيقة واغفلت ان الارتيريين قادرين على حماية انفسهم وحكم انفسهم بأنفسهم .
كتاب جميل ومفيد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق