السبت، 12 مارس 2011

ندوة مصابيح الهدى*

  ندوة مصابيح الهدى*


أ.د. إبراهيم خليل العلاف


أستاذ التاريخ الحديث -جامعة الموصل

في يوم من أيام شهر رمضان المبارك 1418هـ / 1997م، وبدون أي تخطيط، ولكن بنية خالصة، وتوجه محمود لله سبحانه وتعالى، ولنبيه الكريم، التأم، جمع خير من أبناء مدينة الموصل، أساتذة جامعة ، أطباء، مهندسين، صحفيين، إداريين، اقتصاديين، عسكريين، رجال أعمال، يتصدرهم علماء دين معروفون، التأم الجميع في بيت مبارك ليضعوا أساسا لما سميت فيما بعد (ندوة مصابيح الهدى) .

تبدأ الندوة بتلاوة مباركة من آيات القران الكريم ،وتختتم الندوة بدعاء وبآيات مباركة من القرآن الكريم.. وثمة كلمات وخطب ومحاضرات يتولى إلقائها عدد من أعضاء الندوة وتدور بشكل خاص حول قيم الإسلام، وركائز ودعوته وما كابده الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في سبيل نشر الإسلام الحنيف فضلا عن موضوعات إيمانية حول التوبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهناك من يتحدث في شؤون السياسة،الاقتصاد ،والطب ،والتاريخ . ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أن هناك محاضرات وأحاديث حول المشاكل والصعوبات التي يعاني منها المجتمع العراقي والموصلي ،والسعي لإلقاء الضوء عليها وتكوين فكرة صحيحة عنها والدعوة إلى مواجهتها .


وللشعر مكانته في هذه الندوة، إذ تلقى قصائد عصماء تتعرض لقضية من القضايا أو لظاهرة من الظواهر الاجتماعية والثقافية وحتى السياسية لكن المحاضرات والقصائد جميعا تصب في مبتغى واحد وهو (توحيد الكلمة)، و (رص الصفوف)، و (ترسيخ القيم الإيمانية الإسلامية الأصيلة)، و(محاربة كل ظواهر الفساد والانكسار والخسران والخيبة والتكاسل والخمول). وتتكرر اللقاءات، وتنعقد الأمسيات، فغالبا ما كانت الندوة تنعقد بعد صلاة العصر، أو بعد صلاة المغرب ،أو بعد صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، وتجري فيها المراسيم بتكريم عدد من الرموز والشخصيات المعروفة بعطائها الفكري، وإسهاماتها الثقافية والاجتماعية ،وبراعتها في اختصاصاتها سواءا الدينية أو الطبية أو الهندسية أو العسكرية أو التاريخية أو الكيماوية أو الصيدلانية. وقد كرم في الندوة –عبر سنوات طوال -قرابة (22) شخصاً.. وطبيعي أن التكريم غالبا ما يقتصر على (إهداء) نسخة مذهبة من القران الكريم، يتولى تمويل مبالغ التكريم صاحب البيت الذي يستضيف الندوة، هذا فضلا عما يقدمه من طعام وحلويات تعبر في كثير من الأحيان عن كرمه ولطفه ومن الذين كرموا :
الأستاذ المربي غانم سعد الله حمودات
الأستاذ الدكتور عبدالاله عبدالموجود
 الاستاذ ناظم الجلبي
الدكتور كمال يونس شريف
الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف
الأستاذ الدكتور خليل علي مراد
الأستاذ نزار محمد المختار
الأستاذ الدكتور دريد عبد القادر نوري
الأستاذ  موفق احمد السبعاوي
اللواء الركن ميسر إبراهيم الجبوري 
الاستاذ حسن طه السنجاري
الاستاذ عبد الاله البنا
الاستاذ محمود يونس ابو ليلى
الاستاذ احمد عبد القادر
الاستاذ اسامة ابراهيم الجلبي
الاستاذ عبد الكريم احمد
الاستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي
الاستاذ طاهر الصفار الاستاذ الدكتور يوسف عبد الله شهاب
الاستاذ زكي ابراهيم
الاستاذ الدكتور باسل محمد سعيد
الشيخ وضاح ثابت
الاستاذ نجيب يونس
الاستاذ قاسم الجراح
الاستاذ صلاح الدين عزيز
الاستاذ مظفر حمودات
الاستاذ رمزي محمود عبد الله
الاستاذ سالم محضر باشي
الاستاذ الدكتور خاشع الراوي
الاستاذ الدكتور اكرم يونس الساعاتي
الاستاذ حكمت حمدي نادر
الاستاذ شريف صالح
الدكتور عجيب علي
الاستاذ الدكتور عبد الخالق الملاح
الاستاذ الدكتور عماد عبد يحيى
الاستاذ حميد رشيد الشاكر
الاستاذ خلدون صديق الشيخ علي 
الاستاذ وعد الله ابراهيم
الشيخ عمران وعد الله
الاستاذ مسعود شريف صالح
الاستاذ انعام الطالب 
الاستاذ ياسين القطان
الاستاذ عبد الستار عبد القادر
الدكتور عبد العزيز عبدالله 
الاستاذ يوسف ذنون 
الدكتور ذو النون الاطرقجي
الاستاذ الدكتور ياسين طه محمد علي
الاستاذ الدكتور محمد طيب الليلة
الاستاذ زكريا صديق
الاستاذ الدكتور جزيل عبد الجبار الجومرد
الدكتور فارس عبد الموجود
الدكتور محمد باسل قاسم العزاوي
الاستاذ الدكتور موفق شندالة
الاستاذ يحيى ذنون
الاستاذ الدكتور برهان محمود الجلبي
الاستاذ سعد الله عبد الجبار 
الحاجة  ام نزار زوجة الاستاذ حازم البرهاوي
الاستاذ ضياء حازم البرهاوي
الاستاذ علاء حازم البرهاوي
الشيخ الدكتور فيضي الفيضي 
الاستاذ باهر الوتار
الاستاذ علي فخري النومة
الاستاذ خالد داؤود نادر
الاستاذ احمد سامي الجلبي
الدكتور اديب ابراهيم الجلبي
الاستاذ الدكتور سالم توفيق النجفي 
الاستاذ الشيخ نافع عبد الله ابو معاذ
الاستاذ الدكتور ادريس الحاج داؤود 
الاستاذ ادهام البدراني
الاستاذ عبد الرزاق السيد محمود
الاستاذ عبد الحليم اللاوند
الاستاذ سالم نوري الصراف
الاستاذ الدكتور احمد دلال باشي 
الاستاذ الدكتور عادل البكري
الاستاذ حسين الزرقي
الدكتور وليد الصراف
الاستاذ الدكتور عماد الدين خليل
الاستاذ الدكتور طاهر الدباغ
الاستاذ الدكتور عبد الهادي الصائغ 
الاستاذ الدكتور عبد الحق عبد المجيد
الدكتور نبيل نجيب فاضل الصيدلي 
دعوني أتساءل الآن عن (طبيعة الندوة)، فأسارع لأقول إن طبيعة الندوة (إسلامية)، (إيمانية) ( قرآنية)، (ربانية (نبوية)،(محمدية)،(أخوية)،(فكرية)،(اجتماعية)،(إنسانية)،(مستقلة)، عن كل حزب أو تجمع أو تكتل. ومن الطريف أن الندوة جمعت بين أشخاص حملوا اتجاهات مختلفة منها دينية ،وقومية ،واشتراكية وليبرالية وكثيرا ما كان يعبر كل واحد بما يراه تجاه قضية من القضايا ودون أن يتصادم احد معه، وتلك فضيلة من فضائل هذه الندوة .كما أن الندوة لم تكن مقتصرة على المسلمين بل كان يحضرها الإخوة من المسيحيين .واتذكر بان الندوة كرمت فريقا طبيا موصليا شارك في عملية فصل التوائم التي جرت في الرياض بالسعودية وكان من بين الفريق أطباء مسيحيون موصليون .
وفيما يتعلق بأهداف الندوة أقول بان الأهداف تتلخص، وحسب اجتهادي المتواضع، بما يلي:
1. تعميق المعرفة بكتاب الله عزوجل ،وسير أغواره ،والغوص في مكنوناته، وفهم آياته والعمل على تطبيق مايرد فيها من أوامر ونواه.
2. تكريس الروح الإيمانية الطيبة الصادقة .
3. تعزيز قيم الأخوة ،والمحبة، والتسامح،والموعظة الحسنة، والحوار والمجادلة بالتي هي أحسن.
4. خلق قاعدة معرفية موحدة أو لنقل"رؤية موحدة" بين المشاركين تجاه قضايا الحياة والكون والمجتمع ومايستجد فيها من كل النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية.
5. السعي للحفاظ على القيم والعادات والممارسات الأخلاقية الاجتماعية الحميدة التي تعارف عليها أبناء الموصل وتميزوا بها وعرفوا من خلالها ، مما اكسبهم شخصية حضارية خاصة وهم يواجهون التحدي والانكسار والغزو الأجنبي.
6. مشاركة البعض للبعض الآخر في المناسبات الاجتماعية كعقد قران أحد أبنائهم أو تخرجه ونيل الشهادة العلمية وماشاكل ذلك.
يسعدني هنا أن اذكر عددا من البيوت المباركة التي عقدت في رحابها ندوتنا هذه:
بيت  (موفق احمد السبعاوي) 
بيت الأخ الدكتور (الطبيب) أديب ألجلبي (رحمه الله)
بيت الأخ الدكتور عبدالاله البنا 
بيت الأخ الدكتور عماد الدين خليل
بيت الأخ الدكتور عادل البكري
بيت الأخ الأستاذ احمد سامي ألجلبي 
بيت الأخ اللواء خالد داؤد نادر
بيت الأخ اللواء الركن حازم برهاوي 
بيت الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف
بيت الأستاذ محمد غانم العناز (أبو مازن )
بيت الأخ الأستاذ خالد الدباغ (أبو محمود )
بيت الاخ الحاج مصطفى علي محمود (أبو عصام )
بيت الاخ عاصم محمد احمد (ابوزيد )
بيت الاخ الاستاذ طه ايوب
بيت الأخ السيد باهر الوتار
بيت الأخ الأستاذ احمد دلال باشي
ومن الشيوخ والأساتذة اللذين أسهموا في إلقاء المحاضرات في هذه الندوة :
• الشيخ نافع عبدالله(ابو معاذ )
• الأستاذ الصحفي احمد سامي ألجلبي(أبو صميم )
• الدكتور محمد جميل الحبال
• الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف (أبو نشوان )
• الدكتور إدريس الحاج داؤد 
• الدكتور عاصم الجلبي
• الدكتور باسل الجلبي
• الدكتور سالم توفيق النجفي
• الدكتور نبيل نجيب فاضل الصيدلي
• الأستاذ الخطاط يوسف ذنون (أبوعصام )
• اللواء الركن قيدار محمد صالح
• الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل .
• الأستاذ مظفر بشير .
ومن قراء القران الكريم :
• الشيخ هشام عبد السلام البزاز
• الشيخ محمد عبد الوهاب الشماع
• الشيخ يونس شيت
• الشيخ ناشد
وفيما يتعلق بالشعر فاستطيع القول أن الأستاذ حسن طه السنجاري- وهو بحق (شاعر الندوة)- فقد تعود من خلال قصائده الإيمانية الملتزمة بث الحماس الروحي في نينوى المشاركين إلى درجة أنهم يطلبون منه إعادة قراءة بعض الأبيات، وقد يصفقون له، وهذا شيء لايحدث إلا نادراً في الندوة، عندما يلامس بيت من أبيات القصيدة شغاف قلوبهم.. ولابد أن اذكر مساهمة كل من الشيخ صلاح الدين عزيز الشعرية في بعض الأبيات ومنها على سبيل المثال الأمسية التي عقدت في بيت السيد خالد الدباغ، والأستاذ مجيد السعدون ،والدكتور الطبيب وليد الصراف... ولا تخلو وقائع الندوة من طرائف ونكات ومواقف تبعث على الابتسامة اللطيفة وليس الضحكة المجلجلة .وينبغي هنا أن نشير مثلا إلى أن أستاذنا (أبو صميم) الأستاذ احمد سامي ألجلبي (رحمه الله) قد ألقى مرة بحثا طريفا عن (الشوارب في التاريخ) فكان بحق بحثا أصيلا جمع فأوعى كل ماله علاقة بالشوارب وتاريخها وأنماطها ومدلولاتها السايكلوجية (النفسية) والاجتماعية وحتى السياسية!!. أما الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف فألقى محاضرة عن المرجعية الصهيونية لنظرية الإرهاب الأميركية .كما ألقى اللواء الركن قيدار محمد صالح محاضرة حول : " الدولة العراقية ومخاطر حلها " .وفي إحدى الندوات قدم الفنان الأستاذ زكي إبراهيم مجموعة من الموشحات .وفي ندوة أخرى ألقى الأستاذ الدكتور دريد عبد القادر نوري محاضرة عن " الأخوة في الإسلام " وفي ندوة أخرى قدم الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف محاضرة عن "تاريخ الندوة الموفقية " وهي أساس مقالنا هذا.
ويحضر الندوة عادة أعلام وشخصيات ووجوه موصلية ومن مختلف الاختصاصات والمهن والوظائف، عرف بعضهم بنشاطاته العلمية ومؤلفاته وبحوثه ومقالاته وإسهاماته في رفد حركة المجتمع بما يساعد على مواصلة الجهد والبناء وقد تحتاج إلى صفحات متعددة لكي نحمل ماقدمه هؤلاء على صعيد الإدارة، والطب ،والتاريخ، والعلم العسكري، والكيماوي، والزراعي، والاقتصادي،والفلسفي والجغرافي، لكن هذا لايمنعنا من أن نذكر أسماء بعض المؤسسين الرواد لهذه الندوة منهم الأستاذ احمد سامي ألجلبي  والاستاذ موفق السبعاوي والدكتور أديب ألجلبي، و الاستاذ الدكتور عماد الدين خليل، والأستاذ حسن طه السنجاري، والشيخ نافع عبد الله،و الاستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف ،واللواء الركن قيدار محمد صالح، واللواء الركن حازم البرهاوي والأستاذ احمد عبد القادر الارحيم ،والأستاذ ناطق الارحيم والأستاذ عاصم محمد أحمد ، والأستاذ خالد الدباغ .وقد يكون من المناسب أن نذكر بأن المنتدين قرروا قبل سنتين وفي إحدى الجلسات اختيار الأستاذ نزار محمد المختار المربي والإداري المعروف رئيسا فخريا للندوة .
كتب الأستاذ احمد سامي ألجلبي في العدد الأول من جريدة فتى العراق الصادر بين 8_14 تموز 2003 مقالاً مقتضبا وقعه باسمه المستعار (أبو صميم) عن (الندوة الموفقية) وقال أن احد الأخوة الأساتذة اقترح تسميتها بهذا الاسم ويقصدني أنا حيث اقترحت ذلك مرة . وأضاف أن هذه الندوة، ستبقى إن شاء الله (( مركز إشعاع للدعوة الخيرية الصادقة ،ومركز انطلاق فكري وعقائدي))  من هنا (فندوة مصابيح الهدى أو الموفقية) (لامقر لها) ،ومقرها المتحرك هو بيت من يستضيفها و لاموعد محدد لانعقادها وإنما هو الموعد الذي يحدده من يدعو اليها.. وكما  هو معروف- فان الموصل منذ عشرينات القرن الماضي قد شهدت - شأنها في ذلك شأن العديد من المدن العربية الإسلامية- بروز واتساع ظاهرة انعقاد المجالس الأدبية في دور بعض محبي الأدب والثقافة والشعر والفنون، وإذا كانت هذه المجالس تسمى في مصر ب (الصالونات) ، فهي في بغداد تسمى( مجالس) وتنعقد أسبوعيا . وفي الموصل اعتاد الموصليون على تسمية هذه المجالس ب (لندوة ) ،ومن أبرز هذه الندوات : (الندوة الغلامية) التي أنشأها آل الغلامي وفي مقدمتهم المرحوم محمد رؤوف الغلامي 1890_ 1968 ثم نقلت إلى بغداد سنة 1954 ،و(الندوة العمرية )التي أسسها ناظم العمري سنة 1949 وكان من مرتادي هذه الندوة علماء دين وشعراء وأدباء وأطباء ومفكرين وأساتذة ورجال أعمال ورجال قانون وتاريخ وسياسة وكثيرا ما كان احد الشعراء يؤرخ لتأسيس هذه الندوة ببيت من الشعر وبأبيات من الشعر وبحساب الجمل فمثلا أرخ الشاعر إسماعيل حقي فرج- رحمه الله - الندوة العمرية (1368هـ/ 1949) عندما قال :
نجوم فضل في سماء العلى قد أشرقت نورا بوسط الهلال
يضم ناظم فــــــــــــــي ندوة تعقدهم تاجا برأس الكــــــمال
___________________________________________

*نص المحاضرة التي ألقاها الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف عن "تاريخ الندوة الموفقية "ألقيت في دار الأستاذ احمد دلال باشي يوم 6 تشرين الثاني سنة 2003 .









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...