السبت، 4 ديسمبر 2010

رحل العساف .. وبقيت ذكرياته خالدة

الاستاذ موفق العساف رحمه الله
رحل العساف .. وبقيت ذكرياته خالدة
بقلم : محمد  صالح ياسين الجبوري 
صحفي وكاتب -الموصل

ودعت الأسرة الأدبية والصحفية وجماهير الموصل المرحوم(موفق العساف) القاص والصحفي المعروف الذي كتب في الصحف الموصلية ,وكان آخرها  سكرتيرا لجريدة (صدى العراق) ،وكان العساف مثالا للصحفي الملتزم بمبادئ الصحافة المهنية ,مثابرا نشيطا , ناصرا للفقراء في كتاباته طارحا همومهم ومشاكلهم ,وهذا ليس غربيا فهو واحد منهم , عاش حياة فقيرة وذاق طعم الفقر , لكنه كان شامخا أبيا عزير النفس لايخاف في قول الحق لومة لائم, مؤمنأ يؤدي صلواته في المساجد ,صابرا محتسبا إلى الله سبحانه تعالى.توالت عليه المصائب من كل جانب وفاة ولده وتعرض زوجته إلى حادث ,وتدهور حالته الصحية جعلته يعيش حالة غير مستقرة متنقلا بين المستشفيات وعيادات الأطباء في هذه الظروف الصعبة.كان رحمه الله مسامحا , طيب القلب , لايحمل الحقد ,كريم , يساعد الناس ,كان يحمل أخبار الصحافة ومواعيد إصدار الصحف الموصلية,احب الصحافة والادب
كنا نلتقي به في( مقهى الأكابر) في الدواسة تلك المجموعة التي تضم أنور عبد العزيز ,صلاح  سليم , سعدالدين خضر, عبد الجبار حسن الجبوري, جمال عبد الله يوسف,فارس الغلب ,عمر حماد هلال,عمر عناز ,محمد صالح ياسين الجبوري , غانم ,وعدد من الأدباء والصحفيين الاخرين .
قرأ ت نبأ وفاته على موقع وكالة أنباء الشعر وجاء فيه(وفاة الأديب والصحفي العراقي موفق العساف )
القاص أنور عبد العزيز كان أكثر الذين تأثروا بوفاته وقد أصيب بصدمة بعد سماعه الخبر ,وعندما التقيت به قال لي( مات الشهم ,مات الإنسان الطيب ,مات موفق الذي يحمل معاني الإنسانية ,كان يفهمني ويساعدني ويلبي طلباتي , وانا أشعر بالحزن لفراقه ,أتذكره دائما وهذه الأماكن التي كان يمر بها  .والمرحوم كان معروفا في انتقاداته وجريئأ في قول كلمة الحق لايعرف المحاباة والمجاملات , وهو ناقد سينمائي معروف .أحب الناس فأحبوه , أنا أحد الذين قدم لهم ( الراحل ) المساعدة في مجال العمل الصحفي .فقدنا اخأ وصديقأ عزيزأ نعتز به و وندعو الله عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة ,وأن يكون مقامه الجنة .حدثني قبل رحيله عن الوضع المأساوي التي تمر به الثقافة , وعن هموم الأدباء والصحفيين ومعاناتهم .لقد اجمع الناس على محبته , وذكروا حسن خلقه ومواقفه الطيبة ,فهو يستحق ذلك لأنه كان وفيا صادقا .كتب عن مواقف المرحوم(العساف) عدد من الأدباء والصحفيين (أنور عبد العزيز ,محسن الجبوري, صباح سليم¸,صباح الاطرش ,د.أحمد جارالله ياسين, د . خيري شيت,محمد صالح ياسين الجبوري , قحطان سامي , طلال صفاوي ,عبد المنان اسماعيل ,عمر عناز ,سالم صالح ,عضيد طارق , بيات مرعي , ومعذرة لمن لم أذكر اسمه .لقد عاش العساف متنقلأ بين الأحياء الفقيرة يبحث عن إيجار بيت بسعر رخيص بسبب حالته  المعاشية الفقيرة,لقد عاش ومات على(بساط الفقر) وهذا اكبر وسام تقلده في الحياة الدنيا والآخرة وحجة و دليل على نزاهته وعدم أكله المال الحرام , لم يترك مالا يتقاتل  من بعده الورثة .الموت على ( بساط الفقر) هو دليل العفة والكرامة والنزاهة والأصالة والأخلاق الفاضلة , وحياة الفقر صعبة لايتحملها إلا الإنسان الصابر المؤمن المحتسب .الموت هو نهاية كل إنسان , وهناك من يموت وتحزن الناس على فراقه وتذكر صفاته وأخلاقه الحميدة وأفعاله الحسنة , ومن يموت وتفرح الناس لموته لأنه شرير مجرم  قاتل  بعيدأ عن كل معاني الإنسانية والرحمة والشفقة .ورحيل (العساف) أحزن أصدقائه ومحبيه , وكل من سمع نبأ وفاته
لقد ظلمناك في حياتك ونطلب سماحك , ونريد أن ننصفك بعد موتك وان نذكر محاسن الموتى لانهم ذهبوا إلى رب غفور رحيم أرحم منا جميعا .إن كتابات  موفق العساف  الصحفية كانت أكبر دليل على مواقفه الوطنية ومساندته للطبقات الفقيرة في المجتمع والدفاع عنها , ومواقفه تتجسد في رفضه المساومة والحصول على مكاسب مادية مقابل السكوت عن السلبيات الموجودة في الدوائر الحكومية.ستبقى ذكريا تك وكلما تك  خالدة  في قلوب اصدقا ئك ومحبيك لأنك أحببتهم وأحبوك بصدق بعيدا عن المنافع والمصالح الشخصية . لقد كنت سيفا اعلاميأ وطنيا في محاربة الفاسدين والمفسدين ,كنت نقيأ طاهرا صادقا تكره النفاق والمنافقين , كنت وفيا كريما أصيلا مدافعا عن الحق.كلماتي البسيطة لاتستطيع أن تعطي شخصيتك حقها ,فالقلم يعجز عن وصف أخلاقك العالية ,ووفا ته تذكرني بحادثة قديمة عند ما توفي احد المسؤولين عام 1977, ذهب وفد حكومي لحضور مجلس العزاء وجدوا أن حالته المادية يرثى لها عكس ماكانوا يتصورون فعلق أحد الإعلاميين بقوله : (يموت المناضلون على حصران القصب ) وفي زماننا هذا  أقول: (يموت المثقفون على بساط الفقر ) .وفقيدنا الراحل هو واحد منهم انطوت صفحة المرحوم البيضاء الناصعة التي يفخر بها أهله ومحبيه وأصدقائه وكل من عرف سيرته . وأخيرا ليس لنا الا ان   نقول"انا لله وانا اليه راجعون ."


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي

  مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي عرض ومراجعة : الدكتور زياد ع...