الثلاثاء، 16 فبراير 2010

أحمد فوزي عبد الجبار وتأريخ العراق المعاصر


أحمد فوزي عبد الجبار وتأريخ العراق المعاصر

أ .د.إبراهيم خليل العلاف

مركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل

احمد فوزي عبد الجبار، باحث وكاتب صحفي عراقي متميز.. كانت له صولات وجولات في ميدان الصحافة العراقية والعربية المعاصرة.. وعرفناه منذ أن كان مديراً مسؤولا لجريدة لواء الاستقلال سنة (1954) والتي كانت تنطق بلسان حزب الاستقلال العراقي المؤسس سنة 1946. وكان من قبل ذلك قد أصدر مع فائق السامرائي، وهو أيضا من قادة حزب الاستقلال، جريدة الجريدة سنة1953 . وخلال الأيام الأولى من ثورة 14 تموز 1958 كلفه الأستاذ غربي الحاج احمد مدير الإذاعة والتلفزيون آنذاك بمهمة مرافقة الوفود الصحفية العربية والأجنبية، التي وفدت بغداد للتهنئة بمناسبة اندلاع الثورة، وإسقاط النظام الملكي (1921-1958)، وتأسيس جمهورية العراق .. وفي مطلع سنة 1959 عين مديرا مفوضا لشركة الصحافة والطباعة المحدودة في بغداد. وفي سنة 1965 عين مديرا عاما لوكالة الإنباء العراقية.. واحمد فوزي عبد الجبار، من مواليد محلة الفضل بمدينة بغداد.

ولد في 24 تشرين الثاني سنة 1927، وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها، ثم دخل كلية الحقوق (القانون حاليا) وتخرج فيها سنة 1952 وقد مارس المحاماة وانتخب سنة 1965 رئيسا لجمعية الحقوقيين العراقيين وكان أول رئيس لهذه الجمعية وبقي كذلك مدة خمس سنوات ترأس خلالها مجلة الحقوقي (العراقية).

بعد صدور قرارات تأميم الصحافة في 4 كانون الأول 1967 وإنشاء المؤسسة العامة للصحافة ترأس احمد فوزي عبد الجبار رئاسة تحرير جريدة الجمهورية.. وفي تموز 1968 عين ملحقا صحفيا في ديوان وزارة الإعلام ثم مديرا للصحافة وبعدها مديرا لما كان يسمى المركز الوطني لحفظ الوثائق (دار الكتب والوثائق حاليا) .. استقال من منصبه هذا ونقل خدماته إلى وزارة العدل وعين مفتشا عدليا ومديرا لمجلة العدالة. لكنه أحال نفسه على التقاعد نهاية سنة 1979 وعاد ليمارس مهنة المحاماة وقد نسب مشرفا عاما على جريدة بغداد سنة 1980 والتي كانت تصدرها أمانة العاصمة. هذا فضلا عن توليه قضايا الأمانة في المحاكم العراقية.

انخرط احمد فوزي عبد الجبار في العمل السياسي القومي العربي وواجه من جراء ذلك الكثير من العنت والاضطهاد فلجأ إلى مصر مطلع الستينات من القرن الماضي واسهم في تحرير بعض الصحف المصرية. كما ألقى الأحاديث الإذاعية من إذاعات القاهرة وصوت العرب وقد شارك في الكثير من الندوات التلفزيونية في بغداد والكويت والقاهرة والجزائر والخرطوم. وقد عشق السفر والترحال ولم تبق مدينة في العالم إلا زارها .. وكما عشق السفر والصحافة، فانه امتهن التأليف وقد اصدر كتبا تعد اليوم من ابرز مصادر تاريخ العراق المعاصر ولعل من أهم كتبه : (غرب أم غروب . قصة عبد الكريم قاسم)، و(المهداوي ) و(بترول ودخان .. قاسم والكويت)، و(لهو في لهب .. قاسم والنفط) و(خناجر وجبال .. قاسم والأكراد) و(حكايات سياسية وصحفية عن 12 رئيس وزراء)، و(أشهر المحاكمات الصحفية في العراق) و(سيرة وحكايات عن 6 رجال فكر وقانون) و(الجريدة وصراعها مع السلطة) و(أشهر الاغتيالات السياسية في العراق) و(فيصل الثاني) و(عبد السلام محمد عارف .. سيرته .. محاكمته.. مصرعه)، و(رؤى سياسية) و(شخصيات تواقيع)، و(عبد الكريم قاسم وساعاته الأخيرة) و(أين الحقيقة في مصرع عبد الكريم قاسم).. كما أن له كتبا لا تزال مخطوطة منها (الانقلاب الخائب.. قصة عارف عبد الرزاق) و(سنوات لا تنسى.. عراقيون في القاهرة) و3 رؤساء وزارات... في العهد الجمهوري) و(جمال عبد الناصر والعراق) و(صراع الجواسيس في العراق)و( ليلة سقوط الملكية في العراق 1300 تموز1958) .

ارتبط احمد فوزي عبد الجبار بصداقات كثيرة مع زعماء وقادة وسياسيين وصحفيين وعسكريين وأجرى الأحاديث معهم وقد استفاد منها عند تأليفه الكتب وكتابته للكثير من المقالات.. وله أسلوب جميل أخاذ، فالقارئ لكتبه لا يستطيع أن يترك الكتاب إلا وقد أنهى قراءته.. يمتلك معلومات ثرة وله ذاكرة وقادة ونفس طويل ومع أننا لا نغفل مسألة مهمة في تقييم كتبه وهي انه لا يلتزم بالقيود المنهجية الأكاديمية عند التأليف لكن ما كتبه يعد من المواد والمصادر الخام التي لا يستغنى عنها أي باحث في تاريخ العراق المعاصر حتى وان اختلف معه في تفسيراته للوقائع والأحداث المختلفة. توفي رحمه الله سنة 1991 .

هناك 5 تعليقات:

  1. بارك الله فيك وبجهودك سيدي الفاضل الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف....ورحمك الله ياوالدي الغالي ...كنت ومازلت خير قدوه لنا في سيره ومسيرة حياتك العلميه والعمليه والنضاليه .

    ردحذف
    الردود
    1. الله يرحمه ويحسن مثواه الوالد الطيب الذي احب العراق واهله....ارجو اعلامي اخبار عامر احمد فوزي الذي كان صديقي الصدوق

      حذف
    2. السلام عليكم حضرتك من عائلة المرحوم احمد فوزي عبد الجبار لان احد اصدقائي راح يكتب رسالة ماجستير عن احمد فوزي ياريت تتواصلي معي على رقم الوتساب 009647728167473
      او الايميل falahcoh@gmail.com

      حذف
  2. شكرا جزيلا على التعقيب ..والاستاذ احمد فوزي عبد الجبار كاتب ،وصحفي ،ومؤرخ ،ومناضل دافع عن وطنه وامته فأستحق التقدير وارجو ان تسيروا على هديه فهو قدوة فعلا وقولا .هل بالامكان ارسال صورة شخصية له لادراجها ضمن موضوعي عنه في كتاب :موسوعة المؤرخين العراقيين المعاصرين .
    ibrahim.all@hotmail.com

    ردحذف
  3. أين كان في عام ١٩٦١ عند تالف كتابه غرب ام غروب؟؟؟؟

    ردحذف

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...