زكي ابراهيم 1934-2018 المربي و الملحن والموسيقار والكاتب الموصلي الكبير
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
الاخ والصديق الاستاذ زكي ابراهيم ، الملحن ، والموسيقار ، والكاتب الموصلي وافاه الاجل المحتوم يوم الخميس 20 ايلول سنة 2018 أي قبل 7 سنوات عن عمر ناهز ال (84) عاما ...أُعزي بوفاته اهله ومحبيه وانا لله وانا اليه راجعون .
قال عنه الشاعر سالم الخباز يوم تكريمه قبل سنوات :
يازكي الابداع في النغم ***مر عُمر وانت كالعلمَ
كان للموصلي عبقرة *** في زمان الرشيد والشمم
نسب للعراق شدكما *** انت ذا الان وهو في القِدم ِ
وأعاد الزمان دورته *** حيث ُعدنا من خيرة الامم
حيث العراق يزدهي القا *** وفنونا معجونة بدم ِ
حيث للحرف والفنون فم *** ليس يرقى اليه أي فم
حيث إبداع كل مبتدع *** ُصِرتَ فيه ،ومنه فإغتنمِ
يومَ موسقتَ كل رائعة *** صار عزف الاوتار كالنَسمِ
وسكبتَ الانغام مُسكرة *** فهي بُرءٌ لكل ذي َسقم
وجعلت التراث مغتَرفا *** تستقي منه روعة النغمِ
فسلام عليكَ مبتكرا *** وسلام من شاعر عَلمِ
والفقيد له كتاب جميل بعنوان : (الاغاني الشعبية الموصلية ) ، نشره الاستاذ ازهر العبيدي سنة 1999 .
وقد قال عن الاستاذ زكي ابراهيم الشاعر الدكتور هشام عبد الكريم :" ان زكي ابراهيم إبن الموصل التي ألف لها أروع الموسيقى ، فكانت ردما للاحزن واستشرافا لفرح قادم أكيد ، ولانه من الاشجار المثمرة نراه جم التواضع يأخذ برأي الصغير والكبير عندما يجد في ذلك الرأي ما يعزز مسيرته الفنية التي تجاوزت النصف قرن ...إن موسيقى زكي ابراهيم الشعبية الموصلية ، لاتقيدها سلاسل ولايحاصرها حصار إنه يمثل بحق تاريخا حافلا من الفن والعطاء رحمة الله عليه وجزاه خيرا.
كتب عنه الاستاذ الدكتور عمر الطالب في ( موسوعة علماء الموصل في القرن العشرين ) ، فقال انه من مواليد الموصل سنة 1934 ، وهو زكي ابراهيم حسن اكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة ، في مدارسها وسافر الى بغداد والتحق بمعهد الفنون الجميلة ودخل قسم الموسيقى -فرع الكمان الغربي سنة 1954 وتخرج فيه سنة 1957 وعاد الى الموصل ليُعين معلما للموسيقى في دار المعلمين الابتدائية وشكل في دار المعلمين الابتدائية اول فرقة موسيقية اسهمت في احياء الحفلات الموسيقية في الموصل .
وفي سنة 1963 أسس بالتعاون مع الفنان المرحوم الاستاذ محمد حسين مرعي ، وعازف الكمان الاستاذ غانم يحيى (فرقة الخلد الموسيقية ) التي اشتركت في الكثير من الفعاليات الغنائية والموسيقية في الموصل ، وكان لها حضور كبير في مهرجانات الربيع التي استمرت منذ سنة 1969 حتى الاحتلال الاميركي للعراق سنة 2003 .
وفي سنة 1976 شكل (فرقة التربية الموسيقية ) وكان قائدا لها ، وشكل فرقا موسيقية للاطفال في ثلاث مدارس هي : ابي تمام النموذجية والفتوة النموذجية والقديس عبد الاحد .
الاستاذ زكي ابراهيم إبتدأ حياته الموسيقية سنة 1949، ودخل دار الاذاعة العراقية سنة 1958 ملحنا وعزف مع كثير من المطربين والمطربات من امثال نرجس شوقي ولحن لغادة سالم ومحمد حسين مرعي وجميل قشطة وغيرهم . وبلغ ما سجله من اغان والحان قرابة (48 ) اغنية ، وغنت ( فرقة الانشاد العراقية) ، ثمانية من ألحانه .كما سجل عددا كبيرا من الاوبريتات ، والاغاني الفولكلورية واسهم في اكتشاف بعض الطاقات الشابة واهتم بالغناء الشعبي الموصلي ، وأحيا اكثر من (120) اغنية شعبية موصلية تراثية ، وقد عمل مشرفا تربويا في المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى ، ورئيسا ل( قسم الموسيقى) في المجمع الاذاعي والتلفزيوني في نينوى ، والقى العديد من المحاضرات داخل العراق وخارجه عن الموسيقى العراقية ، ومثل العراق في محافل دولية فنية منها الاحتفال بذكرى مرور ( 750 ) سنة على تأسيس مدينة برلين سنة 1987 .. ومما ينبغي ذكره ان كثيرا من اناشيده الوطنية التي لحنها وقسم منها كتبها بنفسه تتردد في مدارس العراق المختلفة .
وكتابه (الاغاني الشعبية الموصلية ) الذي اشرت اليه آنفا ُيعد من الكتب المهمة التي وثقت وأرخت للأغنية الموصلية التراثية ومنها اغاني ( الحنه الحنه - دقومي ياميمتو- يا الله افغشولو - الله معو - يابيت كسابا - والتلبسو مالا - انزلنا شيوخ شمر - هذا المنسف- ياجمال الحك بارنا - دك جادرها - الجادينة الجادينة - اخذنا بنتكم - يا قضيب البان - تحبون الله ولاتقولون - ياردلي - ياسماق - بنيناكي يا اوده - لكلك وطائر بالهوا - زعلانة ليش زعلانة - اشقد حلو هالفستان .
كما وثق للزجل ، والمنلوجات من قبيل : يم حليمة - ياسماق ياسماق - عالمودة والجارلستون - دلال دلال - عفاكي عفاكي - الباقلي - السكران - السرجخانة - البزوني - طاف البنا - القطار .
ووثق كذلك الاغاني البدوية والريفية من قبيل : عاليوم يما ويايوم - باني بان باني بان - ليا على ليا - هلا يانور العين - يما ويايما - يامن يجيب لي الاخبار - يا بو كراميل - ياعين موليتين - عيني دخذني وياك .
كما وقف عند الاغاني واللوحات الحديثة فوثقها في كتابه وهي من قبيل : انشودة الموصل - اعياد الربيع- اعراس الزهر - عرس الحبايب - خطبوها اتعززت - الجادينة الجادينة - اش كان الدلال - الحمالي - ياقضيب البان - المطهغ - السليقة - الكبي - جغاش البرغل - عفاكي عفاكي - الخضارجي- القصاب - الصفار - البزاز - البيبون - البجنجل - تمر هندي - الليلة ليلتنا - ابو اللبلبي - السواس- ابو الكاز - ابو الفرارات - ام الجفية .
ووثق الاستاذ زكي ابراهيم في كتابه ، أغاني العاب الاطفال ومنها اغاني : نوم العوافي - قربان ربي العالي - احكي لكم احكيي - كان يا ماكان - الله يخلي الواحد - العايدة - طلعت الشميسة - حجنجلي بجنجلي - كشك وعدس - ام الريث - مد ومد وسيغ - ملعون طشطش خرزي - هبابة الهبابة - ويص ويص يااولادي- ياحمصة يا زبيبة - حشيكة حمصايي - يابنات يابنات - عنبر ورد - عالصندليي - شمس ومطغ عالغبيع وغيرها .
الشيء الجميل ، انه تقصى ُكتَاب هذه الاغاني ، وذكر اسماء كتابها ، وملحنيها ان وجدوا ، ووقف عند الملاعثمان الموصلي مُشيدا بدوره في تعزيز قيمة التنزيلات الموصلية والاغاني والمقامات العراقية كما اكد ان الموصل مدينة عريقة لها باع طويل في الفن .. وقد ارتقت الفنون فيها عبر الزمن ، واشار الى اسباب ذلك ومن هذه الاسباب : موقعها الجغرافي ، وجمال طبيعتها ، والارهاف الحسي الذي يتمتع به اهل الموصل ، وانفعال العاطفة لديهم ، وحبهم للحياة وتشبثهم فيها لهذا كانت الموصل بحق ام الربيعين فاق حسنها الوصف اشتهرت بغناء الركباني والسويحلي والاهازيج والعتابة والمقامات والشعب ومنها الناري والكابل والمنصوري والتزيلات الدينية والموشحات واغاني الزفاف والافراح والاعراس والخطوب والنيشان وختان الاطفال (الطهور ) والاغاني الاجتماعية والاغاني الساخرة واغاني رمضان والعيدين واغاني بعض الحرف والمهن كحرفة البناء والعاب الاطفال واغاني المواسم كموسم الاصطياف في حمام العليل والتنزه في غابات ومروج الموصل وغير ذلك من الاغاني والاهازيج واللوحات الشعبية .
رحم الله الاستاذ زكي ابراهيم فقد ترك بصمة واضحة في تاريخ الموصل وهانحن نذكره والذكر للانسان حياة ثانية له .2022
*https://www.facebook.com/photo?fbid=10216959493916540&set=a.1661700019326
**https://www.facebook.com/photo/?fbid=10228241124750260&set=a.1661700019326
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق