أبو غريب ...................في كتاب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين يسعدني أنا (الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف )أن ارحب بكم في مدونتي الثانية مدونة الدكتور ابراهيم خليل العلاف ..واود القول بانني سأخصص هذه المدونة لكتاباتي التاريخية والثقافية العراقية والعربية عملا بالقول المأثور : " من نشر علما كلله الله بأكاليل الغار ومن كتم علما ألجمه الله بلجام من نار " .
الاثنين، 30 نوفمبر 2020
أبو غريب ...................في كتاب
أبو غريب ...................في كتاب
التاريخ المحلي وأهميته :تاريخ كركوك انموذجا
القي محاضرتي في جامعة كركوك مساء 29-11-2020
التاريخ المحلي
وأهميته :تاريخ كركوك انموذجا
ا.د. ابراهيم خليل
العلاف
استاذ التاريخ
الحديث المتمرس – جامعة الموصل
اولا شكرا للأخ الاستاذ
الدكتور صباح احمد اسماعيل رئيس جامعة كركوك لرعايته النشاطات العلمية والثقافية
في الجامعة وشكرا للاخ الاستاذ الدكتور
عمر نجم الدين انجه عميد كلية الاداب بجامعة كركوك على كلمته الرائعة وشكرا للأخ
الاستاذ الدكتور دلشاد عمر شواني رئيس قسم
التاريخ بكلية الآداب – جامعة كركوك على اتاحته هذه الفرصة لي للحديث في
موضوع مهم وهو ( التاريخ المحلي ) واعتز بأنني عملت منذ اكثر من ربع قرن للاهتمام
بالتاريخ المحلي من خلال الكتابة عن الموصل وما حدث فيها من تطورات سياسية
واقتصادية واجتماعية وثقافية منذ اواخر القرن التاسع عشر .
وعندما ابتدأت
الدراسات العليا في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الموصل كان التاريخ المحلي
واحدا من دوائر اهتمامنا نحن لجنة الدراسات العليا وكثيرا ما كنت انبه اخواتي
واخواني على اهمية التاريخ المحلي واقول لهم اننا يجب ان ننطلق في دراساتنا من
مدينتنا الموصل ومن ثم تتسع الدائرة باتجاه العراق فالدول المجاورة والوطن العربي
ومن ثم العالم سياسة واقتصادا وثقافة وعلاقات وهكذا كان الحال عندما وضعنا منهجا
للدراسات العليا وكانت مادة التاريخ المحلي واحدة من اهتماماتنا .
التاريخ ليس هو
تاريخ السياسة والسياسيين بل هو التاريخ الاقتصادي والتاريخ الاجتماعي والتاريخ
الثقافي ، واود الاشارة الى انني اشرفت على عدد من رسائل الماجستير واطروحات
الدكتوراه في موضوعات التاريخ المحلي واحمد الله ان الدائرة اتسعت ، والاهتمام
ازداد واصبح لنا كم كبير من الدراسات التي تتناول التاريخ المحلي.
وحاليا ومنذ بضعة
سنوات اقود حملة في الموصل للكتابة عن الارياف والقرى والقصبات والاقضية والنواحي
التي تعود الى محافظة نينوى كما قدمت العديد من الحلقات التلفزيونية ضمن برنامجي
(موصليات ) من قناة ( الموصلية الفضائية) عن القرى والقصبات والنواحي والاقضية التي
تتألف منها محافظة نينوى .
ولم يقف الامر عند
هذا الحد بل الفت كتابا عن مؤرخي المدن العراقية وهو الان في طريقه للصدور وقيد
الطبع .
التاريخ المحلي او
ما يسمى باللغة الانكليزية LOCAL HISTORY واحد من ابرز ما يسمى بالتاريخ الجديد وقد تيسرت
لي الفرصة ان ابشر بهذا اللون من الدراسة التاريخية في ندوة اقامتها كلية الآداب
بجامعة بغداد عن ترصين البحث التاريخي في
العراق يومي 3و4 نيسان 1993 وكان موضوع
محاضرتي ايام كان يشرف على الندوة ويوجهها استاذنا الكبير الدكتور صالح احمد العلي
( حاجتنا في العراق الى تاريخ جديد ) ولم
يكن التاريخ الجديد الذي اعنيه غير التاريخ المحلي .
والتاريخ المحلي
يواجه مشاكل عديدة لعل من ابرزها قلة المصادر وقلة من وثق للحياة المحلية سواء في
الجوانب الاجتماعية والعادات والتقاليد ومميزات الشخصية او في الجوانب الاقتصادية
من قبيل البيع والشراء والتبادل التجاري واوضاع التجارة والزراعة والصناعة في
المدن والارياف والاقضية والقصبات والنواحي في السهول والاهوار والجبال والبادية
والهضبات . في الشمال والجنوب في الشرق والغرب . او في الجوانب الثقافية من قبيل
حركة الرسم او الصحافة او التعليم او الفنون وهكذا .
اذا نحن امام لون
جديد من الوان الكتابة التاريخية ولا اقول اننا سوف لا نجد من كتب في التاريخ
المحلي فلدينا والحمد لله عدد من الباحثين والمهتمين ممن كتبوا في تاريخ المحافظات
او في تاريخ المدن او في تاريخ القصبات والقرى او حتى في تاريخ الاحياء السكنية
وما شاكل ذلك .
فيما يتعلق بكركوك
اتذكر اننا وبعد ان انجزنا (موسوعة الموصل الحضارية ) التي صدرت في جامعة الموصل
سنة 1992 وصلتني دعوة من محافظة كركوك قبل
سنة 2003 للكتابة عن كركوك وكانت ثمة خطة
لكتابة التاريخ المحلي لكركوك واسهمت انا في هذا المشروع لكنه تلكأ ومع اننا
محظوظين بالنسبة لتاريخ كركوك فلدينا قلة
من المؤرخين الذين كتبوا عن كركوك وانا شخصيا كتبت عن كركوك ولي دراسات في هذا
المجال لكن الاسهام الحقيقي الفعلي في مجال كتابة تاريخ كركوك هو للمؤرخ الكركوكي
الكبير الاستاذ عطا ترزي باشي 1924 –
2016 واسمحوا لي ان اقف قليلا عند
مجهوداته فأقول أن عطا ترزي باشي 1924-2016
مؤرخ
، وكاتب ، وباحث ، وشاعر من كركوك ، ابتدأ الكتابة منذ اواسط الاربعينات من القرن
الماضي ، وكانت كتاباته الاولى ، كما يقول صديقه ومجايله الاستاذ وحيد الدين بهاء
الدين ، تنصرف لمتابعة موضوعات تتعلق بتراث كركوك ، وتاريخها ، ومبانيها ،
ومدارسها ، وجوامعها ، وقشلاتها ( المدنية والعسكرية) من قبيل مقالاته عن ( حالة
المدارس في كركوك) ، و (عمارات المعارف في كركوك) ، و ( جسر كركوك) ، و ( شركة
النفط في كركوك) و ( قشلة كركوك القديمة) .
ولم
يقف عطار ترزي باشي عند تلك الموضوعات ، بل اتسع اهتمامه ليتناول موضوعات تتعلق
بجغرافية كركوك ، وتركيبتها السكانية ، واوضاع الصحافة والادب والفن فيها ، وقبل
فترة خرج علينا بموسوعته الموسومة (شعراء كركوك) وكتابه ( التاريخ الشعري للعمارات
والمؤسسات بكركوك) . ويقصد بالتاريخ الشعري هنا التأريخ بحساب الجمل المعروف في
العصور الاسلامية .
ان
عطا ترزي باشي ، في توثيقه لأصول كركوك وجذورها الضاربة في اعماق التاريخ
والحضارة، وباللغتين العربية والتركمانية، يقول الاستاذ وحيد الدين بهاء :((أصيل
أصالة كركوك كيانا ووجدانا وزمانا ومكانا ، واقعا وطابعا ، كركوك هذه الحاضرة
التاريخية هي موطنه وموطن أبائه ، نبع الهامه ، يستمد منها القوة والقدرة ))، لذلك
شغلت ( كركوك) مساحة واسعة في فكر وذهنية وهواجس هذا المؤرخ ، كما شغلت ( الموصل)
من قبل فكر وذهنية وهواجس المؤرخ سعيد الديوه جي .
عمل
عطا ترزي باشي في الصحافة ، وكتب لها منذ الاربعينات من القرن الماضي . وقد حظيت (
جريدة كركوك) بالقسط الاعظم من مقالاته ودراساته ، فلقد بلغ عدد ما نشره في هذه
الجريدة ، على سبيل المثال ، (28) مادة باللغتين العربية والتركمانية . ولم تكن
المقالات تقليدية ، وانما كانت متطورة تدعو الى التحديث والتغيير ، وتركز على
ضرورة تطوير كركوك وتغيير احوالها العمرانية وجعلها مدينة تليق بتاريخها وارثها
الحضاري الموغل في القدم .
بعد
ثورة 14 تموز 1958 أصدر في كركوك ، وعدد من زملائه في الاشهر الاولى من الثورة ،
جريدة جديدة باسم ( البشير)، وكان الى جانبه كل من حبيب الهرمزي، ومحمد الحاج عزت
،وجاء في ترويستها انها جريدة ادبية ثقافية ناطقة باللغتين العربية والتركمانية .
وقد تولى عطار ترزي باشي تحرير القسم التركماني، وصدر العدد الاول من الجريدة في
23 ايلول 1958، وكان صاحب امتيازها ( محمد امين عصري) وسكرتير تحريرها عطا ترزي
نفسه، ثم انضم الاستاذ الاديب وحيد الدين بهاء الدين الى هيئة تحريرها وكانت
الجريدة تطبع في كركوك، وصدر منها (26) عددا خلال الستة اشهر التي اعقبت الثورة .
وأولت الجريدة اهتماما بكركوك وتراثها وتاريخها ، لكنها نشرت مقالات لم ترض السلطة
الحاكمة آنذاك، فصدر أمر الحاكم العسكري العام احمد صالح العبدي بأغلاقها . وفوق
هذا تعرض رئيس تحريرها عطا ترزي باشي الى الاعتقال ثم اطلق سراحه بعد ذلك .. ويبدو
ان التصاقه بهموم بني جلدته التركمان والتعبير عن مشكلات مدينته وشعبه وبلاده كانت
وراء المشاكل التي تعرض لها .
مارس
عطا ترزي المحاماة ، وتولى رئاسة ( غرفة المحامين) في كركوك التابعة لنقابة
المحامين العراقيين فترة من الزمن .
ولد
عطا ترزي باشي سنة 1924 ، واكمل دراسته فيها، ثم ذهب الى بغداد ودخل كلية الحقوق (
القانون حاليا) في جامعة بغداد وتخرج فيها .. ولم يمارس المحاماة بعد تخرجه كثيرا
بل انغمس في عالم الصحافة والتأليف والبحث في التأريخ والتراث .
كتب
الاستاذ نصرت مردان في الحوار المتمدن ( العدد 728) 29 كانون الثاني 2004 مقالا عن
عطا ترزي بعنوان: ((عطا ترزي باشي (يوثق) تاريخ الطباعة والصحافة في كركوك 1879
ـ1985)) قال فيه ان الباحث القدير الاستاذ عطا ترزي باشي يعد مؤرخا رائدا، ومما
كتبه ، مقالاته ودراساته ومؤلفاته التي وثق فيها لتاريخ الصحافة الكركوكية
وبواكيرها الاولى ..
ولعل
من اولى مقالاته في هذا المجال مقالته الموسومة : ((الصحافة عندنا)) في صحيفة
الشورى يوم 22 تشرين الثاني 1947 ، وفي تموز 1952 كتب سلسلة مقالات عن ((تاريخ
الصحافة في كركوك)) في جريدة كركوك . وخلال المدة من 1959 حتى 1963 ، كتب مقالات
عديدة عن الصحافة الكركوكية في صحف ومجلات عراقية وعربية من ابرزها مقالته عن:
(تاريخ الطباعة في كركوك) نشرتها له مجلة ( الثقافة الجديدة ) البغدادية يوم 1
كانون الاول 1962 و(تاريخ الصحافة في كركوك) نشرتها مجلة المكتبة التي كانت تصدر
عن مكتبة المثنى ببغداد ( عدد حزيران 1963) . و( في تاريخ الرقابة على الصحف) التي
نشرتها له (مجلة الحديث) السورية سنة 1959 .
كما
اهتم عطا ترزي بالشعر والشعراء ، وفي موسوعته (شعراء اربيل في القرون الثلاثة
الاخيرة) ، أرخ لسير وقصائد (48) شاعرا تركمانيا منهم الشعراء عبد الله افندي
وعبدي ماثل وعبد الله نامي وغريبي يوسف افندي اربيللي ، وعبد الجبار كاني ، وعبد الله غوثي، ويحيى نزهت ، وكمال صفوت
،ومحمد سعد بن محمد سعيد النقشبندي ، وابنه الشيخ علي، وابراهيم حقي حيدر ، ومحمد
حمدي، ويونس ناجي، وصنعان احمد، ونسرين اربيل، وجرجيس باغجه جي، وعدنان قصاب اوغلو، ومحمود قصاب اوغلو، وشمس الدين ولي،
وعثمان اغا العثماني، وعبد الله ( قاصد)،وحافظ، واغا حاج قاسم دزدار، وخضر محمد،
وسداد اربيللي، ومحمد حرابي ،وملا ياسين، واحمد ثريا، وعبد الرزاق اغا .
من
كتب عطا ترزي باشي المنشورة ( موسوعة شعراء كركوك) كركوك شاعر لري (10 اجزاء) و
(تاريخ الصحافة والمطبوعات في كركوك 1879 ـ1985 ) (كركوده باصين ومطبوعات تاريخي)
، وكتاب(اغاني كركوك ) (خويرات كركوك) ، وكتاب الامثال الشعبية في كركوك (كركوده
اسيكر سوزي) وكتاب (الانغام الكركوكلية) ( كركوك هوالري) وكتاب (كركوده عماره
وتأسيسلرك، منظوم تاريخلري، ( كركوك ،2005) . وليس من السهولة رصد كل ما كتبه عطا
ترزي باشي فذلك يحتاج الى وقت وجهد وتخصص في علم المكتبات لكن جمع ما كتب يظل
ضرورة يحتاجها الباحث وعسى ان يتصدى أحد تلامذته أو اصدقائه لهذا المشروع العلمي
الكبير والذي نحا فيه عطا ترزي باشي نحو العلماء والمثقفين العراقيين الذين حرصوا
على كشف مكنونات تاريخ وتراث بلادهم دون ان يكون لديهم اي هدف اخر فاستحقوا الذكر
والتقدير .
لقد
كرم الاستاذ عطا ترزي باشي مرات عديدة داخل بلده وخارجه وكان آخر ما كرم به منحه
شهادة الدكتوراه الفخرية من( جامعة فوكتور) الاذربيجانية العالمية يوم 8 تشرين
الاول 2007 تقديرا لما اسداه من خدمات للثقافة التركمانية خصوصا وللثقافة العراقية
عموما .
توفي
في كركوك بعد صراع طويل مع المرض يوم 31 آذار -مارت سنة 2016 .رحمة الله عليه وجزي
خيرا على ماقدم لوطنه ومدينته .
واخيرا اقول
هناك من كتب عن تاريخ كركوك غير
الاستاذ عطا باشي ترزي ويقينا اننا بحاجة الى رصد لما كتب ويقينا ان قسم التاريخ
بكلية الاداب بجامعة كركوك هو من يجب ان
يقوم بعملية الجرد والرصد هذه لسبب بسيط وهو معرفة الثغرات التي تعاني منها الدراسات الكركوكية التي لابد من السعي لكشفها ومن ثم الكتابة عنها
واعتقد ان هذه المحاضرة يمكن ان تكون اداة
لتحفيز وحث من لديه الرغبة والهمة والارادة لاستكمال الكتابة في تاريخ
كركوك القديم والوسيط والحديث والمعاصر .
شكرا لإصغائكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الأحد، 29 نوفمبر 2020
الاستاذ لافي سلطان ..............مع اطيب التحيات
الاستاذ لافي سلطان ..............مع اطيب التحيات
تهاتفنا قبل يومين واستذكرنا ايام زمان وسألني وسألته وتحدث لي وتحدثت له الاستاذ لافي سلطان ابو علي من رجالات التربية والتعليم في الموصل
له اياد بيضاء على اجيال من التلاميذ والطلبة اصدقاءه كثر ومحبيه أكثر .وانا اكتب عن القرى وجدت انه عمل معلما ومديرا في مدارس كثيرة منها المستنطق وبادوش وفي داخل الموصل وكان مهتما بالتربية الرياضية تحياتي له واعتزازي به له العمر المديد والبركة والعافية ..الدكتور ابراهيم العلاف 29-11-2020
عمر الطيب يكتب عن الصادق المهدي: الديمقراطي والمثقف المستنير*
السبت، 28 نوفمبر 2020
وفاة الاستاذ الدكتور علي المياح 1926-2020
وفاة الاستاذ الدكتور خاشع المعاضيدي
الاستاذ الدكتور خاشع عيادة المعاضيدي
كرمليس ............. مدينة الجمال في سهل نينوى ا.د. ابراهيم خليل العلاف
كنيسة القديسة بربارة
بيت القس اسحق كدو
الالهة القابلة
قنطرة في كرمليس
بيت في كرمليس
مزارالقديسة بربارة
كرمليس
............. مدينة الجمال في سهل نينوى
ا.د. ابراهيم
خليل العلاف
استاذ التاريخ
الحديث المتمرس – جامعة الموصل
ومن اقضية محافظة
نينوى (قضاء الحمدانية ) ومركزه بغديدا أو قرقوش يقع جنوبي شرقي مدينة الموصل
بقرابة (25) كيلومترا وعن قصبة برطلة تبعد بنحو (5) كيلومترا وعن قره قوش بنحو (4)
كيلومترا وعن النمرود (كالح ) الاثرية بنحو (22) كيلومترا . وهي قريبة من الطريق
الذي يربط بين مدينتي الموصل واربيل .وفي القضاء نواح هي ناحية برطلة وناحية
النمرود . ومن قرى قضاء الحمدانية (كرمليس ) وهي واحدة من بين (32) قرية تتبع قضاء
الحمدانية .
وكرمليس أو كرملش
بالسريانية بلدة جميلة هي اكبر من قرية وسكانها من المسيحيين اتباع الكنيسة
الكلدانية كما ان فيها قليل من الشبك .
ومما يلحظ على
كرمليس من الناحية الطوبوغرافية اي من ناحية الجغرافية الطبيعية انها بلدة تجثم
فوق هضبة اثرية تاريخية واسعة تعلو على السهل الذي يحيط بها وترتفع عنه بحوالي
(5-10) مترا وتحيط بها العديد من التلال الاثرية المعروفة ويقينا ان كرمليس او
كرملش بلدة آشورية وهذه حقيقة لايجادل فيها احد ومن التلول التي توجد حولها (تل
غنم) الاثري ويقع الى الشمال منها و(تل بربارة) هذا فضلا عن كثير من الاثار التي
كانت تسمى بالخرائب ومنها مثلا (خربة عيسى) وتقع الى الشرق من قصبة كرمليس وتلال
(خاتون خمرة ) و(مرتفعات بيرشير ) و(تل ربان يوخنا ) و(تل بيسدي ) و( تل عروي )
وهكذا فان كرمليس تقع في منطقة اثرية واهلها كثيرا ما يعثرون على قطع فخارية تنتشر
في المنطقة .
وفي المدونات
التاريخية ما يشير الى ان عالم الاشوريات البريطاني ( رولينصون ) كان من اوائل
الاثاريين الذين كتبوا عن كرمليس واشاروا اليها وكان هذا من خلال ما عثر عليه
لايارد الاثاري البريطاني الكبير من الالواح الفخارية التي عثر عليها خلال عمله في
الموصل في القرن التاسع عشر وثمة ملاحظة ان رولنصون لم يعطنا تفسيرا لموقع كرمليس
لكنه قال انها تعد مدينة دينية كانت مكرسة لعبادة أحد الالهة الاشوريين .
وكرمليس بلدة
قديمة عريقة لها تاريخ وتاريخ ثر يعود الى اكثر من سبعة الاف سنة وقد ورد ذكرها في
كثير من المدونات التاريخية القديمة والوسيطة والحديثة وهي مركز ديني كما انها
مركز ثقافي وتجاري كانت في العصور الوسطى اي منذ القرن الخامس الميلادي الى القرن
الخامس عشر الميلادي مركزا للبطرياركية لكنها ككل بلدات وقصبات الموصل تعرضت لكثير
من الاحداث في القرن الثالث عشر واقصد الغزو المغولي وما بعده غزو القبائل البدوية
التركمانية وحكم الجلائريين والفرس الصفويين والعثمانيين لكنها ظلت تقاوم التحديات
مع انها تعرضت لكثير من التدمير والتخريب وخاصة خلال فترة سيطرة القائد المغولي
تيمورلنك 1393-1403 ميلادية .
كانت كرمليس
ولازالت محط انظار الرحالة والمستشرقين والاثاريين ذلك ان اسمها ارتبط بالكثير من
المعارك والحملات الكبرى في التاريخ ومنها مثلا حملة داريوس دارا الاول (485 ق.م)
وداريوس دار الثالث والاسكندر الكبير (331 ق.م)، وحملة الامبراطور الروماني
طرايانوس للشرق (114م) وغزوات المغول (1236م) وغزوة نادر شاه (1743م)، وغيرها. وكل
من كتب عنها أكد انها بلدة آشورية عريقة .
في كتابه ( منية
الادباء في تاريخ الموصل الحدباء ) ذكرها المؤرخ الموصلي نن القرن 19 الميلادي
ياسين بن خير الله الخطيب العمري فقال ان من اعمال الموصل بعد فتحها على ايدي
العرب المسلمين سنة 16 هجرية – 637 ميلادية نينوى وكرمليس وباجرمي وباعذرا .وقال
ايضا: " كرمليس قديمة شبيهة بالبلد ولها سوق عامر وتجارة كثيرة الغلات "
.ويبدو ان العمري اقتبس هذا من كتاب (معجم البلدان ) للبلداني العربي ياقوت الحموي
.
اما جمال بابان
المحامي فقال عن كرمليس في الجزء الاول من كتابه ( اصول اسماء المدن والمواقع
العراقية ) انها " بليدة من شرق الموصل على بعد 16 ميلا منها تابعة الى
الحمدانية يسكنها (2000) نسمة طبعا هذا كلام يرجع الى الستينات اهلها من المسيحيين
ولغتهم السورث والسورث السريانية الجديدة ولكرمليس ذكر في المصادر القديمة قال
ياقوت الحموي البلداني العربي صاحب كتاب (معجم البلدان ) (كرمليس كأنها مركبة من
(كرم وليس) قرية من قرى الموصل شبيهة بالمدينة من اعمالها نبنوى في شرقي دجلة ..
وفيها سوق وحمامات مشهورة وبيوتها مثل بيوت الموصل واهلها كلهم نصارى ، وذكرها حمد
الله المستوفي القزويني .وقد عانت كرمليس ماعانت أيام الغزو المغولي كما قال ابن
العبري في اخبار سنة 633 هجرية اي 1235 ميلادية واورد عمر بن متي قصة طويلة جرت
حوادثها في كرمليس في ايام الجاثليق ايشوعياب الخامس البلدي المتوفى سنة 1175
ميلادية .وفي ايام الجاثليق سبريشوع بن المسيحي جرت ملحمة عظيمة في اربيل وكرمليس
سنة 1236 ميلادية ونوه القلقشندي صاحب كتاب ( صبح الاعشى ) بكرمليس وذكرها المؤرخ
السمعاني فقال انها مدينة في حدود آثور ومادي وفي كرمليس ثلاث كنائيس وهي كنيسة
ماركوركيس وكنيسة بربارة وكنيسة الطاهرة وورد اسم كرمليس في مؤلفات الرحالة وعلماء
الاثار والتاريخ منذ القرن الثامن عشر منهم نيبور والمنشئ البغدادي وكلوديوس جيمس
ريج وجون استون لايرد ورولنصون وبلاس" .
اما لماذا سميت
كرمليس بهذا الاسم فالجواب على ذلك هو ان كلمة كرمليس كلمة اكدية وهي (كار –
مليسي) (Kar – Mulissi) أي (مدينة الجمال) ويبدو ان التسمية اطلقت عليها ابان سيطرة
الاكديين على البلاد الاشورية خلال حكم ملكهم سرجون الاكدي (2371-2316 ق.م) .يقول
الدكتور عامر عبد الله الجميلي استاذ الاثار القديمة في جامعة الموصل :" ان
رمز الإلهة ننليل_NINLÍL ( الصيغة باللغة السومرية ) ، زوجة الإله إينليل_ENLÍL ، ويعني إسمها : (سيدة الهواء والخصوبة والولادة ) ، وكان من بين
وظائفها الرئيسية هي (التوليد أي القابلة ) ، و عرفت باللهجة الآشورية الأكدية
بصيغة مولّيسّي_mulissi وأن ( كار موليسي) جاءت من صيغة ( مولّيسّي_mulissi) ، ومنها جاءت تسمية (كرمليس ) وهي : مدينة الإلهة ننليل (
مولّيسي ) ( كرمليس - حالياً - شرقي نينوى . وظهر رمز هذه الإلهة في المشاهد
الفنية ، والنحتية الرافدينية مرتبطاً بالنخلة والتوليد والرحم" .
ويقول الباحث
الاستاذ قصي يوسف مصلوب :" كرمليس او (كار مليسو ) ، او ( كرمش) او ( اير
ايلو بانو) اسماء اشورية كثيرة لبلدة عريقة كان لها شان عظيم في العصور الأشورية
الثلاثة فهي المدينة المقدسة لديهم وأهل كرمليس بعد مضي ثلاثة وأربعين قرن من
تسميتها لايزالون يلفظون اسمها كالسابق ( كار ملش) أي ( مدينة مليسو أو مليشو )
وتعود هذه التسمية للسنة 2376 ق م."
في احصاء سنة
1957 وهو احصاء سكاني مهم في تاريخ العراق الحديث كان عدد نفوسها (1876 ) نسمة ومع
انها واجهت عهودا نزح فيها الكثير من سكانها الا انها كانت تضم قرابة ال ( 7000)
نسمة ونفوسها قدر سنة 2008 بما يقارب ال(5000) نسمة يعيشون بأمن وسلام خاصة بعد
تحريرها من سيطرة عناصر داعش على الموصل 2014-2017 .
في بلدة كرمليس
العديد من الاديرة والكنائس .فمن الاديرة : دير مار كوركيس – دير مار يونان – دير
مار يوحنا – دير بنات مريم .ومن الكنائس (كنيسة الاربعون شهيدا - كنيسة القديسة
بربارة – كنيسة مريم العذراء – كنيسة مار أدي الرسول) . كتب عنها الاستاذ حبيب
حنونا كتابا بعنوان ( تاريخ كرمليس ) طبع اكثر من مرة آخرها سنة 2010 كما كتب عنها
الاستاذ بهنام سليمان متي ايضا مقالا متوفرا على شبكة المعلومات العالمية
(الانترنت) .وورد ذكرها في عدد من المدونات الورقية والالكترونية وبأكثر من لغة
منها العربية والسريانية والانكليزية .
تتوفر اليوم في
كرمليس كل مرافق المدينة الحديثة من دور سكنية قديمة مبنية بالجص والحجر واخرى
حديثة مبنية بالسمنت والحديد وفيها اسواق قديمة وازقة ودرابين وفيها شوارع حديثة
ومولات ونواد رياضية وفرق رياضية ومنتديات ثقافية ، ورياض للاطفال ومستوصف كرمليس
(في السبعينات من القرن الماضي كان يعمل به مجدي منصور نوح قاشا) ومدارس ابتدائية
ومتوسطة واعدادية ومجلس لوجهاء واعيان كرمليس ومراكز لخدمة الانترنت ولابد ان نشير
الى ان احد المتبرعين ممن كانوا يعيشون في خارج العراق وهو الاستاذ سركيس اغا جان
، قدم لكرمليس الكثير من الانجازات في هذا المجال ففضلا عن ما ذكرنا بنى في كرمليس
مركزا لخدمات الانترنت وناديا ثقافيا بمساحة (2000) متر مربع وبناء مقبرة بمسافة
(3) دونم وانشاء دار للتعازي وروضة للاطفال ودار لمجلس الاعيان والوجهاء في القصبة
وقام ايضا ببناء (50) شقة للوافدين ورمم كنيسة مار كوركيس واشترى ارضا لتكون مبنى
للنادي الرياضي واهل دير الراهبات القديم ورمم وجهز دير الراهبات الجديد ورمم
كنيسة مار ادي وجهزها ما تحتاجه من اجهزة تكييف واعاد بناء المكتبة القديمة واثثها
ورمم مزار وكنيسة الشهيدة بربارة ووسعها وانشأ جسرا حديديا للمشاة ليسهل العبور
لاهل القرية الى مزار القديسة بربارة وبنى ( 20) لدارا لاسر من الارمن .واهتم
بعيادة السلام وجهزها بالادوية واضاف شبكة انابيب صالحة للشرب في القصبة القديمة
بمسافة (500) متر طولا ونصب مضخة ماء اضافية لضخ الماء من قره قوش الى القصبة وصب
شارع يربط القصبة القديمة بحي الشهداء وبطول (80) مترا .ووزع مستحقات شهرية الى
(122) عائلة نازحة وتولى طبع مجلة ( الكرمة ) ورمم واثث دار المطران والاباء
الكهنة وجهز جوقة موسيقى مركز مار يوسف الثقافي باجهزة التكييف كذلك خصص رواتب
للعاملين في حملات التنظيف وابتاع كراس للمعوقين وجهز بعض المدارس بالمستلزمات
التي تحتاجها وحفر بئرا في دير الراهبات لخدمة بنات القديسة حنة واشترى الكثير من
المولدات الكهربائية باحجام مختلفة ووزعها على الكنائس والهيئات والمجامع الخيرية
والثقافية والرياضية والدينية .وفوق هذا اشترى العديد من الباصات والسيارات لنقل
الطلبة والبنات الايتام والهيئات الخيرية والكنائس .
يقول الاب ثابت
حبيب كاهن رعية كرمليس وهو يتحدث عن كرمليس في 15 من تموز سنة 2017 :" كرمليس
بلدة مسيحية كلدانية تقع شرق مدينة الموصل (25) كم. وفيها خورنة مار ادي – كرمليس.
تحوي البلدة عدة كنائس ومزارات قديمة يعود اقدمها الى القرن السادس – كنيسة مار
كوركيس وكنيسة القديسة بربارة. تميزت بالنشاط الكنسي والاجتماعي والثقافي، كما
تعتبر على مر العصور محافظة على تقليد وطقوس ولغة كنيسة المشرق. في الاحصاء الكنسي
لسنة 2011 كان عدد العوائل المسيحية في البلدة ( 820) أي ما يقارب ال (3000 )
نسمة. سقطت بيد عصابات داعش يوم 6/8/2014. هجرها اهلها مرغمين نحو بغداد واقليم
كوردستان. وبلغ عدد العوائل التي هاجرت الى بلدان الجوار والغرب بسبب التهجير
القسري هو ما يقارب ال ( 200 ) عائلة. أما عدد العوائل الباقية في كرمليس هو نحو (
600 ) عائلة، تنتظر اعمار البلدة واستقرار الوضع الامني والخدمي من اجل العودة وقد
شكلت البطريركية لجنة برئاسة الاب ثابت حبيب وشرعت بترميم عدد من البيوت وهي
بانتظار انتهاء السنة الدراسية لتتمكن العائلات من العودة الى بلدتهم
الحبيبة" .
الف عنها الكاتب
حبيب حنونا كتابا بعنوان ( تاريخ كرمليس ) طبع اكثر من مرة آخرها سنة 2010 كما كتب
عنها الاستاذ بهنام سليمان متي وكتب عنها كثيرا ولايزال يكتب الاخ الاستاذ قصي
يوسف مصلوب وآخرون .
في سنة 1850 كان
الياس بن خوشابا بن عبدال مختارا لبلدة كرمليس .
انجبت كرمليس
الكثير من الشخصيات الذين اسهموا في بناء العراق وتكوينه في كل مجالات الحياة
السياسية والادارية والعسكرية والتعليمية والطبية والثقافية حال مدن العراق الاخرى
وقصباته واقضيته ونواحيه وقراه.
ويقينا ان
المسؤولين في محافظة نينوى مدعون للاهتمام بها وتقديم افضل الخدمات لأهلها في
المجالات الصحية والادارية والبلدية والتربوية والتعليمية .
صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل
الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...
-
(السسي) من جرزات الموصل المشهورة - ابراهيم العلاف * وعندما تحدثت عن جرزات او كرزات الموصل وقفت عند السسي ويبدو ان هناك من يحب السسي وسأل...
-
أهلا بنابتة البلاد ومرحبا جددتم العهد الذي قد أخلقا لاتيأسوا أن تستردوا مجدكم فلرب مغلوب هوى ثم إرتقى مدتْ له الامال من أفلاكها ...
-
وردحاق صاق ناصي ..............ورد الحق وصاغ النصيب ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل حين قدمتُ حلقة ...