الاثنين، 28 سبتمبر 2020

الفاضلية ... مدينة الزيتون والكرم ا.د. ابراهيم خليل العلاف

 

الفاضلية ... مدينة الزيتون والكرم

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

سألني أحد الاخوان عن قرية الفاضلية ، وعن تاريخها ، وعن مكانتها ، وعن سكانها ..كما ارسل لي الاخ الشيخ عبد المطلب محمود مجيد الفاضلي الحريثي إمام وخطيب جامع الفاضلية رسالة يطلب مني ان نلتقي لنتحدث عن الفاضلية فقلت له انني سأقدم حلقة عن قرية الفاضلية ، فهي عزيزة على قلبي ، وقلوب كل الموصليين .

ويقينا انا اقول هذا ، وفي ذاكرتي أمران لا أستطيع نسيانهما وقد  وقرا في (الذاكرة التاريخية الموصلية المعاصرة ) وهما انني اعرف وقد سمعت وشاهدت ان معظم السفرات الربيعية لابناء مدينة الموصل كانت تتجه الى منطقة الفاضلية والتي كانت تضم الآفا من اشجار الزيتون يتظللون بها واطفالهم يلعبون  بإنسيابية كبيرة ، وهي قرية جميلة  يتوفر فيها الهدوء والنسائم الجميلة .

والامر الثاني الذي ُيذكرنا ايضا بالفاضلية ، وانا اكتب عن تاريخ جماعة الاخوان المسلمين في الموصل ان قياداتهم الاولى في الاربعينات والخمسينات كانت تعقد اجتماعاتها في الفاضلية ، وطبيعي ان السبب هو قربها من الموصل ووجود بعض الموالين للجماعة فضلا عن ما ذكرت من اسباب وكثيرا ما اطلعت  في المركز الوطني لحفظ الوثائق ببغداد وهو دار الكتب والوثائق اليوم على وثائق تتضمن تقارير أمنية ترصد وتراقب  اجتماعات  للاخوان المسلمين في الفاضلية .

على كل حال ، وانا اتحدث لكم عن الفاضلية ، وردت الى ذهني هذه الوقائع التاريخية ،  واقول ان البلدانيين العرب ومنهم ياقوت الحموي في معجمه (معجم البلدان ) ذكر الفاضلية ، وقال انها  قرية كبيرة وهي اشبه بالمدينة في سعتها ، وانها ناحية من نواحي الموصل وأعمال نينوى وتقع قرب (باعشيقا ) متصلة الاعمال ، بها نهر جار وبساتين وكروم وبها سوق وفيها قيصرية وبازار . واضاف انها تشبه بعشيقة الا ان بعشيقا اكثر دخلا ، و (أشيع ) ذكرا " .

وفي العدد (17 ) من مجلة سومر وهي المجلة الاثارية العراقية العتيدة  -  كما ينقل عن ذلك الاستاذ المحامي جمال بابان في  الجزء الاول من  كتابه ( أصول أسماء المدن والمواقع العراقية ) -  جاء انه على ميل وربع من جنوبها  هناك تل اثري    يقال له (تبه كورا ) ومعنى تبه كورا (رابية الشباب ) . ومن المؤكد انه تل اشوري معروف .وقد اشار المطران سليمان صائغ في الجزء الثالث من كتابه (تاريخ الموصل ) الى ان العالم الاثاري (بلاس) في كتابه (نينوى واشور ) قال ان هناك تلا اثاريا قريب من الفاضلية وجدت فيه صفائح قبور منقوش عليها شكل صليب يوناني ، وانه ابدى اعجابه من انتشار الاديرة في  تلك المنطقة  .كما عاد المطران سليمان صائغ ليذكر ان المار اي القديس يشوعياب كان (مطران جهة الفاضلية ) وجاء ذلك عندما تطرق الى كنيسة الطاهرة في الموصل وتجديدها سنة 1744 ميلادية وان من كان وراء هذا التجديد مار ايليا ومار يشوعياب مطران جهة الفاضلية الشهير وعددا من القسس والشمامسة والاهالي من الاثرياء .

الفاضلية  قرية تابعة لناحية بعشيقة في سهل نينوى تشتهر  بمناظرها الخلابة من أشجار وعيون مياه والمرتفعات الجبلية وهذا ما يجلب الالاف من الزوار اليها  خلال السنة ..واهل الفاضلية – كما عرفناهم – معروفون  بالطيبة والكرم والانفتاح على الاخرين والشئ الذي يميزها والتي بسببها أخذت الشهرة في شمال ووسط وجنوب العراق  ، هي كثرة و تشعب أشجار الزيتون فيها وبالتالي تجارة هذا المحصول التجاري المهم .

تقع قرية  الفاضلية في سفح جبل بعشيقة على بعد (15) ميلا من شمال شرقي الموصل وهي قرية تابعة لناحية بعشيقة يسكنها (600) نسمة معظمهم من ( الشبك )  وهم اليوم يزيدون قليلا عن (4000 ) نسمة وهي ذات مياه وبساتين وزروع ويكثر فيها الزيتون وقد اشارت بعض المصادر والمراجع العربية الى الفاضلية بصورة (الفضلية ) حتى ان ياقوت الحموي لم يذكرها (الفاضلية ) كما نلفظها نحن الان بل ذكرها على انها (الفضلية ) .

 على كل حال ، هكذا يمكننا القول ان الفاضلية قرية زراعية جميلة تكثر فيها بساتين الزيتون ، وتكاد اشجار الزيتون تشكل فيها (دوحة كبيرة ) ومنظرها غاية في الروعة عندما يقبل المرء الى ضواحي القرية  ، وهي من قرى الموصل  الكبيرة  تقع في سفح جبل باعشيقا على بعد 15 ميلا من شمال شرقي الموصل تابعة الى ناحية بعشيقة –محافظة نينوى .

للاسف تعرضت  قرية الفاضلية خلال سيطرة داعش على الموصل بين 2014-2017 ، وخلال معركة تحرير الموصل الى كثير من الدمار والتخريب وغادرها الكثيرون وهجروها .  كما احترقت المئات من اشجار الزيتون وهي  لاتزال تواجه نقصا في الخدكات وندعو من هذا المكان الى وجوب الالتفات اليها وإعادة الخدمات اليها وتشجيع اهلها للعودة الى قريتهم .

أما لماذا سميت الفاضلية أو الفضلية بهذا الاسم ،  فيمكن القول انها سميت كذلك  نسبة الى الامام فاضل الحسيني  الذي  دفن فيها .. ونسبه يرجع الى  السيد موسى الثاني أبوسبحه بن الإمام إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن السيد الإمام محمد الباقر بن السيد الإمام علي زين العابدين السجاد بن السيد الإمام أبو عبد الله الحسين شهيد كربلاء بن السيد الإمام علي بن أبي طالب   عليه السلام  وكرم الله وجهه  ورضي الله عنه وأرضاه   زوج فاطمة الزهراء البتول بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

 يقول الاخ والصديق  الشيخ  عبد المطلب محمود مجيد الفاضلي الحريثي إمام وخطيب جامع الفاضلية أن  في الفاضلية عوائل عديدة شبكية وغير شبكية  ..

 ومما  أُريد أن أقوله ايضا أن قرية الفاضلية ، قدمت للموصل وللعراق الكثير من الكفاءات الإدارية والعسكرية والقضائية والتربوية  ويمكننا ان نشير الى اسماء عشرات الضباط المتقاعدين وغيرهم وممن يحملون رتبا عسكرية رفيعة ومنها الوية ركن   ودون ذلك .وعلى سبيل المثال لاالحصر نذكر  مدير سد الموصل السابق  وهو من الفاضلية وإسمه   المهندس ابراهيم قاسم الداودي .ومن رجالات الفاضلية الملا علي عبد الله وهو اول من اسهم في بناء جامع في الفاضلية ونذكر ايضا الفريق علي عبد العزيز وكان قائدا للقوة البحرية العراقية قبل 2003 .كما ان مدير دائرة الابار في الموصل السابق المهندس وجيه حسين الحريثي من الفاضلية ايضا ، وكذلك  آمر الهندسة الكهربائية في الفيلق الخامس بالجيش السابق عبدالحميد الحريثي...ومدير  التسجيل العقاري (الطابو)  السابق  في السبعينات من الفاضلية وغيرهم.

وهناك القاضي ابراهيم محمد الباجلاني  ، وكان يعمل في محكمة الاحوال الشخصية  وكذلك  القاضي كنعان مهدي الاغواني وغيرهم .

وهكذا فإن  قرية الفاضلية ، قدمت للعراق وللموصل ولنينوى الكثير من الكفاءت التي أسهمت في بناء العراق ، وهي لاتزال – بحمد الله -  مستعدة اليوم لمواصلة درب البناء والاعمار ان شاء الله

 

 

 

 

سد عبد الناصر -السد العالي


فيضان عبد الناصر ..........سد عبد الناصر 

                             بقلم : عبد الحليم قنديل 

مع مساء 28 سبتمبر/أيلول 2020، تكون قد مرّت خمسون سنة بالتمام والكمال على رحيل جمال عبدالناصر، الذي اكتسب اسمه حصانة مذهلة ضد تقادم الزمن، وقد تعاقب علينا من بعده عشرات القادة، سواء في قصور الحكم، أو في حركات الشارع السياسي، ومن دون أن يطاول أحد قامة عبد الناصر، الأكثر مهابة في التاريخ العربي الحديث والمعاصر، وكانت جنازة رحيله، اختصارا بليغا لدوره المفرط في استثنائيته، فقد كان فقهاء المسلمين الكبار يختلفون في مسائل، وكلما احتدم الجدال بغير اتفاق، كانوا يختمون بما معناه: دعونا نحتكم إلى الجنازات، فالجنازة عندهم هي معيار القيمة الباقية، وكانت جنازة عبد الناصر هي الأكبر في تاريخ البشر، بإطلاق العصور، ولم تسبق ولا تكررت لأحد من بعده.

وشاءت أقدار الله أن تجدد العبرة، وأن تحيي على طريقتها ذكرى رحيل عبد الناصر الخمسين، وجاءت إشارة السماء بمدد من مياه النيل، لم يسبق قدومه منذ مئة سنة مضت، وفي صورة فيضان عارم هادر، اجتاح أغلب ولايات السودان من المنبع الإثيوبي، واجتاح مناطق كثيرة في إثيوبيا نفسها، وبدأت تباشيره تصل إلى مصر في ذكرى رحيل عبدالناصر، ومن دون أي خطر كبير متوقع على سلامة مصر والمصريين، بسبب بركة السد العالي، الذي أنشأه جمال عبدالناصر، وبسبب «بحيرة ناصر» من خلف السد، وهي أكبر بحيرة صناعية في الدنيا كلها، يبلغ طولها 500 كيلومتر، وأقصى عرضها 35 كيلومترا، ومساحتها 6216 كيلو مترا مربعا، وعمقها 180 مترا (590 قدما) وسعتها التخزينية نحو المئة والثمانين مليار متر مكعب من المياه، أي أكثر من ثلاثة أمثال نصيب مصر المقرر سنويا (55.5 مليار متر مكعب) من مياه النيل، فوق طاقة تخزين إضافي في بحيرات «مفيض توشكى» المجاور، وبوسعها تخزين 56 مليار متر مكعب من المياه، قد تزيد حتى حاجز المئة مليار متر مكعب، ويتسع أسفل «بحيرة ناصر» لاستيعاب كميات الطمى الوارد مع مياه النيل لمدة 500 سنة، وفي العام الماضي، كان السد العالي وبحيراته قادرا على صد أكبر فيضان للنيل جاء من خمسين سنة سبقت، وفي موسم الذكرى الخمسين لرحيل صاحب السد العالي، جاء الفيضان الأعظم بما لا يقاس، ومن دون أن يشعر المصريون بذرة قلق، بل بالبشر والسرور والامتنان لله ولسدهم العالي، الذي جاء في طليعة إحصاءات تقرير الهيئة الأممية للسدود والمشاريع الكبرى، ووصف بأنه أعظم مشروع هندسي عالمي في القرن العشرين كله، والأكثر نفعا للجنس البشري، وقد بني على هيئة طائر عملاق، يفرد جناحيه على جانبي النيل، بعد تحويل مجراه، يزيد حجمه أكثرمن 18 مرة على حجم الهرم الأكبر، ويتدفق من بواباته المحكمة ما قد يصل إلى 240 مليون متر مكعب في اليوم، مع إدارة العمل بسلاسة، لا تسمح بتجاوز ارتفاع المياه إلى أكثر من 180 مترا خلف السد، المحمي عسكريا حتى ضد القصف النووي، وهو ما غيّر حياة المصريين تماما، عبر تاريخهم الألفي كأقدم دولة في العالم، فقد كان المصريون عرضة لغضب النيل حين يفيض، ولنقمته حين يغيض، كان الفيضان مدمرا للحرث والنسل والزرع، وكان الغيضان ينتهي بالمصريين إلى فناء وذبول سكاني، وإلى مجاعات مرعبة، يأكلون فيها الفئران والقطط، بل لحوم البشر، وفي مرويات الزمن المصري الممتد، تجد فيضا من حكايات ومآسي المصريين، الذين كان يتحكم بهم النيل ويستعبدهم، ويذهب بغالب فيضانه إلى البحر المتوسط عند نهايات فرعي دمياط ورشيد، ولا يستبقي لحياة الناس سوى ما لا يزيد على خمسة مليارات متر مكعب من المياه العذبة سنويا، بينما تقدر مصر اليوم على حجز نحو خمسة أمثال نصيبها السنوي المقرر من مياه النيل، فلا تتأثر بالفيضان ولا بالغيضان، فقد جفت منابع النيل أو كادت، وعلى مدى ثماني سنوات متصلة بين عامي 1979 و1987، عانت فيها إثيوبيا عند منابع النيل من تصحر مهلك، بينما لم يشعر المصريون عند مصب النيل النهائي بشيء مختلف، ولم يعانوا لحظة جفاف مائي، فقد قلب المصريون معادلة النيل القديمة، وصاروا أسيادا عليه لا عبيدا لتقلباته، صاروا في وضع التحكم الكامل بحركة مياه النيل، إلى ما شاء الله، وبفضل سد عبد الناصر العالي.

كان المصريون عرضة لغضب النيل حين يفيض، ولنقمته حين يغيض، وكان الفيضان مدمرا للحرث والنسل، والغيضان ينتهي بهم للفناء

وبالطبع، لم يخترع عبدالناصر فكرة مشروع السد العالي، ولا اخترع من قبلها فكرة تأميم قناة السويس، ففكرة السد قديمة جدا، كان أول من أشار إليها عالم البصريات العربى البارز الحسن بن الهيثم (المتوفى عام 1029 ميلادية) وقام بتحديثها مهندس مصري من أصل يوناني اسمه أدريان دانينوس، وقدمها إلى قادة ثورة 23 يوليو/تموز 1952، والتقطها عبد الناصر، وجرى تكليف شركة ألمانية بالتصميمات الأولية عام 1954، ثم كانت عقبات البحث عن تمويل للمشروع، لم تكن تقدر عليه خزانة مصر الخاوية وقتها، وعرضت أمريكا وبريطانيا التمويل، ثم سحبتا العروض كلها، بعد رفض عبد الناصر المساومة على مبدأ تنويع مصادر سلاح الجيش المصري، ورفضه لعقد أي اتفاق تسوية أو تطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وانتقل التضييق والحصار إلى البنك الدولي، الذي عرض تمويل ربع تكلفة المشروع، واشترط مراقبة إيرادات ونفقات الموازنة المصرية، وهو ما رفضه عبدالناصر تماما، ثم خاض ملحمة كبرى هي تأميم قناة السويس، الذي كان حلما للوطنيين المصريين من قبله، وهزم العدوان الثلاثي عام 1956، وبما وسع من الموارد المالية المتاحة، وجعل مشروع السد العالي أطول وأعذب ملاحم عصر عبدالناصر، وقد وضع حجر أساس السد في 15 يناير/كانون الثاني 1960، وجرى افتتاحه مع محطاته الكهربائية في 15 يناير 1971، كان عبد الناصر قد رحل فجأة قبلها في 28 سبتمبر 1970، وهو في عمر الثانية والخمسين، لكنه ترك لنا هرم مصر الباقي على مدى السنين والقرون، ليس هرما لدفن الموتى، بل هرما لحياة لا تفنى إلى أن يرث الله الأرض .
وعلى مدى خمسين سنة مضت، كان عبدالناصر شاغل الناس جميعا، شن عليه أعداء الأمة ورجعيوها العشرات من حملات إبادة اسمه ورسمه، وظلوا يحاربونه مع أمريكا وإسرائيل إلى اليوم، ومن دون أن ينجحوا، إلا في تخليد ذكراه، وجعله أيقونة للحالمين بالثورة والتغيير والنهوض وخلاص الأمة، وهو ما يفسر اللجوء التلقائي الدائم لصور عبد الناصر، ورفعها على أعناق المنتفضين في ثورات الغضب الجديدة المتلاحقة، وهي موجات تنهض ولا تحكم، بل تحكم الثورة المضادة من تيارات اليمين «الثروي» أو جماعات اليمين الديني، وعلى نحو ما جرى بعد ثورة الشعب المصري في 25 يناير 2011، لكن الحلم في مصر وفي غيرها، ظل لصيقا باسم عبدالناصر أكثر من غيره، ليس على سبيل اجترار الماضي، فما مضى لا يعود، بل على سبيل تكريس القيمة، فقد انتهت مواريث كل المعادين لعبد الناصر إلى بوار تاريخي أكيد، وإلى دفع الأمة وشعوبها إلى دمار وخراب مفزع، وظل مشروع عبد الناصر القومي هو الحل الوحيد الباقي، بشرط الوعي بالظروف المستجدة، واكتساب قيمة الديمقراطية مع قيم الاستقلال الوطني والثقافي والتصنيع الشامل، وأولوية العلم والتكنولوجيا وكفاية الإنتاج وعدالة التوزيع والتوحيد العربي، وإعادة بناء المثال الملهم في مصر أولا، وقد نبّه عبد الناصر في سنواته الأخيرة، بعد هزيمة 1967، إلى أهمية التحول الديمقراطي والتعددية الفكرية والسياسية، وكانت فضيلة «التصحيح الذاتي» لأخطاء وخطايا التجربة، من أهم ميزات تكوين عبد الناصر القيادي بالغ التفرد، ولم يكن في سجون مصر السياسية حين رحل عن عالمنا، سوى 273 شخصا لا غير، كان بينهم جواسيس لكيان الاحتلال الإسرائيلي، كان الرجل يعيد بناء الجيش من نقطة الصفر، ومن دون أن يغفل عن ضرورة تجديد تجربته كلها، وشاءت الأقدار أن يرحل، من دون أن يكمل حلمه وحلمنا، عبر قيادة جيشه إلى الحرب المقدسة في 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، لكن السياسة بعدها، انقلبت على نصر الجيش وعلى اختيارات عبد الناصر معا، وداس الذين «هبروا» على دماء الذين عبروا، وكان ما كان من ذل وهوان، لا تجد بعده الأمة من صوت توقظه في أعماق ضميرها، سوى صوت جمال عبد الناصر، ولا من سد يحميها غوائل الجوع والعطش، سوى سد عبد الناصر العالي، وفيضان اسم الرجل مع أعلى فيضان للنيل.

_________________________________________- 

*كاتب مصري والمقال ارسله لي عبر الايميميل الاخ الاستاذ الدكتور سعد ناجي جواد وهو منشور في جريدة


https://www.alquds.co.uk/%d9%81%d9%8a%d8%b6%d8%a7%d9%86-%d8%b9%d8%a8%d8%af%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%a7%d8%b5%d8%b1/(القدس العربي

 

يموت ببطء شعر : بابلو نيرودا


 يموت ببطء

شعر : بابلو نيرودا
شاعر شيلي كبير 1904-1973
ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ
ﻣَﻦ ﻻ ﻳﺴﺎﻓﺮ
ﻣَﻦ ﻻ ﻳﻘﺮﺃ
ﻣَﻦ ﻻ ﻳﺴﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ
ﻣَﻦ ﻻ ﻳُﺠﻴﺪ ﺍﻻﻫﺘﺪﺍﺀ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ
ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ
ﻣَﻦ ﻳُﺘﻠﻒ ﺣﺒﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ
ﻣَﻦ ﻳﺤﺠﻢ ﻋﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ
ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ
ﻣَﻦ ﻳﺼﻴﺮ ﻋﺒﺪﺍً ﻟﻠﻌﺎﺩﺓ
ﻣَﻦ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ نفسه
ﻣَﻦ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﺃﺑﺪﺍً ﺳَﻤﺘﻪ
ﻣَﻦ ﻻ ﻳﺠﺎﺯﻑ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﻟﻮﻥ ﻣﻼﺑﺴﻪ
ﺃﻭ ﻣَﻦ ﻻ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻬﻮﻝ
ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ
ﻣَﻦ ﻳﺘﺠﻨﺐ ﺍﻟﻬﻮﻯ
ﻭﺯﻭﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﺒﺮﻳﻖ ﻟﻠﻌﻴﻮﻥ
ﻭﺗﺮﻣِّﻢ ﺍﻟﻜﺴﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ
ﻳﻤﻮﺕ ﺑﺒﻂﺀ
ﻣَﻦ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﻭﺟﻬﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﻳﺤﺲ ﺍﻟﺘﻌﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺐ
ﻣَﻦ ﻻ ﻳﺮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﻟﻴﺤﻘﻖ ﺍﻷﺣﻼﻡ
ﻣَﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﻣﺮﺓً ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺼﺎﺋﺢﺍﻟﺮﺻﻴﻨﺔ
ﻋِﺶ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍﻵﻥ
ﺟﺎﺯِﻑ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺗﺼﺮّﻑ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﺗﻔﺎﺩَ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺍﻟﺒﻄﻲﺀ
ﻻ ﺗﺤﺮﻡ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ

المهندسة زها حديد 1950-2016 المعمارية الموصلية العراقية واسهاماتها في تطوير العمارة العالمية ا.د.ابراهيم خليل العلاف









 

المهندسة زها حديد 1950-2016 المعمارية الموصلية العراقية واسهاماتها في تطوير العمارة العالمية

ا.د.ابراهيم خليل العلاف

استاذ  التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل 


المهندسة المعمارية المعروفة والمبدعة  الموصلية - العراقية - البريطانية  السيدة زها محمد حديد وكنت قبل سنوات قد كتبت دراسة عنها نشرت في موقع كلكامش واعيد الان نشر هذه الدراسة والتي أقول فيها : منذ سنوات طويلة، وأنا أتابع بشغف ما تقدمه المهندسة المعمارية الموصلية العراقية زهاء محمد  الحاج حسين حديد اللهيبي . ولمناسبة حصولها في العشرين من آذار سنة 2004 على جائزة برتيزكر للمعمار والتي تقدم لأفضل المعماريين في العالم من الذين تقدم أعمالهم وتصاميمهم المشيدة إسهامات مهمة للمعمار العالمي ، فان اسم زهاء حديد اخذ يتردد في وسائل الإعلام وعلى صفحات الشـبكة العالمية (الانترنيت) وخاصة على الموقع المعروف (الحضارة) وهذه الجائزة التي أنشأتها أسرة بريتزكر النمساوية سنة 1979 تمنح لأول مرة في تاريخها لامرأة وتتألف الجائزة من ميدالية من البرونز ومبلغا من المال يصل إلى مائة ألف دولار . ومما جاء في شهادة تحكيم الجائزة : ( إن الطريق الذي سارت فيه زهاء حديد للحصول على الاعتراف الدولي بها كمتخصصة في التصميم المعماري ، كان بمثابة الكفاح البطولي)   .

كما أن إحدى الصحف الايطالية وصفت زهاء حديد الحائزة على هذه الجائزة بأنها ذات ذكاء خارق وهي من اكبر فنانات عصرنا الراهن . ولم تكن جائزة بريتزكر الأولى التي حصلت عليها زهاء حديد فلقد سبق لها أن نالت جوائز عديدة وشهادات تقديرية كثيرة لعل من أبرزها الجائزة النمساوية التي حصلت عليها في 13 كانون الأول سنة 2002 وقد عدت في حينه أفضل معمارية في العالم .
ولدت زهاء حديد سنة 1950 وهي ابنة السياسي والاقتصادي العراقي الكبير محمد حديد(1906 ـ 1999) والذي تولى وزارة المالية في العراق بعد سقوط النظام الملكي وقيام جمهورية العراق في 14 تموز 1958 . أما جدها فهو الحاج حسين حديد وقد سبق أن تولى رئاسة بلدية الموصل بين سنتي 1927 و1929 وله انجازاته التي يذكرها أبناء الموصل . حتى يومنا هذا وخاصة في مجال ( تعمير الموصل وتجميلها ) . أكملت زهاء حديد دراستها الأولية في العراق ، والتحقت بالجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1971 ، وبعدها سافرت إلى لندن ، وحصلت على شهادة عالية في الهندسة المعمارية وتدربت في مدرسة التجمع المعماري في لندن (Archiectural association ) كما عملت بعد تخرجها سنة 1977 مع مكتب عمارة المترو بوليتان مع المهندس ( ريم كولهاس) والمهندس (ايليا زينيليس) وعندما وجدت في نفسها الكفاءة والمقدرة افتتحت لها مكتبا استشاريا معماريا سنة 1987 في لندن ، ومنذ ذلك الوقت وهي تتألق في مجال التصميم المعماري حتى أن جامعات عديدة في اوربا والولايات المتحدة الأمريكية استضافتها كأستاذة زائرة ، ومن ابرز هذه الجامعات جامعة هامبورغ بألمانيا ، وجامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية .

جاء في مجلة الفنون ( الكويتية) العدد 37 كانون الثاني ـ يناير 2004 ، (إن أبنية زهاء حديد مثيرة للجدل ، وأنها تتبنى ابرز الصر عات التجديدية ، وتقترب من أفكار الأسلوب التكعيبي رغم أنها أي الأبنية لاتخلو من غرابة الشكل .. وزهاء حديد ترفض التقاليد الموروثة في العمل المعماري على اعتبار ان عملية توليد شكل جديد ينبع من حاجات جديدة مختلفة ، فلكل عمارة دورا تؤديه وعصرا تنتعش فيه  .

أما جريدة الصباح (البغدادية) فذكرت في عددها الصادر يوم 4 مايس / أيار 2004 أن زهاء حديد تنتمي إلى المدرسة التفكيكية في المعمار وهي مدرسة فكرية معمارية حديثة تقوم على أسس المدرسة التفكيكية الأدبية التي أسسها الفيلسوف الفرنسي( جاك دير يدا) في السبعينات من القرن الماضي . ومما تتصف به هذه المدرسة أنها تستخدم أشكالا هندسية غريبة وهجينة وغير مألوفة . وقد اشتهرت زهاء حديد بانها في تصميماتها تنزع إلى المثالية والجرأة والخيال ومن ابرز ممثلي هذه المدرسة بيتر ايزلمان وفرانك جيريما وبرنادر كشومي وتوم ماني ودانييل لايبسكيند ومعظم هؤلاء من المعماريين الحداثيين الرافضين لأسس العمارة التقليدية .

أنجزت زهاء حديد الكثير من التصاميم المعمارية لمنشآت ثقافية وخدمية منتشرة في مختلف أنحاء العالم منها على سبيل المثال :
1 .
دار اوبراكادرف في بريطانيا وقد سبق لها أن فازت بمسابقة أفضل تصميم له سنة 1994 .
2 .
محطة لإطفاء الحرائق في (فيترا ويل امرين) بألمانيا (1991 ـ1993) .
3 .
مرسى لسفن في بالميرو بصقلية 1999 .
4 .
المركز العلمي لمدينة وولفسبورغ بالمانيا 1999 .
5 .
المسجد الكبير في ستراسبورغ بفرنسا .
6 .
مركز الفنون الحديثة (روزنثال) في سنسناتي بالولايات المتـحدة الأمريكية .
7 .
مركز الفنون الحديثة في العاصمة الايطالية روما .

8. المبنى الرئيس لمصنع سيارات ( بي ام دبليو) في لايبزك بالمانيا .
9.
مركز الفنون في اوكلاهوما .
10 .
نادي مونسن بار في سابورو باليابان 1988 ـ1989 .
11.
منصة التزلج على الجليد في انزبروك بالنمسا 2001 .
12 .
متحف الفنون الإسلامية في الدوحة .
13.
جسر أبو ظبي على ساحل الخليج العربي والذي يربط ارض دولة الإمارات العربية المتحدة بجزيرة عاصمتها أبو ظبي .
14.
توسعات في مجمع البرلمان الهولندي في لاهاي 1978 ـ 1978 .
15
مجمع إسكان (ابا) في برلين 1983 .
16 .
مكتبة جامعة سينفيل .
17 .
دار الأوبرا في دبي والتي تمتد داخل الماء .
18 .
مركز ماجي في كير كالدي بلندن .
19 .
مركز نينو للعلوم في وولفسبيرغ في المانيا وهو العمل الذي رشحها لجائزة ستيرلنغ سنة 2001 .

هذا فضلا عن تصميمها لاعداد كبيرة من بنايات لمكاتب إدارية ، وقاعات ومعارض ، ومشاريع لتطوير المساكن وتصمم لان تقدم لوطنها العراق مشروعا معماريا يليق ببلد الحضارات ، حضارات سومر وأكد وآشور .. بلد حضارة العباسيين العربية الإسلامية .

ان هذا الحيز المقتضب لايمكن أن يفي زهاء حديد حقها ، لكن لابد من التأكيد على أن زهاء قدمت أعمالا معمارية تستحق الدراسة في كليات الهندسة والأقسام المعمارية منها خاصة وأنها تعد اليوم من أفضل المهندسين المعماريين في العالم . وقد جاء في جريدة الصباح ( العدد الصادر يوم 11 مارس / أيار 2004) ما يفيد بان إبداعات زهاء حديد تعكس انسيابية الخطوط العربية ، فأبنيتها تقوم على دعامات عجيبة ، وعند معاينة أعمالها نلحظ للوهلة الأولى القلق و عدم الاستقرار واضحا في تلك الأعمال ومن الطبيعي أن هذا يجيء ليعبر عن روح العصر المتسمة بعدم الطمأنينة ، لكن هذا لايمنع من أن يؤشر عددا من النقاد حالة الصرامة والجدية في تصميماتها هذا فضلا عن ما تتسم به حالة الاسترسال إلى الفضاءات الخارجية بشكل لامتناه مما يعكس الموروث الإسلامي في المعمار والذي يلتقي مع حالة التناغم والاستمرارية بين الفضاءات الداخلية والخارجية التي تتصف بها العمارة الإسلامية .

تحدثت زهاء حديد عن تجربتها المعمارية أكثر من مرة ، كان آخرها في تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2006 ( انظر موقع إيلاف الالكتروني في 12 أكتوبر / تشرين الأول 2006 ) فقالت أن لغتها المعمارية المبكرة امتازت بالزوايا الحادة والقائمة والإشكال المربعة ، أما في السنوات الأخيرة فقد أخذت مفرداتها المعمارية تمتاز بأشكال لدقة متموجة م ونابضة في آن واحد ، عناصرها المعمارية كالجدران والأرضيات والسقوف تبدو ممطوطة وحنية لاجل تشكيل الفضاء الذي تدعوه ( الحيز السائل) حيث تمحى الحدود بين العمارة والطبيعة فتغدو الابنية مركبا عضويا ضمن(Landscape ) المشهد الطبيعي . ويذكر احد النقاد ان زهاء حديد أيقنت أن الأساليب التقليدية التي يتبعها المعماريون لتوضيح أفكارهم التصميمية كانت أضيق من ان تعبر عن الفضاءات والأشكال المعمارية التي كانت في مخيلتها آنذاك ، فبدأت برسم لوحات خيالية بمنظور ذو زوايا نظر متعددة في اللوحة الواحدة ..
لقد كانت لوحات وأشكال زهاء حديد كما يقول النقاد بمثابة تحد صارخ لقوانين الجاذبية والمنطق السائد لشروط رسوم المنظور المعماري ، فضلا عن ان اكتشافها مجالات فريدة للتكوين المعماري وبأسلوب جديد تماما ثم اعتبار الحلول التصميمية الراديكالية التي قدمتها للعديد من المشاريع في السنوات الاولى لممارستها المهنة ضمن الحلول غير القابلة للتنفيذ ورغم كل هذا كان مكتبها المعماري يحاول البقاء بالاعتماد على بعض المشاريع القليلة والمسابقات التي كانت توفر بعض المردود المادي وطوال ذلك الوقت كان عليها أن تبدي حماسة وطاقة كبيرين لإدامة إيمانها بان مشاريعها ستنفذ ذات يوم .

وفي سنة 2004 أعادت زهاء حديد كتابة تاريخ العمارة الإنسانية حين تم منحها جائزة بريتزكر المشار إليها لتنضم إلى عمالقة تاريخ العمارة الحديثة مثل فرانك غيري ( متحف غوغنهايم بلباو) ورنزو بيانو ( مركز بومبيدو باريس) ويورن اتزن ( اوبرا سدني) . وقد عد اسلوبها المعماري متميزا بالفرادة والاختلاف مقارنة بمعظم أساليب المعماريين الآخرين لأنها ، كما تقول ، تحاول إثناء العمل استفزاز الشروط التصميمية من خلال مساءلة القناعات السائدة بشأن معاني الرموز والأشكال أو التعريفات الجاهزة بخصوص كيفية تصميم الأبنية ، سواء كانت دار سكنية أو مكتبة عامة من حيث الشكل أو التوزيع الوظيفي . وتقول في هذا الصدد أنها لاتعتقد بوجود حل ثابت ومثالي لأي مبنى مهما كانت وظيفته فعندما نبدأ باعادة كتابة تعريف المبنى تأتي النتيجة المعمارية مختلفة ((فأعمالي كانت تبدو مختلفة منذ البدايات ، حيث كنت أسعى لتقديم المشاريع بوسائل غير تقليدية .. كما كنت اقضي وقتا طويلا في البحث وتطوير الفكرة التصميمية وطموحي كان دائما هو تحويل بعض المشاريع النظرية التي تبدو للوهلة الأولى مستحيلة التنفيذ إلى واقع إنشائي معاش )) .

وترفض زهاء حديد ان تكون أعمالها المعمارية فنا نحتيا وتقول ان العمل النحتي يفتقد الوظيفة العملية ، في حين أن العمارة تلبي وظيفة خدمية محددة وتذهب زهاء حديد بعيدا عندما تؤكد أن أعمالها تتميز بطابع اجتماعي وتقول أن كل الأعمال المعمارية ذات الطابع العام تحمل مضمونا اجتماعيا ، لكن على الأعمال المعمارية أن لأتمثل أيدلوجية سياسية محددة فهنا يكمن الخطر ، فالعمارة يجب أن تكون مستقلة ، وان توفر ظروف معيشية جيدة للبشر دون تمييز .. كما أن الأعمال المعمارية ينبغي أن تتكيف مع المشهد الطبيعي المحيط بها فثمة علاقة بين التصور التصميمي للعمارة والمشهد الطبيعي المتمثل أو الأبنية المجاورة وعلى المعماري أن يخلق تناغم مع الموقع المحيط عندما يقوم بتصميم المبنى الجديد وهكذا يمكن إجراؤه ببساطة إذا حاول المعماري استلهام عنصر أو أكثر من البيئة المجاورة من جهة وان لايتغافل عن و جود علاقة بين العمل المعماري وحياة وأحاسيس الإنسان .
وتركز زهاء حديد على البحث والتحليل في أعمالها وتؤكد أن البحث المعماري يتم على ثلاث مستويات أولا من خلال رسم وبناء المجسمات وثانيا تحليل موقع البناء وما يحيطه وأخيرا دراسة ظروف الحياة وأساليب المعيشة في المكان وبهذه الطريقة يوسع المعماري عالمه البصري .
وأخيرا فان زهاء حديد ليست منفصلة عن حياتها وتجربتها في العراق وفي الموصل بالذات .. بالرغم من أنها غادرت العراق وعمرها (16) سنة وتقول ان والدتها ( كانت ربة بيت تحب الرسم وتمارسه بشكل جيد وهي من علمتها الرسم ، وكان لها ذوق رائع ونظرة حادة للأشكال الجميلة .
كما ان والدها السياسي الوطني التقدمي محمد حديد ، شغل مناصب مهمة في العراق أبان العهدين الملكي والجمهوري آخرها ، كان وزيرا للمالية في عهد اللواء الركن عبد الكريم قاسم (1958 ـ1963) ، زرع فيها حب المعرفة وأهمية الدراسة والتحصيل العلمي كجواز سفر الإنسان في الحياة )، وكانت تطمح لان تنفذ في العراق عملا معماريا متميزا عندما تستقر الأمور ويتحسن الوضع الامني . ولكن زهاء حديد كعراقية وعربية ومسلمة واجهت في بريطانيا عددا من التحديات مع أنها تحمل الجنسية البريطانية وقد انعكس ذلك في حجب السلطات البريطانية عنها تنفيذ بعض المشروعات سنة 1995 مع أنها فازت على (270) من ابرز المهندسين المعماريين في العالم الأمر الذي اثأر ضجة في الأوساط المعمارية الغربية . ومما يذكر ان امرا جديدا قد حدث في السنة الماضية اذ منحت ملكة بريطانيا زها حديد لقب فارس KNIGHT .  .

 توفيت  يوم  31    آذار  - مارس  سنة  2016 في  Mount Sinai Medical Center، ميامي بيتش، فلوريدا، الولايات المتحدة نسأل الله لها الرحمة .

*http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2016/03/1950-2016.html

*http://www.gilgamish.org/viewarticle.php?id=articles-
20080216-768

*نماذج من تصميماتها

السبت، 26 سبتمبر 2020

قضاء الشيخان : قضاء التعايش والمحبة والسلام


د





                                          السيدة فاطمة البهادلي رئيسة جمعية الفردوس العراقية تزور عين سفني 





                          دار الايتام في عين سفني وقد زارتهم السيدة فاطمة البهادلي رئيسة جمعية الفردوس العراقية 2017













 



قضاء الشيخان :   قضاء التعايش والمحبة والسلام

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

قضاء الشيخان ، ويسمى ايضا (عين سفني)  أحد اقضية محافظة نينوى.  وقضاء عين سفني من الاقضية العراقية القديمة ، ويرجع تاريخ استحداثه كقضاء الى الايام الاولى لتأسيس الدولة العراقية الحديثة ؛ ففي 16 كانون الاول سنة 1924  ، صدر الامر الملكي بتأسيس القضاء .

ومدينة عين سفني مركز قضاء الشيخان ، مدينة جميلة تقع في شمال مدينة الموصل وجنوب شرقي مدينة دهوك وسكان قضاء الشيخان هم من اليزيديين والاثوريين والمسلمين من العرب والاكراد ويعيش الجميع بسلام ومحبة وتعايش منقطع النظير .ولعل من الامور التي تدلل على هذا ان الايزيدية في الشيخان هم من تبرع وانشأ جامع الشيخان القديم للمسلمين سنة 1944 وهذه قصة يتداولها اهالي الشيخان .     .

يقع قضاء الشيخان ، ومركزه مدينة عين سفني  على بعد (  60  )  كيلومتر  شمال مدينة الموصل ، ،  والمنطقة تتمتع بموقع استراتيجي  مهم . فضلا عن انها تضم ثروة نفطية  .

هناك الكثير من التفسيرات حول اصل كلمة (الشيخان ) ، ولعل اصدقها  وأصحها ان كلمة الشيخان جاءت من وجود عدد من الشيوخ شيوخ اليزيدية فيها ويذكر أنها  كانت مكانا لسكنى اولئك الشيوخ وابرزهم الشيخ عدي بن مسافر الهركي الاموي المتوفى سنة 1162 ميلادية والشيخ صخر والشيخ حسن والشيخ شمس الدين وغيرهم .  

 

 

 

اما لماذا سميت ب(عين سفنى)  ؛ فالامر يتعلق بما يقال ان كلمة سفني  الارامية هي أوتاد السفن ، وان سفينة النبي نوح عليه السلام بعد الطوفان قد رست بالقرب من جبل عين سفني ولايزال الناس من ابناء الطائفة اليزيدية او ( الايزيدية ) يتبركون بعين ماء تقع في عين سفني اسمها ( عين الطوفان ) تخرج منها المياه العذبة  حتى انهم يشبهونها بمياه بئر زمزم في مكة المكرمة .

وقد ورد ذكر عين سفني في المصادر القديمة  ومنها  كتاب (المجامع الشرقية)  الذي يشير الى انها كانت  مركزاً اسقفياً، وعرف  من اساقفتها   مطران دير متي (برسهدي) وبرسهدي تعني ابن الشهداء  الذي اشترك في مجمع  مار حزقيال  الجاثليق  المنعقد سنة  576م.

يحد قضاء الشيخان من الناحية الادارية  قضاء العماديّة شمالاً، وقضاء عقرة شرقاً، كما يحدها جنوباً كل من سلسلة جبل مقلوب، وقضاء تكليف، ومنطقة  النوران ، وأما الناحية الغربية لقضاء الشيخان؛ فإنه يحدها مدينة دهوك.وتحيط بها العديد من المدن والقرى والقصبات  ، ومنها الفاضلية، والشرفية، وأطرش، ومربه، وبوزان، والقش، ، وغيرها، كما أنها تشتمل على العديد من النواحي، ويقع مركز القضاء  في مدينة عين سفني، وتبلغ مساحته أي مساحة القضاء قضاء الشيخان  (1,259  )كيلو متراً مربّعاً، أما عدد سكان القضاء وحسب تقديرات سنة 2003  فيبلغ قرابة  ( 90,000   )  نسمة .  

هناك نواح عديدة تتبع قضاء الشيخان فضلا عن مركه عين سفني منها ناحية ( قصروك ) وناحية (زيلكان ) وناحية (أتروش ) وناحية ( باعذره )

وقضاء الشيخان عريق في تاريخه ، وفيه آثار تؤكد انه كان مأهولا ايام الدولة الاشورية وعاصمتها نينوى . ومن هذه الاثار آثار تعرف بآثار ( خنس)  على نهر الكومل . وفي هذه المنطقة توجد مجموعة من عيون الماء والتي اعتمد عليها الملك الاشوري سنحاريب في اقامة مشروعه الاروائي الذي استهدف ايصال الماء الى عاصمة الدولة نينوى والمناطق المحيطة بها ولاتزال بقايا هذا المشروع  ومنه سد سنحاريب العظيم  حتى يومنا هذا وسبق لقناة (الموصلية) الفضائية ان خصصت عدة حلقات لاستطلاع هذا المشروع وقام بتقديم التقرير الاستقصائي الجميل استاذ الجغرافية الطبيعية في جامعة الموصل الاسبق الدكتور فواز حمو النيش .

 وكما هو معروف فان نهر الگومل ، كما يقول الاستاذ  منذر كله في مقال له متوفر  بعنوان (الاثار الاشورية في خنس وموقعها الاثري على نهر الكومل ) منشورة في موقع Zowaa  الالكتروني ، يعد القلب  النابض للآثار في (خنس) .  ونهر الكومل ليس الا مجرى مائي جبلي واسع نوعا ما ، يقع شمال شرق قضاء الشيخان (عين سفني ) بمسافة ( 9  ) كم . وينبع النهر من الجبال والاراضي الواقعة شمالا  وعلى امتداد عدد من القرى منها    دزي ، واساس وبرتون ومكيرس وديرخطره  وشهيا  وهارونة  وكوخي وبافيان  وخنس   التابعة لناحية اتروش ، ويبلغ طول النهر  (60 ) كم تقريبا ،  والنهر يجري باتجاه الجنوب فيخترق العديد من القرى  منها   قرى  بارشة ، بافيان  ، دربستة ، بيران ، بيربوب ، زيناوات ، تل جومل،  بيران،  مقلوب  الى ان يلتقي بنهر الخازر بالقرب من قرية پيران مقلوب وقيماوة  ، وينحدر النهر في وادي متعرج ذي سطح مستو تقوم على جانبيه جدران من الكتل الصخرية العمودية وعلى السفوح الغربية مباشرة الى الاعلى ، وعند موقع خنس تقوم مقصورة رائعة لصورة معروفة جدا عند المختصين بالاثار الآشورية ، المنحوتة البارزة الرئيسية هي لوح هائل الحجم مربع الشكل منقور ومصقول في وجه كتلة صخرية تعلو المجرى مباشرة وتتضمن اربعة رسوم بشرية جبارة الحجم هي الان  للأسف ، مهشمة ومشوهة بفعل الزمن ومؤثرات الطبيعة .

 

 

قضاء الشيخان قضاء متكامل من النواحي الادارية والتنظيمية ؛ ففيه مبان للدوائر الحكومية من قبيل مبنى قضاء الشيخان أي مبنى القائمقامية ، ومراكز للشرطة ومبان للمحاكم ، وللبلدية ، وللزراعة ، والري  والمرور  والصحة  والضرائب وللنفوس والجنسية والكمارك .كما ان فيه العديد من الاسواق القديمة التراثية والاسواق الحديثة ومحطات الوقود الحكومية والاهلية ،   والمطاعم الشعبية والفاخرة والمقاهي والنوادي  الرياضية  ومنها مثلا نادي السلام الرياضي . فضلا عن (المولات ) و( الكافيهات ) والصيدليات (توجد قرابة 30 صيدلية في القضاء )  وعيادات الاطباء  الخاصة .كما ان في القضاء مستشفيات ومراكز صحية  ويمكن هنا الاشارة الى  ( مستشفى الشيخان  العام ) الذي  يقع في وسط ناحية عين سفني، وبالقرب من سوق النازحين.

وفيما يتعلق بالمدارس فان قضاء الشيخان كان من اقدم الاقضية التي شهدت تأسيس وفتح المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية منذ البواكير الاولى لنشأة الدولة العراقية في العشرينات من القرن الماضي .ومن هذه المدارس (مدرسة عين سفني الابتدائية الاولى ) و(مدرسة النركزلية الابتدائية ) و( ثانوية عين سفني للبنين ) و( ثانوية عين سفني للبنات ) و( متوسطة الشيخان للبنين ) و(إعداديّة عين سفني للبنات) و(مدرسة ايسيان المختلطة ) وغيرها من المدارس .

وفي قضاء الشيخان وما يتبعه من نواح وقصبات وقرى العديد من المعابد اليزيدية والمساجد والجوامع ومنها  (جامع الشيخان الكبير ) و (جامع الشهيد في عين سفني ) و(جامع عمر بن الخطاب ) . وفي الشيخان  اليوم  وعند كتابة هذه السطور كنيستان الاولى وتحمل اسم كنيسة  مار يوسف وهي للكلدان بنيت سنة  1960 وقد بنيت على انقاض  كنيسة قديمة مبنية  من الطين بين سنتي   (1946-1948)، والكنيسة الثانية  هي بأسم  كنيسة مار كوركيس وهي تابعة للكنيسة الشرقية القديمة. 

ادعو المسؤولين الى الاهتمام بقضاء الشيخان وخاصة في مجال الخدمات  وتهئية اماكن الراحة ولعب الاطفال وخلق اماكن ترتادها العوائل ايام العطل والمناسبات  واكمال تأهيل الحديقة العامة  للالعاب والتي تبلغ مساحتها (8000 مترمربع ) ،  وتبليط الطرق التي تربط المركز بالنواحي والقرى والقصبات فضلا عن الطرق داخل مركز القضاء .

اعود لاقول ان من معالم عين سفني ( وادي لالش)  أي ( وادي الصمت)  ومعابد الديانة الايزيدية .. وقد سبق ان تحدثت عن (يزيدية الموصل) في واحدة من حلقات برنامجي التلفزيوني (موصليات ) من قناة (الموصلية ) الفضائية وقلت  أن اليزيدية أو الايزيدية ، جزء مهم من النسيج الاجتماعي العراقي والموصلي ..عاشوا ويعيشون مع إخوتهم وأهليهم منذ الاف السنين .واجهوا ما واجهه الموصليون من مشاكل  وتحديات عبر القرون ولهم مع الجميع ذكريات لايمكن محوها ولايمكن لآحد تجاهلها.

الذي يهمني هنا قوله : ان اليزيدية ك (قومية ) وك (دين ) مرتبطون بالارث التاريخي العراقي القديم ، وبعبارة أدق بالحضارات الرافدينية العريقة ،  ومنها الحضارة السومرية والحضارة البابلية ، والحضارة الاشورية النقطة الاخرى التي اريد ان اؤكدها ان كلمة اليزيدية مأخوذة من لفظة (يزد) وهي كلمة يزيدية مشتقة من الكلمة الفارسية (يزدان ) ويزدان تعني ( الله ) عزوجل .ولليزيدية امارات ومنها امارة في باعذره وهي قرية موصلية وهناك دور للشيخ سعيد (ابو دخيل ) ودور للشيخ معاوية ( ابو فرعون ) واليزيدية في الموصل يتركزون في منطقتين رئيسيتين هما  قضاء (سنجار ) و قضاء ( الشيخان ) أي  ( عين سفني ) .

والشيخ عدي بن مسافر  الهركي الاموي  وهو نفسه الذي يسميه الناس الشيخ  عادي رجل  متصوف زاهد منقطع  ولد ونشأ في بيت فار من اعمال بعلبك بالشام وبعد ان بلغ مبلغ الرجال عكف على التعمق في الدراسات الدينية ووهب نفسه لاصلاح ما فسد من امر العباد ولم يستقر في الشام وانما غادرها  الى كردستان العراق   وكان هذا في النصف الثاني من القرن السادس الهجري الثاني عشر الميلادي كما يقول الدكتور عبد العزيز نوار في مقاله عن اليزيدية في مجلة الهلال عدد يناير –كانون الثاني 1965 .

عاش  عدي بن مسافر في الاماكن المنعزلة ثم انزوى بين اقوام بسطاء اعتقدوا بما كان يقوله وانقادوا لاراءه ومعتقداته  وكان الشيخ عدي يسعى الى تهذيب القوم الذين عاش بينهم وكان يبشرهم بالحسنة والبركة والموعظة .

 واليزيدية من مريدي الشيخ عدي بن مسافر ، وهو من التابعين وانهم أي اليزيدية يعتقدون بأن الشيخ عدي الذي دفن في جبل لالش من أعمال الموصل قد تعهد بصومهم ، وصلاتهم وانه سيقودهم في آخر الزمان الى الجنة ..." .وللشيخ عادي كتب مؤلفة ورسائل منها كتابه ( بهجة الاسرار ) ، وكتابه ( رسالة في آداب النفس ) وكثيرا ما كان الشيخ عدي في رسالته يؤكد على ضرورة اقتران القول بالعمل ويوصي اتباعه بالتوفيق بين الاقوال والاعمال  والسلوك .

 ومن خلفاء الشيخ عدي ابو البركات صخر بن صخر وحسن ابن ابي المفاخر عدي تاج العارفين . وثمة مرقد للشيخ عدي الهكاري في جبل مقلوب عند وادي لالش في عين سفني كثيرا ما زرته في السنوات الماضية ويزوره اليزيدية والمسلمون  ويتبركون به وكان الى جواره مدرسة  وثمة زخارف  على المرمر تعلوها صورتان لطاووسين متقابلين يتوسطهما اسدان متقابلان مرسومان على رخامة ثلاثية الشكل وعلى المدخل عبارات باللغة العربية فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم

خالق السماء والارض

اخفض هذا المنزل

محل شيخ عادي الهكاري

شيخ اليزيدية  695 (1296م )

وعلى الجدار عبارة تقول : سعى بتجديد هذا المرقد علي بك بن حسين بك امير الشيخان 1324 هجرية- 1907 ميلادية .

اريد ان اقول انه ليست لدينا احصائية دقيقة عن عدد  يزيدية الموصل في سنجار وعين سفني وبعشيقة وبحزاني وفي كل القرى اليزيدية التي تزيد عن 1000 قرية واليزيدية من حيث التنظيم الاجتماعي طبقات  محددة تحديدا واضحا حرم فيها الانتقال من طبقة الى اخرى فهناك المير  او الامير الذي يأتي عن طريق الانتخاب والامير معصوم من الخطأ ولايحاسب على اعماله وهذا لم يكن يعني الاستبداد في الحكم فقد اثبت الامراء انهم ذوي ضمائر حية وبذل بعضهم دماءه دفاعا عن عقيدته ورعيته . ويلي الامير في المرتبة بابا شيخ  وبابا شيخ يتحتم عليه ان يكون زاهدا وهناك  بعده الشيخ والبير والفقير والقوال ( وهم الذين يرتلون الاناشيد والملاحم الحماسية والدينية ويدربون الاولاد عليها وعلى ضرب الدف والعزف على الناي وهذه الات اساسية جدا في احتفالاتهم الدينية والقوالون لايتزوجون الا من داخل طبقتهم ) .. وهناك طبقة الكوجك او الكواجك وهم من يخدمون مرقد الشيخ عدي بن مسافر ومن عشائرهم الدنادية والشيخان والمهركان والسيفانة والكيبارية والداسنية والهبابات والخالتي والفقراء والشهوان والسموقة والهسكان والرشكان والهكارية وحتاري والجفرية والبكران.

ومن اعيادهم عيد  رأس السنة  وعيد بلندة  وعيد المحيي وعيد مربعانية الشتاء وعيد خضر الياس وعيد مربعانية الصيف وعيد القربان وعيد الجماعية والقاباغ .وفي عيد الجماعية يدخلون جبل لالش ويغتسلون في عين يسمونها زمزم .

 

ان معبد لالش  يعتبر من المواقع الدينية والاثرية المقدسة لدى الأيزديين  ليس في  العراق وانما في العالم  كله  وهو  يبعد عن مركز قضاء الشيخان بحوالي (10) كم ويضم المعبد في جنوبه  مبنى اثري قديم يتكون من العديد من الغرف يسمى (خانه أيزي) . وتقام في معبد لالش العديد من الطقوس والأعياد الدينية الخاصه  بألايزيديين ويحتوي المعبد  العديد من الرموز المنقوشة على جدران المعبد منها (رمز طاووس ملك ) ورموز اخرى  وهناك كما سبق ان قدمت  عيون مـاء مقدسـة  منها عين زمزم والعين البيضاء  التي تستخدم لتعميد الاطفال .

 

 

بقي ان اقول ان التاريخ السياسي ليزيدية الموصل يحفل بالكثير من الاحداث التي تحمل فيها اليزيدية عنت الحكام واستبدادهم وتدخلاتهم في شؤونهم .لكن هذا لم يمنع اليزيدية من الانخراط في الجيش وفي الاحزاب السياسية العراقية وفي النشاطات ولهم صحف ومجلات وادباء ومثقفين كثر واساتذة واكاديميون احتفظ بكثير من الصداقات معهم وللاسف خلال سيطرة داعش على محافظة نينوى منذ العاشر من حزيران 2014 تعرض اليزيدية لأبشع حالة من الاضطهاد والسبي وبعد التحرير عاد الكثير منهم   الى قراهم ومدنهم واخذوا  يمارسون نشاطهم ويعمروا ما دمر حالهم حال اخوانهم في مدينة الموصل وباقي اجزاء محافظة نينوى .

 

 

 


صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...