الاثنين، 24 مارس 2014

عبد الغني الملاح 1920-2001 كاتبا وسياسيا




عبد الغني الملاح 1920-2001 كاتبا وسياسيا *
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل 
كاتب وسياسي وباحث وقاص، ولد في الموصل سنة 1920 وقيل 1927 وتوفي ببغداد سنة 2001. شغل الناس فترة ليست بالقصيرة حينما اصدر كتابه (المتنبي يسترد اباه) سنة 1975، وقد تابعه لسنوات حميد المطبعي، وصحبه في صفحة (الجذور في تاريخ العراق الحديث) التي كان ينشرها في جريدة الثورة (البغدادية) أبان الثمانينات من القرن الماضي، وفي موسوعة اعلام العراق في قرن العشرين. ويبدو انه عرف الملاح بعمق فقال عنه انه يمتلك وجهة نظر في فلسفة التاريخ، كما انه باحث علمي اجتماعي من الطراز الاول .
عمل مديرا لمصلحة الغزل النسيج بالموصل لكنه استقال سنة 1960 وعاش في بغداد. وقد بدأ حياته الثقافية كاتبا للقصة ثم اصبح شاعرا وبعدها باحثا. من مؤلفاته: رحلة في الف ليلة وليلة، الفيزياء والتحولات الاجتماعية، ولا يزال جزءه الاكبر مخطوطا. في صحف بغداد كان ينشر مقالاته باسم مستعار هو (مهذار) وقد تسلم طيلة سنوات (1992) رسالة كانت، كما قال للمطبعي، مصدرا مهما من مصادر كتابه (المجتمع العراقي وتطور ظاهرة الانسان). له كتاب بعنوان (الحركة الديموقراطية في العراق) كما كتب عن ثورة 14 تموز 1958 .
اشتغل الملاح في السياسة واعتقل سنة 1941 بعدما فشلت ثورة 1941. ايد حزب الاستقلال، لكنه انضم الى الحزب الوطني الديمقراطي وأبان وثبة كانون الثاني 1948 حوكم امام المجلس العرفي العسكري، واثناء اضراب القصابين سنة 1956 اتهم بالتحريض على الاضراب فاعتقل. وعندما تشكلت جبهة الاتحاد الوطني سنة 1957 صار لها فرع في الموصل وقد عرف عبد الغني الملاح، محمد حديد بالمرحوم ناظم الطبقجلي وقال محمد حديد للطبقجلي ان عبد الغني الملاح هو ضابط الارتباط بين الجبهة وتنظيم الضباط الاحرار في الموصل. حين اندلعت ثورة 14 تموز 1958 وتجمعت الجماهــير الموصلية في ساحة البريد القديم، خطب فيها، ومن مكتب المحامي فخري الخيرو المطل على الساحة، كل من محمد حديد وقاسم المفتي وعبد الغني الملاح. وعندما امم جمال عبد الناصر قناة السويس، بعث عبد الغني الملاح وغربي الحاج احمد وقاسم المفتي برقية له نشرت نصها جريدة فتى العراق (6 آب 1956) جاء فيها: (سياستكم الرشيدة في تأميم القناة حق من حقوق الامة ومدعاة فخر كل عربي). 
استضافت جامعة الموصل قبل سنوات، عبد الغني الملاح فتحدث في قاعة حمورابي بالمكتبة المركزية عن الانسان والكون، والروح والنشأة الاولى وظل حتى وفاته يتساءل عن حقيقة الانسان وقدراته ومكونات شخصيته وكان يطمح في وضع نظرية خاصة به تدور حول (اصل الحضارات البشرية). وقد كان يتمنى ان يكتشف هذا الانسان معنى السعادة التي لا ترتكز على التناحر والعنف والرياء . 
**
نشرت في جريدة الحدباء (الموصلية) 29 تشرين الاول 2002 وفي كتابي "شخصيات موصلية "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...