الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

يوم عقدت جمعية المعلمين في الموصل موسمها الثقافي 1955-1956!!

الاستاذ عبد الرحمن صالح
أحد مؤسسي نادي المعلمين في الموصل
                 يوم عقدت جمعية المعلمين في الموصل موسمها الثقافي 1955-1956!!
                               أ.د.إبراهيم خليل العّلاف
                       استاذ التاريخ الحديث  –جامعة الموصل

      قلة من الناس ، تعرف أن الموصل شهدت في الخامس عشر من كانون الأول سنة 1922 تأسيس أول نادٍ للمعلمين . وكان من الأعضاء المؤسسين لذلك النادي الأساتذة احمد علي الصوفي ، وعبد الله ألنوري ، وسعيد الصفار . وفي تموز سنة 1924، تشكلت الهيئة الإدارية للنادي من الأساتذة جرجيس ( سارة ) أفندي مفتش المعارف ، وعبد الله ألنوري مدير المدرسة الإسرائيلية ( اليهودية ) ، وعبد الرحمن صالح المدرس في المدرسة القحطانية ، ومصطفى صفوت المدرس في المدرسة الإسرائيلية ، وطه الصالح المدرس في المدرسة العدنانية .. وعندما سمع أعضاء النادي بعد سنوات بتأسيس جمعية للمعلمين في بغداد سنة 1943 قرروا حل ناديهم وفتح فرع للجمعية في الموصل وتحقق ذلك في الرابع من كانون الأول سنة 1944 ، وكا  من ابرز أهداف الجمعية العمل (( على رفع شأن المعلمين ، والدفاع عن حقوقهم الأدبية والمادية ، ورفع مستوى مهنة التعليم ، ونشر الثقافة العامة ، وساعدت الأعضاء وعوائلهم عند تحقق احتياجاتهم للمساعدة .. وتشكلت الهيئة الإدارية لجمعية المعلمين في الموصل من الأستاذ عبد العزيز جاسم رئيساً ، ومحمود الجو مرد أمينا للسر ، ويحيى قاف الشيخ عبد الواحد مساعداً لأمين السر ، وإبراهيم ألخوري أمينا للصندوق .     
     وبعد ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق سعى المعلمون إلى تحويل جمعيتهم إلى نقابة ترأسها المرحوم الأستاذ الدكتور فيصل السامر أستاذ التاريخ الإسلامي المعروف في جامعة بغداد .
     
     المهم في هذا كله أنني عثرت في مكتبة الأستاذ   احمد سامي ألجلبي رئيس تحرير جريدة فتى العراق(رحمه الله ) على كراس يحمل عنوان : ( محاضرات الموسم الثقافي لجمعية المعلمين بالموصل ) .. وجاء في مقدمته أن الكراس، المؤلف من (100) صفحة من القطع المتوسط ،يحمل نصوص ( المحاضرات التي ألقاها فريق من أعلام الموصل في الموسم الثقافي لسنة 1955 – 1956 ) . وقد طبع الكراس في مطبعة الهدف ( الموصلية ) لصاحبها الأستاذ الصحفي الرائد عبد الباسط يونس رحمه الله .. وقد كتب مقدمة الكراس الأستاذ ذو النون الشهاب  رئيس اللجنة الثقافية لجمعية المعلمين _ الموصل ) وجاء في المقدمة : (( تهفو النفوس متطلعة ليوم تسود فيه الثقافة الرفيعة ديارنا ، ويعم حب البحث توطيداً لكيان الوطن الذي كانت حضاراته مشرقة تنير أرجاء العالم ، فان كل مأثرة أدبية أو محاولة علمية نقوم بها الآن إرهاص للجاهلين على أن عصور التأخير والاضمحلال التي شانت حضاراتنا أمدا طويلاً لم تفت في عضد هذه الأمة العريقة ازدهاراً ))
    ويضيف الأستاذ ذو النون الشهاب إلى ذلك قوله : (( إن كل كتاب يعاد نشره من تراثنا المجيد ، بل كل كتاب يصدر ، إن قصد به الحق والخير والجمال ، برهان قوي لكل زار بمآثر الثقافة الإسلامية أو الحضارة العربية ، فلا عجب أن هب أنفار من مخلصي الأمة شرقاً وغرباً ينافحون من أمتهم و يناجزون البانين شراً ما وسعت الطاقة وما مكنت بلاغة القول ، فسطوع حجتهم ظاهر وحقهم الأبلج كالشمس المنيرة وسط السماء . وان كان الواجب على كل فرد مخلص ان يعزز الإمكانيات الهائلة لدى الأمة فان واجب المربين أقوى تأثيرا واثبت دعائم ، فالمعلمون الهادين المخلصين للنشئ ، ابرع وسيلة وأقوم قيلاً .. وقد سعت جمعيات المعلمين إلى أمور لها أهميتها في مضمار العرفان ، وها هي جمعية المعلمين بالموصل تعزز تلك القدرة وتعمل على إنجاح ذلك القصد فقد أنشأت معاهدة علمية استفاد منها أرباب العلم وطالبيه ونظمت رحلات ثقافية . كما اهتمت اهتماماً بالغاً بمكتبة ناديها فزودتها بكل مفيد من الكتب والصحف ناهيك بالمواسم الثقافية التي يلقى فيها كل سنة بعض كبار أدباء البلد بحوثهم الدالة على حيوية لا تنضب وعلى علم يفيض ولا يغيض )) .
      في الكراس محاضرة مهمة بعنوان (( استنباط الأحكام )) لفضيلة الأستاذ إبراهيم الأيوبي قاضي الموصل آنذاك كما ضم محاضرة للمطران بولص بهنام عن (( الكيمياء عند علماء المشرق )) .وقدم الدكتور موسيس دير هاكو بيان محاضرة بعنوان :(( أهمية الإحصاء في رفع المستوى الصحي )) أما الدكتور روفائيل بيداويد فكانت محاضرته بعنوان (( وجه الغزالي الصحيح )). وقدم العقيد الركن محمود شيت خطاب محاضرة عن كتابه (( الرسول القائد ) ولاقى الأستاذ عبد الله الملاح محاضرة مهمة بعنوان (( ما ليس في الكتب )) والغريب ان الكراس لم يضم محاضرتين مهمتين الأولى للأستاذ نعمان بكر التكريتي مدير معارف ( تربية ) الموصل والأستاذ سامي نصر مدير حقول النفط في شركة عين زالة بالموصل وللأسف لم نطلع على عنواني المحاضرتين اللتين تأخرتا عن موعد طبع الكراس .
       محاضرات الموسم الثقافي لجمعية المعلمين تذكرنا بالزمن الجميل حيث الجدية في كل شيء .. وحيث المخلصين يعملون من اجل نشر قيم المعرفة وتوسيع قاعدة المثقفين وتنوير الناس بأهمية اليقظة والنهضة والتقدم .. وقد يكون من المناسب أن نقتطع شيئاً من محاضرة الأستاذ عبد الله الملاح المشار إليها أنفا وعنوانها كما قلنا (( ما ليس في الكتب )) .. وابرز ما فيها أن الأستاذ الملاح يتحدث عن الذوق ويقول أن الذوق شيء ليس في الكتب .. فما هو الذوق ؟ وانه كالحب يحسه الإنسان ويدرك معناه في نفسه ولكنه يعجز عن ان يضع له تعريفاً جامعاً والذوق لا يعلل فانك إذا رأيت باقة من الزهر قلت ما أجملها ولكن ان سئلت لما كانت جميلة بكلمات منمقة لا تحوي عله ولا توضح سبباً فقد تقول أنها منسقة أنها بديعة الألوان ان نفسي ترتاح لرؤيتها وإذا كان المرحوم احمد شوقي يقول الحياة حب والحب حياة جاز لنا أن نقول الحياة ذوق والذوق حياة فلا حياة بلا ذوق ولا ذوق بدون حياة .. أن الحياة فن وفنون الحياة متعددة لا يكاد يحيط بها عد فتنظيم المدن فن وبناء المساكن فن ومعاشرة الناس فن وعرض البضائع في الحوانيت فن والنظافة فن الى غير ذلك من الفنون التي تخطر بالبال والتي لا تخطر وهذه كلها لابد لها من ذوق مهذب لفهمها وإحلالها محلها اللائق في ثبت فيم الحياة وما احوجنا ونحن في هذه النهضة التي تحاول إصلاح في كل فاسد إلى هذا الذوق الذي يفهمنا فنون الحياة ويجعلها في أعيننا جديرة بان نحياها .
       كلام جميل وأفكار رائعة ما أحوجنا اليوم إلى مثلها .. بل ما احوجنا ، وقد طغت العشوائية على حياتنا ، إلى الذوق .. الذوق في كل شيء ..

الكتاب الذي اصدرته جمعية المعلمين في الموصل 1955-1956 واشرف على جمعه وطبعه الاستاذ ذو النون الشهاب عضو الجمعية 

القاص والناقد انور عبد العزيز ....كما عرفته مقال للاستاذ محمد صالح ياسين الجبوري

الاستاذ انور عبد العزيز

القاص والناقد انور عبد العزيز ....كما عرفته
بقلم :محمد صالح يا سين الجبوري    اعلامي وكاتب صحفي    الموصل - العراق

تعرفت عليه من خلال زياراتي المتكررة الى مقهى الاكابر في الدواسة,كنا نتبادل التحية عن بعد ،وتطورت تلك المعرفة عندما شرعت في الكتابة في الصحف الموصلية. يجلس في نهاية المقهى تحيط به مجموعة عن محبية من الادباء والاعلاميين   ( سعد الدين خضر  , عبدالجبار  حسن الجبوري , الراحل موفق العساف ,محمد صالح ياسين الجبوري ,جمال عبد الله يوسف ,فارس الغلب , صباح سليم ,كرم الاعرجي ,عمر حماد , عمر عناز) . دخان سيكارته ينبعث من الزاوية ،وفي متناول ايديهم( أقداح الشاي والحامض) وهم يناقشون أمورا كثيرة . أبو ياسر (صاحب المقهى) اعتاد على جلستهم وتلبية طلباتهم ويانس لقربهم واصبحت المقهى مقرا لهم ينتظرون وصول الصحف الى مكتبة الضحى وزهرة نينوى ,وهذا المشهد يتكرر يوميا, احيانا يطلعهم على مقال كتبه في جريدة أوملاحظة يحتفظ بها في  محفظته التي لاتفارقه ابدا. ابتسامتة المميزة، وتفاؤله وقدرتة على  تجاوز الصعاب سمات يمتاز بها و هو يبعث فينا الامل ويشجعنا على مواصلة الكتابة مرات عديدة اطلعته على ماكتبت وادلى  لي بملاحظاته القيمة  وعندما يتحدث تجده في عنفوان الشباب ,( ألا  ليت الشباب يعود يوما لاخبره بما فعل المشيب ) ..جلسة هادئة تسودها الالفة والمحبة والتسامح والسرور وهي تبعث روح التجديد والتفاؤل والامل .. يتذكر الادباء ويتأثر لفراقهم ويحن للقاء بهم ويثني عليهم ويتحدث عن محاسنهم ويذكرهم بخير.. طيب القلب ,عزيرالنفس كريم مسامح,هادى الطبع متالق مع الجميع احب الناس فأحبوه، لم يذكر أحد بسوء يؤثر على نفسه متواضع صبور.. ان اكثر مايزعجه هو عندما يسمع ان ادبيا اوشاعرا لايستطيع طبع نتاجاته  الادبية او تهمش الثقافة و الادب  أوان يكون المال هوسيد الموقف ويسيطر على الثقافة والادب.. صمته يوحي الى اشياء كثيرة فهو يحمل الهموم في قلبه ،لكنه يقابك بابتسامة ومحبة.     وقد علمت  ان الطالبة(نفلة العزي) قدمت رسالتها  لنيل شهادة الماجستير عن قصص (انور عبد العزيز) وهذا بحد ذاته دليلآ واضحا على ابداعه وتأ لقه وقدرته وحجة دامغة على نجاحه فهو االقاص المبدع والاستاذ المتألق في اللغة العربية  تشع انواره في ميدان اللغة والادب  ولاسيما انه عمل مدرسا للغة العربية  فترة طويلة  ,أقف خجلا ..وانا اكتب عن استاذ  مقتدرمبدع  راجيا منه السما حة  وربما لم انصفه ولكني اردت ان اعبربهذه الكلمات البسيطة عن شخصية مرموقة رصينة  محبوبة فهو شامخ  كالجبل الشاهق لاتهزه الرياح , ومعذرة استاذي الفاضل   أطال الله في عمرك .



                                               

الأحد، 28 نوفمبر 2010

مركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل جهود علمية ،ووطنية، وقومية

مركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل جهود علمية ،ووطنية، وقومية
بقلم : محمد صالح ياسين الجبوري
إعلامي عراقي –الموصل
   مضى25 عاما على تأسيس مركز الدراسات الإقليمية.. هذا الصرح العلمي، والمنار الثقافي الذي أسهم في إعداد بحوث،ودراسات علمية رصينة استفاد منها طلبة الدراسات العليا والمهتمين بالشؤون السياسية والاقتصادية والثقافية للعراق ودول الجوار الإقليمي . وهو ثمرة جهود أساتذة متخصصين بذلوا قصارى جهودهم في خدمة الفرد والمجتمع. وجهودهم تستحق الثناء والتقدير فهي  لاتقدر بثمن وهي –بحق-  ثروة وطنية وقومية لهذا الجيل والأجيال القادمة
     ويعتمد المركز على الثوابت والمعايير  العلمية والوطنية في تقييم البحوث والدراسات، وعند كتابتها من قبل باحثي المركز والباحثين الآخرين المتعاونين معهم
      كما يسهم أساتذة المركز في إلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات التي تعقد داخل العراق وخارجه لها دلالاتها العلمية
      يصدر المركز مجلة فصلية بأسم  ((دراسات إقليمية )) .كما يصدر نشريات علمية منها ((متابعات اقليمية ))و((الراصد الاقليمي)) و((تحليلات استراتيجية ))و((ترجمات اقليمية)) و((اوراق اقليمية)) وقراءات اقليمية )) و ((اضواء اقليمية )) .
      ويقيم المركز ندوات مشتركة مع مراكز علمية متناظرة منها مركز اورسام ومركز اتاتورك بأنقرة بتركيا كالتي نظمت في حزيران 2010 في أنقرة ومن المؤمل أن تعقد ندوة مماثلة في الموصل يشارك فيها أساتذة من تركيا والعراق .
     يمتاز عمل المركز بالحيادية والموضوعية.. وهو مركز بحثي مستقل لذلك يحظى باهتمام كبير في العراق ودول الجوار
      ويسعى المركز إلى  تقديم دراسات حول علاقة العراق بدول الجوار وبما يسهم في تعزيز هذه العلاقات وتطويرها
       ولاننسى دور الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف مدير المركز، ومؤسسه  في إيصال المركز إلى مكانة علمية متقدمة وإدارته للمركز ومواصلته للجهود الرامية إلى إظهار المركز بصورته المميزة ودوره الفاعل المؤثر
    ويمتاز الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف بشخصية علمية أكاديمية مرموقة معروفة بين الأوساط العلمية. وقد مضى على معرفتي به ما يقرب 40 عاما عندما كان مديرا لمتوسطة فتح في الشورة،ومدرسا لمادة التاريخ .انه إنسان وطني مخلص كان يشجعنا على مواصلة الدراسة ويؤكد لنا(( إن العلم اقوى سلاح)) . 
      أسهم في كتابة التاريخ،وهو صحفي كذلك  له مؤلفات في التاريخ والصحافة ..انه حقا الرجل المناسب في المكان المناسب
        تمنياتنا للمركز وهو يحتفل بيوبيله الفضي (تأسس في 24 آب-أغسطس عام  1985 ) بالتقدم والازدهار والموقفية لجميع العاملين فيه وبارك الله بهم وما قدموه خدمة لوطنهم وأمتهم .
*نشرت المقالة في جريدة الاصلاح (الموصلية ) بعددها 173 الصادر في 20 تشرين الثاني 2010 .
**الصورة المرفقة بهذا المقال اخذت في مكتب الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف في مركز الدراسات الاقليمية يوم 28 تشرين الاول 2010 وهي من اليمين الى اليسار الدكتور العلاف والاعلامي محمد صالح ياسين الجبوري والاعلامي عصام شاكر سعيد والاعلامي جمال عبد الله .

الخميس، 25 نوفمبر 2010

ثقافة التعددية وتعددية الثقافة

التعدد والتنوع  ضمن الوحدة
                   ثقافة التعددية وتعددية الثقافة
            ا.د. إبراهيم خليل العلاف
   أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل

     لعل من ابرز مظاهر الحضارة العربية والإسلامية التي يؤكدها المستشرقون قبل غيرهم ،هذا التعدد والتنوع ضمن الوحدة، والذي كان وراء ازدهار تلك الحضارة واكتسابها بعدا إنسانيا واضح المعالم ..هذه الحضارة، وامتداداتها التي شملت خلال حقب التاريخ المعروف   مساحات واسعة من العالم ما كان لها أن تكون كذلك لولا مبادئ التسامح والمحبة  والإخلاص والدقة والمرونة والصدق الذي تميزت به  .وللأسف الشديد،  فأننا اليوم ، وفي عصرنا الحاضر هذا قد غادرنا الكثير من تلك الصفات، فبتنا معروفين بالتعصب  ،متشبثين بالفكر الواحد.. وأصبحنا غير متسامحين ليس مع  غيرنا وإنما مع بعضنا البعض الأمر الذي دفع  أحد المؤرخين العالميين لان  يبشر بقرب خروجنا من التاريخ، بسبب انغلاقنا على أنفسنا ..والتصور بأننا البشر الوحيدين الذين تحق لهم الحياة .
     إن أية مراجعة منصفة لتاريخنا ..تكشف بان العرب حتى في عصورهم الجاهلية ،وبعد الإسلام كانوا امة متفتحة زادهم الإسلام تفتحا من خلال تأكيده على أهمية الركون إلى الكلمة الطيبة الصادقة ، والعقل ،والحكمة ،والموعظة الحسنة  والجدل بالتي هي أحسن .فضلا عن التحلي بالإيمان، والاستقامة، ومكارم الأخلاق .. فلو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة .. ولكن خلقهم  مختلفين في الشكل ،واللون ،والدين ،والمذهب والقومية ،والمشارب، بقصد التعارف .بسم الله الرحمن الرحيم : " ياايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم " صدق الله العظيم  .. إذا الإيمان  والعمل والاستقامة والتقوى هو المعيار في التمييز بين البشر وليس أي شيء آخر .
ومن المؤكد أن هذه الفكرة ، وهذه الدعوة، وهذا التأكيد على التنوع  ،وجد له صدى في تعددية المذاهب والملل والنحل . فالحياة لايمكن أن تستقيم على فكر واحد ،ورؤية واحدة ،ومعتقد واحد .فالمذاهب ليست إلا سبلا  متعددة في فهم الحياة ،وتكوين المواقف .. وهي ليست كما يتصور البعض وسائل للاختلاف .ماكان يريده احمد بن حنبل، والشافعي، وجعفر الصادق، والنعمان بن ثابت، وانس بن مالك  رضي الله عنهم جميعا ،هو تسهيل أمور الحياة أمام الإنسان المسلم،وحل الإشكالات التي تعترضه سواء كانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية أم فكرية وحسب البيئة التي يعيش فيها  ،ودون التفريط بأحكام الشريعة ،وثوابت النص القرآني والسنة النبوية .
   هذا على الصعيد الفقهي . أما على الأصعدة الأخرى..فأننا نتلمس في تاريخنا أثار اتجاهات فكرية متعددة فهناك المرجئة ،والمعتزلة ، والاشاعرة والخوارج ، ثم السلفية بأجنحتها المختلفة .وكل تلك الاتجاهات والرؤى توضح  - وبدون أدنى  شك -  أن الاختلاف رحمة .. نعم اختلاف أمتي رحمة أي أن الاختلاف، وليس التطابق هو من سنن الحياة وكما قال احد الكتاب : "إذا رأيت اثنان متفقان في كل شيئ فاحسب أن أحدهما  لابد ان يكون غبيا " .
     التعددية ،كما أرى ،ثقافة ..لابد من تنميتها منذ الصغر  ..في البيت، وفي المدرسة،وفي مكان العمل .ولابد للأب وألام والمعلم من أن يقوموا بدور مهم في هذا الاتجاه .ينبغي لهم جميعا أن يأخذوا بأولادهم وبناتهم صغارا، وينمون لديهم الإحساس بالاختلاف مع الآخر، واحترام هذا الاختلاف .
    أقول من خلال تجربتي في الحياة وما تعلمت عليه أنا ومجايلي  من مواليد أواخر الحرب العالمية الثانية1945   وبدء حرب فلسطين1948 أن أهلنا ..أبائنا وأمهاتنا.. أجدادنا وجداتنا ..جيراننا ومعلمينا ، كانوا يزرعون في أنفسنا احترام الآخرين واحترام إراداتهم واحترام خياراتهم.. وهكذا عشنا مع الآخرين بأمن واحترام .كان أساتذتنا في المدرسة الابتدائية يربوننا على أن لاندعي الأصل والفصل بقدر التزامنا بالأخلاق والأدب ..كانوا يرددون أمامنا بيت الشعر الذي يقول :
كن ابن من شئت واكتسب أدبا
               يغنيك محموده عن النسب
وبيت الشعر الثاني الذي يقول :
لاتقل أصلي وفصلي هكذا
               إنما أصل الفتى ما قد حصل
ومن هنا فلقد كان التمييز يقوم على الأخلاق والأدب لا الادعاء بالعشيرة أو الدين أو المذهب .
    كانوا يرفضون أن ننظر للآخرين بمقت واستهجان وأتذكر أن جدتي كانت تردد أن الله هو الذي خلقهم وليس ثمة داع للتكبر على الآخرين  أو الادعاء بالأفضلية عليهم .
      من هنا نمت  تعززت لدينا ثقافة احترام الآخر والاعتراف بالتعددية الدينية، والمذهبية، والقومية . وللأسف فأننا اليوم نفتقدها ونسعى لاحياءها .
      يقينا أن الأحزاب السياسية في العراق، أقول أنها لم تقم بدورها التربوي كما يجب ..أخفقت في تكريس ثقافة التعدد بل بالعكس أسهمت في زيادة الفرقة والانقسام فتصارع أبناءها، وتصادموا وكانت النتيجة إراقة المزيد من الدماء بدون أ ي سبب يذكر . وليس هنا مجال الإتيان بالأمثلة لكنني اتجرأ وأقول من هو الذي استفاد من وضع الصراع السياسي  الحزبي في الموصل بعد  حركة 8 من آذار 1959 المسلحة  . والجواب لاأحد ... تعصب ..وتشدد.. وانقسام.. وعدم استقرار .. وضعف في الثقة.. والخوف البعض من البعض الآخر .
    لابد ،إخواني وأخواتي من أن نعمل جميعا من اجل زراعة الثقة بين بعضنا البعض .ليكن لكل واحد منا دينه ،وليكن لكل واحد منا مذهبه ،ولتكن لكل واحد منا قوميته ،وليؤمن كل واحد منا بآرائه السياسية وتوجهاته الاقتصادية ..ولكن ليحترم بعضنا بعضنا .
   في السبعينات من القرن الماضي ،عينت في قسم التاريخ بكلية الآداب ووجدت التعددية بأحلى مظاهرها ..هذا قومي، وذاك من الإخوان المسلمين ،والثالث اشتراكي ،والرابع ليبرالي ولكننا  كنا جميعا نجلس تحت قبة واحدة هي قبة الجامعة ..ولم يمض وقت طويل حتى سادت الصبغة الواحدة والرأي الواحد والذي كانت نتائجه وخيمة على البلد وعلى الناس .
    التعددية ثقافة، وسلوك.. والثقافة والسلوك يحتاجان إلى تربية وتنمية وتطوير .يقول الفيلسوف الفرنسي المعروف فولتير : "أنا أخالفك الرأي لكني مستعد لان أموت من أجل أن تعبر عن رأيك " وقبله قال الإمام الشافعي رضي الله عنه بوقت طويل : "رأيك صواب يحتمل الخطأ ..ورأيي خطأ يحتمل الصواب " أي اعتراف بالتعددية هذا.. وأي احترام للرأي هذا ..وأية روحية طيبة هذه !! .انها ثقافة التعدد وتعددية الثقافة .إنها احترام الإنسان.. واحترام رأيه مهما كان مختلفا عن ما نعتقده وما نراه .
     الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان، وجعل الإنسان في أحسن تقويم فلماذا يأتي البشر ليحتقر الإنسان، ويذل الإنسان ،ويلغي  حق الإنسان في أن يأخذ دوره في الحياة ،ويعبر عن معتقده ، ومذهبه، ودينه، ورأيه بحرية  لاتتنافى مع القيم السائدة والمتعارف عليها في كل مجتمع ؟! .
     ويأتي الآن دور الرياضة في تنمية ثقافة التعددية واحترام الآخر .لقد تعارفنا  جميعا على أن نقول بأن الموسيقى ثقافة عالمية .. أو بعبارة أدق لغة عالمية .قد نسمع  سيمفونية موزارت ، وموسيقى جايكوفسكي ،ونتأمل  تماثيل مايكل انجيلو ، ونطرب لام كلثوم ، ونتلذذ بالمقام العراقي ،ونعجب بأديث بياف  . وطالما كانت الموسيقى هي لغة موحدة بين الشعوب .. إذا ليس ثمة فرق في الفهم بين البشر . وكذلك الرياضة أنها اللغة  الواحدة الموحدة التي تجمع بين الشعوب على مختلف ألوانها ، وجنسياتها  ، ومواقعها .هذا لاعب كرة أرجنتيني نحبه ..وتلك بطلة ساحة وميدان روسية نفرح عندما تفوز ..وذاك بطل للسباحة مصري نصفق له.. ورابع لاعب  كرة سلة أميركي نحب أن نتفرج على اللعبة من أجله .
    الرياضة بكل أنواعها .. تنمي الإنسان فكرا وجسدا ..تنمي عقله وقلبه .تنمي لديه الإحساس بالبطولة والتميز والتنافس الشريف ..تنمي عنده ثقافة احترام الآخر ..تنمي عنده ثقافة التعددية.. والإيمان بالاختلاف الذي هو رحمة .قد يدخل المرء حديقة فلا يرى فيها إلا نوع واحد من الورد فيمل وتنقبض نفسه ..لكنه لو دخل حديقة ورأى الورود من كل صنف ورنك لانفتحت نفسه وابتهج وسر.. وهكذا الحياة فهي متعددة في حالاتها  ، ومتحولة في أشكالها  ،ومتنوعة في تعقيداتها  . والإنسان يصاب بالكآبة إذا ظلت الحياة على وتيرة واحدة  ،والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يقول : " من تساوى يوماه فهو مغبون " فيوم الأحد يجب أن لايشبه يوم السبت ويوم  الخميس يجب أن لايشبه يوم الأربعاء  ..في كل يوم يجب على الإنسان أن يتغير.. ويتقدم ويتطور ..عليه أن يقدم جديدا ..جديدا في عمله.. وجديدا في فكره ..وجديدا في فلسفته ومواقفه إزاء الكون والمجتمع والحياة وإلا فانه يجمد.. ويقف عند  مستوى محدد.. وتصاب مفاصله بالتصلب وقد يخرف .القراءة مثل الرياضة تنعش قلب الإنسان كما تنعش عقله وذاكرته .. اقرأ حتى لاتصاب ذاكرتك بالضعف ..رأيت شيخ المؤرخين الموصليين الأستاذ سعيد الديوه جي وقد بلغ ال90 من عمره قبيل أيام من وفاته رحمه الله وهو يتمتع بذاكرة شاب عمره 20 سنة والسبب أن القلم لم يسقط من يده .. و القراءة والكتابة لديه لم تتوقف والحديث عن التاريخ والمستقبل لم يفارقه وهكذا كان  شيخ المؤرخين العرب المرحوم الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري الذي فارقنا قبل أيام عن عمر ناهز ال 100عاما .
*منشورة في موقع ميدل ايست اون لاين 25-11-2010



الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم وإسهاماته في الكتابة التاريخية العربية الحديثة

الاستاذ الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم
جبرتي مصر المعاصرة
  الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم وإسهاماته  في الكتابة التاريخية العربية الحديثة  
                   ا.د.إبراهيم خليل العلاف
     أستاذ التاريخ العربي الحديث-جامعة الموصل

      عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم 1936-2006  ،مؤرخ عربي، مصري معروف متخصص بالتاريخ العربي الحديث .كتب الكثير من الدراسات والبحوث المتعلقة بالفترة العثمانية .وقد تميزت كتاباته بالرصانة ،والدقة، والعودة إلى الوثائق ، والمصادر الأصيلة المتمثلة بوثائق الشهر العقاري ،وسجلات المحاكم والدواوين وكتب الرحالة و القضاء الشرعي ودفاتر الالتزام .
      وللأسف لم يلق الكثير من الاهتمام  والإشادة والتكريم ،بالرغم من انه كان مؤرخا فذا  دؤوبا صبورا ذو عزم وهمة عاليتين . ومهما يكن من أمر فأن الرجل قدم ما قدر عليه وتذكيرنا به يقوم دليلا على انه لايزال حيا بيننا .
      في 10 كانون الثاني 2006 تناقلت وكالات الأنباء خبر رحيله المفاجئ وكتبت عنه  الصحفية الأستاذة آمال عويضة في موقع إسلام اون لاين الالكتروني  مقالة بعنوان : " عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم ..الجبرتي المعاصر " قالت فيها انه رحل بصمت دون أن يحصل على ما يستحقه من تكريم يليق بإنتاجه الثر، والذي أصبح مرجعا للباحثين خاصة أولئك المهتمين بالدولة العثمانية وولاياتها العربية ومنها  مصر وفلسطين وبلدان المغرب . وكنت أتابعه عندما نسهم معا في نشاطات مؤسسة التميمي في تونس ومؤتمراتها المتعددة ومنذ سنوات طويلة ، والمنصبة على تقديم دراسات وبحوث حول الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في الولايات العربية خلال العهد العثماني،والتي كانت تأخذ طريقها للنشر في مجلات المؤسسة المذكورة وأبرزها المجلة التاريخية المغاربية  ،والمجلة التاريخية للدراسات العثمانية.

    ولد في سوهاج بصعيد مصر في 25 ايار –مايو سنة 1936 وأكمل دراساته الابتدائية والإعدادية، وعمل في مطلع حياته معلما بعد حصوله على الدبلوم وبعدها  دخل كلية الآداب في جامعة عين شمس وحصل على الليسانس في التاريخ .ثم واصل  دراسته العليا ،ونال الماجستير  من معهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية سنة 1969 ،وكان موضوع رسالته : " الدولة السعودية الأولى 1745-1818 ". كما نال شهادة الدكتوراه سنة 1973 وكانت أطروحته بعنوان : " الريف المصري في القرن الثامن عشر " ومما تتسم به دراساته أنها تعتمد الوثيقة غير المنشورة أساسا لها .
    شغل مناصب  أكاديمية وإدارية عديدة منها رئاسته لقسم التاريخ بكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر الشريف .كما انتدب أستاذا زائرا في جامعات مهمة منها عربية ويابانية وأميركية .
   من مؤلفاته  المهمة المنشورة : كتاب "فصول من تاريخ مصر الاقتصادي والاجتماعي في العصر العثماني " . ويقع الكتاب في مجلدين . وكتاب (من تاريخ شبه الجزيرة العربية في العصر الحديث)، وكتاب (من وثائق شبه الجزيرة العربية في العصر الحديث(  ،وكتاب  المغاربة في مصر في العصر العثماني 1517" في 1983، وكتاب  "وثائق المغاربة من سجلات المحاكم الشرعية المصرية إبان العصر العثماني" بأجزائه المتعددة . وقد عرف عنه إنصافه للعثمانيين ورد التهم عنهم بأنهم كانوا وراء ركود وتخلف الوطن العربي واستند في رؤاه هذه على حقيقة أن الكتاب والمؤرخين الغربيين ومن ارتبط بهم فكريا من المؤرخين العرب كانوا وراء تلك الاتهامات التي لم تستند على وثائق أو مصادر حقيقية مهمة ورصينة بل انطلقت من إيديولوجيات سياسية .
  كان الأستاذ الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم ،مهتما بجمع الوثائق وتحليلها والاستفادة منها في بحوثه .كما حقق بعض المخطوطات المهمة .ومن الكتب التي حققها ونشرها كتاب "الدرة المصانة في أخبار الكنانة " للأمير احمد الدمرداش الذي يؤرخ لمصر بين سنتي 1689و1755 م .كما حقق كتاب المؤرخ المصري الكبير عبد الرحم الجبرتي "عجائب الآثار في التراجم والأخبار " .وقد أشرف الأستاذ الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم على عشرا من طلبة الدراسات التاريخية العليا  ويقينا أن ما تركه من كتب تربو على ال20 كتابا وعدد كبير من البحوث والدراسات المنشورة وغير المنشورة سيكون ثروة علمية للدارسين والمهتمين بالتاريخ العربي الحديث . ومما يفرح أن دارة الملك عبد العزيز في الرياض بالمملكة العربية السعودية  قد اشترت ،على ما اعتقد ، من ورثته مكتبته الخاصة وبدأت بفرزها وإيداعها في الدارة وتتألف مكتبته من قرابة ( 8000 ) عنوان باللغة العربية واللغات الأجنبية في مجالات التاريخ والجغرافيا والأدب بينها رسائل جامعية ،وصور فوتوغرافية ،ومخطوطات ،ودوريات مسلسلة وما شاكل ذلك .وقد أكدت مصادر علمية في الدارة أن مكتبة الأستاذ الدكتور عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم قد أضافت للدارة مصادر ستجعلها من دور الوثائق والمكتبات الوطنية المهمة في العالم .
*منشور في موقع ميدل ايست اون لاين بعنوان : " جبرتي مصر المعاصرة والكتابة التاريخية العربية " انظر الرابط التالي :
http://www.middle-east-online.com/?section=67

الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف ..التزام بالمبدأ والمنهج معا

المؤرخ الصديق الكبير الاستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف

 الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف ..التزام بالمبدأ والمنهج معا

 بقلم الأستاذ الدكتور عماد عبد السلام رؤوف
 أستاذ التاريخ الحديث-جامعة صلاح الدين

     تميز المؤرخ الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف بمزايا شخصية وعلمية كثيرة عرفها طلابه وزملاؤه وكل من كانت له فرصة اللقاء به، وفي تقديري فإن أهم تلك المزايا هو الجمع المبدع بين الإخلاص لمبادئه الوطنية والقومية والإسلامية، والاخلاص لقواعد المنهج العلمي في كتابة التاريخ، فهو على الرغم من إيمانه بتلك المبادئ، فإنه لم يلو عنق الحقائق لتتفق معها قسراً، كما فعل كثيرون من الكتاب والمؤرخين.
     وهو بالمقابل لا يتخذ من المنهجية العلمية ذريعة لخيانة مبادئه، وأعتقد أن سر نجاحه في الجمع، أو المفاعلة، بين هذين الموقفين، يكمن في قدرته على استشفاف الماضي بعين خبير، إن الماضي ليس بعيداً عنه مهما بعدت المسافة الزمنية، وإنما هو على مقربة، بل على مرأى منه، يكاد يتلمسه ويتنفسه، وهو لم يصل إلى هذه المرحلة من معايشة الماضي قفزاً أو قسراً أو تكلفاً، وإنما من خلال البحث المتواصل في الأصول والوثائق والروايات المختلفة، ومن خلال تأمل عميق للعلاقات المنطقية بين كل الجزئيات التاريخية التي تتحصل لديه.
     لقد كشف الدكتور العلاف عن تفاصيل مهمة من التاريخ الحديث من خلال حسن اختياره للموضوعات التي ينتقيها، وهي موضوعات ليست من التاريخ السياسي بالضرورة، وإنما تتناول جوانب من التاريخ الاجتماعي والثقافي بل والفني أيضاً، إنه إذن مؤرخ مستوعب لحركة المجتمع، مدرك لقوانين هذه الحركة، يتخذ مكانه في قلب التجربة التاريخية التي يكتب عنها لا يكتفي بالتفرج عليها من خارجها، ليطلق الأحكام المبتسرة كما يفعل كثيرون نعرفهم.
    وهو على سعة علمه بتاريخ وطنه وعالمه فأنه  لم يشأ أن يقحم نفسه في المعترك السياسي، ولم يدعي أنه خير المحللين السياسيين، والناقدين، وإنما اكتفى بالبحث العلمي وحده يستخرج به الحقيقة، الحقيقة التي هي أكبر من أي إدعاء زائف، ورأي لا يقوم على أساس، وهو مع ذلك كثير الحركة والنشاط، يسعى إلى كل جديد في مجال اختصاصه، وليست هذه القائمة الفخمة من مؤلفاته وبحوثه ومقالاته إلاّ الدليل القوي على نشاطه المنبعث من حبه للتاريخ.
    إني لا أود هنا أن أثني عليه لمجرد الثناء، وإنما أتمنى أن تكون سيرته أنموذجاً للباحثين الجدد يقتدوا بها، إنكار للذات، واحترام للمبادئ، وبذل الجهد كله في سبيل الحقيقة بإتباع المنهج العلمي وحده .
*منشورة في موقع دنيا الوطن تعليقا على ما كتبه الأستاذ الحاج عبد الجبار الجرجيس عن الأستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف بعنوان : "إبراهيم خليل العلاف :المؤرخ ضمير العصر ولسانه البليغ " انظر الرابط التالي :
pulpit.alwatanvoice.com/content-104302.html

الأحد، 21 نوفمبر 2010

الدكتور عبد العزيز الدوري ..المؤرخ العالمي الكبير وداعا

 الدكتور عبد العزيز الدوري ..المؤرخ العالمي الكبير وداعا 

                                       ا.د.إبراهيم خليل العلاف
                                          أستاذ التاريخ الحديث  -جامعة الموصل
أجاب احد النقاد قبل سنوات على سؤال يتعلق بأهم ما أنجزه العرب في التاريخ المعاصر وطيلة القرن العشرين قائلا : أنهم قدموا إنجازات في تطوير علم التاريخ من قبل مؤرخين عراقيين مشهورين هما الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري ، والأستاذ الدكتور صالح احمد العلي . والدكتور الدوري مؤرخ متميز ومرب فاضل وإداري وقيادي جامعي من الطراز الأول . رأس جامعة بغداد ردحا من الزمن ، فكان له دور فاعل في تطويرها ووضعها في مكان لائق بين جامعات العالم .

الدوري علم من أعلام التاريخ الإسلامي ، وصاحب مدرسة تتميز بالدقة والعمق وسعة الموضوع والاهم من ذلك هو تركيزه في دراساته على (العوامل الاقتصادية) في فهم حركة التاريخ والمجتمع .
ولد الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري في بغداد سنة 1908، وبعد أن أكمل دراسته الثانوية ، حصل على بعثة علمية في المملكة المتحدة ، فسافر إلى لندن ونال شهادة البكالوريوس من جامعتها سنة 1940 . واستمر في دراسته وحصل على شهادة الدكتوراه سنة 1942 ولما عاد إلى بغداد عين مدرسا للتاريخ الإسلامي في دار المعلمين العالية ( كلية التربية حاليا) في بغداد . وقد بقى فيها حتى رقي إلى مرتبة أستاذ .

أصبح رئيسا لدائرة التاريخ في جامعة بغداد ، فعميدا لكلية الآداب والعلوم من 1949 ـ 1958 ورئيسا لجامعة بغداد 1962 ـ 1966 .

ولم تقتصر جهود الأستاذ الدكتور الدوري العلمية على بلاده ، العراق ، إنما عمل أستاذا زائرا في جامعة لندن بين سنتي 1955 ـ 1956 وأستاذا زائرا في الجامعة الأمريكية في بيروت 1959 ـ 1960 واستقر منذ اواخر الستينات من القرن الماضي  أستاذا للتاريخ في الجامعة الأردنية بعمان .

للدكتور الدوري مؤلفات عديدة طبع الكثير منها طبعات كثيرة منها :

1 . العصر العباسي الأول ( بغداد 1943)

2 . دراسات في العصور العباسية المتأخرة ( بغداد ، 1945)

3 . مقدمة في تاريخ صدر الإسلام (بغداد ، 1950)

4 . تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع الهجري (بغداد ، 1948)

5 . النظم الإسلامية (بغداد ، 1950)

6 . دراسات في علم التاريخ عند العرب ، (بيروت ، 1960)

7 . الجذور التاريخية للقومية العربية ، (بيروت ، 1960)

8 . تفسير التاريخ مع آخرين ، (بغداد ، لا .ت )

9 . التكوين التاريخي للأمة العربية : دراسة في الهوية والوعي (بيروت ، 1984)

10 . الجذور التاريخية للشعوبية ، ط1 ، ( بيروت ، 1962) وط2 (بيروت ، 1980)

11 . ناصر الدين الأسد بين التراث والمعاصرة ، ( بيروت ، 2002)

12 . نشأة علم التاريخ عند العرب ( طبعة جديدة ، 2005)

كما أن له إسهامات فاعلة في كتابة التاريخ الموسوعي العالمي .. ومن ذلك انه كتب موادا عديدة في موسوعات عالمية منها مثلا ( دائرة المعارف الإسلامية ) منها مواد (بغداد) ، (الانبار) ، ( امير) ، (ديوان) ، (عامل ) ، وغيرها . كما كلف من قبل منظمة التربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ، لتحرير مشروع كتاب عام يتناول (تاريخ الامة العربية) والمشروع لم يستكمل بعد .

يعتمد منهج الدوري في تدوين التاريخ على الرجوع إلى المصادر الأصلية ومحاكمتها محاكمة منطقية ، واستخلاص الحقائق التاريخية منها . لذلك اتسمت كتاباته بالدقة والعمق . وقد اهتم بالتاريخ الاقتصادي منذ بواكير حياته العملية وهو يرى بان موضوع التاريخ ، موضوع حي ، ولذلك ينتظر أن تختلف الآراء حول مفهومه ، وأسلوب كتابته وتفسيره ، هذا فضلا عن انه موضوع يتصل بصورة وثيقة بالاتجاهات الفكرية والتطورات العامة ، فيتأثر بها وقد يكون له أثره في بعضها . ويؤكد بان ثمة صلة بين المؤرخ وحقائق التاريخ ، فالمؤرخ دون حقائق لا جذور له والحقائق دون مؤرخ مجردة من الحياة والمعنى .

ويقول الدكتور الدوري إن المؤرخين العرب القدامى قدموا تفاسير عديدة للتاريخ العربي وللتاريخ البشري كله ، فهناك من رأى بان التاريخ تعبير عن (المشيئة الإلهية) المتمثلة بتوالي الرسالات . وهناك من قال ان التاريخ تعبير عن دور ( النخبة) . وفسر آخرون التاريخ تفسيرا أخلاقيا , وأخيرا جاء عبد الرحمن بن خلدون في القرن الرابع عشر الميلادي ليفسر التاريخ تفسيرا حضاريا اجتماعيا . ويضيف الدوري الى ذك قوله ان ( التفسير الاقتصادي ) لايعني بالضرورة (التفسير المادي) . ومع انه كان يدرك بان البعض من المؤرخين ذهبوا في كتاباتهم الى التركيز على ( الوعي القومي) و(النزعة القومية) وحتى هو نفسه اتهم بذلك الا انه في نهاية الامر لايحبذ الالتزام بـ ( فلسفة تاريخية معينة وتطبيقها على التاريخ ) . فالفلسفات التاريخية ، برأيه ، رهينة بظروف نشأتها وقد يؤدي تطبيقها الى قسر التاريخ ليماشيها والى إخراجه عن نطاقه ، فنحن ، يقول الدوري ، ((حين ندرس تاريخنا نريد فهمه وبالتالي تكوين فكرة واضحة عن جذور حاضرنا ، وفهم إمكانياتنا وتقدير دورنا في سير البشرية)) .

إن مثل تلك الدراسة تتطلب ، لتكون جدية ، توفر عناصر عديدة ، منها أن لا تكون دراسة خارجية أي من قبل أناس من خارج المجتمع العربي ، وان ندرس تاريخنا بروح النقد والتفهم في أن واحد ، ومعنى هذا انه لا يريد إضفاء القدسية على هذا التاريخ فهو تاريخ بشر . وأخيرا كان  الأستاذ الدوري يؤكد  على أن التاريخ العربي عج بالتيارات والاتجاهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية والنفسية وقد مر بفترات توثب وفترات ركود .

لقد تمتع الأستاذ الدوري بمكانة متميزة ، حتى انه لقب بـ ( شيخ المؤرخين العرب) . كما نال الكثير من التكريم وقد قال عنه المؤرخ البريطاني والمتخصص بتاريخ الشرق الأوسط ، برنارد لويس ((انه أي الدوري أصبح حجة في موضوعه .. بل هو نفسه قد غدا وثيقة تاريخية )) .

لم يكن الدكتور الدوري بعيدا عن النشاطات الثقافية والسياسية والفكرية العربية ، بل كان يشارك فيها باحثا ومناقشا ومحاورا وقد عرف عنه انه لايتعصب لرأي حتى انه وعد في السنوات الأخيرة ومن خلال مؤتمر عالمي حضره ، انه سيعيد النظر في موقفه من الحركة الشعوبية .. وحتى دراساته ذات الطابع القومي فإنها اتسمت بالبعد الإنساني فكان يركز على المنجزات العلمية للعرب على المستوى الإنساني .

لقد كان الدوري في كل كتاباته يؤكد بان تاريخ الأمة العربية كل متصل مترابط ، يكون سلسلة حلقات يؤدي بعضها إلى بعض .. أما حاضر الأمة فهو نتاج سيرها التاريخي وبداية طريقها إلى المستقبل ، ولذا فلا انقطاع في التاريخ ولا ظاهرة تبدو فيه دون جذور وتمهيد . كما أن الاتصال في تاريخ الأمة لايعني ان التاريخ حركة رتيبة ، أو أن الأمة سارت بالخطوات نفسها خلال تاريخها ، بل أن فيها فترات تزخر بالحيوية والتوثب وأخرى تتصف بالحركة التدريجية والتطور الهاديء . ولكل امة فتراتها الثورية ، هي في الواقع انطلاق صاخب لقوى تجمعت خلال فترات من الكبت أو من التطور السريع الواسع او هي تعبير عن غليان داخلي انفجر في ثورة صاخبة ، وقد تكون لهذه الفترات آثارها البعيدة في الفترات التي تعقبها او في فترات تالية . ومن هنا تتباين فترات تاريخ الأمة في مسيرتها عبر العصور ، فقد يكون اثر فترة بعيدة أقوى في حاضر الأمة من فترة قريبة من هذا الحاضر ..

وحول التطور التاريخي للأمة العربية ، يرى الدكتور الدوري أن ثمة عناصر أو عوامل أسهمت في هذا التطور منها :

1 . الحركة الإسلامية

2 . خروج العرب بالفتوح وانتشارهم

3 . تكوين الثقافة العربية

4 . التحولات الاجتماعية والاقتصادية وأثرها في التكوين

5 . مشكلة السلطة والصراع السياسي والفكري

6 . ظهور مفهوم الأمة العربية في الإطار الثقافي كنتيجة لتشابك العناصر المذكورة ويؤكد الدكتور الدوري بان ((العروبة والإسلام كانا مصدر الحركة والحيوية في تاريخ المجتمعات العربية الإسلامية )) .

يظل الأستاذ الدكتور الدوري ، بحق ، رائدا من رواد التحليل التاريخي ـ الاجتماعي كما يقول الدكتور غانم الرميحي . وحسنا فعل مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت عندما أقدم على إصدار الأعمال الكاملة للدكتور الدوري ففي ذلك فائدة كبيرة لحركة التاريخ والمؤرخين . كما أن من المناسب الإشارة إلى أن منتدى عبد الحميد شومان في عمان بالأردن قد أقام ندوة موسعة تكريما للأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري سنة 1999 باعتباره ((يعد بحق من ابرز الذين وضعوا الأسس الحديثة لإعادة قراءة التاريخ العربي بمنظور جديد)) . وقد قام الدكتور إحسان عباس بجمع وتحرير البحوث التي ألقيت في تلك الندوة ثم أقدمت المؤسسة العربية للدراسات والنشر (2000) ببيروت على نشرها بعنوان : ((عبد العزيز الدوري : إنسانا ومؤرخا ومفكرا )) .

ومن البحوث التي ضمها الكتاب ، بحث المرحوم الأستاذ الدكتور صالح احمد العلي الموسوم : ((الدكتور عبد العزيز الدوري : سجاياه الأصلية وعمله )) وبحث الأستاذ الدكتور فاروق عمر فوزي الموسوم : (( محاورة منهجية حول مساهمة الدوري في تفسير التاريخ العربي الإسلامي في ضوء التفاسير التاريخية ، وبحث الدكتور مسعود ضاهر الموسوم : (( مساهمة الدوري في تطوير الفكرة العربية )) .

وقد اختتم الدكتور الدوري –في حينه - الاحتفالية التكريمية له بكلمة مهمة وقيمة تعكس رؤاه التاريخية أكد فيها ((إن كتابة التاريخ لا يمكن أن تكون خارج سياق تيارات الحاضر وهمومه ، وهذا يصدق على التاريخ الإسلامي وكتابة التاريخ الحديث ، فتلميذ التاريخ ابن بيئته في الأساس ينطلق من الماضي إلى الحاضر وبالعكس ، ويختار موضوعاته ويفسر مشاكله بمفاهيم عصره )) .
وفي يوم الجمعة 15 كانون الأول 2000 منحت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم جائزتها التقديرية للثقافة العربية للدورة 2000 للمؤرخ الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدوري نظرا ((لجهوده في دراسة الفكر القومي وجذوره التاريخية ولتأكيده على إبراز علاقات الشعوب العربية بالأمم والشعوب والثقافات الإسلامية ، ولاهتمامه بدراسة النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الحضارة العربية والإسلامية )) . وقد ألقيت في احتفال التكريم الذي تم في بيروت كلمات منها كلمة الدكتور خير الدين حسيب مدير عام مركز دراسات الوحدة العربية قال فيها : إن الدوري هو نموذج رائع للعلم الملتزم الذي يخدم المبدأ ولا يستخدمه .. العلم الذي ينفع الناس فيمكث في الأرض لا العلم الذي يفيد صاحبه فيمكن أن يذهب جفاء ،و يعد الدوري أنموذجا للعالم الذي وهب  نفسه لخدمة قيم إنسانية ومثل عليا ، فضلا عن انه جعل  العلم باستمرار في خدمة المجتمع .
 ولكن لكل أجل كتب فلقد انتقل الدوري الإنسان ،المؤرخ ،المفكر الكبير الى رحمة ربه  يوم الجمعة بالعاصمة الاردنية عمان حيث كان يعيش يوم الجمعة 18 تشرين الثاني –نوفمبر 2010  رحمك الله وجزاك خيرا على ما قدمت لوطنك وأمتك وللإنسانية جمعاء .

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

على بالى حبيبى لاليسا


على بالي حبيبي
على بالي حبيبي
اغمرك ما أتركك
اسرقك  ما ارجعك
احبسك ما طلعك من قلبي ولا يوم
اخطفلك نظراتك .. ضحكاتك ..حركاتك
علقهن بغرفتي ..نيمن على فرشتي ,,
احلمهم بغفوتي ..تيحلى بعيني النوم
على بالي حبيبي
بليله  البسلك الابيض
واصير ملكك والدنيا تشهد
وجيب منك انت  طفلك انت متلك انت
على بالي حبيبي
عيش حدك عمر او اكتر ..
وحبي يكبر كل ما نكبر
وشــيب لما  تشيب
عمري يغيب لما  تغيب
على بالي حبيبي
على بالي تكملني
واسمك تحملني
بقلبك تخبيني ..
من الدنيا تحميني
وتمحي من سنيني كل لحظة عشتها بلاك
على بالي تجرحني لحتى تصالحني
بلمسة حنونة بغمرة مجنونة
وما غمض عيوني الا انا وياك
على بالي حبيبي
ليليه البسلك الابيض وصير ملكك والدنيا تشهد

الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف يحصل على درع التميز العلمي

الدكتور ابراهيم خليل العلاف يحصل على درع التميز العلمي
لمناسبة مرور25 عاما على تأسيس مركز الدراسات الاقليمية قرر مجلس ادارة المركز والذي يرأسه الاستاذ الدكتور أبي سعيد الديوه جي منح الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف درع التميز العلمي والشهادة المرفقة به مع كامل الحقوق والامتيازات المقررة مع الدرع .
*الصورة بعدسة الفنان الفوتوغرافي الاستاذ رائد ابراهيم الطائي

الفنان الفوتوغرافي الاستاذ رائد ابراهيم الطائي مع الدكتور ابراهيم خليل العلاف

الفنان الفوتوغرافي الاستاذ رائد ابراهيم الطائي مع الدكتور ابراهيم خليل العلاف
الفنان الفوتوغرافي الاستاذ رائد ابراهيم الطائي صديق عزيز .. والرجل صديق عزيز ،ووفي، وله قدرة عجيبة في الامساك بعدسة كامرته والتقاط الصور المتناهية في الدقة .والاستاذ الطائي  ..تحية له وشكرا على ارساله الصورة وصور اخرى (تشرين الاول 2010 ).
وبعد نشر بعض صوره  تلقيت منه الرسالة الرقيقة الجميلة التالية وانا اعتز بها :

الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف  المحترم
 كل عام وانتم بخير ..اعاده الله عليكم بالصحة والعافية وبالخير والبركة 
 استاذنا الكبير   .. سرني جدا انك سررت بالبطاقة التي صممتها لك بمناسبة عيد الاضحى المبارك ،وكذلك فرحت كثيرا لاستخدامك هذة البطاقة في مدونتك التي شاهدتها  وتصفحتها .. وكذلك استخدامها في تهنئة اصدقائك ، وكذلك شاكرا لك مداخلتك الجميلة وتعبيرك الطيب تجاهي .
 وماهذه البطاقة الا شيئا بسيطا تجاه محبتي لك ،ولتاريخك ،وكتاباتك التي تتحفنا بها ويكفي ان الدكتور ابراهيم العلاف يسهم  في الكتابة في مواقع  الكترونية كثيرة بهمة كبيرة، وتألق فعال ،وهذا ان دل  على شيء فا نما يدل على غزارة الانتاج الادبي والعلمي لفكر الدكتور ابراهيم العلاف .
 هذه ليست مجاملات ولكنها حقيقة والله الكل يشهد بهذا والواقع الادبي والعلمي والاكاديمي للدكتور ابراهيم يحتم علينا الشهادة بتلك الانجازات والابداعات .
 انا جد مسرورر للطلبك  هذا وكذلك انا تحت خدمتك بأي شي تريده من صور تخص موضوعات ما فلدي الكثير من الصور التوثيقية  القديمة والجديدة تخص الموصل والعراق.
دمت لنا استاذا كبيرا، ومؤرخا بارزا  ،وانت بحق شيخ المؤرخين في الموصل
 الصور التي ارفقها لحضرتكم هي تلك التي اخذتها لك في مكتبك وكذلك ارفق لك صورة التصميم الخاص ببطاقة التهنئة بحجمها الكبير ودقتها العالية لكي تستفاذ منها مستقبلا .
 وكذلك ارفق لكم بعض من تصاميمي لك ارجو ان تعجبك وهي محبة مني لك مع تقديري الكبير لشخصكم الكريم .
 اخيك رائد ابراهيم الطائي
وكل عام وانت بخير
ملاحظة : احب ان اعلمك بأنني قد اوصلت لك الكتب التي اهديتها للدكتور احمد يوسف عميد معهد البحوث والدراسات العربية  في القاهرة ،وهو يشكرك كثيرا ويسلم عليك  وانا في اقرب فرصة سوف ازورك في مكتبك  في مركز الدراسات الاقليمية  في الجامعة لكي اسلم عليك .

الجامع الأموي في الموصل للدكتور أحمد الصاوي*

منارة الجامع الاموي في الموصل بمحلة رأس الكور
جامع المصفي حاليا
                      الجامع الأموي في الموصل للدكتور أحمد الصاوي*
جرياً على عادتهم في الأمصار المفتوحة، شيد العرب  المسلمون الفاتحون المسجد الجامع في مدينة الموصل عقب افتتاحها عام 16هـ (638م) وذلك على يد القائد عتبة بن فرقد السلمي. وبعد عدة سنوات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة قام والي الموصل من قبل الخليفة عمر بن الخطاب «عرفجة بن هرثمة البارقي» بتجديد المسجد الجامع وزيادة مساحته لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المصلين.
وعندما تولى مروان بن محمد الموصل في أوائل القرن الثاني الهجري  التاسع الميلادي أعاد بناء جامع الموصل وصار يعرف من وقتها باسم الجامع الأموي. والسبب في إعادة بناء الجامع هو اتخاذ الموصل قاعدة لبلاد الجزيرة بعد أن نصب عليها جسراً وخطط طرقاتها في الضواحي التي امتدت إليها ومع تزايد أعداد السكان والمصلين كانت الحاجة لإعادة بناء الجامع.
وينسب إلى مروان بن محمد تزويد الجامع بمقصورة ليصلي بها الوالي وإنشاء منارة أو مئذنة جديدة للجامع فضلاً عن تشييده لمطابخ إلى جوار الجامع كان يطبخ بها للناس في شهر رمضان وبقيت هذه المطابخ إلى أن هدمها الخليفة المهدي العباسي عندما وسع الجامع سنة 167هـ.
وفي التوسعة التي قام بها موسى بن مصعب بن عمير والي المهدي على الموصل أضيفت الأسواق التي كانت تحيط بالجامع إلى مساحته وأدخلت المطابخ الأموية أيضاً في مساحة الجامع.
وقد شاهد بعض المؤرخين النص التأسيسي لأعمال المهدي في جامع الموصل الذي نقش على حجر وقد جاء به «بركة من الله لعبد الله الإمام محمد المهدي فأجرى على يد عامله موسى بن مصعب».
ويبدو أن هذه الزيادة العباسية قد ضاعفت من مساحة الجامع الأموي فصار من المساجد الهائلة المساحة المعروفة آنذاك، علماً بأن الجامع في العهد الأموي كان يتسع لحوالي أحد عشر ألفاً من المصلين.
وكان للجامع أربعة أبواب هى الباب الغربي المعروف باسم باب المنارة والباب الجنوبي المعروف باسم باب جابر والباب الشرقي المؤدي إلى نهر دجلة  والباب الشمالي.
وأدت الاضطرابات التي عمت الموصل خلال حكم العقيليين والسلاجقة إلى تراجع عمارة الموصل وتقلص مساحة الجامع الأموي حيث اعتدى السكان على أرضه وانتزعوها لإقامة منازل خاصة بهم.
وعندما تولى الأتابكة حكم الموصل وجهوا عنايتهم لترميم الجامع الأموي الذي صار يعرف باسم الجامع العتيق وجددوا محرابه في سنة 543هـ (1143م) على عهد سيف الدين بن عماد الدين زنكي, وزودوا صحنه بفوارة ماء رخامية  (نافورة ماء ) وصفها الرحالة الأندلسي ابن جبير عندما زار المدينة وعاين جامعها المنسوب لبني أمية.
ومما يستحق الذكر أن الأتابكة اكتفوا فقط بترميم قسم من الجامع الأموي فيما تركت بقية المساحة الشاسعة للجامع للأهالي فأقاموا بها مقابر لدفن موتاهم صارت تعرف بمقبرة الجامع العتيق.
ويعتقد علماء الآثار أن هذه المقبرة وأيضاً الطريق الذي يفصل بينها وبين جامع الموصل كانت كلها من مساحة الجامع العتيق. كما أن الدور التي تمتد من الجامع إلى مقابر تل قليعات شمالاً وإلى المنارة غرباً كلها مشيدة فوق أراضي وقف كانت هى أيضاً من أرض الجامع الأموي.
وبعد أن أصاب الخراب بناء الجامع في القرن الثاني عشر الهجري (18م)، وبنى أكثر الكوازين بيوتهم على أرض الجامع، احتجز أحد المحسنين وهو إلياس بك مساحة شيد بها مصلى، ثم قام الحاج محمد مصفى الذهب في عام 1225هـ (1810م) بتجديد بناء الجامع الذي صار يعرف بين الناس باسم جامع المصفى.وقد  جددت مديرية الأوقاف العراقية بناء هذا الجامع لتقام به الصلوات الخمس وحافظت على المئذنة القديمة التي شيدها الأتابكة للجامع والتي تحتاج – حقا -  إلى ترميم للحفاظ عليها باعتبارها من المآذن المتميزة الطراز في العالمين العربي والإسلامي .
*موقع الجريدة (الالكتروني ) 7 تشرين الاول 2007

الخميس، 18 نوفمبر 2010

صوري بعدسة الفنان الاستاذ رائد الطائي (المجموعة الاولى )


صوري بعدسة الفنان الاستاذ رائد الطائي (المجموعة الاولى )
الفنان الاستاذ رائد ابراهيم الطائي فنان كبير وصديق غالي وعزيز . كما انه مدرس في كلية الزراعة ومحبة منه فقد التقط الصور الجميلة اعلاه  (تشرين الاول 2010 ) ،والتي بدت كلوحات فنية فشكرا له ووفقه الله .

الاثنين، 15 نوفمبر 2010

تهنئة لكل اصدقائي واخواني ومحبي لمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك

 
 تهنئة لكل اصدقائي واخواني ومحبيي لمناسبة حلول عيد الاضحى المبارك

أقدم أجمل التبريكات لاخواني واصدقائي وأقاربي وزملائي وقرأءي ومحبيي ولكل المسلمين في العالم لمناسبة العيد الكبير : عيد الاضحى المبارك ..أعاده الله على الجميع والامة بخير وسعادة ودمتم لاخيكم المخلص الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث بجامعة الموصل -العراق وشكرا للفنان الاستاذ رائد ابراهيم الطائي على تصميمه الجميل لبطاقة التهنئة المنشور على موقع ملتقى ابناء الموصل .

الأحد، 14 نوفمبر 2010

صورة جميلة لاحفادي من اليمين محمد وامنة وعبد الرحمن وعائشة وزهر


                           صورة جميلة لعدد من احفادي وهم من اليمين محمد  وامنة وعبد الرحمن وعائشة وزهر التقطت الصورة في صيف 2010 في حديقة بيت جدهم لييحفظهم الله ويرعاهم ويحفظ  ابائهم وامهاتهم انه سميع مجيب .

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...