الاثنين، 31 مايو 2010

حقي الشبلي رائد المسرح العراقي الحديث



حقي الشبلي رائد المسرح العراقي الحديث
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث_جامعة الموصل
ارتبطت فكرة المسرح في أذهان الناس، منذ أيام ماقبل الحرب العالمية الأولى بكل ما من شأنه تلبية متطلبات التسلية والمزاح.. فلقد انتشرت في دور الملاهي ، فرق تمثيلية هزلية عرفت بالقره كوز، وتضم هذه الفرق مجموعة من المهرجين يرتدون ملابس بالية ولكنها مزركشة. وبعد تشكيل الدولة العراقية سنة 1921وتنامي الوعي الوطني، وتيقظ الأفكار، وتوسيع دائرة المثقفين، بدأت أهمية الشروع بوضع اللبنات الرئيسة لمسرح بسهم في تغيير صورة الناس عن حقيقة (فن التمثيل).وقد تأسست جمعيات عديدة كان لها دورها في هذا المجال نذكر منها :(جمعية التمثيل العربي) 1922، و(جمعية التقدم)1924. وينبغي أن لاننسى بأن الآباء الدومينكان في الموصل كان لهم دور بارز في تشجيع حركة المسرح في العراق منذ أواخر القرن التاسع عشر إلا أن تلك الجهود ظلت محصورة في أطار المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى. ومن الطريف أن بعض الفرق المسرحية المصرية ، قامت بزيارة العراق في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي . ومن هذه الفرق (فرقة عبدالنبي كشكش بك) و(فرقة إبراهيم سامي) و(فرقة البدوي) و(فرقة جورج ابيض) و(الفرقة المصرية الكبرى)، ولكن اللبنة الأساسية للمسرح الحديث في العراق، وضعت سنة 1927 حينما ألف المرحوم حقي ألشبلي(1913-1985 ) الفرقة التمثيلية الوطنية وذلك بعد عودته من دراسته للمسرح في باريس، وقد ضمت الفرقة كلا من عبد الحميد فخري، ونوري ثابت ، وفائق حسن ،وحافظ الدروبي ، وعبود الشالجي وعبد الحميد الخطيب وصبري الذويبي وعثمان الشيخ سعيد ومحيي الدين محمد وكرجي كاشي ومن الممثلين الذين اشتغلوا في الفرقة خلال المدة 1927 و1935 (احمد حقي الحلي) ،(مهدي وفي)، (فاضل عباس)، (عبد الله العزاوي)، (عبد الحميد الدروبي)، (مديحة سعيد). ومن المصريين الذين عملوا معها (بشارة واكيم) . وقد قامت الفرقة بجولات في طول العراق وعرضه وجاء في الدليل الرسمي للعراق سنة 1936 انه كان لهذه الفرقة أثر كبير في تغيير نظرة الناس إلى المسرح واعتباره مدرسة عامة يستفيد منها الشعب في تطوير فكره وتوجهاته .
أسس معهد الفنون الجميلة في منتصف الاربعينات من القرن الماضي وافتتح فيه قسم المسرح وصار رئيسا للقسم ثم عميدا للمعهد .قام بأول دور تمثيلي في فرقة جورج ابيض المصرية ودرس المسرح في باريس سنة 1935 وأسس فرقة تحل اسمه .من أعماله :
• فيلم (القاهرة بغداد) عام 1947 - القصة : حقي الشبلي ويوسف جوهر - إخراج : أحمد بدرخان - بطولة : حقي الشبلي - ومديحة يسري - وعفيفة اسكندر - سلمان الجوهر - إبراهيم جلال - بشارة واكيم واخرون، بحيث كان هذا الفيلم إنتاج عراقي - مصري مشترك، مثل فيه عدد كبير من الفنانين العراقيين والمصريين، وصورت اغلبية مشاهده في العراق ومصر.
• فيلم (النهر) عام 1977 - القصة : محمد شاكر السبع - إخراج : فيصل الياسري، تمثيل :حقي الشبلي - سامي قفطان - سوسن شكري - قائد النعماني - حاتم سلمان.


*الرجاء زيارة مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ورابطها : http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html
**صورة الفنان الكبير الاستاذ حقي الشبلي من اليسار والى جانبه الفنان الكبير رائد المقام الاستاذ محمد القبانجي ثم الفنان الكبير يوسف عمر
**صورة الفنان حقي الشبلي

الأحد، 30 مايو 2010

نازك الملائكة وريادة الشعر العربي الحر





نازك الملائكة وريادة الشعر العربي الحر
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث_جامعة الموصل
نازك الملائكة رحمها الله . شاعرة عراقية بارزة بل هي رائدة من رواد الشعر العربي الحديث. ولدت سنة 1926 وقد أقامت منذ 1990 مع زوجها .. وتوفيت في القاهرة يوم 20 حزيران سنة 2007..أمها الشاعرة سلمى عبد الرزاق المعروفة ب"أم نزار الملائكة " وأبيها الأديب والكاتب صادق الملائكة .دخلت دار المعلمين العالية ببغداد –قسم اللغة العربية وتخرجت سنة 1944 بدرجة الشرف . دخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949، وفي عام 1959 حصلت على شهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة وسكنسن في الولايات النتحدة الاميركية ، وعينت أستاذة في جامعة بغداد ثم في جامعة البصرة وبعدها في جامعة الكويت .
يذكر مؤرخو (الشعر العربي الحديث): ان نازك الملائكة أول من بدأ الشعر الحديث والقصيدة التي نظمتها بعنوان :(خيط مشدود في السرو) هي البداية الحقيقية للشعر الحديث، ويشير الأستاذ حسن الأمين- وكان يعمل أستاذا في كلية الملكة عالية (كلية التحرير ) ببغداد في الأربعينات من القرن الماضي- إلى انه كان يتردد على إدارة مجلة اسمها (عالم الغد) الأسبوعية وفيها رأى قصائد لنازك الملائكة معدة للنشر وقد أوصى المسؤولين عن المجلة بنشرها وكان ذلك سنة 1946 فكانت هذه القصائد ،ومنها قصيدة (الكوليرا) أول مانشر من الشعر الحديث.
وفي الديوان الذي نشرته دار العودة ببيروت سنة 1981 كتبت الشاعرة الرائدة نازك الملائكة مقدمة له قالت فيها :إن الديوان يضم قصائد نظمت منذ سنة 1945 وكان عمرها آنذاك (22) سنة ولم يكن ديوانها الأول (عاشقة الليل) 1947 قد ظهر.
• وأول قصيدة حديثة كتبتها الملائكة هي (مأساة الحياة) وهو عنوان دل على تشأ ومها المطلق وشعورها بان الحياة كلها ألم وتعقيد. كما نظمت مطولة في ستة أشهر انتهت منها سنة 1946 بلغت (1200) بيتاً ،وكان موضوعها فلسفياً يدور حول الحياة والموت وما وراءهما من إسرار. وفي سنة 1949 أصدرت مجموعتها (شظايا ورماد) وهي المجموعة التي دعت فيها إلى شعر جديد أطلق عليه النقاد فيما بعد اسم : (الشعر الحر). ومن دواوينها الأخرى : قرارة الموجة 1957 ، ومأساة الحياة وأغنية الإنسان 1977 ،ويغير ألوانه البحر والأعمال الكاملة بمجلدين ومن كتبها النقدية :قضايا الشعر المعاصر ، والصومعة والشرفة الحمراء ، وسيكولوجية الشعر . كما صدر لها في القاهرة مجموعة قصصية عنوانها "الشمس التي وراء القمة" عام 1997 .


.
لنازك الملائكة مجموعة شعرية باسم (للصلاة.. للثورة) وقد ظلت منذ أن كتبت " مأساة الحياة وأغنية الإنسان " وحتى آخر لحظة من حياتها تبحث عن (السعادة) وترى (أن السعادة ممكنة ولو إلى مدى محدود ) وقد وجدت أن (الإيمان بالله ،والاطمئنان إلى الحياة)هو الحل وهكذا راح جو مأساة الحياة يتبدد في شعرها .
حازت نازك الملائكة على جائزة "البابطين" عام 1996 ، كما احتفلت دار الأوبرا المصرية بتكريمها"بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي في 26 أيار 1999.
وقد شارك في الاحتفال، الذي غابت عنه نازك بسبب المرض، شعراء ونقاد مصريون وعرب بارزون فضلا عن زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة الذي أنجبت منه ابنها الوحيد البراق.
.. حقا إنها شاعرة عظيمة يحق للعرب أن يفخروا بها وبما قدمته.
الرجاء زيارة مدونة الدكتور إبراهيم العلاف ورابطها التالي :
http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html

السبت، 29 مايو 2010

عبد الرزاق عبد حسين الدراجي مؤرخا



عبد الرزاق عبد حسين الدراجي مؤرخا
ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل


رحم الله صديقنا ،وزميلنا الأستاذ عبد الرزاق عبد الدراجي ،فلقد اختطفته يد المنون ،وهو في عز الشباب .إذ توفي في حادث سيارة سنة 1976 بعد فترة قصيرة من عودته من بغداد، ودفاعه عن رسالته، وحصوله على تقدير جيد جدا .
حرص مشرفه أستاذنا الدكتور فاضل حسين على طبع رسالته في كتاب ،وقد كنت احسب انه -رحمه الله- لم يناقش، وان مشرفه هو الذي دافع عن الرسالة ،إلا أن ولده الأستاذ يعرب، صحح لي المعلومة وكنت قد عرضت كتابه في جريدة الجمهورية (البغدادية ) في عددها الصادر في 26 كانون الثاني سنة 1979 . كما كتبت مقالة عن جعفر أبو ألتمن وهي منشورة على شبكة المعلومات العالمية (الانترنت ) أشرت فيها إلى رسالة الدراجي .
ولد عبد الرزاق عبد حسين الدراجي في قضاء الحي بمحافظة واسط (الكوت ) سنة 1938 .وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية فيها . وقد سافر إلى بغداد، ودخل قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة بغداد، وتخرج فيه ، وهو يحمل شهادة البكالوريوس بدرجة الشرف في العام 1960 .
عين مدرسا في ثانوية الحي في الأول من شهر تشرين الأول 1960 . وفي خواتيم سنة 1964 عين مديرا لثانوية الحي للبنين .ولم يكتف بهذا بل كان له طموح كبير، وهو أن يحصل على الدكتوراه فالتحق بالدراسات العليا في قسم التاريخ بكلية الآداب –جامعة بغداد، وحصل على الماجستير في التاريخ وكان عنوان رسالته : " جعفر أبو التمن ودوره في الحركة الوطنية في العراق 1908-1945 " وكانت بأشراف الأستاذ الدكتور فاضل حسين . وقد ناقشته لجنة مؤلفة من الأستاذ الدكتور ياسين عبد الكريم رئيسا والأستاذ الدكتور محمد محمد صالح عضوا، والأستاذ الدكتور هاشم صالح التكريتي عضوا. فضلا عن المشرف على الرسالة .قال الأستاذ الدكتور فاضل حسين عندما قدم الرسالة للطبع وظهرت في كتاب : " لقد سعيت إلى أن يطبع الكتاب تخليدا لذكرى جعفر أبي ألتمن الزعيم الشعبي المحبوب ، وذكرى المؤلف الفقيد ... " .
كان الأستاذ عبد الرزاق عبد حسين الدراجي أمينا مع نفسه ..نزيها في عمله ..متفانيا في واجباته ..صادقا ..محبا للآخرين ..ودودا .. بشوشا ..وقد عرفته هكذا إنسانا متزنا وفيا لأصدقائه ..شجاعا في قول الحق ..طموحا يحب العلم، ويحترم أساتذته ويجلهم لذلك حزن عليه الجميع عندما فجعوا بالمصاب وعلموا بأنه توفي اثر حادث سير تعرض إليه في طريق الحي –الكوت وهو يقود سيارته التي انقلبت يوم 10 تموز 1976 .
في كتابه عن جعفر أبو ألتمن وضع الأستاذ الدراجي- رحمه الله- كل ما عنده من جهد وكأنه كان يعلم بأن كتابه هذا سيخلده ،فلقد اختار الموضوع في خضم توجه محمود بدأ في العراق أوائل السبعينات هدفه الكشف عن سير الشخصيات البارزة في تاريخ العراق المعاصر.. ولكون جعفر ابو التمن من الرجال الذين تركوا أثرا كبيرا على جيل من الشباب في العراق فترة من الزمن ،فقد اختاره ليكون موضوعا لرسالته التي تولت وزارة الثقافة العراقية طبعها سنة 1979 .تحدث في الكتاب-الرسالة عن سيرة أبي ألتمن، ومميزات خطه السياسي، ودوره في تفعيل الحركة الوطنية في العراق، ورجع إلى مصادر ووثائق قيمة، وعرض موضوعه عرضا علميا شيقا .لذلك يعد كتابه واحدا من ابرز الدراسات التاريخية المميزة التي صدرت في العراق في حينه .
خلف الأستاذ عبد الرزاق عبد الدراجي ما يجعلنا نتذكره..ولنا في ولده الأستاذ يعرب الذي حصل على الماجستير وسيحصل على الدكتوراه في التاريخ إن شاء الله عزاء.. فالولد –كما وجدت في رسالته في التاريخ الحديث وهي عن الأحكام العرفية في العراق بإشراف صديقنا الغالي الأستاذ الدكتور عماد ألجواهري رئيس جامعة القادسية وكنت خبيرا علميا لها –على سر أبيه ..باحث جيد وجاد .رحم الله الدراجي واسكنه فسيح جناته .
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور إبراهيم العلاف ورابطها التالي : http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html

الجمعة، 28 مايو 2010

كتاب "أم كلثوم في أفاق الشعر والفن "للاديبة العراقية الاستاذة وديعة جعفر الشبيبي







كتاب "أم كلثوم في أفاق الشعر والفن "للاديبة العراقية الاستاذة وديعة جعفر الشبيبي

ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-العراق

وديعة جعفر الشبيبي كاتبة ،وشاعرة عراقية كبيرة ،قدمت في الثمانينات من القرن الماضي، أفضل كتاب في اللغة العربية عن سيدة الغناء العربي الأصيل أم كلثوم .وقد تولت المؤسسة العربية للدراسات والنشر طبعه في دار آفاق عربية ببغداد سنة 1984 . نشأت وديعة جعفر الشبيبي في أسرة عراقية عربية ،لها مكانتها الأدبية المرموقة ،وهي تحمل شهادة ليسانس آداب اللغة العربية من جامعة بغداد ،وقد عملت بالتدريس الثانوي لسنوات طويلة. كما شغلت مناصب إدارية تربوية، وكان لها باع طويل في الأدب والشعر والكتابة ،وقد نشرت الكثير من المقالات والقصائد في عدد من الصحف والمجلات العراقية والعربية، وكانت معجبة بالقصائد المغناة لام كلثوم. وقد قالت بان كتابها ليس إلا تقديرا منها للعبقرية العربية المبدعة في مجال الفن الإنساني المعاصر،وترجمة للأحاسيس العميقة التي فجرتها هذه الفنانة الكبيرة على صعيد الشعر .يقع الكتاب في 226 صفحة .والكتاب ليس ترجمة لحياة أم كلثوم بقدر ماهو تأكيد على أن الشعر يجمع بين المحبين ،ولهذا أهدتها في مفتتح الكتاب قصيدة مطلعها :

لك السماحة للندى إهدائي
للفن يملا أوسع الأرجاء
للشعر في الشدو الجميل بعثته
روحا تسامى في رفيع غناء
للزهر في الروض النضير نثرته
عطرا تدفق غامر الأشداء
كم طفت بالروض الحزين أبثه
شوقي إلى الصوت الحبيب النائي
صوت به سر الحياة وسحرها
يالطفه يخضل بالا نداء
ياصوتها عبر الأثير منغما
أنت الأنيس ،وأنت أنت عزائي
كم جئت استوحي الغناء خواطري
فرجعت لم اسمع سوى الأصداء
فأليك ياوحي الفنون خواطري
وقبول إهدائي اعز رجائي
ذكرت الأستاذة وديعة جعفر الشبيبي في مقدمتها للكتاب، أن دراسة حياة أم كلثوم ،هي دراسة لعصر كامل له ملامحه، وظروفه، ومقوماته لذلك فالدراسة تتطلب ثقافة واسعة، وعودة لمصادر موثوقة ،واتصالات كثيرة، ومباشرة مع من واكب ذلك العصر بكل دقائقه وتفاصيله ،وليس يكفي هذا بل" لابد من البدء بدراسة القرية المصرية ،حيث ولدت أم كلثوم على صوت الآذان والتكبير، ودرجت بين أحضان الطبيعة، حتى إذا شبت وطافت مديريات القطر المصري منشدة القصائد والتواشيح ...فإذا استقرت في القاهرة استقر معها متتبعا انتقالها من مرحلة الأناشيد الدينية إلى مرحلة الغناء الوجداني ذي المستوى الرفيع ،ذلك الغناء الذي أعجبنا به تراثا راقيا يمثل الأصالة العربية ،والروح الشرقية. كما يمثل حفاظ أم كلثوم على كل ما يسمو بفن الغناء ويرتفع بالذوق الفني إلى أسمى الدرجات ".
كانت القصيدة الأولى التي وجدت الأستاذة وديعة من خلالها إن أم كلثوم فنانة عظيمة تحتل تلك المكانة السامية في كل القلوب، ولاسيما قلوب الشعراء المرهفين ،هي قصيدة عمها المرحوم محمد باقر الشبيبي التي حياها بها أثناء زيارتها لبغداد عام 1932 .وقد كان إعجابها بتلك القصيدة الخافقة وبموحيتها الخالدة إعجابا عميقا دفعها- فيما بعد- إلى استقصاء الأثر الكلثومي الأدبي في القصائد العربية المستوحاة منها في مناسبات كثيرة بها عبر مسيرتها الفنية الحافلة . يقول الشاعر محمد باقر الشبيبي :
تطلعت إلى الجو
وقلبي دائم الخفق
فعاينتك في السرب
وأبصرتك في الأفق
بمن سواك كالطير
فمن أنت من الخلق ؟
أمن عائلة البلبل
أم من مجمع الورق ؟
فهيا أيها الغادة
وغنيني على العادة
تجمع لدى الباحثة الشبيبي عدد من القصائد الرائعة التي اوحتها فنانة العرب أم كلثوم إلى شعراء العروبة في أقطارها المختلفة ..غنت لابن النبيه:
أفديه إن حفظ الهوى أوضيعا
ملك الفؤاد فما عسى أن اصنعا
وغنت لأبي فراس الحمداني :"أراك عصي الدمع" ، وغنت للشريف الرضي : "أيها الرائح المجد" ، وغنت لابن الفارض" غيري على السلوان قادر "، وغنت للإمام عبد الله الشبراوي" وحقك أنت المنى والطلب" ، وغنت لأحمد شوقي
سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها
واستخبروا الراح هل مست ثناياها ؟
وغنت له :
"نهج البردة" و"الى عرفات الله" و"النيل "و"الهمزية النبوية" وغيرها من الشوقيات .وغنت لأحمد رامي قصائد عديدة منها قصيدته الرقيقة :
الصب تفضحه عيونه
وتنم عن وجد شجونه
وغنت لعبد الرحمن صدقي، ولعزيز أباظة، ولعباس محمود العقاد، ولإبراهيم ناجي، ولكامل الشناوي، ولعلي الجندي، ولمحمد المهدي المجذوب ،ولسيف الدين الكيلاني ،وللأمير عبد الله الفيصل غنت" ثورة الشك "و"من اجل عينيك" ، وغنت لإسماعيل صبري: " اقصر فؤادي "وغنت لعلي الجارم: " مالي فتنت" وغنت لحافظ إبراهيم" مصر تتحدث عن نفسها "وغنت لنزار قباني" طريق واحد" وغنت للهادي ادم قصيدة: " غدا القاك" وغنت لأحمد فتحي : "قصة الأمس" وغنت لمحمود حسن إسماعيل: " نشيد بغداد" ومطلعه :
بغداد ياقلعة الأسود
ياكعبة المجد والخلود
ياجبهة الشمس للوجود
وغنت لعبد الفتاح مصطفى" توبة "وغنت لصالح جودت" الثلاثية المقدسة "وغنت لطاهر أبو فاشا : "حانة الأقدار"،وغنت لعلي احمد باكثير: " قالو أحب القس سلامة "،وغنت لجورج جرداق قصيدة : "هذه ليلتي "،وغنت لإبراهيم ناجي" الأطلال" وغنت لمحمد إقبال: " حديث الروح" .
ومما يلحظ إن أم كلثوم ،لم تقتصر على شعراء مصر، بل غنت لشعراء من لبنان واليمن والباكستان وسوريا والمغرب والسودان .وقد طافت في بلدان كثيرة، وغنت في مسارح عالمية ، لذلك أحرزت شهرة عربية وعالمية .وقد سافرت لدعم مجهود مصر العسكري والاقتصادي ضد العدوان، وغنت للتحرير العربي وللاستقلال ..إنها الفنانة التي أعطت وطنها كل حياتها وطاقاتها المبدعة .وقد كرمت ونالت أرفع الأوسمة من ملوك ورؤساء الدول في مصر والعالمين العربي والإسلامي، ما لم تنله فنانة .ومن أبرز الذين كرموها الرئيس جمال عبد الناصر(1952-1970 ) ، الذي كان يحترمها ويجلها ..منحها قلادة الجمهورية، ووسام النيل ،ووسام الاستحقاق. كما منحت وسام الرافدين من الدرجة الأولى من العراق عام 1946، ووسام النهضة الأردني، ووسام الأرز اللبناني، ووسام الكفاءة المغربي، ووسام الجمهورية التونسي، ووسام نجمة الامتياز الباكستاني
ولدت" السيدة أم كلثوم إبراهيم السيد البلتاجي" ، وهذا اسمها الكامل في قرية طماي الزهايرة بالسنبلاوين بمصر في 30 كانون الأول –ديسمبر 1898 وتوفيت في اليوم الثالث من شباط-فبراير 1975 وبين التاريخين كانت ثمة حياة حافلة بالفن، والثقافة، والإبداع، والأصالة ،والصدق، لذلك عندما غابت أم كلثوم ،عم الحزن أرجاء العروبة، والعالم ،وقد رثاها الكثيرون منهم الشاعر الكبير أحمد رامي الذي قال :
ماجال في خاطري أني سأرثيها
بعد الذي صغت من أشجى أغانيها
قد كنت اسمعها تشدو فتطربني
واليوم أسمعني ابكي وابكيها
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور إبراهيم العلاف ورابطها التالي :
http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html
**الصور المرفقة هي لغلاف الكتاب، ورسالة من ام كلثوم الى الاديبة وديعة جعفر الشبيبي، وصورة لام كلثوم مع الرئيس عبد الناصر ،وصورة ام كلثوم مهداة الى الاستاذ الشاعر جعفر الشبيبي وصورة اخرى من ام كلثوم مهداة الى ابنته الاديبة وديعة جعفر الشبيبي .

الخميس، 27 مايو 2010

لنتذكر ستار الشيخ الفنان التشكيلي الموصلي



لنتذكر ستار الشيخ الفنان التشكيلي الموصلي

أ.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث_جامعة الموصل

حين خططنا في جامعة الموصل لإصدار موسوعة شاملة، تضم إبداعات مدينة الموصل، وانجازاتها الحضارية، كان في الخطة أن نستكتب واحدا من فنانينا التشكيليين فصلاً عن (الحركة التشكيلية). وأتذكر بان البعض اعتذر عن كتابة هذا الفصل، فتقدم المرحوم الفنان الأستاذ ستار الشيخ(1946-1994 )وعرض على هيئة التحرير كتابة هذا الفصل وقال لي بالحرف الواحد انه لم يكتب من قبل أي بحث علمي ولا يعرف كثيرا أصول كتابة البحوث فقلت له اكتب ماتشاء فالمهم أن تعكس في كتابتك للفصل جذور وواقع الحركة التشكيلية في الموصل، واقترحت عليه ان يبدأ بالفنانين الرواد الذين كانوا قد درسوا الرسم في المعاهد العثمانية وهكذا كان. إذ كتب المرحوم ستار الشيخ عن سليم الموصلي ، وعاصم حافظ و عبد القادر الرسام وصديق احمد وصبيح نعامة ثم استكمل بحثه الذي نشر في الجزء الخامس من الموسوعة التي صدرت سنة 1992 بالوقوف عند تطور الحركة التشكيلية في الموصل. ولم ينس جهود الفنانين : نجيب يونس، ويونس الحمطاني، وضرار القدو ،وفوزي إسماعيل، وهشام سيدان، وبشير طه، وعبد الحميد الحيالي ،وراكان دبدوب ولم يكتب عن نفسه تواضعا.
فرحت كثيرا بما كتب ستار الشيخ وكنت مسؤولا عن تحرير الجزئين الرابع والخامس من الموسوعة ،وكان لما كتبه صدى طيب في أوساط المثقفين في العراق كله، ولم تمض فترة طويلة إلا وسمعت بوفاة ستار الشيخ، وهو في عز شبابه ،وتألمت كثيرا وحزنت -شأني شأن كل من عرف هذا الفنان القدير- .
كتب عنه عند وفاته في (20 شباط1994) الدكتور ذو النون الاطرقجي قصيدة حزينة بعنوان (اللوحة ناقصة الألوان) وابنه الأستاذ القاص الكبير انور عبدالعزيز بمقال عنوانه : (ورحل القلب المتعب).وكتب الاستاذ فرج درويش الخالدي عنوانها :(بكائية في محراب الفن) ،وكتب الاستاذ عدنان داؤود سليمان مرثية بعنوان : " بلون الحزن" . ورثاه الاستاذ الفنان طارق الشبلي بكلمة مؤثرة حملت عنوان: (ستار الشيخ: رحيل اللون الأزرق: غياب الكلمة الناقدة). ونشر الاستاذ طلال حسن ملخصا لحوارات أجراها معه قبل رحيله ونعاه الأستاذ الشاعر عبد الوهاب إسماعيل بكلمة رائعة عنوانها : (ستار الشيخ في ذمة الخلود) وكل ذلك نشر في العدد (615) من جريدة الحدباء الصادر في 1 اذار 1994 .وقد اجمع كل من عرفه بان ستار الشيخ كان فنانا أصيلا عذبا ذا روح باسمة أحب مدينته ووطنه وأمته .. أحب الناس جميعاً .. كان فنانا دؤوباً عالج في أعماله هموم الإنسان وآماله. وقد عرف بنشاطاته الواسعة سواء في الإسهام بالمعارض الفنية أو في المتابعات النقدية التي كان ينشرها في الصحف .والصورة المرفقة هي لمقال كتبته في جريدة الحدباء الموصلية (3 تشرين الثاني سنة 2002 ) وفيها صورة للفنان الشيخ أخذت له قبيل وفاته سنة 1994 بوقت قصير . أبا قيس انك لاتزال تعيش في ذاكرة هذه المدينة المعطاء فنم مطمئنا وليرحمك الله العزيز الحكيم.

عاصم حافظ (1886_1978) وبواكير الحركة التشكيلية في العراق




عاصم حافظ (1886_1978) وبواكير الحركة التشكيلية في العراق
أ.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث_جامعة الموصل

لاابالغ إذا قلت أن الحركة التشكيلية العراقية المعاصرة قد ابتدأت في الموصل منذ أواخر القرن التاسع عشر. وكان ثمة رواد كبار وراء بروز وإزهار هذه الحركة ، ولعل من أبرزهم الفنان التشكيلي الرائد المرحوم عاصم حافظ (1886_1978). ويبدو أن مؤرخي هذه الحركة يعرفون هذه الحقيقة. ومن هؤلاء الأستاذ شاكر حسن آل سعيد في كتابه: (فصول من تاريخ الحركة التشكيلية في العراق).
ولد عاصم حافظ في الموصل سنة 1886. وبعد أن أنهى الدراسة الأولية في الموصل التحق بالمدرسة الحربية في استانبول ،لكنه ترك السلك العسكري ،وذهب إلى باريس ليدرس الفن وبعد تخرجه سنة 1931 عاد إلى الموصل ليصبح مدرسا للرسم في المتوسطة الشرقية.
أقام أول معرض له في الموصل سنة 1934. ويقول المرحوم الأستاذ ستار الشيخ في بحثه الموسوم (الحركة التشكيلية) الذي نشر في موسوعة الموصل الحضارية : أن عاصم حافظ كان يحث طلابه على النقل من الطبيعة، وكان يهتم كثيرا برسم الحياة الجامدة، وقد نفذ أعماله بأسلوب كلاسيكي رصين ،وكانت الفاكهة موضوعه المفضل. أما الفنان الناقد: شاكر حسن آل سعيد فيقول عن عاصم حافظ :|" كان لديه شعور عميق بالماضي .. اصدر الفنان الناقد نوري الراوي كراسا عن عاصم حافظ نخصه في عبارة بليغة مفادها (أن عاصم حافظ فنان يمضي ويترك زهرة.."
من انجازاته إصداره سنة 1935 أول مؤلف في العراق مختص بالفن التشكيلي بعنوان: (قواعد الرسم على الطبيعة). وقد أقام عدة معارض في الموصل وبغداد وله مجموعة رائعة محفوظة في المتحف الوطني للفن الحديث ببغداد .وقد أولع عاصم حافظ كما يقول ستار الشيخ برسم الوجوه والطبيعة وقد ابتعد عن رسم (الجسم البشري) ولربما كان وراء ذلك موانع دينية وأخلاقية ترسخت لدى عاصم حافظ انسجاما مع ظروف عصره ومقتضيات تربيته وثقافته آنذاك.
بين أيدي النقاد الآن قرابة (150) عملاً فنيا تعود لعاصم حافظ ويحتفظ الأرشيف التشكيلي في المركز العراقي للفنون ببغداد بالكثير من المعلومات والمقابلات مع عاصم حافظ منها على سبيل المثال وثيقة يتحدث فيها تلميذة (الأستاذ والفنان التشكيلي الرائد فيما بعد ) ،صديق احمد (مواليد 1915) عن عاصم حافظ وقد نشرت ببغداد سنة 1976 .ومن تلاميذ عاصم حافظ كذلك (صبيح نعامة) وهو فنان تشكيلي موصلي رائد ولد سنة 1913 و(فرج عبو) (1921_1984) وهو فنان تشكيلي موصلي رائد.
اهتم عاصم حافظ بالنور والظل لإبراز التأثير لهذا كان يستخدم الرصاص والألوان المائية فتبدو لوحاته وكان مكنوناتها حيه وناطقة والصورة المرفقة لمقال نشرته في جريدة الحدباء( الموصلية)بعددها 1322 الصادر يوم 19 تشرين الثاني سنة 2002 وفي عمود متسلسل عنونته ب : " التاريخ في صورة ". وفي المقال صورة عاصم حافظ في أخريات أيامه وهو يطالع كتابا . توفي سنة 1978 . رحمة الله وجزاه خيرا على ماقدمه لمدينته ولوطنه ولامته وللإنسانية جمعاء.
*الرجاء زيارة مدزنة الدكتور إبراهيم العلاف ورابطها التالي :
http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html

الأربعاء، 26 مايو 2010

قصة اعتصام للأستاذ الدكتور عمر الطالب


قصة اعتصام للأستاذ الدكتور عمر الطالب
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
كان الأستاذ الدكتور عمر الطالب ،رحمه الله ،يحرص على توثيق الأحداث التي يعيشها، قصصيا . وقد ظل هاجسه الوطن، والإنسان في العراق. وقد أدركت هذه الحقيقة منذ كنت طالبا عنده في الإعدادية الشرقية أوائل الستينات من القرن الماضي ،فقد كان يكلفني باستنساخ ما يكتبه، ويقول لي أن خطك جميل ويستطيع كاتب الطابعة أن يقرأه جيدا، وكنت استفيد من قراءتي لما يكتب، وأتذكر أنني استنسخت مجموعته القصصية "سنوات أضاعها ضباب الخمسينات " كلها وبعد ذلك دفعها للطبع .
والقصة القصيرة التي نعرضها اليوم وهي بعنوان : "اعتصام " كتبها عندما وقع العدوان الثلاثي( البريطاني –الفرنسي –الإسرائيلي) على الشقيقة مصر بعد إقدام الرئيس جمال عبد الناصر رئيس جمهورية مصر على اتخاذ قرار تأميم قناة السويس في 26 تموز –يوليو 1956 ردا على رفض الولايات المتحدة الأميركية، قيام البنك الدولي بتمويل بناء السد العالي والبدء بمشروع طموح لتحديث مصر وتطوير بنيتها التحتية .وكان صدى التأميم والعدوان كبيرا في كل الدول العربية والإسلامية ومنها العراق . ففي الموصل –على سبيل المثال –جرت مظاهرات عارمة، واعتصم الطلبة واحتجوا وطالبوا الحكومة بنصرة مصر .وقد استخدمت الشرطة خراطيم المياه، والقنابل المسيلة للدموع في تفريق المظاهرات. وأتذكر أنني كنت تلميذا في الصف الخامس الابتدائي، وفي مدرسة أبي تمام الابتدائية للبنين القريبة من الإعدادية المركزية في البارود خانة قرب المستشفى الملكي(الحمهوري حاليا )، وقد انهمرت الدموع من أعيننا وقال المعلم لنا لا تخافوا يااولادي ،فان الشرطة ألقت قنابل مسيلة للدموع لتفريق اعتصام طلبة الإعدادية المركزية. وفي الوقت نفسه أقدمت الشرطة على تفريق ومنع اعتصام طلبة الإعدادية الشرقية وهو الاعتصام الذي كان يقصده الدكتور عمر الطالب في قصته : "اعتصام " .ومن الغريب أن مدير المدرسة المعنية –ونحتفظ بأسمه –وقف أول الأمر ضد الاعتصام وأراد استعداء الشرطة للدخول إلى المدرسة لكنه تراجع أمام ضغط المدرسين والطلبة .المهم أن قصة اعتصام توثق كل ذلك ويسعدني أن أقدمها بعد أن أعدت طبعها .وقد نشرت في العدد السادس (السنة الأولى ) من مجلة "الجامعة " الموصلية (15 مايس-مايو 1971 ) ،وهي المجلة الثقافية العامة الجميلة التي كانت تصدرها جامعة الموصل منذ آذار-مارس سنة 1971 وتوقفت أوائل الثمانينات من القرن الماضي بسبب نشوب الحرب العراقية –الإيرانية 1980-1988 .
اعتصام
قصة بقلم الدكتور عمر الطالب


دق الجرس معلناً بدء الدرس الأول. وقف الطلاب أمام صفوفهم متحفزين لإعلان تكاتفهم مع إخوانهم عرب مصر في حربهم من أجل الحرية... كانت السماء هي الأخرى قد أعلنت الحرب ضد الطغاة، رعدت وأبرقت، ضاع صوت المدير الحانق (ادخلوا الصفوف) وسط الرعد القاصف في قبة السماء.ازداد هطول المطر وبعث صوتها المتتابع الرتيب، القلق في النفوس... خرج المدرسون من غرفهم بوجوه شاحبة قلقة متوجهين نحو صفوفهم، عاد صوت المدير الحانق مرة أخرى (ادخلوا الصفوف).. تتابع الرعد أشد مما كان... سمع صوت جهوري ينادي (أيها الإخوان... لا تدخلوا الصفوف إننا نعلن إضرابنا واعتصامنا تضامناً مع إخواننا العرب الذين يقتلون في بور سعيد دفاعاً عن حرية العرب وكرامتهم.. إننا لاندخل صفوف الدرس حتى تشارك جيوشنا في الدفاع عن بور سعيد...).
انبعث تصفيق مدو، ضاع صوت المدير (ادخلوا الصفوف وإلا..) وفهموا ماتعنيه (إلا) هذه أنه ينذرهم بالشرطة انبعث صوت أشبه بصوت النحل بدده صوت قوي (لاندخل الصفوف حتى تتحقق مطا ليبنا).
نشر قميص أبيض ملطخ بالدم على عمود طويل وضع وسط فناء المدرسة وانبرى شاب (لقد قتلوه ... لأنه طالب بحريتنا.. قتلته شرطة نوري السعيد ليخرسوا صوت الحق.. ولكن كل واحد منا عدنان الشهيد) علت الهتافات في فناء المدرسة – حاول إسكاتهم، لكن صوته الحانق ضاع وسط الهتاف المدوي... سمع صوت يصيح (احذروا...احذروا... لقد جاءت الشرطة)... اندفع الطلاب نحو الباب الرئيس للمدرسة.. وضعوا خلفه رحلات الدرس الخشبية. استعدوا للدفاع عن أنفسهم وإخوانهم إذا ما اعتدت الشرطة وأطلقت الرصاص. قطع البعض أسلاك التلفون خشية الاتصال بالشرطة.. شرع آخرون بتثبيت لوحات على الجدران..آز الرصاص وتناثر في فناء المدرسة بعد أن خرق الزجاج عبر النوافذ ،فازداد الطلاب حماسة ارتفعت الهتافات من كل جانب. همس احد المدرسين وقد شحب لونه (هيا.. هيا إلى الغرفة قد تصيبنا رصاصة طائشة) ضاع همسه في صوت المدير الحانق (كل شئ يهون إلا).. ظهر الإعياء على وجهه، تكسر الخشب بين أنياب النار المتأججة في المدفأة، وارتسم الوجوم على أوجه المدرسين (خير عمل نقوم به للقضاء على الاعتصام، هو أن نحصر التلاميذ، ونفتح الأبواب وتدخل الشرطة)، دخل احد المدرسين مسرعاً بيده ورقة كتب فيها بعض الأسماء نظر المدير إلى الورقة وما تحتويه نظرة استهجان وهو يقرأ الأسماء (ذنون إسماعيل..هو..هو..هو في كل المظاهرات.. هتاف.. خطيب.. مشاغب ،لابد أنه يتقاضى راتباً على ذلك سأعلمه درساً لن ينساه) طوى الورقة ووضعها في جيبه.. سمع همس ولفظ علت كلمات متقطعة.. خائفة ارتعشت الأصوات.. وضاعت كلمة (نعم) في كلمة (لا) وتجرأت الأصوات الخائفة (لا.. لايمكن هذا).
شحب وجهه ،وبدت الصورة بشعة في مخيلته... لم يحتمل ذلك (ماالعمل اذن؟). ساد صمت عميق في الغرفة فتجاوبت قطرات المطر على الزجاج،وارتسم الشحوب على الوجوه تفكر في مخرج... انبعث صوت انفجار هائل في فناء المدرسة ملأ الدخان مسالكها أعقبه انفجار آخر وآخر فبدأ الجميع وسط حريق هائل لايرى فيه سوى الدخان المتكاتف فتعالى الشهيق ..سالت الدموع... علت أصوات مشجعة مؤمنة (لاتخافوا أيها الإخوان... الإيمان أقوى من الرصاص) مسكوا بالقنبلة المسيلة للدموع قبل أن تلامس الأرض. قذفوها إلى الشارع. أعقبوا ذلك بوابل من الحجارة لاتنضب... تسلل رجال الشرطة هاربين بعد أن شاع في المدينة أن السكان سيتدخلون لإنقاذ أبنائهم... تراص الناس حول المدرسة ،يحيون الطلاب المعتصمين ،وقد غمرتهم السعادة والنشوة (سيحققون مطاليبهم) كانت هذه العبارة تتردد على جميع الأفواه خيم الظلام. ازداد الجو برداً، اشتدت الريح عتواً، خفت الزحمة تدريجياً خارج المدرسة... تناوب الطلاب الحراسة بهراواتهم... راحوا يتدبرون خطة الغد ... جلس المدير في غرفته يترقب وينفث دخان لفافته، رقد المدرسون على الأرائك وقد استبد بهم الأرق... عبر وحشة الليل ومض البرق كاشفاً شحوبه كشر الليل في أنيابه في وميض برقه.. بدا وجه المدير شاحباً خلف زجاج النافذة...(وجدتُ الحل وجدتُ) وبخطى وئيدة اتجه صوب غرفة المدرسين وهمس (أستاذ حمدي أستاذ حمدي إنني اعتمد عليك سننزع عن نوافذ غرفتي القضبان الحديدية وتذهب أنت إلى مدير الشرطة. هز حمدي رأسه (قد تنكشف الخطة) (الشرطة..)!! .
سمع صوت القضبان الحديدية... أصغت القضبان الحديدية... أصغت آذان كثيرة ... أن صوت معول... (أهم خلف الجدران؟!!.)
سارع الطلاب يرقبون الجدران (سنقابلهم بصدورنا...) تساءل البعض (أين المدرسون؟ (إنهم يغطون في النوم.(أين المدير؟)
(أيها الإخوان كونوا على حذر) واتجه ذنون صوب غرفة المدير الموصدة طرقها بشدة (نريد مقابلتك) ساد صمت (أخرج إلينا... اخرج إلينا..)..
تزاحم الطلاب.. تدافعوا بقوة تكسر الباب تحت وطأة سواعدهم .. تلاقت النظرات اسقط في يد المدير آآآآنا...آنا...آنا...آ... وكم...آآآآنتم أولادي آآآآآرجوكم) أجاب ذنون بصوت مؤمن ( لاتخف إننا لانعاقب الخطاة) كم كره هذا الصوت... لقد فصله عدة مرات في المدرسة (انه خطر) هذا ماكان يردده للشرطة دائماً (هيا...هيا... اذهب إلى أهلك هذا ماقاله ذنون له... اتجه إلى الباب الرئيس وصفق الباب الكبير...) .
أومض البرق.. واستمر المطر في الهطول ..تعالت الهتافات.. تساقطت قطرات مخضبة بالدم من الثوب المعلق..
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ورابطها التالي :
http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html
**الصورة أخذت في مركز دراسات الموصل يوم 31 اذار 2004 اثناء انعقاد ندوة : "السمات العامة للشخصية الموصلية " ،ويظهر فيها من اليسار الاستاذ الدكتور عمر الطالب والاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف والدكتور ذنون يونس الطائي والاستاذ الدكتور نزار مجيد قبع والاستاذ الدكتور سعد الله توفيق رئيس الجامعة انذاك والاستاذ الدكتور سالم احمد الحمداني

تاريخ الدولة البيزنطية 324_1453م للأستاذ الدكتور طه خضر عبيد


تاريخ الدولة البيزنطية 324_1453م للأستاذ الدكتور طه خضر عبيد
عرض : د. سناء عبد الله عزيز الطائي
مركز الدراسات الإقليمية _جامعة الموصل
الناشر : دار الفكر/ الأردن ، عمان 2010، الطبعة الأولى
عدد صفحات الكتاب: 295 صفحة
الدكتور طه خضر عبيد، مؤرخ، وأستاذ جامعي، وباحث، يعمل أستاذا في قسم التاريخ بكلية التربية بجامعة الموصل منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي، وله دراسات وكتب منها:
• تنظيمات الجيش البيزنطي .
• دراسات في المدن العربية والإسلامية،
• العيون والجواسيس بين العباسيين والبيزنطيين
• الصراع البحري العباسي البيزنطي
• النفير العربي الإسلامي إلى جبهة الثغور البرية مع الدولة البيزنطية
ودراسات أخرى عديدة منشورة في مجلات عراقية وعربية مختلفة .
وكتابه الجديد " تاريخ الدولة البيزنطية 324_1453م" ، الذي أكد فيه على إن قيام الإمبراطورية البيزنطية في النصف الأول من القرن الرابع للميلاد، واستمرارها إلى النصف الثاني من القرن الخامس للميلاد، يجعلها أكثر الإمبراطوريات عمرا في التاريخ، لأنها دامت أكثر من احد عشر قرناً من الزمان ، وكما هو معروف فأن تاريخ الإمبراطورية يقع في ثلاثة مراحل هي:
المرحلة الأولى: التي تمثل العصر المبتدأ لقيام الإمبراطورية الذي تميز في عهد الإمبراطور دقلديانوس (284_305م) ويجد بداية قيام الإمبراطور قسطنطين الكبير (306_337م)، وتستمر هذه المرحلة الى بداية ظهور الإمبراطور هرقل (610_641م).
المرحلة الثانية: وتمتد من القرن السابع الميلادي إلى القرن الثاني عشر الميلادي وهي أزهى عصور الإمبراطورية البيزنطية (641_1185م) وتخللتها فترات من الضعف والفوضى لكنها كانت عابرة.
المرحلة الثالثة: والتي تبدأ من نهاية القرن الثاني عشر للميلادي (1185_1453م) حتى سقوط الإمبراطورية وعاصمتها على يد الأتراك العثمانيين.
ويؤكد الباحث إن دراسة التاريخ البيزنطي له من الأهمية التي لا تنحصر في كونها ظهرت ثم زالت، وتكمن الأهمية في أنها كانت أنموذج لإمبراطورية واسعة وقوية لها مكانتها السياسية والدينية والعسكرية ، وان سياسة الدولة الداخلية كانت ذات أهمية كبيرة في تامين عناصر قوتها والتي حددت طبيعة سياستها وعلاقتها الخارجية مع الدول المجاورة وخاصة للجوانب الاقتصادية والتعليمية والحضارية الأخرى ذات الأهمية في فهم التاريخ البيزنطي وبشكل خاص علاقات الإمبراطورية مع العرب المسلمين.
قسم الكتاب إلى اثنا عشر فصلاً، تناول الفصل الأول العصر المبكر للتاريخ البيزنطي، كما تضمن تسمية الإمبراطورية وعهد الإمبراطور دقلديانوس (284_305م) والإمبراطور قسطنطين العظيم (306_337م).
إما الفصل الثاني فقد تناول مرحلة إعادة وتوحيد الإمبراطورية الذي يبدأ بأسره جستنيان (518_610م) وأعمال الإمبراطور جستنيان وسياسته الداخلية والخارجية.
وتناول الفصل الثالث، أسرة هرقل (610_641م)، وأحوال الإمبراطورية في عهد الإمبراطور هرقل وأبنائه، وخلفاء هرقل التي امتدت (610_711م)،كما تضمن الفصل ظهور دور العرب المسلمين ونجاحاتهم في تحقيق النصر بين البيزنطيين في بلاد الشام وحصر شمال إفريقيا، وتناول مرحلة الفوضى التي مرت بها الإمبراطورية البيزنطية في (711_717م).
وعالج الفصل الرابع الأسرة الايسورية (717_820م)، وركز على علاقات الإمبراطورية مع العرب والمسلمين ومحاولات فتح القسطنطينية وتشريعات الإمبراطور ليو الثالث والموقف من الحركة الايقونية و اللا ايقونية والعلاقات مع العرب والمسلمين طيلة عهد الأسرة الايسورية.
وتناول الفصل الخامس، الأسرة العمورية (820_867م) وتضمن العلاقات الخارجية مع الدول المجاورة لثورة ما يسمى الصقليين، وفتح العرب لجزيرة كريت وجزيرة صقلية وكذلك فتح عمورية.
وجاء الفصل السادس ليتناول الأسرة المقدونية وبخاصة المرحلة الأولى في حكمها والذي يمثل مرحلة الازدهار (867_912م) وتناول الإمبراطوريين باسيل الأول وابنه ليو السادس وإعمالهم وأحوال الإمبراطورية في عهدهم. ويسمى هذا العصر بالعصر الذهبي.
وتضمن الفصل السابع المرحلة الثانية من تاريخ الأسرة المقدونية (912_1025م) والتركيز على الأباطرة الأقوياء والقادة العسكريين الذين وصلوا الى عرش الإمبراطورية .
وتناول الفصل الثامن قسمين الأول الأسرة المقدونية وقيام الحكومة المدنية (1025_1059م)، والقسم الثاني أباطرة أسرة دوقاس وعصر الاضطراب والخطر السلجوقي وينتهي سنة 1081م.
وتضمن الفصل التاسع الأسرة الكومينية من (1081_1185م) وتوضيح أهم أباطرتها وسياستهم الداخلية والخارجية وعلاقاتهم مع الدول والقوى المجاورة والتي شهدت بدايات الحملات الصليبية من الغرب إلى المشرق العربي الإسلامي .
وجاء الفصل العاشر ليعالج الإمبراطورية (1185_1354م) .وتناول الفصل الحادي عشر ظهور الأتراك العثمانيين وسقوط القسطنطينية على أيديهم سنة 1453م. أما الفصل الثاني عشر فكرس لمتابعة الجوانب الحضارية للإمبراطورية البيزنطية ووسائل الاتصال الحضاري مع العرب المسلمين، والثقافة والتعليم والتجارة البيزنطية.
ومما يزيد في قيمة الكتاب احتوائه على عدد من الخرائط والتوضيحات المهمة الفريدة وهذا يدل على الجهد الكبير الذي بذله استاذنا في إخراج الكتاب ونأمل في ان يفيد الباحثون وطلبة الدراسات العليا منه وان يأخذ موقعه في المكتبة التاريخية العربية الحديثة.
* الرجاء زيارة مدونة الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي ورابطها التالي :
http://allafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/blog-post_7067.html

الثلاثاء، 25 مايو 2010

امنة حفيدتي ..مبروك نجاحك



اجنازت حفيدتي الغالية( امنة هشام ابراهيم العلاف) الامتحان النهائي للعام الدراسي 2009-2010 بنجاح متميز ..مبروك لها ولي ولوالديها الدكتور هشام والدكتورة عمرة وارفق شهادتها مع صورة لها ولوالديها وشقيقتها نور في كهف انشكي الشهير في نيسان 2010 .

الدكتور صباح مهدي رميض مؤرخا


الدكتور صباح مهدي رميض مؤرخا
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل


كثيرا ما أردد أمام طلبة الدراسات التاريخية العليا –وقد أمضيت في التعليم الجامعي قرابة ال40 عاما –إن أساتذة الجامعات صنفان أرقام ورموز. فأما الأرقام فكثر، وأما الرموز فقلة. واقصد بالرموز أولئك الذين يتركون بصمة واضحة في مسيرة الحركة العلمية الأكاديمية من خلال أمرين أولهما تكوين كوادر علمية حقيقية. وثانيهما تكوين مدرسة بحثية لها مواصفات وتتمتع بمزايا معروفة .والأستاذ الدكتور صباح مهدي رميض من الرموز الأكاديمية التي خدمت الدراسات التاريخية ولاتزال تغذ السير باتجاه تكوين مدرسة وتلاميذ في الدرس التاريخي العراقي المعاصر من خلال دأبه وصدقه وإخلاصه ووطنيته وإدراكه أهمية التاريخ في بناء الأجيال .فمن هو الدكتور صباح مهدي رميض ؟




ولد في بعقوبة بمحافظة ديالى سنة 1962 ،وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية ،ودخل كلية التربية –ابن رشد بجامعة بغداد، وتخصص بالتاريخ ،ونال البكالوريوس فيها في العام الدراسي 1984-1985 . ولم يقف عند هذا الحد بل أكمل الماجستير والدكتوراه في الكلية والجامعة ذاتها وكانت رسالته للماجستير بعنوان : " . ( أمارة عسير 1876 -1932 دراسة تاريخية )1999 . أما أطروحته للدكتوراه فكان عنوانها : (التطورات السياسية في الجنوب اليمني1918-1945 )1997 .ومع انه تخصص بتاريخ الوطن العربي الحديث لكن اهتماماته البحثية اتسعت باتجاه دراسات التاريخ المحلي، وتحليل الوثائق والمخطوطات المعاصرة وقد لمحت هذا واضحا جليا من خلال كتابه الذي أهداني في نيسان 2010 نسخة منه أثناء مشاركته في مناقشة أحد طلبة الدكتوراه في كلية الآداب بجامعة الموصل وكنت أنا رئيسا للجنة المناقشة .والكتاب الذي أقصد هو بعنوان : " ديالى :سيرة أعلام .. ومسيرة أحداث "طبعه سنة 2010 ، وفيه يتحدث عن سيرة أعلام في الفقه وأعلام في التاريخ وأعلام في الزعامة العشائرية عرفت بهم ديالى، وعرفوا بها من أبرزهم الأستاذ الدكتور مصطفى جواد، والأستاذ الدكتور فاضل حسين ،والشيخ المجاهد محمد الخالصي، والسيد عبد الكريم المدني ،والشيخ عطا الخطيب الشهرباني، والشيخ حبيب الخيزران، والشيخ حميد الحسن والسيد احمد الرجيبي الحسيني، والسيد إبراهيم بن عبدكة والدكتور يوسف عزالدين . .وعندما نعود لنستكشف الدوافع الحقيقية لتأليف هكذا كتاب نجد أن الهدف هو : "تنشيط دراسة التاريخ المحلي ، وتوجيه النشئ في ديالى لمعرفة مفاصل تاريخ مدينتهم ومحافظتهم وأحداثها عبر حقب مختلفة " وما اسماه من هدف !!
لنقف قليل عند المراتب العلمية والعمل الوظيفي والإداري الذي تولاه الدكتور صباح مهدي رميض ،وكذلك لنتعرف على نشاطاته العلمية والبحثية، ودراساته المنشورة ومشاركاته في الندوات والمؤتمرات العلمية والحلقات النقاشية التي أسهم فيها وأخيرا إسهاماته في الدراسات العليا ونشاطاته المتفرقة الأخرى .


أولا:- المراتب العلمية وتاريخ الحصول عليها في التعليم العالي
• مدرس مساعد 2/11 / 1992
• مدرس 15/4/1995
• أستاذ مساعد 12/6/1999
• أستاذ 8/12/2004


ثانيا :- العمل الوظيفي
1. تدريسي/قسم التاريخ /كلية التربية /جامعة القادسية / العراق 1992-1999.
2. تدريسي /قسم التاريخ / كلية التربية / جامعة ديالى /العراق 1999-2003 .
3. رئيس قسم التاريخ /كلية التربية /جامعة ديالى 2003 -2005 .
4. رئيس لجنة الترقيات العلمية المركزية /جامعة ديالى /2005-2006 .
5.عضو هيئة تحرير مجلة الآفاق الجديدة / رئاسة جامعة ديالى 2005- 2006 .
6. سكرتير تحرير مجلة اليرموك /كلية اليرموك الأهلية الجامعة 2005 ديالى.
7. تدريسي /قسم التاريخ /كلية التربية /جامعة واسط 2007 ولغاية 1/9/2009.
8. تدريسي في قسم التاريخ كلية التربية أبن رشد جامعة بغداد 1/9/2009 ولازلت.
9. عضو لجنة الترقيات العلمية في كلية التربية أبن رشد.




ثالثا : النشاطات العلمية والبحثية:
1- الكتب المطبوعة:
- تاريخ جنوب الجزيرة العربية الحديث، دار الفكر ناشرون وموزعون ، عمان- الأردن، 2009.
- ديالى سيرة أعلام ومسيرة أحداث دراسات تاريخية معاصرة، مؤسسة مصر مرتضى للنشر، بغداد، 2010.
- التطورات السياسية في الجنوب اليمني 1918- 1945، مؤسسة جوامع الكلم، دمشق، 2010.
- صحافة العهد الملكي مصدرا لدراسة تأريخ العراق المعاصر، بغداد، 2010.


2- الأبحاث والدراسات المنشورة .
1. يوسف عز الدين الناصري ، سيرته ومواقفه في التربية والتعليم ،بحث منشور مشترك مع الأستاذ الدكتور عماد احمد عبد الصاحب الجواهري مجلة جامعة القادسية ، العدد 3 مجلد ،1، 2001 .
2. صلاح الدين الصباغ ، دراسة في سيرته العسكرية في ضوء وثائق وزارة الدفاع العراقية، بحث منشور ، مجلة اليرموك الجامعة ، العدد ، الثاني ، السنة الأولى 2001.
3. مواسم صيد اللؤلؤ في دولة الإمارات العربية المتحدة ، اتحاد المؤرخين العرب ، موسوعة تاريخ الأمة 2001 .
4. موقف الوالي داود باشا من حادثة الحلة 1824، مجلة المؤرخ العربي ، بغداد 1994 .
5. يهود الدونمة والدولة العثمانية حتى سقوطها عام 1918 ، مجلة ديالى ، كلية تربية ديالى ، العدد 21 في 2005 .
6. الشيخ وداي العطية الغضبان سيرته ومؤلفاته ، مجلة اداب القادسية 1994 .
7. تطور تجارة العراق الخارجية 1945 -1958 ، مجلة اليرموك الجامعة ، العدد 4، 2002 .
8. سامي شوكت وفكره الإصلاحي في العراق 1895 – 1986 ، مجلة اليرموك ، العدد الخامس ، 2002 .
9. مخاطر العولمة الاقتصادية والثقافية على واقع المجتمع العربي ... ومستقبلة التشخيص ... والمعالجات ، منطقة المشرق العربي انموذجا بمشاركة الباحث قحطان حميد كاظم، منشور ، مجلة الأجيال العدد الأول ، نيسان ، 2002 .
10. محمد زكي البصري ودوره السياسي والبرلماني في تاريخ العراق المعاصر، مجلة كلية الآداب ، البصرة ، العدد ،35 ،2002 .
11. مواسم صيد اللؤلؤ في مملكة البحرين ، موسوعة تاريخ مملكة البحرين ، اتحاد المؤرخين العرب ،بغداد 2002 .
12. الشيخ عز الدين القسام شيخ الثوار 1882-1935 ، مجلة ديالى،العدد 24، 2005 .
13. العلاقات العربية – التركية ، الواقع وآفاق المستقبل كلية التربية جامعة ديالى ، كانون الثاني 2000 .
14. القضية القبرصية ... آراء ومداخلات ،دراسة في ضوء مناقشات الجمعية العامة الأمم المتحدة ، الدورة التاسعة ، مشترك مع الدكتورة منتهى عذاب ذويب ،مجلة اليرموك الجامعة 2005 .
15. منهج البحث التاريخي في ضوء تطور وسائل الاتصال والمعلوماتية ، بحث منشور في مجلة ديالى ، عدد خاص عن أبحاث، ندوة الجامعة في الألفية الثالثة، كلية التربية /جامعة ديالى 2004 ، .
16. جريدة لواء الاستقلال وموقفها من قضية فلسطين 1947 – 1948 ، هيئة رعاية العلماء والمبدعين ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي2006.
17. إمبراطورية الفوضى ومناهج التربية والتعليم العربية ، وقائع أبحاث مؤتمر العلمي الثاني في كلية التربية / جامعة واسط 2007.
18. نشاط الاستخبارات الألمانية في إيران وانعكاساتها على العلاقات ، بين البلدين مابين الحربين العالميتين 1914 -1945 ،مجلة ديالى للابحاث العلمية والتربوية والإنسانية العدد 25 ، 2006.
19. الدراسات العليا في اختصاص التاريخ أفق جديد ورؤية معاصرة ، دراسة مقدمة إلى رئاسة جامعة واسط ضمن ورقة دراسة تطوير التعليم العالي في العراق 2007.
20. واجهات الحداثة الاجتماعية ومسوغات التغير في تركيا ( مرحلة بناء الدولة الجديدة 1923 – 1938) ، مجلة كلية التربية، جامعة المثنى 2008.
21. الأستاذ الدكتور يوسف عز الدين ، دراسة في سيرته وتحليل الآثار المطبوعة في حقل التاريخ ، مجلة ديالى، 2002.
22. ديالى في ثورة العشرين ،منشور مجلة ديالى ،المجلد الأول ،العدد الثاني 1998 .
23. احمد الرجيبي الحسيني ،دراسة في آثاره المخطوطة ،مجلة ديالى ،العدد الرابع 1999 .
24. الزعامات العشائرية في ديالى ودورها الوطني في تاريخ العراق المعاصر دائرة الاعلام ،محافظة ديالى ، اليوم السنوي السادس عشر ،2000.
25. نواب ديالى في البرلمان العراقي ، الدورة الاولى 1925 -1928 ،منشور في مجلة ديالى ، العدد الخامس ،2000 .
26. الأستاذ الدكتور ،فاضل حسين الأنصاري ، دراسة في سيرته وفلسفته التاريخية المعاصرة ، مجلة ديالى ، العدد ،8، 2000.
27. إبراهيم بن عبدكه ،بين التعسف الاجتماعي وإنصاف التاريخ ،مجلة اليرموك ، العدد الرابع ، السنة الاولى 2002 .
28. الشيخ حميد يحيى الحسن ، أنموذج الزعامة العشائرية في ديالى 1854 –1956بمشاركه فاضل عبود التميمي مجلة ديالى ، العدد ، الثامن ، المجلد الاول ،2000 .
29. السيد علي بن معصوم المدني ...مراحل نشاتة الاولى ، مجلة الق ، العدد الثالث، اتحاد ادباء ديالى 2000 .
30. صفحات من تاريخ ديالى الحديث ، بحث مقدم الى دائرة إعلام محافظة ديالى بمناسبة ذكرى ثورة العشرين ، حزيران 1999 .
31. ديالى في مذكرات الساسة العراقيين في العهد الملكي دائرة ، إعلام محافظة ديالى ، بمناسبة يوم المحافظة السابع عشر 2001.
32. التواصل الحضاري في ديالى عبر التاريخ ، دائرة إعلام محافظة ديالى 11 أيلول 1999
33. التوصيف الغربي لدور المرأة في المجتمع العربي دراسة في ضوء كتابات الرحالة البريطانية فريا ستارك في العراق وجنوب الجزيرة العربية، من أبحاث المؤتمر الثاني مركز دراسات صلاح الدين الايوبي، جامعة تكريت، 2009.
34. فاعلية جهاز العرض (DATA SHOW) في تقديم المحاضرة الجامعية، وقائع مؤتمر التعليم الالكتروني، جامعة واسط، 2009.
35. الشيخ محمد ألخالصي بناء الذات في خضم الأحداث، المؤتمر العلمي الأول، رئاسة جامعة ديالى، 2009.
36. ديالى في أخبار ونشريات مجلة لغة العرب، المؤتمر العلمي السادس لكلية التربية الأصمعي جامعة ديالى، 14-15 نيسان 2010.
37. إمبراطورية الفوضى وهوية الثقافة الإسلامية دراسة في رؤية الشيخ احمد الوائلي المواجهة وسبل المعالجة، مؤتمر فكر الشيخ الوائلي مركز دراسات الكوفة والكلية الإسلامية الجامعة، النجف الاشرف، 29-30 نيسان 2010.
38. المحاضرة الجامعية بين الأساليب التقليدية وتقنيات التعليم الحديثة وتكنولوجيا المعلومات، كلية التربية الأساسية، جامعة ديالى، 2010.


رابعا : المشاركة في الندوات والمؤتمرات العلمية والحلقات النقاشية
 الندوات :
1.ندوة عروبة بغداد وجها ديتها عبر التاريخ ، بمناسبة يوم بغداد 2/1/1999 .
2.أحداث دولية معاصرة ، جامعة القادسية ،1999 .
3.خصوصية ثورة العشرين في ديالى / اتحاد أدباء ديالى 1998 .
4. ندوة العلاقات العراقية- الأمريكية، كلية التربية، جامعة واسط، 2009.
جامعة ديالى ،2000 .
 المؤتمرات العلمية :
- المؤتمر العلمي الأول ، كلية الآداب ، جامعة القادسية 2/3/1994 .
- المؤتمر العلمي الأول ، كلية التربية للبنات ، جامعة بغداد 1994 .
- المؤتمر العلمي الأول ، كلية التربية / جامعة ديالى 1997 .
- المؤتمر العلمي الثاني ، كلية التربية / جامعة ديالى 1998 .
- المؤتمر العلمي الثالث ، كلية التربية جامعة ديالى 2000.
- المؤتمر العلمي الثاني ، جامعة القادسية /5 نيسان 1998 .
- المؤتمر العلمي الثالث ، جامعة القادسية ،2001 .
- المؤتمر القطري الأول ، لأقسام التاريخ والآثار في العراق ، كلية الآداب/جامعة بغداد ، 2001 .
- المؤتمر العلمي الاول ، كلية الآداب / جامعة البصرة ، 2002 .
- مؤتمر نقابة المعلمين في العراق المقر العام ، المعلم ومخاطر العولمة الثقافية والاقتصادية نيسان 2002 .
- المؤتمر العلمي الثاني جامعة واسط عمادة كلية التربية للفترة من 15- 17 نيسان 2007 .
- المؤتمر العلمي الثالث، جامعة واسط 2008.
- المؤتمر العلمي الأول، جامعة المثنى، 2009.
- المؤتمر العلمي الثاني مركز دراسات صلاح الدين الايوبي، جامعة تكريت 2009.
- مؤتمر الفكر الإصلاحي للشيخ احمد الوائلي، جامعة الكوفة، 2010.
 الحلقات النقاشية :
- الجامعة والمجتمع ووسائل الإعلام ، جامعة ديالى ، كلية التربية ، 2000 .
- الجامعة في الألفية الثالثة ، كلية التربية ، جامعة ديالى ، 2004.
- تاريخ بيت المقدس ، جامعة ديالى ، 2000.
- وثائق عراقية معاصره ، بيت الحكمه ، بغداد ، 2001.
- ورقة تطوير التعليم العالي والبحث العلمي ، جامعة واسط ، كلية التربية 2007 .


خامسا : التدريس الجامعي
الدراسات الأولية :
المقررات الدراسية لمرحلة البكالوريوس في جامعات القادسية – ديالى – واسط :
- تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516 -1916 .
- تاريخ العراق المعاصر ، 1914 -1979 .
- تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر 1500 -1971 .
- تاريخ إيران وتركيا المعاصرة .
- تاريخ حركات التحرر العالمية في العالم الثالث .
- تاريخ العراق الحديث 1534 -1914 .
- تاريخ أوربا الحديث من مؤتمر فينا حتى الحرب العالمية الأولى .
- تاريخ العالم الثالث .
- تاريخ الوطن العربي المعاصر .
- دراسات في فلسفة التاريخ.
- دراسات في التاريخ المحلي.
- منهج البحث التاريخي.
الدراسات العليا :
مقررات الدراسات العليا ( الماجستير والدكتوراه) في جامعات القادسية وواسط وديالى وبغداد:
- دراسات في التاريخ العراق المعاصر.
- الفكر السياسي في تاريخ العراق المعاصر.
- دراسات في تاريخ إيران الحديث والمعاصر .
- فلسفة التاريخ العثماني .
- أوربا في عصر النهضة .
- مؤتمرات دولية معاصرة .
- منهج البحث التاريخي المتقدم وتحليل الوثائق المعاصرة.
- تحقيق النصوص والمخطوطات
- دراسات في تاريخ العراق في العهد العثماني .
- دراسات في تاريخ منطقة البحر الأحمر خلال القرن التاسع عشر .
- دراسات في تاريخ بلاد الشام في القرن التاسع عشر .
- الجغرافية التاريخية .
- شخصيات تاريخية معاصرة .
- مؤتمرات دولية خلال القرن التاسع عشر والعشرين.
- دراسات في تاريخ المغرب العربي الحديث.
- مشكلات تركيا الإقليمية.


 الإشراف على رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه في جامعات القادسية * وديالى * وواسط * وبغداد ومعهد التاريخ العربي والتراث العلمي
1. وزارة الداخلية الهيكل الوظيفي وتطور مؤسسات العمل التخصصي (1925-1939) جامعة ديالى الطالب قحطان حميد كاظم 2003 .
2. تطور العلاقات السعودية –التركية (1964 -1988 ) ،جامعة ديالى – الطالب هزبر حسن شالوخ ، 2004 .
3. حركة التحديث في البحرين (1955- 1973 ) جامعة ديالى – الطالب نبيل خليل ابراهيم ،2003.
4. محمد زكي البصري ونشاطه السياسي والبرلماني في العراق (1894-1937) جامعه ديالى ،الطالب سعد علوان سعيد الكرخي ،2004 .
5. جريدة القبلة الحجازية (1916-1918) ،دراسة تاريخية ،جامعه ديالى ، الطالب نبيل سمين وهاب الخالدي ،2002 .
6. وزارة الداخلية المرحلة التأسيسية (1921 -1924 )جامعه القادسية ، الطالبة ماجدة كريم حسن عبد الجنابي ،2002 .
7. فرانكلين روزفلت وسياسته الخارجية تجاه منطقة المشرق العربي (1933 – 1945 ) جامعة ديالى ، الطالب كفاح احمد النجار 2002 .
8. المنظمة الدولية الامم المتحدة وموقفها من قضايا مصر (1952 -1967)،جامعة ديالى ، الطالب احمد ماجد عبد الرزاق ،2005.
9. إبراهيم باشا ونشاطه السياسي والعسكري والاداري ،جامعة ديالى /كلية التربية ، الطالب ثعبان حسب الله علوان 2005 .
10.تطور العلاقات اليمنية – المصرية (1934 -1952 )معهد التاريخ العربي ،بغداد ،2001.
11.ثورة ردفان عام 1963 في اليمن ،الطالب دحام علي خضير السعدي معهد التاريخ العربي ،بغداد ،2002.
12.جريدة العراق (1920-1932) دراسة تاريخية ،الطالب احسان الدليمي معهد التاريخ العربي بغداد 2002 .
13.تأثير الفكر الناصري في العراق (1956 -1970 ) جامعه ديالى / كلية التربية قسم التاريخ 2006 .
14.العلاقات السعودية – الأمريكية 1975 -1982 ،رفل على لطيف ، رسالة ماجستير في قسم التاريخ ، كلية التربية – جامعه ديالى 2008 .
15.المهاجرون العرب في الولايات المتحدة الأمريكية ودورهم الفكري والسياسي والاقتصادي1956-1973 ماهر مبدر عبد الكريم رسالة ماجستير جامعة ديالى كلية التربية قسم التاريخ ، 2008.
16. الكوت دراسة في تطوراتها السياسية والادارية 1914 -1958 فاطمة عبد شرقي رسالة ماجستير جامعة واسط كلية التربية ، قسم التاريخ 2008.
17. حزب النهضة العراقية 1922- 1932 دراسة تاريخية، رسالة ماجستير فلاح حسن كزاز كلية التربية أبن رشد جامعة بغداد (قيد الانجاز).
18. فؤاد شهاب ودوره السياسي والعسكري في لبنان 1919- 1972 رسالة ماجستير، كلية التربية ابن رشد جامعة بغداد، قيد الانجاز للطالب بكر عبد الحق رشيد.
19. الصحافة العراقية ومشكلات الريف العراقي، أطروحة دكتوراه هلال كاظم الحميري معهد التاريخ العربي، بغداد (قيد الانجاز).
20. محكمة التمييز في العراق 1925- 1958 دراسة تاريخية، جلاوي سلطان عيطان معهد التاريخ والتراث العلمي، بغداد، قيد الانجاز.


 الاشراف على رسائل الماجستير تخصص طرائق تدريس التاريخ :
1. أثر استخدام نمطين من أساليب استثارة الدافعية في التحصيل الدراسي لطلاب الصف الأول المتوسط في مادة التاريخ القديم للوطن العربي ، جامعه ديالى ، كلية التربية الأساسية ، الطالب عدي طاهر محمود السامرائي 2004
2. أثر استخدام أنموذج مارتورلا في اكتساب المفاهيم الجغرافية واستبقائها لدى
تلاميذ الصف الخامس الابتدائي ، جامعه ديالى / كلية التربية الأساسية ،
الطالب عبد فرحان عبد الله العنبكي ،2003.
3.المفاهيم التاريخية المتداخلة المعنى لدى طلبة قسم التاريخ ،كلية التربية جامعة
ديالى / كلية التربية ، الطالب علي راضي سعد البطاط 2005 .
4.أثر استخدام انموذج بوسنر في التغير المفاهيمي لدى طالبات الصف الرابع
العام في مادة التريخ ، جامعة ديالى ، الطالبة منى زهير حسين (2005).
5.أثر استخدام استراتيجية المنظمات المتقدمة في التحصيل والاتجاه نحو التاريخ
لدى طالبات الصف الثاني المتوسط ، جامعة ديالى ، الطالب احمد هاشم محمد
داوود العميري 2002 .


سادسا : مشاركته في كتابة الموسوعات الحضارية .
- موسوعة تاريخ الأقطار العربية / دولة الإمارات العربية المتحدة 1999 .
- موسوعة البحرين الحضارية /2002
- موسوعة أعلام العرب ، بيت الحكمة ، الجزء الثاني ، 2002.
- المشاركة في إعداد موسوعة ديالى الحضارية، جامعة ديالى، 2002-2003.


سابعا : عضويته في الاتحادات والجمعيات الثقافية :
- عضو اتحاد المؤرخين العرب .
- عضو جمعية المؤرخين والاثاريين العراقيين
- عضو جمعية المؤرخيين والاثاريين / الفرات الاوسط.
- عضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين.
- عضو جمعية الكتاب والمؤلفين / ديالى .
- عضو نقابة المعلمين العراقيين .
- عضو رابطة التدريس الجامعيين / جامعه ديالى 2004


ثامنا : نشاطات بحثية أخرى في غير الاختصاص :
- مجتمع الطفولة في ضوء نشريات جريدة المدى (2004 -2005 ) منشور في مجلة أبحاث الطفولة مركز الامومة والطفولة جامعة ديالى 2006 .
- الشيخوخة وضرورات الاستخدام الأمثل للزمن 2004 وحدة أبحاث الطفولة كلية التربية ،جامعه ديالى ،2004.
- المرأة العراقية وظاهرة العنف المجتمعي، مركز أبحاث الأمومة والطفولة ديالى، جامعة ديالى، 2010.


تاسعا : المشاركة في رئاسة وعضوية اكثر من (100) لجنة مناقشة أطروحة دكتوراه ورسالة ماجستير في مختلف الجامعات العراقية.
عرفت الدكتور صباح مهدي رميض طالبا وفيا لأساتذته ولمن درسه، وعرفته باحثا دؤوبا ،وأستاذا جامعيا متميزا، وصديقا عزيزا، وإنسانا على خلق قويم وكم سررت عندما قرأت في احد كتبه انه يتمثل منهج اساتذته وتوجهاته البحثية ويجعل من مناهج الأساتذة الدكاترة كمال مظهر احمد وإبراهيم خليل العلاف وطارق نافع الحمداني أمثلة علمية رائدة في عمله البحثي الأكاديمي المعتمد على جمع النصوص التاريخية من مظانها المختلفة ،ثم تحليلها وإعادة تشكيلها كما وقعت . وبهذا فالدكتور صباح يعتمد منهج المدرسة التاريخية العراقية المتصف بالعلمية والموضوعية والدقة والرصانة. والاهم من ذلك كله الإيمان بتعددية الدوافع والأسباب وعدم التعصب لعامل أوحد في تشكيل الحدث التاريخي .
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ورابطها التالي :
http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html

الاثنين، 24 مايو 2010

محمد مفتاح الفيتوري في الموصل 1971




1971 محمد مفتاح الفيتوري في الموصل
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث- جامعة الموصل
جميل جدا أن ينادى الشعراء والكتاب والمؤرخين والفنانين في الموصل العزيزة، لكي يوثقوا لواحد من أيام هذه المدينة الخالدة التي احتضنت يوم 11 كانون الأول-ديسمبر سنة 1971 كوكبة من شعراء العراق والأمة العربية بهدف إحياء الذكرى الألفية للشاعر الكبير أبي تمام حبيب بن اوس الطائي. وكان من ابرز الحاضرين الشعراء نزار قباني وعبد الله البردوني واحمد عبد المعطي حجازي وسلمى الحفار الكزبري ومحمود حسن إسماعيل ومحمد عفيفي مطر، ومحمد مفتاح الفيتوري من العرب. والشعراء حافظ جميل وبلند الحيدري وعبد الوهاب ألبياتي ولميعة عباس عمارة ومقبولة الحلي وهلال ناجي من العراق والشعراء ارشد توفيق وسالم الخباز ومعد الجبوري وبشرى البستاني وامجد محمد سعيد وعبد المحسن عقراوي وذو النون الشهاب واحمد محمد المختار من الموصل .وفي الساعة السابعة من يوم 12 كانون الأول1971 ، افتتحت الأمسية الشعرية الأولى في قاعة الإدارة المحلية . وقد احتشد أهالي الموصل يشوق ولهفة للالتقاء بالشعراء العرب وقدم عريف الحفل السيد لطيف الجبوري، الشاعر نزار قباني فألقى قصيدته : " قصيدة اعتذار لأبي تمام " ،ثم أعقبه الشاعر احمد عبد المعطي حجازي فألقى قصيدتين الأولى عن وحيد النقاش الشاعر الذي مات بعيدا عن وطنه والثانية " مرثية للعهد الجميل " .ثم ألقى الشاعر جورج راجي قصيدته، وأعقبه الشاعر إدريس الجاي وتلاه الشاعر حافظ جميل وبعدها الشاعر عبد الله البردوني .وقد اعتلى المنصة الشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري ليلقي قصيدته الموسومة : " نافذة العصر " وكنا متشوقين –كشباب – لرؤية الفيتوري حيث كنا ندرس قصيدته : "الحرية " من ديوانه : " نشيد إفريقيا " في المدرسة . واستجابة لدعوة الأخ الصديق حاتم الطائي (... ) أعيد نشر جانب من قصيدة الشاعر محمد مفتاح الفيتوري ،وقبل ذلك أعطي نبذة عنه لأبنائنا وأحفادنا لكي يطلعوا على واحدة من صفحات الزمن الموصلي الجميل فمن هو محمد مفتاح الفيتوري ؟
ولد في الجنيتة (السودان) عام 1930.
نشأ في مدينة الإسكندرية بمصر وهناك حفظ القرآن الكريم
درس بالمعهد الديني بالإسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة
أكمل تعليمه بالأزهر كلية العلوم
عمل محررا ً أديبا ًبالصحف المصرية والسودانية
وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970
عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا
شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت
ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب
يعد الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية والثقافية السودانية والعربية

مؤلفاته:

1- أغاني إفريقيا 1955- شعر ط2 1956.

2- عاشق من إفريقيا 1964- شعر.

3- اذكريني يا إفريقيا 1965- شعر.

4- سقوط دبشليم 1968- شعر.

5- معزوفة لدرويش متجول 1969- شعر.

6- سولارا (مسرحية شعرية) 1970.

7- البطل والثورة والمشنقة- شعر 1972.

8- أقوال شاهد إثبات- شعر 1973.

9- ابتسمي حتى تمر الخيل- 1975- شعر.

10- عصفورة الدم- شعر- 1983.

11- ثورة عمر المختار- مسرحية 1974.

3- عالم الصحافة العربية والأجنبية- دراسة- دمشق 1981.

4- الموجب والسالب في الصحافة العربية- دراسة- دمشق 1986.


الكتب المترجمة:

5- نحو فهم المستقبلية- دراسة- دمشق 1983.

6- التعليم في بريطانيا.

7- تعليم الكبار في الدول النامية.
أما قصيدته : " نافذة العصر " التي ألقاها في مهرجان أبي تمام بالموصل 1971 فتقول :

حين يأخذك الصمت منا



فتبدو بعيدا



كأنك راية قافلة



غرقت في الرمال



تعشب الكلمات القديمة فينا



وتشهق نار القرابين



فوق رؤوس الجبال



وتدور بنا أنت



ياوجهنا المختفي



خلف سحابة



فى زوايا الكهوف



التي زخرفته الكآبة



ويجر السؤال .. السؤال



وتبدو الإجابة.. نفس الإجابة



****



ونناديك



تغرس أصواتنا



شجرا صندليا حواليك



نركض خلف الجنائز



عارين في غرف الموت



نأتيك بالأوجه المطمئنة



والأوجه الخائفة



بتمائم أجدادنا



بتعاويذهم حين يرتطم الدم بالدم



بالصلوات المجوسية الخاطفة



بطقوس المرارات



بالمطر المتساقط في زمن القحط



بالغاب والنهر والعاصفة



****



قادما من بعيد على صهوة الفرس



الفارس الحلم ذو الحربة الذهبية



يافارس الحزن مرغ حوافر خيلك



فوق مقابرنا الهمجية



حرك ثراها



انتزعها من الموت



يافارس الحزن



كل سحابة موت



تنام على الأرض



تخلقها ثورة في حشاها



انتزعها من الموت فارس



الحزن



أخضر



قوس من النار والعشب



أخضر



صوتك بيرق وجهك قبرك



لا تحفروا لى قبرا



سأرقد في كل شبر من الأرض



أرقد كالماء في جسد النيل



أرقد كالشمس فوق



حقول بلادي



مثلى أنا ليس يسكن قبرا



****



لقد وقفوا ..



ووقفت



لماذا يظن الطغاة الصغار



وتشحب ألوانهم



أن موت المناضل موت القضية ؟



أعلم سر احتكام الطغاة إلى البندقية



لا خائفا .. إن صوتي مشنقة



للطغاة جميعا ..



ولا نادم .. إن روحي مثقلة بالغضب



كل طاغية صنم



دمية من خشب



وتبسمت .. كل الطغاة



ربما حسب الصنم الدمية المستبدة



وهو يعلق أوسمة الموت فوق صدور



الرجال ..



انه بطلا مايزال



وخطوت على القيد



لا تحفروا لي قبرا



سأصعد مشنقتي



وأغسل بالدم رأسي



وأقطع كفى



وأطبعها نجمة فوق واجهة العصر



فوق حوائط تاريخه المائلة



وأبذر قمحى للطير والسابلة



****



قتلوني وأنكرني قاتلي



وهو يلتف بردان في كفني



وأنا من؟ سوى رجل



واقف خارج الزمن



كلما زيفوا بطلا ..



قلت: قلبي على وطني
*الصورة الثانية للشاعر محمد الفيتوري وهو يعتلي منصة قاعة فندق الادارة المحلية في الموصل مساء يوم 12-12-1971 .وقد دام المهرجان خمسة أيام .

الأحد، 23 مايو 2010

المكتبة العربية وعبد الرحمن الكركجي


المكتبة العربية وعبد الرحمن الكركجي

بقلم الاستاذ الصديق معن عبد القادر ال زكريا

زخرت مدينة الموصل- من خلال شارعها الشهير ب "شارع ألنجفي "- بالعديد من المكتبات وتعد المكتبة العربية من أقدم هذه المكتبات ومؤسسها هو الأستاذ عبد الرحمن بن عبد الله بن مصطفى الكركجي وكان ذلك سنة 1921 . وكما هو معروف فأن الكركجي عمل منذ طفولته مع والده عبد الله في مهنة العطارة في دكانه الواقعة في سوق العطارين . إلا أن ذلك العمل لم يحل بينه وبين دخول المدرسة الابتدائية والتخرج فيها ، ثم اكتفى من تعليمه بحصوله على شهادة الدراسة المتوسطة ليطلب التعيين موظفاً في دوائر الحكومة ، فكان نصيبه أن يصير كاتباً في (دائرة الأعشار) والعشر ، ضريبة كانت تفرض على إنتاج المزارعين من الحنطة والشعير بنسبة واحد إلى عشرة من قيمة المحصول ، ثم صار وأن ألغيت هذه الضريبة في نهاية الخمسينات لعدم إيجابية الانتفاع بإيراداتها بالقياس إلى تكاليف جبايتها .
وكان الشاب عبد الرحمن يتوق توقاً شديداً إلى القراءة ، فأستهوته مؤلفات الكاتب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي ، فقرأها عن آخرها ، ثم لمّا لم يجد ما يطفئ ضمأه إلى المزيد من القراءة في الموصل ، صادف أن سافر مع أقربائه إلى بغداد ، فزار سوق المكتبات في سوق السراي وتفرعاته (شارع المتنبي اليوم) ليشتري مجموعة متنوعة من كتب أدبية ودينية من مكتبات (العربية ، والعصرية ، ومكتبة إبراهيم حلمي) اذ قام بقراءة بعضها وبيع البعض الآخر في محل والده في سوق العطارين .
وحين اختمرت في ذهنه فكرة الاهتمام بالكتاب ، ترك الوظيفة غير آسف عليها ، ليستأجر دكاناً في شارع ألنجفي زودها بالكتب وأسماها ب "المكتبة العربية" ثم بمرور الزمن أضاف إلى تجارة الكتب الأدبية التي صار إلى المعارف لمختلف المراحل الدراسية .
لقد كانت مكتبة عبد الرحمن الكركجي مكاناً دائماً لملتقى مختلف الأصحاب والأصدقاء والمعارف ، فيهم الدكتور عبد الجبار الجومرد والدكتور داوود ألجلبي واللواء الركن عبد العزيز العقيلي والمؤرخ مدير متحف الآثار في الموصل سعيد الديوه جي والأستاذ في القانون الدكتور حسن علي الذنون .
وقد اهتم السيد عبد الرحمن الكركجي طوال عمله في إدارة المكتبة ولأربعة عقود ونيّف بجمع الكتب الخطية القديمة والنفيسة (المخطوطات) . وقد باع قسماً عظيماً منها إلى مكتبة متحف بغداد في فترة الستينات من القرن الماضي .
توفي الحاج عبد الرحمن الكركجي في مايس-أيار سنة 1976 وتولى ابنه أسامة إدارة المكتبة بعد وفاة والده . غفر الله لعبد الرحمن وأجزى ثوابه ،بعد أن خدم العلم والمعرفة وأعطى اللغة العربية ومنشوراتها حيزاً كبيراً من حياته ، وسمعة جليلة بعد وفاته .
*صورة الاستاذ عبد الرحمن الكركجي

الجمعة، 21 مايو 2010

أمام قلعة أربيل التاريخية




أمام قلعة أربيل التاريخية
ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل


تقع قلعة اربيل في وسط مدينة أربيل في كردستان العراق، ويعود تاريخها إلى العصور الأشورية والى حوالي الألف الأول قبل الميلاد، بنيت أساسا لأغراض دفاعية حيث كانت تعد حصنا منيعا لمدينة اربيل في تلك الحقبة الزمنية. وقد ضمت القلعة عند إنشاءها في بادئ الأمر المدينة بكاملها . وتبعد أربيل عن مدينة الموصل 87كم وعن كركوك 96كم، وعن بغداد عاصمة العراق 346كم, ولغرض الإلمام في أصل تسميتها، فقد ظهر ما يدلل على اسمها وما وصل إليه المؤرخون من الإشارات الواردة في سجلات ملوك سلالة أور الثالثة (2112–2004) ق.م , وهي أقدم كتابات سومرية اسم اوربيلم . وفي العهد البابلي والآشوري سميت (اربا ايلو) , وبالخط المسماري(ربييرا) .أما العرب والعثمانيون فسموها أربيل أي "الأرض المخضرة". وللقلعة بوابتان قديمتان وبوابة ثالثة جديدة نسبيا ، أحداهما البوابة الجنوبية تشرف على الميدان ويفصل القلعة عن سوق القيصرية ، شيدت سنة 1860م وهدمت سنة 1960م. أما البوابة الحالية فقد شيدت عام 1979م ، وصممت من قبل المكتب الاستشاري العراقي في محل البوابة القديمة ، والبوابة الثانية هي البوابة الشرقية وهي بوابة قديمة وتستخدم للسابلة فقط . أما البوابة الثالثة فهي البوابة الشمالية (الاحمدية( وتم افتتاحها قبل حوالي 60 عاماً ومعها افتتح شارع عريض يمر من وسط القلعة ، ومواجهة لمدينة عين كاوة وتستخدم لصعود السيارات فقط. وحسب إحصاء عام 1957 وصل عدد الدور المستملكة من قبل دائرة الآثار والتراث إلى 32 داراً والدور المستملكة من قبل البلدية 161 داراً وبيوت تعود ملكيتها لأشخاص إلى 279 داراً بينما البيوت المجهولة الملكية تصل إلى 34 داراً وبهذا يصبح مجموع الدور 506 داراً . وحسب إحصاء عام 1977 وصل عدد الدور المعروفة إلى 566 داراً بينما بقايا الدور المتهدمة وصل عددها إلى 103 داراً ، مما يعطينا صورة أولية عن المجموع 669 داراً ، وبلغت مساحة الدور 60808م2.
كتب الاستاذ سالم صابر الاطرقجي مقالة عن اربيل اشار فيها الى الاحصاء الذي تم بعد الحرب العالمية الاولى والاحتلال البريطاني للعراق ومما ورد في المقالة " وبعد الحرب العالمية الاولى استقرت الامور للمحتلين الانكليز في العراق ومدينة اربيل من ضمنها. اسس المحتل الانكليزي الادارة المدنية واقدم على خطوات في سبيل توفير المعلومات الاساسية التي تسهم في تطوير المستلزمات والتقدم نحو الحضارة الاوروبية من فتح المدارس وانشاء المستشفيات وغيرها. لذلك قام باجراء احصاء سكاني لقلعة اربيل وفق استمارات تضمنت اسم المحلة ورقم الابواب ورقم الجادة واسم رئيس العائلة وتاريخ ولادته بالسنة الهجرية وافراد عائلته ومهنهم واسماء الساكنين معهم من المستاجرين وشمل الاحصاء 521 دارا موزعة على محلات (طوبخانة 133، والتكية 212 والسراي 176دارا). وقد ظلت نتائج هذا الاحصاء محفوظة في سجلات مديرية النفوس العامة ببغداد الى ان قام السيد برهان يارالى مشكوراً بنشرها في كتابه الموسوم (قلعة اربيل بين الماضي والحاضر ) في عام 2004




قال ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان)، عن اربيل وقلعتها: ان اربيل هي قلعة ومدينة كبيرة في فضاء واسع من الأرض. أصبحت القلعة مقرا للامير الاتابكي سنة 539هـ.يبلغ ارتفاع القلعة 415 م عن مستوى سطح البحر وعن سطح المدينة يبلغ ارتفاعها حوالي 26 م اما مساحتها فتبلغ 102.190 متر مربع. وفي 26 أبريل 2006 دمر أحد جدرانها الذي يقع في مواجهة بناية (محافظة أربيل).. وقد سميت اربيل باربيل لان القلعة كانت اسمها اربأيلو والمنطقة التي فيها القلعة كانت اسمها قبل أنشاء القلعة عليها باسم اراستيوم حيث هذا احد الاسماء الاشورية القديمة وكلمة اربيل مأخوذه من اربأيلو يعني الاله الاربعة في اللغة الاشورية وسميت بالقلعة لأنها كانت عالية وكانت أشبه بالدرع.
كانت مدينة أربيل عبارة عن قلعة محصنة بأبوابها وأبراجها المحكمة , بالإضافة إلى جدرانها الصقيلة المحيطة بها التي كانت السبب الرئيسي في منع المهاجمين من ارتقائها , ولم تخضع مدينة أربيل لفاتح إلا بصعوبة وأقدم إشارة الى ذلك ما نقله (ابن واصل) عن صمودها أمام الامير الاتابكي عماد الدين زنكي-مؤسس اتابكية الموصل- حين حاصرها سنة 526 للهجرة محاولاً ضم هذه المدينة إلى إمارته , هذا فضلا عن قول (القزويني) : "إن هذه القلعة كانت من الحصانة بحيث عجز المغول عن افتتاحها مع إنهم ما فاتهم شيء من القلاع والحصون" .
يقول المتخصص في شؤون الآثار ومدير متحف اربيل سابقا الاستاذ كنعان المفتي: (( يرجع تاريخ قلعة اربيل الى الالف السادس او السابع قبل الميلاد..و تتكون القلعة من ثلاثة احياء سكنية وهي محلة سراي ومحلة طوبخانة ومحلة التكية ... وقد بنيت القلعة على بقعة مساحتها مائة وعشرة الاف متر مربع وكان فيها اكثر من 800 عائلة اي مايقارب 4000 نسمة كانوا موجودين في قلعة اربيل.. ومرت عليها حضارات إزدهرت في عصور ما قبل التاريخ كالسومرية والاكدية والبابلية والاشورية والميدية الى الفترات الاسلامية المتعاقبة .كما ان الكشوفات التي اجريت على القلعة خلال الفترات المنصرمة، أكدت أن القلعة كانت مسكونة باستمرار عبر المراحل التاريخية التي مرت بها مبينا أن القلعة هي تل غير اصطناعي ويسمى" تل المدن السبعة" أي سبعة حضارات متعاقبة واحدة تلو الاخرى)).


واشار المفتي ((إلى أن محاولة لسبر غور القلعة بإجراء الفحص الضوئي السونار المتكامل قد تمت وأتضح من خلاله العديد من الحقب التاريخية وفي بعض الأماكن وجود عدة حضارات متعاقبة مؤكدا أن القلعة بحاجة الى حملات تنقيب مستمرة من أجل الوصول الى حقائق وجود المعابد والدور والحقب التاريخية)) . وأكد المفتي إجراء العديد من عمليات الصيانة والترميم على قلعة اربيل التاريخية ،كان من أبرزها في أعوام الثمانينات من القرن الماضي ، وذكر ان الحكومة العراقية قامت- منذ بداية القرن العشرين-بصيانة بعض الدور وفتح الشارع الرئيسي. وفي عام 2004 عقد اكبر تجمع اركولوجي في مدينة اربيل سمي: " المؤتمر العلمي الأول لصيانة وترميم قلعة اربيل" ، وخرج المؤتمر بنتائج جيدة أبرزها تأهيل قلعة اربيل مرة أخرى وإخراج العوائل المسكونة فيها بصورة مؤقتة لتبدأ بعدها عملية ترميم وصيانة الدور الاثرية ،وشكلت من قبل حكومة اقليم كردستان العراق هيئة كاملة لصيانة قلعة اربيل والان بدأت بجمع الوثائق والخرائط والصور. كما شرعت في اخلاء الدور وتعويض اصحابها بقطع اراضي سكنية وبناء مجمع لهم في اطراف مدينة اربيل . كما تحولت الساحة المواجهة للقلعة إلى متنزه جميل فيه الحدائق والساحات والنافورات ويقضي أبناء اربيل والسواح أوقاتا جميلة أمام القلعة وخاصة في أوقات الصباح والمساء وهم يتنسمون عبق التاريخ، وأريج التراث العراقي الأصيل .
أدرجت قلعة اربيل الأثرية إلى لائحة التراث العالمي بشكل مؤقت. وتتميز القلعة بموقعها المركزي المطل على مدينة اربيل في شمال العراق ومساحتها التي تزيد قليلا عن عشرة هكتارات. وقال مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة محمد جليد إن الفترة الماضية سمحت بتقييم أوضاع القلعة وبعدها كانت مرحلة إعداد الخطط لحمايتها نظرا لوجود العديد من المنازل المعرضة للهدم وأشار إلى أن المرحلة الثالثة تعني إدراجها مؤقتا ضمن لائحة التراث العالمي. وأكد جليد أن الهدف الأول هو الدخول في اللائحة العالمية. وأشار إلى أن "المرحلة الثانية تستغرق ثلاث سنوات لإصلاح وترميم المنازل داخل القلعة وأي موقع اثري يستغرق سنتين قبل إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي بشكل دائم".


ثمة دراسات جرت لتطوير القلعة أبرزها :




.1 دراسة المكتب الاستشاري العراقي سنة 1968- 1971 :
أهدافها : تحويل القلعة إلى مركز سياحي حيث يتناسب مع أهميتها التاريخية وصيانتها والمحافظة على بعض الأبنية وإعادة بناء المدخل الجنوبي بشكل يتناسب مع طابع وتاريخ القلعة وإقامة سلم حجري للقلعة بدلاً من طريق السيارات , وإلغاء هذا الطريق الصاعد وتحويله للمشاة فقط وإنشاء مصعدين بسعة حجمية ملائمة في منطقتين مناسبتين لنقل الناس إلى القلعة وتحسين مظهرها الخارجي بزراعة سفوحها من جميع الجوانب وإنارتها ليلا .
2 . دراسة المكتب الاستشاري العراقي بالتعاون مع مؤسسة كولن بيوكاتن وشركاته الإنكليزية :
قدم المكتب مع المؤسسة المذكورة في14 كانون الثاني 1971عرضاً خاصاً الى مديرية بلدية أربيل بتهيئة دراسة لتطوير القلعة والحفاظ عليها وعد ذلك متمما للدراسات التي قام بها المكتب في السابق ويتكون هذا العرض من مسح عام للصفات والمميزات المعمارية والتخطيطات الأولية لبعض المنشات الموجودة في القلعة وذلك لتطويرها واستخدامها كمركز ثقافي تعليمي بالإضافة الى مخططات لبعض الخدمات كالطرق والمجاري والمسح الصحي والآثاري التمهيدي ثم لخصت الدراسة وقدمت باللغة الإنكليزية في تموز 1971 ويلاحظ أن المكتب الاستشاري العراقي قد قدم الى بلدية أربيل في 24شباط 1971 عرضا جديدا لمؤسسة (Coopsect) الفرنسية لتطوير القلعة.


3 .دراسة المهندس الفرنسي (بيير لوبوتو) عام 1971 :
زار المهندس بيير لوبوتو قلعة أربيل لمدة 4 أيام ورأى أن الحالة العامة للدور السكنية رديئة وكذلك شاهد تصدع الجدران وتحول بعض الدور إلى خرائب لكنه أشار إلى أن القلعة ما تزال محتفظة بسمتها المعمارية والتاريخية ووضع عددا من المقترحات والحلول لتطوير القلعة منها :
• التحريات عن الكنوز الأثرية : اعتقد لوبوتو انه في حالة احتواء القلعة على آثار تاريخية مهمة فان ذلك سيؤدي إلى احداث مهمة لاحتمال وجود الآثار فيها وتغيير مجرى سير عمليات التطوير .
• الصيانة العامة للقلعة : افترض أن تكون صالحة للسكن بعد صيانتها ولكن يجب التقليل أولاً من عدد المباني السكنية وخصوصا الغير ملائمة منها ، وخلق فضاءات بين الكتل السكنية .
• إقامة تنظيمات سياحية وخلق مراكز ثقافية وعددا من المتاحف والمحافظة على المساجد وبعض المباني السكنية والحمامات وتحويل بعض الدور السكنية الى متاحف أو مناطق سياحية وتنظيم الساحات والشوارع .
• التأكيد على صيانة السور المحيط بالقلعة ورفع كافة التجاوزات .


4 .. دراسة المهندسة شيرين إحسان سنة 1978 رسالة ماجستير :
ترى إن الاختيار الأفضل لتطوير القلعة هي بوصفها مركزاً تاريخياً وآهلة بالسكان
وعن طريق الحفاظ على سماتها ومميزاتها الفريدة وعليه اقترحت عدة بدائل :-
• الصيانة الشاملة : أي المحافظة على كل المباني في القلعة وتحديد حركة النقل فيها .
• الصيانة الانتقائية : أي الاحتفاظ ببعض المباني الموجودة حالياً في القلعة وحسب أهميتها المعمارية وحالتها البنائية .
• صيانة الشكل الخارجي : أي الاحتفاظ بالتل ومجموعة المباني المنتشرة على حافتها مع واجهاتها واعتقدت إن بالإمكان استبدال كافة المباني الواقعة في الجزء الأعلى للقلعة ولكن مع تحديد الارتفاع حفاظاً على مظهرها الخارجي .
• واعتبرت إن البديل الأفضل لتطوير القلعة هو البديل الثاني (ب) أي الصيانة الانتقائية ، ولإضفاء الحيوية السياحية والثقافية اقترحت إنشاء مركز فني يضم الفنون والحرف القديمة في شمال العراق وإنشاء مركز ثقافي للدراسات التاريخية والآثارية ، ومعهدا للغات والأدب الذي يخص هذه المنطقة وأخرا للموسيقى والرقص الشعبي ، ومعهدا للدراسة البيئية , وبناء متاحف للتاريخ الطبيعي والآثار المكتشفة , وبناء مسرح مدرج لعروض الرقص الفلكلوري والمحلي والغناء والأناشيد الشعبية .
• ضرورة تثبيت سفوح القلعة بأنواع خاصة من النباتات قليلة الارتفاع التي تتحمل المناخ الجاف وضرورة تهيئة شبكة أنابيب لسقي هذه النباتات .
5 .دراسة عبد الباقي الحيدري سنة 1985 رسالة ماجستير:
اقترح بعض النقاط الأساسية لتنفيذ التجديد الحضري لقلعة اربيل اجتماعياً واقتصادياً وعمرانياً :-
• إنشاء هيئة عليا ذات صلاحية يكون واجبها الأساس الإشراف على عملية التجديد الحضري للمنطقة , وامتلاكها الإمكانات المادية الكافية , وتحديد برنامج للعمل وتوفير التصاميم الملائمة للمستويات الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية .
• إعداد قوائم خاصة تسجل فيها المباني التراثية الواجب المحافظة عليها وأهمها الدور السكنية , وإعادة تأهيل قسم منها الى وظائف جديدة مثل متاحف , مراكز حرفية , دور استراحة .
• تحويل حمام القلعة إلى حمام فلكلوري مؤثث مع تماثيل شمعية تمثل الحمام الشعبي .
• المحافظة على الطابع المعماري للمنطقة بأزقتها الضيقة والملتوية , والمحافظة على مداخلها وإعادة بناء المدخل الشرقي .
• يتطلب التجديد الحضري للقلعة تحسين الحالة العمرانية , وتوفير خدمات البنى التحتية الاجتماعية والفنية .
والصورة المرفقة أخذت عصر يوم 9 نيسان 2010 وهي للدكتور إبراهيم خليل العلاف وزوجته الدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي .

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...