الخميس، 18 مارس 2021

كنيسة سيدة البشارة في الموصل...............................ا.د. ابراهيم خليل العلاف

















 كنيسة سيدة البشارة في الموصل

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

كانت كلمة الاب عمانوئيل رائد عادل كلو ممثل الكنائس المسيحية في الموصل وراعي  كنيسة سيدة البشارة في حي المهندسين بالجانب الايسر من مدينة الموصل امام قداسة البابا فرنسيس عند زيارته للموصل صباح يوم  7-3-2021 في حوش البيعة وحديثه عن تجربته  في العودة الى الموصل بعد التحرير والتفاف الموصليين حولك واستقبالهم له  وزياراتهم المتكررة واستضافته في جامع رشان ليشارك في احتفال المولد النبوي،  قد حفزتنا جميعا للوقوف عند دوره الرعوي الكبير واهتمامه بحركة اعادة بناء واعمار كنائس الموصل ومحافظة نينوى بعدما حصل لها من تدمير وتخريب على ايدي عناصر داعش الذين سيطروا على الموصل بين سنتي 2014 و2017 .

وكانت ( كنيسة سيدة البشارة  للسريان الكاثوليك)  ، واحدة من الكنائس التي تعرضت للتدمير والتخريب لذلك تنادى الموصليون من المسيحيين في الموصل وخارجها لإعادة تعمير هذه الكنيسة  وكان لديوان الوقف المسيحي دور كبير في ذلك  ، وتم افتتاحها  يوم السبت السابع من كانون الاول سنة 2019 باحتفال كبير  حضره غبطة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك الكرسي الرسولي الأنطاكي للسريان الكاثوليك،    وعدد كبير من أصحاب السيادة والنيافة من رجال الدين المسيحيين و محافظ نينوى ووفد من ديوان الوقف المسيحي  ضم المهندس صفاء حنا صفو مسؤول مشاريع نينوى وكركوك وقسم الموصل والمهندسين بيرق خالد إبراهيم و فراس سالم بطرس  .

 وقد قدم الاب  رائد عما نوئيل عادل كلو  راعي الكنيسة يوم افتتاحها ايجازا جميلا عن مسيرة اعمار هذه الكنيسة والجهود التي بذلت فيها ومن اجل اعادتها لتكون مكانا لأداء الطقوس الدينية .

وكنيسة سيدة البشارة تقع في حي المهندسين وهو حي راق  وجميل من احياء مدينة الموصل في جانبها الايسر  شيدت سنة 1970 ولم تكن مساحتها  عند انشائها تزيد  عن (200) متر مربع وكانت تضم الكنيسة  عند تأسيسها قسما داخليا للطلبة الذين يتلقون دراسة دينية كما انها تضم مركزا ثقافيا .

في كنيسة سيدة البشارة يوجد تمثال جميل للسيدة العذراء في باحة الكنيسة وفي سنة 2000 تم توسيع الكنيسة من خلال الحاق دار مجاور لها واصبح امام الكنيسة ساحة جيدة لوقوف سيارات المصلين والزائرين للكنيسة . كما جرت خلال السنة 2013 عملية ترميم اخرى للكنيسة واضيفت لها الايقونات الخشبية فضلا عن اضافة نصب للصليب في حديقة الكنيسة والذي صمم بشكل ثلاثي الابعاد ويحمل الوان علم جمهورية العراق الحبيب .

وفي الكنيسة أبنية اخرى ملحقة بها من قبيل  (مذبح الكنيسة ) و (بيت الساعور)  و( دار الطفولة) ،  ومساحتها اليوم عند كتابة هذه السطور تصل الى قرابة ( 900) متر مربع مما اعطاها فسحة  واسعة ، وشكلا جميلا . وثمة مساحة من غير البناء خصصت لتكون حديقة غناء فيها عدد من الاشجار والزهور وقد نسقت بشكل جميل وكما قلت فان في الكنيسة ساحة واسعة لوقوف السيارات .

مساحة كنيسة سيدة البشارة اليوم تبلغ حوالي 600م2 وتتسع لأكثر من (500) شخص ، وقد زينت بلوحة للقديسة السيدة العذراء التي سميت الكنيسة على اسمها كما رسم عدد من النقوش واللوحات الدينية على الزجاج و شبكة من الحبال اسفل السقف ترمز الى وحدة وتماسك المجتمع الموصلي بكافة اديانه وطوائفه وقد صنع ( المذبح)  من الحجر الطبيعي أي من الحلان الموصلي الجميل  محدثا فيه شق على طوله لإظهار الحد الفاصل بين العهد القديم والجديد كما افتتح نصب داخل الكنيسة فيه نموذج لقديفة يخرج من انفجارها أشعة من نور يظهر في نهاية كل شعاع آية من الآيات  التي ترمز الى المحبة.

    وفي الكنيسة  مجمع الأقسام الداخلية للطلبة ، ومقر الكهنة للسريان الكاثوليك الذي يحتوي على قاعة للاجتماعات ، ومكتب استقبال ، وغرف نوم الكهنة والضيوف.

 

وكما الكثير من اماكن العبادة فان الكنيسة تعرضت لعبوة ناسفة وضعت على سورها الخارجي يوم 15 من كانون الاول سنة 2009 وضعتها عناصر ارهابية تكفيرية الدين منها براء .وما زاد الامر تفاقما ان الكنيسة مثلها مثل جوامع ومساجد واديرة وكنائس ومعابد في محافظة نينوى تعرضت لكثير من التخريب بعد سيطرة عناصر داعش على الموصل 2014-2017 ومن ذلك انهم نزعوا الصليب من واجهتها العليا كما حولوا احد جدرانها لميدان رمي لعناصر هذا التنظيم .وقد ازالوا تمثال العذراء مريم من حوش اي فناء الكنيسة وحطموا (مذبح الكنيسة ) وجانب من سقفها العلوي ولدينا للتاريخ صور فوتوغرافية توثق لهذه الاعمال التخريبية .

كنيسة سيدة البشارة اليوم تزهو بالمصلين بعدما اعيد اعمارها ووضع كل شيء في مكانه وتم الاحتفال بافتتاحها كما اشرت انفا يوم 7 من كانون الاول سنة 2019 والحمد لله ولابد هنا من التأكيد ان الموصل هذه المدينة العريقة كانت ولازالت تحتضن اهلها من المسلمين والمسيحيين وبقية الطوائف الدينية والمذهبية وهي توصف  عبر مئات السنين على انها (مدينة الله) و(محبة المسيح) وقد كتبت عنها قبل فترة وما كتبته منشور ومتوفر .

تحية لاهلنا المسيحيين وقرة عينهم بعودة كنيستهم اليهم وهي اول كنيسة تتم عملية اعادة اعمارها في الموصل بعد الذي جرى . ونأمل من اهلنا المسيحيين من الذين لم يعودوا بعد  ان يعودوا الى مدينتهم ومحافظتهم فهم ركيزة اساسية من ركائز هذه المحافظة العريقة .

 

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...