الأربعاء، 31 مارس 2021

وفاة الدكتور ظافر فؤاد الياهو 1960-2021 الطبيب المتخصص بجراحة العظام والكسور

الدكتور ظافر فؤاد الياهو 1960-2021 الطبيب العراقي اليهودي المتخصص بجراحة العظام والكسور
 


وفاة الدكتور ظافر فؤاد الياهو 1960-2021 الطبيب المتخصص بجراحة العظام والكسور

نعت الاوساط الطبية والاكاديمية العراقية في بغداد الطبيب العراقي اليهودي الدكتور ظافر فؤاد الياهو الطبيب المتخصص بجراحة الكسور والعظام والذي توفي في بغداد يوم الثلاثاء 16 من آذار - مارس الجاري 2021 بعد ازمة قلبية لم تمهله طويلا .وقد دفن في مقبرة الحبيبية بمدينة الصدر ببغداد والدكتور ظافر فؤاد الياهو - كما اشارت الى ذلك قنوات ووكالات انباء ووسائل اعلام رسمية وغير رسمية - من مواليد بغداد سنة 1960تخرج في كلية الطب بجامعة بغداد سنة 1984 وهو متخصص بجراحة العظام والكسور يعمل في مستشفى الواسطي .كان طبيبا نطاسيا ووطنيا عراقيا مخلصا لبلده .وقد تحدثت شقيقته لوكالة الصحافة الفرنسية وقالت انها صلت عليه وان عددا من محبيه واصدقاءه شاركوا في تشييعه الى مثواه الاخير . رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدم وقد اعرب عدد كبير من العراقيين الذين كانوا يعرفونه ويتعالجون عنده عن حزنهم لفقدانه لما كانوا يعرفونه عنه من مواقف انسانية حتى انه كان معروفا عندهم باسم طبيب الفقراء ...كانت والدته الدكتورة فيوليت طويق طبيبة نسائية واطفال عيادتها في شارع الرشيد قرب ساحة الغريري وشقيقته الدكتورة خالدة طبيبة أسنان ...................ا.د.ابراهيم العلاف استاذ متمرس - جامعة الموصل 29-3-2021

لوحة رائعة للفنان التشكيلي الموصل الراحل الاستاذ ماهر حربي


 لوحة رائعة للفنان التشكيلي الموصل الراحل الاستاذ ماهر حربي

ومساؤكم عافية وخير وعز وبركة ..........ابراهيم العلاف 31-3-2021

مصير المشاريع السياسية - الاقتصادية في الشرق الاوسط ...........مقال للدكتور ابراهيم العلاف



مصير المشاريع السياسية - الاقتصادية في الشرق الاوسط

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

أي مشروع سياسي - اقتصادي ، لايمكن ان ينجح ، الا اذا كان موافقا لثوابت الجغرافية وحقائق التاريخ .وفي تاريخنا العربي المعاصر عدد كبير من المشاريع الاتحادية والوحدوية ، وكلها فشلت لأنها كانت (ارتجالية ) وفيها من الاهداف البعيدة عن ثوابت الجغرافية وحقائق التاريخ واذكر من هذه المشاريع : (مشروع الهلال الخصيب) 1942 الذي طرحه نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي السابق و(مشروع سوريا الكبرى) الذي طرحه الامير عبد الله بن الحسين 1941وتأسيس (جامعة الدول العربية) 1945 و(الجمهورية العربية المتحدة) 1958و( الاتحاد العربي الهاشمي ) و(ميثاق 17 نيسان 1963) و(مشاريع الرئيس الليبي السابق العقيد معمر القذافي الكثيرة ) و(مجلس التعاون لدول الخليج العربية ) 1981 ومشروع شمعون بيريس (الشرق الاوسط الجديد ) و( مشروع الشرق الاوسط الكبير ) 2004 الذي أطلقته إدارة الرئيس الأمريكي الاسبق جورج دبليو بوش على منطقة واسعة تضم كامل البلدان العربية فضلا عن تركيا، إسرائيل، إيران، أفغانستان وباكستان.
واليوم يُطرح (مشروع الشرق الاوسط الاخضر ) الذي طرحته المملكة العربية السعودية .
المشاريع السياسية والاقتصادية لكي تنجح وتكتسب شرعية واهمية حقيقية
يجب أولا ان تنطلق من رغبة حقيقية مخلصة ، وبعد دراسة الجدوى الاقتصادية لهكذا مشاريع ، وان تكون متوافقة مع رغبات الشعوب ، وان تكون ملبية لثوابت الجغرافية وحقائق التاريخ وان لاترتبط بالمحاور الاقليمية والدولية وان لاتكون عدوانية ، والا فالفشل والاهمال سيكون مصيرها فضلا عن ازدراء الشعوب لها لانها سوف لن تلبي الا طموحات الحكام وتحقق مآربهم .
هذا فضلا عن ان هذه المشاريع يجب ان لاتنطلق لتكون ذات طابع تكتلي تحالفي وضمن محاور اقليمية ودولية فمثل هذه المشاريع سيكون مصيرها الفشل الذريع وهي ليست في هكذا حال الا مضيعة للوقت والمال والجهد وسوف لن تكون الا فرقعة اعلامية سرعان ما تخبو .
اقول للقادة العرب ، ومن ورائهم ومن معهم ان يدرسوا تجربة (الاتحاد الاوربي) ؛ فهي تجربة ناجحة وعملية ومفيدة للدول المنخرطة فيه وتلامس احتياجات الشعوب ومتطلباتهم .

 

مذكرة الملك فيصل الاول ملك العراق الاسبق 1921-1933 عن احوال العراق ومستقبله في ذكراها ال ( 89) *

                                          الملك فيصل ملك العراق ومؤسس دولته الحديثة 1921-1933


مذكرة الملك فيصل الاول ملك العراق الاسبق 1921-1933 عن احوال العراق ومستقبله في ذكراها ال ( 89) *

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

كتب الملك فيصل الاول 1921-1933 ملك العراق الاسبق في مثل هذا اليوم 31 من آذار -مارس سنة 1932 (مذكرة) مطولة خطيرة تتضمن آراءه وأفكاره عن أحوال العراق ومستقبله وزعها على عدد من السياسيين وأراد أن يبدوا رأيهم فيها بصراحة تامة بمناسبة عقد المعاهدة العراقية –البريطانية لسنة 1930 ، وقرب انتهاء الانتداب وانضمام العراق الى عصبة الامم سنة 1932 ، ولاهمية ما ورد في هذه المذكرة سوف نقف عند ابرز مضامينها .
قال الملك فيصل في مذكرته :" كنتُ منذ زمن طويل ، أحسُ بوجود افكار وآراء حول كيفية إدارة شؤون الدولة عند بعض وزرائي ، ورجال ثقتي غير افكاري وآرائي . وكثيرا ما فكرتٌ في الاسباب الباعثة لذلك ، وفي الاخير ظهر لي بأن ذلك كان ولم يزل ناشئا من عدم وقوفهم تماما على افكاري ، وتصوراتي ، ونظري في شؤون البلاد ، وفي كيفية تشكيلها وتكوينها والسير بها ،نظرا الى ما أراه من العوامل والمؤثرات المحيطة بها ،والمواد الانشائية المتيسرة ، وعوامل التخريب والهدم التي فيها ،كالجهل وإختلاف العناصر والاديان والمذاهب والميول والبئات .لذلك رأيت ُمن الضروري أن أفضي بأفكاري، وأشرح خطتي في مكافحة تلك الامراض وتكوين المملكة على اساس ثابت ، وأُطلع عليها أخصائي ممن إشتركوا وأياي في العمل .وإني ألخص خطتي مٌختصرا بجملته تحت هذا وبعد ذلك اتقدم الى تفصيل نظرياتي ومشاهداتي " .
حدد الملك فيصل في مذكرته ما كانت تعانيه البلاد من نواقص ، وفي مقدمتها قوله :" إن البلاد العراقية هي من جملة البلدان التي ينقصها أهم عنصر من عناصر الحياة الاجتماعية ، ذلك هو الوحدة الفكرية والملية (الوطنية ) والدينية .فهي والحالة هذه مبعثرة القوى ،مُنقسمة على بعضها ، يحتاج ساستها الى ان يكونوا حُكماء مدبرين .وفي عين الوقت أقوياء مادة ومعنى غير مجلوبين لحسابات أو اغراض شخصية أو طائفية متطرفة ،يداومون على سياسة العدل والموازنة والقوة معا ،وعلى جانب كبير من الاحترام لتقاليد الاهالي ،لاينقادون الى تأثيرات رجعية أو الى أفكار متطرفة تستوجب رد الفعل " .ومعنى هذا ان الملك فيصل كان يشعر بأن العراق يفتقر الى ما يوحده بسبب الانقسامات العرقية والدينية والمذهبية لذلك فأن على من يحكمه ان يتسلح بالحكمة والحزم والعدل واحترام التقاليد والعادات المتأصلة وعدم الاستهانة بها او تجاهلها .
يعود الملك فيصل الاول في مذكرته ليشرح فكرته ، فيقول ان في العراق افكارا ومنازع متباينة . ففضلا عن السنة والشيعة والاكراد والاقليات غير المسلمة هناك الشباب والعشائر والشيوخ .أما السواد الاعظم من المجتمع العراقي فهم الذين يخيم عليهم الجهل والاستعداد لقبول كل فكرة صالحة او سيئة بدون مناقشة .
وفيما يتعلق بالشباب ومنهم موظفو الحكومة وعلى رأسهم المسؤولين يقولون بوجوب إهمال اراء وافكار المتعصبين والرجعيين والسير بالبلاد قدما الى الامام والوصول بها الى ما تستحقه من مكانة ودون الوقوف عند القيل والقال طالما القانون والنظام والقوة بيد الحكومة التي ترغم الجميع على اتباع ماتمليه عليهم .ويرفض الملك فيصل هذا الرأي ويقول إن عدم المبالاة بالرأي العام بتاتا - مهما كان حقيرا - خطيئة لاتغتفر .ولو أن بيد الحكومة القوة الظاهرة التي تمكنها من تسيير الشعب رغم إرادته لكانت وإياهم .وعليه فإننا الى حين ما نحصل على هذه القوة أن نسير بطريقة تجعل الامة مرتاحة نوعا ما من خلال عدم مخالفة تقاليدهم كي يكونوا مع حكومتهم في النوائب .
ويضرب الملك فيصل الاول على ذلك مثلا ماحدث في العراق ابان ماسمي ب"الاضراب العام " سنة 1930 ويقول ان ماحدث ينبغي ان يجعلنا نغير حساباتنا ونضع بالاعتبار كيفية اخماد مثل هذا الاضراب وكذلك لابد من أخذ العبرة من احداث "ثورة الشيخ محمود البرزنجي " ومعرفة قدراتنا في مواجهتها وما عانته الدولة وكل ذلك –يقول الملك فيصل –يجعلنا نعتقد ان الحكومة أضعف من الشعب بكثير ولو كانت البلاد خالية من السلاح لكان الامر هينا ولكن يوجد في البلاد سلاح كثير فلدى الشعب 100 الف بندقية بينما لاتملك الحكومة سوى 15 الف بندقية ولايوجد في بلد من بلاد الله حالة حكومة وشعب كهذه .
يقول الملك فيصل الاول ان ذلك كله :" يجعلني أتبصر، وأدقق ، وأدعو انظار رجال الدولة ومدبري دفة البلاد للتعقل وعدم المغامرة .
عرض الملك فيصل آرائه وافكاره ووقف عند حالة الشعب ووضع الحكومة وإنطلق بعد هذا التشخيص للامراض التي يعاني منها العراق الى وضع الحلول وما يراه ضروريا لمعالجة تلك الحالة فيقول في مذكرته : " ان العراق مملكة تحكمها حكومة عربية سنية مؤسسة على أنقاض الحكم العثماني .وهذه الحكومة تحكم قسما كرديا أكثريته جاهلة، بينه اشخاص ذوو مطامع شخصية يسوقونه للتخلص منها بدعوى انها ليست من عنصرهم ، وهناك أكثرية شيعية جاهلة منتسبة عنصريا الى نفس الحكومة ،أي عربية إلا أن الاضطهادات التي كانت تلحقهم من جراء الحكم التركي الذي لم يمكنهم من الاشتراك في الحكم وعدم التمرن عليه ، والذي فتح خندقا عميقا بين الشعب العربي المنقسم الى هذين المذهبين ..كل ذلك جعل –مع الاسف – هذه الاكثرية أو الاشخاص الذين لهم مطامع ، الدينيون منهم وطلاب الوظائف بدون استحقاق ، والذين لم يستفيدوا ماديا من الحكم الجديد ، يظهرون بأنهم لم يزالوا مضطهدين لكونهم شيعة ،ويشوقون (أي يشجعون ) هذه الاكثرية للتخلص من الحكم الذي يقولون بأنه سيئ جدا .. ولاننكر ما لهؤلاء الدساسين من التأثير على الرأي البسيط الجاهل " .
ومما يجدر ذكره ، أن الملك فيصل في مذكرته ، أشر حقيقة مهمة من الحقائق التي لايزال العراق يعانيها ، بالرغم من مرور كل هذه المدة الطويلة ، وهي ان الغرب والسياسة الدولية لم تزل تشجع المسيحيين للمطالبة بحقوق غير هذه وتلك من التي يطالب بها مثلا الشيعة .كما ان هناك كتلا من العشائر كردية او عربية سنية كانت ام شيعية تريد ان تتخلص من كل شكل حكومي بالنظر لمنافعهم ، ومطامع شيوخهم التي تتدافع بوجود الحكومة تجاه هذه الكتل البشرية المختلفة المطامع والمشارب والمملوء بالدسائس ،حكومة مشكلة من شبان مندفعين اكثرعم متهمون بأنهم سنيون او غير متدينين (علمانيين ) أو أنهم عرب فهم مع ذلك يرغبون في التقدم ولايريدون أن يعترفوا بما يتهمون به ولا بوجود نلك الفوارق ، وتلك المطامع بين الكتل التي يقودونها ..يقودونها، يقودونها بأنهم أقوى من هذا المجموع والدسائس التي تحرك المجموع ، غير مبالين ايضا بنظرات السخرية التي يلقيها عليهم جيرانهم الذين على علم بمبلغ قواهم " .
من الحقائق التي وقف عندها الملك فيصل الاول طبيعة الاقاويل التي كانت تتردد وهي ان المناصب للسنة ، والضرائب على الشيعة .كما ان هناك دائما من يُعًظم هذه الامور الى درجة اثارة الحساسيات بين اطراف الطوائف الاسلامية .وثمة دسائس آثورية ، وكلدانية ويزيدية . زد على ذلك الدعايات الشخصية والحزبية والاجنبية التي توقد نار الحقد والتعصب للتفرقة واضعاف قوى الحكومة .كما ان العقول البدوية والنفوذ العشائري الذي للشيوخ وخوفهم من زواله ، بالنسبة لتوسيع نفوذ الحكومة ،كل هذه اختلافات ومثل هذه المطامع والاختراصات تشتبك في هذا الصعيد وتصطدم ،وتعكر صفو البلاد وسكونها ، فإذا لم تعالج هذه العوامل بأجمعها وذلك بقوة مادية وحكيمة معا ردحا من الزمن حتى تستقر البلاد ، وتزول الفوارق ، وتتكون الوحدة الوطنية الصادقة ، وتحل محل التعصب المذهبي والديني هذه الوطنية التي سوف لاتكون الا بجهود متميزة .
أشر الملك فيصل نقطة خطيرة في المجتمع العراقي عرفها وخبرها من خلال عمله في العراق الذي زادت مدته على السنوات العشر وهي أن الموقف في العراق خطير وقال بالنص :" وفي هذا الصدد وبإلاختصار أقول ،وقلبي ملآن أسى ،أنه في إعتقادي ، لايوجد في العراق شعب عراقي بعد ، بل توجد كتلات بشرية خالية من أي فكرة وطنية مشبعة بتقاليد وأباطيل دينية لاتجمع بينهم جامعة ، سماعون للسوء ،ميالون للفوضى ، مستعدون دائما للانقضاض على أي حكومة كانت " . لكنه استدرك قائلا :" فنحن نريد والحالة هذه ، أن نُشكل من هذه الكتل شعبا نُهذبه ونُدربه ، ونُعلمه ، ومن يعلم صعوبة تشكيل وتكوين شعب في مثل هذه الظروف يجب أن يعلم ايضا عظم الجهود التي يجب صرفها لاتمام هذا التكوين وهذا التشكيل " .
يدافع الملك فيصل عن جهده ، منذ ان تولى عرش العراق ، قائلا : بأنه بذل جهودا حثيثة من اجل تشكيل وتكوين الشعب ، وان مهمته كانت شاقة ومتعبة ولم ييأس ولم يشعر بالاحباط والخوف ، بل ثابر بأخلاص وسداد رأي وحكمة وبخطط علمية دقيقة ومنهج متكامل لزيادة قوة الجيش عددا وعدة والدرجة التي أهلته لان يكون قادرا على إخماد أي قيام مسلح ينشب في آن واحد على الاقل في منطقتين مختلفتين .وعقب إتمام تشكيل الجيش على هذه الصورة تقرر إعلان قانون الخدمة الوطنية .كا تم وضع التقاليد والشعائر الدينية بين طوائف المسلمين بميزان واحد - مهما أمكن - واحترام الطوائف الاخرى .وقد تحققت بعض الاجراءات منها الاسراع في تسوية مشكلة الاراضي ، وتوسيع الماذونية (الصلاحيات ) لمجالس الالوية والبلديات بقدر الامكان على نموذج القانون العثماني ، والاسراع في تشكيل مدرسة الموظفين والاعمال النافعة وحماية المنتوجات ، والمعارف، وتفريق السلطة التشريعية والسلطة الاجرائية (التنفيذية ) وتثبيت ملاك الدولة ووضع حد للانتقادات غير المعقولة ضد إجراءات الحكومة في الصف والاحزاب والعدل والنظام والاطاعة في الموظفين والعدل عند قيامهم بوظائفهم .
وقال الملك فيصل انه بدأ بالجيش لانه العمود الفقري لتكوين الامة ، ولانه يراه أضعف بكثير بالنسبة لعدده وعدته من ان يقوم بالمهمة الملقاة على عاتقه ، وهي حفظ الامن والاطمئنان الى إمكانية كفاءته نظرا الى ما تتطلبه المملكة ونظرا الى العوامل المختلفة الموجودة والتي يجب ان تجعلنا دائما متيقظين بوقوع حوادث وعصيان مسلح في كل وقت .
لقد بذل الملك فيصل - كما جاء في مذكرته - جهودا مضنية من أجل طمأنة الشيعة عبر سلسلة من الاجراءات ، منها السعي لتوحيد ايام الصيام والافطار ، وتعمير العتبات المقدسة ، واحترام الشعائر الدينية ، والاسراع بحل مشاكل التنازع على الاراضي ، ووضع قوانين عادلة للضرائب ، والاهتمام بالتعليم ، واعطاء صلاحيات للالوية ، وتشجيع الناس على الاشتراك في الحكم ، وإعطاء الصحف مجالا للنقد النزيه المعقول وضمن الادب ، ومنع الموظفين من ممارسة العمل السياسي وإشعارهم ان الموظف خادم لاي حكومة . والاهم من ذلك كله الشروع بالبناء ، والتعمير، والتنمية . وقد استخدم الملك فيصل في مذكرته مصطلح "النافعة " وقال انه (أشمل ) للاعمال المختلفة في مرافق الدولة ومؤسساتها .
وأكد الملك فيصل بأن من أول الاعمال التي ينبغي الاهتمام بها هي الزراعة " فالزراعة في بلادنا أفلست " .وقال :" لقد وضعنا الملايين لانشاءات الري ، ولكن ماذا نريد ان نعمل بالمحاصيل ؟ ..إننا في الوقت الحاضر عاجزين عن تصريف ما بأيدينا من منتوجات اراضينا ..." .
وختم مذكرته بالقول :" اعتقد انه من الضروري إعادة النظر من جديد في موقفنا الاقتصادي " واستشهد بما أنجزه الاتراك والايرانيين في مجال الاقتصاد وكيف انهم لايبالون بصرف الاموال الطائلة لانشاء المعامل لسد حاجاتهم ، وقال لابد من تشجيع القطاع الخاص لاستثمار امواله في الزراعة والصناعة ، وخلق روح التشبث الشخصي ، واذا لم يتقدم أحد من المستثمرين لانشاء مشروع صناعي ، فعلى الحكومة ان تقوم بالعمل بنفسها أو أن تقوم بمشاركة القطاع الخاص او الاستعانة برؤوس الاموال الاجنبية وعلى الحكومة ان تقيم دائرة لدراسة المشاريع الصناعية ، ووضع الخطط اللازمة لذلك، وان تشجع المواطنين على القيام بالمشاريع الصناعية الصغيرة ، وان تنصرف الدولة للقيام بالمشاريع الكبرى . وهنا لابد من معالجة مشاكل الفساد وما اسماه الملك فيصل الاول ب" الاختلاسات " و"صرف أموال هذه الامة المسكينة التي لم تشاهد معملا يصنع لها شيئا من حاجاتها " ومما كان يقوله الملك فيصل : " إني احب ان أرى معملا لنسيج القطن بدلا من دار حكومة ، وأريد ان ارى معملا للزجاج بدلا من قصر ملكي " .
قام الملك فيصل الاول بتوزيع مذكرته على عدد من السياسيين وطلب رأيهم تحريريا ، ومن هولاء جعفر العسكري وياسين الهاشمي ونوري السعيد وناجي شوكت وجعفر ابو التمن وناجي السويدي وعلي جودت الايوبي وأعطى نسخة منها الى أخيه الملك علي .وقد كتب بعضهم –ومنهم جعفر العسكري وناجي شوكت وناجي السويدي – آراءهم بخصوص هذه المذكرة مما لايتسع المجال هنا لذكر تفاصيلها ويمكن العودة اليها في المصادر المتداولة .
ومهما يكن من أمر فأن المرض لم يمهل الملك فيصل طويلا بحيث لم يبق ليرى ما آل اليه الوضع في العراق.. لكن من المؤكد انه لو بقي لمارأى في العراق من بعده شيئا يسره للاسف الشديد .
*http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/20…/…/1921-1933.html---2017

 

ارنولد توينبي المؤرخ البريطاني الكبير في العراق 1957


ارنولد توينبي 


ارنولد توينبي المؤرخ البريطاني الكبير في العراق 1957

أ.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

للاهتمام بالمؤرخ البريطاني ارنولد توينبي له مايبرره، فهو معروف بتأييده للحق العربي في فلسطين ،وبتسليطه الضوء على كيفية اغتصابها .. كما أنه يعد من أعظم المؤرخين العالميين في عصرنا الحاضر . وكتابه الموسوم: ( دراسة للتاريخ ) ، من أعظم المصادر التاريخية التي ظهرت في النصف الأول من القرن العشرين .لذلك يجدر بنا أن نقف عند توينبي ونتابع سيرته الحافلة باقتضاب. فقد ولد سنة 1889 ودرس في جامعة أكسفورد ثم عمل فيها بين سنتي 1912- 1915 .
وفي سنة 1918 عين موظفا في وزارة الخارجية البريطانية. و أسهم كعضو في جلسات مؤتمر الصلح في باريس وفي قسم الشرق الأوسط في الوفد البريطاني. وخلال الحرب العالمية الثانية تسلم منصب مدير قسم الأبحاث والدراسات في" المعهد الملكي للشؤون الدولية" وأستاذا باحثا للتاريخ الدولي في جامعة لندن إلى أن تقاعد سنة 1955 .وفي 22 تشرين الأول سنة 1975 توفي في يورك ببريطانيا عن عمر يناهز الـ 86 عاما.
لتوينبي مؤلفات عديدة أبرزها كتابه( دراسة التاريخ) ويقع في 12 جزءا درس فيه توينبي الحضارات البشرية وأنماطها منذ عصور التاريخ الاولى وحتى السنوات القليلة التي سبقت وفاته . ولقد اختصر " سمرفيل " هذا الكتاب في جزئين ترجما إلى اللغة العربية من قبل الاستاذ فؤاد محمد شبل بتكليف من الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية .
ولقد تعددت مصادر الفكر( التوينبي) وزادت بشكل لايمكن حصره في مقال مقتضبة. ومع هذا أننا لانملك غير الإشارة إلى بعضها. فتوينبي يعد نفسه مؤرخا سعيد الحظ ذلك أن الأوضاع العالمية التي عاش في ظلالها اتاحت له أن يقف على مادة خصبة للدراسة. كما كان ملما باليونانية واللاتينية وهذا ماجعل الثقافة الكلاسيكية أي تراث الفكر اليوناني- الروماني عماد تفكيره والقاعدة الراسخة التي كانت تدعمه دائما.
ولقد أثار كتاب الفكر الألماني ازوالد شبنكلر( سقوط الغرب) في نفس توينبي كثيرا من القلق على مصير الحضارة الأوربية فعكف على دراسة الحضارات السابقة في محاولة لمعرفة عوامل تدهورها وسقوطها.
ومن خلال تفقد توينبي لنظرية شبنكلر تبلورت أفكار توينبي ويقارن الدكتور محمد هادي الحاج مير في مقال له نشر سنة 1962 في المغرب بين المؤرخين فيقول أن شبنكلر يمثل من الناحية الفكرية الشخص الذي جاء يتلو مراسيم تأبين الحضارة الأوربية وهي تدخل قبرها. أما توينبي فهو بمثابة الطبيب الذي يبذل كل جهده لكي ينقذ المريض الذي يرقد على فراش الموت وهو الحضارة الأوربية. وإذا كانت المدرسة الشبنكلرية توصف بأنها( رياضة حتمية ) فان مدرسة توينبي يسندها الأيمان مع عدم التشاؤم إزاء المستقبل. والمجتمعات في نظره ليست- كما يقول شبنكلر - كائنات عضوية .وتوينبي على هذا الأساس ليس فيلسوفا بل مؤرخا قيم الحضارات السابقة على الحضارة الأوربية تقييما علميا موضوعيا، ووحدة الدراسة عنده ليست "القومية" بل هي"الحضارة "التي تنتظم عدة أمم. ويحصى توينبي أحدى وعشرين حضارة ظهرت إلى الوجود لم يبق منها غير خمس حضارات. أما البقية فقد انهارت وتحللت .ومن الوحدات التاريخية لمجتمعات العالم هي: الحضارة المسيحية الغربية( أوربا وأمريكا) الحضارة المسيحية الشرقية الارثودكسية (روسيا ودول البلقان) الحضارة الإسلامية، حضارة الشرق الأقصى، الحضارة الهندية. ويدين تويني للمؤرخ الروسي( دانيلفسكي) في تبنيه هذا الاتجاه.
وتوينبي كذلك يرد الحضارات إلى الأديان ذلك أن الإمبراطوريات ليست هي مقياس الحضارة بل على العكس فهي تمثل بداية مرحلة انهيار الحضارة . ومن هنا فأن الفكرة المسيطرة على توينبي والموجهة له هي العقيدة الدينية والتاريخ الديني بنظره هو المضمون الأساسي للتاريخ البشري ويتلوه العامل المادي في الأهمية .
لقد كان توينبي من أبرز المؤرخين الذين أباحوا لأنفسهم أن يسألوا لماذا ؟ والى أين؟ ولم يكتف بأن يرسم صورة جذابة لماضي الإنسان بل انه رنا ببصره نحو المستقبل. أما لماذا تنهار الحضارات؟ فأن توينبي يقول أن طبيعة الانهيار تكمن في ثلاث مسائل هي :
1-قصور الطاقة الإبداعية في أقلية المجتمع
2- ابتعاد الأكثرية عن محاكاة الأقلية
3- انصراف الأكثرية عن بدل الولاء للأقلية القائدة.
ويرى توينبي بان المحيط السهل لا يخلق حضارة ،بل العكس هو الصحيح فلقد ازدهرت الحضارات في الظروف القاسية وهذه الظروف تشكل ما يسميه توينبي ( التحدي) وتحصل
( الاستجابة) في حالة نجاح المجتمع في مواجهة التحدي. وثمة أيقاع أخر يضاف إلى الإيقاع الأول وهو أن الفرد أو المجتمع أو الأمة قد ينسحب في ظروف معينة ويختفي ليعود أكثر قوة وانسجاما بعد أن يمر بعملية تنقية يسميها توينبي عملية ( الانسحاب والعودة ).
وينتقد توينبي من يقول أن تفسير انهيار الحضارة يقوم على الغزو الأجنبي، ويصر على القول بأن انقسام المجتمع على نفسه دليل انهياره. ويضيف بأن البنية الاجتماعية- بعد تفشي الخلافات الداخلية- تنقسم إلى ثلاثة ولكل منها وظيفة:
الأول: أقلية مسيطرة وهي الطبقة المبدعة
الثاني: البروليتاريا الداخلية وهي الجماهير
الثالث : البروليتاريا الخارجية وهم الغزاة الأجانب.
لقد اشتهر توينبي بموافقة الايجابية من قضية العرب الكبرى وهي قضية فلسطين ولقد تعرض نتيجة لذلك إلى ضغوط الحركة الصهيونية وحلفائها الغربيين وغيرهم .
يقول توينبي عن ( إسرائيل ) والصهيونية (... لقد اتجهوا في تحد واندفاع إلى تحويل أنفسهم إلى عمال بدويين وأصحاب حرف بدلا من وسطاء إلى زراع بعد أن كانوا صيارفة والى محاربين بدلا من تجار والى إرهابيين بعد أن كانوا مضطهدين...)
وكم وقف توينبي يحاجج الصهاينة في المؤتمرات الدولية وغيرها. فهو يناظر في 31 كانون الثاني سنة 1961- مثلا- سفير ( إسرائيل) في كندا ياكوف هيرزوج على أحد مدرجات جامعة ما كجيل في كندا.
قال توينبي: " أن ارض فلسطين ملك لأولئك العرب الذين طردوا من ديارهم ". وخاطب الطلبة اليهود في الجامعة قائلا:" أنكم تطالبون بحق اليهود في العودة إلى فلسطين على الرغم من انه ل يكن هناك في فلسطين سنة 125 ميلادية سكان من اليهود لهم كيان... " . وأضاف: " أن معاملة اليهود للعرب في فلسطين سنة 1947 كانت متشابهة من الناحية الأخلاقية لقتل النازيين لليهود خلال الحرب العالمية الثانية". ولدى زيارته إلى غزة في السنة 1964 قال : " قرارات الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة المتكررة، والتي تعيد تأكيد حق اللاجئين في العودة إلى وطنهم واستعادة ممتلكاتهم- لما تزل ورقة ميتة بينما في نفس الوقت كان تصميم اللاجئين على الظفر بوطنهم المسلوب لا يزال ثابتا لم يتزعزع كل هذا كان ألان كما رايته من قبل وهذا في حده وضع مأساوي، إذ من المرعب المخيف أن يكون المرء لاجئا واسوا قدرا من ذلك أن يولد لاجئا وأشد سوءا من كل ذلك أن يولد ويقضي حياته ثم يموت صارفا أيامه من الطفولة حتى الشيخوخة في احد مخيمات اللاجئين: مخيم اللاجئين ليس إلا زنزانة .. انه ليس قطعة من عالم الناس العاديين الذين يكون لهم فيه بيوت وأشغال يقومون بها".
وقد حمل توينبي بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية ماحدث ويحدث في فلسطين. وكتب بهذا الشأن إلى مجلة يهودية تدعى ( جويش فرو تنير) الحملة الصحفية التي شنتها عليه هذه المجلة ليقول : " باعتباري بريطانيا فاني اشعر شخصيا بهذه المسؤولية"
ويبدي توينبي رأيه في الوحدة العربية فيقول أن الحدود القائمة اليوم أقامتها بريطانيا وفرنسا بصورة مصطنعة لتكون منسجمة ومصالحها الاقتصادية والإستراتيجية والاستعمارية، لا لتلبي حاجات السكان العرب. ويعرب توينبي عن دهشته في سر تمسك العرب بهذة الحدود إلى الآن . وله رأي في حل قضية فلسطين تتلخص بإعادة الفلسطينيين إلى ديارهم وبهذا يعود الحق إلى نصابه.
اريد الآن ان اتحدث لكم عن زيارة المؤرخ البريطاني آرنولد توينبي للعراق ولمدينتي الكوفة والنجف المقدستين في مثل هذا اليوم 31 اذار سنة 1957 وقد كتب الآثاري والمؤرخ والكاتب المرحوم الصديق الاستاذ سالم الالوسي عن هذه الزيارة وقال في مقالة له نشرتها جريدة (المدى) البغدادية يوم 7-9-2014 :"في سنة 1949 طلبت وزارة المعارف (التربية) من الاستاذ طه باقر امين المتحف العراقي أن يتولى تعريب موجز كتاب (دراسة للتاريخ ) للمؤرخ البريطاني ارنولد توينبي
وكان الكتاب الاصل يتالف من عشرة اجزاء ضخمة اختصرها بجزئين الاستاذ دي. سي سمرفيل .وقد عكف الاستاذ طه باقر على تعريب الجزئين الموجزين لسمرفيل على مدى أربع سنوات معززا الترجمة بالمواشي والتعليقات المفيدة ودفعه للطبع استجابة لطلب وزارة المعارف وفي صيف سنة 1954 طلب الاستاذ طه باقر مني معاونته في الاشراف على طبع الكتاب واعداد الفهارس له فاضطلعت بالمهمة وتم الفراغ من طبعه في بداية سنة 1955 حيث تم طبع الجزء الاول في مطبعة التفيض الاهلية والجزء الثاني في مطبعة المعارف .
ولمواقفه النزيهة الجريئة هذه ولتعاطفه مع القضية العربية ومناصرته للقضية الفلسطينية وهي قضية العرب المركزية اقيمت لذكراه مهرجانات وندوات في عدد من الاقطار العربية منها الاحتفال التكريمي ببغداد في خريف سنة 1977.
ويضيف الاستاذ سالم الالوسي : " في اواخر شهر آذار - مارس سنة 1957 كنتُ اتولى خلالها مهمة رئيس هيئة التنقيب الاثاري في الكوفة التي كانت تقوم به دائرة الاثار العامة العراقية في موقع دار الامارة الواقع خلف مسجد الكوفة التاريخي، حينما حضر الى مقر الهيئة الاستاذ مهدي هاشم قائممقام النجف الاشرف ، وبصحبته الاستاذ نعمان امين رئيس بلدية الكوفة وأخبرا الهيئة ، بان الدكتور ناجي الاصيل مدير الاثار العام اتصل بالقائممقام هاتفيا واعلمه بان المؤرخ البريطاني الكبير ارنولد توينبي سيزور الكوفة والنجف غداً. ورجانا أن نتهيأ لاستقبال الضيف فتشكلت هيئة استقبال من الاساتذة السادة مهدي هاشم ، الحاج محمد سعيد شمسه رئيس بلدية النجف، وسالم الالوسي ونعمان أمين، عادل ناجي الدكتور في ما بعد عضو هيئة التنقيب في الكوفة وفي صباح اليوم التالي تم استقبال ارنولد توينبي عند جسر الكوفة ، وكان يرافقه كل من الدكتور عبد الجبار الجلبي العضو الاجرائي في مجلس الاعمار العراقي ، والاستاذ طه باقر معاون مدير الاثار العام وبعد استراحة قصيرة في مقر هيئة التنقيب قام بزيارة المعالم الاثارية والمشاهد التاريخية في دار الامارة ، وبيت الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ومرقد ميثم التمار ، وموقع كري سعدة. ثم تم التوجه الى النجف الاشرف حيث امضى قرابة ثلاث ساعات زار خلالها المدارس الدينية وعددا من المكتبات ، واعجب بنفائس المخطوطات فيها، كما التقى عددا من علماء الدين .
وثمة من يشير الى ان ارنولد توينبي لم يكتف بزيارة الكوفة والنجف الاشرف بل زار وتجول في بعض مناطق الفرات الأوسط.
وهكذا انتهت الزيارة وكانت زيارة ناجحة فرح بها توينبي كثيرا وتركت لديه اثرا كبيرا وافاد منها كثيرا في بعض كتبه .

 

الخميس، 25 مارس 2021

ديفيد شينكر والوجود الامريكي في بغداد مقال في جريدة ( أنباء الموصل)


 جريدة الموصل الاولى ...........................أنباء الموصل وعدد الخميس 25اذار 2021

صدر اليوم العدد الجديد من جريدة ( أنباء الموصل ) وفيه الكثير من الاخبار والمقالات والاعلانات والمنوعات ولي فيها مقال بعنوان ( ديفيد شينكر والوجود الامريكي في العراق)
رئيس التحرير الاستاذ حمودي الحاج رجب المعاضيدي ................ابراهيم العلاف

ناجي شوكت رئيس وزراء العراق السابق في ذكرى ولادته ال (128)


 ناجي شوكت رئيس وزراء العراق السابق في ذكرى ولادته ال (128)

ناجي شوكت واحد من ابرز رؤساء الوزارات في العهد الملكي كتب عنه الصديق الاستاذ خالد الجوال في كتابه (موسوعة أعلام كبار ساسة العراق الملكي من 1920-1958 ) الجزء الثاني واليوم 25-3 ذكرى ولادته ال (128) خريج كلية الحقوق في استانبول 1913 عضو في جمعية حرس الاستقلال المقاومة للاحتلال البريطاني 1919 عمل متصرفا للواء الكوت 1922 اسس الحزب الحر العراقي 1922 عضو في مجلس النواب وزير الداخلية 1928رئيس وزراء العراق 1932يحمل اوسمة ونياشين كثيرة له مذكرات رائعة بعنوان (سيرة وذكريات ثمانين عاما 1894-1974،مكتبة اليقظة العربية - بغداد ،طبعت اكثر من مرة .كما نشر الاستاذ الدكتور محمد انيس والاستاذ الدكتور محمد حسين الزبيدي اوراقه بعنوان (اوراق ناجي شوكت ) ببغداد 1977 .وناجي شوكت من مواليد الكوت - محافظة واسط 1893وهو بالاصل ضابط عثماني وحقوقي له دور كبير في بناء العراق الحديث ... توفي في سنة 1980
الصورة المرفقة نشرتها قبل سنين وهي جميلة تجمع عددا من الاساتذة الكتاب والمؤرخين والمثقفين وهم من اليمين الكاتب والوجيه والرحالة العراقي الاستاذ ناجي جواد الساعاتي (والد الاستاذ الدكتور سعد ناجي جواد ) والاستاذ عبد الرزاق الحسني المؤرخ العراقي الكبير ، والاستاذ ناجي شوكت رئيس الوزراء العراقي الاسبق في العهد الملكي والاستاذ الدكتور محمد أنيس المؤرخ المصري المعروف والاستاذ خضر عباس الصالحي ....التُقطت الصورة في سنة 1975 وفي حديقة دار الاستاذ ناجي شوكت رحم الله الجميع وطيب ثراهم ................ابراهيم العلاف25-3-2021

الدكتور نديم الباجه جي ............من رجالات الاقتصاد العراقي المعاصر



 



الدكتور نديم الباجه جي ............من رجالات الاقتصاد العراقي المعاصر

ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

وفي مكتبتي كتاب صغير الفه المرحوم الدكتور نديم الباجه جي والكتاب بعنوان (حقائق وارقام عن سياسة النفط من آب 1954 الى كانون الاول 1957)طبع في مطابع جريدة الشعب ببغداد وهو كتاب وثائقي يتضمن الخطاب الذي القاه الدكتور نديم الباجه جي في مجلس الاعيان العراقي بتاريخ 20-2-1958 مع بعض الوثائق والمستنداب والكتب الرسمية التي تخص السياسة النفطية مع ملحق يتضمن الميزانية التقديرية للسنة 1958-1959 .
والدكتور نديم الباجه جي عندما اصدر هذا الكتاب كان وزيرا للاقتصاد في وزارة نوري السعيد الثانية عشرة ومنذ الثالث من آب سنة 1954 وفي 17 كانون الاول سنة 1955 عين وزيرا للاقتصاد في وزارة نوري السعيد الثالثة وفي 20 حزيران 1957 عين وزيرا للاقتصاد ووزيرا للاعمار وكالة في وزارة علي جودت الايوبي .وفي 19ايار 1958 عين وزيرا للمالية في وزارة احمد مختار بابان .ولمن يريد ان يتابع كل هذه المسؤوليات فبامكانه الرجوع الى الجزء الثاني من (موسوعة أعلام كبار ساسة العراق الملكي من 1920 الى 1958) للاخ والصديق الاستاذ خالد احمد الجوال وهذه الموسوعة صدرت عن دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد 2013 .
الدكتور نديم الباجه جي ورد ذكره في كتب كثيرة منها كتاب شيخنا السيد عبد الرزاق الحسني (تاريخ الوزارات العراقية ) وفي كتب تاريخ العراق المعاصر وفي الانسكلوبيديات ومنها انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية ومما ورد عنه انه (نديم احمد شاكر الباجه جي من ال الباجه جي المعروف [وهي اسرة من اصول موصلية ] وهو سياسي وخبير نفطي عراقي شغل مناصب وزارية مختلفة خلال العهد الملكي في العراق. ولد في بغداد 18 آذار 1914 وتوفي في سويسرا في 29 شباط 1976إثر حادث تزلج على الثلج.يحمل شهادة الدكتوراه في هندسة النفط وله خبرة من حيث عمله في عدد من حقول النفط العراقية المعروفة .
والدكتور نديم الباجه جي هو احد الاعضاء الستة المؤسسين لمجلس الاعمار العراقي سنة 1950 وينتلك عقلية اقتصادية فذة فضلا عن اخلاصه في عمله وحرصه وجديته وممن اسس مجلس الاعمار واداره هم فضلا عنه السادة علي حيدر سليمان وبابا علي الشيخ محمود الحفيد ومحمد حديد وصالح مهدي حيدر وعبد الأمير الأزري.
بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق اعتقل لفترة قصيرة واطلق سراحه وغادر العراق الى ليبيا حيث عمل مستشارا نفطيا للحكومة الليبية ثم انتقل الى ابو ظبي بدولة الامارات العربية المتحدة وعمل مع الشيخ زايد مستشارا اقتصاديا لشؤون النفط وفي الكويت عمل ايضا بصفة مستشار غير مقيم للفترة من 1966 إلى 1968، فضلا عن عمله مستشارا في الإمارات العربية المتحدة للفترة من 1966 إلى 1971.شغل منصب الأمين العام لمنظمة أوبك بين 1971 و 1972.وكان يعد من خبراء النفط العرب الكبار وظلت تأثيرات اراءه في السياسة النفطية العربية نافذة لامد بعيد وحتى حرب 1973.
في كتابه (حقائق وارقام عن سياسة النفط ) 1958 نجد ان اراءه في مجال السياسة النفطية ناضجة وواقعية ومتزنة .كان يؤكد في كتابه [وطبعا الكلام يعود للسنة 1958] ان النفط اصبح عماد الاقتصاد الوطني في العراق وعصبه الحساس ويعزي هذا التطور الى سببين مهمين اولهما تزايد عوائد الدولة منه على اثر تنفيذ قاعدة مناصفة الارباح بين الحكومة والشركات والتوسع في الانتاج والتصدير حتى باتت واردات النفط تزيد كثيرا عن دخل الدولة من جميع المصادر الاخرى .وثانيهما قيام صناعات نفطية وطنية مهمة خلال السنوات الاخيرة .
كان الدكتور نديم الباجه جي يشعر ان من حق الرأي العام العراقي ان يطلع على كيفية تصرف المسؤولين بهذا المرفق الضخم من مرافق البلاد وان يحاسبهم عن طريق ممثليه في البرلمان عن كل عمل قاموا به أو قصروا عنه في سبيل استغلال هذه الثروة التي اوكلوا باستغلالها لحساب الشعب ومنفعته .
ومن اراءه الناضجة جدا في حينه قوله ان مصلحة البلاد تقتضي استبعاد قضايا النفط عن الاهواء السياسية والنزوات الفردية وعدم استغلالها للدعايات الشخصية .
كما كان يدعو المسؤولين عن القطاع النفطي ان يراقب التطورات العالمية في ميدان النفط ويتحين الفرصة للحصول على منافع او مزايا اضافية من الشركات العاملة في العراق ويخلق الجو المناسب للتفاوض لان للظروف وزنها وقد ضرب مثلا على ذلك كيف استغل المسؤول العراقي تطورات ما بعد الحرب العالمية الثانية وما شهده عالم النفط فنجح في سنة 1950 في الحصول من الشركات على زيادة في حصة العراق من (12) شلنا استرليني الى (18) شلنا استرليني للطن الواحد وكيف استطاع المفاوض العراقي ان يتجاوز المفاوض السعودي سنة 1951 حيث عرضت شركة ارامكو على الحكومة السعودية احتساب حصتها على اساس اقتسام الارباح مناصفة وبذلك حصلت المملكة العربية السعودية على (30) شلنا استرليني للطن الواحد في حين حصل المفاوض العراقي وحسب اتفاقية شباط 1952 من الشركات حوالي (40) شلنا للطن الواحد .
وقد اودع الدكتور نديم الباجه جي اراءه وتصوراته بشأن السياسة النفطية العراقية مجلس الاعيان فالقى خطابه يوم 20 شباط 1958 وقدم اراءه بخصوص قضايا النفط وقال ان سياسته يجب ان تقر من قبل اعضاء مجلس الوزراء فهي ليست سياسة شخصية يتبناها وزير معين انما هي سياسة الدولة .فتحدث عن الخصموتكاليف الانتاج واسعار النفطوتكاليف التحري وتكاليف حفر الابار وهبات الشركان النفطيةوالغاز الطبيعي والنفط الخام والمصافي والتحويل الخارجي .ولعل من المناسب ان اقول انه كان يريد ان يلزم الشركات النفطية في العراق بتزويد العراق بالغاز الطبيعي الذي ينبعث من الحقول وان تتوقف عن حرقه وتبديده في الفضاء وان تستثمره وان يفعل العراق مثل فنزويلا حيث ثمة قانون فيها يمنع الشركات العاملة قانونا من حرق الغاز وان تلزم الشركات باستغلاله اقتصاديا او اعادة ضخه للطبقة المنتجة وللاسف هذا لم يتحقق مما اورث العراق مشكلة النقص في الغاز حتى ساعة كتابة هذه السطور .
رحم الله الدكتور نديم الباجه جي وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم للعراق وللامة العربية .

التعصب ومضاره


 


التعصب ومضاره
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
اليوم اريد ان اقول لكم كلمة مما هو مسكوت عنه ولايتحدث به احد وهو التعصب فالتعصب ذميم . أن تتعصب لدينك او تتعصب لعشيرتك أو تتعصب لمذهبك أو تتعصب لمدينتك أو تتعصب لامتك أو تتعصب لحزبك ولمبادئك السياسية والتعصب صفة غير مقبولة ولايمكن ان تنصر اخاك ظالما او مظلوما الا في حالة منعك الظلم عنه او منعه من الظلم وان تتعصب بحيث تطالبني ان لااترحم على مسيحي لانه غير مسلم فهذا قمة التعصب او ان يقم المعلم بطرد طفل من درس الدين لانه صبي أي من الصابئة كما حدث للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد شاعر القرنين رحمة الله عليه وهو طفل في الابتدائية في العمارة ؛ فهذا لايجوز او كما فعل احد المبشرين في العمارة قبل 100 سنة ان يحول اطفالا من الاسلام الى المسيحية ماذا كانت النتيجة لهذا التعصب وماذا كانت النتيجة عندما انتقدتني فتاة لانني ترحمت على الكاتبة والطبيبة والمفكرة الدكتورة نوال السعداوي .
هذه الوان من التعصب غير مقبولة .والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما قام احتراما لجنازة يهودي واعترض من كان موجودا ، فرد الرسول الكريم (اليست نفسا ) انها نفس خلقها الله .
متخلفون كثيرون احدهم قال لي (عشيرتي تاج كل العشائر ) فما اردت مناقشته واخر قال مذهبي وانا شيعي سيد كل المذاهب واخر سني وجد نفسه اصح دينا من غيره . هذا تعصب ذميم .انت قومي يجب ان تحترم قومية الاخرين وانت مسيحي يجب ان تحترم اديان الاخرين والسيد المسيح عليه السلام يدعو الى التسامح ويؤكد الله محبة ويقول احبوا مبغضيكم .نوال السعداوي اجتهدت وان اصابت لها اجران وان اخطأت لها أجر واحد والشاعر الكبير المرحوم عبد الرزاق عبد الواحد قال وانا طفل تحديت ذلك المعلم الجاهل وحفظت القرآن الكريم عن ظهر قلب واولئك الصبية الذين ارغمهم المبشر كانوا يرددون وهم يسمعونه يتحدث عن كرامات السيد المسيح اللهم صل ِ على محمد وال محمد .
من هذا كله نخلص لاتتعصبوا .. نعم كونوا مع الحق كونوا مع الحرية ..كونوا مع العدل ..كونوا مع احترام الانسان ايا كان ( ولقد كرمنا بني آدم ) كونوا مع السلام قاوموا العدوان والظلم والاستبداد والاستهتار بارواح الاخرين تشبثوا بالقيم الانسانية النبيلة ، وعيب على الانسان ان يكون منغلقا يرى نفسه وكأنه مركز الكون وهو افضل من غيره . قديما ونحن اطفال في الابتدائية علمونا :كن ابن من شئت واكتسب ادبا **يغنيك محموده عن النسب وعلمونا ان نحترم الانسان مرة علمتني جدي ان لااعيب على احد خلقه فقلت لها وانا طفل لماذا قالت ان الله خلقه وانت لايمكن ان تعيب على الله خلقه .
ويقينا انني لااقبل ان يكون واحدا ممن اعرف متعصبا الا للحق والعدل والحرية والعمل والله من وراء القصد .

الأربعاء، 24 مارس 2021

العالم رفض غزو العراق







 العالم رفض غزو العراق

لابد أن نُذكر الجميع بأن الغزو والاحتلال الامريكي - البريطاني للعراق في اذار - نيسان سنة 2003 لم يمر هكذا بسهولة مع عدم وجود قرار بالحرب من الامم المتحدة ..وأي عودة الى الارشيف نجد ان الجماهير في عواصم ومدن العالم شهدت تظاهرات عارمة ضد الحرب والاحتلال الأميركي.فمن سيدني بأستراليا غربا إلى العاصمة البريطانية لندن خرجت التظاهرات الحاشدة ضد الحرب، وكان القاسم المشترك لهذه التظاهرات التنديد باحتلال العراق والهتافات ضد الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش وحليفه الرئيسي رئيس الوزراء البريطاني توني بلير.وفي مثل هذا اليوم 24 من اذار سنة 2004 تناقلت وكالات الانباء والقنوات الفضائية اخبار التظاهرات الحاشدة المنددة بالغزو فضلا عن نقل اخبار المقاومة العنيفة وخاصة في ام قصر وبالقرب من مدينة الناصرية .وطبيعي هذا يحتاج الى بحث مستقل يندد بالتضليل الاعلامي الذي مارسه الغزاة وخاصة في مجال استخدام اسلحة فتاكة ومتطورة لم يسبق للعالم ان يعرفها من قبل .

وفاة الشاعرة والكاتبة الاستاذة زهور دكسن


 وفاة الشاعرة والكاتبة الاستاذة زهور دكسن

علمتُ قبل قليل بوفاة الشاعرة والكاتبة العراقية الكبيرة الاستاذة زهور دكسن 1933-2021 . ولدت في أبي الخصيب بمحافظة البصرة سنة 1933 وتوفيت يوم 22 من آذار الجاري 2021 عن عمر (88) عاما . كان لها حضور في المشهد الشعري العراقي المعاصر فضلا عن كتاباتها وفي الصورة التي نشرها الشاعر الاستاذ عدنان الصائغ لها فهي الثانية من اليسار بجانب ابنتي الشاعر الرائد الكبير بدر شاكر السياب وعند تمثاله في منتصف الثمانينات من القرن الماضي .
ورد ذكرها رحمة الله عليها في عدد من الكتب والموسوعات والانسكلوبيديات ومنها (موسوعة اعلام العراق في القرن العشرين ) للاستاذ حميد المطبعي ، وفي انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية وهي زهور عبد الحسين دكسن المالكي وهذا اسمها الكامل ، وشقيقها الاخ الاستاذ الدكتور عبد الامير دكسن المؤرخ المعروف وعميد كلية التربية - ابن رشد ومن اشقائها اللواء الركن الطيار أسعد دكسن .. وهي خريجة دار المعلمات في البصرة عملت معلمة ومديرة وكان لها نشاط ضمن الاتحاد العام لنساء العراق وفي الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق .
من أبرز أعمالها:
«خلف الذاكرة الثلجية» (1975)
«وللمدن صحوة أخرى» (1976)
«في كل شيء وطن» (1978)
«مرت أمطار الشمس» (1988)
«واحتي هالة القمر» (1989)
«ليلة الغابة» (1990)
«وفاق التضاد» (1999)
رحم الله الاستاذة زهور دكسن ، وطيب ثراها ، وأُعزي بوفاتها أهلها ومحبيها ومن يقرأ لها ؛ فقد تركت بيننا ما يجعلنا نذكرها ونتذكرها نحن والاجيال القادمة .............................................ابراهيم العلاف

الاثنين، 22 مارس 2021

كلية الهندسة -جامعة بغداد في بواكيرها الاولى ومنذ 1921


 

كلية الهندسة -جامعة بغداد في بواكيرها الاولى ومنذ 1921
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وانا اقلب واحدة من جذاذاتي التي كنت اكتب فيها معلومات عن بعض دراساتي وبحوثي جذاذة استنسخت فيها بخط يدي من كتاب بعنوان ( الكتاب السنوي لكلية الهندسة العراقية للعام 1945-1946 ) وهو مطبوع بمطبعة التفيض 1946 ببغداد وفيه نبذة تاريخية عن تاريخ كلية الهندسة ببغداد وفيها انه في " بداية الحكم الوطني في العراق سنة 1921 تأسست (مدرسة الهندسة العراقية ) وكانت تسمى اذ ذاك (كلية الري التدريبية ) لقبول طلاب عراقيين من خريجي المدارس الابتدائية الابتدائية وتدريبهم على الاعمال الهندسية البسيطة وبالاخص الري ولتخريجهم ملاحظين فنيين في الري والاشغال والسكك الحديث .وقد تخرج فيها طلاب كثيرون منهم من يشغل الان وظائف في الدوائر الانفة الذكر .
وقد تنقلت هذه المدرسة في عدة اماكن في بغداد ففتحت في بناية الكرنتينة التي اصبحت فيما بعد المستوصف العسكري المقابل لكلية الهندسة .
ثم انتقلت الى بناية مؤجرة في محلة الميدان ثم في حوالي سنة 1927 اخذت من الري وربطت بوزارة المعارف ونقلت الى بناية جامعة ال البيت في الاعظمية ورفع مستواها فاصبحت لاتقبل الا طلابا من خريجي المتوسطات يدرسون فيها لمدة ثلاث سنوات .
ثم انتقلت الى مزرعة الرستمية وكان يتولى ادارتها منذ تأسيسها 1921 المستر كريفيث وفي سنة 1932 الغيت لاسباب تربوية ومالية .
وفي سنة 1923 فتحت (مدرسة الهندسة ) لاعداد موظفين فنيين بدرجة ملاحظ اعمال وقد تخرج فيها سنة 1925 و1926 و1927 حوالي ال (60) متخرجا برز منهم موظفون فنيون وفي سنة 1928 الغيت لاسباب مالية غير انها اعيد فتحها سنة 1929 بمستوى قبول خريجي المدارس المتوسطة فما فوق بعد مضي اربع سنوات على فتحها وذلك في سنة 1932 واستغني عن خدمات مديرها الانكليزي المستر كريفيث لاسباب مالية .
في سنة 1938 تم انشاء بناية لمدرسة الهندسة العراقية والتي تمثل بناية الادارة لكلية الهندسة بجامعة بغداد واصبحت مدة الدراسة فيها اربع سنوات بعد الدراسة المتوسطة .
وفي سنة 1942 تم افتتاح كلية الهندسة العراقية من قبل وزارة المواصلات والاشغال وصدر نظام كلية الهندسة رقم (39) لسنة 1942 والذي قبل بموجبه ما يقارب (60) طالبا سنويا من خريجي الدراسة الاعدادية والحاصلين على معدل (70%) في الرياضيات والفيزياء والكيمياء وكانت مدة الدراسة فيها اربع سنوات يمنح خريجوها شهادة الدبلوم في الهندسة المدنية .
وفي سنة 1944 اصدرت وزارة المواصلات والاشغال نظام كلية الهندسة رقم (49) لسنة 1944 وبموجبه الغي النظام السابق واصبحت مدة الدراسة في الكلية اربع سنوات تسبقها سنة تحضيرية بعد التخرج من الاعدادية .
وفي سنة 1946 تم التحاق الكلية بوزارة المعارف . وفي سنة 1958 التحقت كلية الهندسة بجامعة بغداد بعد تشريع قانون الجامعة رقم (28) لسنة 1958 وبدء منح شهادة البكلوريوس للخريجين بدلا من منحهم شهادة الدبلوم .وكلية الهندسة اليوم تضم (13) قسما .

الدكتور قيس كاظم الجنابي.................تحيات ومحبات



 الدكتور قيس كاظم الجنابي.................تحيات ومحبات

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

كاتب وباحث وناقد له حضور طاغ في المشهد الثقافي العراقي المعاصر .. اقرأ له منذ زمن طويل ، وهو صديقي واخي اعتز به وافخر واعرف قدره وما قدمه وما تركه من بصمات . من مواليد جرف الصخر بمحافظة بابل - الحلة 1951 وهو خريج جامعة البصرة 1967ماجستير في الوثائق والمخطوطات / معهد التاريخ العربي 1999 عن رسالته ( نخبة بهجة الزمان بعمارة مكة لملوك بني عثمان ) تأليف جار الله محمد بن فهد المكي ( ت954هـ ) دراسة وتحقيق..دكتوراه من معهد التاريخ العربي / قسم التراث الفكري والعلمي العربي عام 2002م عن أطروحته ( اثر الشعر في تدوين الأحداث التاريخية خلال العصر الأموي ). وهو عضو المجلس المركزي في اتحاد الأدباء والكتاب في العراق .
من مؤلفاته (في الذاكرة الشعرية / شعراء جيل التسعينات / بغداد 1988 )
و(مواقف في شعر السياب ، بغداد 1988 ) و تاريخ الجنابيين ، بغداد 1996) و ثلاثية الراووق ، الرؤية والبناء ، دراسة في أدب عبد الخالق الركابي ، بغداد 2000) و ( التراث الشعبي في الشعر العراقي الحديث ، بغداد 2001 .
و( الحكاية التراثية تعدد الأفكار ووحدة التأثير ، بغداد 2006 ) وكتب ودراسات اخرى فضلا عن كم كبير من المقالات والدراسات .اتمنى له البهاء والتألق الدائم .

عبد الحسين شعبان وابراهيم العلاف


 

عبد الحسين شعبان وابراهيم العلاف

قبل قليل هاتفني الاخ والصديق الاستاذ الدكتور عبد الحسين شعبان الكاتب والمفكر العراقي الكبير .وقد سُعدت جدا بالمهاتفة ، وشكرني على ما كتبته عنه ،وعن موضوعات كتبها هو وكتبتها انا في جريدة (الزمان ) اللندنية عن الراحل الكبير المفكر العراقي العربي الكبير الاستاذ الدكتور خير الدين حسيب وكذلك حول اهمية ان تراجع القوى والاحزاب الوطنية والقومية في العراق تاريخها ومواقفها بالنقد والتقويم . للاخ الدكتور عبد الحسين شعبان بصمات كثيرة في حاضر ثقافتنا العراقية ، والعربية ، والانسانية ؛ فمقالاته ،وكتبه ،ورؤيته لما يجري في العراق والوطن العربي ،موضع تقدير واعتزاز ، وتأثيراته الفكرية واضحة وملموسة وجديرة بالاهتمام والدراسة والمتابعة تحية له ، ومزيدا من البهاء والتقدم ......ابراهيم العلاف الموصل 22-3-2021

السبت، 20 مارس 2021

بسام فرج 1943 -2021 رسام الكاريكاتير العراقي الرائد في ذمة الله


بسام فرج 1943 -2021 رسام الكاريكاتير العراقي الرائد في ذمة الله
علمتُ قبل قليل برحيل فنان الكاريكاتير العراقي الكبير الاستاذ بسام فرج اليوم السبت 20-3-2021 اذ توفاه الله اثر اصابته بفايروس كورونا وكان يعيش في هنغاريا لكن رسومه تنشر في الصحف والمجلات العراقية ومنها جريدة (المدى ) البغدادية وقد نعته ادارة جريدة المدى بكلمة مؤثرة قالت فيها ان الكاريكاتيرست بسام فرج توفي عن عمر ناهز 78 عاماً بعد مسيرة فنية طويلة . ولد بسام فرج في محلة عكد النصارى في بغداد في السادس من آب سنة 1943، واهتم برسوم الاطفال منذ اواسط القرن العشرين، وكان من الاوائل الذين عملوا في دار ثقافة الأطفال، ونشر رسومه في مجلتي والمزمار، بدأ حياته الفنية بالعمل في مجلة "القنديل" عام 1964، والتي نشرت له العديد من الرسوم.بعدها قدم رسومه الى مجلة (المتفرج) و(مجلة الف باء ) . شارك سنة 1971 في اول فيلم كارتون عراقي بعنوان "كرة القدم الامريكية" كما شارك في اول معرض لرسوم الاطفال اقيم في بغداد سنة 1970 على قاعة المتحف الوطني للفن الحديث "كولبنكيان" اصدرت عنه مؤسسة المدى كتابا بعنوان (بسام فرج مسيرة الاحتجاج ) من تأليف موسى الخميسي والذي تناول فيه تجربة بسام فرج الفنية كواحد من ابرز رسامي الاطفال والكاريكاتير.امتدت تجربة الفنان العراقي بسام فرج لأكثر من نصف قرن، بلا توقف أو تلكؤ، وهو الذي لم يداهن فيها على حساب الحق، فرسوماته التي تنشرها صحيفة (المدى) منذ اكثر من عشر سنوات وثقت تأريخ بغداد السياسي والاجتماعي.
‎الراحة الأبدية أعطه يا رب ونورك الدائم ليشرق عليه
‎صلّوا لأجله


 

ناظمة عبد الله الجادر الشاعرة والمربية الموصلية


 ناظمة عبد الله الجادر الشاعرة والمربية الموصلية


ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

وانا اقلب مجلة (المعلم الجديد) عدد كانون الاول 1956 وجدت قصيدة للاستاذ ناظمة عبد الله الجادر منشورة وكما ترون صورتها الى جانب هذه السطور .والقصيدة بعنوان ( ادكار ) . ويقينا ان احادا من الناس ممن هم ليسوا من جيلي جيل مابعد انتهاء الحرب العالمية الثانية 1945 يعرفون من هي المربية والشاعرة الموصلية الاستاذة ناظمة عبد الله الجادر وانا اعرفها واعرف انها شقيقة الاخ لاستاذ الدكتور محمود عبد الله الجادر واستغربت من ان الاخ والصديق الاستاذ ماجد حامد محمد الحسيني لم يذكرها في (موسوعة شعراء الموصل في العصر الحديث 1900-2017) والذي تشرفت بتقديمه وصدر سنة 2018 .
كان الاستاذ احمد سامي الجلبي رئيس تحرير جريدة (فتى العراق ) والذي توفي رحمة الله عليه سنة 2009 حتى انه كتب عنها بضعة اسطر في كتابه ( صفحات مطوية من تاريخ الصحافة الموصلية ) الذي اصدره سنة 2006 .
والاستاذة ناظمة عبد الله الجادر كانت تكتب في جريدة (فتى العراق ) الموصلية ايضا في مرحلة الخمسينات من القرن الماضي القرن العشرين وكانت (معلمة ) في مدرسة الامير عبد الاله النموذجية (مدرسة الفتوة حاليا) وبدأت تكتب باقتدار وتميز ورشاقة ؛ فنشرت لها جريدة (فتى العراق ) عدة مقالات منها (حواء والمجتمع ) و(مدوا يد العون لمصر ).وكتبت قصة بعنوان (زيد) و(صور من حياتهن ) و(السارقة )و(الامومة انبل رسالة ) و(المرأة والحقوق السياسية ) و(لامكان لكم في ارضنا ) وغير ذلك من المقالات .
وقد تميزت الاستاذة ناظمة عبد الله الجادر ، وكانت توقع كتاباتها فقط (ناظمة عبد الله) ، بالجرأة في طرح اراءها مع وضوح الهدف الذي كانت تكتب من اجله مع التزام فكري ولغوي واجتماعي وللاسف توقفت عن الكتابة سنة 1959 ولربما كان انشغالها بحياتها الوظيفية والعائلية اثر في ذلك .ولم نعد نسمع لها صوتا وليس لدي اي معلومات موثقة عن حياتها وسيرتها اكثر مما كتبت الان .
قصيدتها (أدكار ) وأدكار اسم علم اعجمي لذكر ، قصيدة قوية من الشعر الحديث نشرتها سنة 1956 وفيها من الرومانسية والصور الجميلة ما يبهر القارئ في تلك الحقبة التي شهدت بروز وتنامي حركة الشعر الحر او الشعر الحديث والذي كان يكتبه الشاعر محمود المحروق الموصلي وبدر شاكر السياب البصري ونازك الملائكة النجفية وتقول في مطلع القصيدة :
عمَ يبحث طرفك الساجي في دياجي الليل ؟
سكنتْ الريح ، واقلعت السماء ، وصفا الجو
وبدى النور أشد مايكون تألقا ، وزهوا
وأناملك على القيثارة تتابع اللحن الحزين
لماذا تئني انين الهواء السجين في الغابة ؟
وتنحبين نحيب الموج على الساحل البعيد !
أبدا لايبلغني صوتك ..ولايوقظني دعاؤك
في سعير الدمع تذوبين ..وتعودين للوجود ثانية
***
انت معي في خفق دمي ،وفي أضلعي
وللشوق - لو علمت- رعشة .. أحقا سلوتك !
ستنساك الايام ..وسيبقى ذكراك كالخمر المعتق
راسبا في سويداء قلبي المكلوم ،وثنايا جرحي الدامي
يبكيك ..يفتش عنك ..فلا أثر ، ويسأل ملتاعا ما الخبر ؟
ورحلتك تتلو رواية الكون للموت ..فكنت ختام الرواية
***
فيانسمة الربيع النافحة - ناشدتك الله -
عند السواقي ،حيث أهازيج الحمائم النائحة
باركي بصلاتك لتلك الروح السابحة
***
انت ابتهالات الحيارى ... وابتسامات المعذبين
لاتجزعي اذا ما ساد الصمت واديك
اعصفي يارياح ،وامطري ياسماء ،واندبي " أمسية "
في ذمة الله ... في ذمة الطبيعة " انت"
نشرت مقالتي هذه وكم كنت سعيدا ان احد تلاميذها وهو الاخ الاستاذ مجيب لويس حلبية Louis Halabia علق على ما كتبته وقال بالحرف الواحد :" الست ناظمة عبدالله معلمتي في الصف الرابع الابتدائي شعبة ( أ ) مدرسة الأمير عبدالإله النموذجية سنة 1958-1959....كانت في مقتبل الشباب نشطة جداً . متمكنة من العربية وكذلك في الرياضة السويدية محبوبة ومُهابة من جميع الطلاب . ولم أنس َ يوم جاءت لتودعنا بداية العام الدراسي لتذهب إلى بغداد لإكمال دراستها الجامعية ولم نسمع عنها منذ ذلك الحين . يارب امنحها الصحة والعافية" .
وعسى ان نسمع من تلاميذها الاخرين ما يعلقون به على مقالتي هذه .

صلاة الجمعة في جامع قبع - الزهور -الموصل

                                                                    الشيخ نافع عبد الله أبا معاذ   صلاة الجمعة بسم الله الرحمن الرحيم :...