الأربعاء، 20 يناير 2021

محلة القنطرة في الموصل

                                      زقاق ضيق جدا (عوجة الضيقي ) في محلة القنطرة في الموصل القديمة 


محلة القنطرة في الموصل

هل توجد محلة في مدينة الموصل القديمة المسورة اسمها القنطرة ؟ اقول نعم وقبل قليل وانا اتلقى اتصالا هاتفيا من الصديق الاستاذ عدنان الرحماني تحدثنا عن محلة القنطرة والتي تحادد محلة باب البيض التحتاني القريبة من البدن اي سور الموصل من جهة باب كندة اي باب البيض وتحادد الحويرة ومحلة شهر سوق ومحلة القنطرة محلة قديمة جدا سكنتها اسر كثيرة معروفة منها اسرة ال خطاب ومنهم اللواء الركن محمود شيت خطاب ورئيس محكمة التمييز الاستاذ ضياء شيت خطاب واسرة ال سيد حمو وكانوا هم مختاري المحلة لسنوات طويلة وهم من السادة النعيم ومنهم سيد نجم سيد حمو شيخ صنف الحلاقين وولده صديقنا المرحوم سيد عاصم وهناك السيد مجيد السيد حمو والد صديقنا المرحوم صلاح واسرة ال حديد واسرة ال جيرو واسرة ال الحاج احمد ومنهم المحامي والمناضل والشاعر والسياسي المرحوم الاستاذ غربي الحاج احمد واسرة العبدلي العنزية ومنهم الطبيب محمد العبدلي 1670-1750 والاستاذ صايل ابراهيم عبد الله العبدلي واسرة ال الصراف اجداد الطبيب والشاعر الدكتور وليد الصراف . كما عاش في هذه المنطقة بيت السمان حيث سكن جد الاخ الاستاذ الدكتور ثائر السمان سيد سعدون السمان وعم والده سيد عبدالرحمن السمان جد الاستاذ الاعلامي نمير السمان هناك ومنذ اكثر من قرن .
سكنتها ايضا اسرا تقول انها اسر من السادة الفاطمية ومنها اسرة ال الحكيم او اسرة ال الرحماني ومن الطريف ان في القاهرة محلة اسمها القنطرة وفي المغرب محلة اسمها القنطرة وهذه صورة التقطها الاخ يحيى قاسم ابو زكريا لواحدة من عوجات محلة القنطرة في الموصل .وقد علق الاخ الاستاذ وحيد درويش الطائي على المنشور وقال :" عاشت الأيادي دكتور معلومات جيدة واذكر بعدد من الشخصيات التي هي من محلة القنطرة منهم الشاعر الكبير معد الجبوري رحمة الله والشاعر الدكتور حيدر محمود عبد الرازق وكذلك المصور المبدع المرحوم العم علي درويش والمصور المبدع المرحوم العم إبراهيم الدرويش وكلهم من مواليد محلة القنطرة والصورة هذه ل(عوجة الضيقا) كما كنا نسميها وداخل هذه (العوجي) بيت المرحوم الشاعر معد الجبوري وحتى الشاعر الدكتور وليد الصراف جده ووالده من محلة القنطرة تحياتي دكتورنا الغالي" .
وسوف اعود للحديث عن هذه المحلة مرة اخرى ان شاء الله .................ابراهيم العلاف

 

الاثنين، 18 يناير 2021

محمود علي النحاس وموشحات الملا عثمان الموصلي




 محمود علي النحاس وموشحات الملا عثمان الموصلي

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
مع ان المرحوم الاستاذ الدكتور عادل البكري ، لم يبق صغيرة أو كبيرة عن الملا عثمان الموصلي الا وذكرها في كتابه عنه والذي طبع أكثر من مرة ، الا ان المرحوم الاستاذ محمود علي النحاس نشر مرة مقالا في جريدة ( الحدباء ) الموصلية7-7-1992 قال فيه ان للملا عثمان الموصلي موشحات لم يطلع عليها الدكتور عادل البكري ، وذكر احدها .
وقال ان والده المرحوم ( علي الصفار ) ( 1870 - 1966) ، وهكذا كان يعرف كان تلميذا للملا عثمان الموصلي ، وكان يرافقه عند مجيئه للموصل وفي جامع الشيخ ابي العلاء .وقد اخذ عنه الكثير من الموشحات وحفظها عن ظهر قلب .كما قام شقيقه المرحوم محمد علي النحاس بتوثيقها في مخطوط حمل اسم (المجمع ) وكان ذلك سنة 1933 وجمعها مع مدائح وقصائد اخرى لكبار قراء المقام انذاك امثال الشيخ عثمان الخطيب وحسن البزاز وسلمان وملا يحيى وغيرهم .
اذكر لكم واحدة من هذه الموشحات وهو ( سيكا للملا عثمان ) وعنوانه ( صلوني ذاب قلبي ) جاء فيها :
مازلت في مدح المصطفى العدنان صلوني ذاب قلبي
مولعا هائما مولها حيران صلوني ذاب قلبي
يارب شفعهم بهم غدا عثمان . صلوني ذاب قلبي
فإسمح لي واصلحوا اعوجاجي صلوني ذاب قلبي
لكن رجائي بآل المصطفى العدنان صلوني ذاب قلبي
ياربنا جد لي بالاسعاد صلوني ذاب قلبي
ادعوك في جنح الدياجي صلوني ذاب قلبي
ازكى صلاة من الرحمن تهداكم صلوني ذاب قلبي
ازكى صلاة من الكريم تغشاكم صلوني ذاب قلبي
ياسادتي فإمنحو للعبد جدواكم صلوني ذاب قلبي
واصلحلي وامحوا اعوجاجي وزاد في جسمي وهاج وأثر
والشيء الاخر الذي اود ان اقوله ان الاستاذ محمود علي النحاس ذكر موشحا آخر في مقالته الرائعة وهو موشح بعنوان ( حين شاهدت الساقي ) وهو ايضا من نغم السيكاه وددت ان اذكره لكم وفيه يقول الملا عثمان :
حين شاهدت الساقي يسقي الابرار *** هاجت مني اشواقي نحو الخمار
فسقاني من باقي خمر الاسحار *** ومحا عني الاغبار كي يفنيني
فدعاني من سري داع القرب *** اضحى في حال السكر مضني القلب
صار يبقي من فكري كشف الحجب *** خجلا ورد الذكر المحزون
بالدجى من اجفاني نأيت النوم *** ولصدق اضنا لي محبوب القوم
رائعا وسط الحاني لاصغي اللوم *** حب طه العدنان أمسى ديني
يغشى تسليم الباري نور الاكوان *** واله الابرار اهل العرفان
عند نصب الميزان فيهم عثمان *** في مقام التمكين بالرضوان
رحم الله الاستاذ محمود علي النحاس على التفاتته هذه التي حفظ لنا من خلالها جانبا من تراث الملا عثمان الموصلي .
18-1-2018
تمثال الملا عثمان الموصلي في الموصل

إذاعة صوت الجماهير 1970


 إذاعة صوت الجماهير 1970

كانت هناك اذاعة بإسم (صوت الجماهير ) من بغداد انطلقت سنة 1970 وكانت اذاعة جميلة صارت لها سمعة طيبة لتنوع برامجها ولتميزكادرها وهذه صورة تاريخية لكادر الاذاعة التقطت الصورة في اليوم الاول من مايس -ايار سنة 1973 وهي من ارشيف اذاعة جمهورية العراق.. وتضم الصورة :الجالسون من اليمين : ليلى الشيخلي ، صبيحة عريبي ، زكية العطار ، ساجدة ، سهير سلمان ، محمود السعدي ، كامل الشرقي ، عبد الغني عبد الغفور ، ريسان مطر ،عمر علي التنسيق ، موفق السامرائي ، عبد الرزاق رشيد ، سميرة محمد علي ، المذيعة سعاد..الواقفون الخط الوسط :رفعت البكري ، د. صاحب خليل ابراهيم ، ليث شاكر ، ؟؟ ، علي اللامي ، محي الخفاجي ، علي ليلو كاتب الطابعة ، منعم خليل ، علاء المولى ، طارق حسين ، عادل الربيعي ، محمد يونس ، مظفر سلمان ، عبد الرزاق دخان كاتب الطابعة ..الواقفون الخط الأخير:علي الطائي كاتب وشاعر ، عزيز كريم ، سلمان زيدان ، طه صبري ، صباح أو صفاء محمد ، زهير عباس ، عبودي نعمة ، علاء العزاوي ، صبري الرماحي ، كامل الغرباوي ، ؟ ، مقداد عبد الرضا ، جنان فتوحي .. والصورة الاخرى من ارشيفي .في نهاية 1981 كان الاستاذ محمود السعدي المعلق الرياضي المعروف مديرا لاذاعة صوت الجماهير وفي 9-5-2014 اقام الملتقى الاذاعي والتلفزيوني على قاعة الجواهري في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق احتفالية كبيرة بمناسبة الذكرى 58 لتاسيس تلفزيون العراق والذكرى 44 لتاسيس اذاعة صوت الجماهير .. حضرها عدد من الرواد الفنانين والاعلاميين واعضاء واصدقاء الملتقى .وقد كتب عنها الاستاذ علاء الماجد في موقع (الحقيقة ) الالكتروني وقال انه في بداية الحفل رحب الزميل الاعلامي الرائد احمد المظفر رئيس الملتقى الاذاعي والتلفزيوني بالحاضرين وتحدث عن تاريخ تلفزيون العراق واذاعة صوت الجماهير، بعد ذلك تحدث عدد من الرواد الذين عملوا في اذاعة صوت الجماهير وتلفزيون العراق مستعرضين بعض الذكريات الجميلة خلال عملهم في هاتين المؤسستين ، وكان من بين المتحدثين المذيعة الرائدة نوال عبد الكريم ، وصباح عباس ، وجنان فتوحي ، والمخرج مظفر زكي ، كما تحدث الشاعر الفريد سمعان عن هذه المناسبة مستذكرا البرامج الناجحة التي تعلقت بالذاكرة الجمعية العراقية . بعدها غنت الفنانة اديبة مجموعة من الاغاني التراثية الجميلة التي اسعدت الحاضرين ، وشارك ايضا في هذا الاحتفاء عدد من المطربين الرواد ، عبد الرحمن علي ، ومكصد الحلي ، وكاظم شنينة ، وجواد محسن ، وقاسم اسماعيل ، وقدم الشاعر الفريد سمعان لوح الابداع للفنانة اديبة تثمينا لمنجزها الابداعي . واختتم الحفل بقطع كيكة الميلاد من قبل الامين العام للاتحاد العام للكتاب والادباء في العراق بمشاركة عدد من اعضاء الملتقى والمحتفى بهم من الرواد" ......................ابراهيم العلاف 18-1-2020

ناظم الغزالي 1912-1963 مجدد الاغنية العربية المعاصرة








 


ناظم الغزالي 1912-1963 مجدد الاغنية العربية المعاصرة  

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

كثيرون لا يعرفون ان ناظم الغزالي من اصول موصلية ، واسرته هم من ال خطاب  من عشيرة الجبور ،  ولقب الغزالي جاءه من جده لامه الذي كان يسمى جهاد عبد الله الغزال ،  ولقب الغزال جاء بسبب رشاقة جسمه ،  وطول قامته الممشوقة  وخفة حركته كالغزال  واسم ناظم الغزالي  الحقيقي هو ناظم احمد ناصر خضير الجبوري من مواليد سنة 1912 توفي سنة 1963 وحياته حافلة بالأحداث وهو قارئ مقام ومطرب وفنان كبير كتب عنه كثيرون واشارت اليه موسوعات وانسكلوبيديات  منها ( انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية) .  . ويقال انه من سامراء وثمة من قال انه من كركوك وهكذا تعددت الروايات لكن بالنتيجة هو فنان عراقي اصيل ترك بصمة واضحة في سجل الاغنية العراقية المعاصرة واغانيه ومقاماته يرددها الصغير والكبير وعندما كان يغني كان يسحر القلوب والعقول لتمكنه من السلم الموسيقي ومن النغمات والمقامات الموسيقية .

ناظم الغزالي ولد في محلة الحيدرخانة ببغداد وهي من المحلات البغدادية العريقة وكان تلميذا في المدرسة المأمونية وبعد ان اكمل دراسته دخل قسم المسرح بمعهد الفنون الجميلة واهتم به عميد المعهد الرمز المسرحي العراقي الكبير الاستاذ احمد حقي وتعهده بالرعاية  واراده ان يكون ممثلا مسرحيا لذلك انضم الى فرقة الزبانية وهي فرقة مسرحية ضمت عددا من رواد المسرح العراقي الكبار الذين تميزوا بالتمثيل على المسرح فيما بعد . وقد مثل من خلال هذه الفرقة في مسرحية عرضت سنة 1942 بعنوان ( مجنون ليلى ) التي كتبها امير الشعراء الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي وفي هذه المسرحية غنى ناظم الغزالي اغنية ( هلا هلا ) وعبر هذه الاغنية دخل ناظم الغزالي ستديوهات اذاعة بغداد وهكذا وبمرور الزمن اصبح مطربا مشهورا يشار اليه بالبنان وصار مشهورا ليس في العراق وانما في الوطن العربي كله ومما ساعده على ذلك ولعه بالسفر الى البلدان العربية  بسيارته الخاصة .

كاتب هذه السطور كتب عن فرقة الزبانية مقالا في جريدة ( المدى ) البغدادية عدد 3-5-2015 وقلت :" تأسست في بغداد سنة 1947 .وكان لها دور متميز في تنشيط الحركة المسرحية في العراق .اسسها الاستاذ الحاج نوري الراوي .وقد اطلعت على صورة نادرة نشرتها جريدة الثورة (البغدادية ) في صفحتها الاخيرة بعنوان : " بعدسة مصور قديم " .والصورة كما اشير اليها في عدد من الثورة يعود الى اواسط الثمانينات من القرن الماضي من ارشيف محيي عارف .ويسعدني اعادة نشر الصورة .وتضم، كما قال الاستاذ الفنان الموسيقار باسم حنا بطرس في موقع بخديدا المنوعة ، الفنان حامد الاطرقجي وقوفا من الاعلى والى جانبه محمود القطان . والاطرقجي الفنان المسرحي المعروف ومحمود القطان كان يعمل عند انشاء الفرقة مدرسا للتربية الرياضية في المتوسطة المركزية ببغداد .أما الجالسون على الكراسي فهم من اليمين الى اليسار كما يقول الاستاذ باسم انه البصام ولم يذكر اسم ابيه ثم الحاج نوري الراوي والى جانبه فخري الزبيدي مؤسس متحف بغداد قرب القشلة وصاحب برنامج :" صندوق السعادة " التلفزيوني في السبعينات .اما الجالسون على الارض فهم من اليسار الفنان المطرب الكبير ناظم الغزالي وكان انذاك طالبا في قسم التمثيل والى جانبه الفنان حميد المحل رسام الكاريكاتير
والجدير بالذكر ان فرقة الزبانية كانت تقدم مسرحياتها على قاعة الملك فيصل الثاني (قاعة الشعب حاليا ) في الباب المعظم ببغداد .
ومن المسرحيات التي قدمتها مسرحية "اصحاب العقول " و " فتح باب المقدس " .
 
فرقة الزبانية ، هكذا كان إسمها ، لعبت دوراً مهماً في الحياة المسرحية العراقية، كونها (أول) فرقة بأعضائها واختصاصها ، تعود بداياتها إلى خريف الأربعينات 1947 ، وكانت الفرقة تقدم فعالياتها على مسرح قاعة الملك فيصل الثاني (قاعة
تشاهدون في الصورة من اليسار إلى اليمين:
وقوفا ً: حامد الأطرقجي ، ومحمود القطان (الذي كان مدرس رياضة في المتوسطة المركزية - ثانوية النضال في السنك) .
جلوساً على الكراسي: البصّام  ثم الحاج نوري الراوي (مؤسس والرئيس الروحي للزبانية) ، ثم فخري الزبيدي (مؤسس متحف بغداد في شارع المتنبي) ومؤسس برنامج (صندوق السعادة التلفزيوني) .
جلوساً على الأرض  : ناظم الغزالي (وكان وقتها طالباً في قسم التمثيل بمعهد الفنون الجميلة )، ثم حميد المحل (الفنان الكاركاتيري).   .

ناظم الغزالي كان من عائلة فقيرة  مكافحة  ، فقد كان يشتغل وهو طالب فعلى سبيل المثال اشتغل وهو طالب في معهد الفنون الجميلة مراقبا في امانة العاصمة وكان يحب الغناء  وتتلمذ على يد الفنان ورائد  المقام الكبير محمد القبانجي ، وتعلق بالمطربين الكبار ومنهم محمد عبد الوهاب ومحمد القبانجي وام كلثوم وفريد الاطرش وراح يردد اغانيهم مع نفسه ومن الطريف انه صار يكتب المقالات في مجلة (النديم ) وبعنوان (اشهر المغنين العرب) كما الف كتابا بعنوان ( طبقات العازفين والموسيقيين 1900 -1962)  .وقد عرف بثقافته الرفيعة واناقة ملبسه وكياسته وروحه المرحة  ومما ساعده على ذلك شكله وجمال صورته  ودقة تقاسيم وجهه .وقد تزوج من المطربة الكبيرة  سليمة  باشا مراد مع انها اكبر منه اكثر من عشر سنوات ، وقد شاركته في بعض الحفلات  والتي كان لها فضل عليه من خلال زجه في الاذاعة اذاعة بغداد بين سنتي 1947-1948 عندما انتمى الى فرقة كانت تسمى (فرقة الموشحات ) وكان يديرها الفنان الكبير الموسيقار الشيخ علي الدرويش وكانت تضم عددا من المطربين والمطربين .

تميز صوت ناظم الغزالي بالقوة  وكما هو معروف في السياقات الموسيقية فان مجاله الصوتي كان يتراوح بين " اوكتاف ونصف الى اوكتافين " والاوكتاف يتضمن ثمانية نوتات اي درجات وتنحصر حلاوة الاماكن في صوت الغزالي بين النصف الاول والثاني من الاوكتافين وهكذا فان مساحة صوت المطرب ناظم الغزالي زادت على اربع عشرة درجة من درجات السلم الموسيقي ولذلك ادى ناظم الغزالي كل الوان الغناء العربي بسهولة ويبدو ان لقدراته في التمثيل دور في جذب اهتمام المتلقي والمستمع اليه فكان رحمة الله عليه يحسن رفع وخفض الصوت حيث الحاجة ويميل بجسمه حسب النغمات فأجاد واحسن الغناء والطرب ويقينا ان ثقافته الموسيقية وقراءاته المتعددة ساعدته على ان يكون متمكنا في الاداء والتأثير .غنى ناظم الغزالي في العراق وغنى للجنود العراقيين المقاتلين اثناء الحرب الفلسطينية الاولى 1948 ،  وغنى في الكثير من البلدان العربية  وحتى في بعض البلدان الاوربية  ومنها لندن وباريس .. كان يسافر الى بيروت  مثلا وهناك يقيم الحفلات وكان يحرص ان تكون معه فرقته الموسيقية المتكاملة وسبق بهذا كثير من الفنانين العرب لهذا اكتسب شهرة عربية وكان يغني لعدد من الشعراء العرب منهم احمد شوقي وايليا ابو ماضي ولازلنا نتذكر انه غنى لابو فراس الحمداني الشاعر الكبير قصيدته الرائعة ( أقول وقد ناحت بقربي حمامة ) كما لازلنا نتذكر اغنينه (شيعت احلامي بقلب باك ) وهي قصيدة الشاعر احمد شوقي وغنى قصيدة الشاعر البهاء زهير ( يامن لعبت به شمول ) وللشاعر ايليا ابو ماضي قصيدته ( أي شيء  في العيد  اهديك  ياملاكي) وقصيدة الشاعر المتنبي  ( يا اعدل الناس الا في معاملتي)  وللعباس بن الاحنف (يا ايها الرجل المعذب نفسه)  .. وانا شخصيا  وغيري كثيرون  لازلنا  نردد  اغانيه الخالدة  من قبيل ( عيرتي بالشيب وهو وقار ) و(طالعة من بيت ابوها  وخاشة ببيت الجيران ) و( فوك  النا خل )  و(احب كل من يحبك واحب الورد جوري عبن بلون خدك )  و(مرو علي الحلوين وعذبوني ) ..وكل ما كان يغنيه يبدع فيه ولاتزال تلك الاغاني ترن في اذهان المستمعين وفي الذاكرة الغنائية العربية المعاصرة .

كان ناظم الغزالي قد وصل في سنوات الستينات الى ذروة النجاح وكان مكثرا في اقامة الحفلات وخاصة خارج العراق فعلى سبيل المثال اقام سنة 1963 وقبل وفاته ( 35) حفلة في بيروت وحدها وسجل لكثير من محطات التلفزيون العربية  واشترك في تمثيل عدد من الافلام العربية ومنها فيلم (سلام على الحب )مع نجاح سلام  وغنى فيه اغنيته الشهيرة ( يا ام العيون السود ) وذهب الى الكويت واقام اكثر من (20) حلقة وعاد الى العراق وهو يقود سيارته بنفسه وكان متعبا جدا ومنهكا جدا وفي صباح يوم 23 من تشرين الاول سنة 1963 توفي رحمة الله عليه وجزاه خيرا على ما قدم لبده وفنه وامته .

 كان ناظم الغزالي  كما يقول الاستاذ حميد المطبعي  في موسوعته (موسوعة اعلام  وعلماء العراق )  ان ناظم الغزالي كان قارئ مقام  من الطراز الاول  ، لكنه كان مجددا في اداء الاغنية العربية ، وكان مغني الشعب ذاع صيته بقراءته  الغنائية الشعبية وبجمعه بين القديم المحبب ، والحديث المعاصر كتبت عنه الصحافة العربية واطلقت عليه لقب ( سفير الاغنية العراقية ) ..  ولايزال ناظم الغزالي علامة بارزة في تاريخ الموسيقى العربية ورمزا من رموز الفن العربي الملتزم الاصيل .

 

 


الأحد، 17 يناير 2021

صبحي عبد الحميد 1924-2010 الضابط الحر والسياسي العراقي والوزير يترجم لنفسه


 صبحي عبد الحميد 1924-2010 الضابط الحر والسياسي العراقي والوزير يترجم لنفسه

ولدَ في يوم 31 كانون ثاني 1924 في بغداد في محلة قمر الدين المجاورة لمحلة الطوب في باب المعظم. والده عربي ينتسب الى عشيرة العبيد ووالدته ابنة عمه ، وكان والده ضابطآ في الجيش العراقي انتسب اليه في 6 كانون ثاني 1921 برتبة ملازم واحيل الى التقاعد سنة 1942 برتبة رائد.
مراحل الدراسة والوظيفة:
أكمل الدراسة الابتدائية في المدرسة البارودية سنة 1938.
أكمل الدراسة المتوسطة في الغربية سنة 1942.
أكمل الدراسة الاعدادية في الاعدادية المركزية سنة1945.
دخل الكلية العسكرية في تشرين اول سنة 1945 .. تخرج منها سنة 1948 وكان تسلسله على الدورة (12) ولقد اختار الانتساب الى صنف المشاة. وكان رقم الدورة (24).
تَعين بعد تخرجه آمر فيصل في فوج تدريب بغداد ثم نقل الى منصب آمر فيصل في فوج الحرس الملكي وبعدها تعين نائب مساعد في الفوج نفسه. ولبث ضابطآ في الفوج لمدة خمس سنوات.
اشترك في دورة استخبارات ، وكان الاول .. وفي دورة الاسلحة الخفيفة وكان الاول وفي دورة التعبية الصغرى وكان الاول ، وفي دورة الحروب الجبلية كان الرابع.
دخل كلية الاركان في ايلول 1953 وتخرج فيها في حزيران سنة 1955 بدرجة امتياز (أ) وحصل على سنتين قدم. وكان تسلسله الثاني. وكان رقم الدورة (20) وبعد التخرج تعين بمنصب ضابط الركن الثالث حركات في مقر الفرقة الثالثة في بعقوبة من تموز 1955 لغاية تشرين اول 1956.
التحق بكلية الاركان الانكليزية في كامبرلي في 17/1/1957 وتخرج فيها في تشرين الثاني 1957 وحصل على تقدير جيد ، وبعد عودته الى العراق عين معلماً في كلية الاركان ولبث فيها خمس سنوات حتى 10 شباط 1963. واستخدم كضابط ركن في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة لمدة ثمانية اشهر من 29 تموز 1958 حتى 8 آذار 1959 حيث تم توقيفه بعد فشل حركة الشواف في الموصل في 8 اذار سنة 1959لانه كان فعالآ في اعادة تنظيم الضباط الاحرار للتخلص من حكم عبد الكريم قاسم. وبعد ان اطلق سراحه اعيد تعيينه معلمآ في كلية الاركان واصبح معلمآ اقدم.
تعين مديرآ للحركات العسكرية في 10 شباط 1963 بعد انقلاب 14 رمضان وكان برتبة مقدم ركن.
الفعاليات السياسية:
1) أمن بالفكر القومي ، والعمل الوحددي وهو تلميذ في المدرسة الابتدائية متأثرآ بما يسمعه من والديه وعمه ومن استاذ اللغة العربية رؤوف الخطيب. واستمر تأثير الاساتذة الذين درسوه في المتوسطة في تعميق مفاهيم القومية والوحدة في اعماقه وهم الاساتذة السوريون على الطنطاوي وعثمان الحوراني وفؤاد الشايب واعجب كثيرآ وهو يقرأ التاريخ بالثورة العربية الكبرى 1916 وبالوحدتين الايطالية والالمانية وبنهضة اليابان وتمنى ان تحذو الامة العربية حذوهما.
2) انتمى الى ( تنظيم الضباط الاحرار ) الذي كان يقوده المقدم رفعت الحاج سري سنة 1952 وكان وقتها برتبة ملازم اول.
3) اصبح عضوآ في الحلقة الوسطية لتنظيم الضباط الاحرار بعد عودة من لندن في اواخر سنة 1957 وكان برتبة رائد ركن.
4) كان في الاردن عندما قامت ثورة 14 تموز 1958 مع كلية الاركان في جولة للاطلاع على الحدود الاردنية- الاسرائيلية.
5) كان عضوآ بارزآ في قيادة تنظيم الضباط الاحرار التي انبعثت في ايلول سنة 1960 للأطاحة بحكم عبد الكريم قاسم.
6) التحق بحركة 14 رمضان 8 شباط 1963 حال سماعة خبر اندلاعها من دار الاذاعة حيث اصبح مقرآ لقيادة الثورة على سير حركات الثورة وادارة حركات الوحدات حتى يوم 10 شباط 1963. حيث تعين في ذلك اليوم مديرآ للحركات العسكرية.
7) شارك بحركة 18 تشرين الثاني 1963 بحكم منصبه مديرآ للحركات العسكرية وتعين في يوم 21 تشرين ثاني 1963 وزيرآ للخارجية في الوزارة التي شكلها الفريق طاهريحيى.
8) ترفع الى رتبة عقيد ركن في 14 تموز 1964 وهو وزير حيث استثناه مرسوم جمهوري من الاحالة على التقاعد بعد استيزارهِ.
9) استلم منصب وزير الداخلية في التعديل الوزاري الذي تم في يوم 14 تشرين ثاني 1964 حيث اعاد الفريق طاهر يحيى تشكيل الوزارة.
10) تعين عضوآ في المجلس الوطني لقيادة الثورة في ايار 1964 .
11) كان عضوآ في مجلس الرئاسة المشترك تم القيادة السياسية الموحدة بين مصر والعراق في سنة 1964-1915
12) استقال من عضوية مجلس قيادة الثورة ومن الوزارة وطلب احالته على التقاعد في 30 حزيران 1965 لخلاف مع الرئيس عبد السلام محمد عارف.
13) كان عارف عضوآ في اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي العربي الذي انبثق في 14 تموز 1964 ثم امينآ عامآ للحركة الاشتراكية العربية التي تأسست اثر انهيار الاتحاد الاشتراكي بعد استقالته مع وزراء اخرين اصبح امين سر (حزب الوحدة الاشتراكي) الذي انبثق بعد انقسام الحركة الاشتراكية في اذار سنة 1968
14) ترك العمل السياسي في سنة 1972 وأقام في القاهرة منذ اوائل سنة 1969 حتى 15 حزيران 1975.
الهوايات:
القراءة بصورة عامة وخاصة الكتب العسكرية والسياسية والتاريخية.
المؤلفات:
1) كتب سلسلة من المقالات في ( المجلة العسكرية) ومجلة ( الركن) وفي الصحف اليومية.
2) ألف الكتب التالية:
أ. معارك العرب الحاسمة صور سنة 1967 واعيد طبعه سنة 1980 وسنة 1986 .
ب . نظرات في الحرب الحديثة صدر سنة 1969 في بيروت.
ت. اسرار ثورة 14 تموز في العراق صدرت الطبعة الاولى سنة 1983 والطبعة الثانية سنة 1994.
ث. شارك مع ضابط آخرين في تأليف كتاب (الجيش العربي في صدر الدولة العباسية) وصدر سنة 1963.
ج. كراس معركتنا مع الصهيونية وهو عبارة عن محاضرة القاها بدعوة من الاتحاد العام لطلبة فلسطين فرع العراق 1968 طبعها الاتحاد ووزعها بشكل كراس.
3) القى محاضرة في ( جمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين) سنة 1968 بعنوان (الأمة في الحرب) نشرتها الجمعية في مجلة (الكتاب) ، العدد الاول السنة الرابعة (آذار – نيسان) 1968 كما نشرتها جريدة ( الجمهورية) ايضآ في الوقت نفسه.
4) لديه مشروع كتابة مذكراته بأسم (العراق في سنوات الستينات) وهي خلاصة فعاليات منذ سنة 1960 حتى سنة 1968 وهذه السنين هي اعزر الفعاليات في تاريخ حياته.
5) المؤتمرات والاجتماعات :
6) 1.حضر مؤتمر القمة العربي الاول مع الرئيس عبد السلام محمد عارف الذي انعقد في القاهرة في شهر كانون ثاني 1964.
7) 2.حضر مؤتمر القمة الثاني مع الرئيس عبد السلام محمد عارف الذي انعقد في الاسكندرية في شهر ايلول 1964
8) 3.التقى الرئيس جمال عبد الناصر اكثر من عشرين مرة بعضها منفرداً وبعضها فمن وفود رسمية ومعظمها مع الرئيس عبد السلام محمد عارف وهو وزير للخارجية بعضها رسمي وبعضها غير رسمي حيث اعتاد الرئيسان على اللقاء مساء كل يوم عند وجود الرئيس عبد السلام في القاهرة. ونشأت بينه وبين الرئيس عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر خلالها مودة وصداقة عميقة.
9) 4.التقى شاه ايران ورئيس وزرائها اسد الله علم ووزير خارجيتها عباس ارام في زيارته الرسمية لطهران في 24شباط 1964 .
10) 5.حضر الاجتماع الرسمي بين الرئيس عبد السلام عارف والمشير ايوب خان في كراجي في اذار 1964 عند زيارتهم الرسمية لباكستان.
11) 6.حضر الاجتماع الرسمي بين الرئيس عبد السلام عارف والسيد جواهر لال نهر ورئيس وزراء الهند في اذار سنة 1964 دلهي عند زيارتهم الرسمية للهند.
12) 7.حضر الاجتماعات اليومية غير الرسمية في ايار 1964 على ظهر الباخرة ( الحرية ) في البحر الاحمر بعد افتتاح السد العالي في مصر وحضرها الرؤساء عبد السلام وعبد الناصر واحمد بن بله رئيس الجزائر ونكيتا خروشوف رئيس وزراء الاتحاد السوفياتي وشارك في نقاش النقاط التي طرحت خلال هذه الجلسات غير الرسمية.
13) 8.حضر المباحثات الرسيمة بين الوفد الرسمي العراقي براسة علي صالح السعدي الذي زار دمشق في 10 اذار 1963 بعد الثورة السورية مباشرة وبين القيادة السورية الجديدة .وسافر مع وزير الخارجية طالب شبيب من دمشق الى القاهرة لعرض ماتم الاتفاق عليه على الرئيس عبد الناصر.
14) 9.حضر مباحثات الوحدة العسكرية بين العراق وسورية ضمن وفد براسة الفريق صالح مهدي عماش والعميد حردان التكريتي وهو التي جرت في دمشق اواخر شهر ايلول 1963 انبثق عنها انبثق عنها اتفاق الوحدة العسكرية وكان يومها مديراً للحركات العسكرية .
15) 10.سافر الى القاهرة في اوائل تشرين اول 1963 ضمن وفد برئاسة السيد محمود شيت خطاب وعضوية العميد الطيار الركن حردان عبد الغفار التكريتي وهو لشرح اتفاق الوحدة العسكرية بين العراق وسورية للرئيس جمال عبد الناصر.
16) 11.شارك مع الرئيس عبد السلام عارف في مباحثات الوحدة بين مصر والعراق والتي انبثق عنها مجلس الرئاسة المشترك في 26 ايار 1964 تم في مباحثات الوحدة التي انبثقت عنها القيادة السياسية الموحدة في 16 تشرين اول 1964 .
17) 12.حضر اخر اجتماع للقيادة السياسية الموحدة في القاهرة في 25 ايار 1965 وكان يومها وزيرآ للداخلية.
ابرز المواقف:
1) في وزارة الخارجية:
أ. تسلم في يوم 2/1/1964 كتابآ من وزير خارجية الكويت يطلب فيه المباشرة في تحديد الحدود العراقية – الكويتية تنفيذآ للاتفاق الذي وقعه السيد احمد حسن البكر رئيس وزراء العراق مع رئيس وزراء الكويت في يوم 4 تشرين اول 1963 والذي ينص على تثبيت الحدود وفق ما جاء بكتاب السيد نوري السعيد رئيس وزراء العراق الموجه الى المعتمد السامي البريطاني في العراق والصادر في يوم 21/7/1932 والذي تنازل فيه عن جزيرتي وربه وبوبيان للكويت تحت ضغط المعتمد السامي البريطاني نظير قبول العراق عضوآ في عصبة الامم.
وكان المفروض ان تساوم الحكومة العراقية في سنة 1963 الحكومة الكويتية بالاعتراف بأستقلال الكويت نظير تنازلها عن جزيرتي وربه وبوبيان للعراق.
أمر بتأخير الرد على الكتاب ودرس أوليات الموضوع واجتمع برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء واتفقنا على ان يطالب العراق بعودة الجزيرتين الى العراق في المباحثات القادمة التي سيحدد موعدها في الظرف المناسب.
وبعد ان تكاملت الصورة والدراسة طلب من رئيس الوزراء تشكيل لجنة من وزارات الدفاع والخارجية والداخلية والنفط والاصلاح الزراعي لدراسة الموضوع والوصول الى قرار لصالح العراق.
اجتمع اللجنة في مبنى وزارة الخارجية في يومي 30/9/1964 و7/11/1964 واتفق على مايلي:-
اولآ: يجب ان تعود جزيرتا وربه وبوبيان الى السيادة العراقية.
ثانيآ: يجب ان تكون كافة المداخل البحرية في الخليج المؤدية الى ميناء ام قصر ضمن الحدود العراقية وهي خور عبد الله وخور الصبية وخور بوبيان وخور الشيطان.
ثالثآ: ان يمتد خط الحدود البري من قصر الصبية المقابلة للطرف الجنوبي لجزيرة بوبيان بخط مستقيم الى الجنابية ثم الى جنوب سفوان ويتجه نحو الغرب حتى الحدود الحالية.
وبعد تركه وزارة الخارجية ، نهج السيد ناجي طالب وزير الخارجية الجديد النهج نفسه وقال لزواره من وزراء الكويت صراحة ان العراق لن يتخلى عن جزيرتي وربة وبوبيان ولا بد ان تعود له.
ب. شكل لجنة من وزارات الخارجية والاقتصاد وبعض اساتذة الجامعة ارسلها لزيارة امارات ومشيخات الخليج العربي للأطلاع على اوضاعها الثقافية والتعليمية والاقتصادية والصحية والمساعدات التي يمكن تقديمها لها في هذا المجال لمقاومة النفوذ الايراني فيها وايقاف مده.وامر بتشكيل شعبة تابعة للدائرة العربية في الوزارة بأسم شعبة الخليج العربي واجبها متابعة امور هذه الامارات وجمع المعلومات عنها.
ج. توجيه الدعوة بأسم رئيس الجمهورية الى امراء وشيوخ هذه الامارات لزيارة العراق وبحث متطلبات اماراتهم ولفت نظرهم الى خطورة التغلغل الايراني فيها ولبى معظمهم الدعوة.
د. قدمنا الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لثوار ارتيربا وعدن ومنظمة التحرير الفلسطينية بعد انبثاقها.
هـ. زار ايران في يوم 24 شباط 1964 بدعوة رسمية وبحث مع وزير خارجيتها بأربع جلسات رسمية مواضيع الحدود بين البلدين وباقى المشاكل العالقة وقضيه فلسطين وعودة العلاقات بين مصر وايران (حيث كانوا يرجون بعد انتهاء مؤتمر القمة الاول في كانون الثاني 1964 الرئيس عبد الناصر بأعادة علاقاته مع ايران وبعد ممانعة قال اذا كان ذلك يخدم مصلحة العراق فأخولكم بالتوسط).
ولم يفلح في الوصول الى حل في قضية فلسطين واعادة العلاقات لأن الايرانين كانوا يساومون على حل المشاكل بين العراق وايران اولآ بحسب وجهة نظرهم ولم يريد ان يضحي بمصالح العراق الوطنية مقابل تأييد كلامه لقضية فلسطين. (لقد اهدىَ نسخة من محاضر المباحثات الى دار الكتب والوثائق قبل اربع سنوات).
2) في وزارة الداخلية:
أ. عمل على اطلاق جميع الموقوفين من المعتقلات والسجون لأغراض سياسية.
ب. أعاد اكثر من ثلاثة آلاف معلم ابتدائية الى الخدمة بعد ان كانوا مسحوبي اليد من عملهم.
ج. أعاد المعلمين المنقولين اداريآ الى خارج بغداد اليها لكي يكملوا دراساتهم الجامعية.
د. نقل كثيرآ من المسجونين السياسين من سجن نقرة السلمان الى سجون اخرى قريبة من محل سكناهم.
هـ. فصل الجنسية العامة عن مديرية الأمن واصبحت مديرية قائمة بذاتها.
الاوسمة والانواط:
مُنح الاوسمة والانواط التاليـــــة:
وسام الرافدين من النوع العسكري من الدرجة الاولى.
وسام الهمايون الايراني من الدرجة الاولى منحه اياه الحكومة الايرانية اثناء زيارته لأيران في شباط 1964.
وسام النجمة الافغاني من الدرجة الرابعة منحه اياه ملك الافغان سنة 1950 اثناء زيارته لبغداد.
وسام التاج الايراني من الدرجة الخامسة الممنوح من قبل الحكومة الايرانية سنة 1950 لمشاركتهِ في تشيع جثمان الشاه رضا في طهران.
نوط حرب فلسطين 1948.
نوط الخدمة العامة.
نوط 14 تموز.
نوط 14 رمضان.
نوط 18 تشرين.
______________________________________
*يقول الاستاذ ناصر محسن المعاضيدي ان الاستاذ صبحي عبد الحميد كتب هذه السيرة لتدرج ضمن كتاب عن الاعلام يصدره بيت الحكمة ببغداد ولكن ظروفا حالت دون انجازه .





إنضمام الاخ الاستاذ مازن جميل كاظم المناف الى اتحاد كتاب الانترنت العراقيين

                                                                                 الاستاذ مازن جميل كاظم المناف
 


إنضمام الاخ الاستاذ مازن جميل كاظم المناف الى اتحاد كتاب الانترنت العراقيين

بموجب النظام الداخلي للاتحاد ، وبعد الاطلاع على الطلب المقدم من قبل الأخ الاستاذ مازن جميل كاظم المناف ، وبعد التدقيق في ملفاته ، وجدنا أنه مؤهل لإكتساب العضوية في اتحاد كتاب الأنترنت العراقيين ، وبالتسلسل رقم ( 642) مع التقدير.
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
رئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
د. باسم محمد حبيب
نائب رئيس إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
الاستاذ حمزة الجناحي
سكرتير إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
الاستاذ صدام الصوفي
مسؤول قسم التصميم في إتحاد كتاب الانترنت العراقيين
الاستاذ حسين هاشم كاكايئ
عضو الهيئة الإدارية
الأثنين 18-1-2021

السبت، 16 يناير 2021

الحكايات الشعبية الموصلية


 الحكايات الشعبية الموصلية

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
بين يدي الان كتاب الصديق الاستاذ ازهر العبيدي الباحث ، والكاتب الموصلي والموسوم : "الحكايات الشعبية الموصلية باللهجتين الفصحى والعامية "، ويقع في جزئين وطبع على نفقة الباحث في دار ابن الاثير للطباعة والنشر التابعة لجامعة الموصل وصدر سنة 2011 . والكتاب بحق محاولة جادة لتوثيق الحكايات الشعبية الموصلية بعد عقود من محاولة المرحوم الاستاذ احمد علي الصوفي (1897- 1982) الذي وثق حكايات الموصل الشعبية في كتابه الذي اصدره سنة 1962 .
يقول استاذنا الدكتور عمر الطالب رحمه الله وهو ايضا ممن له باع في جمع حكايات الموصل الشعبية والكتابة عنها :" تبدأ الحكاية الشعبية في الموصل بداية تقليدية، يقول الراوي (كان يا ما كان على الله والتكلان) او (كان يا ما كان الله ينصر السلطان) او (اكو ما اكو.. يا عاشقين النبي صلوا عليه) ويواصل الراوي حكايته بقوله (كان اكو فرد واحد). وتبرز في الحكاية الشعبية في الموصل ظاهرتان: التعميم والتجهيل. حيث تتجنب الحكاية اعطاء حدود معينة للزمان والمكان اللذين يلعبان دوراً مهماً في الحكاية. وكل هذه البدايات واشباهها يحاول ان يلغي الوجود الزمني للحكاية .. وللنهاية اهمية خاصة، فهي التي تقدم العظة او الحكمة او الهدف التعليمي النهائي للحكاية، من حيث المضمون.. كما ترتبط ارتباطاً اساسياً بالبداية، فهي التي تحل العقد الصعبة وسلسلة الاهوال التي تقابلها الشخصية منذ بداية الحكاية، والتفاؤل سمة اساسية فيها، ومعظم الحكايات في الموصل تنتهي نهايات سعيدة وتكون غالباً الزواج او جمع الشمل، وهي تعويض عن الحياة الصعبة التي عاشها الموصليون خلال عصور التاريخ المختلفة " .
وكما اشار الاستاذ ازهر العبيدي في مقدمة الجزء الاول من كتابه ان الحكايات الشعبية فن جميل من فنون الادب الشعبي ، وهي تعود الى المراحل الاولى لنشأة الانسان . ولكل الشعوب حكايات تعكس اخلاقها ومعتقداتها وثقافاتها ونفسيتها وحتى اوضاعها الاجتماعية . ومن الطريف ان بعض حكايات الشعوب تتشابه .. وقد اشار المؤلف انه وجد تشابها بين حكايات الموصل الشعبية وحكايات دمشق وحسنا فعل المؤلف عندما حافظ على اللهجة التي رويت بها الحكايات المقتنصة من صدور امهاتنا وجداتنا ويعد هذا الكتاب اضافة نوعية لما هو متوفر في مكتباتنا عن الحكايات الشعبية التي تحتاج الى التحليل والدرس والتقييم ... ويقينا ان صديقنا الدكتور علي العبيدي وهو متخصص بالادب الشعبي قادر على ان يكشف لنا مضامين واشكال هذه الحكايات الطريفة المليئة بالحكم والمعاني والعبر والدروس الانسانية .
مما ينبغي ذكره ان الاخ الاستاذ ازهر العبيدي ، لم يبخل على القراء فوضع صورا واشكالا زينت الكتاب . كما انه طلب من التشكيلي الموصلي الصديق الاستاذ احمد توحلة لتصميم غلاف كتابه فكان تصميما رائعا مستوحى من تراث مدينتنا المعطاء والعميق .كما ان المؤلف ادخل على الحكايات العامية مفردات ومصطلحات إضافية مما يحفظه هو في ذاكرته . فضلا عن وضعه جداول لغوية مهمة ومن المؤكد ان هذا الكتاب -الكنز ، ستظهر قيمته بعد سنوات طويلا تندثر فيها بعض مفردات الحياة المعاصرة وتستجد مفردات جديدة تلاءم العصر في المستقبل وعندئذ سيبحث القارئ عن الكتاب الذي ربما يصبح نادرا كالكبريت الاحمر .
بدر البدور -الطير الابيض- حسين النمنم والدامية -الكوكوختي - بنت السلطان - العقل والمال - ست الستوت وعنبر المستوت - العجوز والشيطان - الصبي الشاطر -البنات الخرساوات - الفقير والليرة -صراع الثعالب - هو الكركجي يعرف شغلو - ام خغم الابغا - بلبل هزار - مهنة الزوج - الضيف الثقيل -جنكر جنكر دوس - بنت السلطان- الابله والبادنجان المطلقات السبع - ابن الملك والبنات الثلاث - العصفور والشوكة - زوجة ملا نصر الدين -حديدان مع الدامية - جنجل ورباب- زمزم القبور -القملة والبرغوث وحكايات اخرى يضمها الكتاب بجزئيه .جهد طيب ومحاولة جادة يشكر عليها الاستاذ ازهر العبيدي وبارك الله به والى مزيد من التألق خدمة للتراث الشعبي الموصلي .
بقي ان نقول ان المؤلف الاستاذ ازهر سعد الله العبيدي من مواليد الموصل سنة 1946 ..تخرج من الكلية العسكرية سنة 1966 ودخل كلية الاركان وتخرج فيها سنة 1978 وهو خريج كلية الدفاع الوطني في جامعة البكر العسكرية 1989 وهو قائد عسكري معروف في الجيش العراقي السابق وله اهتماماته البحثية والتاريخية والتراثية اصدر كتبا عديدة منها :"الموصل ايام زمان " و" امارة العبيد الحميرية " و"اسماء والقاب موصلية " و" جادة باب لكش " و" موسوعة الموصل التراثية " و"الموصل في القرن العشرين " و" الموصل عبر التاريخ " وله كتاب ضمنه مذكراته وبأربع اجزاء لايزال في انتظار الطبع هذا فضلا عن كم من المقالات والدراسات والبحوث وله نشاط على مواقع الانترنت وفي الفيسبوك وهو عضو في اتحاد كتاب الانترنت العراقيين .اسهم في ندوات ومؤتمرات علمية داخل العراق وخارجه وقد تيسرت لنا انا وهو حضور مؤتمر تاريخ تركمانستان في عشق اباد العاصمة التركمانستانية قبل سنوات وكان نعم الصديق ونعم الرفيق رفيق الدرب والسفر والحياة تحياتي له وتمنياتي له بالعمر المديد والتألق الدائم .
*المقال نشر لاول مرة في 16-1-2018

صباح الخير مرتادي مدونتي الكرام ......................ابراهيم العلاف


صباح الخير مرتادي مدونتي الكرام ......................ابراهيم العلاف


 

صديق أحمد.. تشكيلي عراقي رائد




صديق أحمد.. تشكيلي عراقي رائد

صديق أحمد فنان تشكيلي رائد وهو من أبناء محلتي :رأس الكور في مدينة الموصل من مواليد سنة 1915وقد تتلمذ على يد التشكيلي الرائد الاستاذ عاصم حافظ 1886-1978 وهو الاخر موصلي ..عمل صديق احمد اول الامر معلما ثم دخل الكلية العسكرية العراقية وتخرج ضابطا في الجيش العراقي .. كتب عنه المرحوم الاستاذ ستار الشيخ في "موسوعة الموصل الحضارية " 1992 التي اصدرتها جامعة الموصل وكنت محررا ومشرفا على الجزئين الرابع والخامس . تقاعد الاستاذ صديق احمد سنة 1963 كان ينتمي الى المدرسة الواقعية في الرسم واهتم كثيرا بالطبيعة واستخدم الالوان المائية لتحقيق اللحظات التي تفيض بعواطف جياشة وكثيرا ما كان يستعمل في اعماله الوان (البوستر ) لانها سريعة الجفاف وكان يستعمل الفرشاة بمساحات عريضة وواسعة لتخدم تلك الفضاءات المفتوحة للطبيعة ويعد من اوائل الرسامين الانطباعيين في العراق اواخر الثلاثينات وقد اهتم كثيرا بالمواضيع الشعبية ومشاهد الحياة اليومية والازقة والمساجد وكل ما له مساس بالمعالم التراثية ومن ابرز اعماله لوحة جسر الموصل الحديدي التي نفذها سنة 1935 وقد استخدم فيها الالوان المائية لابراز الحس الجمالي للبيئة وقد قيمه الناقد التشكيلي الكبير الاستاذ شاكر حسن ال سعيد وقال في كتابه "فصول من تاريخ الحركة التشكيلية في العراق "الجزء الاول بغداد 1983 :" ان صديق احمد كان يدرك بإحساسه المرهف جمال الربيع ... فكان يميل معظم الاوقات في لوحاته الى مايمثل ايام الربيع في الموصل . وقد نسنى لي ان اطلع في داره على انتاجه الغزير لهذه الفترة من حياته الفنية وان ادرس عن كثب (موضوعيته ) في اختيار الموضوع الانطباعي بحصافة وشاعرية من تمرس في تأمل الطبيعة العراقية بعين ثاقبة وروح جذلى " . ومن حسن الحظ ان كتابا اشرفت عليه ابنته قد صدر عنه
والى جانب هذه السطور غلافه وعنوانه :"صديق أحمد : مرآة جيل " رحم الله صديق احمد وجزاه خيرا على ماقدم . ......................................ابراهيم العلاف
16-1-2018

 

موفق العساف ودرسه الذي نتعلم منه

                                                                       موفق العساف
 موفق العساف ودرسه الذي نتعلم منه

بقلم : ا.د.إبراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
موفق العساف ، ليس كالصحفيين الآخرين الذين عرفتهم.. لقد كان صحفيا بالفطرة، ملتزما ، فقيرا ، مهموما ، مظلوما ، صابرا ، شامخا ..انه الكبرياء والرجولة الحقة.
مات معدما ولم يلتجأ إلى يد قد تمتد إليه لتقيله من فقره، ولكن على حساب المبادئ والقيم ..أحببته عن بعد ،وأحبني عن بعد وكان وهو الذي لم يقابلني كثيرا يعرفني ويعرف عني أدق التفاصيل ويوم جاء بأسئلته لي لكي يجري حوارا معي ، نشره فيما بعد على مدى صفحتين كاملتين في جريدة عراقيون وقبل وفاته بمدة قصيرة ، شعرت بعظمته كصحفي محترف يدرس حالة من يجري حوارا معه ويستعد للحوار فأكبرت فيه ذلك .
انه من الصحفيين القلائل الذين أرى بأنهم قد تسلحوا بمعدات وأسرار المهنة .وجدته مثقفا، وشاعرا ، وأديبا ولهذا صعقت عندما علمت بخبر رحيله فمثله نحتاج اليه في مرحلتنا هذه . لقد استعجل الرحيل ، ولكن لكل أجل كتاب .
أيها الصحفي، والأديب، والمثقف ،المثقل بهموم مواطنيه وخاصة الفقراء منهم ارقد راضيا ،مطمئنا في قبرك . فلقد تركت بصمة ليست كأي البصمات إنها بصمة من يحب شعبه ،ويحنو على أبناء جنسه وحسبك هذا ..حسبك انك أثرت في نفوسنا الحسرة واللوعة ..حسبك انك جعلتنا نفكر في المصير ..حسبك انك كنت درسا قمين بنا وبغيرنا أن يفهمه وهو بأختصار: أن حرية الإنسان أثمن شيئ في الوجود .... والكرامة كرامة الإنسان هي ما يجب أن نحافظ عليها وان كل الأمور والأشياء زائلة .. سنقيم لك تمثالا يذكرنا بأن موفق العساف لم يمت وان كل من يريد أن يفهم درس موفق العساف هو موفق العساف نفسه .
*16-1-2012

وصباحكم خير

                                                                         ساحة الامويين في دمشق وصباحكم خير وكان العراقيون عندما يصفون الدنيا...