الأحد، 8 نوفمبر 2020

بين الملك فيصل الاول والسير بيرسي كوكس 1922


بين الملك فيصل الاول والسير بيرسي كوكس 1922

كما اقول لكم دوما اعود الى اوراقي وارشيفي واجد فيه الكثير من المعلومات وعمرها اكثر من خمسين سنة ، واليوم وانا اقلب في هذه الاوراق كعادتي حتى اقدم لكم - احبتي - ما يفيد وجدتُ وثيقة غير منشورة سبق ان استنسختها من المركز الوطني لحفظ الوثائق ببغداد - ملفة القصر الملكي رقم 18 .
والوثيقة رسالة من الملك فيصل الاول ملك العراق ومؤسس دولته الوطنية 1921-1933 الى السير بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني في العراق (توفي سنة 1937) والوثيقة استنسختها بخطي وبالقلم الحبر وتقع في صفحتين وتاريخها بغداد 17-1-1922 وتبدأ بعبارة عزيزي السر بيرسي وجاء فيها : "أخذت كتاب فخامتكم المؤرخ في 13 كانون الثاني 1922 المتضمن ماجاء في الاخبار بأنني سعيت في تحريض اهالي سوريا على الفرنسيين والكماليين بالذات او بالواسطة .انني لا أرتاب في ان فخامتكم لم تعيروا تلك التهم اذانا صاغية وقد تفضلتم فرددتموها بالنيابة عني ذلك ما اشكر فخامتكم عليه ومع ذلك تأكيدا لما اخبرتكم به شفاها واجابة لرغبتكم اقول : اما بخصوص الكماليين فاني لاانكر ابدا اجتهادي المتواصل منذ سنة 1915 في اجراء كل مايمكن اجراؤه ضد الاتراك عموما ولا ازال راغبا في مواصلة السعي وراء ذلك حتى يعقد الصلح مع تركيا ...واما بخصوص الفرنسيين فانه لايسعني ان انكر ارتباطي المعنوي بسوريا من حيث الجنسية اولا ... واؤكد ...بأنني منذ خرجت من دمشق [1920]لم آت بعمل عدائي ضد فرنسا ... أما العكيدات فتعلمون فخامتكم انهم لايزالون عابثين في الامن داخل العراق وان غزواتهم تتوالى على الدليم وغيرهم .وقد كنا عزمنا بالمذاكرة مع فهد بن هذال على تأديبهم وتأديب فهد بك الزعيم وجزاع بن مجلاد ويمكنكم الاطلاع على كتب الانذار التي بعث بها الشيخ فهد بن هذال [شيخ مشائخ عنزة ] اليهم باستشارتي واظن مشاور الدليم يذكر حديثنا معه منذ مدة في هذا الشأن وانفاذ الشيخ علي السليمان ورجاله عليهم لانه لم يكن للحكومة ان تؤدبهم نظرا لوجودهم في المنطقة الفرنسية فلو كان الامر كما يقولون بأن بيني وبينهم صلات واني اشجعهم على الثورة ضد الفرنسيين لكنتم رأيتموهم على ولائنا ولما كانوا يتجاوزون على اطراف العراق ويعيثون فيها نهبا وسلبا ...منذ رجوعي من باريس في اوائل سنة 1920 وانا على يقين بأنه سيأتي يوم تنجلي فيه الحقيقة ويتضح للامة الفرنسية انني لست عدوا لها وان ما عمل ضدي ان هو الا نتيجة اطماع خصوصية لفريق اراد ان يستفيد من وجود الجيوش الفرنسية في سوريا ...وما الاشاعات التي يثيرونها علي من وقت لاخر الا ذريعة لستر معايبهم يموهون بها على العالم بأن الخلل الطارئ على ارادتهم في سوريا ان هو الا نتيجة اعمالي الخاصة دون ان يعترفوا بخرق سياستهم وادارتهم ...انا وبلادي [العراق] عرضة للأهواء والاغراض وهدفا لتضارب نفوذ الدولتين الحليفتين [بريطانيا وفرنسا] ...ذلك الامر الذي خفت منه قبل وقوعه حتى اني صرحت لاول مرة أما مؤتمر باريس [1919] بجوابي على سؤال من الرئيس [وودرو ويسن رئيس الولايات المتحدة الامريكية ] بأني لااريد ان تقسمونا كالغنائم وتجعلوا بلادنا مرسحا [مسرحا ] لتضارب نفوذ الدول العظمى ، ولكن هكذا قضى الله فكان ما كان في سوريا ولم يكتف الاعداء بذلك بل لازالوا يسعون وراء غايات بعيدة يسترونها بما يوجهون الي من التهم وكأنهم لم يكتفوا بما جلب على هذه البلاد العربية التعيسة من الويلات بل هم مثابرين على العمل يريدون الوصول الى اكثر من ذلك والحكم لله . واقبلوا خالص تحياتي ..فيصل " .
________________________________________
تعليق : ومنذ 100 سنة والحال على ماهو عليه : البلاد العربية على وضعها تتجاذبها الدول الكبرى للاسف الشديد .................ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل - العراق الموصل 8-11-2020


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل قبل أيام نشرت مقالة عن أول مؤتمر ثقافي عربي عقد سنة 1947 ، وعن حضور العلامة المؤرخ العراقي الكبير الاستاذ الدكتور جواد علي وهو من اساتذتي درسني في الصف الاول في كلية التربية -جامعة بغداد سنة 1964 مادة (تاريخ العرب قبل الاسلام) ، وقد علق الاخ الاستاذ شهاب سالار الاثري على ما كتبته ، وقال ان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري اللغوي والمؤرخ والمحقق العراقي الكبير كان من اوائل الحاضرين في هذا المؤتمر وكان يمثل العراق وقد القى كلمة مهمة . يقول الاستاذ شهاب سالار الاثري بعد ان نقل تحيات الاستاذ يسار محمد بهجت الاثري :" الاخ الاستاذ الدكتور ابراهيم العلاف ، بعد ابداء مايليق بالجناب من اعطر التحيات واجملها فأني ارجو ان تكونوا بخير وصحة وعافية . قرأت مقالكم الفخيم حول المؤرخ الدكتور المرحوم جواد علي (رحمه الله). (ومشاركته في المؤتمر الثقافي العربي الأول) الذي انعقد سنة 1947 ويبدو لي ان الاستاذ حسام الساموك قد التبس عليه التاريخ وكتب سنة 1945 بدلاً من سنة 1947 ونشرها في مجلة افاق عربية ولربما أن الخطأ وقع من المطبعة . وتم انتخاب الأستاذ الأثري في هذا المؤتمر رئيساً للجنة اللغة والقواعد. وشارك المرحوم الاستاذ الدكتور جواد علي في القاء محاضرة عنوانها (الثقافة العربية ومقامها من الثقافات العالمية) .. . العراق شارك في اعمال هذا المؤتمر العتيد ..المؤتمر العربي الأول المقام على ارض لبنان برعاية رئيس جمهورية لبنان الشيخ بشاره الخوري في بيت مري للفترة من ٣ إلى ١١ أيلول - سبتمبر سنة ١٩٤٧م ، وعن اوليات عقد المؤتمر قال ان اللجنة الثقافية للجامعة العربية فكّرت بعقد أول مؤتمر عربيّ، وكانت أهم المواضيع المطروحة للبحث في: آداب اللغة العربيّة، والجغرافية والتاريخ، والتربية الوطنيّة. وما أن أُعلن عن المؤتمر حتى تقدّمت إليه الطلبات الكثيرة من شتّى الأقطار العربيّة من رجال ونساء وبلغ عدد المؤتمرين (300) ثلاث مئة شخصٍ. حضرت وفود من الدول العربية التالية : ١- مصر. ٢- لبنان. ٣- سوريا. ٤- العراق. ٥- فلسطين. ٦- المغرب. وضم الوفد العراقي وكان برئاسة العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري عضو المجمع العلمي العربيّ بدمشق وعضو لجنة التأليف والترجمة (كانت نواة للمجمع العلمي العراقي فيما بعد) . كلا من : الدكتور جواد علي سكرتير لجنة التأليف والترجمة. الأستاذ إبراهيم شوكت (الدكتور ابراهيم شوكت استاذ الجغرافية في كلية الاداب جامعة بغداد فيما بعد) الأستاذ المساعد بدار المعلمين العالية. الأستاذ محمد ناصر (الدكتور محمد ناصر التربوي الكبير ووزير التربية السابق ) الملحق الثقافيّ بالمفوضيّة العراقية بالقاهرة. كان من المقرر مشاركة الأستاذ منير القاضي عميد كلية الحقوق وحرمه للمؤتمر، لكنّه تخلّف عن الحضور. وهذه اسماء من شارك من العراقيين : ١- السيدة صبيحة المقدادي شوكت ثانوية الأعظمية للبنات. ٢- السيد عبد الرحمن البزاز (الاستاذ عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق فيما بعد) حاكم محكمة بداءة بغداد. ٣- الآنسة بهيجة محمد رؤوف القطان مدرسة متوسطة البتاوين - بغداد ٤- الآنسة جولي متري حاج وزارة المعارف العراقية. ٥- الآنسة مهيبه برباري وزارة المعارف العراقية. ٦- لندا عازر كرم وزارة المعارف العراقية. ٧- السيد خلدون الحصريّ (الدكتور خلدون ساطع الحصري المؤرخ العراقي) ٨- السيدة حرم الأستاذ سعيد فهيم بك ٩- الآنسة فيكتورين ميخائيل خمو طالبة بمعهد الملكة عالية - بغداد. وألقى العلامة الاستاذ محمد بهجة الأثـــريّ كلمة العراق في الحفل الافتتاحي للمؤتمر وأيضاً في ختامه. وقد تم اختيار العلّامة محمد بهجة الاثريّ رئيساً للجنة اللغة والقواعد. من الجميل ان وقائع المؤتمر الثقافي الاول الذي انعقد في بيت مري بلبنان من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر سنة 1947 ، صدرت عن جامعة الدول العربية في كتاب حمل عنوان ( المؤتمر الثقافي العربي الاول المنعقد تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية في بيت مري - لبنان 1947 من 2 الى 12 ايلول - سبتمبر 1947 -القاهرة ) وقد طبع الكتاب سنة 1948 في (مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ) . مندوب جريدة (الزمان ) البغدادية وكما هو منشور في العدد الصادر يوم 24 ايلول - سبتمبر 1947 ، التقى العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري وسأله عن اهمية المؤتمر فقال الاستاذ الاثري :" أرى ان هذا المؤتمر ،كان الحجر الاساسي الاول لاقامة صرح جديد للثقافة العربية على امتن الاسس واقواها ،والاتجاه بها الى القومية الصحيحة الرصينة وتكوين الفكر العربي المستقل بوعيه والمتميز بخصائصه ..." . كان الاستاذ محمد بهجت الاثري قد القى كلمة ضافية في المؤتمر قال فيها :" تحية العراق الى الوطن العربي الاكبر من البصرة وتخوم طوروس الى ضفاف الاتلنتيك ،والعراق كان ومابرح ولن يبرح الى مايشاء من تلك المراكز العربية الاصيلة الملامح والسمات التي بحمل ابناؤها في الحواضر والقرى والارباض والارياف انبل العواطف واسمى المشاعر لكل قطر عربي حيث كان ولكل ماهو عربي وفي كل زمان ومكان ..." . كان في المؤتمر ، ثمة لجان منها لجنة الادب ، ولجنة اللغة والقواعد وترأس لجنة اللغة والقواعد الاستاذ محمد بهجت الاثري في حين تولى الاستاذ اسحاق موسى الحسيني ومن اعضاء اللجنة الاستاذ خليل السكاكيني والاستاذ عبد الله المشنوق . وفي حفل الافتتاح توالت كلمات الافتتاح وكان العلامة الاستاذ محمد بهجت الاثري من بين الذين القوا كلمات الى جانب رئيس الجمهورية الشيخ بشارة الخوري والاستاذ حميد فرنجية والاستاذ احمد امين والدكتور قسطنطين والاستاذ اسماعيل القباني . كان مؤتمرا تاريخيا مهما .رحم الله من غادرنا وحفظ الباقين.

العلامة محمد بهجت الاثري ( 1904-1996) في المؤتمر الثقافي العربي الاول 1947 ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...