اهمية علم الاجتماع في فهم التاريخ والانسان
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
وقال لي محدثي ، انك مؤرخ لكنك تهتم بعلم الاجتماع -السسيولوجيا sociology ؛ فقلت له ان ما تقوله صحيح ؛ فعلم الاجتماع من العلوم المساعدة لعلم التاريخ ، فهو يفيد عندما يكتب المؤرخ موضوعا يتعلق بالحياة الاجتماعية . وقد تلقيتُ دروسا على شيخي واستاذي سنة 1968 في قسم التاريخ بكلية التربية - جامعة بغداد المرحوم الاستاذ الدكتور حاتم الكعبي منه ومن كتبه وبحوثه ودراساته الكثيرة المهمة والرصينة والتي يقول فيها ان جذور علم الاجتماع تمتد الى علمي السياسة والاقتصاد اللذين هما اسبق منه .
ومن الطريف ان المؤرخ الالماني بول بارث Paul Barth ، الف كتابا باللغة الالمانية بعنوان (فلسفة التاريخ من حيث هي علم الاجتماع) والذي نشر سنة 1897 اي في القرن 19 . كما تم الاعتراف بعلم الاجتماع في الولايات المتحدة الامريكية على انه موضوع اكاديمي مستقل . وهكذا ؛ فجذور علم الاجتماع تمتد الى علم السياسة والاقتصاد وفلسفة التاريخ . وكما هو معروف فعلم السياسة كان اسبق من بقية العلوم الاجتماعية من حيث التكون كما ان علم الاقتصاد تبلور في القرنين 18و19 وتأخر علم الاجتماع -السوسيولوجيافي تميزه كعلم يدرس ويُدرّس وسرعان ما تميز هذا العلم في منتصف القرن 19 عندما راح الكتاب يميزون بين (الدولة) و(المجتمع) ؛ فالدولة شيء ، والمجتمع شيء آخر .
ومن الجدير بالذكر ان ( كومت ) اول من اطلق مصطلح (علم الاجتماع ) ، وكان قبل ذلك يسميه (الفيزياء البشرية ) مع ان المفكر الكبير عبد الرحمن بن خلدون وهو من عاش في القرن الرابع عشر الميلادي هو من اسس ما سكاه هو (علم العمران) ولم يكن يقصد به الا (علم الاجتماع) لهذا فثمة من يقول ان ابن خلدون هو من اسس علم الاجتماع وان المفكر (فيكو) سماه (العلم الجديد) وبدأن دراسة الظواهر الاجتماعية تأخذ طابعا عمليا تجريبيا وتبلوت مناهج وطرق بحث ودراسة علم الاجتماع لا بل تبلورت المنهجية العلمية -الميثودولوجيا Methodology في دراسة الظاهر الاجتماعية والاحداث التاريخية ونجم عن هذا جدل شيد بين المفكرين والعلماء في اواخر القرن 19 وبواكير القرن العشرين لوضع قوانين اجتماعية تشبه القوانين الطبيعية وهذا ما دعا كولنجوود لتأليف كتابيه (فكرة الطبيعة ) و(فكرة التاريخ) وسرعان ما تزايد نفوذ علم الاجتماع في التاريخ والاقتصاد والسياسة والقانون والفلسفة والادب وتنامت منهجيته وازداد عدد المشتغلين به وصدرت عنه الكتب والبحوث ورسائل الماجستير واطروحات الدكتوراه وكان من اسباب ذلك الحاجة اليه ، في معرفة اسرار المشاكل الاجتماعية ، والازمات ، والكوارث البشرية من قبيل الامراض والاويئة والزلازل والبراكين والفيضانات والمجاعات والحروب والصراعات والبطالة والكساد والتضخم والفقر ، والجهل .
وطبيعي هذا كله يساعدنا في تجنيب الانسان هذه المشاكل او على الاقل التقليل من مخاطرها عليه . 7-4-2025
*التقط لي الصورة الفوتوغرافي الاستاذ مؤيد الحربي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق