كتاب (الاجتماعيات ) للصف السادس الابتدائي في المدارس العراقية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وصلتني الكثير من الملاحظات حول كتاب (الاجتماعيات) للصف السادس الابتدائي ، واستنكر البعض كيف دُمج التاريخ بالجغرافية ولماذا ؟.. واقول اطلعت على الكتاب فولدي (حمو) الان في الصف السادس فوجدته كتابا جميلا شكلا وموضوعا .شكلا من حيث الطبع والصور والاخراج الفني وموضوعا من حيث مضامينه ، وذكرني بكتاب كنا ندرسه في الابتدائية قبل 70 سنة عنوانه (تاريخ بلادك وامتك ) ومن خلال ذلك الكتاب، وكنا ندرسه في السادس الابتدائي ، تعلمنا تاريخ العراق وتاريخ الويته وجغرافيته وتمازج سكانه وعلاقته بمحيطه وبعيدا عن بعض افكار الاخرين السلبية اقول ليست الحكمة في التعليم اليوم سمك الكتب ، وغزارة المعلومات وميل التلاميذ للحفظ الببغاوي او ما نسميه (الدرخ ) بل ان نختصر ونقدم المعلومةبالصورة الجميلة والعبارة الرشيقة وهكذا فعل مؤلفو كتاب (الاجتماعيات ) للصف السادس الابتدائي عندما قدموا معلومات موجزة ، ومختصرة ، ومكثفة عن محافظاتنا الجميلة ، وعن مجتمعنا العراقي ومكوناته ، والروابط التاريخية والاجتماعية له ، وحقوق المواطن ، والقيم والمعايير الاخلاقية ، والحضارية وعن ابرز قضايانا الاجتماعية العامة .
طبعا القارئ لابد ان يعرف اننا ، وقبل 70 سنة ، كنا ندرس في الابتدائية كتاب آخر بعنوان (الواجبات المدنية والاخلاقية) وكان يدور حول نفس الموضوعات التي ضمها (كتاب الاجتماعيات ) هذا ، واقصد ما تناوله من قضايا الروابط الاجتماعية ، ونظام الحكم ، والدستور ، والتقسيم الاداري للعراق ، واخترام القانون والنظام في المجتمع ، واحترام العمل ، والاستقامة والصدق ، والتعاون ، والوفاء والايثار وكم نحن بحاجة الى ان نُعّلم تلاميذنا هذا .
كتاب مفيد ، ومركز ، ومختصر ، وملذ وابارك لمؤلفي الكتاب الاخ الاستاذ الدكتور عبد القادر عبد الجبار مصطفى وزملاءه ، جهدهم الطيب الذي كان مكملا لما درسه التلميذ في الصفين الرابع والخامس الابتدائيين .
ومن المؤكد ان التأليف جاء وفق رؤية تربوية جديدة اختطتها وزارة التربية العراقية تقوم على التكامل ، والترابط ، وترتكز على الاقتصاد المبني على المعرفة ، والابداع ، والابتكار ، وتعزيز قيم المواطنة الحقة الصالحة ، مع مراعاة الاسس العلمية ، والفنية ، والتربوية الحديثة وخاصة من حيث اثارة الاهتمام ، والتفكير الناقد ، ومحاولة اكتشاف قدرة المتعلمين،وتنميةمهاراتهم الذاتية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق