السبت، 11 يوليو 2020

ليلُ الغاب شعر : عبد المنعم حمندي




ليلُ الغاب
 شعر :  عبد المنعم حمندي
هُنالكَ مَنْ يتربصُ بي في هذي الغابةْ.
والليلُ الأعورٌ يغدرُ أصحابهْ.
الأشجار تخشى النار ..
هل أشعل قنديلاً أم أنتظر الفجر ...
حتى يفتحُ للصبح الباكر أبوابهْ ؟ .
ظلي يتبعُ ظلاً يصحبني،
يبحث مثلي في الظُلمة عن ضوءٍ .
هذي الظلمةُ تسكننا ،
بتنا لا نعرف أشكال الموت .
أصغي للريحِ ، حفيفِ الأغصانِ ،
دبيبِ النملِ ، أفاعي الغابِ ، تلفُّ خطىً
وكمائنَ من غفلةِ نورْ ..
يمتد الليلُ ولا ندري
من اين يجيء الموت.
غيماتْ
وسماءٌ من طيرٍ .
و ابابيلْ .
ترشقُ أحجاراً من سجيلْ .
قابيلٌ يقتلُ هابيلْ .
من أين يجيء الفجر وهذا الليلْ.
يتناسل فيه الليلْ.
كيف نواجهُ عصف السَيْلْ.
أترقّبُ نجماً يمنحني وردةَ صبرٍ
ترفو ضعفي وتُعيد الحَيْلْ.
في الزمن الأغبر عشنا وتعايشنا ،
كنا كالاشجار .
أصلبَ عوداً ،
تأخذنا الأحلامُ،
ونمضي، نطوي الخوفَ بوجه الويل..
....
يا للزمن العاهر ، زمن اللغو ،
تجار الحرف
القوالين ، القوامين علينا
نصبوا في عمق الليل
مشانق للعشاق المظلومينَ ..
مشانقَ للشمس ، وللنخل ،
وللفرسان المطرودينَ
الغابةُ تمتدُ .. و فؤوسُ الحطابينْ .
تجتث الأزهار ..الأفكارْ .
وطنٌ أم منفى ..
أتعبني المنفى ..هذا الغامض بالاسرار .
... ..
ما كنتُ نبياً ، أيوباً في الصبر على البلوى .
أو يونس في بطن الحوتْ .
يقتات الظلمة ، حين يطل النور يموتْ .
وطني الغابةُ ، يحملُ أوجاع الروح
وأحزانَ الملكوتْ .
....
اضطربت دُنياي
و تاقت روحي ...
لصباحٍ بغداديٍ
لايشبهُ أي صباحْ
لنوارس فوق الماءْ .
لشعاع الشمس
يغني البلبل للقدّاحْ .
لعواطف ندخلها فرحانينَ ،
ودجلةُ تحضننا
نتألقُ فيها قبل قدوم الافراحْ .
....
لكن الغابةَ معتمةُ والفجر بعيدْ .
شعراءٌ أسكرهم وجعي ،
مشنوقون بحناجرهم
والقهر شديدْ .
....
ثمّة امرأةٌ كالنخلةِ في الريحْ
تجلسُ في الفجر
وقبل صياح الديك تصيحْ
:
يا عبد المنعمِ صبرًا يا ولدي
وتجمّلْ بالماضي
إنّ الآتي لقبيح..
10- 7- 2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

زقورة عقرقوف من المعابد العراقية في العصور القديمة

زقورة عقرقوف من المعابد العراقية في العصور القديمة وهذه صورة للزقورة وفيها مكان للمعابد العراقية وترتفع بالانسان المتعبد الى الاعلى حيث السم...